أؤمن يقيناً أن القرآن به مساحة عقل كبيرة مع احتوائه على علوم غيبية وحكايا ماضوية تفيد التأكيد، وإلا رأينا تعارضاً لقصص القرآن مع بعضها أو إخلالاً بالسياق..

يستطيع أي عاقل أن يستوعب القرآن وإن لم يستوعب علومه الغيبية

مساحة العقل هذه أكبر مما يحوياها الإنجيل والتوراة معاً

أما الحديث والتاريخ فهما أقل من التوراة والإنجيل من الناحيتين القصصية والعقلية، وخيال الرواة مسهب وواسع إلى حد كبير، أو بعضهم يقتبس من كتب السابقين وتراث المكان..وكلهم تأثروا بما تأثر به كتاب العهدين القديم والحديث..

ما يقارب على نسبة ال 100% من المسلمين لم يقرأوا الإنجيل أو حتى التوراة

هم يخافون مما سيقرأون باعتبار أن القرآن جزم بتحريف الكتابين مع عدم القطع بشكل هذا التحريف هل هو نصي أم تأويلي

ولو أقدم أحدهم على هذه الخطوة -الجريئة جداً- سيرى أنهما لا يختلفان كثيراً عن ما يقرأونه في البخاري ومسلم وكتب السنن والتاريخ العباسي

فالحكمة والتواضع والزهد موجود في التوارة والإنجيل كما هو عند البخاري ومسلم، والقصص الأسطورية والحكايا كذلك ، والنزعة العنصرية موجودة وإن كانت عند البخاري ومسلم واسعة، حتى لغة التقديس للبشر تأثر بها فقهاء السنة والشيعة منذ عصر التدوين في القرن الثالث كما تأثر بها أهل الكتاب..

أشهر نموذج لهذا التقديس هو اختراع .."المناقب"..لأي شخصية محورية في عقل الكاتب، فيُسهب في المدح والثناء وبيان الفضل حتى تخرج الشخصية ملائكية ثم يجري اعتماد أخبارها ورأيها بعد ذلك ،

وما حدث مع أحمد بن حنبل نموذج فاضح لهذا الأسلوب..

السؤال هنا:

لماذا معظم الحكايا والقصص في كتب الحديث والتاريخ غير مذكورة في القرآن أو حتى يُشار إليها بلفظ قاطع؟...هذا يعني أن ثمة تحريف للدين اعتمد على تلك الحكايا في التأثير على الناس حدث في عصرٍ ما شهد توسعاً في الكتابة والتدوين...