إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ضحايا التحرش.. شواذ المستقبل بالسعودية!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضحايا التحرش.. شواذ المستقبل بالسعودية!


    الشذوذ الجنسي هو سرطان العصر الجديد، اخترق مجتمعاتنا العربية المحافظة وأصبح وجوده أمرا واقعا يستلزم تضافر الجهود من أجل مواجهته واقتلاعه من جذوره، وألا ندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعام ونلجأ إلى المسكنات والحلول الوقتية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

    الشذوذ يطرق أبواب المجتمع السعودي بعنف.. هذا ما رصدته التقارير والدراسات الاجتماعية، والأسباب عديدة، أبرزها التعرض للتحرش الجنسي في الصغر، والدخول على المواقع الإباحية ومشاهدة الفضائيات المخلة، مع ضعف رقابة الآباء والأمهات وهو بمثابة ناقوس خطر يدق بعنف ويطالبنا بالتصدي له قبل فوات الأوان.

    جهود مستمرة
    الجهود الدءوبة للتصدي لظاهرة الشذوذ في المجتمع السعودي جادة ومستمرة، وأبرزها ما قام به مركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية بإجراء أول دراسة ميدانية حول الشذوذ الجنسي في السعودية نهاية عام 2003، بهدف الكشف عن الأسباب الرئيسية والعوامل المساعدة المؤدية للشذوذ الجنسي في المجتمع لتلافيها، وقد واكب هذه الجهود دعوات من قبل الكتاب والمختصين لمناقشة هذا الموضوع للوصول إلى علاج له، حيث دعا الكاتب السعودي "ثامر صيخان" في إحدى مقالاته بجريدة الحياة لمناقشة الشذوذ الجنسي.

    وفي السياق نفسه حذر الدكتور عبد الله يوسف أستاذ علم الاجتماع في ورقة عمل شارك بها في ندوة نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية السعودية يوم 3-4-2006 من التحرش الجنسي المثلي في أوساط المراهقين والمراهقات مستشهدا بإحصاء لوزارة التربية والتعليم يفيد بأن القضايا الأخلاقية تأتي في المركز الثاني بعد السرقة بنسبة 19 في المائة بين الذكور، وذكر أن الإحصاء نفسه أشار إلى أن العلاقات السحاقية في مدارس البنات تمثل 46% من الممارسات التي تصنف على أنها قضايا أدينت فيها الفتاة.

    ثورة جنسية
    وتقول الدكتورة نورة الشريم أستاذة علم النفس بكلية التربية بجامعة الملك سعود في تصريحات لشبكة إسلام أون لاين.نت: العالم اليوم يعيش ثورة جنسية طاغية تجاوزت كل الحدود؛ وهو ما جعل طرحنا لهذا الموضوع وفي هذا الوقت يستدعي الوقفة والتأمل والحيطة لنكفل لأبنائنا تربية جنسية تربوية إسلامية صحيحة، فحري بنا أن نجعل الدافع الجنسي يسير وفق الطرق الصحيحة دون انحراف.

    وأشارت نورة الشريم في هذا الصدد إلى دراسة للدكتور علي الزهراني في نفس الجامعة عن "سوء معاملة الأطفال والمراهقين في المجتمع السعودي"، وتوصلت إلى أن حوالي 22.7% من الأطفال تعرض للتحرش الجنسي، و62.1% رفضوا الإفصاح عن الأشخاص الذين أساءوا إليهم، كما بينت أنها قامت بدراسة استطلاعية تم إجراؤها على عينة من 100 فتاة فوق سن الـ23 فوجدت أن 75% منهن تعرضن للتحرش الجنسي من العمال، و15% من المعارف، و10% من المحارم.

    وتشير الدكتورة الشريم أن من بين الآثار النفسية السيئة للتحرش الجنسي هو أنه يدفع للشذوذ الجنسي، فجريمة الاعتداء الجنسي على الأطفال ربما يدفع بشواذ جدد للمجتمع مما يساهم في تفاقم الظاهرة بمعنى أن ضحايا اليوم سيكونون هم شواذ المستقبل.

    أسباب الانتشار
    وعن أسباب انتشار الشذوذ يقول الأستاذ ثامر الصيخان الكاتب الصحفي بجريدة الحياة في تصريحات لشبكة إسلام أون.نت: بشكل عام هناك من يقول إن الشذوذ سببه وراثي، وثانٍ يقول إنه تربوي وثالث يقول إنه متعلق باقتناع الشاذ بالمنطق الذي يقول إنه لا يستطيع تفهم مشاعرك ورغباتك إلا بني جنسك، ورابع يقول إن المشكلة في رغبة الشاذ بلفت الانتباه وخوض الصعب وما إلى ذلك، وهناك قول خامس أختلف معه قليلا وهو أن الشخص المحروم جنسيا يلجأ إلى الشذوذ، فبرأيي أن المحروم يجب أن يحمل أحد العوامل الأربعة السابقة الذكر حتى يتحول إلى شاذ، أما صفة الحرمان فلا نستطيع اعتبارها سببا رئيسيا للمشكلة، ويشير "الصيخان" إلى أن أكثر حالات الشذوذ في المملكة تندرج تحت الأسباب الأربعة السالفة الذكر.

    ويعرب الصيخان عن رفضه للرأي القائل بأن الشذوذ يكثر في المجتمعات الخليجية بسبب انعدام الاختلاط بالجنس الآخر، مشيرا إلى أن أكثر نسبة شذوذ في العالم تقع في دول يتعدى الأمر عندها من الاختلاط إلى "افعل ما يحلو لك" مع الجنس الآخر ومع ذلك فالشذوذ لديهم أكثر.

    ويحذر الصيخان من أن وسائل التعبير الجديدة عن الشذوذ باتت تصنف تحت بند "الموضة"، مشيرا إلى أن الشاذ في الماضي يخشى أن يبدي شذوذه خشية سطوة المجتمع، وحيث إن المجتمع في تلك الأيام يرفض اللباس الناعم للرجل والخشن للمرأة فتجد أن الشاذين أعدادهم قليلة وتجمعاتهم أقل.. الآن وبفضل الموضة أصبحنا لا نفرق بين الشاذ والأنيق.

    التحول الاجتماعي
    وفي المقابل يرى الدكتور صالح بن رميح الرميح أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود في تصريحات لشبكة إسلام أون لاين أن مجتمعنا الإسلامي -ولله الحمد- يرفض مثل هذه الظواهر ويحاربها، والإسلام يشكل السد المنيع -وكذلك المجتمع- لمحاربة مثل هذه الظواهر.

    ويضيف الرميح: لو تتبعنا التاريخ التطوري لمجتمعنا لوجدنا أنه في القديم أي في مرحلة ما قبل الطفرة في المملكة العربية السعودية لم يكن المجتمع السعودي يعرف قضايا الشذوذ الجنسي بكافة أشكاله، سواء ممارسات الرجال مع بعضهم (اللواط)، أو النساء مع بعضهن (السحاق)، أو الاعتداء الجنسي على الأطفال؛ وذلك لأن الحياة كانت تتسم بالبساطة والحب والتماسك الأسري، وكان المجتمع بكافة فئاته وطوائفه مجتمعا منتجا.

    ويتابع: وفي مرحلة ما بعد الطفرة حدثت العديد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي أثرت على المجتمع بشكل عام وعلى الأسرة السعودية بشكل خاص، وعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي أتت بها الطفرة فإن هناك العديد من المشكلات والسلبيات التي ظهرت تطفو على سطح المجتمع نتيجة لهذه الطفرة والتحضر والتغير الشديد، ومن بين أخطر المشكلات التي ظهرت في المجتمع السعودي مشكلة الشذوذ الجنسي، وجريمة الاعتداء والتحرش الجنسي على الأطفال.

    أين الأسرة؟
    وعن العوامل والأسباب التي أدت إلى وجود هذه المشكلة يقول الرميح إنها متعددة ومن أهمها:

    * ضعف الرقابة الأسرية، فلم تعد الأسرة هي المراقب والمتابع للأطفال ومشكلاتهم كما كان الحال في مرحلة ما قبل الطفرة، بل بدأت الأسرة في التخلي عن دورها الرقابي للأطفال بدعوى السعي على الرزق وزيادة الاهتمامات الحياتية.

    * العمالة المنزلية والتي ساهمت بشكل كبير في تغيير شكل وبناء الأسرة السعودية، فاعتماد الأسرة السعودية على العمالة المنزلية جعلها تتخلى عن العديد من الأدوار والمهام والمسئوليات التي كانت تقوم بها من قبل، وبدأت الأسرة في إهمال الأبناء وعدم السماع لهم والاتكالية على العمالة المنزلية الغريبة عن الأسرة تماما في تلبية احتياجات الطفل والإشراف على أشد خصوصياته كالاستحمام والنوم وتغيير الملابس وهذا بالطبع يؤثر كثيرا على الطفل.

    * كما أن احتكاك الطفل المستمر بالعمالة المنزلية يجعل الطفل يكتسب عادات وسلوك وقيم اجتماعية وثقافية تختلف عن قيم وعادات وتقاليد المجتمع السعودي، وبدون شك فإن التفاعل والاحتكاك بالعمالة المنزلية لعب دورا هاما وخطيرا في تفشي ظاهرة الاعتداءات الجنسية والشذوذ الجنسي.

    * من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الشذوذ الجنسي أيضا احتكاك الأطفال بأطفال الجيران والذين ربما لهم عادات وثقافة تختلف عن ثقافة الأسرة، إضافة إلى غياب المتابعة الأبوية للأبناء وعدم السماع لهم وعدم إعطائهم الوقت الكافي وفقدان حرية التعبير بين الآباء والأبناء.. كل هذه العوامل تؤدي إلى نمو هذه الظاهرة وتزايدها.

    * مرافقة الأطفال لمن هم أكبر منهم في السن والتي ربما قد تؤدي إلى اغتصابهم في ظل غياب الدور الرقابي للأسرة.

    ثقافة الرذيلة
    ولعل أيضا من أهم أسباب الشذوذ الجنسي انتشار القنوات الفضائية والانفتاح على العالم الآخر الذي يحمل قيما وعادات وتقاليد مختلفة عن قيمنا المجتمعية الأصيلة، ويفتح أذهان الأطفال والكبار على أشياء غريبة لم يكونوا يعرفونها من قبل (أي نشر ثقافة الرذيلة)، والجوال (البلوتوث) يعد أحد أهم الأجهزة الاتصالية المتطورة التي ساهمت بشكل كبير في تبادل الثقافات الجنسية بين الشباب وبعضهم البعض عن طريق إرسال الصور الجنسية والمواقف الجنسية المختلفة لبعضهم البعض سواء بين الذكور وبعضهم أو الإناث وبعضهم (أي نشر ثقافة قلة الحياء والعهر).

    ويشير الرميح إلى أن أهم الآثار النفسية والاجتماعية لمشكلة الشذوذ هي حدوث خلل في القيم والتقاليد المجتمعية الأصيلة، وكذلك الخلل في المعايير، فضلاً عن أن شكل وطبيعة الأسرة ستختلف، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة نسبة العنوسة وانتشار الجرائم الشاذة، وانتشار الفاحشة والمنكر، وزيادة الجرائم الانحرافية وإدمان الخمور والمخدرات، وهذا بشكل عام سيعوق حركة التقدم والتنمية والإنتاج في المجتمع، وسيؤدي إلى التخلف لمجتمعنا الأصيل.

    التوعية والوقاية
    ويدعو الرميح إلى أن تتضافر كافة الجهات المسئولة في الدولة والمتمثلة في كافة الوزارات (الشئون الاجتماعية والصحة والتربية والتعليم وكذلك الجمعيات الأهلية في المجتمع) لمحاربة هذه الظاهرة والوقاية منها وتوعية الناس بأسبابها وأخطارها وكيفية حماية مجتمعنا المسلم من هذه الآفة، مشيرا إلى أن العبء يقع أيضا على الباحثين في دراسة هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر اللاأخلاقية دراسة علمية متعمقة لفهم الظاهرة وأبعادها على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، وكذلك أساليب العلاج.

    ومن جهته يرى "الصيخان" أن أهم علاج لهذه المشكلة هو أن يكون المجتمع في هذه المرحلة صريحا مع نفسه ويعترف بوجود المشكلة، ثم يناقشها بصوت مسموع ويصل إلى هؤلاء الشواذ، ويبحث عن أسباب تحولهم هذا، فالتجربة أثبتت أن ما يصلح لغيرنا لا يصلح لنا بالضرورة، خصوصا في المجال النفسي.

    أحمد المصري
    15 يونيو 2006
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X