لمن يريد معرفة الحقيقة!!
هذه رؤية مختصرة لما يجري في إيران من ظلمٍ على المرجع الشيرازي ومرجعيته الصامدة
صادر عن:
ثلة من وكلاء المرجع الشيرازي
في أوروبا
بسم الله الرحمن الرحيم
والكلام هنا يقع في أربعة محاور:
⇦ الجذور
⇦ الذرائع
⇦ الاحداث الراهنة
⇦ التصورات
◆ المحور الاول: الجذور
تعود جذور المشكلة الى حالة الوصاية التي يحاول النظام الايراني فرضها على عامة الشيعة ولو في خارج ايران، وهذا يتجلى في شعاراته بوضوح، مثل (ولي امر المسلمين) و(ولاية الفقيه المطلقة) ويقولون بها حتى على المراجع الفقهاء. وغير ذلك من العناوين البارزة في إعلامهم.
ومن تجلياته وشواهده:
1- أزهرة الحوزة العلمية، أي جعلها كجامعة الأزهر المصرية مؤسسة خاضعة للسلطة، وذلك عبر إخضاع المراجع والعلماء المستقلين أو الضغط عليهم لإسكاتهم و شلّ نشاطاتهم، وعبر صُنع مرجعيات موالية للنظام ومنع ظهور مرجعيات مستقلة، وعبر ضخّ عشرات الألوف من الموالين لهم وخاصة من (شباب البسيج) الى الحوزات العلمية ، مع التضييق القانوني على المدارس المستقلة في الحوزة (مثلا: عدم إعطاء الإقامة لغير الإيرانيين، و عدم الإعفاء عن الجندية للايرانيين) مما يتسبّب في عزوف الناس عن تسجيل أبنائهم في المدارس المستقلة والذهاب الى المدارس المرتبطة بالنظام تحت اشراف ما يسمى ب “شوراي سربرستي”.
2- السيطرة على المؤسسات الدينية و خاصة الجماهيرية منها، و خاصة الهيئات الحسينية ، بتوفير الامكانيات للموالين للنظام ، أو بإدخال عناصرهم إليها و بهدوء للتتم السيطرة عليها من داخلها.
3- إخضاع الإعلام الشيعي لتوجهاتهم، بل غير الشيعي قدر المستطاع وبالدعم المالي، وقد أسّسوا رابطة لهذا الغرض جمعت كل الفضائيات الشيعية، إلا الفضائيات المرتبطة بالخط الشيرازي حيث حاولوا مرات كثيرة إدخالها ولم يوفّقوا، ولكنهم تمكّنوا من إيجاد إنشقاق في بعضها فدعموا المنشقين شرط التأييد المطلق لهم (قناة أنوار 2 مثالا).
4- حصر الافكار والمواقف السياسية – داخلية كانت أم دولية – بهم ، مع تأييد الجهات الشيعية لهم او لا اقل عدم معارضتها.
وللتوضيح.. وحيث ان المرجع الشيرازي الراحل كان مع استقلال الحوزة عن الدولة، و كانت له مؤسسات متعددة و منتشرة في ايران، وله افكار في الشورى و التعددية و الاخوة و الامة الواحدة والحرية وووو
لذلك اصطدموا به و جرى ما جرى عليه من اقامة جبرية واعتقال اولاده واقاربه وتلامذته والتي انتهت تلك المظالم عليه بقمع المشيّعين لجنازته وسقوطها على الأرض وحملها في سيارة الشرطة بشكل مهين ودفنها في مكان دون مكانة المراجع!!
وبعد أن تبوّأ شقيقه المرجع سماحة السيد صادق (حفظه الله) للمرجعية لعلميته التي شهد لها المجتهدون ولدروسه المنتشرة في الحوزة، مرّت السنوات الاولى بهدوء ظاهري ومضايقات خفية، لأن النظام كان يظن أن مرجعيته محدودة، وما كانوا يريدون تكرار تجربتهم مع الخط الشيرازي حيث تضرّروا من الصراع كما أضروا، فراحوا يراهنون على سياسة الترغيب. لكن منذ سنتين التفتوا الى فشل سياسة الترغيب، كما التفتوا الى توسّع هذه المرجعية بشكل رهيب داخل ايران (حيث كانوا يزعمون بانحصارها بين الكربلائيين وقليل من الاتراك) ثم اكتشفوا انها جذبت الهيئات العزائية والجهات الدينية التقليدية، وحتى بعض جمهورهم من البسيج، هنا شعروا بالخطر، فبدأت سياسة الترهيب مع المرجع الشيرازي. ويدير هذا الملف الخط المتشدد الذي يقف ورائها الشيخ مصباح اليزدي وجماعة احمدي نجاد، هؤلاء كانوا مستفيدين من تصدّرهم في قمع الحركة الخضراء او فتنة ٨٨ حسب تعبيرهم ، حيث حصلوا على تسهيلات ومواقع كثيرة جراء دفاعهم عن قيادة السيد الخامنه اي، وبعد انتهاء تلك الحركة وانتهاء ولاية احمدي نجاد وانتخاب روحاني وهو رجل لا ينتمى الى هؤلاء المتطرفين ، تعمل هذه الجماعة لاسترجاع ما خسروه من مواقع بعد فوز الاصلاحيين، فمسكوا مواقع لهذه الفتنة ضد الشيرازيين كي يظهروا أنفسهم بمظهر المدافع عن النظام والقيادة وانهم الحريصون على حفظ مكتسبات الجمهورية، واستغل هذه الموقف بعض الجهات المعادية للشيرازيين تاريخيا وهي جماعة حزب الدعوة ومن على شاكلتهم، و الحديث طويل في هذا المحور، نكتفي بهذا المقدار.
◆ المحور الثاني: الذرائع
حين اتخاذهم قرار سياسة الترهيب اتخذوا مجموعة ذرائع، وهي ليست جديدة بل كانت منذ سنوات، لكن لما حان وقت الترهيب وظفوا وسائل الاعلام لعرضها مع التضخيم والتحليلات غير الصحيحة ، منها قناة سلام و قناة فدك ، فعرضوا بعض مقاطع من محاضرات اشخاص او شخصيات من الاسرة الشيرازية (على طريقة قناة وصال) مقطوعة الرأس والذيل!!
ومن ثم قاموا بالتركيز على نقاط يزعمون انها انحراف في خط الشيرازي، كزعم ان هذا الخط يفرّق بين الشيعة وأن فلانا و فلانا متطرفون وهم سبب سفك دماء الشيعة، والتطبير كذا وكذا، واسبوع البراءة يقصدون به مجابهة اسبوع الوحدة للنظام، وقاموا ايضا بتضخيم الحدّية الموجودة في بعض المنتسبين للخط، او اختلاق اكاذيب و افتراءات عليهم.. واستفادوا من كلام البعض في قناة فدك ضد السيد الخميني والخامنه اي كذريعة مباشرة.
◆ المحور الثالث: الاحداث الراهنة
هنا تحليلات متعددة لسبب هذه الحملة الجائرة على المرجع الشيرازي، وقد تكون كلها صحيحة ونشير اليها باختصار:
1- انه لتحصين جمهورهم كي لا يقلدوا السيد الشيرازي.
2- انه لوقف مد المرجعية الشيرازية التي تحمل رؤى مغايرة لهم في بناء الدولة. فتخبّطوا في تخريب سمعتها عبر الافتراءات التي تضحك الثكلى. فهي وإن لم تكن مؤثرة على القناعات لكنها تسبب خوف التجار من الدعم المالي للمرجعية.
3- انه للضغط على المرجعية من اجل اخضاعها فتقدّم تنازلات للنظام. وقد تم ذلك بالتهريج والافتراء بواسطة مواقع كثيرة في الانترنت، ثم بتوزيع ملايين الاقراص المدمجة بعنوان العمائم الانجليزية، وقاموا بتثقيف الايرانيين -وشباب البسيج- في الجلسات الخاصة و العامة ضد المرجعية الشيرازية، و استغلال الدورات الصيفية و غير ذلك ، ثم جاءت النقلة النوعية في المواجهة باغلاق مكاتب الفضائيات للمرجع الشيرازي عبر وزارة المخابرات و حجب موقع السيد المرجع (بل اكثر من موقع) ، ثم اقامة معارض الصور و غير ذلك، و تدريجيا بدأوا تصعيد الضغط على لسان شخصية دعوجية متزلفة للنظام وهو الشيخ الاراكي. واخيرا وصل الدور الى شيخ سفيه قزم احمق من مدينة تبريز اذ اطلق نداءه باسم فدائيان اسلام ان انصاره مستعدون لاغتيال السيد صادق الشيرازي!!
المحور الرابع: التصورات
تصورنا هو ان الاستراتيجية مع هذا النظام الذي داس شعارات الثورة وآمال شعبها المؤمن ينبغي ان تكون كالتالي:
1/ لا للمفاوضات، الا اذا كان على الطاولة بحث مواضيع اساسية، مثل: استقلالية الحوزة. الغاء المؤسسات التي اسسها النظام للاستيلاء عليها. الحرية الكاملة للمراجع في ابداء آرائهم التي تخالف النظام واستراتيجياته. الغاء القوانين الكابتة للحريات. الغاء احتكار السلطة لوسائل الاعلام وووو
قد يبدو هذه شروطا غير واقعية ، ولكننا نؤكد انه لا معنى للذهاب الى مفاوضات ينحصر فيها الكلام حول ياسر الحبيب او اسبوع البراءة او عدم الموافقة على ولاية امر المسلمين و نحو ذلك ، بل نؤكد على المبادئ التي تنادي بها المرجعية الشيرازية كحقوق للشيعة والحوزات، كما لابد من محاكمة النظام على تجاوزاته على المرجعية وعلى الحرية الدينية في ايران وسياساته التي دمرت ظاهرة التدين لدى اكثر الايرانيين وفتحت ابوابها للمد السني وتكاثر نسلهم على حساب الاكثرية الشيعية. تجب محاكمة هذا النظام على هذه الجريمة.
ولا يعني هذا عدم تدخل الاطراف الخيّرة للهدنة الممكنة، بل هو المتوقع من كل العقلاء سواءا من جماعة الشيرازيين او غيرهم ان يتدخلوا ايجابيا لدى المؤسسة الرسمية في ايران ان توقف هذا التهجم الظالم.
2/ لا للتنازلات ، ان الحالة التي اوجدها النظام الايراني قد زادت الرؤية وضوحا بصحة المنهج العام للخط الشيرازي منذ زمن الراحل المظلوم، فرغم سوء عمل بعض المنتسبين لهذا الخط او الذين ينسبون انفسهم للخط نرى حقائق كثيرة ظهرت لصالح ما كان عليه المرجع الشيرازي واخوه السيد صادق (دام ظله)، لذا نقول لا للتنازلات وليحدث ما يحدث ، فليست وراء عبادان قرية كما في المثل الشعبي الايراني، وليس وراء الاتهام بالعمالة شيء نخاف منه ، فقد كان هذا آخر الاوراق لهم وقد استعملوه من اول الامر مما يدل على غباء مهندسي هذه اللعبة القذرة، فليس ما فعلوه بالمرجع الراحل من تنكيل بأسوء من اتهاماتهم الجديدة هذه ، فليكن ما يكون إن كان في ذلك رضا الله عزوجل.
3/ نوصي جميع العاملين في الخط المبارك باستمرار العمل الايجابي، وبالعمل الاعلامي المتميز عبر الفضائيات و غيرها من مؤسسات النشاط الاسلامي ، و كأن لم يكن شيئا مذكورا، فلا ينسوا الاخوة هدفهم العام وهو خدمة التشيع ، وهذا لا يتغير بتغير الظروف ولا الدول ولا السياسات ورجالها، نعم يلزم صرف قسم من الوقت في الدفاع عن السيد المرجع ومرئياته و عن الخط و دفع الشبهات و كذلك الضغط على المسؤولين الايرانيين ونصيحتهم. ولكن الاصل هو خدمة المذهب الحق بالاسلوب المهذَّب الذي تعلّمناه من المرجعية الرشيدة.
وفي هذا السياق نقترح على الاخوة الواعين لمسيرة الخط الشيرازي المبارك في كل العالم أن يكتبوا ويخطبوا حول مختلف الزوايا الفكرية للمرجعية التي تأسست على دعائم الحضارية الاسلامية مستندين في كتاباتهم إلى شواهد من كتب السيد المرجع في شتى المواضيع ولو على شكل مقالات ايجابية ونشرها او مقاطع صوتية من خطاب السيد المرجع و عدم حصر الكلمات في باب واحد ولون واحد.
كما نلفت عناية الاخوة السياسيين أن ينشروا بأن من أسباب الهجمة الاعلامية الشرسة ضد المرجع الشيرازي وخطه الصاعد هو للتغطية على فشل النظام الايراني في المفاوضات النووية وعلى رغبتهم في التصالح مع السعودية والمساومة على آلام الشيعة في البحرين و…
فكان لزاما عليهم خلق قضية تنشغل بها الساحة الشيعية والحوزات والعلماء.
فإنا لله وإنا إليه راجعون
و الحمد لله رب العالمين
بتاريخ 5-ربيع الثاني- 1436
الموافق 2015-1-25
يرجى نشره عالميا
منقول:
http://www.global-islam.org/ar/?p=891
هذه رؤية مختصرة لما يجري في إيران من ظلمٍ على المرجع الشيرازي ومرجعيته الصامدة
صادر عن:
ثلة من وكلاء المرجع الشيرازي
في أوروبا
بسم الله الرحمن الرحيم
والكلام هنا يقع في أربعة محاور:
⇦ الجذور
⇦ الذرائع
⇦ الاحداث الراهنة
⇦ التصورات
◆ المحور الاول: الجذور
تعود جذور المشكلة الى حالة الوصاية التي يحاول النظام الايراني فرضها على عامة الشيعة ولو في خارج ايران، وهذا يتجلى في شعاراته بوضوح، مثل (ولي امر المسلمين) و(ولاية الفقيه المطلقة) ويقولون بها حتى على المراجع الفقهاء. وغير ذلك من العناوين البارزة في إعلامهم.
ومن تجلياته وشواهده:
1- أزهرة الحوزة العلمية، أي جعلها كجامعة الأزهر المصرية مؤسسة خاضعة للسلطة، وذلك عبر إخضاع المراجع والعلماء المستقلين أو الضغط عليهم لإسكاتهم و شلّ نشاطاتهم، وعبر صُنع مرجعيات موالية للنظام ومنع ظهور مرجعيات مستقلة، وعبر ضخّ عشرات الألوف من الموالين لهم وخاصة من (شباب البسيج) الى الحوزات العلمية ، مع التضييق القانوني على المدارس المستقلة في الحوزة (مثلا: عدم إعطاء الإقامة لغير الإيرانيين، و عدم الإعفاء عن الجندية للايرانيين) مما يتسبّب في عزوف الناس عن تسجيل أبنائهم في المدارس المستقلة والذهاب الى المدارس المرتبطة بالنظام تحت اشراف ما يسمى ب “شوراي سربرستي”.
2- السيطرة على المؤسسات الدينية و خاصة الجماهيرية منها، و خاصة الهيئات الحسينية ، بتوفير الامكانيات للموالين للنظام ، أو بإدخال عناصرهم إليها و بهدوء للتتم السيطرة عليها من داخلها.
3- إخضاع الإعلام الشيعي لتوجهاتهم، بل غير الشيعي قدر المستطاع وبالدعم المالي، وقد أسّسوا رابطة لهذا الغرض جمعت كل الفضائيات الشيعية، إلا الفضائيات المرتبطة بالخط الشيرازي حيث حاولوا مرات كثيرة إدخالها ولم يوفّقوا، ولكنهم تمكّنوا من إيجاد إنشقاق في بعضها فدعموا المنشقين شرط التأييد المطلق لهم (قناة أنوار 2 مثالا).
4- حصر الافكار والمواقف السياسية – داخلية كانت أم دولية – بهم ، مع تأييد الجهات الشيعية لهم او لا اقل عدم معارضتها.
وللتوضيح.. وحيث ان المرجع الشيرازي الراحل كان مع استقلال الحوزة عن الدولة، و كانت له مؤسسات متعددة و منتشرة في ايران، وله افكار في الشورى و التعددية و الاخوة و الامة الواحدة والحرية وووو
لذلك اصطدموا به و جرى ما جرى عليه من اقامة جبرية واعتقال اولاده واقاربه وتلامذته والتي انتهت تلك المظالم عليه بقمع المشيّعين لجنازته وسقوطها على الأرض وحملها في سيارة الشرطة بشكل مهين ودفنها في مكان دون مكانة المراجع!!
وبعد أن تبوّأ شقيقه المرجع سماحة السيد صادق (حفظه الله) للمرجعية لعلميته التي شهد لها المجتهدون ولدروسه المنتشرة في الحوزة، مرّت السنوات الاولى بهدوء ظاهري ومضايقات خفية، لأن النظام كان يظن أن مرجعيته محدودة، وما كانوا يريدون تكرار تجربتهم مع الخط الشيرازي حيث تضرّروا من الصراع كما أضروا، فراحوا يراهنون على سياسة الترغيب. لكن منذ سنتين التفتوا الى فشل سياسة الترغيب، كما التفتوا الى توسّع هذه المرجعية بشكل رهيب داخل ايران (حيث كانوا يزعمون بانحصارها بين الكربلائيين وقليل من الاتراك) ثم اكتشفوا انها جذبت الهيئات العزائية والجهات الدينية التقليدية، وحتى بعض جمهورهم من البسيج، هنا شعروا بالخطر، فبدأت سياسة الترهيب مع المرجع الشيرازي. ويدير هذا الملف الخط المتشدد الذي يقف ورائها الشيخ مصباح اليزدي وجماعة احمدي نجاد، هؤلاء كانوا مستفيدين من تصدّرهم في قمع الحركة الخضراء او فتنة ٨٨ حسب تعبيرهم ، حيث حصلوا على تسهيلات ومواقع كثيرة جراء دفاعهم عن قيادة السيد الخامنه اي، وبعد انتهاء تلك الحركة وانتهاء ولاية احمدي نجاد وانتخاب روحاني وهو رجل لا ينتمى الى هؤلاء المتطرفين ، تعمل هذه الجماعة لاسترجاع ما خسروه من مواقع بعد فوز الاصلاحيين، فمسكوا مواقع لهذه الفتنة ضد الشيرازيين كي يظهروا أنفسهم بمظهر المدافع عن النظام والقيادة وانهم الحريصون على حفظ مكتسبات الجمهورية، واستغل هذه الموقف بعض الجهات المعادية للشيرازيين تاريخيا وهي جماعة حزب الدعوة ومن على شاكلتهم، و الحديث طويل في هذا المحور، نكتفي بهذا المقدار.
◆ المحور الثاني: الذرائع
حين اتخاذهم قرار سياسة الترهيب اتخذوا مجموعة ذرائع، وهي ليست جديدة بل كانت منذ سنوات، لكن لما حان وقت الترهيب وظفوا وسائل الاعلام لعرضها مع التضخيم والتحليلات غير الصحيحة ، منها قناة سلام و قناة فدك ، فعرضوا بعض مقاطع من محاضرات اشخاص او شخصيات من الاسرة الشيرازية (على طريقة قناة وصال) مقطوعة الرأس والذيل!!
ومن ثم قاموا بالتركيز على نقاط يزعمون انها انحراف في خط الشيرازي، كزعم ان هذا الخط يفرّق بين الشيعة وأن فلانا و فلانا متطرفون وهم سبب سفك دماء الشيعة، والتطبير كذا وكذا، واسبوع البراءة يقصدون به مجابهة اسبوع الوحدة للنظام، وقاموا ايضا بتضخيم الحدّية الموجودة في بعض المنتسبين للخط، او اختلاق اكاذيب و افتراءات عليهم.. واستفادوا من كلام البعض في قناة فدك ضد السيد الخميني والخامنه اي كذريعة مباشرة.
◆ المحور الثالث: الاحداث الراهنة
هنا تحليلات متعددة لسبب هذه الحملة الجائرة على المرجع الشيرازي، وقد تكون كلها صحيحة ونشير اليها باختصار:
1- انه لتحصين جمهورهم كي لا يقلدوا السيد الشيرازي.
2- انه لوقف مد المرجعية الشيرازية التي تحمل رؤى مغايرة لهم في بناء الدولة. فتخبّطوا في تخريب سمعتها عبر الافتراءات التي تضحك الثكلى. فهي وإن لم تكن مؤثرة على القناعات لكنها تسبب خوف التجار من الدعم المالي للمرجعية.
3- انه للضغط على المرجعية من اجل اخضاعها فتقدّم تنازلات للنظام. وقد تم ذلك بالتهريج والافتراء بواسطة مواقع كثيرة في الانترنت، ثم بتوزيع ملايين الاقراص المدمجة بعنوان العمائم الانجليزية، وقاموا بتثقيف الايرانيين -وشباب البسيج- في الجلسات الخاصة و العامة ضد المرجعية الشيرازية، و استغلال الدورات الصيفية و غير ذلك ، ثم جاءت النقلة النوعية في المواجهة باغلاق مكاتب الفضائيات للمرجع الشيرازي عبر وزارة المخابرات و حجب موقع السيد المرجع (بل اكثر من موقع) ، ثم اقامة معارض الصور و غير ذلك، و تدريجيا بدأوا تصعيد الضغط على لسان شخصية دعوجية متزلفة للنظام وهو الشيخ الاراكي. واخيرا وصل الدور الى شيخ سفيه قزم احمق من مدينة تبريز اذ اطلق نداءه باسم فدائيان اسلام ان انصاره مستعدون لاغتيال السيد صادق الشيرازي!!
المحور الرابع: التصورات
تصورنا هو ان الاستراتيجية مع هذا النظام الذي داس شعارات الثورة وآمال شعبها المؤمن ينبغي ان تكون كالتالي:
1/ لا للمفاوضات، الا اذا كان على الطاولة بحث مواضيع اساسية، مثل: استقلالية الحوزة. الغاء المؤسسات التي اسسها النظام للاستيلاء عليها. الحرية الكاملة للمراجع في ابداء آرائهم التي تخالف النظام واستراتيجياته. الغاء القوانين الكابتة للحريات. الغاء احتكار السلطة لوسائل الاعلام وووو
قد يبدو هذه شروطا غير واقعية ، ولكننا نؤكد انه لا معنى للذهاب الى مفاوضات ينحصر فيها الكلام حول ياسر الحبيب او اسبوع البراءة او عدم الموافقة على ولاية امر المسلمين و نحو ذلك ، بل نؤكد على المبادئ التي تنادي بها المرجعية الشيرازية كحقوق للشيعة والحوزات، كما لابد من محاكمة النظام على تجاوزاته على المرجعية وعلى الحرية الدينية في ايران وسياساته التي دمرت ظاهرة التدين لدى اكثر الايرانيين وفتحت ابوابها للمد السني وتكاثر نسلهم على حساب الاكثرية الشيعية. تجب محاكمة هذا النظام على هذه الجريمة.
ولا يعني هذا عدم تدخل الاطراف الخيّرة للهدنة الممكنة، بل هو المتوقع من كل العقلاء سواءا من جماعة الشيرازيين او غيرهم ان يتدخلوا ايجابيا لدى المؤسسة الرسمية في ايران ان توقف هذا التهجم الظالم.
2/ لا للتنازلات ، ان الحالة التي اوجدها النظام الايراني قد زادت الرؤية وضوحا بصحة المنهج العام للخط الشيرازي منذ زمن الراحل المظلوم، فرغم سوء عمل بعض المنتسبين لهذا الخط او الذين ينسبون انفسهم للخط نرى حقائق كثيرة ظهرت لصالح ما كان عليه المرجع الشيرازي واخوه السيد صادق (دام ظله)، لذا نقول لا للتنازلات وليحدث ما يحدث ، فليست وراء عبادان قرية كما في المثل الشعبي الايراني، وليس وراء الاتهام بالعمالة شيء نخاف منه ، فقد كان هذا آخر الاوراق لهم وقد استعملوه من اول الامر مما يدل على غباء مهندسي هذه اللعبة القذرة، فليس ما فعلوه بالمرجع الراحل من تنكيل بأسوء من اتهاماتهم الجديدة هذه ، فليكن ما يكون إن كان في ذلك رضا الله عزوجل.
3/ نوصي جميع العاملين في الخط المبارك باستمرار العمل الايجابي، وبالعمل الاعلامي المتميز عبر الفضائيات و غيرها من مؤسسات النشاط الاسلامي ، و كأن لم يكن شيئا مذكورا، فلا ينسوا الاخوة هدفهم العام وهو خدمة التشيع ، وهذا لا يتغير بتغير الظروف ولا الدول ولا السياسات ورجالها، نعم يلزم صرف قسم من الوقت في الدفاع عن السيد المرجع ومرئياته و عن الخط و دفع الشبهات و كذلك الضغط على المسؤولين الايرانيين ونصيحتهم. ولكن الاصل هو خدمة المذهب الحق بالاسلوب المهذَّب الذي تعلّمناه من المرجعية الرشيدة.
وفي هذا السياق نقترح على الاخوة الواعين لمسيرة الخط الشيرازي المبارك في كل العالم أن يكتبوا ويخطبوا حول مختلف الزوايا الفكرية للمرجعية التي تأسست على دعائم الحضارية الاسلامية مستندين في كتاباتهم إلى شواهد من كتب السيد المرجع في شتى المواضيع ولو على شكل مقالات ايجابية ونشرها او مقاطع صوتية من خطاب السيد المرجع و عدم حصر الكلمات في باب واحد ولون واحد.
كما نلفت عناية الاخوة السياسيين أن ينشروا بأن من أسباب الهجمة الاعلامية الشرسة ضد المرجع الشيرازي وخطه الصاعد هو للتغطية على فشل النظام الايراني في المفاوضات النووية وعلى رغبتهم في التصالح مع السعودية والمساومة على آلام الشيعة في البحرين و…
فكان لزاما عليهم خلق قضية تنشغل بها الساحة الشيعية والحوزات والعلماء.
فإنا لله وإنا إليه راجعون
و الحمد لله رب العالمين
بتاريخ 5-ربيع الثاني- 1436
الموافق 2015-1-25
يرجى نشره عالميا
منقول:
http://www.global-islam.org/ar/?p=891
تعليق