ليس تضخيماً أو تهويلاً في شأن الرجل، أو انتقاص من كل خصومه، ولكن للمدقق سيرى أنه نجح في هذه الأشياء رغم صعوبتها:

1-حاز على ثقة دول الخليج ونظام بشار الأسد في نفس الوقت، ونجاحه في ذلك مهّد للعبة المصرية التي تلعبها الآن وهي محاولة للتقارب العربي بتواصل.."خليجي/ سوري عراقي".

2-أخرج الجيش المصري من معادلات السياسة الخارجية، وفي نفس الوقت وضعه لتأمين جبهة الدعم/ الخليج...كيف ذلك؟...هذه عملية نفسية لا يجيدها سوى الثعالب..واسألوا بوتين..

3-يعلم جيداً أن التواصل مع الإخوان مضيعة للوقت والجهد ، والتواصل معهم الآن سيفقده الكثير داخلياً وخارجياً..لذلك عكف عن التعامل معهم سوى بالقبضة الأمنية، غيره ربما كان يستنزف مجهود الدولة في التعامل مع جماعة إرهابية لا أمل في إصلاحها.

4-له مشروع تنموي عبقري قائم على .."استنهاض الهمم وشحن الجماهير نفسيا وكشف التحديات وإحساس دائم بالتقصير"..هذا أسلوب عسكري في النهاية...وفي الغالب سينجح مشروعه لسبب وحيد..أنه يراهن على.."الإنسان"..وكل الدول التي نجحت قامت على تلك المراهنة.

5-أوهم متابعيه أنه يساري وليبرالي في نفس الوقت، كيف ذلك ؟..يساري حين زار روسيا مرتين في زمن قصير ...مرة وزير ومرة رئيس، وليبرالي حين تواصل مع الاتحاد الأوروبي وعكف عن التواصل مع إيران...هذه كلها رسائل توحي بأن سلوكه يقبل كل الاحتمالات.."فرش بضاعة بالمعنى المصري"..واللي عاوز يشتري يشتري..

لا أريد أن أستبق الأحداث، هذا تحليل مؤقت لسياسة الرجل، حتى الآن هو ناجح بامتياز داخلياً وخارجيا، ليس أدل من نجاحه في غزة حيث حقق للشعب هناك السلام وفي نفس الوقت انتقل لمرحلة أخرى لم يخص فيها أي رئيس مصري وهي .."إعادة إعمار غزة"..

يكفي أن الدولة المصرية تماسكت في وقت قياسي بعد أن كانت على شفا الانهيار والتفكك، وقد كان ذلك هو رهاني على الرجل منذ البداية، قلت أنه الوحيد القادر على بناء الدولة ومؤسساتها وحمايتها في هذا التوقيت..وبعد ذلك لكل حادث حديث.