إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سرّ الكأس المقدسة (الافخارستيا)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سرّ الكأس المقدسة (الافخارستيا)

    سرّ الكأس المقدسة (الافخارستيا).
    مصطفى الهادي.



    الكأس المقدسة ، منذ أكثر من ألف وخمسمائة عام والعالم المسيحي صدع رؤوس الناس باسرارها وفوائدها، وهو منذ تلك القرون يحاول ان يفك طلاسمها وكأن دنيا المسيحية خلت من معاجز أخرى قام بها السيد المسيح فلم يهتموا بمسألة ولادته المعجزة أو احيائه للموتى طيرانه في الهواء وذهابه للسماء ، ولا شفائه للعمي والعرج وغيرهم، تكاسلا منهم في البحث عن اسرار كل هذه المعاجز فاختصروا كل هذه الاعمال بقولهم ان (المسيح) هو الله، ولكن كأس من الخزف أقامت دنيا المسيحية ولم تقعدها إلى هذا اليوم.



    فما هي حكاية هذه الكأس؟

    أولا يجب القول أن القرآن اعطى لمسألة العشاء الأخير حجما قدسيا رائعا حيث ربطها بالسماء فجعل الطعام والشراب والآنية كلها من السماء اي من الجنة ، وهذا هو الواقع الذي يُليق بنبي مثل السيد المسيح فنزلت المائدة متدلاة بحبل من السماء وهي تحمل مجموعة من الاواني فيها طعام من الجنة، وكأس واحدة تحمل في جوفها سر الشراب المقدس الذي يمنح الخلود لكل من شرب منه، ولا ينفذ مهما شرب منه الشاربون حسب زعم الزاعمين.



    ولكن المسيحية مع الاسف وكتبها المقدسة نزلت بهذه المعجزة إلى الحضيض حيث لم تعتبرها معجزة ولم تربطها بالسماء بل زعمت أن المسيح اوصى تلاميذه بأن يعدوا هذه المائدة بمناسبة عيد الفصح اليهودي، بينما قال القرآن ان نزول المائدة اسس عيدا رائعا يحتفل به المسيحيون ، فكما نقرأ في إنجيل لوقا 22: 21 ((فأرسل بطرس ويوحنا قائلا: اذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل. فقالا له: أين تريد أن نعد؟. فقال لهما: إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء. اتبعاه إلى البيت حيث يدخل وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟ فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة. هناك أعدا فانطلقا ووجدا كما قال لهما، فأعدا الفصح)).



    إذا حسب رواية الاناجيل مجتمعة فإن هذه المائدة واوانيها واقداحها هي من اعداد التلاميذ فإذا كان كذلك فلماذا يعطي العالم المسيحي هذا الاهتمام للكأس التي شرب منها السيد المسيح وتلاميذه ؟ ولماذا لم تحضى الأواني التي اكلوا فيها ايضا بمثل هذه القدسية.



    الثاني : قصة الكأس المقدسة متشعبة في المسيحية وفيها آراء كثيرة جدا ، ولكن اشهر هذه الاراء هي الكأس التي كانت بيد يسوع المسيح في يومه الاخير في مأدبة العشاء الاخير وهو ما ايده المسلمون وجاء على ذكره القرآن في قوله : (هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك).(1)



    إذن السيد المسيح هنا يؤسس لعيد كبير للمسيحية ويعتبر نزول المائدة آية كبرى من أيات الله . وفي هذه المائدة كان هناك اواني كثيرة ولكن نزل فقط كأس واحد من الجنة مع المائدة وهي الكأس التي قام يسوع بمناولتها للحواريين واحدا واحد ليشربوا منها ولم ينتهي الماء او خمر الجنة الذي فيها وبقيت هذه الكأس مترعة لا ينتهي الذي فيها مهما شرب منها الناس، وعلى زعمهم فهي في مكان سري يبحثون عنها منذ ذهاب يسوع وإلى هذا اليوم يطلقون عليها المناولة أو سر الإفخاريستيا.



    وكما تعلم فإن المائدة هذه نزلت من السماء وبقيت في الأرض ولم ترتفع للسماء مرة اخرى ولا يعرف اين اصبحت ، ولكن لربما هي موجودة مع مواريث الانبياء عند المقدسين من ذرية النبي محمد عليه المكارم وهذه الكأس من شرب منها لا يضمأ بعدها ابدا ، ولا يموت إلا بإذن الرب (2) وقد شرب منها يسوع وبقى حيا والخضر والقائم المهدي وغيرهم كثير كثير لا بل ان بعضهم قال بان هذه الكاس من بقايا طين آدم صنعها الملائكة فمن شرب منها منحته الخلود ، ولذلك نرى بعض الكنائس تصنع هذه الكأس من الطين المفخور.



    أين بقايا المائدة؟

    ما نراه ونسمعه ونقرأه يدل على تخبط مريع في فهم هذا الموضوع ، فبينما نرى القرآن يرتقي بليلة العشاء الأخير إلى مصاف السماء ويضفي عليها قدسية ويجعل من هذا اليوم عيدا لعموم المسيحية ، نرى الإنجيل يهبط بهذه المناسبة إلى الحضيض فيجعلها بشرية خالصة لا دخل للسماء فيها مما يسلبها ميزتها المقدسة التي تليق بمقام نبي ويعتبرون العيد عيدا يهوديا ، ولكننا نرى ان تصرفات الكنائس كلها تدل على ان يوم العشاء الاخير يوم مميز جدا ومقدس حيث لا زالت الكنائس تقدم سر المناولة والافخارستيا وهما رمزان يُشيران إلى ليلة العشاء الاخير.



    لا يعرف احد في عالم المسيحية اين بقايا المائدة ولذلك نرى حتى السينما العالمية تُنتج افلاما تبحث فيها عن (الكأس المقدسة) وتختار ابرع الممثلين من اجل ذك.

    انا من جانبي بحثت كثيرا عن سر هذه الكأس فلم اجد شيئا يُذكر في كتابات المعاصرين. فقط مجرد تخمينات وخرافات واساطير تم حياكتها حول (سر الافخارستيا) . ثم سألت بعض القساوسة من اصدقائي ولكن لم اجد سوى الصمت . الرواية من الناحية المسيحية تُجيبنا على ذلك حيث نعرف ان الأواني والاقداح كانت لصاحب البيت ومن الطبيعي ان المسيح وتلاميذه لما يفرغوا من الطعام لا يأخذون هذه الاواني بل ترجع لصاحبها.



    ولكن من ناحية الرواية الاسلامية فإن هذه المائدة والاواني والاقداح آية كبرى نزلت من السماء مدلاة بحبل فاستلمها السيد المسيح ووزعها في أنحاء المائدة وانطلاقا من هذه الرواية يحق لنا نحن المسلمون أن نتسائل عن الأواني والكأس اين ذهبت بعد فراغهم من الطعام؟



    بحثت في الأدب العالمي وجامع تواريخ الاحداث المسيحية من القرن الأول وحتى القرن الخامس. فوجدت أن اول اشارة ظهرت لهذه الكأس من قبل (كريتيان دو تروا) الكاتب في سنة (1180) وما بعدها حيث زعم كريتيان أن مصدره هو كتب معلمه (فيليب فلاندرو) حيث يزعم أن الكأس المقدسة ارسلها السيد المسيح إلى تلميذه ( يوسف الرامي) الذي كان في السجن حيث ظهر له شبح المسيح وأعطاه الكأس وشرح له اسرارها. ثم وببركة هذه الكأس يخرج يوسف من السجن ويحمل الكأس معهُ إلى بريطانيا حيث يُخفيها هناك تحت حراسة مشددة تتوارثها الأجيال.


    لدى مراجعة اصل هذه الحكاية وجدنا أنها مقتبسة من الأساطير (الكلتية) حيث تروي لنا ان هذه الكأس ذات قدرة إعجازية ثم اضاف (روبرت دي بورون) لهذه الاسطورة قوله بأن في هذه الكاس قوى خاصة لأن يوسف الرامي قام بجمع دماء المسيح فيها واطلق عليها بـ (كأس الدم الملكي).(3)

    ولكن المشكلة ان ولع اليهود والمسيحيين بالأبناء الغير شرعيين جعلهم يضعوه هذه الكأس بيد (جالا هاد) الابن الغير شرعي لـ (أنسلت واين ) الملقب بالفارس الأعظم في العالم ، هو حامل الكأس وقد احتفظ بها في قلعة كوربينك ، وقد بقيت الكأس معه حتى قتله (السير توماس مالوري) في القرن الخامس عشر.

    لم تنقطع عملية البحث عن هذه الكأس إلى هذا اليوم حيث تتبع الكثير من الهواة والمغامرين والأدباء آثار هذه الكأس من خلال اللوحات الجدارية للكنائس وخصوصا في جبال البرانس الكاتالونية فقال هؤلاء بأن الكاس كانت عند فرسان المعبد وهم خبئوها للأبد في مكان سري شديد الحراسة . وآخرون قالوا انها مخبئة تحت قلعة مونسيلفاش باسبانيا . واخيرا كانت رواية (دان براون) المعاصرة الذي نفى فيه ان تكون الكأس مقدسة او انها فعلا كأس بل أن هذا الكأس هو رمز إلى (رحم مريم المجدلية) التي كانت زوجة يسوع المسيح. ولكن رواية دان براون قوبلت بهجوم واسع من العالم المسيحي.



    ولكن ماهو موقف الفاتيكان من هذه الأسطورة؟

    اجمع المحققون على أن سر صدى هذه الكأس هو سكوت الفاتيكان وموقفه الغامض طيلة قرون ، فلا هم يؤكدون وجود هذه الكأس ، ولا هم ينفونه ، ولكن في السنوات الخيرة ظهرت صورة صغيرة للبابا وهو يُقبّل (كأسا) ذهبية جميلة ويُقال انه شرب منها طلبا للبركة او الخلود ولكنه أصيب بالخرف مما ادى إلى تقديمه للاستقالة ثم اصابه مرض البروستات الذي اقعده في منتجع في جبال الألب ولم تنفعه الكأس ولا الماء الذي شربه بها .



    ولكن لدى البحث في الإنجيل عن هذه الكأس وجدت أن هذه الكأس لغة رمزية اراد بها السيد المسيح (موته) كأس منيته (4)، حيث نرى ذلك واضحا في إنجيل يوحنا 18: 11 (( فقال يسوع لبطرس : اجعل سيفك في الغمد الكأس التي أعطاني الآب الآن اشربها)). ولكننا في مكان آخر نرى السيد المسيح يجزع ويطلب من ربه أن يعفيه من شرب هذه الكأس كما نرى ذلك في إنجيل متى 26: 39 (( ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه، وكان يُصلي قائلا : يا أبتاهُ ، إن امكن فلتعبر عني هذه الكأس)).

    بقى ان نعرف أن هذه الكأس (الأسطورة) قام الغربيون بتصميمها كأسا لجميع المسابقات الرياضية فما على الذي يرغب بأن يحصل على كاس الخلود إلا ان يتقدم إلى المسابقات الرياضية ويفوز باحد هذه الكؤوس.ولكن علينا ان نعرف ان (كأس النصر) ماهو إلا تجسيدا وثنيا تم تصميمه على شكل تمثال مجنح للإله نايك وهو إله النصر في اليونان وهو الموجود على كاس العالم لكرة القدم وبقية الكؤوس.



    المصادر.
    1- سورة المائدة آية : 112 .
    2- ولكن التلاميذ أيضا شربوا منها ، ولكن كلهم ماتوا!
    3- انظر الموسوعة الكاثوليكية الدينية كلمة : الكأس المقدسة.
    4- كما يقول الشاعر : (كاسُ المنيَّةِ دائرٌ بينَ الوَرَى ـــــ يسقي الكبيرَ ولا يفوتُ الأَصغَرا)



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X