إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بعض حقيقة الروح من القرآن واسنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض حقيقة الروح من القرآن واسنة



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد


    الروح

    سيمكننا فهم الكثير من صفاتها ببعض التحرر من القيود الفكرية التي فرضها علينا السلاطين ووعّاظهم


    فلو دققنا النظر في الآيات الكريمة وفي موارد الروح المختلفة الواردة بها فإننا سنجد أن مسألة معرفة صفات الروح وامرها وحقيقتها أمر ممكن ويسير، وسيمكننا من خلالها وبمعزل عن الآراء والتفسيرات الدارجة والمشهورة من أن نفهم الكثير عن الروح وشؤنها،،، فمثلا سنجد أنّ:

    أولا - الروح تعرج لربها حالها حال الملائكة :

    تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ

    ثانيا - الروح تتنزّل حالها حال الملائكة :

    تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

    ثالثا- الروح تقف وتتكلم وتطيع الأمر حالها حال الملائكة:

    يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا

    رابعا - الروح مراتب، منها:

    مرتبة الروح الأمين:

    نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ

    ومرتبة الروح القدس :

    وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ

    ومنها ما مرتبتها هي دون ذلك

    خامسا - الروح قد تحمل رسائل مختلفة من رب العالمين لمن يشاء من عباده:

    رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ

    سادسا - الروح يلقيها رب العالمين على من يشاء من عباده لأهداف هو فقط من يحددها:

    رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ

    والروح كذلك يؤيد بها رب العالمين من يشاء من عباده:

    وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

    سابعا - إن معرفة الروح ليست مستحيلة ولا غير ممكنة أبدا ولكنها (المعرفة) مرتبطة بالعلم:

    قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً

    فإذا أردنا أن نعرف بعض ما لم نعلمه من القرآن الكريم فما علينا سوى أن نسأل أهل الذكر:

    وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ

    فإذا سألنا أحدهم عن الروح وقال لنا أن معرفتها غير ممكنة فعلينا أن نتأكد حينها من أنه ليس من أهل الذكر، ويجب أن نقول له حينها ومن غير مواربة إنك كذّاب أشر، فأهل الذكر لا بد أن يجيبوا عن كل ما لا نعلمه من القرآن الكريم وجاء ذكره فيه ونسألهم عنه،

    فعمل أهل الذكر هو أن يحفظوا الذكر، ومن مهمتهم هي حفظ الذكر لا بد أن يستطيعوا أن يبينوا معاني القرآن الكريم وخفاياه التي خفيت على الذين لا يعلمون

    وهؤلاء (أهل الذكر) يجب أن يكونوا موجودين في كل زمان، فإنزال الذكر وحفظه مرتبط بوجودهم :

    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

    فالروح إذن ومن كل ما سبق، هي:

    مخلوقات ذات مراتب
    تسمع
    وترى

    وتتنزّل
    وتعرج
    وتطيع الاوامر

    ويؤيد بها رب العالمين من يشاء
    وهي تحمل رسائل مختلفة

    وهي تنصر
    وتقف
    وتصمت،

    وما بين حدّي جميع ذلك سيمكننا أن نضيف الكثير الكثير من الصفات والوضائف


    والروح هي مخلوقات غير الملائكة، ولكنها غالبا ما قُرنت قرآنيا معها، وذلك لأنها أشبه المخلوقات بالملائكة

    وهذا المعنى يمكننا أن نكتشفه إذا رجعنا للرواية بين كميل (رضي) وأمير المؤمنين عليه السلام حين سأله كميل أن يعرّفه نفسه فأجابه سلام الله عليه بجواب طويل ومفصّل عن أجزاء النفس الانسانية وقوى كل جزء منها،

    أقول أننا لو رجعنا لهذه الرواية الشريفة وانتبهنا لقوله سلام الله عليه الخاص بالنفس الناطقة القدسية حين قال:

    والناطقه القدسيه لها خمس قوى: فكر وذكر وعلم وحلم ونباهه وليس لها انبعاث وهي اشبه الاشياء بالنفوس الملكيه ولها خاصيتان النزاهة والحكمة

    في هذه الرواية سنرى أن النفس الناطقة القدسية حسب كلام أمير المؤمنين عليه السلام هي أشبه الاشياء بالملائكة أو بالنفوس الملكية، فإذا استطعنا أن نثبت ولو بالقرينة أن الروح هي نفسها النفس الناطقة القدسية سيمكننا حينها أن نقول أن الروح هي أشبه الاشياء بالملائكة،

    واذا رجعنا للقرآن الكريم لذلك لنرى إن كان يوجد به قرينة تؤيد هذا المعنى، سنجد أولا أن الروح به كثيرا ما قُرنت مع الملائكة، وهذه المزاوجة بينهما قد تكون قرينة مهمة على عظم الشبه بينهما وعلى القرب بين مراتبهما أيضا

    وبالتالي على أن النفس الناطقة القدسية التي لا تفنى ولا تنعدم شخصيتها حسب كلام أمير المؤمنين هي نفسها الروح او انها شعاع منها

    وتوجد قرينة ثانية سنكتشفها من خلال تأمل مفردات ومعاني هذه الأية الكريمة التالية ومطابقتها مع الرواية الشريفة :

    سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ

    هذه الاية الكريمة حددت لنا ثلاث مصادر خلق بها رب العالمين الازواج كلّها، وهي:

    1- مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ
    2- مِنْ أَنفُسِهِمْ
    3- مِمَّا لا يَعْلَمُونَ

    وهنا وحين المطابقة ما بين الأجزاء الواردة في الرواية وما بين الاجزاء الواردة في الاية سيمكننا أن نقول أن المقصود بالجزء الأول ((مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ)) هو نفسه النفس النامية النباتية المذكورة في الرواية،

    أو هي نفسها الجسد أو البدن المادي حسب الاصطلاح الدارج بين النّاس، وذلك لوجه التشابه الكبير بين مادة نباتات الأرض ومادة الأبدان التي نشئا منها،

    وكذلك لتشابههما في مراحل النمو والقوة والضعف والتلاشي، كما وأنهما كلاهما سيرجعان للأرض بعد اتمامهما لدورة حياتهما فيختلطان بها حينها فيرجعان أخيرا الى ما منه بدئا

    أما الجزء الثاني وهو ((مِنْ أَنفُسِهِمْ)) فهو النفس الحسية الحيوانية التي حين سينتهي الغرض من وجودها ومن خلقها سترجع أخيرا لما منه بدأت لتندمج معه من جديد فتفنى هويتها به

    أمّا الجزء الثالث وهو ((ومِمَّا لا يَعْلَمُونَ )) والذي ورد في هذه الآية الشريفة فيمكننا معرفته من قوله تعالى :

    وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً

    فالآية الاولى وصفت الجزء الثالث بــ ((ممّا لا تعلمون))

    والثانية قالت أن معرفتكم للروح مرتبطة بالعلم، وهذا العلم إن كنتم تجهلونه سيمكنكم الحصول عليه من أهل الذكر ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ))

    فالجزء الثالث الذي لا نعلمه هو الروح والجزء الثالث الذي نعلمه من كلام سيد أهل الذكر هي النفس الناطقة القدسية،
    فالروح إذن هي نفسها النفس الناطقة القدسية ،،

    والإحتمال الأقوى عندي هو أن النفس الناطقة القدسية هي مخلوقة من الروح التي هي من أمر رب محمد صلى الله عليه وآله ،، وهي المقصودة بالنفس الرابعة وهي النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية المذكورة بهذا الجزء من الرواية

    فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟

    فقال: قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات ، أصلها العقل ،منه بدت ،وعنه دعت ،وإليه دلت وأشارت ،وعودتها إليه إذا كملت وشابهته، ومنها بدأت الموجودات، وإليها تعود بالكمال ، فهو ذات الله العليا ، وشجرة طوبى ، وسدرة المنتهى ، وجنة المأوى، من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى
    .


    فالنفس الناطقة القدسية ستكون حينها شعاع روحي من الروح القدس (
    النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية) وهي متصلة به ورجوعها إليه ،، والنفس الناطقة القدسية هي نفسها النفس المطمئنة التي لن تفنى لكنها سترجع أخيرا لتجاور النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية وهي أيضا التي غالبا ما قُرنت مع الملائكة لقرب الشبه ما بينهما في التكوين والوضيفة أيضا ،، فهي شعاع روحي صدر منها ويعود إليها

    ومن كل ذلك يمكننا أن نقول:

    أن الروح لها نفس مستقلة بها

    تماما كما أن كل إنسان وكل ملاك له نفس مستقلة به،


    وأن الروح ليست كما يقول الكثيرون عنها من أنها شيء مجهول على الإطلاق لا يمكن معرفة أيّ شيء عنها

    وأن الروح ليست شيء يدخل بنا ويخرج منّا،

    وأن الروح أبدا لا تموت،

    وأنها ذات شخصية وإرادة مستقلة

    وأن الروح لها دور فاعل ورئيسيّ في عمليات الخلق والتكوين والتصوير والتّنزل بأمر ربها من كل أمر

    ونحن وكل ما يخصنا على هذه الأرض الصغيرة في هذا الكون المترامي الأطراف هو جزء من كلّ أمر الذي مدى تنزل الملائكة والروح فيه يصل حتى اطراف اطراف هذا الكون ،، هذا لو كان له أطراف

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X