أردوغان يتدخل في الشأن العراقي داعيا الى "سحب" القوات الإيرانية
يُرجِع مراقبون موقف أردوغان الى أسباب "طائفية"، تكشف زيف ادعاءاته في الوحدة الإسلامية إضافة الى أسباب اقتصادية في سعيه الى "حلب" دول الخليج.
بغداد/المسلة: افترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ان هناك قوات إيرانية في العراق، داعيا طهران الى سحب هذه القوات، في تدخل سافر في الشأن العراقي، ليتزامن ذلك مع اعلان اردوغان تأييده للحرب السعودية على اليمن، فيما يُفسَّر موقف أردوغان على انه "اصطفاف طائفي"، يساهم في تأجيج مشروع "الفتنة" بين المسلمين في العالم.
وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن على إيران "تغيير وجهة نظرها، وعليها أن تسحب كل قواتها ومالها من اليمن، وسوريا والعراق، وعليها أن تحترم سيادة تلك الأراضي ووحدتها".
ويناقض تصريح أردوغان مع ما اعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي، في 23 كانون الثاني 2015، عن "عدم وجود لأي جندي إيراني على الأراضي العراقية"، مشيرا الى أن "الجنرال الإيراني قاسم سليماني يتم التعامل معه كمسؤول رسمي".
وقال العبادي إن "إيران ساعدتنا عندما زحف تنظيم داعش الإرهابي الى بعض المدن، وقد ساعدت كذلك المناطق الكردية"، مشيرا الى أن "الإيرانيين قدموا لنا اسلحة".
ونفى ممثل المرشد الأعلى الإيراني في الحرس الثوري، علي سعيدي، في بداية الشهر الجاري، وجود أي قوات إيرانية على الأرض العراقية، مؤكدا على ان دور قائد فليق القدس الجنرال قاسم سليماني "استشاري".
وفي حين قدّمت إيران للعراق دعما تسليحيا واستشاريا في إطار الحرب على داعش، لم تقدم تركيا جهدا ملحوظا يساهم في دحر الإرهاب، بل انها متهمة بتسهيل مرور الإرهابيين عبر أراضيها الى العراق وسوريا.
وقال الرئيس التركي إن "تصريحات إيران الأخيرة بشأن الأحداث في اليمن، طبيعية، وتوضح ماذا فعلته حتى الآن في التطورات الجارية بكل من سوريا والعراق، فإيران هنا تبدو وكأنها تريد أن تجعل المنطقة تحت هيمنتها وسيطرتها، فهل يمكن السماح لها بذلك؟".
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، في مؤتمر صحافي الخميس، بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة.
وذكر "أردوغان" أن "التصرفات الإيرانية باتت تزعج العديد من الدول كالمملكة العربية السعودية والعديد من دول الخليج"، مضيفا "وفي الحقيقة هذا أمر لا يمكن تحمله، وعلى إيران أن ترى ذلك، وتعيه".
ويُرجِع مراقبون موقف أردوغان الى أسباب "طائفية"، تكشف زيف ادعاءاته في الوحدة الإسلامية إضافة الى أسباب اقتصادية في سعيه الى "حلب" دول الخليج.
ويؤدي تدخل الرئيس التركي الى جانب السعودية في حربها ضد حركة "أنصار الله"، الى صراع " مذهبي، ليس في المنطقة فحسب بل في تركيا التي يتألف شعلها من طوائف إسلامية مختلفة.
وأضاف أردوغان، في تدخل واضح في الشأن العراقي، "ترون ما يجري أمامكم، فمن ناحية هناك مواجهات مع تنظيم داعش، ومن ناحية أخرى تجدون الحرس الثوري الإيراني الذي أرسلته إيران إلى هناك. فهل هذا شيء صائب ".
وشهدت الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي، بدأ طائرات تحالف، تقوده السعودية، في قصف مواقع عسكرية لقوات موالية للرئيس اليمني السابق، علي صالح، ومسلحي جماعة "أنصار الله"، ضمن عملية "عاصفة الحزم".
تعليق