بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم
( أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ » قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
قَالَ : « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ )
ـ حديث صحيح ـ
وتقدير كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
( مَنْ كُنْتُ ) من المؤمنين أنا ( مَوْلَاهُ )( فَهَذَا ) علي عليه السلام ( مَوْلَاهُ )
هنا فعل الموالاة قد وقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على
المؤمنين فهو الفاعل الذي قام بذلك ومثل هذا الحديث قوله صلى الله عليه
وآله وسلم
( فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ )
هنا الفعل وقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المؤمن فكان هو
الفاعل له وليس المؤمن بل المؤمن وقع عليه فعل السب أو الجلد
مثال آخر للتوضيح
عندما يقول شخص لأصحابه
( من كنت سببته أو كنت ضربته أو كنت آذيته ) هل هذا الفعل وقع من
الشخص المتكلم على المخاطبين أم وقع من المخاطبين على الشخص
المتكلم ؟؟؟
المثال واضح الفعل وقع من المتكلم على أصحابه المخاطبين
لكن لو قال شخص لأصحابه
( من كان سبني أو كان ضربني أو كان آذاني )
فالفعل هنا وقع من المخاطبين أي أصحابه عليه هو ولم يقع منه هو عليهم
ومثل ذلك في الحديث النبوي قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ )
فهنا الفاعل الذي وقع منه الفعل هو المخاطب وهو المؤمن الذي يؤمن بالله
واليوم الآخر وهو الذي سيقع منه فعل ( إكرام الضيف )
إذاً كما هو واضح من الأمثلة الذي وقع منه فعل الموالاة في قول الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم ( مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ ) هو الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم فوقع منه هذا الفعل على المؤمنين ولم يقع الفعل من المؤمنين
على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فليسوا هم الفاعل
لكن أكثر أهل السنة عندما قاموا بشرح معنى هذا الحديث قاموا بتحريف
لفظ الحديث حتى يتوافق مع المعنى الذي يريدون تفسيره به
فحرفوا الحديث من ( مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ) إلى لفظ جديد مختلف
هو ( من كان يتولاني فليتول علياً )( من كان يواليني فليوال علياً )
الفرق بين اللفظين
1 ـ ( من كنتُ ) ضمير للمتكلم وهو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
أما ( من كان ) ضمير للمخاطب من المؤمنين
2 ـ ( مولاه ) أي أنا مولاه أي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو
الفاعل الذي وقع منه الموالاة على المؤمنين أما ( يتولاني ، يواليني ) أي
هو يتولاني ، هو يواليني أي المخاطب من المؤمنين هو الذي وقع منه
فعل الموالاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
3 ـ ( فعلي مولاه ) أي علي عليه السلام هو الفاعل الذي سيقع منه فعل
الموالاة على المؤمنين أما ( فليتول علياً ، فليوال علياً ) أي المؤمن هو
الفاعل الذي سيقع منه فعل الموالاة على علي عليه السلام
4 ـ ( مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ) جملة شرطية خبرية أما ( من كان
يواليني فليوال علياً ) فجملة شرطية إنشائية فيها فعل أمر
فالجملة الأولى إخبار للمؤمنين عن الموالاة أما الأخرى فأمر للمؤمنين للقيام بهذه
الموالاة
والحمد لله رب العالمين
تعليق