الأمة في خطر
حي على الجهاد
--------------------------------------------------------------------------------
قبل أن تقرأ .. لحظة من فضلك!
تتفطر قلوبنا لما يحدث في العراق، و في فلسطين، و في كل بلد إسلامي يحط فيه طائر الشؤم الأمريكي. و نطالب من ثم حكوماتنا بفتح أبواب الجهاد، و تسهيل تطوع الشعب لتحرير الأراضي و المقدسات! و كلها أمور نعلم تماما أنها لن تحدث من قبل حكوماتنا لسبب أو لآخر!
و لكن عندما نأتي إلى أمور أبسط بكثير مما نطالب به حكوماتنا، و نكون نحن مسئولون تماما عن تحقيقه، نتوقف و نضع أمامنا ألف عقبة و عذر .. لا لشيئ سوى أننا امتلأنا كسلا و تعودنا على طرح مشاكلنا تجاه الآخرين و لومهم للتقصير في قيامهم بالواجب الشرعي.
خذ هذه الرسالة مثلا، فلقد تم إرسالها إلى ما يقارب 180 مجموعة بريدية من مجموعات الياهو، و التي يبلغ تعداد سكانها حوالي ثلاثة أرباع المليون عنوان ! و لمحبي الأرقام المكتوبة أقول == 750.000 عنوانا.
و لو قام فقط عشر أصحاب هذه العناوين بما تمليه هذه الرسالة من نصح و إرشاد من جهاد إلكتروني .. لخرج منها خيرا كثيرا.
و لكن .. و هذه لكن كبيرة بعض الشيئ.. هل نحن فاعلون؟!
أتمنى ذلك .. و هذا العشم فيكم.
خالد الخياط
الحد - مملكة البحرين
"خلي (الجهاز) صاحي"
وسام فؤاد-
* محرر صفحتَي "الإسلام وقضايا العصر"، و"الحوارات الحية" بموقع إسلام أون لاين.
10/04/2003
مَن لا يستطيع الجهاد عليه بالتماس كل السبل الممكنة المتاحة أمامه، التماسًا للمعذرة إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا كانت المعاهدات الدولية تحول بين الدول الإسلامية والعربية وإتاحة الفرصة لشعوبها لمباشرة فريضة الجهاد ردًّا للعدوان الذي تتعرض له بعض أقطار الأمة؛ فإن ثمة فرصا عديدة لبذل الجهاد، واستنفاد الوسع المتاح للحصول على عذر الله.
فالجهاد كفريضة لا يسقط عن الأمة، وتأثم جميعها لو لم يقم البعض بمباشرته ردًّا للعدوان على فلسطين والعراق، وسائر الأراضي العربية المحتلة التي ترفض حكوماتها فتح باب التفاوض حولها، ناهيك عن فتح باب الجهاد لتحريرها، ولعل منها سبتة ومليلة في المغرب، والجولان في سوريا، ومزارع شبعا في لبنان.
هذا باعتبار الجهاد مجرد فرض كفاية، أما لو اتبعنا الآراء التي ترى في الجهاد فرض عين؛ فإن الأمة جميعها تأثم إن لم تباشر هذه الفريضة، ولا ينجو من الإثم إلا صنفان:
الأول: من باشر هذا الجهاد.
الثاني: من باشر الجهاد المدني، ومن بينه الجهاد الإلكتروني.
الإنترنت والدعوة والجهاد
إذا اعتبرنا الجهاد فرض عين، فإن هذا يثير تساؤلاً حول الشعوب التي لا تسمح لها حكوماتها بمباشرة هذه الفريضة.. فهل هذه الشعوب تأثم أم لا؟
وقد أتاح الشرع لهذه الشعوب فرصة للمعذرة؛ حيث يقول تعالى في قصة السبت اليهودية المشهورة: "مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"، ولعل هذه القصة قد سبقها قول إحدى الفئات المتمسكة بحكم الله: "لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا"، وهذا ما يثبت الحُكم من خلال اقتضاء نص هذه الآية؛ فإن للقصص القرآني دلالة تشريعية بالغة الأهمية هنا، وفي غير ذلك من المواضع.
ومن هذه الآية نلمس أن المعذرة لا بد أن يسبقها استنفاد الجهد المستطاع، سواء أكان هذا الجهد وعظًا، أو أمرًا بالمعروف، أو نهيًا عن المنكر.
غير أن مستجدات الوضع الحالي، وبخاصة الثورة الاتصالية، وبخاصة ثورة الإنترنت، تتيح لمن لا يستطيع مباشرة الجهاد بصورة مباشرة فرصة بذل الجهد، واستنفاد الوسع؛ لمساندة الدول العربية والإسلامية التي تتعرض لأي عدوان أو غزو.
وهذه الفرصة تقوم على اعتبارين:
الاعتبار الأول:
إن ثورة الاتصال -والإنترنت بصفة خاصة- قد أدت إلى تآكل مفهوم سيادة الدول القومية على حدودها؛ وهو ما يعني أن سيطرة الدولة على حدودها في عهد الثورة الاتصالية لم تعد متاحة بصورة مطلقة، بل صارت -إلى حد ما- تستطيع السيطرة فقط على حدودها السياسية، أما حدودها الباقية، ومنها الحدود المتخيَّلة التي تحكم حركة مواقع الإنترنت.. فلم تعد للدولة عليها سيطرة مطلقة، ويحاول البعض أن يشكك حتى في أنها تستطيع السيطرة عليها جزئيًّا، وهذا ما سوف نراه في موضع لاحق.
الاعتبار الثاني:
إنَّ تلاحُق الأحداث كشف عن حدوث شروخ عميقة في جسد الجماعات الإنسانية التي تشايع الدول المعتدية؛ بحيث عبرت هذا الشروخ عن وجود جماعات تستهدف إعلاء كلمات الحقوق، ورد حالات العدوان. فبالنسبة للأزمة العراقية وجدنا كنائس ومنظمات أهلية وجامعات وتجمعات فكرية من المثقفين من كل أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.
وإذا كانت بعض الشعوب العربية لا تجد الفرصة متاحة للتأثيرات على حكوماتها، فإن من العجز عدم استثمار قدرة هذه المعارضة الشعبية الغربية الهائلة والفعالة نسبيًّا.
وتتيح الإنترنت فرصة كبيرة للتواصل مع هذه المجموعات وحفزها وإشعارها بوجود مساندة عربية لها تكبلها الضغوط الأمريكية على حكوماتها؛ وهو ما يسهم في تحقيق مزيد تعبئة لها، ومزيد فاعلية لحركاتها.
درس عملي في التعبئة الإنترنتية
إذا كنا قد أثبتنا جدوى التعبئة الإنترنتية فقد آن الأوان لنعرف كيفية استثمار إمكانيات الإنترنت في تحقيق هذه التعبئة، أو في تحقيق نشر فكرة الحق والعدل بصفة عامة. ومن هذه الوسائل:
أ- البروكسيات.
ب- المجموعات البريدية.
ج- المواقع المجانية.
د- بريد الزوار.
هـ - المنتديات وساحات الحوار.
و- مواقع الالتماسات والتصويتات الخاصة.
ولنبدأ بأكثر هذه المكونات أهمية:
المجموعة الأولى: مجموعة التأثير السياسي
أولاً: مواقع الالتماسات والتصويت:
هذه المواقع تمثل رابط اتصال بين الجماعات المؤيدة أو المناهضة لرأي معين وصانع القرار المرتبط بهذه القضايا في كل أنحاء العالم. ولعل أبرز هذه المواقع: www.vote.com (أي: تصويت أون لاين)، وهذا الموقع متخصص في صياغة التصويتات التي تعمل على توجيه صانع القرار الأمريكي. وهو موقع يرصد التطورات التي يشهدها المجتمع الأمريكي والقضايا التي يعايشها وتعمل على صياغة تصويت ثنائي تتم الإجابة عليه بـ"نعم" أو "لا"، ويتم تذييل التصويت بالجهة التي يصلها هذا التصويت بعد إنهائه، سواء أكان مكتب الرئيس الأمريكي، أو الوزراء، أو مديري الأجهزة الحكومية.
وهناك موقع: www.petitiononline.com (أي: التماس أون لاين) وهو موقع أكثر عمومية، يمكن لأي من زواره أن ينتج بنفسه التماسًا، ويحدد الزائر الجهة التي يريد أن يوجه لها التماسه.
ويختلف التصويت عن الالتماس في أن التصويت يتم تحديده من قِبَل الموقع، أما الالتماس فمفتوح، ولا يتم التصويت عليه، بل هو أقرب لجمع توقيعات.
ثانيا: بريد الزوار:
وهو ما يُسمَّى Guest Book ، وكل المواقع بصفة عامة تتضمن دفتر زوار، وبخاصة المواقع الحكومية في الدول الديمقراطية؛ حيث يمكن للزوار المهتمين بقضايا معينة أن ينظموا حملات لزيارة هذه الدفاتر والسجلات، بحيث يشكل الزوار ما يشبه الرأي العام داخل دفتر الزوار هذا. ومن هذا القبيل على سبيل المثال سجل زوار البيت الأبيض:
http://www.whitehouse.gov/contact،
أو وزارة العدل الأمريكية:
http://www.usdoj.gov/contact-us.html.
المجموعة الثانية: مجموعة تجييش الرأي العام
أولاً: المجموعات البريدية:
تنتشر هذه المجموعات في كل المواقع الكبرى، وبخاصة المواقع الأجنبية، وهي نادرة جدًّا في المواقع العربية. ومن هذه المواقع الأجنبية البارزة:
أ- مجموعات موقع "ياهو"، وتعرف بأنها: Groups ، وعنوانها هو: http://groups.yahoo.com
ب- مجموعات موقع MSN C، وعنوانها هو:
http://groups.msn.com
وهناك موقع عربي، هو الرائد عربيًّا في إنتاج القوائم البريدية، وهو موقع حضرموت، وتُعرَف مجموعاته البريدية باسم: القوائم البريدية، وعنوانها هو:
http://www.hdrmut.net/mailinglist.
وهناك موقع جيران، وهو يتولى تقديم هذه الخدمة أيضا، وعنوانه: http://www.jeeran.com/asp-bin/hp/
addons/newsletter/default.asp?
ثانيًا: المنتديات وساحات الحوار:
وهي من أهم الوسائل التي تستخدم في التجييش والتعبئة، ومن هذه المواقع على سبيل المثال:
أ- ساحات الحوار بإسلام أون لاين: http://www.islamonline.net/Discussion/
arabic/bbs.asp
ب- منتدى العراق الحر: http://www.sherifi.com/forum/index.php
ج- منتديات الكثيري: http://www.topforums.net
وتتضمن هذه المنتديات دومًا ساحات عامة لكل القضايا، بالإضافة إلى ساحات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية متنوعة.
ويختلف كل موقع عن غيره في معايير التصنيف، إلا أن هناك تشابهًا عامًّا في هذه المنتديات.
ولا يتطلب الاشتراك في هذه المنتديات إعطاء بيانات تفصيلية عن المشترك، وكذلك مجموعات القوائم البريدية المختلفة.
المجموعة الثالثة: مجموعة الهروب من الحظر
تتعلق هذه المجموعة بالإمكانات التي تتيح لمن يرغب في ممارسة الجهاد الإلكتروني الهروب من الحظر الذي قد تفرضه الدول على مواقع بعينها، أو على مجموعة من المواقع.
وهذه المجموعة هي التي جعلتنا نشير إلى أن قدرة الدولة على الرقابة على الإنترنت تتراجع. وتتضمن هذه المجموعة عنصرين، هما:
أ- البروكسيات:
وهي عبارة عن مسار إنترنتي بديل، يتيح لمن يضعه في إعدادات متصفح جهازه الالتفاف حول الحظر الذي تفرضه بعض الدول، وبخاصة الدول السلطوية الرافضة أو المقيدة للحريات.
فهناك مجموعات بريدية تأخذ على عاتقها تزويد زوارها وأعضائها بمجموعة كبيرة من البروكسيات بصورة دورية، أسبوعية أو نصف أسبوعية، يقوم الزائر بتجريبها حتى يجد من بينها المسار الذي لا تستطيع الدولة التي يفتح جهازه من خلالها أن تسيطر عليه.
ومن المجموعات البريدية التي توفر هذه البروكسيات:
مجموعة عرب تايمز
مجموعة النضال ضد الإرهاب الأمريكي الصهيوني
ب- المواقع المجانية:
وهي مجموعة من المواقع التي تتيح لزوارها إمكانية وضع مواقعهم على ما تتيحه لهم من مواقع مجانية، ومن هذه المواقع على سبيل المثال:
أجنبي: موقع http://geocities.yahoo.com/ التابع لياهو، وموقع: http://www.freeservers.com، وهو موقع يتيح لزواره فرصة تكوين المواقع المجانية، في حين يعتمد في تمويله على أنشطة الاستضافة Hosting ، وتأجير النطاقات.
عربي: موقع جيران: http://www.jeeran.com/whysignup.asp?lang==a
وتقوم هذه المواقع المجانية التي تقدم نفسها على هذه المواقع على أساس أن أحد أعمدة تكنولوجيا حظر الإنترنت تقوم على حظر النطاقات التي تحمل اسمًا معينًا، وهنا تقوم هذه المواقع المجانية بتوفير اسم نطاق غير محظور، وهكذا يمكن لأي موقع محظور أن ينتشر عبر هذه المواقع المجانية التي تتولى تضليل أجهزة الحظر.
ويمكن لمرتادي الإنترنت إنشاء مواقع مجانية لهم بمنتهى السهولة، عبر اتباع الإرشادات الواردة في كل موقع حسب خصوصية تقنيته.
مستلزمات أساسية
من المهم جدًّا لكل راغب في ممارسة مثل هذه الأنشطة الإنترنتية أن يكون لديه مستلزمان أساسيان: أحدهما ذاتي والآخر موضوعي:
أما الذاتي فهو ضرورة وجود حد أدنى من الإلمام باللغة الإنجليزية؛ إذ إن أغلب المواقع التي تَحدَّثنا عنها تكون باللغة الإنجليزية، غير أن بعض المجموعات البريدية النشطة تقوم بترجمة موادها باللغتين العربية والإنجليزية.
وأما المكون الموضوعي، فيتمثل في ضرورة توافر دليل مواقع جيد، وننصح هنا باستخدام الدليل التالي:
http://www.islamonline.net/Arabic/IslamDir/index.shtml
وأخيرًا نتمنى للقارئ حظًّا سعيدًا في تجريب الوسائل الموضحة عاليه، مع مراعاة أن كل خطأ في هذه الممارسة يعني مزيدًا من الخبرة؛ فلا خبرة بدون تجربة وتكرار محاولات، ومن الخطأ يتولد النجاح، والمهم.. الإصرار.
http://www.islamonline.net/arabic/da...rticle05.shtml
حي على الجهاد
--------------------------------------------------------------------------------
قبل أن تقرأ .. لحظة من فضلك!
تتفطر قلوبنا لما يحدث في العراق، و في فلسطين، و في كل بلد إسلامي يحط فيه طائر الشؤم الأمريكي. و نطالب من ثم حكوماتنا بفتح أبواب الجهاد، و تسهيل تطوع الشعب لتحرير الأراضي و المقدسات! و كلها أمور نعلم تماما أنها لن تحدث من قبل حكوماتنا لسبب أو لآخر!
و لكن عندما نأتي إلى أمور أبسط بكثير مما نطالب به حكوماتنا، و نكون نحن مسئولون تماما عن تحقيقه، نتوقف و نضع أمامنا ألف عقبة و عذر .. لا لشيئ سوى أننا امتلأنا كسلا و تعودنا على طرح مشاكلنا تجاه الآخرين و لومهم للتقصير في قيامهم بالواجب الشرعي.
خذ هذه الرسالة مثلا، فلقد تم إرسالها إلى ما يقارب 180 مجموعة بريدية من مجموعات الياهو، و التي يبلغ تعداد سكانها حوالي ثلاثة أرباع المليون عنوان ! و لمحبي الأرقام المكتوبة أقول == 750.000 عنوانا.
و لو قام فقط عشر أصحاب هذه العناوين بما تمليه هذه الرسالة من نصح و إرشاد من جهاد إلكتروني .. لخرج منها خيرا كثيرا.
و لكن .. و هذه لكن كبيرة بعض الشيئ.. هل نحن فاعلون؟!
أتمنى ذلك .. و هذا العشم فيكم.
خالد الخياط
الحد - مملكة البحرين
"خلي (الجهاز) صاحي"
وسام فؤاد-
* محرر صفحتَي "الإسلام وقضايا العصر"، و"الحوارات الحية" بموقع إسلام أون لاين.
10/04/2003
مَن لا يستطيع الجهاد عليه بالتماس كل السبل الممكنة المتاحة أمامه، التماسًا للمعذرة إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا كانت المعاهدات الدولية تحول بين الدول الإسلامية والعربية وإتاحة الفرصة لشعوبها لمباشرة فريضة الجهاد ردًّا للعدوان الذي تتعرض له بعض أقطار الأمة؛ فإن ثمة فرصا عديدة لبذل الجهاد، واستنفاد الوسع المتاح للحصول على عذر الله.
فالجهاد كفريضة لا يسقط عن الأمة، وتأثم جميعها لو لم يقم البعض بمباشرته ردًّا للعدوان على فلسطين والعراق، وسائر الأراضي العربية المحتلة التي ترفض حكوماتها فتح باب التفاوض حولها، ناهيك عن فتح باب الجهاد لتحريرها، ولعل منها سبتة ومليلة في المغرب، والجولان في سوريا، ومزارع شبعا في لبنان.
هذا باعتبار الجهاد مجرد فرض كفاية، أما لو اتبعنا الآراء التي ترى في الجهاد فرض عين؛ فإن الأمة جميعها تأثم إن لم تباشر هذه الفريضة، ولا ينجو من الإثم إلا صنفان:
الأول: من باشر هذا الجهاد.
الثاني: من باشر الجهاد المدني، ومن بينه الجهاد الإلكتروني.
الإنترنت والدعوة والجهاد
إذا اعتبرنا الجهاد فرض عين، فإن هذا يثير تساؤلاً حول الشعوب التي لا تسمح لها حكوماتها بمباشرة هذه الفريضة.. فهل هذه الشعوب تأثم أم لا؟
وقد أتاح الشرع لهذه الشعوب فرصة للمعذرة؛ حيث يقول تعالى في قصة السبت اليهودية المشهورة: "مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"، ولعل هذه القصة قد سبقها قول إحدى الفئات المتمسكة بحكم الله: "لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا"، وهذا ما يثبت الحُكم من خلال اقتضاء نص هذه الآية؛ فإن للقصص القرآني دلالة تشريعية بالغة الأهمية هنا، وفي غير ذلك من المواضع.
ومن هذه الآية نلمس أن المعذرة لا بد أن يسبقها استنفاد الجهد المستطاع، سواء أكان هذا الجهد وعظًا، أو أمرًا بالمعروف، أو نهيًا عن المنكر.
غير أن مستجدات الوضع الحالي، وبخاصة الثورة الاتصالية، وبخاصة ثورة الإنترنت، تتيح لمن لا يستطيع مباشرة الجهاد بصورة مباشرة فرصة بذل الجهد، واستنفاد الوسع؛ لمساندة الدول العربية والإسلامية التي تتعرض لأي عدوان أو غزو.
وهذه الفرصة تقوم على اعتبارين:
الاعتبار الأول:
إن ثورة الاتصال -والإنترنت بصفة خاصة- قد أدت إلى تآكل مفهوم سيادة الدول القومية على حدودها؛ وهو ما يعني أن سيطرة الدولة على حدودها في عهد الثورة الاتصالية لم تعد متاحة بصورة مطلقة، بل صارت -إلى حد ما- تستطيع السيطرة فقط على حدودها السياسية، أما حدودها الباقية، ومنها الحدود المتخيَّلة التي تحكم حركة مواقع الإنترنت.. فلم تعد للدولة عليها سيطرة مطلقة، ويحاول البعض أن يشكك حتى في أنها تستطيع السيطرة عليها جزئيًّا، وهذا ما سوف نراه في موضع لاحق.
الاعتبار الثاني:
إنَّ تلاحُق الأحداث كشف عن حدوث شروخ عميقة في جسد الجماعات الإنسانية التي تشايع الدول المعتدية؛ بحيث عبرت هذا الشروخ عن وجود جماعات تستهدف إعلاء كلمات الحقوق، ورد حالات العدوان. فبالنسبة للأزمة العراقية وجدنا كنائس ومنظمات أهلية وجامعات وتجمعات فكرية من المثقفين من كل أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.
وإذا كانت بعض الشعوب العربية لا تجد الفرصة متاحة للتأثيرات على حكوماتها، فإن من العجز عدم استثمار قدرة هذه المعارضة الشعبية الغربية الهائلة والفعالة نسبيًّا.
وتتيح الإنترنت فرصة كبيرة للتواصل مع هذه المجموعات وحفزها وإشعارها بوجود مساندة عربية لها تكبلها الضغوط الأمريكية على حكوماتها؛ وهو ما يسهم في تحقيق مزيد تعبئة لها، ومزيد فاعلية لحركاتها.
درس عملي في التعبئة الإنترنتية
إذا كنا قد أثبتنا جدوى التعبئة الإنترنتية فقد آن الأوان لنعرف كيفية استثمار إمكانيات الإنترنت في تحقيق هذه التعبئة، أو في تحقيق نشر فكرة الحق والعدل بصفة عامة. ومن هذه الوسائل:
أ- البروكسيات.
ب- المجموعات البريدية.
ج- المواقع المجانية.
د- بريد الزوار.
هـ - المنتديات وساحات الحوار.
و- مواقع الالتماسات والتصويتات الخاصة.
ولنبدأ بأكثر هذه المكونات أهمية:
المجموعة الأولى: مجموعة التأثير السياسي
أولاً: مواقع الالتماسات والتصويت:
هذه المواقع تمثل رابط اتصال بين الجماعات المؤيدة أو المناهضة لرأي معين وصانع القرار المرتبط بهذه القضايا في كل أنحاء العالم. ولعل أبرز هذه المواقع: www.vote.com (أي: تصويت أون لاين)، وهذا الموقع متخصص في صياغة التصويتات التي تعمل على توجيه صانع القرار الأمريكي. وهو موقع يرصد التطورات التي يشهدها المجتمع الأمريكي والقضايا التي يعايشها وتعمل على صياغة تصويت ثنائي تتم الإجابة عليه بـ"نعم" أو "لا"، ويتم تذييل التصويت بالجهة التي يصلها هذا التصويت بعد إنهائه، سواء أكان مكتب الرئيس الأمريكي، أو الوزراء، أو مديري الأجهزة الحكومية.
وهناك موقع: www.petitiononline.com (أي: التماس أون لاين) وهو موقع أكثر عمومية، يمكن لأي من زواره أن ينتج بنفسه التماسًا، ويحدد الزائر الجهة التي يريد أن يوجه لها التماسه.
ويختلف التصويت عن الالتماس في أن التصويت يتم تحديده من قِبَل الموقع، أما الالتماس فمفتوح، ولا يتم التصويت عليه، بل هو أقرب لجمع توقيعات.
ثانيا: بريد الزوار:
وهو ما يُسمَّى Guest Book ، وكل المواقع بصفة عامة تتضمن دفتر زوار، وبخاصة المواقع الحكومية في الدول الديمقراطية؛ حيث يمكن للزوار المهتمين بقضايا معينة أن ينظموا حملات لزيارة هذه الدفاتر والسجلات، بحيث يشكل الزوار ما يشبه الرأي العام داخل دفتر الزوار هذا. ومن هذا القبيل على سبيل المثال سجل زوار البيت الأبيض:
http://www.whitehouse.gov/contact،
أو وزارة العدل الأمريكية:
http://www.usdoj.gov/contact-us.html.
المجموعة الثانية: مجموعة تجييش الرأي العام
أولاً: المجموعات البريدية:
تنتشر هذه المجموعات في كل المواقع الكبرى، وبخاصة المواقع الأجنبية، وهي نادرة جدًّا في المواقع العربية. ومن هذه المواقع الأجنبية البارزة:
أ- مجموعات موقع "ياهو"، وتعرف بأنها: Groups ، وعنوانها هو: http://groups.yahoo.com
ب- مجموعات موقع MSN C، وعنوانها هو:
http://groups.msn.com
وهناك موقع عربي، هو الرائد عربيًّا في إنتاج القوائم البريدية، وهو موقع حضرموت، وتُعرَف مجموعاته البريدية باسم: القوائم البريدية، وعنوانها هو:
http://www.hdrmut.net/mailinglist.
وهناك موقع جيران، وهو يتولى تقديم هذه الخدمة أيضا، وعنوانه: http://www.jeeran.com/asp-bin/hp/
addons/newsletter/default.asp?
ثانيًا: المنتديات وساحات الحوار:
وهي من أهم الوسائل التي تستخدم في التجييش والتعبئة، ومن هذه المواقع على سبيل المثال:
أ- ساحات الحوار بإسلام أون لاين: http://www.islamonline.net/Discussion/
arabic/bbs.asp
ب- منتدى العراق الحر: http://www.sherifi.com/forum/index.php
ج- منتديات الكثيري: http://www.topforums.net
وتتضمن هذه المنتديات دومًا ساحات عامة لكل القضايا، بالإضافة إلى ساحات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية متنوعة.
ويختلف كل موقع عن غيره في معايير التصنيف، إلا أن هناك تشابهًا عامًّا في هذه المنتديات.
ولا يتطلب الاشتراك في هذه المنتديات إعطاء بيانات تفصيلية عن المشترك، وكذلك مجموعات القوائم البريدية المختلفة.
المجموعة الثالثة: مجموعة الهروب من الحظر
تتعلق هذه المجموعة بالإمكانات التي تتيح لمن يرغب في ممارسة الجهاد الإلكتروني الهروب من الحظر الذي قد تفرضه الدول على مواقع بعينها، أو على مجموعة من المواقع.
وهذه المجموعة هي التي جعلتنا نشير إلى أن قدرة الدولة على الرقابة على الإنترنت تتراجع. وتتضمن هذه المجموعة عنصرين، هما:
أ- البروكسيات:
وهي عبارة عن مسار إنترنتي بديل، يتيح لمن يضعه في إعدادات متصفح جهازه الالتفاف حول الحظر الذي تفرضه بعض الدول، وبخاصة الدول السلطوية الرافضة أو المقيدة للحريات.
فهناك مجموعات بريدية تأخذ على عاتقها تزويد زوارها وأعضائها بمجموعة كبيرة من البروكسيات بصورة دورية، أسبوعية أو نصف أسبوعية، يقوم الزائر بتجريبها حتى يجد من بينها المسار الذي لا تستطيع الدولة التي يفتح جهازه من خلالها أن تسيطر عليه.
ومن المجموعات البريدية التي توفر هذه البروكسيات:
مجموعة عرب تايمز
مجموعة النضال ضد الإرهاب الأمريكي الصهيوني
ب- المواقع المجانية:
وهي مجموعة من المواقع التي تتيح لزوارها إمكانية وضع مواقعهم على ما تتيحه لهم من مواقع مجانية، ومن هذه المواقع على سبيل المثال:
أجنبي: موقع http://geocities.yahoo.com/ التابع لياهو، وموقع: http://www.freeservers.com، وهو موقع يتيح لزواره فرصة تكوين المواقع المجانية، في حين يعتمد في تمويله على أنشطة الاستضافة Hosting ، وتأجير النطاقات.
عربي: موقع جيران: http://www.jeeran.com/whysignup.asp?lang==a
وتقوم هذه المواقع المجانية التي تقدم نفسها على هذه المواقع على أساس أن أحد أعمدة تكنولوجيا حظر الإنترنت تقوم على حظر النطاقات التي تحمل اسمًا معينًا، وهنا تقوم هذه المواقع المجانية بتوفير اسم نطاق غير محظور، وهكذا يمكن لأي موقع محظور أن ينتشر عبر هذه المواقع المجانية التي تتولى تضليل أجهزة الحظر.
ويمكن لمرتادي الإنترنت إنشاء مواقع مجانية لهم بمنتهى السهولة، عبر اتباع الإرشادات الواردة في كل موقع حسب خصوصية تقنيته.
مستلزمات أساسية
من المهم جدًّا لكل راغب في ممارسة مثل هذه الأنشطة الإنترنتية أن يكون لديه مستلزمان أساسيان: أحدهما ذاتي والآخر موضوعي:
أما الذاتي فهو ضرورة وجود حد أدنى من الإلمام باللغة الإنجليزية؛ إذ إن أغلب المواقع التي تَحدَّثنا عنها تكون باللغة الإنجليزية، غير أن بعض المجموعات البريدية النشطة تقوم بترجمة موادها باللغتين العربية والإنجليزية.
وأما المكون الموضوعي، فيتمثل في ضرورة توافر دليل مواقع جيد، وننصح هنا باستخدام الدليل التالي:
http://www.islamonline.net/Arabic/IslamDir/index.shtml
وأخيرًا نتمنى للقارئ حظًّا سعيدًا في تجريب الوسائل الموضحة عاليه، مع مراعاة أن كل خطأ في هذه الممارسة يعني مزيدًا من الخبرة؛ فلا خبرة بدون تجربة وتكرار محاولات، ومن الخطأ يتولد النجاح، والمهم.. الإصرار.
http://www.islamonline.net/arabic/da...rticle05.shtml