إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من عبق التاريخ ..... الشمرت والزقرت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من عبق التاريخ ..... الشمرت والزقرت

    من عبق التاريخ ------ الشمرت والزقرت ||
    أنس الموسوي
    هما طائفتان من اهل النجف نشب بينهما نزاع استمر قرابة القرن شهد الكثير من الاحداث الدامية والمعارك العنيفة بين محلات النجف وازقتها وادى ذلك الى انقسام النجفيين الى (زقرت) و (شمرت)
    والزقرت هو الصقر لانهم كانوا يتصيدون الصقور أو يصطادونها أو شبهوا أنفسهم بالصقور والشمرت لعله مصحف الشمردل وهو الفتى السريع ...

    كان الزقرت يقيمون في محلتي العمارة والحويش والشمرت في محلتي المشراق والبراق وسبب النزاع بينهما هو ان رجل كان يعرف بالسيد محمود أُخبر بوجود عين ماء مطمورة في منطقة تعرف بالرحبة فاستخرجها واحدث عليها مزارع وبساتين وبنى عندها قصرا وسكنه وكان شركاءه في أملاك الرّحبة قد طلبوا منه القسمة فطردهم وأنكر ذلك .

    فاشتكوا عند الشيخ الكبير جعفر كاشف الغطاء لينهاه وليحكم بينهم وبينه فابى الشيخ ذلك فخرجوا من عنده وذهبوا بعض العلماء الاخرين فأبوا ايضا ثم عادوا للشيخ يبكون وينتدبون فتوسط نجل الشيخ موسى عند ابيه فوافق الشيخ على التدخل وارسل مجموعة من الشجعان في طلبه وكان على رأسهم رجل شجاع معروف اسمه عباس الحداد
    كان عباس في البدء حداداً ثم انضم اليه بعض الصبيان فجعلوا يخرجون إلى خارج البلد ويتصيدون الطيور والظباء ويلعبون في الأباطح والأودية وهم يلهجون بقول زقرت أو زقرتات يعني نحن عدّة بلا سلاح نتصيد ونستأنس ، ومنه يقال : فلان أو أنا زقرتي ، أي أنا بنفسي ليس لي شيء وكان عباس الحداد يهتف ( آنا...زقرتي ..ما لحكتني غير تفكتي) وهكذا ...

    ذهب عباس الحداد ومجموعته الى بيت السيد محمود فطلبوا منه المثول اما الشيخ جعفر فأبى وطردهم فلما علم الشيخ جعفر تذمر وانزعج اشد الانزعاج فطلب ان يحضروه عنوة فلما اسفر الصبح سمع عباس واصحابه الناعية والواعية في قصر السيد واذا بالسيد محمود مقتولاً !
    فاتُهِم عباس واصحابه بقتله واتهم ابناء عموته بذلك الا ان ابناء عمومته نفوا صلتهم بالحادث وبهذا اتُهم عباس واصحابه والشيخ جعفر واتباعه عموما بحادثة القتل .

    كان حاكم النجف ومسؤول الروضة الحيدرية الملا محمد طاهر على صلة كبيرة بالسيد محمود فانزعج اشد الانزعاج وامر باغلاق الصحن الحيدري وابقاء باب الطوسي فقط مفتوحا وكلما مر امامهم طالب علم نادوا هذا من اصحاب الشيخ ويصيحون بوجهه ( أيه يا ملعون يا زقرتي تمشي على الأرض بطولك آمناً وفي بطنك دم السيد محمود ) فينتدبوا اليه بالضرب المبرح وهو يقول انا لست زقرتي ولادخل لي .

    وبعد فترة من الزمن رمى رجل من الزقرت مسؤول الحضرة العلوية الملا محمد طاهر برصاصة اصابت فمه فارداه قتيلاً فاتسعت الفتنة واشتد النزاع فاعتلى بعض المسلحين المنائر العلوية والماذن والاسطح ليتبادلوا اطلاق الرصاص منها وسموا بذلك الشمرت
    فانبرى لهم عباس الحداد ومجموعة من طلبة الشيخ جعفر كاشف الغطاء لصدهم فسموا بذلك الزقرت .

    وبعد سبعة اشهر توفي الشيخ جعفر فاشاع الشمرت من اتباع سيد محمود الا ان شارت السيد محمود قد بانت بالشيخ لانه هو المسؤول عن دمه واخذوا يشنعون عليه ويلصقون به التهم .

    ولم تنته بموت الشيخ جعفر تلك الحروب والفتن بل استمرت فامر داوود باشا بعزل حاكم النجف وهو نجل الملا محمد طاهر وعين عباس الحداد مكانه لتخمد الفتنة فاخذ عباس يتتبع الشمرت واحد واحد وقتل اكثرهم ونفى الاخرين وكذلك فعل الشيئ القليل باتباعه الزقرت تموهيا فعظم امره وارتفعت مكانته وقوته في النجف

    فاتصل به رجل ابدى له الطاعة والالفة فاطمئن له وجعله خادما له وكان عباس الحداد لايترك سلاحه ابدا حتى مع وجود الحرس فقام هذا الخادم بربطه بغمده وطلب منه ان يتعلم الفارسية والتركية وارشده الى رجل ليعلمه فقبل عباس الحداد ذلك وعندما ذهب اليه ابلغ المعلم بانه يجب ان يختلي به اثناء التعليم حفاظا على سمعته ومكانته فقبل عباس ذلك .

    واستمر بالحضور عنده ثلاث ايام وفي اليوم الرابع اجتمع به هو وخادمه فانبرى له خادمه فقطع راسه فكان عباس كلما يريد ان يخرج الخنجر يراه عالقاً وبعد قتله جاء بطشت وملأه من دمه واخذه الى اصحابه الشمرت فابدوا من الفرح والبهجة الشيئ العظيم لما حققوه حتى وصل بهم الامر تشفيا ان اتَوا بخيار وخبز وجعلوا يأكلون ويغمّسون الخيار والخبز بذلك الدم !

    واستمر الصراع والعداء بين الطائفتين والحروب والنهب والسلب بين الطرفين حتى انتهى بمقتل زعيم الشمرت عزيز بقر الشام على ايدي الزقرت وبهذا انتهى ذلك الصراع الذي اودى بحياة الكثير من الابرياء وسبب انقساما اجتماعيا رهيبا بانتصار الزقرت وخمدت نار الفتنة ومنها ضهرت اهزوجة ذاع صيتها تحتفي بمقاتلي الزقرت بالقول ( ياكاع ترابج كافوري --- الليلة وية اولادي فطوري)

    لذا ينبغي اخذ العبرة من قراءة التاريخ حتى لاتتكرر تلك الماسي ويقع المؤمن في صراعات اشبه ماتكون بالجاهلية بعيدة كل البعد عن الاسلام وتعاليمه .

    المصادر اعيان الشيعة , لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ,
    ماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر محبوبة وغيرها .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X