تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
نحن لا نريد ان ندخل في سباق في تعداد الفضائل والمناقب ، ولكننا عندما نراجع تراث اهل السنة نجدهم يصرون على اثبات الأفضلية للخلفاء ابي بكر وعمر وعثمان على علي عليه السلام ، فهناك اصرار على هذه الحقيقة وأنه بأي شكل من الأشكال يحاولون ان لا يتنازلوا عن ما يدعون بأن ابا بكر وعمر وعثمان أفضل من علي عليه السلام ، بل نجد انهم يضيقون الخلاف بين افضلية عثمان وعلي ويقولون ان هناك خلاف في افضليتهم ، ولكنهم يضعون خط احمر بين ابي بكر وعمر وبين علي في تفضيله عليهما ولا يقولون بأفضلية علي عليهما .
اذا كانوا يثبتون الخلافة لأبي بكر وعمر على اساس أفضليتهما على علي عليه السلام ، اي ان ابا بكر وعمر استحقا الخلافة لأنهما أفضل من علي ، وحيث ان خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله تدور مدار الفضائل والمناقب ، فمن كان أفضل فهو الأحق بالخلافة ، وهذا خلاصة ما يقولون ويريدون ان ينتهوا إلى هذه النتيجة وهي : أنه استحق هؤلاء الثلاثة الخلافة من دون الصحابة جميعاً باعتبار انهم الأفضل ، فهم يجعلون ملازمة بين الأفضلية وبين الخلافة ، فهم يربطون بين الخلافة وبين الأفضلية ، فيقولون ان الصحابي الأفضل هو الأولى بالخلافة ، باعتبار انهم لا يؤمنون بنظرية النص ويقولون ان النبي صلى الله عليه وآله لم ينص على أحد بالخلافة ولم يوصي بأحد بالخلافة ، لذا فهم يستدلون بالنصوص التي تدل على فضائل هؤلاء الخلفاء حتى يثبتون انه من كان الأفضل فهو الأحق بالخلافة .
فإذا استطعنا ان نثبت لكم ومن كتبكم ان علياً أفضل من باقي الصحابة ـ بمنطق الزموهم بما الزموا انفسهم ـ لا بد ان تقبلوا ان علياً هو الأحق والأولى بالخلافة .
ونحن نلتزم فقط بالأحاديث المتفق عليها بين الطرفين حتى لا يأتينا أحد ويذكر مناقب الخلفاء ويحتج بها علينا لأننا لا نقبل بأحاديث السنة كما انهم لا يقبلون احاديثنا إلا ما اتفقنا عليه ، اي انه ذكر في كتبنا وكتبهم وكانت احاديث معتبره ، فالإجماع هو الحجة ، فعليهم الإلتزام بالمنطق والحجاج العلمي ، لا ان يأتينا قائل منهم ويذكر مناقب ابي بكر من صحيح البخاري ويحتج بها علينا ، فإننا لن نقبل ذلك لأن البخاري حجة عليهم إلا إن ذكر نفس المنقبة التي يذكرها البخاري في احدى كتب الحديث المعتبرة لدينا وغير ذلك يسقط اي احتجاج على الطرفين ، وهذا هو المنهج العلمي المتبع عندنا .
من كتاب تاريخ الخلفاء للحافظ السيوطي ، تحقيق محمد محي الدين ، المكتبة العصرية ، صفحة 191
يقول : قال الامام احمد بن حنبل : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما ورد لعلي رضي الله عنه .
ومن كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ، طبعة مؤسسة الرسالة ، جزء 2 ، صفحة 353 ، في الفصل الثاني بعنوان : في فضائله رضي الله عنه وكرم الله وجهه
يقول : وهي كثيرة عظيمة شهيرة حتى قال أحمد : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي . وقال اسماعيل القاضي والنسائي وابو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي .
ومن كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني ، الجزء السابع ، صفحة 91
يقول : قال احمد واسماعيل القاضي والنسائي وابو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي .
اقول : اذن هذا الإهتمام بفضائل علي عليه السلام ليس مبدأه ومنشأه منا بل منشأه من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهذا مما آتانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو التركيز والإهتمام الخاص بفضائل ومناقب علي بن ابي طالب عليه السلام .
حتى ان علي عليه السلام استند إلى هذا المنهج في الزامهم بأحقيته وأفضليته في نهج البلاغة ، يعني يريد ان يقول لهم اذا كان هذا سبيلكم لاستحقاق الخلافة ورفعتم يدكم عن النص والوصية واذا كان منهجكم هو الاستناد والاستدلال بالفضائل والمناقب فالأفضل هو المقدم وانا أفضل منكم جميعاً .
والأحاديث كثيرة في بيان ذلك ولكننا في هذا البحث نذكر هذا الحديث الذي نستشهد به على أفضلية علي عليه السلام على جميع الصحابة
من كتاب صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب 33
عن عدي بن ثابت عن زر قال : قال علي : والذي فقل الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي (ص) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق .
ونفس الحديث ورد في :
كتاب صحيح ابن حبان ، جزء 15 ، صفحة 367
وورد ايضا في مسند الموصلي ، جزء 1 ، صفحه 251
وورد في مسند احمد بن حنبل ، جزء 2 ، صفحه 71
وموارد كثيره جدا جميعها صحيحة
اقول : واضح ان رسول الله صلى الله عليه وآله أعطى ضابطأ ومعياراً و ميزاناً به نميز بين المؤمن والمنافق وجعل علي عليه السلام ميزان يعرف به الحق من الباطل ولم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك مع جميع الصحابة بلا استثناء ، فعلي عليه السلام هو الفاروق الأكبر للتمييز بين الإيمان والنفاق .
يسألنا السائل ويقول : لماذا جعلتم من هذا الحديث فضيلة لعلي وفضلتوه على جميع الصحابة ؟
نقول : اذا وصل العبد إلى مقام يصبح هو الميزان الذي يزن به ايمان العباد ليعلم المؤمن من المنافق فيهم فإن هذا العبد لا بد ان يكون هو أفضلهم حتى يصل إلى هذا المقام العظيم ، فبالتالي علي عليه السلام وصل إلى هذا المقام فيصبح بذلك أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يمكن أن يقدم عليه أحد .
وهذا المقام لا يصل إليه العبد إلا إن كان مع الحق وكان الحق معه ، فالرسول صلى الله عليه وآله يقول لنا : انظروا لعلي فإذا احببتموه فأنتم مؤمنون واذا ابغضتموه فأنتم منافقون ، فجعل الإيمان والنفاق يدور مدار حب علي وبغض علي ، والايمان حق والنفاق باطل ، والايمان هدى والنفاق ضلال ، وهذا دليل على عصمة علي لأنه لو لم يكن علي معصوماً لعله يصدر منه خطأ أو معصية أو اشتباه ، والمعصيبة مبغوضة عند الله جل جلاله ، فإذا ابغضت علي من اجلها فلن يكون دليل النفاق بل سيكون دليل الإيمان ، فعلم ان علي معصوم لأنه أصبح ميزان الحق والباطل وبه يعرف المؤمن من المنافق ، فأي تصريح تريدون أوضح من ذلك في أفضلية علي وعصمته ؟
ونحن نعلم ان قبول الأعمال وردها يوم القيامة انما يدوران مدار الايمان والنفاق ، فيصبح مدار الاعمال يوم القيامة يدور حول حبهم لعلي وبغضهم لعلي ، فمن كان محباً لعلي يقبل عمله ومن كان مبغضاً لعلي فهو منافق يرد عمله ، وهذا ما ذكرته نصوصنا أن علي هو ميزان الأعمال يوم القيامة ، وهذا هو الأثر الأخروي المترتب على هذا الحديث الصحيح المتفق على صحته جميع طوائف المسلمين .
من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي ، تحقيق ابراهيم صالح ، دار صادر ، بيروت ، صفحة 206
يقول : وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أم سلمة ، عن رسول الله (ص) قال : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله .
ومن كتاب الجامع الصغير للسيوطي ، تحقيق حمدي الدمرداش ، جزء 4 ، صفحه 1667 ، الحديث رقم 8319
يقول : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ( صحيح )
ويقول في الهامش : قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
وصححه الألباني .
اقول : اتضح لكم لماذا حب علي ايمان وبغضه نفاق ، لأن حب علي حب لله جل جلاله وبغض علي بغض لله جل جلاله .
ونحن نتحدى جميع المسلمين ان يذكروا نصاً واحداً صحيح من الفريقين اثبت هذه الحقيقة لغير علي من الصحابة .
ومن كتاب الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة ، تأليف أم شعيب الوادعية ، اشراف وتقديم ابي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ( وهو من الأعلام المعاصرين )
في مقدمة الكتاب صفحه 4 يقول : ومن بين هؤلاء الباحثات ، الباحثة الفاضلة ، الزاهدة التقية ، ام شعيب الوادعية ، ، فقد قامت حفظها الله بالكتابة في الصحيح المسند في فضائل اهل بيت النبوة ، يعتبر أحسن ما ألف في فضائل اهل بيت النبوة لاقتصارها على الصحيح ، وقد كتب كاتبون يطول تعدادهم ولكنهم لم يميزوا بين الصحيح والضعيف .
وفي صفحة 63 تقول : عن ابي سعيد الخدري قال : إنا كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً .
اقول : اذن فعلي ميزان لتمييز الصحابة ومنهم الأنصار .
والحديث مذكور ايضاً في كتاب فضائل الصحابة ، تحقيق محمد عباس ، ج2 ص 715 و 792 ويذكر في الهامش ان اسناده صحيح .
ومذكور في جامع الترمذي ، ص 591
عن ابي سعيد الخدري قال : إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن ابي طالب .
اقول : هنا الألباني يضعف هذا الحديث ، وهذا رأيه وإلا الترمذي يقول في آخر الكتاب : قال ابو عيسى جميع ما في هذا الكتاب من حديث فهو معمول به أخذ بعض أهل العلم ما خلى حديثين .
اقول : فهو يعتقد بصحة جميع احاديث الكتاب ما خلى حديثين والباقي صحيح وهذا ما يهمنا .
ويمكننا توثيق هذا الحديث كما نقل في
كتاب جزء علي بن محمد الحميري ، تأليف ابي الحسن علي بن محمد بن هارون بن زياد الحميري ، متوفى 323 ه ، تحقيق الدكتور عبد العزيز سليمان بن ابراهيم البعيمي ، الأستاذ المشارك بكلية الحديث الشريف ، الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ، مكتبة الرشد ، الرياض ، الطبعة الأولى 1418 ه ، صفحة 97 حديث رقم 38
يقول : حدثنا علي حدثنا هارون بن اسحاق حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن ابي سعيد الخدري قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلا ببغض علي .
اقول : اولا نتعرف على مؤلف الكتاب الحميري
من كتاب سير اعلام النبلاء جزء 15 صفحه 13 قال :
الحميري : الامام الفقيه العلامة ، قاضي الكوفة ، ابو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي الحافظ .
اقول : اذن هذا الرجل من الاعلام والحفاظ والأئمة
نأتي الآن لسند هذا الحديث اهو تام ام به اشكال
اولا : هارون بن اسحاق :
من كتاب الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ، للحافظ شمس الدين ابي عبد الله محمد بن احمد الذهبي ، تحقيق عبد العزيز الجندي ، دار الحديث ، القاهرة ، جزء 3 ، صفحه 230
يقول الذهبي : هارون بن اسحاق .. ثقة متعبد .
ثانيا : سفيان بن عيينة :
من كتاب تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، الطبعة الأولى 1423 ه ، صفحه 395
يقول : سفيان بن عيينة .. ثقة حافظ فقيه ، إمام حجة ، إلا انه تغير حفظه بآخره ، وكان ربما دلس لكن عن الثقات .
اقول : في هذا النص لا يوجد تدليس لأنه كثيراً ما ينقل عن الزهري وموجود في الصحاح هذا المعنى ، حتى لو فرضنا انه يوجد تدليس فتدليسه يكون عن ثقة ، وذلك لا يؤثر على صحة الحديث وحسن الحديث .
ثالثا : الزهري :
من نفس الكتاب السابق يقول في ترجمته :
ثقة حافظ متقن حجة
رابعاً : يزيد بن خصيفه :
من نفس الكتاب السابق يقول في ترجمته :
ثقه ، وثقه احمد ، ويحيى بن معين ، والنسائي ، وابو حاتم ، وابن سعد ، وابن حجر ، وابن حبان
خامساً : بسر بن سعيد :
من كتاب تقريب التهذيب صفحه 166 يقول في ترجمته :
ثقة جليل
سادساً : ابي سعيد الخدري وهو صحابي من كبار الصحابة
اقول : والنتيجة ان هذا النص تام من حيث السند ، فالحديث صحيح أو حسن ، وهذا الحديث يجعل من علي ميزان يميز به صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله اي منهم مؤمن واي منهم منافق ويعرف ذلك من حبهم لعلي او بغضهم لعلي عليه السلام ، وبذلك يكون علي هو أفضل الصحابة والأولى بالخلافة .
سلام الله عليك يا ابا الحسن يا مولاي يا امير المؤمنين
عن امير المؤمنين عليه السلام : ( من يطلب العز بغير حق يذل )
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
نحن لا نريد ان ندخل في سباق في تعداد الفضائل والمناقب ، ولكننا عندما نراجع تراث اهل السنة نجدهم يصرون على اثبات الأفضلية للخلفاء ابي بكر وعمر وعثمان على علي عليه السلام ، فهناك اصرار على هذه الحقيقة وأنه بأي شكل من الأشكال يحاولون ان لا يتنازلوا عن ما يدعون بأن ابا بكر وعمر وعثمان أفضل من علي عليه السلام ، بل نجد انهم يضيقون الخلاف بين افضلية عثمان وعلي ويقولون ان هناك خلاف في افضليتهم ، ولكنهم يضعون خط احمر بين ابي بكر وعمر وبين علي في تفضيله عليهما ولا يقولون بأفضلية علي عليهما .
اذا كانوا يثبتون الخلافة لأبي بكر وعمر على اساس أفضليتهما على علي عليه السلام ، اي ان ابا بكر وعمر استحقا الخلافة لأنهما أفضل من علي ، وحيث ان خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله تدور مدار الفضائل والمناقب ، فمن كان أفضل فهو الأحق بالخلافة ، وهذا خلاصة ما يقولون ويريدون ان ينتهوا إلى هذه النتيجة وهي : أنه استحق هؤلاء الثلاثة الخلافة من دون الصحابة جميعاً باعتبار انهم الأفضل ، فهم يجعلون ملازمة بين الأفضلية وبين الخلافة ، فهم يربطون بين الخلافة وبين الأفضلية ، فيقولون ان الصحابي الأفضل هو الأولى بالخلافة ، باعتبار انهم لا يؤمنون بنظرية النص ويقولون ان النبي صلى الله عليه وآله لم ينص على أحد بالخلافة ولم يوصي بأحد بالخلافة ، لذا فهم يستدلون بالنصوص التي تدل على فضائل هؤلاء الخلفاء حتى يثبتون انه من كان الأفضل فهو الأحق بالخلافة .
فإذا استطعنا ان نثبت لكم ومن كتبكم ان علياً أفضل من باقي الصحابة ـ بمنطق الزموهم بما الزموا انفسهم ـ لا بد ان تقبلوا ان علياً هو الأحق والأولى بالخلافة .
ونحن نلتزم فقط بالأحاديث المتفق عليها بين الطرفين حتى لا يأتينا أحد ويذكر مناقب الخلفاء ويحتج بها علينا لأننا لا نقبل بأحاديث السنة كما انهم لا يقبلون احاديثنا إلا ما اتفقنا عليه ، اي انه ذكر في كتبنا وكتبهم وكانت احاديث معتبره ، فالإجماع هو الحجة ، فعليهم الإلتزام بالمنطق والحجاج العلمي ، لا ان يأتينا قائل منهم ويذكر مناقب ابي بكر من صحيح البخاري ويحتج بها علينا ، فإننا لن نقبل ذلك لأن البخاري حجة عليهم إلا إن ذكر نفس المنقبة التي يذكرها البخاري في احدى كتب الحديث المعتبرة لدينا وغير ذلك يسقط اي احتجاج على الطرفين ، وهذا هو المنهج العلمي المتبع عندنا .
من كتاب تاريخ الخلفاء للحافظ السيوطي ، تحقيق محمد محي الدين ، المكتبة العصرية ، صفحة 191
يقول : قال الامام احمد بن حنبل : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما ورد لعلي رضي الله عنه .
ومن كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ، طبعة مؤسسة الرسالة ، جزء 2 ، صفحة 353 ، في الفصل الثاني بعنوان : في فضائله رضي الله عنه وكرم الله وجهه
يقول : وهي كثيرة عظيمة شهيرة حتى قال أحمد : ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي . وقال اسماعيل القاضي والنسائي وابو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي .
ومن كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني ، الجزء السابع ، صفحة 91
يقول : قال احمد واسماعيل القاضي والنسائي وابو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي .
اقول : اذن هذا الإهتمام بفضائل علي عليه السلام ليس مبدأه ومنشأه منا بل منشأه من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهذا مما آتانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو التركيز والإهتمام الخاص بفضائل ومناقب علي بن ابي طالب عليه السلام .
حتى ان علي عليه السلام استند إلى هذا المنهج في الزامهم بأحقيته وأفضليته في نهج البلاغة ، يعني يريد ان يقول لهم اذا كان هذا سبيلكم لاستحقاق الخلافة ورفعتم يدكم عن النص والوصية واذا كان منهجكم هو الاستناد والاستدلال بالفضائل والمناقب فالأفضل هو المقدم وانا أفضل منكم جميعاً .
والأحاديث كثيرة في بيان ذلك ولكننا في هذا البحث نذكر هذا الحديث الذي نستشهد به على أفضلية علي عليه السلام على جميع الصحابة
من كتاب صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب 33
عن عدي بن ثابت عن زر قال : قال علي : والذي فقل الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي (ص) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق .
ونفس الحديث ورد في :
كتاب صحيح ابن حبان ، جزء 15 ، صفحة 367
وورد ايضا في مسند الموصلي ، جزء 1 ، صفحه 251
وورد في مسند احمد بن حنبل ، جزء 2 ، صفحه 71
وموارد كثيره جدا جميعها صحيحة
اقول : واضح ان رسول الله صلى الله عليه وآله أعطى ضابطأ ومعياراً و ميزاناً به نميز بين المؤمن والمنافق وجعل علي عليه السلام ميزان يعرف به الحق من الباطل ولم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك مع جميع الصحابة بلا استثناء ، فعلي عليه السلام هو الفاروق الأكبر للتمييز بين الإيمان والنفاق .
يسألنا السائل ويقول : لماذا جعلتم من هذا الحديث فضيلة لعلي وفضلتوه على جميع الصحابة ؟
نقول : اذا وصل العبد إلى مقام يصبح هو الميزان الذي يزن به ايمان العباد ليعلم المؤمن من المنافق فيهم فإن هذا العبد لا بد ان يكون هو أفضلهم حتى يصل إلى هذا المقام العظيم ، فبالتالي علي عليه السلام وصل إلى هذا المقام فيصبح بذلك أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يمكن أن يقدم عليه أحد .
وهذا المقام لا يصل إليه العبد إلا إن كان مع الحق وكان الحق معه ، فالرسول صلى الله عليه وآله يقول لنا : انظروا لعلي فإذا احببتموه فأنتم مؤمنون واذا ابغضتموه فأنتم منافقون ، فجعل الإيمان والنفاق يدور مدار حب علي وبغض علي ، والايمان حق والنفاق باطل ، والايمان هدى والنفاق ضلال ، وهذا دليل على عصمة علي لأنه لو لم يكن علي معصوماً لعله يصدر منه خطأ أو معصية أو اشتباه ، والمعصيبة مبغوضة عند الله جل جلاله ، فإذا ابغضت علي من اجلها فلن يكون دليل النفاق بل سيكون دليل الإيمان ، فعلم ان علي معصوم لأنه أصبح ميزان الحق والباطل وبه يعرف المؤمن من المنافق ، فأي تصريح تريدون أوضح من ذلك في أفضلية علي وعصمته ؟
ونحن نعلم ان قبول الأعمال وردها يوم القيامة انما يدوران مدار الايمان والنفاق ، فيصبح مدار الاعمال يوم القيامة يدور حول حبهم لعلي وبغضهم لعلي ، فمن كان محباً لعلي يقبل عمله ومن كان مبغضاً لعلي فهو منافق يرد عمله ، وهذا ما ذكرته نصوصنا أن علي هو ميزان الأعمال يوم القيامة ، وهذا هو الأثر الأخروي المترتب على هذا الحديث الصحيح المتفق على صحته جميع طوائف المسلمين .
من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي ، تحقيق ابراهيم صالح ، دار صادر ، بيروت ، صفحة 206
يقول : وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أم سلمة ، عن رسول الله (ص) قال : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله .
ومن كتاب الجامع الصغير للسيوطي ، تحقيق حمدي الدمرداش ، جزء 4 ، صفحه 1667 ، الحديث رقم 8319
يقول : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ( صحيح )
ويقول في الهامش : قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
وصححه الألباني .
اقول : اتضح لكم لماذا حب علي ايمان وبغضه نفاق ، لأن حب علي حب لله جل جلاله وبغض علي بغض لله جل جلاله .
ونحن نتحدى جميع المسلمين ان يذكروا نصاً واحداً صحيح من الفريقين اثبت هذه الحقيقة لغير علي من الصحابة .
ومن كتاب الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة ، تأليف أم شعيب الوادعية ، اشراف وتقديم ابي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ( وهو من الأعلام المعاصرين )
في مقدمة الكتاب صفحه 4 يقول : ومن بين هؤلاء الباحثات ، الباحثة الفاضلة ، الزاهدة التقية ، ام شعيب الوادعية ، ، فقد قامت حفظها الله بالكتابة في الصحيح المسند في فضائل اهل بيت النبوة ، يعتبر أحسن ما ألف في فضائل اهل بيت النبوة لاقتصارها على الصحيح ، وقد كتب كاتبون يطول تعدادهم ولكنهم لم يميزوا بين الصحيح والضعيف .
وفي صفحة 63 تقول : عن ابي سعيد الخدري قال : إنا كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً .
اقول : اذن فعلي ميزان لتمييز الصحابة ومنهم الأنصار .
والحديث مذكور ايضاً في كتاب فضائل الصحابة ، تحقيق محمد عباس ، ج2 ص 715 و 792 ويذكر في الهامش ان اسناده صحيح .
ومذكور في جامع الترمذي ، ص 591
عن ابي سعيد الخدري قال : إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن ابي طالب .
اقول : هنا الألباني يضعف هذا الحديث ، وهذا رأيه وإلا الترمذي يقول في آخر الكتاب : قال ابو عيسى جميع ما في هذا الكتاب من حديث فهو معمول به أخذ بعض أهل العلم ما خلى حديثين .
اقول : فهو يعتقد بصحة جميع احاديث الكتاب ما خلى حديثين والباقي صحيح وهذا ما يهمنا .
ويمكننا توثيق هذا الحديث كما نقل في
كتاب جزء علي بن محمد الحميري ، تأليف ابي الحسن علي بن محمد بن هارون بن زياد الحميري ، متوفى 323 ه ، تحقيق الدكتور عبد العزيز سليمان بن ابراهيم البعيمي ، الأستاذ المشارك بكلية الحديث الشريف ، الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ، مكتبة الرشد ، الرياض ، الطبعة الأولى 1418 ه ، صفحة 97 حديث رقم 38
يقول : حدثنا علي حدثنا هارون بن اسحاق حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن ابي سعيد الخدري قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (ص) إلا ببغض علي .
اقول : اولا نتعرف على مؤلف الكتاب الحميري
من كتاب سير اعلام النبلاء جزء 15 صفحه 13 قال :
الحميري : الامام الفقيه العلامة ، قاضي الكوفة ، ابو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي الحافظ .
اقول : اذن هذا الرجل من الاعلام والحفاظ والأئمة
نأتي الآن لسند هذا الحديث اهو تام ام به اشكال
اولا : هارون بن اسحاق :
من كتاب الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة ، للحافظ شمس الدين ابي عبد الله محمد بن احمد الذهبي ، تحقيق عبد العزيز الجندي ، دار الحديث ، القاهرة ، جزء 3 ، صفحه 230
يقول الذهبي : هارون بن اسحاق .. ثقة متعبد .
ثانيا : سفيان بن عيينة :
من كتاب تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، الطبعة الأولى 1423 ه ، صفحه 395
يقول : سفيان بن عيينة .. ثقة حافظ فقيه ، إمام حجة ، إلا انه تغير حفظه بآخره ، وكان ربما دلس لكن عن الثقات .
اقول : في هذا النص لا يوجد تدليس لأنه كثيراً ما ينقل عن الزهري وموجود في الصحاح هذا المعنى ، حتى لو فرضنا انه يوجد تدليس فتدليسه يكون عن ثقة ، وذلك لا يؤثر على صحة الحديث وحسن الحديث .
ثالثا : الزهري :
من نفس الكتاب السابق يقول في ترجمته :
ثقة حافظ متقن حجة
رابعاً : يزيد بن خصيفه :
من نفس الكتاب السابق يقول في ترجمته :
ثقه ، وثقه احمد ، ويحيى بن معين ، والنسائي ، وابو حاتم ، وابن سعد ، وابن حجر ، وابن حبان
خامساً : بسر بن سعيد :
من كتاب تقريب التهذيب صفحه 166 يقول في ترجمته :
ثقة جليل
سادساً : ابي سعيد الخدري وهو صحابي من كبار الصحابة
اقول : والنتيجة ان هذا النص تام من حيث السند ، فالحديث صحيح أو حسن ، وهذا الحديث يجعل من علي ميزان يميز به صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله اي منهم مؤمن واي منهم منافق ويعرف ذلك من حبهم لعلي او بغضهم لعلي عليه السلام ، وبذلك يكون علي هو أفضل الصحابة والأولى بالخلافة .
سلام الله عليك يا ابا الحسن يا مولاي يا امير المؤمنين
عن امير المؤمنين عليه السلام : ( من يطلب العز بغير حق يذل )
تعليق