ببساطة: كتاب البخاري هو كتاب حديث، وعلوم الحديث برمتها قائمة على السند والجرح والتعديل، ورد الحديث الواحد يكلف الشيوخ رد سلسلة الرجال بأكملها..

مثال: توجد رواية..حدثنا الحميدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله..

تأمل هذه السلسلة جيداً..إنها تحوي خمسة أجيال..

الآن.. جاء ناقد لحديث من هذه السلسلة، وقال أن النص لا يتفق مع العقل أو مع كتاب الله، حينها لزم عليه رد كل السلسة في أحاديث أخرى..وبالتالي رد أسانيد كل الأجيال وسقوط فقه من قام علمه عليها..

ولنفترض أن سلسلة الرجال هذه روت عشرة أحاديث..فبرد حديث واحد منها تسقط البقية....وهكذا...ثم تسقط كافة الأحكام الفقهية القائمة عليها..

هل علمتم الآن لماذا ينتفض الشيوخ للبخاري؟

المسألة ليست في شخص البخاري نفسه..المسألة أعمق من ذلك، فالبخاري استطاع بكتابه تشكيل مذاهب واتجاهات بأكملها، هذه المذاهب والاتجاهات أصبحت أسيرة لفكر البخاري يستحيل أن تخرج عنه..

لذلك عندما ينتفضون فهم ينتفضون لأنفسهم ومذاهبهم..

يدافعون عن كيانهم ومصالحهم...إذا سقط البخاري سقطوا ليس فقط دينياً بل سيسقطوا اجتماعيا واقتصادياً، لأن الأغلبية العظمى من الشيوخ تقتات من الدين، وأعرف منهم من كان رزقه بالكامل على قال رسول الله وحدثنا فلان..