تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم الى قيام يوم الدين
على الرغم من العدد الهائل من المحاضرات التي استمعنا لها خلال سنوات طويلة الا أننا نلاحظ أن المنابر والمحاضرات والمنتديات والكتب لا تركز على المشروع المهدوي في عصر الظهور وتقتصر على الاستدلال من كتب أهل الخلاف على وجود الإمام المهدي عليه السلام وصار همنا الأول والأخير هداية أهل الخلاف بينما نحن نعيش في جهل وتزييف للحقائق في كثير من الامور ونهمل تصحيح أنفسنا لننشغل بالآخرين , فعندما يقرأ الشاب الشيعي كتاب الغيبة للنعماني أو كتاب الغيبة للشيخ الطوسي أو بحار الأنوار للمجلسي يتساءل أين موقع هذه الروايات على منابر ؟ لماذا لا تركز المنابر على المشروع المهدوي ونحن ندعو ليلا نهارا لتعجيل الفرج وتسهيل المخرج بينما نحن نجهل المشروع المهدوي والأعمال التي يقوم بها إمامنا عليه السلام ؟ ألا نخجل من الدعاء ليلا نهارا لتعجيل الفرج بينما لو استوقفنا أحد و سألنا مستفسرا ماذا بعد الخروج فنتلعثم ولا نعرف ماذا نجيب لأننا لا نملك اجابة علمية من الروايات الشريف ولا نملك الا ادلة على وجود الإمام عليه السلام نستدل بها على وجوده و طول عمره الشريف ؟ عندما نحلل الأمور نكتشف أن هناك فئة من الذين يدعون المتابعة والمشايعة لآل محمد عليهم السلام يعانون من فوبيا التبري يعلمون ليلا نهارا لطمس ما يقوم به الإمام عليه السلام من أمور ويعملون على ابعاد الناس عن الروايات وعن كتب الروايات والمصادر تارة بحجة أنها من اختصاص العلماء وأنكم لن تفهموها وتارة بحجة أنها كتب ضعيفة وروايات ضعيفة وأنتم لا تعرفون كيفية التمييز بين الخبيث والطيب فدعو لنا هذه المهمة وسلمونا عقولكم, أو يحولون الدين الى مجرد أخلاقيات وعبادات فقط لا غير بلا تركيز على العقائد ومقامات أهل البيت والبراءة من أعداء أهل البيت فيتهمون كل من يتبرأ من أعداء أهل البيت بأنه عميل أو يطلب شهرة أو وجاهة أو أنه يتبع المرجع الفلاني والشيخ الفلاني والقناة الفلانية والحزب الكذائي والمخابرات النرويجية و البلجيكية والدانيماركيه والصينية والخ من قائمة الإتهامات المعلبة الجاهزة التي يلصقونها بكل من يتبرأ من أهل البيت أما من يتغزل بأم كلثوم أو يمتدح أعداء أهل البيت وقتلتهم في أشعاره وخطبه وكتبه ولقاءاته ومحاضراته فهو شريف عفيف نظيف يولد مختونا لا ظل له ولا مثيل طاهر مطهر وإن خالف نصوص أهل البيت عليهم السلام , وهذه الفوبيا نشروها في كل مكان بسبب كثرة أتباع هذا المنهج ودعم حكومات وأحزاب قوية تسيطر على عقول الناس بوسائل إعلام ومعسكرات تغسل أدمغة الشباب فانتشرت كإنتشار الإنفلونزا والإيدز والسرطان فصار كثير من الناس بسبب هذه الفوبيا يظن أن الدين لا كراهية فيه و لا تبري وأننا يجب أن ندع الخلق للخالق فلا نلعن ولا نظهر التبري من أعداء أهل البيت بل الأفضل على الأحوط وجوبا واستحبابا أن نترضى عنهم ونمتدحهم ونترحم عليهم و هذا ما يخالف حديث أهل البيت عليهم السلام فالدين هو الحب والبغض , ففي الكافي ج2 ص 127 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه الله على حبه إياه وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه الله على بغضه إياه وإن كان المبغض في علم الله من أهل الجنة , و أيضا : عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له , وفي حديث ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله و التبري من أعداء الله , وإمامنا المهدي عليه السلام سيبدأ مشروعه بالإنتقام من رموز أعداء الله فيصلب بعضهم ويقيم الحد على بعضهم وينتقم من ذراري قتلة الحسين عليه السلام ففي علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 229 عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن علي ابن موسى الرضا " عليه السلام " يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق " عليه السلام " أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين " عليه السلام " بفعال آبائها فقال " عليه السلام " هو كذلك فقلت فقول الله عز وجل (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ما معناه؟ فقال صدق الله في جميع أقواله لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنما يقتلهم القايم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم، قال: قلت له بأي شئ يبدء القايم فيهم إذا قام؟ قال يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل. وفي بحار الأنوار للمجلسي ج 52 ص 307 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب، ولا فضة، وراية لم تنشر منذ طويت، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله إمام الحق , فالروايات واضحة أن الإنتقام من أعداء اهل البيت عليهم السلام على رأس قائمة أعمال الإمام عليه السلام لذلك فالشعار المرفوع هو يالثارات الحسين والدعوة هي دعوة للتبري والتولي ففي نفس الصفحة من الكتاب المذكور عن أبي جعفر عليه السلام قال: يبايع القائم بمكة على كتاب الله وسنة رسوله، ويستعمل على مكة، ثم يسير نحو المدينة فيبلغه أن عامله قتل، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة، ولا يزيد على ذلك، ثم ينطلق فيدعو الناس بين المسجدين إلى كتاب الله وسنة رسوله والولاية لعلي بن أبي طالب والبراءة من عدوه حتى يبلغ البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيخسف الله بهم. ولا يقتصر الأمر على البشر في مسألة التبري بل ان الملائكة يكون هدفهم أيضا في نصرة الإمام الإنتقام من قتلة أجداده عليهم السلام ففي عيون أخبار الرضا للصدوق ج 2 ص 268 عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال: يا ابن شبيب أصائم أنت؟ قلت:
لا فقال: ان هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل فقال: (رب هب لي من لدنك ذريه طيبه انك سميع الدعاء) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا (وهو قائم يصلى في المحراب ان الله يبشرك بيحيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب الله لزكريا ثم قال: يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمه شهرها ولا حرمه نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساؤه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك ابدا يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين عليه السلام يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما وترابا احمر يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام يا بن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (صلى الله عليه وآله) فالعن قتله الحسين يا بن شبيب ان سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين بن علي عليه السلام فقل متى ذكرته: ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما يا بن شبيب ان سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وأفرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم القيامة , وورد في الروايات أيضا أنه ينتقم لأمه الزهراء روحي فداها , ويحق لنا أن نتساءل عن أشباه الرجال الذين يترضون على أعداء أهل البيت عليهم السلام في أي معسكر سيكونون إذا كانت الرجعة وقدر الله أن رجعوا إلى الدنيا ووجدوا الذين ترضوا عنهم يقاتلون أهل البيت ؟ ففي الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص 232 عن أبي ذر الغفاري أنه أخذ بحلقة باب الكعبة واستند إليها ثم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية، حشره الله في الثالثة مع الدجال، وإنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " ثم يعلق الحر العاملي بقوله : الظاهر من الأولى زمانه (صلى الله عليه وآله)، والثانية زمان أمير المؤمنين (عليه السلام)، والثالثة الرجعة، وإما أن يراد بالثانية والثالثة الرجعة كما روي في قتلة الحسين (عليه السلام) أنهم يرجعون مرارا، أو يراد بالثالثة وحدها الرجعة، وعلى كل حال فالمقصود ثابت. ففي أي معسكر ستكون ؟ نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتقرب إلى الله تعالى باللعن على أعداء وقتلة أهل البيت ومن الذين ينتظرون الظهور لهذا الإنتقام المفرح لقلوب شيعة أهل البيت هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 26 نوفمبر 2014
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم الى قيام يوم الدين
على الرغم من العدد الهائل من المحاضرات التي استمعنا لها خلال سنوات طويلة الا أننا نلاحظ أن المنابر والمحاضرات والمنتديات والكتب لا تركز على المشروع المهدوي في عصر الظهور وتقتصر على الاستدلال من كتب أهل الخلاف على وجود الإمام المهدي عليه السلام وصار همنا الأول والأخير هداية أهل الخلاف بينما نحن نعيش في جهل وتزييف للحقائق في كثير من الامور ونهمل تصحيح أنفسنا لننشغل بالآخرين , فعندما يقرأ الشاب الشيعي كتاب الغيبة للنعماني أو كتاب الغيبة للشيخ الطوسي أو بحار الأنوار للمجلسي يتساءل أين موقع هذه الروايات على منابر ؟ لماذا لا تركز المنابر على المشروع المهدوي ونحن ندعو ليلا نهارا لتعجيل الفرج وتسهيل المخرج بينما نحن نجهل المشروع المهدوي والأعمال التي يقوم بها إمامنا عليه السلام ؟ ألا نخجل من الدعاء ليلا نهارا لتعجيل الفرج بينما لو استوقفنا أحد و سألنا مستفسرا ماذا بعد الخروج فنتلعثم ولا نعرف ماذا نجيب لأننا لا نملك اجابة علمية من الروايات الشريف ولا نملك الا ادلة على وجود الإمام عليه السلام نستدل بها على وجوده و طول عمره الشريف ؟ عندما نحلل الأمور نكتشف أن هناك فئة من الذين يدعون المتابعة والمشايعة لآل محمد عليهم السلام يعانون من فوبيا التبري يعلمون ليلا نهارا لطمس ما يقوم به الإمام عليه السلام من أمور ويعملون على ابعاد الناس عن الروايات وعن كتب الروايات والمصادر تارة بحجة أنها من اختصاص العلماء وأنكم لن تفهموها وتارة بحجة أنها كتب ضعيفة وروايات ضعيفة وأنتم لا تعرفون كيفية التمييز بين الخبيث والطيب فدعو لنا هذه المهمة وسلمونا عقولكم, أو يحولون الدين الى مجرد أخلاقيات وعبادات فقط لا غير بلا تركيز على العقائد ومقامات أهل البيت والبراءة من أعداء أهل البيت فيتهمون كل من يتبرأ من أعداء أهل البيت بأنه عميل أو يطلب شهرة أو وجاهة أو أنه يتبع المرجع الفلاني والشيخ الفلاني والقناة الفلانية والحزب الكذائي والمخابرات النرويجية و البلجيكية والدانيماركيه والصينية والخ من قائمة الإتهامات المعلبة الجاهزة التي يلصقونها بكل من يتبرأ من أهل البيت أما من يتغزل بأم كلثوم أو يمتدح أعداء أهل البيت وقتلتهم في أشعاره وخطبه وكتبه ولقاءاته ومحاضراته فهو شريف عفيف نظيف يولد مختونا لا ظل له ولا مثيل طاهر مطهر وإن خالف نصوص أهل البيت عليهم السلام , وهذه الفوبيا نشروها في كل مكان بسبب كثرة أتباع هذا المنهج ودعم حكومات وأحزاب قوية تسيطر على عقول الناس بوسائل إعلام ومعسكرات تغسل أدمغة الشباب فانتشرت كإنتشار الإنفلونزا والإيدز والسرطان فصار كثير من الناس بسبب هذه الفوبيا يظن أن الدين لا كراهية فيه و لا تبري وأننا يجب أن ندع الخلق للخالق فلا نلعن ولا نظهر التبري من أعداء أهل البيت بل الأفضل على الأحوط وجوبا واستحبابا أن نترضى عنهم ونمتدحهم ونترحم عليهم و هذا ما يخالف حديث أهل البيت عليهم السلام فالدين هو الحب والبغض , ففي الكافي ج2 ص 127 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه الله على حبه إياه وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه الله على بغضه إياه وإن كان المبغض في علم الله من أهل الجنة , و أيضا : عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له , وفي حديث ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله و التبري من أعداء الله , وإمامنا المهدي عليه السلام سيبدأ مشروعه بالإنتقام من رموز أعداء الله فيصلب بعضهم ويقيم الحد على بعضهم وينتقم من ذراري قتلة الحسين عليه السلام ففي علل الشرائع للصدوق ج 1 ص 229 عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن علي ابن موسى الرضا " عليه السلام " يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق " عليه السلام " أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين " عليه السلام " بفعال آبائها فقال " عليه السلام " هو كذلك فقلت فقول الله عز وجل (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ما معناه؟ فقال صدق الله في جميع أقواله لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنما يقتلهم القايم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم، قال: قلت له بأي شئ يبدء القايم فيهم إذا قام؟ قال يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل. وفي بحار الأنوار للمجلسي ج 52 ص 307 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب، ولا فضة، وراية لم تنشر منذ طويت، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله إمام الحق , فالروايات واضحة أن الإنتقام من أعداء اهل البيت عليهم السلام على رأس قائمة أعمال الإمام عليه السلام لذلك فالشعار المرفوع هو يالثارات الحسين والدعوة هي دعوة للتبري والتولي ففي نفس الصفحة من الكتاب المذكور عن أبي جعفر عليه السلام قال: يبايع القائم بمكة على كتاب الله وسنة رسوله، ويستعمل على مكة، ثم يسير نحو المدينة فيبلغه أن عامله قتل، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة، ولا يزيد على ذلك، ثم ينطلق فيدعو الناس بين المسجدين إلى كتاب الله وسنة رسوله والولاية لعلي بن أبي طالب والبراءة من عدوه حتى يبلغ البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيخسف الله بهم. ولا يقتصر الأمر على البشر في مسألة التبري بل ان الملائكة يكون هدفهم أيضا في نصرة الإمام الإنتقام من قتلة أجداده عليهم السلام ففي عيون أخبار الرضا للصدوق ج 2 ص 268 عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال: يا ابن شبيب أصائم أنت؟ قلت:
لا فقال: ان هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل فقال: (رب هب لي من لدنك ذريه طيبه انك سميع الدعاء) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا (وهو قائم يصلى في المحراب ان الله يبشرك بيحيى) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب الله لزكريا ثم قال: يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمه شهرها ولا حرمه نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساؤه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك ابدا يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين عليه السلام يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما وترابا احمر يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام يا بن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (صلى الله عليه وآله) فالعن قتله الحسين يا بن شبيب ان سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين بن علي عليه السلام فقل متى ذكرته: ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما يا بن شبيب ان سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وأفرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم القيامة , وورد في الروايات أيضا أنه ينتقم لأمه الزهراء روحي فداها , ويحق لنا أن نتساءل عن أشباه الرجال الذين يترضون على أعداء أهل البيت عليهم السلام في أي معسكر سيكونون إذا كانت الرجعة وقدر الله أن رجعوا إلى الدنيا ووجدوا الذين ترضوا عنهم يقاتلون أهل البيت ؟ ففي الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي ص 232 عن أبي ذر الغفاري أنه أخذ بحلقة باب الكعبة واستند إليها ثم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية، حشره الله في الثالثة مع الدجال، وإنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " ثم يعلق الحر العاملي بقوله : الظاهر من الأولى زمانه (صلى الله عليه وآله)، والثانية زمان أمير المؤمنين (عليه السلام)، والثالثة الرجعة، وإما أن يراد بالثانية والثالثة الرجعة كما روي في قتلة الحسين (عليه السلام) أنهم يرجعون مرارا، أو يراد بالثالثة وحدها الرجعة، وعلى كل حال فالمقصود ثابت. ففي أي معسكر ستكون ؟ نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتقرب إلى الله تعالى باللعن على أعداء وقتلة أهل البيت ومن الذين ينتظرون الظهور لهذا الإنتقام المفرح لقلوب شيعة أهل البيت هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 26 نوفمبر 2014