بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللهم صلي على محمد وآل محمد
يبدو لي أنه توجد قوانين نتعامل معها كأنها آلهة، فتماما كما أننا لا نرى الآلهة لكننا نعتقد بها فنحن نتعامل بنفس تلك الطريقة مع تلك القوانين
مثلا مقولة أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، فرغم اننا لا نعرف اطلاقا من أين أتت تلك الطاقة في البغ بانغ، فإننا نصر على أنها لا تستحدث من العدم، من أين جاء هذا الاصرار أو هذا اليقين؟ لا أعرف
حسنا، المادة طاقة والطاقة اهتزاز والاهتزاز حركة والحركة هي انتقال ماهية معينة من نقطة الى نقطة أخرى في مقدار زماني معين
فالطاقة إذن هي مركبة من : ماهية وزمان ومكان،
نرجع للبغ بانغ، ونسئل أين حدث البغ بانغ؟ فلا بد أن يكون هناك مكان ليحدث به بانغ
ولكننا قلنا أن المكان هو أحد أجزاء الطاقة، وعليه فيجب أن تكون الطاقة موجودة قبل البغ بانغ
ولكن قد يقول قائل: أن المكان فقط هو الذي كان موجود ولا وجود للماهيات به أي أن المكان كان فارغا، حينها سنسقط المكان من مكونات الطاقة ونقول انه هو الحاوي لأجزاء الطاقة الباقية، ليبقى عندنا فقط ماهية وزمان
ولكن وجود مفهوم الزمان مرتبط بالمكان، فلا الزمان ممكن بدون المكان ولا المكان ممكن بدون الزمان
حسنا سنقول إذن : أن الزمان والمكان سابقين في وجودهما على البغ بانغ ونقول أنه من البغ بانغ الذي تبغبغ في المكان والزمان السابقين في وجودهما عليه ظهرت فقط الماهيات
أين كانت تلك الماهيات موجودة قبل أن تظهر بالبغ بانغ؟ لو قلنا انها كانت في مكان قبل أن تنتقل للمكان الذي حصل فيه البغ بانغ لأثبتنا وجود مكان قبل المكان لنرجع لندور حينها في حلقة مفرغة جديدة وجديدة وجديدة وجديدة
وعليه فلا بد أن نقول أن الماهيات كان لها قبل البغ بانغ نوع من الوجود لا يحتاج الى مكان لينوجد به،
أي ان حالتها الوجودية قبل البغ بانغ هي حالة بين حالتين تكون فيها موجودة ومعدومة في نفس الوقت
موجودة لأنها ظهرت،
ومعدومة لأنها كانت حيث لا مكان،
ولتوصيل الفكرة يمكننا أن نقول أنها كانت مجرد هياكل موجودات تقبع في ظلمة العدم
وعندما حصل البيغ بانغ هي لم تظهر منه بل هي ظهرت بسببه،
فهي أصلا موجودة في العدم، والبغ بانغ أظهرها وأظهر المكان فقط ولم يخلقهما
فالبغ بانغ ما هو إلا إشراق صبح أزلي
ذو نور ساطع من خلفهم
فسقط نوره على تلك الهياكل الموجودة منذ الأزل في ظلمات العدم
فظهرت لها باشراق ذلك النور عليها ظلال في المكان الذي كان أصلا موجود قبل البغ بانغ لكنه هو أيضا ظهر بفضل إشارق النور عليه
واستمرار إشراق نور الصبح الازلي هذا هو من يخلق في الوعي المراقب استمرارية الشعور بالزمان والمكان
.
---------------------------
سأل كميل بن زياد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه فقال:
مَا الحَقِيقَةُ؟
قَالَ: مَا لَكَ وَالحَقِيقَةَ؟
قَالَ: أَوَ لَسْتُ صَاحِبَ سِرِّكَ؟
قَالَ: بَلَي، وَلَكِنْ يَرْشَحُ عَلَیكَ مَا يَطْفَحُ مِنِّي
قَالَ: أَوَ مِثْلُكَ يُخَيِّبُ سَائِلاً؟
قَالَ: الحَقِيقَةُ كَشْفُ سُبُحَاتِ الجَلاَلِ مِنْ غَيْرِ إشَارَةٍ
قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: مَحْوُ المَوْهُومِ مَعَ صَحْوِ المَعْلُومِ
قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: هَتْكُ السِّتْرِ لِغَلَبَةِ السِّرِّ
قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: جَذْبُ الاَحَدِيَّةِ بِصِفَةِ التَّوْحِيدِ
قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاَزَلِ ، فَتَلُوحُ عَلَی هَيَاكِلِ التَّوحِيدِ آثَارُهُ
قَالَ: زِدْنِي فِيهِ بَيَاناً
قَالَ: أَطْفِ السِّرَاجَ فَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ . إنتهى