التقية عند الشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم إلى قيام يوم الدين

يعتقد البعض أن التقية التي عند الشيعة هو نفاق او كفر باطني او اخفاء لعقائد سريه مخيفة لكننا لو قرأنا القرآن الكريم فاننا سنجد أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة مارسوا التقية , فالقرآن الكريم يقول عن حادثة تعذيب عمار بن ياسر واستخدامه التقية : { مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ويوضح لنا القرآن الكريم أن القضية ليست مزاجية قال سبحانه : { لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ } قالتقية لها ضوابط ومواضع ومن أزالها عن مواضعها يكون آثما وتفصيل احكام التقية يحتاج الى الرجوع لروايات أهل البيت عليهم السلام التي وضحت وبنت وفصلت عن موضوع التقية , ويخبرنا القرآن أيضا بجواز التقية قال تعالى : { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } و قال تعالى: (وَكَذلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبثْنَا يَوماً أو بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابعَثُوا أحَدَكُمْ بِوَرَقِكُمْ هذِهِ إلى المَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أيُّها أزكى طَعَاماً فلْيأتِكُمْ بِرِزقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أحَداً * إنَّهُمْ إنْ يَظْهَرُوا عَلَيكُمْ يِرْجُمُوكُمْ أوْ يُعِيدُوكُمْ في مَلَّتِهم وَلَن تُفلِحُوا إذاً أبداً) و قوله تعالى : ( وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ ءَاوَى إليهِ أخَاهُ قالَ إنِّي أنا أخُوكَ فَلا تَبتَئسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِم جَعَلَ السِّقايةَ في رَحلِ أخِيهِ ثُمَّ أذَّنَ مؤذِّنٌ أيَّتُها العِيرُ إنَّكُم لَسَارِقُونَ ) ولقد قال إبراهيم: {إِنِّي سَقِيمٌ} و في جامع أحاديث الشيعة للبروجردي ج 14 ص 514 عن جابر عن أبي عبدالله عليه السلام قال اجعل بينكم وبينهم ردما قال التقية فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال هو التقية , وفي نفس الصفحة أيضا : عن المفضل قال سألت الصادق (عليه السلام) عن قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال التقية فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال ما استطاعوا له نقبا إذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلك على حيلة وهو الحصن الحصين وسار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا قال وسألته عن قوله فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء قال رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء الله. وللإستزاده حول هذا الموضوع نتمنى منكم متابعة هذه الحلقة على قناتنا بعموان التقية في القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام

http://www.youtube.com/watch?v=NuWkkXW9f3I

هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسالكم الدعاء

خادمكم

أحمد مصطفى يعقوب

الكويت في 22 يناير 2015

الكويت . مشرف . ص . ب 2046 الرمز البريدي 40171