إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المراة المسلمة جزء 9

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المراة المسلمة جزء 9

    [FONT='Times New Roman','serif']الرجال قوّامون على النساء[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']قال تعالى في سورة النساء : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً * وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وهذه القواميّة هي للأزواج على الزوجات(2) وليست مطلقة ; للقرائن الموجودة في الآية من الإنفاق وخوف النشوز ، والإطاعة وخوف الشقاق[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']فهل هذه القواميّة التي جعلها القرآن للزوج على زوجته تكون مخالفة لسلطنة الزوجة على مالها وأفعالها وكونها مستقلّة في تصرّفاتها؟ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']والجواب : إنّ معنى الآية يتوقّف على معرفة القواميّة التي جعلها الله للأزواج على زوجاتهم (كلّ زوج هو قيّم على زوجته[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وإذا راجعنا كلمات اللغويين في تفسير [/FONT][FONT='Times New Roman','serif']"قوّام" رأيناها جميعاً لا دلالة لها على إعمال القدرة والسيطرة ، وإعمال الأوامر والنواهي على الزوجة ، بل معناها المحافظة والاهتمام بالشخص وتدبير شؤونه . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- النساء : 34 ـ 35 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2- خلافاً لصاحب الميزان السيد الطباطبائي حيث قال : إنّها ليست قوامية الأزواج على الزوجات ، بل هي قوامية كلّ الرجال على كلّ النساء ، والقرينة عليه عموم التعليل (بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض) . راجع 4 : آية 34 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وإليك المعاني التي ذكرها اللغويون لمادة [/FONT][FONT='Times New Roman','serif']"قوّام" : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1 ـ ففي المصباح المنير : "قام بالأمر ، يقوم به ، قياماً ، فهو قوّام وقائم"(1) ، فهذه الجملة تشهد على أنّ قوّام بمعنى قائم ، أي صيغة مبالغة لمعنى قائم . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2 ـ وفي أقرب الموارد يقول : "قام الرجلُ المرأة وعليها ]أي : قام الرجل على المرأة[ مانَها ]أي : موّلها[ وقام بشأنها"(2) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']3 ـ وأيضاً جاء في أقرب الموارد : (القوّام ، كشدّاد : الحَسَنُ القيام بالأمر"(3) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']4 ـ وفي النهاية لابن الأثير نقل عن كتاب أبي موسى محمد بن أبي بكر الأصفهاني يقول : "القوم في الأصل : مصدر قام ، فوصف به ، ثمّ غلب على الرجال دون النساء . . . وسمّوا بذلك لأنّهم قوّامون على النساء بالاُمور التي ليس للنساء أن يقمن بها"(4) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وهذا معناه أنّ الرجال يقوّمون النساء بأشياء تعجز المرأة عن القيام بها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']5 ـ وجاء في لسان العرب : "قام الرجل على المرأة : مانَها . وإنّه لقوّام عليها مائنٌ لها"(5) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']6 ـ وأيضاً في لسان العرب "وفي التنزيل العزيز {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}وليس يراد ههنا ـ والله اعلم ـ القيام الذي هو المُثُول والتّنصُّب وضدّ القعود ، إنّما هو من قولهم قمتُ بأمرك ، فكأنّه ـ والله اعلم ـ الرجال متكفّلون باُمور النساء معنيّون بشؤونهن"(6) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- المصباح المنير : 268 "قوم" . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2- أقرب الموارد 2 : 1053 "قوم" . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']3- أقرب الموارد 2 : 1054 "قوم" . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']4- النهاية في غريب الحديث والأثر 4 : 109 "قوم" . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif'](5-6)- لسان العرب 12 : 503 "قوم" . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']7 ـ وقال أيضاً في لسان العرب : "وقد يجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ، ومنه قوله تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} وقوله تعالى : {إِلاّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً} أي ملازماً محافظاً"(1) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']فاتضح بهذا الذي تقدّم أنّ القوّامية لا تنافي سيطرة الزوجة على مالها وأفعالها ، بل معناها : إنّ الرجال يحافظون ويهتمون بنسائهم وتدبير شؤونهن[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']نعم ، هذه القوّامية حينما تنسب إلى المقام عليه إذا كان إنساناً عاقلاً ، فيؤمَر ويُنهى ، باعتبار أنّ المحافظة عليه وإدارة شؤونه تحتاح إلى شيء من الأمر والنهي ، فلا تدلّ الآية على أمر الزوج ونهيه لزوجته في كلّ شيء حتى تنافي سلطنتها على مالها وتصرّفاتها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']إذن سوف يكون معنى الآية : أنّ الرجل له فضل على زوجته ; لأنّه يقوم بأمرها ويحافظ عليها ويدير شؤونها ، ولأنّه ينفق عليها . وهذا المعنى مقبول عرفاً ، وهو الظاهر من الآية ، كما يصح لنا أن نقول : إنّ الزوجة إذا أنفقت على زوجها وكان طريح فراش المرض وقامت بأمره ودارت شؤونه ، فهي صاحبة فضل عليه بهذا المقدار ، فليست الآية ناظرة إلى التفضيل المطلق[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']إذن نفهم من الآية أمرين[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']الأول : أنّ نفوذ أوامر الزوج على الزوجة لا يشمل الأوامر التحكمية ; لوضوح أنّ الأوامر التحكمية لا تدبّر أمر المرأة ولا تصلحها ولا ترعاها ، فليس حال الآية الكريمة حال روايات الطاعة ، بل الأمر بالعكس ، فالزوج هو بخدمة زوجته يدبّر أمرها ويرعاها ويحافظ عليها ويموّلها ويفعل لها ما لا تستطيع المرأة فعله بنفسها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- لسان العرب 12 : 503 "قوم" . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وقد يستفاد هذا أيضاً ـ على تأمل ـ من تقييد الآية بقوله تعالى في سورة النساء : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وبقوله تعالى في سورة المائدة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للهِ}(2[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']فالقواميّة للزوج على زوجته لا يجوز أن تنطلق من التحكّم والهوى والمزاج ، بل يجب أن تكون قواميّة بما يرضي الله تعالى[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']الثاني : أنّ قوّامية الزوح على الزوجة وإن كانت مشتملة بنحو الموجبة الجزئية على نفوذ بعض أوامر الزوج على زوجته ، ولكن ليست هذه الأوامر النافذة عبارة عن كلّ أمر يراه الزوج في صالح هذه المرأة كإنسانة ، وإلاّ لكان المترقّب أن تكون الاُخت والبنت غير المتزوّجة أيضاً تحت ولاية الأخ والأب[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']فالزوجة مستقلّة في إنسانيتها لا قائم عليها في الإنسانية ، فهي ليست مملوكة للزوج بالضرورة الفقهية ، وليست نسبة الزوجة لزوجها كنسبة الولد الصغير بالنسبة لوالده الذي يحدّ من حريته كإنسان . ولذا نرى عندما يخاف الشقاق بين الزوجين ـ كما ذكرت الآية التي بعد آية القوامية ـ بصدور الاتهامات بينهما ، فالزوج يقول لها : أنتِ ناشز ، وهي تقول له : أنتَ ناشز ، قالت الآية : {فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا}(3) ، فإنّ التعبير بكلمة الحكم يعطي معنى الاستقلالية لكلٍّ من الزوجين ، فليست هي تابعة له في كلّ ما يراه صالحاً لها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']إذن تبيّن أنّ ملاك هذه القواميّة التي تكون في صالح المرأة قد ذكرته الآية ، وهو تفضيل الرجال على النساء ، إلاّ أنّ هذا التفضيل ليس في الإنسانية أو الخلق أو العلم أو التقوى ; لأنّ الإسلام جعل المفاضلة الحقيقية في التقوى أو العلم مع الإيمان ، وهما لا يختصان بالرجال[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- النساء : 135 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2- المائدة : 8 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']3- النساء : 35 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']إذن الأفضلية هي منصب تنفيذي في تنظيم اُمور الزوجة لأقوائية الرجل من المرأة فسيولوجياً ، وغلبة عقله على عاطفته التي تنفع في قيادة البيت إلى شاطئ السلامة والأمن ، وهذا هو القدر المتيقّن في أفضلية الزوج على زوجته[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']فهو الأولى في قيادة بيت الزوجية ، فلا إطلاق في الأفضلية(1[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وعلى هذا ستكون الأفضلية في الآية القرآنية ، نسبية وليست مطلقة ، كما يصح لنا أن نقول : إنّ المرأة أفضل من الرجل في تربية ورعاية وحضانة الأطفال ; لغلبة عاطفتها على عقلها التي يحتاجها الطفل ، فإنّ عاطفة المرأة وحنانها ممّا يحتاج إليه الطفل ليشعر بالسعادة والطمأنينة ، كما يصح لنا أن نقول : إنّ المرأة أفضل من الرجل في عاطفتها ورحمتها ورقّتها (جمال المرأة في هذه الاُمور[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وقد ذكرت الآية ملاكاً آخر للقوّامية ، وهو إنفاق الزوج على زوجته الذي شرّعه الشارع المقدّس[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']إذن ليس في الآية ما يدلّ على أنّ القوّامية عبارة عن الحدّ من سيطرة وسلطنة الزوجة على مالها وتصرّفاتها ، وليس فيها سلباً لحرّيتها واختيارها فيما يكون من شؤونها الخاصة والعامة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']ما هي حقوق المرأة التي أصبحت زوجة؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']إنّ المرأة التي أصبحت زوجة بعقد الزوجية لها حقوق كما عليها واجبات[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']أمّا الواجبات فقد تقدّم الكلام عنها في حقوق الزوج على زوجته ، وقد تقدّم أنّ حقّه عليها يتلخّص في أمرين[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']الأول : حقّ الاستمتاع[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']الثاني : حقّ المساكنة الذي يتضمّن قيادته للبيت الزوجي لجعله متماسكاً لا يشوبه التفكيك[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- المراد من الأفضلية هنا هو الأصلحيّة ، فلاحظ . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وكلا هذين الحقّين مقيّدان بكونهما معروفاً ، ولا يجوز الخروج بهما عن حدّ الاعتدال إلى التحكّم والشذوذ[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']أمّا حقوق الزوجة على الزوج الذي يعبّر عنها بواجبات الزوج اتجاه الزوجة ، أو حقّ الزوجة على الزوج ، فهو ما نريد بحثه هنا[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']نقول : عندما يوجد عقد الزوجية فهو يتضمّن حقوقاً على الزوج لزوجته وواجبات ، ويوجد فرق بين الحقّ والواجب الذين توجها إلى الزوج ، ويتلخّص الفرق بينهما في[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1 ـ الحقّ : هو سلطنة مجعولة من قبل الشارع المقدّس للإنسان ، وهو هنا المرأة الزوجة ، وهو مرتبة ضعيفة من الملكية ، ويمكن لصاحب الحقّ إسقاط حقّه بالتبرّع أو مقابل عوض(1) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2 ـ الحكم : هو جعل واعتبار من الشارع المقدّس ـ سواء كان رخصة أو إلزاماً أو وضعاً ـ على المكلّف ، فقد يكون الحكم تكليفاً بالرخصة بالمعنى العام ـ الإباحة أو الاستحباب أو الكراهة ـ وقد يكون الحكم إلزاميّاً ـ وجوباً أو حرمة ـ ، وقد يكون الحكم وضعيّاً ـ كالصحة والفساد ـ وهذا الحكم غير قابل للإسقاط . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']والآن نتعرّض إلى حقوق الزوجة ، فنقول[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] : إنّ الزوجة لها حقوق على زوجها تتلخص بما يلي : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1 ـ أنّ لها حقّ الاستمتاع بالزوج وحقّ المساكنة ـ كما كانا للزوج ـ ; لأنّ الله تعالى يقول في كتابه الكريم : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(2) فإنّ هذه الآية وإن وردت في الطلاق ، إلاّ أنّها تشمل ما قبله بالأولوية . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- نعم ، يوجد استثناء بعض الحقوق من ذلك حيث ثبت أنّها غير قابلة للإسقاط . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2- البقرة : 228 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وقال تعالى : {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}(1) ، فالزوج سكن للمرأة وهي سكن له ، والاستمتاع حقّ للطرفين ، والمساكنة حقّ لهما معاً ، وهذا يقتضي أن تكون الحقوق متقابلة ومتوازنة ، فلكلّ واحد منهما على الآخر من أداء حقّه إليه مثل الذي عليه له ، فالحقوق بينهما متبادلة وهما اكفاء ، فما من عمل تعمله المرأة للرجل إلاّ وللرجل عمل يقابله لها ، فهما متماثلان في الحقوق والأعمال ، كما هما متماثلان في الذات والإحساس والشعور والعقل[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وقد روي عن ابن عباس أنّه قال : "إنّي أُحبّ أن أتزيّن للمرأة كما أُحبّ أن تتزيّن لي ; لأنّ الله تعالى يقول[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}"(2) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']نعم ، إنّ الله تعالى قال[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] : {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} عقيب قوله : {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ، فما هي تلك الدرجة التي للرجال على النساء في خصوص الزوجية؟ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']والجواب : إنّ ابن عباس طبّق(3) الدرجة التي ذكرها الله تعالى في هذا الموضع على الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها ، وإغضاؤه عنه ، فقد قال : "ما أحبّ أن أستنطف ـ أي آخذ ـ جميع حقّي عليها" ; لأنّ الله تعالى قال : {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . . .} . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']فكأنّ المرأة تواجه صعوبات كثيرة للقيام بمسؤوليات الزوج والبيت ، فلاينبغي أن يتعامل معها وكأنّها شريك في تجارة ، فيحاسبها على كلّ شيء قد وقع منها يعدّ تعدّياً على حقوقه ، بل يقابل ما وقع منها من تقصير في حقوقه بالصفح والغفران[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- البقرة : 187 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2- الكشّاف 1 : 207 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']3- راجع التبيان للطوسي 2 : 241 وراجع الجامع لأحكام القرآن للطبري 2 : 453 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']ولهذا فقد روي أنّ امرأة جاءت إلى النبي [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](صلى الله عليه وآله) فسألته عن حقّ الزوجة على الزوج؟ فقال : " . . . وإذا أذنبت غفر لها . . ."(1) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وقال الإمام الصادق (عليه السلام[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']) : "كانت امرأة عند أبي (عليه السلام) تؤذيه فيغفر لها"(2) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وقد ورد في وصية الإمام أمير المؤمنين [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](عليه السلام) لولده محمّد بن الحنفية إذ قال له : "ولا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها ، فإنّ ذلك أنعم لها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها ، فإنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارِها على كلّ حال ، وأحسن الصحبة لها ليصفوا عيشك"(3) . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وبهذا يفهم أنّ الأوفق والأصلح لها عدم تحمّل مسؤوليات النفقة وقيمومة البيت[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وعلى كلّ حال ، فإنّ الدرجة في الآية الكريمة إمّا أن تكون بمعنى الصفح والغفران فيما لو تعدّت على بعض حقوق الزوج ، أو تكون بمعنى القيام بأمرها والمحافظة عليها ومساعدتها في الاُمور التي لا تقدر عليها ، كما لو كان هو المتبادر من الدرجة التي للرجال على النساء ، وهذا أمر طبيعي ، فإنّ كلّ من يغفر للآخر تعدّيه عليه أو يقوم بمساعدة الآخرين فهو له فضل درجة علية[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']ولهذا نقول : بما أنّ الآية واردة في مقام التماثل بين الزوجين في الحقوق ـ لا في حقوق الرجال على النساء مطلقاً ـ فلايناسب أن يكون معنى الدرجة هو مسؤوليته الجهاد أو حقوق الميراث كما روي ذلك أيضاً ; لأنّ هذا إن كان فضلاً عليها فليس هو مختصّ بالتماثل في حقوق الزوجية التي كانت الآية بصددها[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']____________ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']1- وسائل الشيعة 14 : باب 84 من مقدّمات النكاح ، حديث 3 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']2- وسائل الشيعة 14 : باب 88 من مقدّمات النكاح ، حديث 1 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']3- المصدر السابق : باب 87 من مقدمات النكاح ، حديث 3 . [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
    [FONT='Times New Roman','serif']وعلى هذا فنرى أنّ الظاهر هو ندب الشارع الرجال إلى الأخذ على النساء بالفضل ، وما ذاك إلاّ العفو عنها ، كما أنّها إذا عفت الزوجة عن الرجل عند تقصيره في إعطاء حقوقها فيكون لها عليه فضل ، ولكن الشارع أراد الفضل للزوج عليها فندب إليه ، كما يظهر من تطبيق ابن عباس للفضل عليها ، أو أنّ الشارع أخبر عن فضل الرجال على زوجاتهم لقيامهم بتدبير اُمورهن ورعايتهن وحفظهن ، فإنّ هذا عبارة عن فضل للزوج على زوجته بالقيام بأمرها ولو كان هذا الفضل بسبب إيجاب الشارع النفقة والمسكن والقيمومة على الزوج[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT]
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X