لقد وضع المختار سيفه في اعناق قتلة الحسين عليه السلام فلم يستعمل المداراة والتقية معهم لذلك كان في الكوفة قسم لم يرتح للمختار لانه قتل ثمانية عشرة الفا ممن قاتل الحسين عليه السلام لذلك كانوا يخافون منه وعبروا عنه بقاتل الاحباب ما من بيت الا وكانت فيه الواعيه لذلك اشتعلت النفوس بالحقد واثاروا عليه وقاله انه مثل المثلى واثاروا له الشبهات منها ان نسبوا له ادعاءه بالنبوة والامامة.. لذلك وجب ان نعرف من هو المختار ولما فعل مافعل...

المختار رضوان الله عليه فقيه عادل حكم الكوفة في سنة 66 من الهجرة ولمدة ثمانية عشرة عاما أي بعد واقعة الطف بخمس سنوات خلال هذه الفترة قتل ثمانية عشرة الفا من قتلة الحسين عليه السلام وتدرج في عملية اخذ الثار خاصة بالنسبة لمراتب المجرمين حتى وصل الامر الى عمر بن سعد وحين طلب من المختار ان يعطي الامان لعمر بن سعد اعطاه ولكن بشرطين:-
الأول: أن لايحدث حدثا والمقصود بالحدث هو الفقهي كبيت الخلاء لان المختار كان يتربص للمختار حتى يضرب ضربته ولكن تصور بن سعد ان المقصود حدث سياسي.
الثاني: الاقامة الجبرية بالكوفة
لذلك كان عمر بن سعد قلق جدا حتى ذاك اليوم قال للغلام ان يأتي له بهودج على ناقته وخرج من بيته ولكن كانت العيون تترصد له واخبروا المختار فقال المختار: دعوه ان في عنقه سلسلة ستعيده الينا وهو دعاء الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عليه لذلك لما وصل على الحدود قال له الغلام لقد تجاوزت الحدود ان كنت خائفا من المختار فالمختار اقل من أن يغدر بك وبينك وبينه اتفاق فان انقضته برحيلك جاز قتلك فماذا تجعل له عليك سبيلا؟ فرجع عمر بن سعد الى بيته.. فبعث المختار مدير الشرطة أبو عمره (كيسان التمار) رضوان الله عليه وحذره إن سمع عمر بن سعد يقول لغلامه ائتني بالطيلساني فيعني سيفه فدخلوا عليه الدار وهو في فراشه فقال عمر بن سعد لغلامه: أخاف أن يصير حاتم الطيلساني.. فضربه ابوعمره بالسيف وهو على فراشه تنفيذا لدعوة الحسين عليه السلام واخذ رأسه الى المختار.. فجاء الصباح ودخل حفص بن عمر بن سعد الى المختار فقد كان كابيه ممنوع من السفر لذا كان عليه ان يأتي كل صباح لكي يثبت حضوره فسأله المختار اين اباك؟ قال: لااعلم ولكنه سياتي.. فاتوا براس عمر بن سعد ورآه حفص فقال: لاحياة من بعدك ياابتاه فلبى المختار امنية حفص وذبح وقطع راسه ورآي المختار رأس عمر بن سعد وابنه وبكى بكاءً شديداً وقال: "هذا برأس الحسين وهذا برأس علي الاكبر، لاوالله لو قتلت ثلاثة ارباع امة الدنيا على ان يوفوا بانملة من انامل الحسين ماوفوا"
المختار بدأ اولا بقتل العشرة الذين داسوا صدر الحسين عليه السلام فعندما فحصوا انسابهم ثبت انهم كانوا كلهم اولاد زنايا فدر الخيول عليهم فقطعتهم واحرقهم بعد ذلك.
واما عمر الصيداوي الذي قتل جملة من آل عقيل رميا بالنبال فاقفوه وجعلوه عرضة للسهام حتى مات.
واما طفيل السمبسي الذي قطع يمين العباس عليه السلام فقد امر المختار بقطع يديه وكفيه ونزف حتى مات.
زيد الجهني الذي قطع يسار العباس عليه السلام قطعت يديه ورجليه ونزف حتى مات.
مجدل بن سليم الذي قطع اصبع الحسين عليه السلام قطعت يديه ورجليه وأحرق حيا حتى مات.
سنان بن انس الذي رفع رأس الحسين عليه السلام على الرمح وخولّه بن يزيد الاصبعي الذي حمل رأس الحسين عليه السلام طوال الطريق وشمر بن ذي الجوشن الذي باشر ذبح الحسين عليه السلام.. خوله اختبأ في بيته وتحديدا في بيت الخلاء ووضع على رأسه قوصرة فهاجمت الشرطة داره وسألت زوجته وفد كانت حاقدة عليه لذلك قالت بلسانها لااعرف خوفا منه واومئت بيدها الى بيت الخلاء فامسكوه وقطعوا رجليه ويديه وحرقوه واما سنان بن انس وشمر هربوا الى البصرة فقد كان الوالي حينذاك مصعب بن عمير وكانوا يطلبون اللجوء السياسي هناك لذا شمر كان في طريقه الى البصرة ووصل الى قرية نام فيها حتى يصبح ويكمل مسيرته فاطلع عليه جملة من العيون فاخبروا مدير الشرطة وهاجموه وطوقوا البيت فوجدوه عاريا بملابسه الداخلية اجهزوا عليه كماهو وقطعوا يديه ورجليه وقطعوا رأسه وقيل رموا بجثته الى الكلاب.. واما سنان فوصل للبصرة وطلع منها بعد فترة لكي يترصد الاخبار فاغراه شخص اتاه للقرية واخبر الشرطة عنه فطوقوا المنطقة وقبضوا عليه وبيّتوه لكي يدخلوه صباحا الى المختار ولكن وجدوا صباحا ان الناس عمدوا اليه واحموا زيتا مقليا وقطعوا رجليه ويديه ورموه بالزيت المقلي.
واما عبيد الله بن زياد فسيره الطاغية الاموي عبدالملك بن مروان لقتال المختار فوصلوا لمنطقة اسمها "الخازر" فوق الموصل في هذه المنطقة المختار سير لهم جيشا بقيادة ابراهيم بن مالك بن الاشتر النخعي وقاتلهم حتى قتلهم جميعهم.. وقال ابراهيم: البارحة قتلت رجلا احمر الوجه شرقت يداه ورجلاه فعلم بعد ذلك انه كان عبيد الله بن زياد فقال ابراهيم: الحمدلله الذي امكنني منك ياعدو الله واتى براسه الى المختار فداس المختار بنعله وقال للخادم طهره (أي النعل).. وجمع الرأسين (عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد) وارسلهم الى السجاد عليه السلام فترحم السجاد على المختار كثيرا.. ولكنه سأل عن حرمله فعرفوا ان حرملة احرق قلوبهم فقد كان صاحب السهام المسمومة فهو الذي أصاب بسهمه المسموم قلب الحسين عليه السلام وعين العباس عليه السلام وعبدالله الاصغر بن الحسن عليهم السلام ونحر عبدالله الرضيع عليه السلام فدعى عليه السجاد عليه السلام وقال: اللهم اذقه حر النار وحر الحديد.
فبعد ذلك قبض على حرملة وسألوه الم يرق قلبك قال: بلى لقد رق في لحظة حين احس الطفل بحرارة السهم.
فقطعوا يديه ورجليه ثم حرقوه.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى اخيه ابوالفضل العباس واخته الحوارء زينب.