لماذا وضعت واشنطن سوريا الهدف التالي بعد العراق؟
اجمعت آراء وتحليلات "المفكرين والاستراتيجيين"على ان حملة التهديدات الأميركية لسوريا وبما يوحي ان دمشق باتت الهدف التالي، على ان واشنطن المدفوعة باللوبي الصهيوني تسعى الى اعادة رسم خريطة المنطقة من جديد.
غير ان الولايات المتحدة بدت في عجلة من امرها وهو شي مستغرب خاصة وان غبار معارك بغداد لم ينجلي بعد. فما هو سر العجلة الأميركية هذه.
يقول سياسي اردني وثيق الاطلاع وعلى علاقة جيدة بأوساط السفارة في عمان ان هناك سببا رئيسا دفع بواشنطن الى الاستعجال في التركيز على سوريا حتى قبل انتهاء معركتها في العراق.
ويوضح السياسي الاردني الذي رفض ان يكشف عن اسمه ان واشنطن تمتلك معلومات دقيقة عن هروب عدد كبير من قيادات حزب البعث العراقي الى سوريا حتى قبل سقوط بغداد وزاد هذا العدد بعد السقوط المدوي.
وفي المعلومات الاميركية ان هؤلاء وباحتضان سوري كامل سيشكلون قاعدة ارتكاز لـ"مقاومة" القوات الاميركية في العراق والقيام بعمليات تخريب واسعة النطاق بما في ذلك تصفية قيادات معارضة معروفة بعلاقاتها الجيدة مع واشنطن في محاولة لاشاعة الفوضى ومن ثم تعطيل كافة المشاريع الاميركية في العراق.
وتعتقد واشنطن اعتقادا راسخا ان دمشق التي سبق ان احتضنت حزب الله خلال مقاومته الاحتلال الاسرائيلي للبنان وتحتضن اكثر الفصائل الفلسطينية تشددا تراودها احلام كبيرة في الحاق الهزيمة بالقوات الاميركية في العراق.
ووفقا للسياسي الاردني فان واشنطن ترى ان دمشق ليست من السذاجة بان تعتقد بانها او "المقاومة العراقية" ستلحق هزيمة حاسمة بالقوات الاميركية لذلك فهي أي دمشق ستسعى الى جعل "الاحتلال الاميركي للعراق مكلفا" بحيث تجعل من الصعب على واشنطن التفكير بمغامرة ثانية تطال سوريا نفسها.
وترى واشنطن ان دمشق تهدف اساسا الى ابقاء الوضع في العراق في حالة من عدم الاستقرار استنادا ايضا الى تجربتها في لبنان قبل اتفاق الطائف الذي وقع عام 1989 بحيث لا تتمكن واشنطن من الانتقال الى تنفيذ الحلقة الثانية من مخططها في المنطقة وتحديدا ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قد يكون على حساب دمشق التي كانت خسرت ورقة لبنان بانسحاب الجيش الاسرائيلي من هناك.
باختصار فان واشنطن تخشى من انها لو تركت دمشق بدون ممارسة اقصى الضغوطات فانها ستعرض وجود قواتها في العراق للخطر فيما لو استمرت دمشق او فكرت في "توفير قاعدة اسناد للمقاومة العراقية".
ويقول السياسي الاردني ان القوات الاميركية تعتبر المرحلة الثانية من الحرب اصعب بكثير من الاولى فالعراق بلد يمتد على مساحة 450 آلف كلم كما ان هناك مئات الالاف من انصار النظام السابق والبعثيين العراقيين والاف المتطوعين العرب وملايين قطع السلاح المتوفرة بين ايدي العراقيين عدا عن آلاف المخازن السرية التي اخفى فيها النظام السابق أعداد هائلة من الأسلحة والذخيرة تحسبا ليوم كهذا. وبالطبع يضاف الى كل ذلك فقدان قيادات عراقية قادرة على الحلول محل النظام السابق ومليء الفراغ السياسي بسرعة ناهيك عن المشاكل التي نجمت عن الحرب مثل تدمير البنية التحتية والخراب الذي لحق بالعراق ثم عمليات السلب والنهب والانفلات الامني كلها عوامل تدفع بواشنطن الى بذل كل جهد مستطاع لحماية وجودها في العراق اقلها بتحييد أي تدخل خارجي معادي لهذا الوجود وخاصة سوريا التي لم تخف دعمها للنظام السابق واختارت ان تبقي حدودها مفتوحة لتزويد العراق بالمتطوعين وربما الاسلحة.
ومما لاشك فيه هو ان واشنطن وتشاطرها لندن الرأي تضع مسألة هرب القيادات العراقية الى سوريا واغلاق الحدود ومنع دخول المتطوعين العرب على راس قائمة المطالب.
وسئل السياسي الاردني عن الدوافع او المطالب الاخرى التي تطرحها واشنطن ولندن وتل ابيب علنا فاجاب صحيح ان واشنطن تريد من دمشق عدم تطوير اسلحة دمار شامل او عدم عرقلة أي حل سياسي قادم او ضبط ثم احتواء حزب الله في لبنان او طرد المنظمات الفلسطينية المتطرفة وهي جميعها مطالب تتقاطع مع المصلحة الاسرائيلية في المحصلة الا ان واشنطن تدرك ان سوريا قد اقدمت على تلبية هذه المطالب منذ زمن بعيد.
فسوريا اولا وهذا معروف لم تطور اسلحة دمار شامل بدليل ان الولايات المتحدة لم تتحدث عن هذا الامر الا في الايام الاخيرة وهي رسالة قوية لسوريا مفادها ان السيناريو العراقي قد يكون قابل للتطبيق على دمشق.
اما بخصوص حزب الله فهو حزب في النهاية تم بالفعل ضبطه وهو في طريقه الى الاحتواء كليا. فحزب الله توقف تماما عن العمل العسكري ضد اسرائيل منذ اكثر من ستة اشهر أي منذ الزيارة الشهيرة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول الى سوريا.
ويقول السياسي الاردني اذا كان حزب الله لم يحرك ساكنا لدعم الانتفاضة في اوجها كما لم يحرك ساكنا وهو يرى عاصمة عربية تحتل فمتى سيتحرك اذن اليس هذا دليل قويى على احتواء الحزب.
ومع ذلك فان السياسي الاردني يرى ان واشنطن وتل ابيب ستواصل الضغط على دمشق لاحتواء الحزب كليا وتحويله الى حزب سياسي لبناني كبقية الاحزاب المطلبية هو امر ايضا باتت تظهر ملامحه من خلال انخراط الحزب في الاشهر الاخيرة في الخلافات الداخلية اللبنانية التي بقي طيلة الاعوام الـ18 ينأى بنفسه عنها.
اما بخصوص خارطة الطريق وحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فواشنطن على قناعة تامة بان دمشق لا تستطيع عرقلة تنفيذ هذه الخريطة حتى وان اتخذت مواقف لفظية واعلامية ضدها.
بل ان السياسي الاردني يرى ان تجربة واشنطن مع دمشق تدلل على ان الاخيرة ستلحق بركب المفاوضات وان متأخرة عندما تدرك انها قد تفقد اوراقها وهو ما حصل بعد اتفاقية اوسلو فسوريا بدلا من الوقوف في وجه اتفاق اوسلو اختارت الذهاب الى المفاوضات وتوصلت الى تفاهمات على اكثر من 82 في المائة في القضايا الخلافية مع اسرائيل خلال مفاوضات "واي بلانتيشين".
اما بخصوص الطلب من دمشق تخفيف علاقتها بايران فهذا امر لا يعدو كونه اكثر من مزحة فالولايات المتحدة رغم ادراجها ايران ضمن محور الشر الا انها لا تخفي امتنانها للموقف الايراني سواء في افغانستان او في العراق كما ترى ان ايران لا تني تسير في طريق الاعتدال هذا اضافة الى ان العلاقات الايرانية السورية شهدت خلافات استراتيجية في الفترة الاخيرة وتباعد وتحديدا في قضية العراق والانتفاضة الفلسطينية.
واخيرا فان مطلب واشنطن او تل ابيب، سيان، بابعاد الحرس القديم واجراء مزيد من الاصلاحات فهو مطلب لا يقتصر على دمشق وحدها وربما دمشق بقيادة بشار الاسد قد تكون اقرب الى تلبية هذا المطلب من دول مثل السعودية او ليبيا بل ان الاسد الابن يعمل بدون كلل لتغيير واقع الحال وخاصة في القيادات الامنية والعسكرية، اما ما يظهر على السطح من تراجع عن بعض الاصلاحات التي كان قام بها فهي لا تعدو كونها محاولات لاسترضاء بعض الحرس القديم وفي كل الاحوال فمن السهل على الاسد التراجع في أي وقت عن كثير من القيود التي فرضها مؤخرا والقيام ببعض الخطوات الاصلاحية كتلك التي قام بها خلال الاشهر الاولى من توليه الحكم.
وبسؤال السياسي الأردني عن ما ذا كانت واشنطن مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد دمشق ام ستكتفي بالعقوبات الدبلوماسية والاقتصادية اجاب المعروف عن سوريا انها من اكثر الانظمة العربية "براغماتية" وهي سبق وان تعرضت لضغوطات اكبر من هذه وخاصة من اسرائيل واثبتت انها قادرة على التعامل مع هذه الضغوطات وتجنيب نفسها الانجرار الى معركة خاسرة. ودمشق باتت تدرك بعد هذه التهديدات انها "تلعب بالنار" وان احتضان "المقاومة العراقية" ليس كاحتضان المقاومة الفلسطينية او اللبنانية فاللعبة الان مع الولايات المتحدة وهي ليست الولايات المتحدة ما قبل الاستراتيجية الامنية العسكرية الجديدة التي عنوانها "الحرب الوقائية" حتى لو لم تتوفر على الغطاء الدولي.
وقد استلمت دمشق الرسالة وامر الاسد باغلاق الحدود، اما من استطاع من القيادات العراقية الوصول الى سوريا فهو سيكون امام خيارين اما البحث سريعا عن ماوى اخر او سيكون مصيره مثل مصير عبدالله اوجلان الذي تكرر مع الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس الذي رفضت سوريا استضافته واعادته الى بغداد لتلقي القوات الاميركية القبض عليه وهو ما دفع ببعض اعضاء جبهته الى اتهام سوريا بالتواطؤ مع واشنطن تماما كما فعل حزب العمال الكردستاني.
ملخص ما اراد السياسي الاردني قوله ان ملف سوريا بدأ يبرد بفعل "حكمة القيادة السورية"اما اعادة رسم خارطة المنطقة فهو حديث اخر لم يبدأ بغزو العراق ولن يتوقف على بعض التهديدات لسوريا—(البوابة)
اجمعت آراء وتحليلات "المفكرين والاستراتيجيين"على ان حملة التهديدات الأميركية لسوريا وبما يوحي ان دمشق باتت الهدف التالي، على ان واشنطن المدفوعة باللوبي الصهيوني تسعى الى اعادة رسم خريطة المنطقة من جديد.
غير ان الولايات المتحدة بدت في عجلة من امرها وهو شي مستغرب خاصة وان غبار معارك بغداد لم ينجلي بعد. فما هو سر العجلة الأميركية هذه.
يقول سياسي اردني وثيق الاطلاع وعلى علاقة جيدة بأوساط السفارة في عمان ان هناك سببا رئيسا دفع بواشنطن الى الاستعجال في التركيز على سوريا حتى قبل انتهاء معركتها في العراق.
ويوضح السياسي الاردني الذي رفض ان يكشف عن اسمه ان واشنطن تمتلك معلومات دقيقة عن هروب عدد كبير من قيادات حزب البعث العراقي الى سوريا حتى قبل سقوط بغداد وزاد هذا العدد بعد السقوط المدوي.
وفي المعلومات الاميركية ان هؤلاء وباحتضان سوري كامل سيشكلون قاعدة ارتكاز لـ"مقاومة" القوات الاميركية في العراق والقيام بعمليات تخريب واسعة النطاق بما في ذلك تصفية قيادات معارضة معروفة بعلاقاتها الجيدة مع واشنطن في محاولة لاشاعة الفوضى ومن ثم تعطيل كافة المشاريع الاميركية في العراق.
وتعتقد واشنطن اعتقادا راسخا ان دمشق التي سبق ان احتضنت حزب الله خلال مقاومته الاحتلال الاسرائيلي للبنان وتحتضن اكثر الفصائل الفلسطينية تشددا تراودها احلام كبيرة في الحاق الهزيمة بالقوات الاميركية في العراق.
ووفقا للسياسي الاردني فان واشنطن ترى ان دمشق ليست من السذاجة بان تعتقد بانها او "المقاومة العراقية" ستلحق هزيمة حاسمة بالقوات الاميركية لذلك فهي أي دمشق ستسعى الى جعل "الاحتلال الاميركي للعراق مكلفا" بحيث تجعل من الصعب على واشنطن التفكير بمغامرة ثانية تطال سوريا نفسها.
وترى واشنطن ان دمشق تهدف اساسا الى ابقاء الوضع في العراق في حالة من عدم الاستقرار استنادا ايضا الى تجربتها في لبنان قبل اتفاق الطائف الذي وقع عام 1989 بحيث لا تتمكن واشنطن من الانتقال الى تنفيذ الحلقة الثانية من مخططها في المنطقة وتحديدا ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قد يكون على حساب دمشق التي كانت خسرت ورقة لبنان بانسحاب الجيش الاسرائيلي من هناك.
باختصار فان واشنطن تخشى من انها لو تركت دمشق بدون ممارسة اقصى الضغوطات فانها ستعرض وجود قواتها في العراق للخطر فيما لو استمرت دمشق او فكرت في "توفير قاعدة اسناد للمقاومة العراقية".
ويقول السياسي الاردني ان القوات الاميركية تعتبر المرحلة الثانية من الحرب اصعب بكثير من الاولى فالعراق بلد يمتد على مساحة 450 آلف كلم كما ان هناك مئات الالاف من انصار النظام السابق والبعثيين العراقيين والاف المتطوعين العرب وملايين قطع السلاح المتوفرة بين ايدي العراقيين عدا عن آلاف المخازن السرية التي اخفى فيها النظام السابق أعداد هائلة من الأسلحة والذخيرة تحسبا ليوم كهذا. وبالطبع يضاف الى كل ذلك فقدان قيادات عراقية قادرة على الحلول محل النظام السابق ومليء الفراغ السياسي بسرعة ناهيك عن المشاكل التي نجمت عن الحرب مثل تدمير البنية التحتية والخراب الذي لحق بالعراق ثم عمليات السلب والنهب والانفلات الامني كلها عوامل تدفع بواشنطن الى بذل كل جهد مستطاع لحماية وجودها في العراق اقلها بتحييد أي تدخل خارجي معادي لهذا الوجود وخاصة سوريا التي لم تخف دعمها للنظام السابق واختارت ان تبقي حدودها مفتوحة لتزويد العراق بالمتطوعين وربما الاسلحة.
ومما لاشك فيه هو ان واشنطن وتشاطرها لندن الرأي تضع مسألة هرب القيادات العراقية الى سوريا واغلاق الحدود ومنع دخول المتطوعين العرب على راس قائمة المطالب.
وسئل السياسي الاردني عن الدوافع او المطالب الاخرى التي تطرحها واشنطن ولندن وتل ابيب علنا فاجاب صحيح ان واشنطن تريد من دمشق عدم تطوير اسلحة دمار شامل او عدم عرقلة أي حل سياسي قادم او ضبط ثم احتواء حزب الله في لبنان او طرد المنظمات الفلسطينية المتطرفة وهي جميعها مطالب تتقاطع مع المصلحة الاسرائيلية في المحصلة الا ان واشنطن تدرك ان سوريا قد اقدمت على تلبية هذه المطالب منذ زمن بعيد.
فسوريا اولا وهذا معروف لم تطور اسلحة دمار شامل بدليل ان الولايات المتحدة لم تتحدث عن هذا الامر الا في الايام الاخيرة وهي رسالة قوية لسوريا مفادها ان السيناريو العراقي قد يكون قابل للتطبيق على دمشق.
اما بخصوص حزب الله فهو حزب في النهاية تم بالفعل ضبطه وهو في طريقه الى الاحتواء كليا. فحزب الله توقف تماما عن العمل العسكري ضد اسرائيل منذ اكثر من ستة اشهر أي منذ الزيارة الشهيرة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول الى سوريا.
ويقول السياسي الاردني اذا كان حزب الله لم يحرك ساكنا لدعم الانتفاضة في اوجها كما لم يحرك ساكنا وهو يرى عاصمة عربية تحتل فمتى سيتحرك اذن اليس هذا دليل قويى على احتواء الحزب.
ومع ذلك فان السياسي الاردني يرى ان واشنطن وتل ابيب ستواصل الضغط على دمشق لاحتواء الحزب كليا وتحويله الى حزب سياسي لبناني كبقية الاحزاب المطلبية هو امر ايضا باتت تظهر ملامحه من خلال انخراط الحزب في الاشهر الاخيرة في الخلافات الداخلية اللبنانية التي بقي طيلة الاعوام الـ18 ينأى بنفسه عنها.
اما بخصوص خارطة الطريق وحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فواشنطن على قناعة تامة بان دمشق لا تستطيع عرقلة تنفيذ هذه الخريطة حتى وان اتخذت مواقف لفظية واعلامية ضدها.
بل ان السياسي الاردني يرى ان تجربة واشنطن مع دمشق تدلل على ان الاخيرة ستلحق بركب المفاوضات وان متأخرة عندما تدرك انها قد تفقد اوراقها وهو ما حصل بعد اتفاقية اوسلو فسوريا بدلا من الوقوف في وجه اتفاق اوسلو اختارت الذهاب الى المفاوضات وتوصلت الى تفاهمات على اكثر من 82 في المائة في القضايا الخلافية مع اسرائيل خلال مفاوضات "واي بلانتيشين".
اما بخصوص الطلب من دمشق تخفيف علاقتها بايران فهذا امر لا يعدو كونه اكثر من مزحة فالولايات المتحدة رغم ادراجها ايران ضمن محور الشر الا انها لا تخفي امتنانها للموقف الايراني سواء في افغانستان او في العراق كما ترى ان ايران لا تني تسير في طريق الاعتدال هذا اضافة الى ان العلاقات الايرانية السورية شهدت خلافات استراتيجية في الفترة الاخيرة وتباعد وتحديدا في قضية العراق والانتفاضة الفلسطينية.
واخيرا فان مطلب واشنطن او تل ابيب، سيان، بابعاد الحرس القديم واجراء مزيد من الاصلاحات فهو مطلب لا يقتصر على دمشق وحدها وربما دمشق بقيادة بشار الاسد قد تكون اقرب الى تلبية هذا المطلب من دول مثل السعودية او ليبيا بل ان الاسد الابن يعمل بدون كلل لتغيير واقع الحال وخاصة في القيادات الامنية والعسكرية، اما ما يظهر على السطح من تراجع عن بعض الاصلاحات التي كان قام بها فهي لا تعدو كونها محاولات لاسترضاء بعض الحرس القديم وفي كل الاحوال فمن السهل على الاسد التراجع في أي وقت عن كثير من القيود التي فرضها مؤخرا والقيام ببعض الخطوات الاصلاحية كتلك التي قام بها خلال الاشهر الاولى من توليه الحكم.
وبسؤال السياسي الأردني عن ما ذا كانت واشنطن مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد دمشق ام ستكتفي بالعقوبات الدبلوماسية والاقتصادية اجاب المعروف عن سوريا انها من اكثر الانظمة العربية "براغماتية" وهي سبق وان تعرضت لضغوطات اكبر من هذه وخاصة من اسرائيل واثبتت انها قادرة على التعامل مع هذه الضغوطات وتجنيب نفسها الانجرار الى معركة خاسرة. ودمشق باتت تدرك بعد هذه التهديدات انها "تلعب بالنار" وان احتضان "المقاومة العراقية" ليس كاحتضان المقاومة الفلسطينية او اللبنانية فاللعبة الان مع الولايات المتحدة وهي ليست الولايات المتحدة ما قبل الاستراتيجية الامنية العسكرية الجديدة التي عنوانها "الحرب الوقائية" حتى لو لم تتوفر على الغطاء الدولي.
وقد استلمت دمشق الرسالة وامر الاسد باغلاق الحدود، اما من استطاع من القيادات العراقية الوصول الى سوريا فهو سيكون امام خيارين اما البحث سريعا عن ماوى اخر او سيكون مصيره مثل مصير عبدالله اوجلان الذي تكرر مع الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس الذي رفضت سوريا استضافته واعادته الى بغداد لتلقي القوات الاميركية القبض عليه وهو ما دفع ببعض اعضاء جبهته الى اتهام سوريا بالتواطؤ مع واشنطن تماما كما فعل حزب العمال الكردستاني.
ملخص ما اراد السياسي الاردني قوله ان ملف سوريا بدأ يبرد بفعل "حكمة القيادة السورية"اما اعادة رسم خارطة المنطقة فهو حديث اخر لم يبدأ بغزو العراق ولن يتوقف على بعض التهديدات لسوريا—(البوابة)