بسمه تعالى ،
سأورد حديثاً في استشهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسنسلط الضوء على بعض مفاصل الحديث ..
وهذه الحادثة وما يرتبط بها ، وإن كانت ملامحها أكبر من هذا الحديث .... لكن نريد أن نعرض لبعض الأمور هنا ..
الحديث :
ثم إنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ . فقال عمرُ : واللهِ لا أسمع أحدًا يذكر أنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ إلا ضربتُه بسَيْفي هذا . قال : وكان الناسُ أُمِّيِّينَ لم يكن فيهم نبيٌّ قبلَه ، فأمسك الناسُ ، فقالوا : يا سالمُ انطلقْ إلى صاحبِ رسول اللهِ فادْعُه ، فأتيتُ أبا بكرٍ وهو في المسجد ، فأتيتُه أبكي دَهِشًا ، فلما رآني قال لي : أَقُبِضَ رسولُ اللهِ ؟ قلتُ : إنَّ عمرَ يقول : لا أسمع أحدًا يذكر أنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ إلا ضربتُه بسَيْفي هذا ! فقال لي : انطلِقْ . فانطلقتُ معه ، فجاء والناسُ قد دخلوا على رسولِ اللهِ ، فقال : يا أيها الناسُ افرُجوا لي . فأَفَرجوا له . فجاء حتى أكبَّ عليه ومسَّه ، فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) ، ثم قالوا : يا صاحبَ رسولِ اللهِ أَقُبِضَ رسولُ اللهِ ؟ قال : نعم . فعلموا أن قد صدَق . قالوا يا صاحبَ رسولِ اللهِ : أيُصلَّى على رسولِ اللهِ ؟ قال : نعم ، قالوا : وكيف ؟ قال : يدخل قومٌ فيكبِّرون ويُصلُّون ويدْعُون ، ثم يخرجون ، ثم يدخل قومٌ فيُكبِّرون ويُصلُّون ويدْعُون ، ثم يخرجون ، حتى يدخل الناسُ ، قالوا : يا صاحبَ رسولِ اللهِ ! أَيُدفَنُ رسولُ اللهِ ؟ قال : نعم . قالوا : أين ؟ قال : في المكان الذي قَبضَ اللهُ فيه رُوحَه ، فإنَّ اللهَ لم يَقبِضْ رُوحَه إلا في مكان طيِّبٍ . فعلِموا أن قد صدَق ، ثم أمرهم أن يغسلَه بنو أبيه . واجتمع المهاجرون يتشاوَرون ، فقالوا : انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا من الأنصارِ نُدخِلُهم معنا في هذا الأمرِ . فقالت الأنصارُ : منا أميرٌ ، ومنكم أميرٌ . فقال عمرُ بنُ الخطابِ : من له مثلُ هذه الثلاثةِ : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ) . من هما ؟ قال : ثم بسط يدَه فبايعَه ، وبايعَه الناسُ بَيْعَهً حسنةً جميلةً .
الراوي: سالم بن عبيد المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 333
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان الناس أميين (لم يكن فيهم نبي قبله)
إن كثير من مفسري أهل السنة يفسرون الأميين على أنهم لا يعرفون القراءة والكتابة ..
لكن في هذا الحديث هذا الصحابي يبيّن معنىً آخر للأمية .. وهم الذين لم يكن فيهم نبي أو لم يكن عندهم كتاب
إذ هذا المعنى يكون مقبولاً جداً ، تأمّل الآيات القرآنية (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ)
فجعل الذين أوتوا الكتاب متممين للأميين .. وهو ما يؤيد تفسير الصحابي (وكان الناس أميين لم يكن فيهم نبي قبله)
وقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ)
وقوله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ، فجعل أهل الكتاب يتكلمون عن الأميين ... أي الذين ليس عندهم كتاب ...
تهديد عمر حتى يجيء أبو بكر
نتساءل هنا ، لماذا كان عمر بهذه الدرجة من الصرامة والحزم ، إذ هدد أن كل من يدعي أن رسول الله قد مات إلا عالجه بضربة من سيفه .. مع العلم أن إدعاء أن رسول الله قد مات ليس كفر ولا إرتداد .. ونعلم أن الناس قد تنفعل .. فتجهش بالبكاء ، أو تخر إلى الأرض أو يرتفع منها الصراخ جزعاً من هول المصيبة ... لكن فعل عمر من أنه لا يريد أي شخص يقول أن رسول الله قد مات ، يدعونا للإستغراب فعلاً ..
هل تأكد عمر من اأن لنبي قد مات أو لا ؟!!!
ويظهر كما لو كان ينتظر قدوم أبي بكر ... فبمجرد أن جاء أبو بكر ، حتى خمد عمر .. وسكت ، ولم يهدد أبا بكر بالقتل ..
هل كان عمر ينتظر أبا بكر مثلاً ...؟
لماذا ينتظر مجيئه ..؟
سؤال نضعه على جنب ..
العجيب أن الصحابة كانوا قد دخلوا على النبي ، عند مجيء أبي بكر .. ولكنهم لم يعلموا إذا كان حياً أو ميتاً ...
لعمري هل كان أبو بكر طبيباً من بين الصحابة ، فاستطاع تمييز توقف دقات قلب النبي دونهم ؟
أم أنها درة عمر وسيفه ...؟!
نضعه على جنب
نفسية عمر
إن كل إنسان طبيعي ، بمقدوره تمييز الأفعال المنبثقة من النفس ، على مختلف إنفعالاتها ..
فنجد أن عمر كان شديد الإنفعال (حسب ما أظهر للناس) .. حتى أنه لم يصدق وفاة النبي
وهذا الرجل المصدوووم لهذه الدرجة ، يهدأ مباشرة بعد كلام أبي بكر ، ثم يذهب مباشرة مع المهاجرين لنقاش مسألة الخلافة ...
هل من الممكن لرجل مصدوم ، فقد أعز إنسان في وجوده ... يتحوّل من تلك الصدمة الكبيرة إلى مناقشة الناس ومنازعتهم في شأن الخلافة مباشرة ؟
بل لو كانت صدمة عمر حقيقية ... لانهار تماماً بعد كلام أبي بكر .. ولخر للأرض يعالج نفسه .. ويقنّعها ...
ولحزن حزناً شديداً .. يشله عن الحديث حتى يخيم ليل ذلك اليوم ... لأن ما عصي على نفسه من تصديق الخبر كان أمراً عظيماً جداً لا يمكن استيعابه .. فكيف وعاه بكل هدوء ويسر (بعد مجيء الأول) ، وذهابه لسقيفة بني ساعدة ومناقشة الأنصار في شأن الخلافة (وكأن شيئاً لم يكن)
والأعجب من ذلك ( يغسله بنو أبي) ثم (يجتمع المهاجرين للتشاور) في شأن الخلافة
ويجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ...
ورسول الله لم يغسّل بعد ... ولم يصلى عليه
سبحان الله ..
كيف أبعدوا بني هاشم عن الخلافة بهذه السهولة !! وذهب كل من المهاجرين والأنصار يتنافسون فيها ..
هل هذا من حرصكم على الدين ولحمته ؟!
لٍمَ لم نجد مثل هذا الحرص من رسول الله ، فيوصي أو يستخلف خليفة لا نتنازع عليه بعده ...؟
أقلة أعطى أصحابه فرصة التظاهر بالحزن عليه .... وانتظار تغسيله والصلاة عليه ودفنه .. قبل أن يتملقوا للخليفة الجديد
والأدهى من ذلك ذهاب المهاجرين للأنصار ، ليشركوهم في الأمر ، وإذا بهم يفرضون عليهم خليفة من عندهم ..
لعمر الله أي شورى هذه ؟ هلا قالوا نذهب لنفرض عليهم رأينا ..؟
قبل أن يعينوا أميراً من عندهم ، فنخسر الدنيا والآخرة ..
والعجيب أن النبي قال الخلفاء من بعدي (12) كلهم من قريش .. فكيف تطاول لها الأنصار .. حتى إذا تنازلوا قالوا منا أمير ومنكم أمير ..؟
ثم قول عمر عن فضيلة أبي بكر في الغار ...
هل من المعقول أن تكون هذه الفضيلة هي التي أهلته للخلافة على جميع الحاضرين ...؟
إذن من هؤلاء الحضور...؟
وتزعمون أن النبي قال لو كان بعدي نبي لكان عمر .. أين هذه من تلك ...؟
وقال لو كان فيكم محدث (يحدث الملائكة) لكان عمر ... فأين الثرى من الثرية ..؟
( أنا أعلم أن هذه الفضائل لم تنسب إليهم وقتها ، ولم تكن قد وضعت بعد ولكن الفت نظر المسلمين لذلك فقط)
وإذا الناس بايعت أبا بكر ، فهل هؤلاء النفر القليل عددهم ، يمثل إجماع الأمة ؟!!
أين بني هاشم ؟ بل أين بقية المسلمين ؟
إن هؤلاء إلا حفنة بسيطة من تعداد المسلمين آنذاك ..؟
فكيف أدعوا أن أبا بكر خليفة المسلمين بالإجماع ، ومن خالف الإجماع وشق عصا المسلمين تضرب عنقه ..؟!
سأورد حديثاً في استشهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسنسلط الضوء على بعض مفاصل الحديث ..
وهذه الحادثة وما يرتبط بها ، وإن كانت ملامحها أكبر من هذا الحديث .... لكن نريد أن نعرض لبعض الأمور هنا ..
الحديث :
ثم إنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ . فقال عمرُ : واللهِ لا أسمع أحدًا يذكر أنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ إلا ضربتُه بسَيْفي هذا . قال : وكان الناسُ أُمِّيِّينَ لم يكن فيهم نبيٌّ قبلَه ، فأمسك الناسُ ، فقالوا : يا سالمُ انطلقْ إلى صاحبِ رسول اللهِ فادْعُه ، فأتيتُ أبا بكرٍ وهو في المسجد ، فأتيتُه أبكي دَهِشًا ، فلما رآني قال لي : أَقُبِضَ رسولُ اللهِ ؟ قلتُ : إنَّ عمرَ يقول : لا أسمع أحدًا يذكر أنَّ رسولَ اللهِ قُبِضَ إلا ضربتُه بسَيْفي هذا ! فقال لي : انطلِقْ . فانطلقتُ معه ، فجاء والناسُ قد دخلوا على رسولِ اللهِ ، فقال : يا أيها الناسُ افرُجوا لي . فأَفَرجوا له . فجاء حتى أكبَّ عليه ومسَّه ، فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) ، ثم قالوا : يا صاحبَ رسولِ اللهِ أَقُبِضَ رسولُ اللهِ ؟ قال : نعم . فعلموا أن قد صدَق . قالوا يا صاحبَ رسولِ اللهِ : أيُصلَّى على رسولِ اللهِ ؟ قال : نعم ، قالوا : وكيف ؟ قال : يدخل قومٌ فيكبِّرون ويُصلُّون ويدْعُون ، ثم يخرجون ، ثم يدخل قومٌ فيُكبِّرون ويُصلُّون ويدْعُون ، ثم يخرجون ، حتى يدخل الناسُ ، قالوا : يا صاحبَ رسولِ اللهِ ! أَيُدفَنُ رسولُ اللهِ ؟ قال : نعم . قالوا : أين ؟ قال : في المكان الذي قَبضَ اللهُ فيه رُوحَه ، فإنَّ اللهَ لم يَقبِضْ رُوحَه إلا في مكان طيِّبٍ . فعلِموا أن قد صدَق ، ثم أمرهم أن يغسلَه بنو أبيه . واجتمع المهاجرون يتشاوَرون ، فقالوا : انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا من الأنصارِ نُدخِلُهم معنا في هذا الأمرِ . فقالت الأنصارُ : منا أميرٌ ، ومنكم أميرٌ . فقال عمرُ بنُ الخطابِ : من له مثلُ هذه الثلاثةِ : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ) . من هما ؟ قال : ثم بسط يدَه فبايعَه ، وبايعَه الناسُ بَيْعَهً حسنةً جميلةً .
الراوي: سالم بن عبيد المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 333
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان الناس أميين (لم يكن فيهم نبي قبله)
إن كثير من مفسري أهل السنة يفسرون الأميين على أنهم لا يعرفون القراءة والكتابة ..
لكن في هذا الحديث هذا الصحابي يبيّن معنىً آخر للأمية .. وهم الذين لم يكن فيهم نبي أو لم يكن عندهم كتاب
إذ هذا المعنى يكون مقبولاً جداً ، تأمّل الآيات القرآنية (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ)
فجعل الذين أوتوا الكتاب متممين للأميين .. وهو ما يؤيد تفسير الصحابي (وكان الناس أميين لم يكن فيهم نبي قبله)
وقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ)
وقوله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) ، فجعل أهل الكتاب يتكلمون عن الأميين ... أي الذين ليس عندهم كتاب ...
تهديد عمر حتى يجيء أبو بكر
نتساءل هنا ، لماذا كان عمر بهذه الدرجة من الصرامة والحزم ، إذ هدد أن كل من يدعي أن رسول الله قد مات إلا عالجه بضربة من سيفه .. مع العلم أن إدعاء أن رسول الله قد مات ليس كفر ولا إرتداد .. ونعلم أن الناس قد تنفعل .. فتجهش بالبكاء ، أو تخر إلى الأرض أو يرتفع منها الصراخ جزعاً من هول المصيبة ... لكن فعل عمر من أنه لا يريد أي شخص يقول أن رسول الله قد مات ، يدعونا للإستغراب فعلاً ..
هل تأكد عمر من اأن لنبي قد مات أو لا ؟!!!
ويظهر كما لو كان ينتظر قدوم أبي بكر ... فبمجرد أن جاء أبو بكر ، حتى خمد عمر .. وسكت ، ولم يهدد أبا بكر بالقتل ..
هل كان عمر ينتظر أبا بكر مثلاً ...؟
لماذا ينتظر مجيئه ..؟
سؤال نضعه على جنب ..
العجيب أن الصحابة كانوا قد دخلوا على النبي ، عند مجيء أبي بكر .. ولكنهم لم يعلموا إذا كان حياً أو ميتاً ...
لعمري هل كان أبو بكر طبيباً من بين الصحابة ، فاستطاع تمييز توقف دقات قلب النبي دونهم ؟
أم أنها درة عمر وسيفه ...؟!
نضعه على جنب
نفسية عمر
إن كل إنسان طبيعي ، بمقدوره تمييز الأفعال المنبثقة من النفس ، على مختلف إنفعالاتها ..
فنجد أن عمر كان شديد الإنفعال (حسب ما أظهر للناس) .. حتى أنه لم يصدق وفاة النبي
وهذا الرجل المصدوووم لهذه الدرجة ، يهدأ مباشرة بعد كلام أبي بكر ، ثم يذهب مباشرة مع المهاجرين لنقاش مسألة الخلافة ...
هل من الممكن لرجل مصدوم ، فقد أعز إنسان في وجوده ... يتحوّل من تلك الصدمة الكبيرة إلى مناقشة الناس ومنازعتهم في شأن الخلافة مباشرة ؟
بل لو كانت صدمة عمر حقيقية ... لانهار تماماً بعد كلام أبي بكر .. ولخر للأرض يعالج نفسه .. ويقنّعها ...
ولحزن حزناً شديداً .. يشله عن الحديث حتى يخيم ليل ذلك اليوم ... لأن ما عصي على نفسه من تصديق الخبر كان أمراً عظيماً جداً لا يمكن استيعابه .. فكيف وعاه بكل هدوء ويسر (بعد مجيء الأول) ، وذهابه لسقيفة بني ساعدة ومناقشة الأنصار في شأن الخلافة (وكأن شيئاً لم يكن)
والأعجب من ذلك ( يغسله بنو أبي) ثم (يجتمع المهاجرين للتشاور) في شأن الخلافة
ويجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ...
ورسول الله لم يغسّل بعد ... ولم يصلى عليه
سبحان الله ..
كيف أبعدوا بني هاشم عن الخلافة بهذه السهولة !! وذهب كل من المهاجرين والأنصار يتنافسون فيها ..
هل هذا من حرصكم على الدين ولحمته ؟!
لٍمَ لم نجد مثل هذا الحرص من رسول الله ، فيوصي أو يستخلف خليفة لا نتنازع عليه بعده ...؟
أقلة أعطى أصحابه فرصة التظاهر بالحزن عليه .... وانتظار تغسيله والصلاة عليه ودفنه .. قبل أن يتملقوا للخليفة الجديد
والأدهى من ذلك ذهاب المهاجرين للأنصار ، ليشركوهم في الأمر ، وإذا بهم يفرضون عليهم خليفة من عندهم ..
لعمر الله أي شورى هذه ؟ هلا قالوا نذهب لنفرض عليهم رأينا ..؟
قبل أن يعينوا أميراً من عندهم ، فنخسر الدنيا والآخرة ..
والعجيب أن النبي قال الخلفاء من بعدي (12) كلهم من قريش .. فكيف تطاول لها الأنصار .. حتى إذا تنازلوا قالوا منا أمير ومنكم أمير ..؟
ثم قول عمر عن فضيلة أبي بكر في الغار ...
هل من المعقول أن تكون هذه الفضيلة هي التي أهلته للخلافة على جميع الحاضرين ...؟
إذن من هؤلاء الحضور...؟
وتزعمون أن النبي قال لو كان بعدي نبي لكان عمر .. أين هذه من تلك ...؟
وقال لو كان فيكم محدث (يحدث الملائكة) لكان عمر ... فأين الثرى من الثرية ..؟
( أنا أعلم أن هذه الفضائل لم تنسب إليهم وقتها ، ولم تكن قد وضعت بعد ولكن الفت نظر المسلمين لذلك فقط)
وإذا الناس بايعت أبا بكر ، فهل هؤلاء النفر القليل عددهم ، يمثل إجماع الأمة ؟!!
أين بني هاشم ؟ بل أين بقية المسلمين ؟
إن هؤلاء إلا حفنة بسيطة من تعداد المسلمين آنذاك ..؟
فكيف أدعوا أن أبا بكر خليفة المسلمين بالإجماع ، ومن خالف الإجماع وشق عصا المسلمين تضرب عنقه ..؟!