[FONT='Times New Roman','serif']سادساً ـ الثرثرة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قد يعتقد البعض أنّ النساء أو الفتيات يتصفن عموماً بالثرثرة.. وربّما كان ذلك بسبب ظروف القهر الذي تعرضن له فرحن ينفسن عن بعض همومهنّ وأوجاعهنّ بالكلام المجرّد.. وربّما اتّخذت الثرثرة صفة العادة المتوارثة، أو فرصة للسمر والترويج عن النفس بعد نهار مثقل بالمتاعب.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأيّاً كان السبب، فإنّنا لا نحبّ لكِ كفتاة مثقّفة وواعية ومؤمنة ورشيدة أن تأكلي لحم الكلمات النيِّئ.. فإطلاق العنان للكلام يوقع في أضرار ومفاسد كثيرة، كالغيبة والبهتان والكذب والمبالغة والهزء بالآخرين، وهو تعبير ـ سواء عند الرجال أو النساء ـ عن فراغ، أو تعبئة للفراغ بالفراغ![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذلك نهت بعض الأحاديث عن أن يكون كلام المؤمن هذراً. فلقد جاء في الحديث: «ليقل أحدكم خيراً أو فليسكت». وهذا ما عبّر عنه أحد الشعراء بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الصّمتُ زينٌ والسّكوتُ سلامةٌ فإذا نطقت فلا تكن مهذارا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ما إن ندمتُ على سكوتي مرّةً ولقد ندمتُ على الكلام مرارا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وليس هناك قاعدة يمكن اعتمادها عن كمّ الكلام وكمّ السكوت، فقد يكون السكوت في موضع الكلام مضرّاً، كما أنّ الكلام في موضع السكوت مضرّ، والتقدير متروك لنا، فالإعتدال حتى في الكلام محبّب.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كيف تبتعدين عن الثرثرة؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- ابحثي عن صديقات هادئات وادعات يكرهن الكلام الكثير الذي لا فائدة ترجى منه، فالكلام الذي لا حاجة له ولا يغني شيئاً قد يكون ضرّه أكبر من نفعه، وقد يذهب مع الريح لكنّ تبعاته تبقى.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- ابتعدي ما أمكن عن أماكن الصخب والضجيج.. فالأماكن الهادئة تربِّي في النفس ملكة الهدوء والتأمّل والإقتصاد في الكلمات، والإقتصار على الضروري من الكلام، فلقد كان العرب قديماً يقولون للمتكلّم: «أوجز فأبلغ» أي اضغط كلماتك ولا تسهب بها. وقيل أيضاً: «الصمت أجمل حلية تتزيّن بها المرأة».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- تذكّري أنّ الفتيات الكثيرات الكلام غالباً ما يكنّ قليلات العمل.. فلا تزهدي بالوقت فتقطّعيه أو تقتليه بسكاكين الثرثرة والهذر، والكلام يجرّ الكلام، ففي الحديث: «وهل يكبّ الناس على مناخيرهم يوم القيامة سوى حصاد ألسنتهم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يقول بعض المختصّين في الشؤون النفسية: «إنّ الحركات العفوية والتصرفات اللاّواعية والعادات التي تأصّلت ولم يبق عندك فيها يد، هي التي تضعف شخصية كلّ إنسان، إمرأة كان أو رجلاً، وهي التي تنزع عنك الصفات التي تحببك إلى الآخرين، وتجعلك محترماً عندهم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- تأمّلي بين الحين والآخر في فتيات ثرثارات.. لا تتكلّمي معهنّ.. أنصتي فقط لما يقلن.. ستجدين الأحاديث المكرورة.. وربّما التافهة.. ومحاولات النّيـل من هذه وتلك.. والتنقلات السريعة بين مواضيع لا رابط بينها.. وقد لا تخرجين بمحصلة نافعة من كلامهنّ.. وتلك هي الثرثرة.. فهل تحبّين أن تكوني فرداً في القطيع أو عضواً في (الجوقة) أي تصبحين ثرثارة مثلهنّ؟![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- تذكّري دائماً قوله تعالى: (ما يلفظ مِن قول إلاّ لَدَيه رقيبٌ عتِيد) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](ق/ 18)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الحاجة إلى السمر والأحاديث العفوية والدعابة ومجاذبة أطراف الحديث في بعض الشؤون الخاصّة والعامّة.. حاجة نفسية لإستفراغ بعض المتراكم في داخل صدورنا.. لكن تمضية الساعات الطويلة في الكلام الفارغ.. هو الثرثرة التي لا نريد لك أن توصفي بها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']سابعاً ـ حديث المرآة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أقرب صديقة لأيّة فتاة هي المرآة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تطول وقفاتها قبالتها.. تتطلّع فيها إلى جمالها ومحاسنها.. تسرِّح شعرها وتتأمّله.. كما تتأمل قوامها وهندامها وزينتها، وقد قيل في بعض الأمثال: «المرآة روح المرأة كما السيف روح المحارب».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولن ينتهي حديث المرأة مع المرآة لا في صغر ولا في كبر.. فهي رفيقتها في البيت وفي السيارة وفي حقيبة اليد، بل وفي كلّ مكان ترى فيه وجهها حتى ولو كان سطحاً صقيلاً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا حديث المرآة إلى المرأة فنتمنّى عليك أن تسمعيه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقد لا تكون عيناك واسعتين.. لكن بإمكانك أن تتأمّلي بعدستيهما الكثير من عبر الحياة ودروسها ومحنها وامتحاناتها، وأن ترمي بنظراتهما إلى آفاق المستقبل، وأن تنظري بهما بعطف ولطف ورأفة إلى الصغار والكبار، وأن تغترفي بهما أنوار المعرفة.. ساعتها تأمّلي في المرآة.. وسترين أنّ لك عينين من أجمل العيون![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لا يكون لك شعر طويل كثيف أسود أو أشقر.. لكنّكِ تحملين فوق رأسك تاجاً من الفضائل مرصّعاً بجواهر العفاف والنبل والسخاء ودفء العاطفة ورقّة الطبع.. قد لا يظهر تاجك المرصّع هذا في المرآة، لأ نّه غير مرئي.. لكنّ مرايا العيون تراه فتنبهر به![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يكون حظّ وجهك من الجمال بسيطاً.. لكن ابتسامتك العذبة ونظراتك الحانيـة، وجبينك الوضّاء، وروحك الرقيقة الطافيـة على ملامحك، تعكس للمرآة وجهاً آخر.. كلّه إشراق![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تبحثين عن أفضل كحل تكتحلين به.. لكنّ اكتحال عينيك بمرأى الرضا في عيون الناس عن أعمالك الصالحة لا يعدله كحل في جميع المكاحل المتوافرة في الأسواق![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تسألين عن أروع أحمر شفاة تزينين به شفتيك، فلا تجدين كالإبتسامة الصافية التي تتدفق من شفتيك تدفّق الماء العذب من النبع الرقراق، ولا كالكلمات الطيِّبة التي تخرج منهما لتشيع الدفء والمحبّة والسلام من حولك![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ لك جمالاً آخر لا تكشفه المرايا.. لكنّك ترينه في مرايا العيون.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فإبتسامة الوجه، وذلاقة اللسان، وشفافية الروح، ورشاقة السلوك، وزينة الحياء، وجواهر الأخلاق يُكسبن الفتاة، أي فتاة، تتحلّى بهنّ ألقاً وجمالاً وبهاءً يفوق جمال الطبيعة وسحرها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لا نقول ذلك تهدئـة للخاطر وترضية للمشاعر، فالدراسات النفسية تتحدّث عن مغناطيسية الشخصية، أو ما يسمّى بـ «سحر الشخصية» ونقول إنّك قد ترين بعض الفتيات الجميلات لكنّهنّ لا يمتلكن الجاذبية التي لدى فئة من الفتيات، وقد ترين أخريات أقلّ حظّاً من الجمال لكنّهنّ يحظين بقسط كبير من السحر الحلال بما يمتلكن من مواصفات الجمال المعنوي والمزايا العاطرة والشمائل الوديعة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فحينما تقفين أمام المرآة تأمّلي جمالك الآخر، فله إشعاع ينبثق من لمحات الذكاء في عينيك، ومن عذوبة الكلام في شفتيك، ومن استقامة السلوك في قوامك، ومن حركة البذل والعطاء في حياتك.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتذكّري أيضاً:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنّ الجمال الباهر مدعاة للغرور «إعجاب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله»..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومدعاة إلى الإفتـتان، والمفتون لا يطوِّر نفسـه. ففي الحديث: «الإعجاب يمنع من الإزدياد»..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومدعاة إلى المتاعب الكثيرة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأنّ الجمال هبة الله، ونعمته التي تحتاج إلى الشكر، وشكرها أن تضعي جمالك في الموضع الصحيح، فلا تبرّج ولا خلاعة ولا ميوعة ولا مجون ولا استعراض..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا التكلّف والتصنّع والتمثيل فمن مفسدات الجمال، فحتى لو كنت أجمل الجميلات فسوف يفسد التصنّع جمالك ويشوّهه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ البساطة جمال.. والنظافة جمال.. والأناقة جمال.. والتناسق جماله.. والذوق جمال.. والموهبة جمال.. والإبداع جمال.. ولمسات الجمال لو بحثتِ عنها كثيرة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فإذا كان حظّك من الجمال بسيطاً فاعرضي على مرآة ذاتك جمالك الداخلي، وسترين أنّ لك جمالاً لا يشيخ..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لا يرى الناس ذلك الجمال، فلهم الشكل الظاهري، لكنّ الوقت لن يطول بهم حتى يكتشفوا ذلك الجمال الأخّاذ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتذكّري أيضاً:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنّنا لم نختر لون عيوننا وبشراتنا وشعورنا.. ولا طول قاماتنا.. ولا استدارة أو استطالة وجوهنا.. وقد يتدخّل التجميل ـ في أدوات زينة أو جراحة ـ في تعديلات طفيفة هنا وهناك، لكن جمالنا الخارجي غير قابل للتطوير كثيراً..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا الجمال الآخر.. جمال الروح.. جمال الشخصية.. جمال الخصال، ففيه للنمو والرقيّ والسموّ، آفاق واسعة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا دعتك المرآة للمقارنة بين جمالك وبين جمال الأخريات.. فابحثي عن مزايا وصفات تتفرّدين بها.. ولا يمتلكنها،وستدركين أنّ لك جمالات أخرى ليس لهنّ مثلهنّ، وقد يحسدنك عليها![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا كنتِ ذات جمال بارع..فاحمدي الله على أن حسّن خَلقَك.. واطلبي منه أن يُحسِّن خُلقَك، فمن الذكر أن تقولي وأنت تقفين إزاء المرآة: «أللّهمّ كما حسّنت خَلقي فحسِّن خُلقي».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا دعاك جمالكِ للغرور، وكثيراً ما يصنع ذلك، فقولي له: ليس لك من فضل.. إنّك لستَ صناعتي.. إنّك إبداع الخالق![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا دعاكِ حسنك الفتّان إلى التبرّج فتذكّري عفاف مريم ابنة عمران، والسيِّدة الزهراء (عليها السلام) ابنة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولا تكتفي به شكلاً جميلاً.. بل ضُمِّي إليه جوهراً جميلاً!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ثامناً ـ حاذري الوقوع في هذه الشباك!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أربع شباك.. حاذري من الوقوع فيهنّ:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أ) المعاكسة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ب) الهاتف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ج) الرسالة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']د) المقهى الالكتروني.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ودعينا نقف عند كلّ واحـدة من هذه الشباك لنعرف مدى خطورتها على الفتيات المراهقات، بل وعلى غير المراهقات أيضاً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فخّ المعاكسة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نظراً لعدم انضباط عدد لا يستهان به من الشبّان بضوابط الأخلاق وقواعد السلوك، ولأنّ الخوف من رقابة الله وحسابه لم يعد يدور في خلد هؤلاء، وأيضاً لتأثيرات البيئة الأخرى وما تقوم به وسائل الإعلام المبتذلة التي دأبت على تشجيع الفحشاء والمنكر، بتنا نشـاهد الكثير من التصرّفات المخلّة بالآداب العامّة، تنتشر انتشار النار في الهشيم دونما وازع من ضمير أو رادع من قانون أو انزجار من رقيب.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومن تلك التصرّفات (معاكسة الفتيات) سواء أمام أبواب المدارس حينما يحين موعد خروجهنّ، أو في الشوارع المؤدّية إلى بيوتهـنّ، أو حينما يتمشين لوحـدهنّ أو مع بعض صديقاتهنّ، أو في الأسواق التي يكثر تردد الفتيات عليها. أمّا الأماكن المختلطة كالنوادي والمتنزهات والحفلات، فحدّثي ولا حرج.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تنطلق خطورة المعاكسة، وهي الكلمات المعسولة التي يُطلقها شبان فارغون متسكّعون يتصيّدون أعراض الناس، من أنّ الفتاة بطبيعتها ميّالة إلى حبّ الثناء والاستحسان، وقد قال الشاعر في ذلك:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']خدعوها بقولهم حسناءُ والغواني يغرّهنّ الثّناءُ[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذا كانت تجمّعات الشباب الضائع في المنعطفات والطرق المؤدّية إلى المدارس ظاهرة شائعة، فتراهم يطلقون الكلمات التي فيها ثناء على جمال الفتاة، والأوصاف التي تشبع حالة الغرور لديها، فإذا ما صدّقت ذلك، كانت الخطوة الأولى نحو الانجرار والانجراف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والفتيات في موقفهنّ من المعاكسة يختلفن.. فقد تسارع الفتاة إلى المضي في طريقها دون أن تُلقي بالاً للمتصيدين، وقد تبتسم فيعرف المعاكس أنّها استجابت لمعاكسـته، ليزداد خبثاً ومعاكسة ومطاردة حتى يوقع الطريدة في شباكه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']المعاكسةُ إذاً فخّ.. ينصبه شبّان لا همّ لهم سوى التباهي بسياراتهم الفارهة، وملابسهم الأنيقة ووقاحتهم الزائدة. وهم في العادة يعبثون بمشاعر الفتيات وليسوا جادّين إطلاقاً بإقامة علاقة شرعية معهنّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لوحظ من خلال بعض التحقيقات أنّ الفتيات المحجّبات الملتزمات بالستر الشرعي أقلّ عرضة للتحرّش والمعاكسة، وكلّما كانت الفتاة متبرّجة أكثر كانت عرضة للتحرّش أكثر.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذا فخّ ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقد تنخدع الفتاة من الحبوب التي يلقيها الصياد في فخّه، فتتصورها طعاماً مقدّماً بحسن نيّة، فتمشي برجلها إلى الفخ. ولو كان المعاكسون صادقين لأتوا البيوت من أبوابها، وطلبوا يد الفتاة من أهلها، لكنّهم عاطلون عن العمل يبحثون عن التسلية واللهو العابث واللذّة المحرّمة، ويبتهجون بتعريض الفتيات إلى المواقف الاجتماعية والأخلاقية المحرجة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كوني من هؤلاء على حذر.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا الكلمات التي تسمعينها منهم فهي اسطوانات مشروخة تقال لكِ ولكل صيد سهل يغري بنفسه، وهم يقولون ما لا يعنون.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الإعراض عن منتهكي الأعراض.. وإخبار الأهل بما يفعلون ليتولوا زجرهم وردعهم عن أفعالهم المنكرة، وعـدم التجاوب معهم حتى على مستوى الردّ على كلماتهم البذيئة، سوف يجنّبك الوقوع في هذا الفخّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مصيدة الهاتف:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']من الاستخدامات السيِّئة لهذا الجهاز العصري الكثير الخدمات، استغلاله من قبل الشبان الفارغين الذين لا يراعون حرمة البيوت ولا سلامة وأمن أهلها. إنّهم يديرون قرص الهاتف على هذا البيت أو ذاك ليقوموا بمعاكسة الفتيات في عقر دارهنّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فتراهم يبثون عبر الأسلاك فحيحهم لإغواء الفتيات وإغرائهنّ بالمعصية، فإذا ما لمسوا أيّ تجاوب من لدن الفتاة المستهدفة تشجّعوا لتكرار المحاولة وإعادة الإتصال في أوقات مختلفة حتى أثناء الليل.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّهم يتحدّثون بألسنة الخداع والكذب عن استعدادهم للإقتران الشرعي كخطوة ممهدة لطمأنة الفتاة أنّهم يحبّونها حبّاً شريفاً عفيفاً يريدون له أن ينتهي بالزواج، ويطالبون الفتاة أن تفسح لهم المجال في التعريف بأنفسهم أكثر فيحدّدون لها مواعيد خارج البيت لتبدأ رحلة استدراج الطريدة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكما في المعاكسة المباشرة، فإنّ المعاكسة عبر الهاتف تستهدف الغاية الدنيئة نفسها: إيقاع الفتاة في شرك المطامع الشهوانية والأهواء الفاسدة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذا فإنّ تعنيف هؤلاء في الهاتف، وتهديدهم بأخبار الأهل أو السلطات الأمنية ـ إن كانت هناك سلطات تحافظ على الأمن حقّاً ـ وإغلاق الهاتف بوجههم بانزعاج واضح، قد لا يقطع أمل بعضهم من تكرار المعاكسة، لكنّه في الغالب أسلوب ناجح في إيقافهم عند حدّهم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كمين الرسالة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يلجأ صنف آخر من الشبّان الفارغين إلى كتابة الرسائل ليرقق مشاعر الفتاة التي يريد إيقاعها في الكمين المنصوب لها، فيختار العبارات اللاّهبة الساخنة، والأبيات الشعرية الغزلية الرقيقة، والمبالغة في وصف العواطف المتفجرة، والادّعاءات التي تقول إنّه لا يريد إلاّ الحسن، فيدسّها في يد فتاة أخرى لتوصلها إلى الفريسة أو يسلمها إليها مباشرة، وإذا عرف بريدها فبالبريد، وطرق هؤلاء اللاّهين في نصب كمائنهم كثيرة. فإذا ما مزّقت الفتاة الرسالة قبل قرائتها، ورمتها بوجه كاتبها، فإنّه سيرتدع، وربّما يبقى مصرّاً على لعبته لتصوّره أنّ إصراره قد يوحي للفتاة المستهدفة بصدق مشاعره، الأمر الذي قد ينطلي على بعض الفتيات اللواتي يتصورن أنّ الإصرار دليل الصدق والإخلاص وحسن النيّة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ إغلاق الباب منذ أوّل وهلة بوجه هذا اللص الذي يتصيّد في المياه العكرة هو أفضل ردّ يجنّب الفتاة متاعب لاحقة لا تُحصى إن هي فتحت الباب أو تركته موارباً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الشيطان قد يأتي للفتاة من هذا الباب ويقول لها: لا تتركيه.. إنّه فرصتك.. والفرص تمرّ مرّ السحاب.. تشبّثي به إنّه صادق المشاعر.. إنّه يريدك زوجة له![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعلّ أفضل اختبار لهؤلاء هو الطلب منهم أن يقدّموا إثباتاً لصدق مشاعرهم في أن يتقدّموا لطلب يد الفتاة إن كانوا في سن وإمكانات تسمح لهم بالزواج، وإن كانوا دون ذلك فهذا دليل أنّهم ليسوا على استعداد للرباط الشرعي.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يقول بعضهم أنّ هذه الخطوة لاحقة، وأ نّها ستأتي في حينها، وأ نّه يريد الاطمئنان لمشاعر الفتاة نحوه حتى يتقدّم لخطبتها، ولكنّ الفتاة الحكيمة الواعية تعرف أنّه سيطالبها بأكثر من ذلك، فحتى يتعرّف عليها لابدّ من لقاءات في الخلوات، وهي لقاءات محرّمة إن لم يكن هناك رابط شرعي أو عقد يجيز اللقاء، وقديماً قال الشاعر:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']دخولُ المرءِ في الشبكاتِ سهلٌ ولكنّ المصيبة في الخروج![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ التكتّم والسرية في هذه الأمور هي أوّل الوهن، فلابدّ من إخبار الأم المتفهّمة أو الصديقة المخلصة، أو الأخت الكبيرة ليكونوا عوناً لك في عدم الإنجرار وراء هذه اللعبة الخطيرة التي لا تدرين إلى أين تقودك؟![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وفي أثناء ذلك، تذكّري القصص المريرة لفتيات طرحن الثقة بأمثال هؤلاء الذين يأتون البيوت من أبوابها الخلفية، فكانت النتائج الوخيمة المؤسفة التي لا تترك مجالاً للندم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الخـطوة الصغيرة تجرّ إلى الأكبر منها.. والانزلاق يجتذب الانزلاق.. والسقوط من مكان عال، بعدما تكون الفتاة قد أسلست القياد للمتصيّد ومشت معه خطوات في طريق مطامعه، اصاباته خطيرة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا رفضت الإنسياق وراء اللعبة، ضعي هذه اللاّفتة القرآنية نصبَ عينيك: ([/FONT][FONT='Times New Roman','serif']وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الطلاق/ 2-3)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، ولا تصدّقي مقالة الشيطان أنّها فرصة ولا تضيعيها فقد لا يأتيك غيره، فالفرص الطيبة للتعرّف على شخص نبيل قادمة بإذن الله.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مُنزلق (المقهى الالكتروني):[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نحن في عصر.. الدخول فيه إلى البيوت بلا استئذان.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فجهاز الحاسوب (الكومبيوتر) الذي راح يغزو البيوت على أنّه اختراع العصر ولغته.. بقدر ما جلب إلينا من الخيرات جلب معه أيضاً الكثير من الويلات.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فبعد ما أتيحت اللقاءات الحرّة عبر (الانترنيت) وازدادت فرص الانفتاح وغرف الدردشة، وامكانية المخاطبة عبر الصوت والصورة، وكثرت مواقع الإغواء والإغراء، بدأت تتكشّف مخاطر هذه القنوات التي ينفذ من خلالها الشيطان.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ففي دراسة عن مفاسد الشبكة العنكبوتية أجريت في إحدى البلدان الإسلامية إتّضح أنّ 90 % من روّاد المقاهي الألكترونية في سن خطرة وحرجة جداً، وأنّ 60 % من الشبّان والفتيات يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثـة، وأنّ الإقبال عليها يأتي كنتيجة لضعف الرقابة الأسرية، والفراغ الذي يعاني منه الشباب، والفضول أو البحث عن الممنوع.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وخطورة هذه المقاهي في أنّها تجعل الباب مشرعاً لمغازلة الفتيات وإيقاعهنّ في الفخّ ـ شأنها شأن المعاكسة المباشرة والهاتف والمراسلة مع فارق أنّ المقهى يجمع ذلك كلّه![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكما في مواجهة الشباك السابقة، فإن تذكّر أن طُعم الصنّارة التي تريد أن تصطادك قد يبدو حلو المذاق لكنّه يستبطن السمّ، ونعني بالسّم ما يخفيه الصيّاد من قرار التهام الفريسة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الدخول على أي مقهى مشبوه أو مريب ستكون ضريبته باهضة، فسياسة الشيطان هي سياسة استدراجية، سياسة الخطوة خطوة (فلا تتّبِعوا خُطُوات الشّيطان ) (البقرة/ 168)، التي تقودكم إلى المنزلق الخطير والوقوع في جوف الهاوية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد تبيّن من خلال دراسات اجتماعية عن تأثير الانترنيت والمقاهي الالكترونية أنّها كانت السبب في ضعف التوجّه الديني، وانخفاض المستوى الدراسي، وزيادة الاضطراب النفسي.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ المشكلة ـ كما تعلمين ـ ليست في الكومبيوتر كجهاز،وإنّما في استخدامه، وقد صدق مَن قال: لسنا ضدّ التقنيات الحديثة من تلفاز وسينما وغيرها، وإنّما نحن ضدّ الفحشاء والمنكر.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تاسعاً ـ الأفلام والأغاني:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تستقطب مشاهدة الأفلام والإستماع إلى الأغاني طائفة كبيرة من الفتيات. وقد يكون مرجع ذلك مناغاة عواطف الفتاة في كلمات الأغنية، وما تعكسه الأفلام والمسلسلات العاطفية من خيالات مجنّحة تخاطب في الفتاة والشاب غريزتهما فقط.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والأفلام والمسلسلات تقدّم ـ في العادة ـ واقعاً مصنوعاً، هو بعض خيال الكاتب والمؤلِّف، ورشحة من رشحات تفكيره ونظرته للحياة. ومكمن الخطورة في هذه الأفلام والمسلسلات هو في قلبها للمفاهيم والاهتمامات، وفرض النموذج الغربي على حياتنا الإسلامية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد كشفت بعض الدراسات الميدانية المتخصصة أنّ العلاقة بين ما يشاهده الشاب أو الفتاة وبين الانحراف طردية. وأنّ نسبة الذين يشاهدون الأفلام والمسلسلات أكثر بخمسـة أضعاف نسـبة الذين يشاهدون البرامج التوجيهية، أي الدينية والعلمية والثقافية، وأنّ الكثير من المشاهدين يقلّدون ما يشاهدونه في الأفلام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تجد الفـتاة في الأفلام الرومانسية (الخيالية الحالمة) بعض ما تهوى، وربّما ترسم لحياتها صورة مستوحاة من أحداث فيلم أو مجريات مسلسل، وتنسى أنّ الحياة ليست كلّها حبّاً وغراماً وعواطف متأجّجـة، وإنّما هي بالاضافـة إلى ذلك أعباء وكدح ومسـؤوليات وهموم وطموحات وأشـياء أخرى، بل إنّ مساحة هذه الأمور هي أوسع بكثير من مساحة الغرام والهيام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تخاطب الأغاني في الفتاة غرورها بما تتغزّل به من صفاتها الجمالية الخارجية، وربّما تتصوّر أنّ كلمات الشخص الذي سيتزوّجها مستقبلاً كلّها أغان فتحلّق في فضاء الأحلام دون أن تنزل إلى الواقع قليلاً لتقارن وتوازن بين ما هو حلم وما هو حقيقة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تبيّن من خلال إحدى التحقيقات الصحفية أنّ بعض اللواتي تزوّجن كنّ يرسمن صورة مستقبلية لحياتهنّ على ضوء كلمات أغنية، وحينما انغمسن أو انهمكن في خضم الحياة الزوجية بكل متطلباتها، ارتطمن بواقع يقول إنّ الحياة يمكن أن تكون جميلة حتى في متاعبها، ولكنّها ليست كلمات أغنية حالمة، أو مشاهد فيلم هندي أو مسلسل مكسيكي!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']عاشراً ـ الدعاية والإعلان:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يلعب التلفزيون دور الموجّه للعواطف والاهتمامات والرغبات، ومن بين موادّه التي تشغل حيّزاً كبيراً من مساحة البث (الدعاية والإعلان) والتي راحت تتخلّل حتى نشرات الأخبار والبرامج السياسية والدينية والثقافية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فلقد كانت هناك فترة إعلانية، واليوم الإعلانات أكثر من برامج التلفزيون الأخرى، وذلك لما تدرّه من أرباح على أصحاب الشركات المستثمرة أو الجهات المسؤولة. وقد لوحظ أنّ نسبة الذين ينخدعون بهذه الإعلانات من الأطفال والشبان والنساء كبيرة، حتى أنّ الإعلان عندهم (جهينة)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] أو(حذام) يُصدّق في كلّ ما يقول دونما اعتراض أو مناقشة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعلّ السبب في ذلك هو الأسلوب الفنّي الذي يعتمد الإبهار في الصورة والكلمة والمبالغة والتكرار.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد أثبتت التجربة أنّ الذين صدّقوا ما يقوله الإعلان وتطرحه الدعاية لم يجدوا في البضائع التي اشتروها المواصفات المذكورة، وأ نّهم اشتروا ما لم يكونوا يرغبون بشرائه، وأ نّهم أحدثوا خلخلة أو هزّة في ميزان مصروفاتهم،وأنّهم كانوا ضحيّة إعلانات أخرى أيضاً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ افتراض أنّ ما يقوله الإعلان صحيح مائة بالمائة هو الذي يجعل مروِّجي الإعلانات يكسبون أضعاف ما يحلمون بكسبه، ولذلك فحريّ بمشاهد أو مشاهدة التلفزيون أن يتعاملوا بمنطق الشكّ مع الإعلان حتى تثبت الصحّة، وأن يتم إخبار من لم يتورط بعدُ بعدم التورّط، و «مَنْ جرّب المجرّب حلّت به الندامة».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذا الكلام بالطبع لا يصدق ولا ينطبق على الإعلانات كلّها بل على الكثير منها. ناقشي إذاً المادة المعروضة للإعلان، ولا تستغرقي في الجوّ المصنوع حولها، فكم من الشامبوات التي تدّعي أنّها لإزالة القشرة زادت في كمِّيّة القشرة!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قد يعتقد البعض أنّ النساء أو الفتيات يتصفن عموماً بالثرثرة.. وربّما كان ذلك بسبب ظروف القهر الذي تعرضن له فرحن ينفسن عن بعض همومهنّ وأوجاعهنّ بالكلام المجرّد.. وربّما اتّخذت الثرثرة صفة العادة المتوارثة، أو فرصة للسمر والترويج عن النفس بعد نهار مثقل بالمتاعب.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأيّاً كان السبب، فإنّنا لا نحبّ لكِ كفتاة مثقّفة وواعية ومؤمنة ورشيدة أن تأكلي لحم الكلمات النيِّئ.. فإطلاق العنان للكلام يوقع في أضرار ومفاسد كثيرة، كالغيبة والبهتان والكذب والمبالغة والهزء بالآخرين، وهو تعبير ـ سواء عند الرجال أو النساء ـ عن فراغ، أو تعبئة للفراغ بالفراغ![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذلك نهت بعض الأحاديث عن أن يكون كلام المؤمن هذراً. فلقد جاء في الحديث: «ليقل أحدكم خيراً أو فليسكت». وهذا ما عبّر عنه أحد الشعراء بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الصّمتُ زينٌ والسّكوتُ سلامةٌ فإذا نطقت فلا تكن مهذارا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ما إن ندمتُ على سكوتي مرّةً ولقد ندمتُ على الكلام مرارا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وليس هناك قاعدة يمكن اعتمادها عن كمّ الكلام وكمّ السكوت، فقد يكون السكوت في موضع الكلام مضرّاً، كما أنّ الكلام في موضع السكوت مضرّ، والتقدير متروك لنا، فالإعتدال حتى في الكلام محبّب.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كيف تبتعدين عن الثرثرة؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- ابحثي عن صديقات هادئات وادعات يكرهن الكلام الكثير الذي لا فائدة ترجى منه، فالكلام الذي لا حاجة له ولا يغني شيئاً قد يكون ضرّه أكبر من نفعه، وقد يذهب مع الريح لكنّ تبعاته تبقى.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- ابتعدي ما أمكن عن أماكن الصخب والضجيج.. فالأماكن الهادئة تربِّي في النفس ملكة الهدوء والتأمّل والإقتصاد في الكلمات، والإقتصار على الضروري من الكلام، فلقد كان العرب قديماً يقولون للمتكلّم: «أوجز فأبلغ» أي اضغط كلماتك ولا تسهب بها. وقيل أيضاً: «الصمت أجمل حلية تتزيّن بها المرأة».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- تذكّري أنّ الفتيات الكثيرات الكلام غالباً ما يكنّ قليلات العمل.. فلا تزهدي بالوقت فتقطّعيه أو تقتليه بسكاكين الثرثرة والهذر، والكلام يجرّ الكلام، ففي الحديث: «وهل يكبّ الناس على مناخيرهم يوم القيامة سوى حصاد ألسنتهم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يقول بعض المختصّين في الشؤون النفسية: «إنّ الحركات العفوية والتصرفات اللاّواعية والعادات التي تأصّلت ولم يبق عندك فيها يد، هي التي تضعف شخصية كلّ إنسان، إمرأة كان أو رجلاً، وهي التي تنزع عنك الصفات التي تحببك إلى الآخرين، وتجعلك محترماً عندهم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- تأمّلي بين الحين والآخر في فتيات ثرثارات.. لا تتكلّمي معهنّ.. أنصتي فقط لما يقلن.. ستجدين الأحاديث المكرورة.. وربّما التافهة.. ومحاولات النّيـل من هذه وتلك.. والتنقلات السريعة بين مواضيع لا رابط بينها.. وقد لا تخرجين بمحصلة نافعة من كلامهنّ.. وتلك هي الثرثرة.. فهل تحبّين أن تكوني فرداً في القطيع أو عضواً في (الجوقة) أي تصبحين ثرثارة مثلهنّ؟![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- تذكّري دائماً قوله تعالى: (ما يلفظ مِن قول إلاّ لَدَيه رقيبٌ عتِيد) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](ق/ 18)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الحاجة إلى السمر والأحاديث العفوية والدعابة ومجاذبة أطراف الحديث في بعض الشؤون الخاصّة والعامّة.. حاجة نفسية لإستفراغ بعض المتراكم في داخل صدورنا.. لكن تمضية الساعات الطويلة في الكلام الفارغ.. هو الثرثرة التي لا نريد لك أن توصفي بها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']سابعاً ـ حديث المرآة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أقرب صديقة لأيّة فتاة هي المرآة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تطول وقفاتها قبالتها.. تتطلّع فيها إلى جمالها ومحاسنها.. تسرِّح شعرها وتتأمّله.. كما تتأمل قوامها وهندامها وزينتها، وقد قيل في بعض الأمثال: «المرآة روح المرأة كما السيف روح المحارب».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولن ينتهي حديث المرأة مع المرآة لا في صغر ولا في كبر.. فهي رفيقتها في البيت وفي السيارة وفي حقيبة اليد، بل وفي كلّ مكان ترى فيه وجهها حتى ولو كان سطحاً صقيلاً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا حديث المرآة إلى المرأة فنتمنّى عليك أن تسمعيه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقد لا تكون عيناك واسعتين.. لكن بإمكانك أن تتأمّلي بعدستيهما الكثير من عبر الحياة ودروسها ومحنها وامتحاناتها، وأن ترمي بنظراتهما إلى آفاق المستقبل، وأن تنظري بهما بعطف ولطف ورأفة إلى الصغار والكبار، وأن تغترفي بهما أنوار المعرفة.. ساعتها تأمّلي في المرآة.. وسترين أنّ لك عينين من أجمل العيون![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لا يكون لك شعر طويل كثيف أسود أو أشقر.. لكنّكِ تحملين فوق رأسك تاجاً من الفضائل مرصّعاً بجواهر العفاف والنبل والسخاء ودفء العاطفة ورقّة الطبع.. قد لا يظهر تاجك المرصّع هذا في المرآة، لأ نّه غير مرئي.. لكنّ مرايا العيون تراه فتنبهر به![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يكون حظّ وجهك من الجمال بسيطاً.. لكن ابتسامتك العذبة ونظراتك الحانيـة، وجبينك الوضّاء، وروحك الرقيقة الطافيـة على ملامحك، تعكس للمرآة وجهاً آخر.. كلّه إشراق![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تبحثين عن أفضل كحل تكتحلين به.. لكنّ اكتحال عينيك بمرأى الرضا في عيون الناس عن أعمالك الصالحة لا يعدله كحل في جميع المكاحل المتوافرة في الأسواق![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تسألين عن أروع أحمر شفاة تزينين به شفتيك، فلا تجدين كالإبتسامة الصافية التي تتدفق من شفتيك تدفّق الماء العذب من النبع الرقراق، ولا كالكلمات الطيِّبة التي تخرج منهما لتشيع الدفء والمحبّة والسلام من حولك![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ لك جمالاً آخر لا تكشفه المرايا.. لكنّك ترينه في مرايا العيون.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فإبتسامة الوجه، وذلاقة اللسان، وشفافية الروح، ورشاقة السلوك، وزينة الحياء، وجواهر الأخلاق يُكسبن الفتاة، أي فتاة، تتحلّى بهنّ ألقاً وجمالاً وبهاءً يفوق جمال الطبيعة وسحرها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لا نقول ذلك تهدئـة للخاطر وترضية للمشاعر، فالدراسات النفسية تتحدّث عن مغناطيسية الشخصية، أو ما يسمّى بـ «سحر الشخصية» ونقول إنّك قد ترين بعض الفتيات الجميلات لكنّهنّ لا يمتلكن الجاذبية التي لدى فئة من الفتيات، وقد ترين أخريات أقلّ حظّاً من الجمال لكنّهنّ يحظين بقسط كبير من السحر الحلال بما يمتلكن من مواصفات الجمال المعنوي والمزايا العاطرة والشمائل الوديعة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فحينما تقفين أمام المرآة تأمّلي جمالك الآخر، فله إشعاع ينبثق من لمحات الذكاء في عينيك، ومن عذوبة الكلام في شفتيك، ومن استقامة السلوك في قوامك، ومن حركة البذل والعطاء في حياتك.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتذكّري أيضاً:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنّ الجمال الباهر مدعاة للغرور «إعجاب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله»..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومدعاة إلى الإفتـتان، والمفتون لا يطوِّر نفسـه. ففي الحديث: «الإعجاب يمنع من الإزدياد»..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومدعاة إلى المتاعب الكثيرة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأنّ الجمال هبة الله، ونعمته التي تحتاج إلى الشكر، وشكرها أن تضعي جمالك في الموضع الصحيح، فلا تبرّج ولا خلاعة ولا ميوعة ولا مجون ولا استعراض..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا التكلّف والتصنّع والتمثيل فمن مفسدات الجمال، فحتى لو كنت أجمل الجميلات فسوف يفسد التصنّع جمالك ويشوّهه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ البساطة جمال.. والنظافة جمال.. والأناقة جمال.. والتناسق جماله.. والذوق جمال.. والموهبة جمال.. والإبداع جمال.. ولمسات الجمال لو بحثتِ عنها كثيرة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فإذا كان حظّك من الجمال بسيطاً فاعرضي على مرآة ذاتك جمالك الداخلي، وسترين أنّ لك جمالاً لا يشيخ..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لا يرى الناس ذلك الجمال، فلهم الشكل الظاهري، لكنّ الوقت لن يطول بهم حتى يكتشفوا ذلك الجمال الأخّاذ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتذكّري أيضاً:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنّنا لم نختر لون عيوننا وبشراتنا وشعورنا.. ولا طول قاماتنا.. ولا استدارة أو استطالة وجوهنا.. وقد يتدخّل التجميل ـ في أدوات زينة أو جراحة ـ في تعديلات طفيفة هنا وهناك، لكن جمالنا الخارجي غير قابل للتطوير كثيراً..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا الجمال الآخر.. جمال الروح.. جمال الشخصية.. جمال الخصال، ففيه للنمو والرقيّ والسموّ، آفاق واسعة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا دعتك المرآة للمقارنة بين جمالك وبين جمال الأخريات.. فابحثي عن مزايا وصفات تتفرّدين بها.. ولا يمتلكنها،وستدركين أنّ لك جمالات أخرى ليس لهنّ مثلهنّ، وقد يحسدنك عليها![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا كنتِ ذات جمال بارع..فاحمدي الله على أن حسّن خَلقَك.. واطلبي منه أن يُحسِّن خُلقَك، فمن الذكر أن تقولي وأنت تقفين إزاء المرآة: «أللّهمّ كما حسّنت خَلقي فحسِّن خُلقي».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا دعاك جمالكِ للغرور، وكثيراً ما يصنع ذلك، فقولي له: ليس لك من فضل.. إنّك لستَ صناعتي.. إنّك إبداع الخالق![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا دعاكِ حسنك الفتّان إلى التبرّج فتذكّري عفاف مريم ابنة عمران، والسيِّدة الزهراء (عليها السلام) ابنة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولا تكتفي به شكلاً جميلاً.. بل ضُمِّي إليه جوهراً جميلاً!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ثامناً ـ حاذري الوقوع في هذه الشباك!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أربع شباك.. حاذري من الوقوع فيهنّ:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أ) المعاكسة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ب) الهاتف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ج) الرسالة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']د) المقهى الالكتروني.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ودعينا نقف عند كلّ واحـدة من هذه الشباك لنعرف مدى خطورتها على الفتيات المراهقات، بل وعلى غير المراهقات أيضاً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فخّ المعاكسة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نظراً لعدم انضباط عدد لا يستهان به من الشبّان بضوابط الأخلاق وقواعد السلوك، ولأنّ الخوف من رقابة الله وحسابه لم يعد يدور في خلد هؤلاء، وأيضاً لتأثيرات البيئة الأخرى وما تقوم به وسائل الإعلام المبتذلة التي دأبت على تشجيع الفحشاء والمنكر، بتنا نشـاهد الكثير من التصرّفات المخلّة بالآداب العامّة، تنتشر انتشار النار في الهشيم دونما وازع من ضمير أو رادع من قانون أو انزجار من رقيب.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومن تلك التصرّفات (معاكسة الفتيات) سواء أمام أبواب المدارس حينما يحين موعد خروجهنّ، أو في الشوارع المؤدّية إلى بيوتهـنّ، أو حينما يتمشين لوحـدهنّ أو مع بعض صديقاتهنّ، أو في الأسواق التي يكثر تردد الفتيات عليها. أمّا الأماكن المختلطة كالنوادي والمتنزهات والحفلات، فحدّثي ولا حرج.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تنطلق خطورة المعاكسة، وهي الكلمات المعسولة التي يُطلقها شبان فارغون متسكّعون يتصيّدون أعراض الناس، من أنّ الفتاة بطبيعتها ميّالة إلى حبّ الثناء والاستحسان، وقد قال الشاعر في ذلك:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']خدعوها بقولهم حسناءُ والغواني يغرّهنّ الثّناءُ[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذا كانت تجمّعات الشباب الضائع في المنعطفات والطرق المؤدّية إلى المدارس ظاهرة شائعة، فتراهم يطلقون الكلمات التي فيها ثناء على جمال الفتاة، والأوصاف التي تشبع حالة الغرور لديها، فإذا ما صدّقت ذلك، كانت الخطوة الأولى نحو الانجرار والانجراف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والفتيات في موقفهنّ من المعاكسة يختلفن.. فقد تسارع الفتاة إلى المضي في طريقها دون أن تُلقي بالاً للمتصيدين، وقد تبتسم فيعرف المعاكس أنّها استجابت لمعاكسـته، ليزداد خبثاً ومعاكسة ومطاردة حتى يوقع الطريدة في شباكه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']المعاكسةُ إذاً فخّ.. ينصبه شبّان لا همّ لهم سوى التباهي بسياراتهم الفارهة، وملابسهم الأنيقة ووقاحتهم الزائدة. وهم في العادة يعبثون بمشاعر الفتيات وليسوا جادّين إطلاقاً بإقامة علاقة شرعية معهنّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لوحظ من خلال بعض التحقيقات أنّ الفتيات المحجّبات الملتزمات بالستر الشرعي أقلّ عرضة للتحرّش والمعاكسة، وكلّما كانت الفتاة متبرّجة أكثر كانت عرضة للتحرّش أكثر.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذا فخّ ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقد تنخدع الفتاة من الحبوب التي يلقيها الصياد في فخّه، فتتصورها طعاماً مقدّماً بحسن نيّة، فتمشي برجلها إلى الفخ. ولو كان المعاكسون صادقين لأتوا البيوت من أبوابها، وطلبوا يد الفتاة من أهلها، لكنّهم عاطلون عن العمل يبحثون عن التسلية واللهو العابث واللذّة المحرّمة، ويبتهجون بتعريض الفتيات إلى المواقف الاجتماعية والأخلاقية المحرجة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كوني من هؤلاء على حذر.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أمّا الكلمات التي تسمعينها منهم فهي اسطوانات مشروخة تقال لكِ ولكل صيد سهل يغري بنفسه، وهم يقولون ما لا يعنون.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الإعراض عن منتهكي الأعراض.. وإخبار الأهل بما يفعلون ليتولوا زجرهم وردعهم عن أفعالهم المنكرة، وعـدم التجاوب معهم حتى على مستوى الردّ على كلماتهم البذيئة، سوف يجنّبك الوقوع في هذا الفخّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مصيدة الهاتف:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']من الاستخدامات السيِّئة لهذا الجهاز العصري الكثير الخدمات، استغلاله من قبل الشبان الفارغين الذين لا يراعون حرمة البيوت ولا سلامة وأمن أهلها. إنّهم يديرون قرص الهاتف على هذا البيت أو ذاك ليقوموا بمعاكسة الفتيات في عقر دارهنّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فتراهم يبثون عبر الأسلاك فحيحهم لإغواء الفتيات وإغرائهنّ بالمعصية، فإذا ما لمسوا أيّ تجاوب من لدن الفتاة المستهدفة تشجّعوا لتكرار المحاولة وإعادة الإتصال في أوقات مختلفة حتى أثناء الليل.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّهم يتحدّثون بألسنة الخداع والكذب عن استعدادهم للإقتران الشرعي كخطوة ممهدة لطمأنة الفتاة أنّهم يحبّونها حبّاً شريفاً عفيفاً يريدون له أن ينتهي بالزواج، ويطالبون الفتاة أن تفسح لهم المجال في التعريف بأنفسهم أكثر فيحدّدون لها مواعيد خارج البيت لتبدأ رحلة استدراج الطريدة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكما في المعاكسة المباشرة، فإنّ المعاكسة عبر الهاتف تستهدف الغاية الدنيئة نفسها: إيقاع الفتاة في شرك المطامع الشهوانية والأهواء الفاسدة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذا فإنّ تعنيف هؤلاء في الهاتف، وتهديدهم بأخبار الأهل أو السلطات الأمنية ـ إن كانت هناك سلطات تحافظ على الأمن حقّاً ـ وإغلاق الهاتف بوجههم بانزعاج واضح، قد لا يقطع أمل بعضهم من تكرار المعاكسة، لكنّه في الغالب أسلوب ناجح في إيقافهم عند حدّهم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كمين الرسالة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يلجأ صنف آخر من الشبّان الفارغين إلى كتابة الرسائل ليرقق مشاعر الفتاة التي يريد إيقاعها في الكمين المنصوب لها، فيختار العبارات اللاّهبة الساخنة، والأبيات الشعرية الغزلية الرقيقة، والمبالغة في وصف العواطف المتفجرة، والادّعاءات التي تقول إنّه لا يريد إلاّ الحسن، فيدسّها في يد فتاة أخرى لتوصلها إلى الفريسة أو يسلمها إليها مباشرة، وإذا عرف بريدها فبالبريد، وطرق هؤلاء اللاّهين في نصب كمائنهم كثيرة. فإذا ما مزّقت الفتاة الرسالة قبل قرائتها، ورمتها بوجه كاتبها، فإنّه سيرتدع، وربّما يبقى مصرّاً على لعبته لتصوّره أنّ إصراره قد يوحي للفتاة المستهدفة بصدق مشاعره، الأمر الذي قد ينطلي على بعض الفتيات اللواتي يتصورن أنّ الإصرار دليل الصدق والإخلاص وحسن النيّة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ إغلاق الباب منذ أوّل وهلة بوجه هذا اللص الذي يتصيّد في المياه العكرة هو أفضل ردّ يجنّب الفتاة متاعب لاحقة لا تُحصى إن هي فتحت الباب أو تركته موارباً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الشيطان قد يأتي للفتاة من هذا الباب ويقول لها: لا تتركيه.. إنّه فرصتك.. والفرص تمرّ مرّ السحاب.. تشبّثي به إنّه صادق المشاعر.. إنّه يريدك زوجة له![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعلّ أفضل اختبار لهؤلاء هو الطلب منهم أن يقدّموا إثباتاً لصدق مشاعرهم في أن يتقدّموا لطلب يد الفتاة إن كانوا في سن وإمكانات تسمح لهم بالزواج، وإن كانوا دون ذلك فهذا دليل أنّهم ليسوا على استعداد للرباط الشرعي.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يقول بعضهم أنّ هذه الخطوة لاحقة، وأ نّها ستأتي في حينها، وأ نّه يريد الاطمئنان لمشاعر الفتاة نحوه حتى يتقدّم لخطبتها، ولكنّ الفتاة الحكيمة الواعية تعرف أنّه سيطالبها بأكثر من ذلك، فحتى يتعرّف عليها لابدّ من لقاءات في الخلوات، وهي لقاءات محرّمة إن لم يكن هناك رابط شرعي أو عقد يجيز اللقاء، وقديماً قال الشاعر:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']دخولُ المرءِ في الشبكاتِ سهلٌ ولكنّ المصيبة في الخروج![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ التكتّم والسرية في هذه الأمور هي أوّل الوهن، فلابدّ من إخبار الأم المتفهّمة أو الصديقة المخلصة، أو الأخت الكبيرة ليكونوا عوناً لك في عدم الإنجرار وراء هذه اللعبة الخطيرة التي لا تدرين إلى أين تقودك؟![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وفي أثناء ذلك، تذكّري القصص المريرة لفتيات طرحن الثقة بأمثال هؤلاء الذين يأتون البيوت من أبوابها الخلفية، فكانت النتائج الوخيمة المؤسفة التي لا تترك مجالاً للندم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الخـطوة الصغيرة تجرّ إلى الأكبر منها.. والانزلاق يجتذب الانزلاق.. والسقوط من مكان عال، بعدما تكون الفتاة قد أسلست القياد للمتصيّد ومشت معه خطوات في طريق مطامعه، اصاباته خطيرة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا رفضت الإنسياق وراء اللعبة، ضعي هذه اللاّفتة القرآنية نصبَ عينيك: ([/FONT][FONT='Times New Roman','serif']وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الطلاق/ 2-3)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، ولا تصدّقي مقالة الشيطان أنّها فرصة ولا تضيعيها فقد لا يأتيك غيره، فالفرص الطيبة للتعرّف على شخص نبيل قادمة بإذن الله.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مُنزلق (المقهى الالكتروني):[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نحن في عصر.. الدخول فيه إلى البيوت بلا استئذان.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فجهاز الحاسوب (الكومبيوتر) الذي راح يغزو البيوت على أنّه اختراع العصر ولغته.. بقدر ما جلب إلينا من الخيرات جلب معه أيضاً الكثير من الويلات.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فبعد ما أتيحت اللقاءات الحرّة عبر (الانترنيت) وازدادت فرص الانفتاح وغرف الدردشة، وامكانية المخاطبة عبر الصوت والصورة، وكثرت مواقع الإغواء والإغراء، بدأت تتكشّف مخاطر هذه القنوات التي ينفذ من خلالها الشيطان.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ففي دراسة عن مفاسد الشبكة العنكبوتية أجريت في إحدى البلدان الإسلامية إتّضح أنّ 90 % من روّاد المقاهي الألكترونية في سن خطرة وحرجة جداً، وأنّ 60 % من الشبّان والفتيات يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثـة، وأنّ الإقبال عليها يأتي كنتيجة لضعف الرقابة الأسرية، والفراغ الذي يعاني منه الشباب، والفضول أو البحث عن الممنوع.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وخطورة هذه المقاهي في أنّها تجعل الباب مشرعاً لمغازلة الفتيات وإيقاعهنّ في الفخّ ـ شأنها شأن المعاكسة المباشرة والهاتف والمراسلة مع فارق أنّ المقهى يجمع ذلك كلّه![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكما في مواجهة الشباك السابقة، فإن تذكّر أن طُعم الصنّارة التي تريد أن تصطادك قد يبدو حلو المذاق لكنّه يستبطن السمّ، ونعني بالسّم ما يخفيه الصيّاد من قرار التهام الفريسة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الدخول على أي مقهى مشبوه أو مريب ستكون ضريبته باهضة، فسياسة الشيطان هي سياسة استدراجية، سياسة الخطوة خطوة (فلا تتّبِعوا خُطُوات الشّيطان ) (البقرة/ 168)، التي تقودكم إلى المنزلق الخطير والوقوع في جوف الهاوية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد تبيّن من خلال دراسات اجتماعية عن تأثير الانترنيت والمقاهي الالكترونية أنّها كانت السبب في ضعف التوجّه الديني، وانخفاض المستوى الدراسي، وزيادة الاضطراب النفسي.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ المشكلة ـ كما تعلمين ـ ليست في الكومبيوتر كجهاز،وإنّما في استخدامه، وقد صدق مَن قال: لسنا ضدّ التقنيات الحديثة من تلفاز وسينما وغيرها، وإنّما نحن ضدّ الفحشاء والمنكر.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تاسعاً ـ الأفلام والأغاني:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تستقطب مشاهدة الأفلام والإستماع إلى الأغاني طائفة كبيرة من الفتيات. وقد يكون مرجع ذلك مناغاة عواطف الفتاة في كلمات الأغنية، وما تعكسه الأفلام والمسلسلات العاطفية من خيالات مجنّحة تخاطب في الفتاة والشاب غريزتهما فقط.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والأفلام والمسلسلات تقدّم ـ في العادة ـ واقعاً مصنوعاً، هو بعض خيال الكاتب والمؤلِّف، ورشحة من رشحات تفكيره ونظرته للحياة. ومكمن الخطورة في هذه الأفلام والمسلسلات هو في قلبها للمفاهيم والاهتمامات، وفرض النموذج الغربي على حياتنا الإسلامية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد كشفت بعض الدراسات الميدانية المتخصصة أنّ العلاقة بين ما يشاهده الشاب أو الفتاة وبين الانحراف طردية. وأنّ نسبة الذين يشاهدون الأفلام والمسلسلات أكثر بخمسـة أضعاف نسـبة الذين يشاهدون البرامج التوجيهية، أي الدينية والعلمية والثقافية، وأنّ الكثير من المشاهدين يقلّدون ما يشاهدونه في الأفلام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تجد الفـتاة في الأفلام الرومانسية (الخيالية الحالمة) بعض ما تهوى، وربّما ترسم لحياتها صورة مستوحاة من أحداث فيلم أو مجريات مسلسل، وتنسى أنّ الحياة ليست كلّها حبّاً وغراماً وعواطف متأجّجـة، وإنّما هي بالاضافـة إلى ذلك أعباء وكدح ومسـؤوليات وهموم وطموحات وأشـياء أخرى، بل إنّ مساحة هذه الأمور هي أوسع بكثير من مساحة الغرام والهيام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تخاطب الأغاني في الفتاة غرورها بما تتغزّل به من صفاتها الجمالية الخارجية، وربّما تتصوّر أنّ كلمات الشخص الذي سيتزوّجها مستقبلاً كلّها أغان فتحلّق في فضاء الأحلام دون أن تنزل إلى الواقع قليلاً لتقارن وتوازن بين ما هو حلم وما هو حقيقة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تبيّن من خلال إحدى التحقيقات الصحفية أنّ بعض اللواتي تزوّجن كنّ يرسمن صورة مستقبلية لحياتهنّ على ضوء كلمات أغنية، وحينما انغمسن أو انهمكن في خضم الحياة الزوجية بكل متطلباتها، ارتطمن بواقع يقول إنّ الحياة يمكن أن تكون جميلة حتى في متاعبها، ولكنّها ليست كلمات أغنية حالمة، أو مشاهد فيلم هندي أو مسلسل مكسيكي!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']عاشراً ـ الدعاية والإعلان:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يلعب التلفزيون دور الموجّه للعواطف والاهتمامات والرغبات، ومن بين موادّه التي تشغل حيّزاً كبيراً من مساحة البث (الدعاية والإعلان) والتي راحت تتخلّل حتى نشرات الأخبار والبرامج السياسية والدينية والثقافية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فلقد كانت هناك فترة إعلانية، واليوم الإعلانات أكثر من برامج التلفزيون الأخرى، وذلك لما تدرّه من أرباح على أصحاب الشركات المستثمرة أو الجهات المسؤولة. وقد لوحظ أنّ نسبة الذين ينخدعون بهذه الإعلانات من الأطفال والشبان والنساء كبيرة، حتى أنّ الإعلان عندهم (جهينة)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] أو(حذام) يُصدّق في كلّ ما يقول دونما اعتراض أو مناقشة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعلّ السبب في ذلك هو الأسلوب الفنّي الذي يعتمد الإبهار في الصورة والكلمة والمبالغة والتكرار.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد أثبتت التجربة أنّ الذين صدّقوا ما يقوله الإعلان وتطرحه الدعاية لم يجدوا في البضائع التي اشتروها المواصفات المذكورة، وأ نّهم اشتروا ما لم يكونوا يرغبون بشرائه، وأ نّهم أحدثوا خلخلة أو هزّة في ميزان مصروفاتهم،وأنّهم كانوا ضحيّة إعلانات أخرى أيضاً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ افتراض أنّ ما يقوله الإعلان صحيح مائة بالمائة هو الذي يجعل مروِّجي الإعلانات يكسبون أضعاف ما يحلمون بكسبه، ولذلك فحريّ بمشاهد أو مشاهدة التلفزيون أن يتعاملوا بمنطق الشكّ مع الإعلان حتى تثبت الصحّة، وأن يتم إخبار من لم يتورط بعدُ بعدم التورّط، و «مَنْ جرّب المجرّب حلّت به الندامة».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذا الكلام بالطبع لا يصدق ولا ينطبق على الإعلانات كلّها بل على الكثير منها. ناقشي إذاً المادة المعروضة للإعلان، ولا تستغرقي في الجوّ المصنوع حولها، فكم من الشامبوات التي تدّعي أنّها لإزالة القشرة زادت في كمِّيّة القشرة!![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]