بطولات المرأة المسلمة :
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسؤولية المرأة في الاسلام [/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يوم كانت المرأة تعيش الإهانة والاحتقار في الماضي ، ويوم كانت إنسانيتها محل نقاش وموضوع جدال ، ما كان يتأنى لها بالطبع أن تساهم في تسيير الحياة الاجتماعية ، وما كان يمكنها أن تلعب دوراً ما في إحداث عصرها ومجتمعها ، فكانت عضوا مشلولاً في المجتمع وطاقة مهملة في الحياة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وفي عصرنا الحاضر عندما يراد للمرأة أن توجه اهتمامها نحو موديلات الأزياء ، وتفكر في حفلات الرقص والغناء ، وتفتش عن أبطال الحب والعشق ، وتعرض نفسها على شباب المراهقة ، وتبحث عن مغامرات الجنس هل تستطيع بعد ذلك أن تمارس دوراً اجتماعياً خطيراً ، أو تشارك في صنع أحداث الحياة ؟[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنها ستظل كأختها ، التي كانت تعاني مأساة الماضي ، تعيش على هامش الحياة ، وتفقد الثقة بنفسها ، وتصبح هي الأخرى عضوا مشلولاً في المجتمع ، وطاقة مهملة لا قيمة لها إلا بمقدار ما تقدم من خدمات جنسية للمراهقين والمغامرين الجنسيين وهواة الجمال .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والإسلام الذي أنقذ المرأة من مآسي الماضي ، خطط لحمايتها من أخطار المستقبل ، وذلك بأن رسم لها طريقها الصحيح في الحياة ، وبصرها بمواقع الانحراف ، ومزالق الخطر ، لكي تحافظ على إنسانيتها وعفتها وكرامتها ، وفرض عليها أن تساهم في إدارة الحياة وتسيير شؤون المجتمع ، وأن تشارك في أحداث العصر مشاركة صالحة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالمرأة نصف المجتمع ، وإلغاء دورها يعني أن يعيش المجتمع أعرجاً يعتمد على رجل واحدة ، فالمرأة تمتلك طاقات عظيمة ، ولديها مواهب واستعدادات ضخمة ، وإهمالها يعني إهدار مواهبها واستعداداتها وخسارة طاقاتها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لذا فقد عمل الإسلام على تفجير طاقات المرأة وتنمية مواهبها ، وتوجيه اهتماماتها نحو سعادتها وكمالها ، ونحو مصلحة المجتمع البشري والحياة الإنسانية .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فما وجب عليها من طلب العلم ، ليتسع أفق تفكيرها ، وليرتفع مستوى معرفتها وثقافتها ، فتكون مؤهلة لمشاركة الرجل الذي يجب عليه هو الآخر أيضاً طلب العلم في إدارة شؤون الحياة وتسيير أمور المجتمع ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فشجع الإسلام المرأة على منافسة الرجل في الإلزام بصفات الكمال ، وتقمص قيم الخير والفضيلة ، فهي ليست قاصرة عن منافسته ومسابقته في خط الفضيلة والكمال ، لأن المجال مفتوح أمامهما ، ولكل منهما كفاءاته وطاقاته التي تؤهله للسير والتقدم في درب الفضيلة والكمال .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يقول الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الأحزاب : 35 ، فهنا يؤكد الله تعالى على وجود المرأة إلى جنب الرجل في خط الكمال .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والمرأة بعد ذلك مسؤولة في نظر الإسلام عما يحدث في مجتمعها ، مفروض عليها أن تسهم في توجيه المجتمع نحو الخير والصلاح ، وأن تكون على وعي كامل بما يجري ، وأن تقاوم أي انحراف أو فساد يريد غزو المجتمع والتسرب إلى أجوائه .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المرأة كما هو واجب على الرجل ، يقول الله عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة : 71 .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعلى أساس هذه الخطة التي رسمها الإسلام للمرأة ، وانطلاقاً من هذا البرنامج العظيم ، يصبح للمرأة شأنها الكبير في الحياة ودورها الخطير في المجتمع ، فهي عضو فعال فيما يحدث ، ومسؤول مباشر عما يجري .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']منزلُ المرأة قرارُها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الأصل في المرأة لا سِيَّما الشابة الاستقرار في البيت ، لأن هذا أستر لها وأحفظ ، فقال الله عزَّ وجلَّ : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) الأحزاب 33 .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أي استقررن في البيوت ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ( قبل الإسلام ) ، فإذا احتاجت المرأة إلى الخروج لدراسة ، أو لطلب رزق ، أو زيارة أقارب ، فإنها تخرج بقدر الحاجة ، وبإذن زوجها إذا كان لها زوج تستأذن منه ، وعليها أن تكون متسترة ، ولا تختلط مع الرجال ، وأن لا تكون متطيِّبة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والتبرج هو إظهار الزينة ، أي : إظهار المرأة لزينتها عند الخروج من البيت ، وهو ما نهى الله تعالى عنه ، ونسبه إلى الجاهلية ، وما كان من أعمال الجاهلية فهو محرم ، لأن الأصل في المسلمة المؤمنة القرار في منزلها ، ورعاية زوجها وأبنائها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولكن ما نراه في عصرنا الحاضر من كثرة خروج المرأة - بدون مبرر - مَرَدُّه إلى أمور كثيرة نذكر منها ما يلي :[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1 - قِلَّة الإيمان والخوف من الله تعالى ، وعدم استشعار الموقف العظيم .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2 - ضعف الحياء ، وزوال الخجل ، الذي هو زينة المرأة المسلمة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']3 - تغفلة الرجال عن النساء ، تساهلاً أو عمداً ، وقِلَّة غيرة ، وادِّعاء ثقة وتحضر .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']4 - الغزو الفكري من مسلسلات ومجلاَّت ، وانخداع بالأزياء والموديلات ، وكثرة مَعروضاتها وتَجدّدها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']5 - تعوُّد الفتاة على الخروج من المنزل ، مثل : الخروج إلى المدرسة والمستوصف وغيرها ، سهَّل لها أمر الخروج إلى الأسواق .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']6 - وجود من يقوم بعمل المرأة في المنزل من خادمة أو غيرها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']7 - وجود السائق تحت يد المرأة ، فلأيِّ مكانٍ شاءَت ذَهبَتْ ، ومتى أرادت خرجت .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']8 - توفُّر المال في أيدي النساء ، خاصَّةً العاملات مِنهُنَّ .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']9 - تشجيع الطالبات والمدرِّسات بعضهن البعض على الشراء ، نتيجة ما يرينه على زميلاتهن .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']10 - وجود أوقات فراغ لم تستفد المرأة منها الاستفادة الكاملة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']11 – قلّة توعِيَة الرجال والنساء عن خطورة هذا الأمر ، وما يسببه من فساد وانحلال ، وما نراه في بعض البلاد من فساد الأجيال ، وحلول النقم ، والعقوبات .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']12 - الاتصالات الهاتفية تشجِّع على معرفة الجديد ومتابعته .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']13 - انتشار محلات الخياطة ، ممّا سهَّل أمر ما بعد الشراء ، من خياطة ، وحياكة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']14 - انتشار الأسواق في كل حَيٍّ ومنطقة ، وتجهيزها بالتكييف المركزي ، مِمَّا يجعل التسوق نزهة دون مشقة .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
أما المرأة المسلمة فقط اعتمدت ببطولتها على إنسانيتها فبعد أن تبوَّأت مكانتها السامية في الإسلام على حسابها الخاص ، وعلى كونها إنسانة كالرجل المسلم ، لها ما له وعليها ما عليه ، وان اختلفت عنه بالوظائف والتكاليف التي وزعت على البشر كل حسب ما تتطلبه فطرته ويقتضيه تكوينه .
ولكونها في الصعيد العام إنسانة كالرجل برزت شخصيتها لامعة وضَّاءة وسجلت لها في التاريخ ذكراً عطراً كأروع ما تسجله إنسانة مستقلة لها عقيدتها ورسالتها السماوية .
وقد عرفت المرأة المسلمة قِيمة النصر الذي أحرزَتْه ، والمستوى الرفيع الذي ارتقَتْ إليه بعد أن قَضَتْ عصوراً عاشتها وهي في مهملات التاريخ ، ولهذا فقد سَعَتْ جاهدة للعمل على إثبات كفاءتها لذلك .
وكان في كثرة النساء المبادرات للإسلام أصدق دليل على ما حمله الإسلام للمرأة المسلمة من خير وصلاح ، وما هيَّأ لها من محلِّ رفيع .
وفعلاً فقد سجلت المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي أروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء ، وخطَّتها بدماء الآباء والأبناء ، بعد أن أكَّد الإسلام على اعتبارها في الصعيد الإنساني كأخيها الرجل لا أكثر ولا أقل .
فكما أن بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين ، في مجال التضحية والجهاد ، وفي مجال الدعوة إلى الله تعالى ، كانت بطولة المرأة المسلمة أيضا في نفس المجالين ، وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كإنسانة لا كأنثى .
أما على صعيد حمل الفكرة ، ونشر الثقافة الإسلامية ، ومفاهيم الشريعة الجديدة وأحكامها ، فما أكثر النساء اللَّواتي أخذْنَ الإسلام من منبعه الزاخر ، فبشِّرن به ودعون إليه ، بعد أن تعمَّقن في فهمه ، وكنَّ مدارس إسلامية يَروين عن النبي ويروى عنهُنَّ .
وفي طليعة الراويات عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) والناشرات لأحكام الإسلام الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فقد روت عن أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، وروى عنها ابناها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأم سلمة ، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها .
وروت عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً أسماء بنت عُميس الخثعمية ، وروت عنها أمُّ جعفر وأُم محمد ابنتا محمد بن جعفر .
المرأة المسلمة في الوقت الحاضر :ولكونها في الصعيد العام إنسانة كالرجل برزت شخصيتها لامعة وضَّاءة وسجلت لها في التاريخ ذكراً عطراً كأروع ما تسجله إنسانة مستقلة لها عقيدتها ورسالتها السماوية .
وقد عرفت المرأة المسلمة قِيمة النصر الذي أحرزَتْه ، والمستوى الرفيع الذي ارتقَتْ إليه بعد أن قَضَتْ عصوراً عاشتها وهي في مهملات التاريخ ، ولهذا فقد سَعَتْ جاهدة للعمل على إثبات كفاءتها لذلك .
وكان في كثرة النساء المبادرات للإسلام أصدق دليل على ما حمله الإسلام للمرأة المسلمة من خير وصلاح ، وما هيَّأ لها من محلِّ رفيع .
وفعلاً فقد سجلت المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي أروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء ، وخطَّتها بدماء الآباء والأبناء ، بعد أن أكَّد الإسلام على اعتبارها في الصعيد الإنساني كأخيها الرجل لا أكثر ولا أقل .
فكما أن بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين ، في مجال التضحية والجهاد ، وفي مجال الدعوة إلى الله تعالى ، كانت بطولة المرأة المسلمة أيضا في نفس المجالين ، وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كإنسانة لا كأنثى .
أما على صعيد حمل الفكرة ، ونشر الثقافة الإسلامية ، ومفاهيم الشريعة الجديدة وأحكامها ، فما أكثر النساء اللَّواتي أخذْنَ الإسلام من منبعه الزاخر ، فبشِّرن به ودعون إليه ، بعد أن تعمَّقن في فهمه ، وكنَّ مدارس إسلامية يَروين عن النبي ويروى عنهُنَّ .
وفي طليعة الراويات عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) والناشرات لأحكام الإسلام الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فقد روت عن أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، وروى عنها ابناها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأم سلمة ، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها .
وروت عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً أسماء بنت عُميس الخثعمية ، وروت عنها أمُّ جعفر وأُم محمد ابنتا محمد بن جعفر .
والمرأة المسلمة اليوم هي بنت تلك المرأة المسلمة التي عرضت صدرها لحراب الأعداء ، وشهدت بعينها قتل الآباء والأبناء ، فما الذي يقعد بالمرأة المسلمة البنت عن أن تعيد تاريخ المرأة المسلمة الأم ، وأن تقفو خطواتها في الحياة ؟! لا شيء غير أنها افتقدت وبالتدريج ونتيجة لابتعادها عن روح الإسلام الحقيقة إنسانيتها ، وعادت مجرد أنثى تتلاعب بها الأهواء والتيارات ، وتسخرها ميول الرجال ، ويستهويها كُلُّ لمح كاذبٍ أو وميض خادع .
ولهذا فقد وقعت في أحابيل شائكة شوَّهت أنوثتها وأفقدتها شخصيتها كإنسانة في الحياة ، فهي مَهما سمَتْ أَمْ حاوَلت السمو لن تتمكن أن تسمو كإنسانة مستقلة ، ما دامت تخضع لأحكام الرجل في اتِّخاذ طريقتها في الحياة ، وتتبع ما يمليه عليها من أساليب الخلاعة الرخيصة .
فما الذي يمنع المرأة المسلمة اليوم من أن تشقَّ طريقها في الحياة ثقافة وعملاً مع محافظتها على حِجابها الذي يلزمها الإسلام به ؟! ، لا شيء غير غضب الرجال لذلك ، وسخطهم عليه ، لأنه سوف يحول دون متعة استجلاء مفاتن المرأة ومحاسنها .
فهل السفور من شروط طلب العلم ؟ أو هل الخلاعة والتهتك من شروط الثقافة والتمدن ؟ لا وألف لا ، ليس للسفور ولا للخلاعة أي دخلٍ من قريب أو بعيد في العلم والثقافة ، ويمكن التمييز بينها وبسهولة أيضاً متى ما عادت المرأة المسلمة ، وأحست بوجودها كإنسانة لا كأداة من أدوات إرضاء الرجل .
ولكن أعداء الإسلام لن يسمحوا بفرز العلم عن السفور والثقافة عن الخلاعة ، فهم يحاولون بشتَّى الأساليب المُغرية ربط الاثنين معاً ليحطُّوا من شأن المرأة المسلمة ومن مكانتها في العالم .
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]ولهذا فقد وقعت في أحابيل شائكة شوَّهت أنوثتها وأفقدتها شخصيتها كإنسانة في الحياة ، فهي مَهما سمَتْ أَمْ حاوَلت السمو لن تتمكن أن تسمو كإنسانة مستقلة ، ما دامت تخضع لأحكام الرجل في اتِّخاذ طريقتها في الحياة ، وتتبع ما يمليه عليها من أساليب الخلاعة الرخيصة .
فما الذي يمنع المرأة المسلمة اليوم من أن تشقَّ طريقها في الحياة ثقافة وعملاً مع محافظتها على حِجابها الذي يلزمها الإسلام به ؟! ، لا شيء غير غضب الرجال لذلك ، وسخطهم عليه ، لأنه سوف يحول دون متعة استجلاء مفاتن المرأة ومحاسنها .
فهل السفور من شروط طلب العلم ؟ أو هل الخلاعة والتهتك من شروط الثقافة والتمدن ؟ لا وألف لا ، ليس للسفور ولا للخلاعة أي دخلٍ من قريب أو بعيد في العلم والثقافة ، ويمكن التمييز بينها وبسهولة أيضاً متى ما عادت المرأة المسلمة ، وأحست بوجودها كإنسانة لا كأداة من أدوات إرضاء الرجل .
ولكن أعداء الإسلام لن يسمحوا بفرز العلم عن السفور والثقافة عن الخلاعة ، فهم يحاولون بشتَّى الأساليب المُغرية ربط الاثنين معاً ليحطُّوا من شأن المرأة المسلمة ومن مكانتها في العالم .
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسؤولية المرأة في الاسلام [/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يوم كانت المرأة تعيش الإهانة والاحتقار في الماضي ، ويوم كانت إنسانيتها محل نقاش وموضوع جدال ، ما كان يتأنى لها بالطبع أن تساهم في تسيير الحياة الاجتماعية ، وما كان يمكنها أن تلعب دوراً ما في إحداث عصرها ومجتمعها ، فكانت عضوا مشلولاً في المجتمع وطاقة مهملة في الحياة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وفي عصرنا الحاضر عندما يراد للمرأة أن توجه اهتمامها نحو موديلات الأزياء ، وتفكر في حفلات الرقص والغناء ، وتفتش عن أبطال الحب والعشق ، وتعرض نفسها على شباب المراهقة ، وتبحث عن مغامرات الجنس هل تستطيع بعد ذلك أن تمارس دوراً اجتماعياً خطيراً ، أو تشارك في صنع أحداث الحياة ؟[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنها ستظل كأختها ، التي كانت تعاني مأساة الماضي ، تعيش على هامش الحياة ، وتفقد الثقة بنفسها ، وتصبح هي الأخرى عضوا مشلولاً في المجتمع ، وطاقة مهملة لا قيمة لها إلا بمقدار ما تقدم من خدمات جنسية للمراهقين والمغامرين الجنسيين وهواة الجمال .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والإسلام الذي أنقذ المرأة من مآسي الماضي ، خطط لحمايتها من أخطار المستقبل ، وذلك بأن رسم لها طريقها الصحيح في الحياة ، وبصرها بمواقع الانحراف ، ومزالق الخطر ، لكي تحافظ على إنسانيتها وعفتها وكرامتها ، وفرض عليها أن تساهم في إدارة الحياة وتسيير شؤون المجتمع ، وأن تشارك في أحداث العصر مشاركة صالحة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالمرأة نصف المجتمع ، وإلغاء دورها يعني أن يعيش المجتمع أعرجاً يعتمد على رجل واحدة ، فالمرأة تمتلك طاقات عظيمة ، ولديها مواهب واستعدادات ضخمة ، وإهمالها يعني إهدار مواهبها واستعداداتها وخسارة طاقاتها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لذا فقد عمل الإسلام على تفجير طاقات المرأة وتنمية مواهبها ، وتوجيه اهتماماتها نحو سعادتها وكمالها ، ونحو مصلحة المجتمع البشري والحياة الإنسانية .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فما وجب عليها من طلب العلم ، ليتسع أفق تفكيرها ، وليرتفع مستوى معرفتها وثقافتها ، فتكون مؤهلة لمشاركة الرجل الذي يجب عليه هو الآخر أيضاً طلب العلم في إدارة شؤون الحياة وتسيير أمور المجتمع ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فشجع الإسلام المرأة على منافسة الرجل في الإلزام بصفات الكمال ، وتقمص قيم الخير والفضيلة ، فهي ليست قاصرة عن منافسته ومسابقته في خط الفضيلة والكمال ، لأن المجال مفتوح أمامهما ، ولكل منهما كفاءاته وطاقاته التي تؤهله للسير والتقدم في درب الفضيلة والكمال .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يقول الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الأحزاب : 35 ، فهنا يؤكد الله تعالى على وجود المرأة إلى جنب الرجل في خط الكمال .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والمرأة بعد ذلك مسؤولة في نظر الإسلام عما يحدث في مجتمعها ، مفروض عليها أن تسهم في توجيه المجتمع نحو الخير والصلاح ، وأن تكون على وعي كامل بما يجري ، وأن تقاوم أي انحراف أو فساد يريد غزو المجتمع والتسرب إلى أجوائه .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المرأة كما هو واجب على الرجل ، يقول الله عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة : 71 .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعلى أساس هذه الخطة التي رسمها الإسلام للمرأة ، وانطلاقاً من هذا البرنامج العظيم ، يصبح للمرأة شأنها الكبير في الحياة ودورها الخطير في المجتمع ، فهي عضو فعال فيما يحدث ، ومسؤول مباشر عما يجري .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']منزلُ المرأة قرارُها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الأصل في المرأة لا سِيَّما الشابة الاستقرار في البيت ، لأن هذا أستر لها وأحفظ ، فقال الله عزَّ وجلَّ : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) الأحزاب 33 .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أي استقررن في البيوت ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ( قبل الإسلام ) ، فإذا احتاجت المرأة إلى الخروج لدراسة ، أو لطلب رزق ، أو زيارة أقارب ، فإنها تخرج بقدر الحاجة ، وبإذن زوجها إذا كان لها زوج تستأذن منه ، وعليها أن تكون متسترة ، ولا تختلط مع الرجال ، وأن لا تكون متطيِّبة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والتبرج هو إظهار الزينة ، أي : إظهار المرأة لزينتها عند الخروج من البيت ، وهو ما نهى الله تعالى عنه ، ونسبه إلى الجاهلية ، وما كان من أعمال الجاهلية فهو محرم ، لأن الأصل في المسلمة المؤمنة القرار في منزلها ، ورعاية زوجها وأبنائها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولكن ما نراه في عصرنا الحاضر من كثرة خروج المرأة - بدون مبرر - مَرَدُّه إلى أمور كثيرة نذكر منها ما يلي :[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1 - قِلَّة الإيمان والخوف من الله تعالى ، وعدم استشعار الموقف العظيم .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2 - ضعف الحياء ، وزوال الخجل ، الذي هو زينة المرأة المسلمة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']3 - تغفلة الرجال عن النساء ، تساهلاً أو عمداً ، وقِلَّة غيرة ، وادِّعاء ثقة وتحضر .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']4 - الغزو الفكري من مسلسلات ومجلاَّت ، وانخداع بالأزياء والموديلات ، وكثرة مَعروضاتها وتَجدّدها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']5 - تعوُّد الفتاة على الخروج من المنزل ، مثل : الخروج إلى المدرسة والمستوصف وغيرها ، سهَّل لها أمر الخروج إلى الأسواق .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']6 - وجود من يقوم بعمل المرأة في المنزل من خادمة أو غيرها .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']7 - وجود السائق تحت يد المرأة ، فلأيِّ مكانٍ شاءَت ذَهبَتْ ، ومتى أرادت خرجت .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']8 - توفُّر المال في أيدي النساء ، خاصَّةً العاملات مِنهُنَّ .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']9 - تشجيع الطالبات والمدرِّسات بعضهن البعض على الشراء ، نتيجة ما يرينه على زميلاتهن .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']10 - وجود أوقات فراغ لم تستفد المرأة منها الاستفادة الكاملة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']11 – قلّة توعِيَة الرجال والنساء عن خطورة هذا الأمر ، وما يسببه من فساد وانحلال ، وما نراه في بعض البلاد من فساد الأجيال ، وحلول النقم ، والعقوبات .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']12 - الاتصالات الهاتفية تشجِّع على معرفة الجديد ومتابعته .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']13 - انتشار محلات الخياطة ، ممّا سهَّل أمر ما بعد الشراء ، من خياطة ، وحياكة .[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']14 - انتشار الأسواق في كل حَيٍّ ومنطقة ، وتجهيزها بالتكييف المركزي ، مِمَّا يجعل التسوق نزهة دون مشقة .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']المبدأ الأساسي في فهم دور المرأة في المجتمع [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الوظيفة العامة للاُنثى المساوية للذكر ، والوظيفة الخاصة لها حسب تكوينها الجسدي والنفسي وحسب مهامها الخاصة ، هو الأساس والصورة الواضحة للمرأة ودورها في المجتمع ، وعلى ضوئه تفهم النصوص الواردة في السنّة الشريفة ; لأنّ ما ورد في السنّة الشريفة يكون مكمِّلاً للرؤية القرآنية ، مبيّناً وشارحاً ومفصّلاً لها ، وعلى هذا فإذا ورد حديث (وإن كان معتبراً) إلاّ أنّه كان معارضاً ومصادماً لهذه الرؤية القرآنية ، فيجب عدم الأخذ به ; لأنّ الحديث الحجّة يجب أن لا يكون معارضاً ومصادماً للقرآن[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نظرة الإسلام للمرأة والتديّن [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا كانت المرأة مساوية للرجل في الإنسانية ، فهي مدعوّة كالرجل إلى التديّن والالتزام بالشريعة ، فتطهر روحياً من كلّ الأرجاس التي تلحق بالإنسان نتيجة عدم التزامه بالدين والطهارة الروحيّة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالقرآن الكريم قد أعطى للمرأة كامل الاستقلال والحريّة في شؤونها والتزاماتها الدينية ، ولم يتحدّث عنها بصفتها تابعة لأحد (زوجاً أو غيره) في اُمور الدين والعبادة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقبل الزواج تكون المرأة في بيت أبيها وأُمّها ، وبعد الزواج تكون المرأة في بيت زوجها ، وهذان البيتان عبارة عن الجوّ العائلي الذي تنتمي إليه المرأة وتعيش فيه ، وقد يؤثّر وينعكس على دين المرأة ، لذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) : "تزوّجوا في الشكاك ولا تزوجوهم ; لأنّ المرأة تأخذ من أدب الرجل ويقهرها على دينه"(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إلاّ أنّ القرآن أراد من المرأة الإنسانة أن تكون مستقلّة عن كلّ أحد في عقائدها ، ولم يقبل منها أيّ نوع من أنواع التبعيّة للغير في أمر التديّن والطهارة الروحية والعقيدة ، وهذا ما نراه في قضية آسية بنت مزاحم زوجة فرعون حيث قال تعالى : {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(2[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- وسائل الشيعة 14 : باب 11 من أبواب ما يحرم بالكفر ونحوه ، الحديث 2 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- التحريم : 11 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فآسية بنت مزاحم كانت على دين زوجها فرعون ، ولكن عندما شاهدت البيّنات في معجزة نبي الله موسى (عليه السلام[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) أمام السحرة آمنت به ، ومع اطلاع فرعون على الأمر نهاها مراراً ، لكنّها أبت إلاّ التمسّك بالدين الإلهي وعارضت الملك والسلطة رغم التهديد بالقتل ، بل ووقوع القتل عليها كما تحدّثنا الروايات من أنّ فرعون وتّد لها أربعة أوتاد وأضجعها على ظهرها وجعل على صدرها رحى واستقبل بها عين الشمس(1) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فآسية بنت مزاحم قد حافظت على طهارتها الروحيّة ، وتحدّت ضغوط الزوج والسلطة والاغراءات التي كان يتباهى بها فرعون ، بل استصغرت تباهي فرعون حيث كان يقول : {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الاَْنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}(2[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) ، ولكن آسية جابهت كلّ هذا بإصرارها على قبول الحقّ والبرهان وكانت تقول : {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فهذا المثال للمرأة المتديّنة يدلّ على أنّ المرأة التي هي شريكة الرجل في الإنسانية يمكنها أن تصل إلى هذه المرتبة العالية من الطهارة الروحية والتديّن الفعلي ، فتقاوم أشدّ الضغوط عليها في البيت الزوجي ، وقد وردت الروايات الدالّة على مكافأة الله سبحانه لها بعدّة اُمور(3[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- راجع تفسير الميزان ، للعلاّمة الطباطبائي 19 : 346 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- الزخرف : 51 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']3- أراها بيتها في الجنة أثناء تعذيبها ، راجع مجمع البيان ، للعلاّمة الطبرسي 9 : 479 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تبوأت موقعاً بين نساء العالم ، فقد جاء في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']" . راجع الخصال ، للشيخ الصدوق 1 : 205 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأصبحت زوجة لرسول الله في الجنّة ، فقد روى الصدوق في من لا يحضره الفقيه : أنّه دخل رسول الله على خديجة وهى لما بها ، فقال لها : "بالرغم منّا ما نرى بك يا خديجة ، فإذا قدمت على ظرائرك فاقرئيهن السلام ،" فقالت : مَن هنّ يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله) "مريم بنت عمران وكلثم اُخت موسى ، وآسية امرأة فرعون" . فقالت بالرفاه يا رسول الله ، راجع من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق 1 : 136[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكما أنّ آسية بنت مزاحم قد تحدّت الضغط العائلي في عقيدتها ودينها ، فإنّ مريم بنت عمران قد تحدّت الضغط الاجتماعي الذي يجرف معه النساء ويحرفهن عن عقيدتهن وتديّنهن بالدين الحقّ ، إلاّ أنّ هذا الضغط الاجتماعي في مخالفة الشريعة لا يكون عذراً للمرأة ، فالدين يُطالب المرأة أن تقاوم كلّ المؤثّرات الاجتماعية السلبية وتحافظ على دينها مهما كلّفها ذلك من ثمن[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقد كانت البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها مريم لا تعتني بالقيم الدينية ، ولا تعتني بالرموز المتصدية لتجسيم تلك القيم كالأنبياء والأوصياء ، حيث كان قتل الأنبياء من أهون الأُمور لديهم ، فقد كانوا يقتلون في اليوم والليلة سبعين نبياً من أنبيائهم ، ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون وكأن لم يصدر منهم أيّ ذنب وجريمة ، وقد حدث ذلك أيضاً مع الأنبياء المعاصرين لمريم (عليها السلام) كزكريا ويحيى وعيسى(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد كانت تلك البيئة متهتّكة تنتشر فيها الفاحشة والأوبئة الأخلاقية ، حيث مدح الله مريم بأنّها أحصنت فرجها فقال [/FONT][FONT='Times New Roman','serif']{الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}(2) ، ومدح الله يحيى بانه {وَسَيِّداً وَحَصُوراً}(3) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومع ذلك فقد ضرب الله لنا مثالاً للمحافظة على العفّة والطهارة والتديّن ، فمن النساء مريم ، ومن الرجال يحيى ، وهذا يدلّ على أنّ الرؤية القرآنية للمرأة [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- راجع تفسير الميزان 14 : 28 ، 29 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- التحريم : 12 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']3- آل عمران : 39 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']المحافظة على الدين والعبادة حيث ضرب لها كفيلها زكريا من دون الناس حجاباً عندما أدركت وبلغت ، فكانت تعبد الله تعالى ولا يدخل عليها إلاّ زكريا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فمريم رغم البيئة غير المتديّنة {كَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} ، وقال عنها الله تعالى : {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الوظيفة العامة للاُنثى المساوية للذكر ، والوظيفة الخاصة لها حسب تكوينها الجسدي والنفسي وحسب مهامها الخاصة ، هو الأساس والصورة الواضحة للمرأة ودورها في المجتمع ، وعلى ضوئه تفهم النصوص الواردة في السنّة الشريفة ; لأنّ ما ورد في السنّة الشريفة يكون مكمِّلاً للرؤية القرآنية ، مبيّناً وشارحاً ومفصّلاً لها ، وعلى هذا فإذا ورد حديث (وإن كان معتبراً) إلاّ أنّه كان معارضاً ومصادماً لهذه الرؤية القرآنية ، فيجب عدم الأخذ به ; لأنّ الحديث الحجّة يجب أن لا يكون معارضاً ومصادماً للقرآن[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نظرة الإسلام للمرأة والتديّن [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذا كانت المرأة مساوية للرجل في الإنسانية ، فهي مدعوّة كالرجل إلى التديّن والالتزام بالشريعة ، فتطهر روحياً من كلّ الأرجاس التي تلحق بالإنسان نتيجة عدم التزامه بالدين والطهارة الروحيّة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالقرآن الكريم قد أعطى للمرأة كامل الاستقلال والحريّة في شؤونها والتزاماتها الدينية ، ولم يتحدّث عنها بصفتها تابعة لأحد (زوجاً أو غيره) في اُمور الدين والعبادة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقبل الزواج تكون المرأة في بيت أبيها وأُمّها ، وبعد الزواج تكون المرأة في بيت زوجها ، وهذان البيتان عبارة عن الجوّ العائلي الذي تنتمي إليه المرأة وتعيش فيه ، وقد يؤثّر وينعكس على دين المرأة ، لذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) : "تزوّجوا في الشكاك ولا تزوجوهم ; لأنّ المرأة تأخذ من أدب الرجل ويقهرها على دينه"(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إلاّ أنّ القرآن أراد من المرأة الإنسانة أن تكون مستقلّة عن كلّ أحد في عقائدها ، ولم يقبل منها أيّ نوع من أنواع التبعيّة للغير في أمر التديّن والطهارة الروحية والعقيدة ، وهذا ما نراه في قضية آسية بنت مزاحم زوجة فرعون حيث قال تعالى : {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(2[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- وسائل الشيعة 14 : باب 11 من أبواب ما يحرم بالكفر ونحوه ، الحديث 2 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- التحريم : 11 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فآسية بنت مزاحم كانت على دين زوجها فرعون ، ولكن عندما شاهدت البيّنات في معجزة نبي الله موسى (عليه السلام[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) أمام السحرة آمنت به ، ومع اطلاع فرعون على الأمر نهاها مراراً ، لكنّها أبت إلاّ التمسّك بالدين الإلهي وعارضت الملك والسلطة رغم التهديد بالقتل ، بل ووقوع القتل عليها كما تحدّثنا الروايات من أنّ فرعون وتّد لها أربعة أوتاد وأضجعها على ظهرها وجعل على صدرها رحى واستقبل بها عين الشمس(1) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فآسية بنت مزاحم قد حافظت على طهارتها الروحيّة ، وتحدّت ضغوط الزوج والسلطة والاغراءات التي كان يتباهى بها فرعون ، بل استصغرت تباهي فرعون حيث كان يقول : {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الاَْنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}(2[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) ، ولكن آسية جابهت كلّ هذا بإصرارها على قبول الحقّ والبرهان وكانت تقول : {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فهذا المثال للمرأة المتديّنة يدلّ على أنّ المرأة التي هي شريكة الرجل في الإنسانية يمكنها أن تصل إلى هذه المرتبة العالية من الطهارة الروحية والتديّن الفعلي ، فتقاوم أشدّ الضغوط عليها في البيت الزوجي ، وقد وردت الروايات الدالّة على مكافأة الله سبحانه لها بعدّة اُمور(3[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- راجع تفسير الميزان ، للعلاّمة الطباطبائي 19 : 346 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- الزخرف : 51 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']3- أراها بيتها في الجنة أثناء تعذيبها ، راجع مجمع البيان ، للعلاّمة الطبرسي 9 : 479 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']تبوأت موقعاً بين نساء العالم ، فقد جاء في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) "أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']" . راجع الخصال ، للشيخ الصدوق 1 : 205 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأصبحت زوجة لرسول الله في الجنّة ، فقد روى الصدوق في من لا يحضره الفقيه : أنّه دخل رسول الله على خديجة وهى لما بها ، فقال لها : "بالرغم منّا ما نرى بك يا خديجة ، فإذا قدمت على ظرائرك فاقرئيهن السلام ،" فقالت : مَن هنّ يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله) "مريم بنت عمران وكلثم اُخت موسى ، وآسية امرأة فرعون" . فقالت بالرفاه يا رسول الله ، راجع من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق 1 : 136[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكما أنّ آسية بنت مزاحم قد تحدّت الضغط العائلي في عقيدتها ودينها ، فإنّ مريم بنت عمران قد تحدّت الضغط الاجتماعي الذي يجرف معه النساء ويحرفهن عن عقيدتهن وتديّنهن بالدين الحقّ ، إلاّ أنّ هذا الضغط الاجتماعي في مخالفة الشريعة لا يكون عذراً للمرأة ، فالدين يُطالب المرأة أن تقاوم كلّ المؤثّرات الاجتماعية السلبية وتحافظ على دينها مهما كلّفها ذلك من ثمن[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فقد كانت البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها مريم لا تعتني بالقيم الدينية ، ولا تعتني بالرموز المتصدية لتجسيم تلك القيم كالأنبياء والأوصياء ، حيث كان قتل الأنبياء من أهون الأُمور لديهم ، فقد كانوا يقتلون في اليوم والليلة سبعين نبياً من أنبيائهم ، ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون وكأن لم يصدر منهم أيّ ذنب وجريمة ، وقد حدث ذلك أيضاً مع الأنبياء المعاصرين لمريم (عليها السلام) كزكريا ويحيى وعيسى(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد كانت تلك البيئة متهتّكة تنتشر فيها الفاحشة والأوبئة الأخلاقية ، حيث مدح الله مريم بأنّها أحصنت فرجها فقال [/FONT][FONT='Times New Roman','serif']{الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}(2) ، ومدح الله يحيى بانه {وَسَيِّداً وَحَصُوراً}(3) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومع ذلك فقد ضرب الله لنا مثالاً للمحافظة على العفّة والطهارة والتديّن ، فمن النساء مريم ، ومن الرجال يحيى ، وهذا يدلّ على أنّ الرؤية القرآنية للمرأة [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- راجع تفسير الميزان 14 : 28 ، 29 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- التحريم : 12 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']3- آل عمران : 39 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']المحافظة على الدين والعبادة حيث ضرب لها كفيلها زكريا من دون الناس حجاباً عندما أدركت وبلغت ، فكانت تعبد الله تعالى ولا يدخل عليها إلاّ زكريا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فمريم رغم البيئة غير المتديّنة {كَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} ، وقال عنها الله تعالى : {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- آل عمران : 43[/FONT]