بسم الله الرحمن الرحيم
بركة فاطمة الزهراء عليها السلام
صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمسلمين ذات يوم، ولما فرغ من صلاته جلس في مصلاه والناس حوله، فبيناهم كذلك إذا أقبل إليه شيخ طاعن في السن فقير الحال وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا.
فقال: يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فارشيني.
وكن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ما يجد شيئا ينفقه عليه
فقال: ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله.
يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة.
فأنطلق الأعرابي مع بلال، فوقف على باب فاطمة ونادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة...، ثم حكى لها قصته.
وكان لفاطمة وعلي عليهما السلام في تلك الحال ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا ماطعموا فيها طعاما.
فعمدت الزهراء عليها السلام- على ما بها من الجوع أن تستجيب لهذا الشيخ الفقير- الى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقطعته من عنقها وأعطته إلى الأعرابي
فقالت: خذه وبعه عسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه.
فأخذ الأعرابي العقدوأنطلق مسرورا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس مع أصحابه
فقال: يا رسول الله أعطتني فاطمة هذا العقد وقالت: بعه عسى الله أن يعوضك به ماهو خير منه.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلام الأعرابي بكى
وقال: وكيف لا يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم.
فعرض الشيخ العقد للبيع.
فقال عمار بن ياسر رحمه الله: بكم العقد يا أعرابي؟
قال الأعرابي: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي، ودينار يبلغني إلى أهلي.
وكان عمار رحمه الله قد باع سهمه الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر فقال للأعرابي لك عشرون دينارا ومأتا درهم هجرية وبردة يمانية ورا حلتي تبلغك أهلك وشبعك من خبر البر واللحم.
ففرح الأعرابي بما سمع بذل عمار رحمه الله في شراء العقد وشكره على ذلك ثم رخى يده داعيا فقال.
"اللهم أعط فاطمة مالا عين رأت ولا أذن سمعت"
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: آمين.
فعمد عمار رحمه الله إلى العقد، فطيبه بالمسك، ولفه في بردة يمانية، وكان له عبد إسمه(سهم) إبتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك
وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت له.
فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بقول عمار رحمه الله.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنطلق إلى فاطمة فأدفع إليها العقد وأنت لها.
فجاء سهم بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذت فاطمة العقد وأعتقت سهم المملوك
فضحك الغلام سهم.
فقالت فاطمة عليها السلام: مايضحكك يا غلام؟
فقال سهم: أضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعا، وكسى عريانا، وأغنى فقيرا، وأعتق عبدا، ورجع إلى صاحبه
بشارة المصطفى: ص167
بركة فاطمة الزهراء عليها السلام
صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمسلمين ذات يوم، ولما فرغ من صلاته جلس في مصلاه والناس حوله، فبيناهم كذلك إذا أقبل إليه شيخ طاعن في السن فقير الحال وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا.
فقال: يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فارشيني.
وكن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ما يجد شيئا ينفقه عليه
فقال: ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله.
يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة.
فأنطلق الأعرابي مع بلال، فوقف على باب فاطمة ونادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة...، ثم حكى لها قصته.
وكان لفاطمة وعلي عليهما السلام في تلك الحال ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا ماطعموا فيها طعاما.
فعمدت الزهراء عليها السلام- على ما بها من الجوع أن تستجيب لهذا الشيخ الفقير- الى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقطعته من عنقها وأعطته إلى الأعرابي
فقالت: خذه وبعه عسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه.
فأخذ الأعرابي العقدوأنطلق مسرورا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس مع أصحابه
فقال: يا رسول الله أعطتني فاطمة هذا العقد وقالت: بعه عسى الله أن يعوضك به ماهو خير منه.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلام الأعرابي بكى
وقال: وكيف لا يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم.
فعرض الشيخ العقد للبيع.
فقال عمار بن ياسر رحمه الله: بكم العقد يا أعرابي؟
قال الأعرابي: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي، ودينار يبلغني إلى أهلي.
وكان عمار رحمه الله قد باع سهمه الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر فقال للأعرابي لك عشرون دينارا ومأتا درهم هجرية وبردة يمانية ورا حلتي تبلغك أهلك وشبعك من خبر البر واللحم.
ففرح الأعرابي بما سمع بذل عمار رحمه الله في شراء العقد وشكره على ذلك ثم رخى يده داعيا فقال.
"اللهم أعط فاطمة مالا عين رأت ولا أذن سمعت"
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: آمين.
فعمد عمار رحمه الله إلى العقد، فطيبه بالمسك، ولفه في بردة يمانية، وكان له عبد إسمه(سهم) إبتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك
وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت له.
فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بقول عمار رحمه الله.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنطلق إلى فاطمة فأدفع إليها العقد وأنت لها.
فجاء سهم بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذت فاطمة العقد وأعتقت سهم المملوك
فضحك الغلام سهم.
فقالت فاطمة عليها السلام: مايضحكك يا غلام؟
فقال سهم: أضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعا، وكسى عريانا، وأغنى فقيرا، وأعتق عبدا، ورجع إلى صاحبه
بشارة المصطفى: ص167
تعليق