إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رد الشيخ الصدوق على الزيدية أخزاهم الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد الشيخ الصدوق على الزيدية أخزاهم الله

    كلام لأحد المشايخ في الرد على الزيدية:
    وقال غيره من متكلمي مشايخ الامامية: إن عامة مخالفينا قد سألونا في هذا الباب عن مسائل ويجب عليهم أن يعلموا أن القول بغيبة صاحب الزمان عليه السلام مبني على القول بإمامة آبائه عليهم السلام، والقول بأمامة آبائه عليهم السلام مبني على القول بتصديق محمد صلى الله عليه وآله وإمامته، وذلك أن هذا باب شرعي وليس بعقلي محض والكلام في الشرعيات مبني على الكتاب والسنة كما قال الله عز وجل: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (يعني في الشرعيات) فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ " فمتى شهد لنا الكتاب والسنة وحجة العقل فقولنا هو المجتبى، ونقول: إن جميع طبقات الزيدية و الامامية قد اتفقوا على أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان من بعدي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وتلقوا هذا الحديث بالقبول فوجب أن الكتاب لا يزال معه من العترة من يعرف التنزيل والتأويل علما يقينا يخبر عن مراد الله عز وجل كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخبر عن المراد ولا يكون معرفته بتأويل الكتاب استنباطا ولا استخراجا كما لم تكن معرفة الرسول صلى الله عليه وآله بذلك استخراجا ولا استنباطا ولا استدلالا ولا على ما تجوز عليه اللغة وتجري عليه المخاطبة، بل يخبر عن مراد الله ويبين عن الله بيانا تقوم بقوله الحجة على الناس، كذلك يجب أن يكون معرفة عترة الرسول صلى الله عليه وآله بالكتاب على يقين ومعرفة وبصيرة، قال الله عز وجل في صفة رسول الله صلى الله عليه وآله: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " فأتباعه من أهله وذريته وعترته هم الذين يخبرون عن الله عز وجل مراده من كتابه على يقين ومعرفة وبصيرة، ومتى لم يكن المخبر عن الله عز وجل مراده ظاهرا مكشوفا فإنه يجب علينا أن نعتقد أن الكتاب لا يخلو من مقرون به من عترة الرسول صلى الله عليه وآله يعرف التأويل والتنزيل إذ الحديث يوجب ذلك.
    وقال علماء الإمامية: قال الله عز وجل: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ " فوجب بعموم هذه الآية أن لا يزال في آل إبراهيم مصطفى وذلك أن الله عز وجل جنس الناس في هذا الكتاب جنسين فاصطفى جنسا منهم وهم الأنبياء والرسل والخلفاء عليهم السلام وجنسا أمروا باتباعهم، فما دام في الأرض من به حاجة إلى مدبر وسائس ومعلم ومقوم يجب أن يكون بإزائهم مصطفى من آل إبراهيم ويجب أن يكون المصطفى من آل إبراهيم ذرية بعضها من بعض لقوله عز وجل " ذرية بعضها من بعض " وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم المصطفون من آل إبراهيم فوجب أن يكون المصطفى بعد الحسين عليه السلام منه لقوله عز وجل " ذرية بعضها من بعض " ومتى لم تكن الذرية منه لا تكون الذرية بعضها من بعض إلا أن تكون في بطن دون جميعهم وكانت الإمامة قد انتقلت عن الحسن إلى أخيه الحسين عليهما السلام وجب أن يكون منه ومن صلبه من يقوم مقامه وذلك معنى قوله تعالى " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم "، فدلت الآية على ما دلت السنة عليه.

  • #2
    استدلال على وجود امام غائب من العترة يظهر ويملأ الأرض عدلا:
    وقال بعض علماء الإمامية: كان الواجب علينا وعلى كل عاقل يؤمن بالله و برسوله وبالقرآن وبجميع الأنبياء الذين تقدم كونهم كون نبينا محمد صلى الله عليه وآله أن يتأمل حال الأمم الماضية والقرون الخالية فإذا تأملنا وجدنا حال الرسل والأمم المتقدمة شبيهة بحال أمتنا وذلك أن قوة كل دين كانت في زمن أنبيائهم عليهم السلام إنما كانت متى قبلت الأمم الرسل فكثر أتباع الرسول في عصره ودهره فلم تكن أمة كانت أطوع لرسولها بعد أن قوي أمر الرسول من هذه الأمة لان الرسل الذين عليهم دارت الرحى قبل نبينا محمد صلى الله عليه وآله نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام هم الرسل الذين في يد الأمم آثارهم وأخبارهم، ووجدنا حال تلك الأمم اعترض في دينهم الوهن في المتمسكين به لتركهم كثيرا مما كان يجب عليهم محافظته في أيام رسلهم وبعد مضي رسلهم وكذلك ما قال الله عزو جل: " قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ".
    وبذلك وصف الله عز وجل أمر تلك القرون فقال عز وجل: " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا " وقال الله عزو جل لهذه الأمة: " وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ".
    وفي الأثر " أنه يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه " وقال النبي صلى الله عليه وآله: " إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " فكان الله عز وجل يبعث في كل وقت رسولا يجدد لتلك الأمم ما انمحى من رسوم الدين واجتمعت الأمة إلا من لا يلتفت إلى اختلافه، ودلت الدلائل العقلية أن الله عز وجل قد ختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وآله فلا نبي بعده، ووجدنا أمر هذه الأمة في استعلاء الباطل على الحق والضلال على الهدى بحال زعم كثير منهم أن الدار اليوم دار كفر وليست بدار الاسلام، ثم لم يجر على شئ من أصول شرايع الاسلام ما جرى في باب الإمامة، لأن هذه الأمة يقولون: لم يقم (لهم) بالإمامة منذ قتل الحسين عليه السلام إمام عادل لا من بني أمية ولا من ولد عباس الذين جارت أحكامهم على أكثر الخلق، ونحن والزيدية وعامة المعتزلة وكثير من المسلمين يقولون:
    إن الامام لا يكون إلا من ظاهره ظاهر العدالة، فالأمة في يد الجائرين يلعبون بهم و يحكمون في أموالهم وأبدانهم بغير حكم الله، وظهر أهل الفساد على أهل الحق و عدم اجتماع الكلمة، ثم وجدنا طبقات الأمة كلهم يكفر بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض.
    ثم تأملنا أخبار الرسول صلى الله عليه وآله فوجدناها قد وردت بأن الأرض تملأ قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما برجل من عترته، فدلنا هذا الحديث على أن القيامة لا تقوم على هذه الأمة إلا بعد ما ملئت الأرض عدلا، فان هذا الدين الذي لا يجوز عليه النسخ ولا التبديل سيكون له ناصر يؤيده الله عز وجل كما أيد الأنبياء و الرسل لما بعثهم لتجديد الشرايع وإزالة ما فعله الظالمون فوجب لذلك أن تكون الدلائل على من يقوم بما وصفناه موجودة غير معدومة، وقد علمنا عامة اختلاف الأمة وسبرنا أحوال الفرق، فدلنا أن الحق مع القائلين بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام دون من سواهم من فرق الأمة، ودلنا ذلك على أن الامام اليوم هو الثاني عشر منهم وأنه الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله به ونص عليه. وسنورد في هذا الكتاب ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله في عدد الأئمة عليهم السلام وأنهم اثنا عشر والنص على القائم الثاني عشر، والاخبار بغيبته قبل ظهوره وقيامه بالسيف إن شاء الله تعالى.

    تعليق


    • #3
      عتراض آخر للزيدية:
      قالت الزيدية: ومما تكذب به دعوى الامامية أنهم زعموا أن جعفر بن محمد عليهما السلام نص لهم على إسماعيل وأشار إليه في حياته، ثم إن إسماعيل مات في حياته فقال: " ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني " فإن كان الخبر الاثنا عشر صحيحا فكان لا أقل من أن يعرفه جعفر بن محمد عليهما السلام ويعرف خواص شيعته لئلا يغلط هو وهم هذا الغلط العظيم.
      فقلنا لهم: بم قلتم: إن جعفر بن محمد عليهما السلام نص على إسماعيل بالأمة؟ وما ذلك الخبر؟ ومن رواه؟ ومن تلقاه بالقبول؟ فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا، وإنما هذه حكاية ولدها قوم قالوا بامامة إسماعيل، ليس لها أصل لان الخبر بذكر الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام قد رواه الخاص والعام، عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، وقد أخرجت ما روي عنهم في ذلك في هذا الكتاب. فأما قوله: " ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني " فإنه يقول: ما ظهر لله أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني إذا اخترمه في حياتي ليعلم بذلك أنه ليس بامام بعدي. وعندنا من زعم أن الله عز وجل يبدو له اليوم في شئ لم يعلمه أمس فهو كافر والبراءة منه واجبة، كما روي عن الصادق عليه السلام.
      حدثنا أبي - رضي الله عنه - عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن - يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن عمار، عن أبي بصير، وسماعة، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: من زعم أن الله يبدو له في شئ اليوم لم يعلمه أمس فابرؤوا منه.
      وإنما البداء الذي ينسب إلى الامامية القول به هو ظهور أمره. يقول العرب بدا لي شخص أي ظهر لي، لا بدا ندامة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
      وكيف ينص الصادق عليه السلام على إسماعيل بالإمامة مع قوله فيه: إنه عاص لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.
      حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن الحسن بن راشد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إسماعيل فقال:
      عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.
      حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس - رضي الله عنه - قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، والبرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد، عن عبيد بن زرارة قال: ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي.
      حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن - صبيح قال: جاءني رجل فقال لي: تعال حتى أريك ابن الرجل قال: فذهبت معه، قال:
      فجاء بي إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر، قال: فخرجت مغموما فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه، قال: فخرجت أشتد فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه، قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال: لقد ابتلى ابني بشيطان يتمثل في صورته.
      وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي، فكيف يجوز أن ينص عليه بالإمامة مع صحة هذا القول منه فيه.

      تعليق


      • #4
        اعتراض آخر:
        قالت الزيدية: بأي شئ تدفعون إمامة إسماعيل وما حجتكم على الإسماعيلية القائلين بإمامته؟
        قلنا لهم: ندفع إمامته بما ذكرنا من الاخبار وبالأخبار الواردة بالنص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وبموته في حياة أبيه.
        فأما الأخبار الواردة بالنص على الأئمة الاثني عشر فقد ذكرناها في هذا الكتاب.


        وأما الأخبار الواردة بموته في حياة الصادق عليه السلام ما حدثنا به أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، والحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن - عبد الله الأعرج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما مات إسماعيل أمرت به وهو مسجى أن يكشف عن وجهه فقبلت جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرت به فغطي، ثم قلت:
        اكشفوا عنه فقبلت أيضا جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل ثم دخلت عليه وقد كفن فقلت: اكشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته وذقنه ونحره و عوذته، ثم قلت: درجوه. فقلت: بأي شئ عوذته؟ قال: بالقرآن.
        وللخبر فائدة أخرى وهي أنه قال: أمرت به فغسل ولم يقل غسلته وفي هذا الحديث أيضا ما يبطل إمامة إسماعيل لان الامام لا يغسله إلا إمام إذا حضره.
        حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، ويعقوب يزيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن شعيب، عن أبي كهمس قال: حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله عليه السلام جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغطاء بالملحفة ثم أمر بتهيئته، فلما فرغ من أمره دعا بكفنه وكتب في حاشية الكفن " إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله ".
        حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم ابن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي حمزة، عن مرة مولى محمد بن - خالد قال: لما مات إسماعيل فانتهى أبو عبد الله عليه السلام إلى القبر أرسل نفسه فقعد على جانب القبر لم ينزل في القبر، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله بإبراهيم ولده.
        حدثنا محمد بن الحسن - رضي الله عنه - قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن الحسين بن عمر، عن رجل من بني هاشم قال: لما مات إسماعيل خرج إلينا أبو عبد الله عليه السلام فتقدم السرير بلا حذاء ولا رداء.
        حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن جرير، عن إسماعيل بن جابر و الأرقط ابن عم أبي عبد الله - قال: كان أبو عبد الله عليه السلام عند إسماعيل حين قبض فلما رأي الأرقط جزعه قال: يا أبا عبد الله قد مات رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فارتدع ثم قال: صدقت أنا لك اليوم أشكر.
        حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الثقفي،عن أبي كهمس قال: حضرت موت إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام: فرأيت أبا عبد الله عليه السلام وقد سجد سجدة فأطال السجود، ثم رفع رأسه فنظر إليه قليلا ونظر إلى وجهه (قال ثم سجد سجدة أخرى أطول من الأولى، ثم رفع رأسه وقد حضره الموت فغمضه وربط لحييه وغطى عليه ملحفة، ثم قام وقد رأيت وجهه وقد دخله منه شئ الله أعلم به، قال: ثم قام فدخل منزله فمكث ساعة، ثم خرج علينا مدهنا مكتحلا عليه ثياب غير الثياب التي كانت عليه ووجهه غير الذي دخل به فأمر ونهى في أمره حتى إذا فرغ منه دعا بكفنه فكتب في حاشية الكفن " إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله ".
        حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن - عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن ظريف بن ناصح، عن الحسن ابن زيد قال: ماتت ابنة لأبي عبد الله عليه السلام فناح عليها سنة، ثم مات له ولد آخر فناح عليه سنة، ثم مات إسماعيل فجزع عليه جزعا شديدا فقطع النوح، قال: فقيل لأبي عبد الله عليه السلام: أصلحك الله أيناح في دارك؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لما مات حمزة: ليبكين حمزة لا بواكي له .
        حدثنا محمد بن الحسن - رحمه الله - قال: حدثنا الحسن بن متيل الدقاق قال:
        حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن عبد الله الكوفي قال: لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله الوفاة جزع أبو عبد الله عليه السلام جزعا شديدا قال:
        فلما غمضه دعا بقميص غسيل أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمر وينهى قال:
        فقال له بعض أصحابه: جعلت فداك لقد ظننا أن لا ينتفع بك زمانا لما رأينا من جزعك، قال: إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل المصيبة فإذا نزلت صبرنا.
        حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا الحسين بن الهيثم قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: حدثنا عنبسة بن بجاد العابد قال: لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وجلسنا حوله وهو مطرق، ثم رفع رأسه فقال: أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق ودار التواء لا دار استواء على أن فراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا ترد وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة الفكر فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد، ثم تمثل عليه السلام بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه.
        ولا تحسبي أني تناسيت عهده * ولكن صبري يا إمام جميل .

        تعليق


        • #5
          اعتراض آخر:
          قالت الزيدية: لو كان خبر الأئمة الاثني عشر صحيحا لما كان الناس يشكون بعد الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الإمامة حتى يقول طائفة من الشيعة بعبد الله وطائفة بإسماعيل وطائفة تتحير حتى أن الشيعة منهم من امتحن عبد الله بن الصادق عليه السلام فلما لم يجد عنده ما أراد خرج وهو يقول: إلى أين؟ إلى المرجئة أم إلى القدرية؟ أم إلي الحرورية وإن موسى بن جعفر سمعه يقول هذا فقال له: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية ولكن إليّ فانظروا من كم وجه يبطل خبر الاثني عشر أحدها جلوس عبد الله للإمامة، والثاني إقبال الشيعة إليه، والثالث حيرتهم عند امتحانه، والرابع أنهم لم يعرفوا أن إمامهم موسى بن جعفر عليهما السلام حتى دعاهم موسى إلى نفسه وفي هذه المدة مات فقيههم زرارة بن أعين وهو يقول والمصحف على صدره: " اللهم إني أئتم بمن أثبت إمامته هذا المصحف ".
          فقلنا لهم: إن هذا كله غرور من القول وزخرف، وذلك أنا لم ندّع أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة الاثني عشر عليهم السلام بأسمائهم، وإنما قلنا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر أن الأئمة بعده الاثنا عشر، الذين هم خلفاؤه وأن علماء الشيعة قد رووا هذا الحديث بأسمائهم ولا ينكر أن يكون فيهم واحد أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث، فأما زرارة بن أعين فإنه مات قبل انصراف من كان وفده ليعرف الخبر ولم يكن سمع بالنص على موسى بن جعفر عليهما السلام من حيث قطع الخبر عذره فوضع المصحف الذي هو القرآن على صدره، وقال: اللهم إني أئتم بمن يثبت هذا المصحف إمامته، وهل يفعل الفقيه المتدين عند اختلاف الامر عليه إلا ما فعله زرارة، على أنه قد قيل: إن زرارة قد كان عمل بأمر موسى بن جعفر عليهما السلام وبإمامته وإنما بعث ابنه عبيدا ليتعرف من موسى بن جعفر عليهما السلام هل يجوز له إظهار ما يعلم من إمامته أو يستعمل التقية في كتمانه، وهذا أشبه بفضل زرارة بن أعين وأليق بمعرفته.
          حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني - رضي الله عنه - قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك عليه السلام؟ فقال: نعم، فقلت له: فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام؟ فقال: إن زرارة كان يعرف أمر أبي عليه السلام ونص أبيه عليه وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي عليه السلام هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه وأنه لما أبطأ عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليه السلام فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال: اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليهما السلام.
          والخبر الذي احتجت به الزيدية ليس فيه أن زرارة لم يعرف إمامة موسى بن - جعفر عليهما السلام وإنما فيه أنه بعث ابنه عبيدا ليسأل عن الخبر.
          حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أبيه قال: لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله عليه السلام فلما اشتد به الامر أخذ المصحف وقال: من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي.
          وهذا الخبر لا يوجب أنه لم يعرف، على أن راوي هذا الخبر أحمد بن هلال وهو مجروح عند مشايخنا - رضي الله عنهم -.
          حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: سمعت سعد بن عبد الله يقول: ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا أحمد بن هلال، وكانوا يقولون: إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال فلا يجوز استعماله، وقد علمنا أن النبي والأئمة صلوات الله عليهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه.
          والشاك في الامام على غير دين الله، وقد ذكر موسى جعفر عليهما السلام أنه سيستوهبه من ربه يوم القيامة.
          حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن أبي الصهبان، عن منصور بن العباس، عن مروك بن عبيد، عن درست ابن أبي منصور الواسطي، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: ذكر بين يديه زرارة بن أعين فقال: والله إني سأستوهبه من ربي يوم القيامة فيهبه لي، ويحك إن زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله وأحب ولينا في الله.
          حدثنا أبي ومحمد بن الحسن - رضي الله عنهما - قالا: حدثنا أحمد بن إدريس، و محمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا: بريد العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، والأحول أحب الناس إليّ أحياء وأمواتا.
          فالصادق عليه السلام لا يجوز أن يقول لزرارة: إنه من أحب الناس إليه وهو لا يعرف إمامة موسى بن جعفر عليهما السلام .

          تعليق


          • #6
            اعتراض آخر:
            قالت الزيدية لا يجوز أن يكون من قول الأنبياء: إن الأئمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر بعد محمد صلى الله عليه وآله قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الامامية أن الأرض لا تخلو من حجة.
            فيقال لهم: إن عدد الأئمة عليهم السلام اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالاقرار باثني عشر إماما اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر عليه السلام بعده.
            حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبد العزيز ابن يحيى قال: حدثنا إبراهيم بن فهد، عن محمد بن عقبة، عن حسين بن الحسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن - الحارث قال: قلت لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرني بما يكون من الاحداث بعد قائمكم؟ قال: يا ابن الحارث ذلك شئ ذكره موكول إليه، وإن رسول الله صلى الله عهد إلي أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين عليهما السلام.
            حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رحمة الله عليه - قال: حدثنا عبد العزيز بن - يحيى الجلودي، عن الحسين بن معاذ، عن قيس بن حفص، عن يونس بن أرقم، عن أبي سنان الشيباني عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث يذكر فيه أمر الدجال ويقول في آخره: لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهد إلي حبيبي عليه السلام أن لا أخبر به غير عترتي. قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة ابن صوحان: ما عنى أمير المؤمنين بهذا القول؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة إن الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي عليهما السلام وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام، فيطهر الأرض ويضع الميزان بالقسط فلا يظلم أحد أحدا، فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة.
            ويقال للزيدية: أفيكذب رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله " إن الأئمة اثنا عشر ".
            فان قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقل هذا القول، قيل لهم: إن جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقى طبقات الامامية إياه بالقبول فما أنكرتم ممن يقول: إن قول رسول الله صلى الله عليه وآله " من كنت مولاه " ليس من قول الرسول عليه السلام. ( يعني يلزم الزيدية بانكار حديث الاثنا عشر المتواتر أنه إنكار لحجيّة المتواتر , ولو أنكروا هذا فلا معنى لانكارهم لمن أنكر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه لأن سبب الانكار واحد )

            تعليق


            • #7
              اعتراض آخر:
              قالت الزيدية: اختلفت الامامية في الوقت الذي مضى فيه الحسن بن علي عليهما السلام فمنهم من زعم أن ابنه كان ابن سبع سنين، ومنهم من قال: إنه كان صبيا أو رضيعا وكيف كان فإنه في هذه الحال لا يصلح للإمامة ورئاسة الأمة وأن يكون خليفة الله في بلاده وقيمه في عباده، وفئة المسلمين إذا عضتهم الحروب، ومدبر جيوشهم، والمقاتل عنهم والذاب عن حوزتهم، والدافع عن حريمهم لان الصبي الرضيع والطفل لا يصلحان لمثل هذه الأمور، ولم تجر العادة فيما سلف قديما وحديثا أن تلقى الأعداء بالصبيان ومن لا يحسن الركوب ولا يثبت على السرج، ولا يعرف كيف يصرف العنان، ولا ينهض بحمل الحمائل، ولا بتصريف القناة، ولا يمكنه الحمل على الأعداء في حومة الوغا، فان أحد أوصاف الامام أن يكون أشجع الناس.
              الجواب:
              يقال لمن خطب بهذه الخطبة: إنكم نسيتم كتاب الله عز وجل: ولولا ذلك لم ترموا الامامية بأنهم لا يحفظون كتاب الله وقد نسيتم قصة عيسى عليه السلام وهو في المهد حين يقول: " إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا أخبرونا لو آمن به بنو إسرائيل ثم حزبهم أمر من العدو كيف كان يفعل المسيح عليه السلام وكذلك القول في يحيى عليه السلام، وقد أعطاه الله الحكم صبيا فان جحدوا ذلك فقد جحدوا كتاب الله، ومن لم يقدر على دفع خصمه إلا بعد أن يجحد كتاب الله فقد وضح بطلان قوله.
              ونقول في جواب هذا الفصل: إن الامر لو أفضى بأهل هذا العصر إلى ما وصفوا لنقض الله العادة فيه، وجعله رجلا بالغا كاملا فارسا شجاعا بطلا قادرا على مبارزة الأعداء والحفظ لبيضة الاسلام والدفع عن حوزتهم. وهذا جواب لبعض الامامية على أبي القاسم البلخي.

              تعليق


              • #8
                اعتراض آخر:
                قالت الزيدية: قد شك الناس في صحة نسب هذا المولود إذ أكثر الناس يدفعون أن يكون للحسن بن علي عليهما السلام ولد.
                فيقال لهم: قد شك بنو إسرائيل في المسيح ورموا مريم بما قالوا " لقد جئت شيئا فريا " (3) فتكلم المسيح ببراءة أمه عليه السلام فقال: " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " فعلم أهل العقول أن الله عز وجل لا يختار لأداء الرسالة مغمور النسب ولا غير كريم المنصب، كذلك الإمام عليه السلام إذا ظهر كان معه من الآيات الباهرات و الدلائل الظاهرات ما يعلم به أنه بعينه دون الناس هو خلف الحسن بن علي عليهما السلام.
                قال بعضهم: ما الدليل على أن الحسن بن علي عليه السلام توفي؟

                قيل له: الاخبار التي وردت في موته هي أوضح وأشهر وأكثر من الاخبار التي وردت في موت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام لان أبا الحسن عليهما السلام مات في يد الأعداء ومات أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام في داره على فراشه، وجرى في أمره ما قد أوردت الخبر به مسندا في هذا الكتاب.
                فقال قائل منهم: فهلا دلكم تنازع أم الحسن وجعفر في ميراثه أنه لم يكن له ولد؟ لأنا بمثل هذا نعرف من يموت ولا عقب له ان لا يظهر ولده ويقسم ميراثه بين ورثته؟
                فقيل له: هذه العادة مستفيضة وذلك أن تدبير الله في أنبيائه ورسله وخلفائه ربما جرى على المعهود المعتاد وربما جرى بخلاف ذلك، فلا يحمل أمرهم في كل الأحوال على العادات كما لا يحمل أمر المسيح عليه السلام على العادات.
                قال: فان جاز له أن يشك في هذا لم لا يجوز أن نشك في كل من يموت ولا عقب له ظاهر.
                قيل له: لا نشك في أن الحسن عليه السلام كان له خلف من عقبه بشهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام والشيعة الاخبار لان الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي وإن كان عدد النافين أكثر من عدد المثبتين، ووجدنا لهذا الباب فيما مضى مثالا وهو قصة موسى عليه السلام لان الله سبحانه لما أراد أن ينجي بني إسرائيل من العبودية ويصير دينه على يديه غضا طريا أوحى إلى أمه "فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " فلو أن أباه عمران مات في ذلك الوقت لما كان الحكم في ميراثه إلا كالحكم في ميراث الحسن عليه السلام، ولم يكن في ذلك دلالة على نفي الولد.
                وخفي على مخالفينا فقالوا: إن موسى في ذلك الوقت لم يكن بحجة والامام عندكم حجة، ونحن إنما شبهنا الولادة والغيبة بالولادة والغيبة، وغيبة يوسف عليه السلام أعجب من كل عجب لم يقف على خبره أبوه وكان بينهما من المسافة ما يجب أن لا ينقطع لولا تدبير الله عز وجل في خلقه أن ينقطع خبره عن أبيه وهؤلاء إخوته دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون.
                وشبهنا أمر حياته بقصة أصحاب الكهف فإنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، وهم أحياء.

                فان قال قائل: إن هذه أمور قد كانت ولا دليل معنا على صحة ما تقولون.
                قيل له: أخرجنا بهذه الأمثلة أقوالنا من حد الإحالة إلى حد الجواز، وأقمنا الأدلة على صحة قولنا بأن الكتاب لا يزال معه من عترة الرسول صلى الله عليه وآله من يعرف حلاله وحرامه ومحكمه ومتشابهه، وبما أسندناه في هذا الكتاب من الاخبار عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم.
                فان قال: فكيف التمسك به؟ ولا نهتدي إلى مكانه ولا يقدر أحد علي إتيانه؟
                قيل له: نتمسك بالاقرار بكونه وبإمامته وبالنجباء الأخيار والفضلاء الأبرار القائلين بإمامته، المثبتين لولادته وولايته، المصدقين للنبي والأئمة عليهم السلام في النص عليه باسمه ونسبه من أبرار شيعته، العالمين بالكتاب والسنة، العارفين بوحدانية الله تعالى ذكره النافين عنه شبه المحدثين المحرمين للقياس، المسلمين لما يصح وروده عن النبي و الأئمة عليهم السلام.
                فان قال قائل: فان جاز أن يكون نتمسك بهؤلاء الذين وصفتهم ويكون تمسكنا بهم تمسكا بالامام الغائب فلم لا يجوز أن يموت رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يخلف أحدا فيقتصر أمته على حجج العقول والكتاب والسنة؟
                قيل له: ليس الاقتراح على الله عز وجل علينا وإنما علينا فعل ما نؤمر به وقد دلت الدلائل على فرض طاعة هؤلاء الأئمة الأحد عشر عليهم السلام الذين مضوا ووجب القعود معهم إذا قعدوا والنهوض معهم إذا نهضوا، و الاسماع منهم إذا نطقوا. فعلينا أن نفعل في كل وقت ما دلت الدلائل على أن علينا أن نفعله.

                تعليق


                • #9
                  اعتراض آخر لبعضهم:
                  قال بعض الزيدية فان للواقفة ولغيرهم أن يعارضوكم في ادعائكم أن موسى بن جعفر عليهما السلام مات وأنكم وقفتم على ذلك بالعرف والعادة والمشاهدة وذلك أن الله عز وجل قد أخبر في شأن المسيح عليه السلام فقال: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " وكان عند القوم في حكم المشاهدة والعادة الجارية أنهم قد رأوه مصلوبا مقتولا فليس بمنكر مثل ذلك في سائر الأئمة الذين قال بغيبتهم طائفة من الناس.
                  الجواب يقال لهم: ليس سبيل الأئمة عليهم السلام في ذلك سبيل عيسى بن مريم عليه السلام وذلك أن عيسى بن مريم ادعت اليهود قتله فكذبهم الله تعالى ذكره بقوله " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ " وأئمتنا عليهم السلام لم يرد في شأنهم الخبر عن الله أنهم شبهوا وإنما قال ذلك قوم من طوائف الغلاة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله بقتل أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: " إنه ستخضب هذه من هذا " يعني لحيته من دم رأسه، وأخبر من بعده من الأئمة عليهم السلام بقتله، وكذلك الحسن والحسين عليهما السلام قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل بأنهما سيقتلان، وأخبرا عن أنفسهما بأن ذلك سيجري عليهما، وأخبر من بعدهما من الأئمة عليهما السلام بقتلهما، وكذلك سبيل كل إمام بعدهما من علي بن الحسين إلى الحسن بن - علي العسكري عليهما السلام قد أخبر الأول بما يجري على من بعده وأخبر من بعده بما جرى على من قبله، فالمخبرون بموت الأئمة عليهما السلام هم النبي والأئمة عليهم السلام واحد بعد واحد، والمخبرون بقتل عيسى عليه السلام كانت اليهود، فلذلك قلنا: إن ذلك جرى عليهم على الحقيقة والصحة لا على الحسبان والحيلولة ولا على الشك والشبهة لان الكذب على المخبرين بموتهم غير جائز لأنهم معصومون وهو على اليهود جائز .

                  تعليق


                  • #10
                    والحمد لله رب العالمين
                    المصدر : كمال الدين و تمام النعمة للصدوق

                    تعليق


                    • #11
                      يتبعها ان شاء الله موضوع مستقل عن الغيبة من كتب المفيد و رد تخرصات الزيدية و العامة عليها .

                      تعليق


                      • #12
                        نذكر أن الشيخ الصدوق قد ولد بدعاء الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه في قصة مشهورة .
                        ويذكر أحد المؤمنين -والله العالم- أن الإمام هو من أمره بكتابة هذا الكتاب .

                        تعليق


                        • #13
                          يرررررررررفع

                          تعليق


                          • #14
                            يرررررفع

                            سوف ننشر المسائل العشر في الغيبة للمفيد مكتوبة هذا الأسبوع حتى يستفيد منها الأخوة ولا يتمكن المخالفين و الزيدية من التهريج بسبب الغيبة مجدداً

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
                            استجابة 1
                            9 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                            بواسطة ibrahim aly awaly
                             
                            أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                            ردود 2
                            12 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                            بواسطة ibrahim aly awaly
                             
                            يعمل...
                            X