إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فرحة الإقبال على الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرحة الإقبال على الله

    ركب ذي النون المصري رضي الله عنه زورقـاً في النيل ، ومعه طائفة من محبيه ؛ فنظروا إلى قوم يركبون زورقاً آخر ، وهم في طرب وفرح وسرور ورقص ، فغضب من معه - لقلة نصيبهم من العلم الإلهي – وقالوا : ادعوا الله عز وجل عليهم ، فقال : لا ، ولكن : اللهم كما فرِّحتهم بالدنيا فرِّحهم بالإقبال عليك ، وإذا بالدعوة تستجاب في الحال ويتحولون إلى طـريق الله وإلى هدى الله وإلى العمل الصالح الذي يحبه الله عز وجل

    وهذا حال الصالحين ، يمسكون بالمذنبين والضالين والمبعدين وليس بشدة ولا بقساوة ولا بغلظة ، لأنهم يعلمون أنهم مرضى يحتاجون إلى إشفاق الطبيب وإلى لطف العالم وإلى مناصحة الحكيم فعملوا بمنهج الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159

    ولذلك أقبل عليهم هؤلاء ، ولأنهم أخذوهم على نهج ســيد الرسـل والأنبيـاء صلى الله عليه وسلم أيدهم الله بكل ما يحتاجون ، جعلوا بيوتهم كما أمر الله أنبياءه ؛ قبلة للواردين والطالبين والراغبين فإذا شحت الأقوات عندهم تكفل بالبركة والزيادة فيها رب العالمين ؛ فيعجب الحاضرون والمحيطون ؛ ويقـولون كيف يعيشون؟ ولا يدرون أن ذلك تأييد الله لأولياء الله

    وهو نفس تأييد الله لرسل الله وأنبياء الله وأصفياء الله في كل وقت وحين ، شغلوا أنفسهم لله ، وليس عندهم وقت لينظروا في أولادهم وأحوالهم ، فتكفل الله بشئونهم

    قال الإمام الشعراني رضي الله عنه في مننه الكبرى : ومما منَّ الله به علىَّ أن شغلني بحضرته ولم يشغلني بسواه ولم يجعل عندي وقتاً حتى لولدي وتكفَّل الله بأولادي وبناتي وزوجاتي ؛ فصار من حولي يحسدونني على حسن حالهم وظنوا أن ذلك من عنايتي بهم ، وجهلوا أن ذلك من الله عز وجل فضـلاً ورعـاية لهم لأني مشغـولٌ بالله عزَّ شأنه

    هذا حال الصالحين وهذا حال المتقين في كل وقت وحين ، وفيهم يقول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ} منهم وليس كلــهم من المؤمنين وليس حتى من المســلمين {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الأحزاب23

    على ماذا عاهدوا؟ أنهم وأموالهم وأولادهم وأوقاتهم كلهم لله ، ولا يرجعون في ذلك نفساً ولا أقل وعلى أن تكون أعمالهم ونياتهم وتوجهاتهم كلها لله لا يطلبون غير رضاه ، وهذا يحتاج إلى حرص دقيق وحفظ إلهي عميـق للقلوب ، حتى لا تلتفت أثناء الأعمال إلى أهل الجيوب أو إلى أهل العيوب ، فيكله الله إلى نفسه فيخوض في العيوب والجيوب وهنا تتخلى عنه عناية علام الغيوب عز وجل

    علمنا هذه الأمور شيخنا رضي الله عنه وأرضاه ؛ فكان على هذه الشاكلة ، كان ينزل إلى البلاد التي لا ينزلها الدعاة لوعورة الطريق أو لصعوبة الوصول إليها ولا يخبر أحداً ، ويقول لي : يا بني أنا كالجندي المجهول يبلغ الرسالة ولا يريد أن يعلم عنه أحد إلا الله عز وجل

    ويقول لي موصياً : اعمل لله ولا يهمك معرفة شيخك أنك تعمل ؛ لأنك تعمل لله وليس لشيخك ، وما كان لله ؛ فإن الله عز وجل يطلع على حنايا القلوب وخفايا الصدور ويحيط به من جميع وجهه
    التعديل الأخير تم بواسطة مراقى; الساعة 02-09-2014, 11:00 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X