إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اهل الكتاب، والجزية في المفهوم الاسلامي الشرعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهل الكتاب، والجزية في المفهوم الاسلامي الشرعي

    النص منقول

    .................................................. ..............





    اهل الكتاب، والجزية في المفهوم الاسلامي الشرعي


    عصام عبد القادر غندور

    ما كان الاسلام يوما الا رحمة للعالمين وليس للمسلمين وحدهم، كما هو بعث نبيهم (ص) رحمة للعالمين .
    وقد حرص الاسلام منذ بزوغ فجره على الكرامة الانسانية وهي من اعز وانبل القيم التي حفظها الله لبني البشر وميزهم بها عن سائر مخلوقاته، ودعا الى الاحسان والعدل والمساواة وحقن الدماء وقتل النفس الا بالحق.


    اماهذا الذي نشهده من اجرام وتوحش وتطرف باسم الاسلام، معاذ الله ان يكون من الاسلام بشيء، بل هو مؤامرة كبيرة على الاسلام كعقيدة وشرعة ونظام ومنهج للحياة، لصرف المسلمين عن دينهم، والكفر بالكتاب والسنة!!
    وما هذا الذي جرى لنصارى الموصل من قتل وسلب واغتصاب وتهجير وهدم للمعابد الا عار في جبين المرتكبين ومن يقف وراءهم من موجهين وداعمين وممولين.
    وقد تناقلت وسائل الاعلام صورا عن الاهوال التي سببها هؤلاء الهمج الرعاع ومنها تطبيقات عن احكام شرعية تتعلق بدفع الجزية المستوفاة من اهل الكتاب!!


    وتوضيحا لهذا الامر، ومنعا للاشتباه والتباس الباطل بالحق، نورد الرأي الشرعي الذي يقول به الاسلام:


    يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة الاية 29 “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٢٩﴾التوبة” هذه الاية لم تنسخ بغيرها وهي واضحة كالشمس، والمقاتلة هنا لا تكون لاهل الكتاب الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ويدينون بدين الحق، وهم كذلك النصارى من اهل الكتاب الذين يعيشون بيننا قبل الاسلام، ولا يجوز ان يكونوا في جملة من قصدتهم الاية الكريمة.


    اما مصطلح “اهل الكتاب او اهل الذمة معناها العهد والضمان والامان، وانما سموا ذلك لان لهم عهد الله وعهد الرسول وعهد جماعة المسلمين ان يعيشوا بين المسلمين امنين مطمئنين.
    بناء على “عقد الذمة” الذي عقده رسول الله (ص) ومن بعده الخلفاء الراشدين ومن صلح من المسلمين، وهم في ذمة المسلمين يرعونهم ويدافعون عنهم وعن اعراضهم وكنائسهم واموالهم ودورهم. اما الجزية في المصطلح الاسلامي فهي المال الذي يؤخذ من اصل الذمة الذين يقيمون في دار الاسلام وفق شروط معينة، وهو مال عام يصرف على مصالح الرعية كلها مسلمين وغير مسلمين، ولا تؤخذ من غير القادر على دفعها، ولا تؤخذ الا من الرجال، ولا تجب على المرأة ولا الصبي، ولا فاقد العقل وقيمتها متروكة لرأي الامام واجتهاده على ان تراعي وسع الرجل وقدرته.
    واهل الكتاب او اهل الذمة الذين دخلوا في هذا العقد الانساني مع المسلمين ان يكون لهم من الحماية والاطمئنان ما للمسلمين من حقوق. وقد تشدد الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم جميعا في رعايتهم لاهل الكتاب وكفّ الاذى والظلم عنهم واعتنوا في كل شكوى تأتي من قبلهم. وقال النبي (ص) : من اذى ذميا فقد اذاني ومن اذاني اذى الله.


    وقال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصيته للخليفة من بعده: اوصيه بذمة الله وذمة رسوله ان يوفي لاهل الكتاب بعهدهم وان يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا الا طاقتهم ( رواه البخاري)
    وقال الخليفة الاول ابو بكر رضي الله عنه: قال رسول الله من قتل نفس معاهدة بغير حقها لا يشم ريح الجنة.
    وقال الخليفة الرابع الامام علي عليه السلام : انما بذلوا الجزية لتكون اموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا.
    اذن، اهل الكتاب لهم الحقوق العامة وهي الحقوق اللازمة للانسان، ولا يمكن الاستغناء عنها وهذه الحقوق مقررة لحماية الشخص في نفسه وحريته وماله، كالحق في الاعتقاد والتعبد وحرمة المسكن والتنقل بحرية واطمئنان.
    اذن، فهذه الهجمة البربرية الداعشية التي تشهدها بلادنا لم يسبق لها مثيل حتى في زمن هولاكو والتتار، ليست من الاسلام في شيء وهي متحللة من اي دليل شرعي، ونابعة من ذهنية متزمتة متعصبة اقصائية لا تمت الى امة المسلمين التي تدعو الى الخير وتأمر بالمعروف “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ال عمران”
    ولو كان الاسلام يقر بما يدعيه هؤلاء الظلاميين، لما بقي مسيحي واحد في هذا المشرق منذ 1435 سنة ولما قامت كنيسة واحدة في هذه البلاد بينما العكس هو الصحيح “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾النساء” الى قوله سبحانه وتعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴿٢٢﴾الروم”
    وحسبنا العهدة العمرية، وهي كتاب كتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل ايلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، امنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، وقد اعتبرت هذه العهدة العمرية واحدة من اهم الوثائق بين الاديان، وهي سبقت وثيقة حقوق الانسان قبل قرارات جينيف بأربعة عشر قرنا.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X