تأمّل في أمسه الدابر ********* فكاد يجنّ من الحاضر
أهاج التذكّر أشجانه ********* و كم للسعادة من ذاكر .
فتى كان أنعم من جاهل ********* فأصبح أتعس من شاعر
أضاع الغنى و أضاع الصحاب ********* و ربّ مريض بلا زائر
و يا طالما أحدقوا بالفتى ********* كما تحدق الجند بالظافر
فلما انقضى مجده أعرضوا ********* و ما الناس إلا مع القادر
و ما الناس إلا عبيد القوي ********* فكن ذاك أو كن بلا شاكر
أشدّ من الدهر مكرا بنوه ********* فويل لمن ليس بالماكر
فكن بينهم خاتلا غادرا ********* و لا تشتك الغدر من غادر
تعيس تعانقه النائبات ********* عناق الحبائل للطائر
كثير الهموم بلا ناصر ********* كسير الفؤاد بلا جابر
قضى ليله ساهيا ساهرا ********* إلى كوكب مثله ساهر
يفتّش عن آفل في الثّرى ********* و ما كان في الأفق بالسافر
و تالله يجدي فتى بائسا ********* كلام المنجّم و الساحر
و لمّا تولّت دراري السماء ********* و غاب الهلال عن الناظر
بكى ، ثمّ صاح أحتّى النجوم ********* تصدّ عن الرجل العاثر ؟
إلى م أعاند هذا الزمان ********* عناد السفينة للزاجر
و أدعو و ما ثمّ من سامع ، ********* و أشكو ، و لكن إلى ساخر
و أرجو الوفاء و تأبى النفوس ********* و أنّى الولادة للعاقر
سئمت الحياة فليت الحمام ********* يعيد إلى أصله سائري
فتنطلق النّفس من سجنها ********* و يسجن تحت الثّرى ظاهري
وزاد سواد الدّجى يأسه ********* وقد كاد يسفر عن باهر
فشاء التخلّص من دهره ********* الخؤون ، و من عيشه الحازر
فأغمد في صدره مديه ********* أشدّ مضاء من الباتر
و كم مثله قد قضى نحبه ********* شهيد التّأمل في الغابر
إيليا أبو ماضي
أهاج التذكّر أشجانه ********* و كم للسعادة من ذاكر .
فتى كان أنعم من جاهل ********* فأصبح أتعس من شاعر
أضاع الغنى و أضاع الصحاب ********* و ربّ مريض بلا زائر
و يا طالما أحدقوا بالفتى ********* كما تحدق الجند بالظافر
فلما انقضى مجده أعرضوا ********* و ما الناس إلا مع القادر
و ما الناس إلا عبيد القوي ********* فكن ذاك أو كن بلا شاكر
أشدّ من الدهر مكرا بنوه ********* فويل لمن ليس بالماكر
فكن بينهم خاتلا غادرا ********* و لا تشتك الغدر من غادر
تعيس تعانقه النائبات ********* عناق الحبائل للطائر
كثير الهموم بلا ناصر ********* كسير الفؤاد بلا جابر
قضى ليله ساهيا ساهرا ********* إلى كوكب مثله ساهر
يفتّش عن آفل في الثّرى ********* و ما كان في الأفق بالسافر
و تالله يجدي فتى بائسا ********* كلام المنجّم و الساحر
و لمّا تولّت دراري السماء ********* و غاب الهلال عن الناظر
بكى ، ثمّ صاح أحتّى النجوم ********* تصدّ عن الرجل العاثر ؟
إلى م أعاند هذا الزمان ********* عناد السفينة للزاجر
و أدعو و ما ثمّ من سامع ، ********* و أشكو ، و لكن إلى ساخر
و أرجو الوفاء و تأبى النفوس ********* و أنّى الولادة للعاقر
سئمت الحياة فليت الحمام ********* يعيد إلى أصله سائري
فتنطلق النّفس من سجنها ********* و يسجن تحت الثّرى ظاهري
وزاد سواد الدّجى يأسه ********* وقد كاد يسفر عن باهر
فشاء التخلّص من دهره ********* الخؤون ، و من عيشه الحازر
فأغمد في صدره مديه ********* أشدّ مضاء من الباتر
و كم مثله قد قضى نحبه ********* شهيد التّأمل في الغابر
إيليا أبو ماضي