بعد أن تقلد طاغية البحرين الحكم بعد هلاك والده وبعد الإصلاحات الكاذبة التي قام بها لخداع القيادة والنخب والناس.. وبعد أن إنقلب على الميثاق الذي قام بالتصويت عليه الشعب من دون ان يقرأ سطرا واحدا منه .. جاء برلمان 2002 فتم مقاطعته بسبب ان هذا البرلمان كما قال المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري ليس هو ما ناضل من أجله الشعب .. وكان من المفترض أن يواصل الشعب ثورته التي ضحى من أجلها وهو في أوج قوته وإنتصاراته . ولكن ما حدث أن الرموز في البحرين شغلوا الناس بجدلية المشاركة والمقاطعة وانشغلوا بخلافاتهم ودارت السنين حتى قرر من يملك الجماهيرية الأكبر في البحرين المشاركة في انتخابات 2006 ولم يكتفي بهذا بل قام بإستصدار فتوى من السيد علي السيستاني هكذا أفهمونا ونحن صغار لحث الناس على المشاركة وشارك أغلبية الناس وكانت عائلتي من القلة الذين صوتوا بلا للميثاق لأنهم يعلمون بغدر العصابة الحاكمة ومن القلة الذين لم يشاركوا في أي انتخابات جرت في البحرين بالرغم من الإغراءات التي كان يقدمها المرشح للناخبين في ذاك الوقت ولم تكن هذه الإغراءات غالبها مادية بل أمور أخرى كثيرة من أهمها ان يرضى عنك كبار القادة والناس الذين يتبعون هؤلاء القادة .. كنت أستمع للنقاشات التي كانت تدور بين والدي واصدقاءه لحثه على المشاركة وإتباع العلماء والسيد السيستاني لأنه أحد مقلديه وكان والدي يرفض لان الأساس الضعيف لا يمكن أن تقوم بالبناء عليه مهما فعلت وسيأتي اليوم الذي سيسقط فيه على رؤوسنا جميعا .. وهذا ما لم تفهمه القيادة التي دفعت أغلبية الناس للمشاركة فتواصل البناء على هذا الأساس الضعيف ومن بركات هذا البناء هو سن قوانين لتكريس الظلم والديكتاتورية لحاكم البحرين الذي أصبح ملكا على الناس بإرادتهم يتحكم فيهم كيف ما شاء .
ودارت الأيام والسنين والظلم يزداد يوما بعد يوم ومعه زاد التجنيس وزادت المعاناة وإمتلأت السجون بالأحرار أصبحت الحياة في البحرين لا تحتمل فالظلم زاد عن حده وكان لا بد من التصدي له فقرر شباب البحرين الثورة على الظلم من جديد في 14 فبراير في وقت كانت القيادات في البحرين تهنئ الطاغية على إنقلابه على الميثاق .
وكانت أهم مرتكزات هذه الثورة هو التحرك بسلمية فالسلمية كانت قرار من شباب الثورة ولم تكن من القيادة أساسا والتي لو كان الأمر بيدها لما إنطلقت من الأساس ثورة الرابع عشر من فبراير ... سلمية كان لها معنى وليس مسخ السلمية الذي نعيش فيه اليوم .
اجتمعنا في ميدان الشهداء والأمل يحدونا بالإنتصار ولكن أخطئت القيادة الجماهيرية من جديد وقامت بتفريق جمهورها عن باقي الشعب وجعلت غالبية الشعب يجلس في الميدان ونسى أننا في ثورة فكان ذهابه للميدان للإلتقاء بأصدقائه لسماع الخطب الرنانة التي ليس لها وجود على أرض الواقع وشعر الكثير من شباب الثورة بأن الجلوس في الميدان لن يغير شيء وهو مجرد عبث فقاموا بالتحرك سريعا لإنقاذ الثورة بالرغم من قلتهم وقاموا بعدة فعاليات تصاعدية ولكن للأسف لم تكن هذه الفعاليات لها اثر ملموس بسبب تقسيم الشعب بلا داعي .
يتبع ..
فمازالت ذكريات الحلم الجميل كثيرة .
تعليق