"المشرك له رائحة توحيد"(!!)
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُمْ
يقول الصّوفي ابن عربي الأندلسي أو كما يسمّيه أصاحبه ومُريدوه "الشّيخ الأكبر" في فتوحاته - الّتي يحتاج فيها الإنسان إلى سنوات حتّى يُفكّك عباراته ويفهم مطالبه العميقة؛ كما يدّعون - ما نصّه: "الْمُشرك له ضرب من التوحيد، أعنى توحيد المرتبة الإلهية العظمى. فإنّ الْمُشرك جعل الشريك شفيعًا عند الله. يقولون: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} كما قالوا: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فوحّد هذا المشرك الله في عظمته، وليست للشريك، عنده، هذه الرتبة، إذ لو كانت له، ما اتخذه شفيعًا. والشّفيع لا يكون حاكمًا.
فلهم (أي للمشركين) رائحة من التوحيد. وبهذه الرّائحة من التوحيد - وإنْ لم يخرجوا من النّار - لا يبعد أن يجعل الله لهم فيها نوعًا من النعيم، في الأسباب المقرونة بها الآلام. وأدنى ما يكون من تنعيمهم، أنْ يُجعل المقرور في الحرور، ونقيضه - الّذي هو المحرور - يُجعل في الزمهرير، حتّى يجد كل واحد منهما بعض لذّة، كما كانت لهم هنا بعض رائحة من التوحيد. فيخلقهم الله على مزاج يقبلون به نعيم هذه الأسباب المعتادة، بوجود الألم عندها، في المزاج الّذي لا يُلائمه ذلك، وما ذلك على الله بعزيز فإنّه الفعّال لما يريد.
وما ورد نصّ يحول بيننا وبين ما ذكرناه من الحُكم. فبقي الإمكان على أصله في هذه المسألة، وفي الشّريعة ما يعضده، من قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف:156]، وقوله: "رحمتي سبقت غضبي".انتهى.[ابن عربي الأندلسي، الفتوحات المكيّة، 8/ 99-100].
أقول: عند أتباع الصّوفي ابن عربي تعتبر هذه السّفاسف والخُزعبلات من النّصوص العميقة الّتي تحتاج إلى شرح وبسط في القول و . . و . . (إلخ)؛ مع العلم أنّك لا تحتاج سوى أنْ ترجع إلى القرآن الكريم وتقرأ باقي الآية الّتي بترها هذا الصّوفي، حتّى يتبيّن لك مدى سُخفه وجهله وجهالاته؛ فالله تعالى يقول: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون}[الأعراف:156]. فالآية وضحة في بيان أنّ الرّحمة تُكتب للمؤمنين المتّقين لا المشركون كما يدّعي هذا الصّوفي. وأمّا قوله الصّوفي في مسألة إلتذاذ المشركين في نار جهنّم، فأعتقد أنّ المسألة واضحة عند المؤمنين بحيث لا نحتاج أنْ نعلّق عليها.
ونحن لا ننعجّب من خزعبلات هذا الأندلسي الصّوفي، فمآل كلّ مَن ابتعد عن الرّاسخين في العِلم (عليهم السّلام) هو هذا، لكن إنْ تعجب فاعجب لمن يدّعي التشيّع والولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) وفي نفس الوقت يترك العين الّتي تجري بأمر ربّها، القرآن الكريم وأحاديث القيّمين عليه (صلوات الله تعالى عليهم ولعنة على مُخالفيهم)، ويذهب إلى العَيْنِ الكَدِرة، عَيْن "الشّيخ الأكبر"!
وصدق مولانا الإمام أبو عبد الله جعفر الصّادق (عليه السّلام) حين قال: "مَنْ دان الله بغير سماع من عالم صادقٍ ألزمه الله التّيه إلى العناء، ومن ادّعى سماعًا مِنْ غير الباب الّذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك، وذلك الباب هو الأمين المأمون على سرّ الله المكنون".[النُّعماني، الغَيْبة، ص133-134، ح18، بـ7].
للفائدة والتوسّع، راجع مُحاضرات في: "الفلسفة والتصوّف والعرفان"
https://www.youtube.com/playlist?lis...QJEnUxnfM1uZGi
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُمْ
يقول الصّوفي ابن عربي الأندلسي أو كما يسمّيه أصاحبه ومُريدوه "الشّيخ الأكبر" في فتوحاته - الّتي يحتاج فيها الإنسان إلى سنوات حتّى يُفكّك عباراته ويفهم مطالبه العميقة؛ كما يدّعون - ما نصّه: "الْمُشرك له ضرب من التوحيد، أعنى توحيد المرتبة الإلهية العظمى. فإنّ الْمُشرك جعل الشريك شفيعًا عند الله. يقولون: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} كما قالوا: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فوحّد هذا المشرك الله في عظمته، وليست للشريك، عنده، هذه الرتبة، إذ لو كانت له، ما اتخذه شفيعًا. والشّفيع لا يكون حاكمًا.
فلهم (أي للمشركين) رائحة من التوحيد. وبهذه الرّائحة من التوحيد - وإنْ لم يخرجوا من النّار - لا يبعد أن يجعل الله لهم فيها نوعًا من النعيم، في الأسباب المقرونة بها الآلام. وأدنى ما يكون من تنعيمهم، أنْ يُجعل المقرور في الحرور، ونقيضه - الّذي هو المحرور - يُجعل في الزمهرير، حتّى يجد كل واحد منهما بعض لذّة، كما كانت لهم هنا بعض رائحة من التوحيد. فيخلقهم الله على مزاج يقبلون به نعيم هذه الأسباب المعتادة، بوجود الألم عندها، في المزاج الّذي لا يُلائمه ذلك، وما ذلك على الله بعزيز فإنّه الفعّال لما يريد.
وما ورد نصّ يحول بيننا وبين ما ذكرناه من الحُكم. فبقي الإمكان على أصله في هذه المسألة، وفي الشّريعة ما يعضده، من قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف:156]، وقوله: "رحمتي سبقت غضبي".انتهى.[ابن عربي الأندلسي، الفتوحات المكيّة، 8/ 99-100].
أقول: عند أتباع الصّوفي ابن عربي تعتبر هذه السّفاسف والخُزعبلات من النّصوص العميقة الّتي تحتاج إلى شرح وبسط في القول و . . و . . (إلخ)؛ مع العلم أنّك لا تحتاج سوى أنْ ترجع إلى القرآن الكريم وتقرأ باقي الآية الّتي بترها هذا الصّوفي، حتّى يتبيّن لك مدى سُخفه وجهله وجهالاته؛ فالله تعالى يقول: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون}[الأعراف:156]. فالآية وضحة في بيان أنّ الرّحمة تُكتب للمؤمنين المتّقين لا المشركون كما يدّعي هذا الصّوفي. وأمّا قوله الصّوفي في مسألة إلتذاذ المشركين في نار جهنّم، فأعتقد أنّ المسألة واضحة عند المؤمنين بحيث لا نحتاج أنْ نعلّق عليها.
ونحن لا ننعجّب من خزعبلات هذا الأندلسي الصّوفي، فمآل كلّ مَن ابتعد عن الرّاسخين في العِلم (عليهم السّلام) هو هذا، لكن إنْ تعجب فاعجب لمن يدّعي التشيّع والولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) وفي نفس الوقت يترك العين الّتي تجري بأمر ربّها، القرآن الكريم وأحاديث القيّمين عليه (صلوات الله تعالى عليهم ولعنة على مُخالفيهم)، ويذهب إلى العَيْنِ الكَدِرة، عَيْن "الشّيخ الأكبر"!
وصدق مولانا الإمام أبو عبد الله جعفر الصّادق (عليه السّلام) حين قال: "مَنْ دان الله بغير سماع من عالم صادقٍ ألزمه الله التّيه إلى العناء، ومن ادّعى سماعًا مِنْ غير الباب الّذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك، وذلك الباب هو الأمين المأمون على سرّ الله المكنون".[النُّعماني، الغَيْبة، ص133-134، ح18، بـ7].
للفائدة والتوسّع، راجع مُحاضرات في: "الفلسفة والتصوّف والعرفان"
https://www.youtube.com/playlist?lis...QJEnUxnfM1uZGi
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
تعليق