طالب «ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت في مصر»، بإقفال الفضائّيات «الشيعيّة»، لأنّها تشكّل «خطراً حقيقياً»، بحسب تعبير سامح عبد الحميد، عضو الدعوة السلفيّة.
وخلال الأيّام الماضية، بدا «الائتلاف» كأنّه يواجه «مسألة حياة أو موت»، مكرّراً نداءاته لوقف فضائيّات عدّة يلتقطها «نايلسات». وقد تفرّغ لرصد 22 قناة، منها فضائية «طه» الموجّهة للأطفال، لأنّها «تبث الإرهاب والكراهية والتطرّف»، بحسب ما جاء في بلاغ تقدّم به تحت رقم 8929/عرائض لسنة 2015. وأُرفق البلاغ باسطوانات مدمجة عليها مقتطفات من برامج تلك القنوات.
يقول مؤسس وأمين الائتلاف ناصر رضوان لـ «السفير»: «نطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإقفال تلك القنوات فوراً، فهي خطر على المصريين لأنَّها لا تتوقَّف عن نشر المذهب الشيعي وتسيء للصحابة». ويضيف: «قمنا برصد مشاهد من تلك القنوات تؤكِّد أنّها تنشر أفكاراً تتعارض ومواثيق حقوق الإنسان، فهي تدعو إلى الكراهية والتطرّف وتهين الإسلام السنّي. كما أن قناة «طه» تشجع الأطفال على ثقافة الثأر وتظهرهم بملابس سوداء، كما تعلّمهم الصلاة والوضوء على الطريقة الشيعيّة»، على حدّ تعبيره.
من جهته، يقول هشام شعبان الناشط في مجال حرية التعبير بأنّ «الفضائيّات السلفيّة لا تتردّد بتكفير الجميع ليل نهار، قبل أن تعيب على قنوات أخرى الدعوة للتطرّف». برأيه فإنّ «المطالبة بإقفال وسائل إعلام لأسباب مذهبيّة، دليل على التخلّف والرجعيّة، فكلّ المعتقدات يجب أن تحترم ولا يتعرّض أصحابها لترهيب».
بغضّ النظر عن مضمون القنوات الدينيّة بمذاهبها وتوجّهاتها كافّة، وما تعرضه من أفكار تستحقّ الرصد والنقد، إلا أنّ تلك الفضائيّات ليست وافدة جديدة على الساحة المصريّة، ومن المستغرَب أن تخرج مطالبات التيّار السلفي بإقفالها في هذا التوقيت. لكنّ المبرّرات جاهزة بالنسبة لعضو الدعوة السلفية سامح عبد الحميد حمودة الذي يقول لـ «السفير» إنّ «القنوات الشيعيّة مُوجَّهة وممنهجة لتستهدف أطفالنا، مثل قناة «طه» وقناة «هدهد»، وتركز على تشويه العقيدة السنيّة». يتابع حمودة: «تبثّ تلك القنوات أخبار المناسبات الدينيّة والمناطق المقدسة عند الشيعة، وتروّج للتشيّع، وكذلك هناك خطورة كبيرة على أطفالنا من تشويه قصص الأنبياء ونقلها من وجهة نظر شيعية، وبالتأكيد يجب إقفال تلك القنوات، لأنّها تبث كراهية الصحابة، وتربّي الطفل على اللطم». لكن، وفق هذا المنطق، لماذا لا يطالب السلفيون بإقفال قنوات أخرى مثلاً، تحمل أفكاراً متطرّفة، أو قنوات أجنبيّة تتعارض بتوجّهاتها مع الفكر السلفي، ويصوّبون على القنوات الشيعيّة حصراً؟ يقول حمودة: «مشكلة القنوات الشيعية أخطر إذ إنّها لا تستهدف مجرد عاداتنا وتقاليدنا المصرية فقط، بل تستهدف أمورًا شرعية وعبادات وأخلاقاً، فالأمر شرعي بالدرجة الأولى».
وسط الجوّ الطائفي والمذهبي المشحون في المنطقة، لم يعد أحد يتردّد في استخدام خطاب كراهيّة علنيّ. وذلك سائد على الفضائيّات الإخباريّة، فكيف بتلك المخصّصة للفتاوى والدعوات الدينيّة؟
يرفض الباحث في الفلسفة الإسلاميّة وعضو المكتب التأسيسي لحركة «علمانيون» أيمن كمال أيّ مطالبات بإقفال وسائل الإعلام على أساس طائفي. يقول لـ «السفير»: «لكلّ إنسان معتقده الخاص، وحريّة المعتقد مكفولة للجميع، وإن كنت أرفض تلقين الأطفال العقائد في وقت مبكر، وذلك يجب أن ينطبق على السنّة والشيعة وعلى الجميع».
التحريض المذهبي ليس بالأمر المستجدّ على الساحة الإعلاميّة المصريّة، خصوصاً عبر بعض الفضائيّات المملوكة من إسلاميين. أدّى ذلك إلى نتائج كارثيّة، إذ قتل في العام 2013 رجل الدين الشيعي حسن شحاتة، بعد اعتداء حشد غاضب عليه بالعصي والقضبان الحديديّة.
مصطفى فتحي
السفير بتاريخ 2015-05-27
وخلال الأيّام الماضية، بدا «الائتلاف» كأنّه يواجه «مسألة حياة أو موت»، مكرّراً نداءاته لوقف فضائيّات عدّة يلتقطها «نايلسات». وقد تفرّغ لرصد 22 قناة، منها فضائية «طه» الموجّهة للأطفال، لأنّها «تبث الإرهاب والكراهية والتطرّف»، بحسب ما جاء في بلاغ تقدّم به تحت رقم 8929/عرائض لسنة 2015. وأُرفق البلاغ باسطوانات مدمجة عليها مقتطفات من برامج تلك القنوات.
يقول مؤسس وأمين الائتلاف ناصر رضوان لـ «السفير»: «نطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإقفال تلك القنوات فوراً، فهي خطر على المصريين لأنَّها لا تتوقَّف عن نشر المذهب الشيعي وتسيء للصحابة». ويضيف: «قمنا برصد مشاهد من تلك القنوات تؤكِّد أنّها تنشر أفكاراً تتعارض ومواثيق حقوق الإنسان، فهي تدعو إلى الكراهية والتطرّف وتهين الإسلام السنّي. كما أن قناة «طه» تشجع الأطفال على ثقافة الثأر وتظهرهم بملابس سوداء، كما تعلّمهم الصلاة والوضوء على الطريقة الشيعيّة»، على حدّ تعبيره.
من جهته، يقول هشام شعبان الناشط في مجال حرية التعبير بأنّ «الفضائيّات السلفيّة لا تتردّد بتكفير الجميع ليل نهار، قبل أن تعيب على قنوات أخرى الدعوة للتطرّف». برأيه فإنّ «المطالبة بإقفال وسائل إعلام لأسباب مذهبيّة، دليل على التخلّف والرجعيّة، فكلّ المعتقدات يجب أن تحترم ولا يتعرّض أصحابها لترهيب».
بغضّ النظر عن مضمون القنوات الدينيّة بمذاهبها وتوجّهاتها كافّة، وما تعرضه من أفكار تستحقّ الرصد والنقد، إلا أنّ تلك الفضائيّات ليست وافدة جديدة على الساحة المصريّة، ومن المستغرَب أن تخرج مطالبات التيّار السلفي بإقفالها في هذا التوقيت. لكنّ المبرّرات جاهزة بالنسبة لعضو الدعوة السلفية سامح عبد الحميد حمودة الذي يقول لـ «السفير» إنّ «القنوات الشيعيّة مُوجَّهة وممنهجة لتستهدف أطفالنا، مثل قناة «طه» وقناة «هدهد»، وتركز على تشويه العقيدة السنيّة». يتابع حمودة: «تبثّ تلك القنوات أخبار المناسبات الدينيّة والمناطق المقدسة عند الشيعة، وتروّج للتشيّع، وكذلك هناك خطورة كبيرة على أطفالنا من تشويه قصص الأنبياء ونقلها من وجهة نظر شيعية، وبالتأكيد يجب إقفال تلك القنوات، لأنّها تبث كراهية الصحابة، وتربّي الطفل على اللطم». لكن، وفق هذا المنطق، لماذا لا يطالب السلفيون بإقفال قنوات أخرى مثلاً، تحمل أفكاراً متطرّفة، أو قنوات أجنبيّة تتعارض بتوجّهاتها مع الفكر السلفي، ويصوّبون على القنوات الشيعيّة حصراً؟ يقول حمودة: «مشكلة القنوات الشيعية أخطر إذ إنّها لا تستهدف مجرد عاداتنا وتقاليدنا المصرية فقط، بل تستهدف أمورًا شرعية وعبادات وأخلاقاً، فالأمر شرعي بالدرجة الأولى».
وسط الجوّ الطائفي والمذهبي المشحون في المنطقة، لم يعد أحد يتردّد في استخدام خطاب كراهيّة علنيّ. وذلك سائد على الفضائيّات الإخباريّة، فكيف بتلك المخصّصة للفتاوى والدعوات الدينيّة؟
يرفض الباحث في الفلسفة الإسلاميّة وعضو المكتب التأسيسي لحركة «علمانيون» أيمن كمال أيّ مطالبات بإقفال وسائل الإعلام على أساس طائفي. يقول لـ «السفير»: «لكلّ إنسان معتقده الخاص، وحريّة المعتقد مكفولة للجميع، وإن كنت أرفض تلقين الأطفال العقائد في وقت مبكر، وذلك يجب أن ينطبق على السنّة والشيعة وعلى الجميع».
التحريض المذهبي ليس بالأمر المستجدّ على الساحة الإعلاميّة المصريّة، خصوصاً عبر بعض الفضائيّات المملوكة من إسلاميين. أدّى ذلك إلى نتائج كارثيّة، إذ قتل في العام 2013 رجل الدين الشيعي حسن شحاتة، بعد اعتداء حشد غاضب عليه بالعصي والقضبان الحديديّة.
مصطفى فتحي
السفير بتاريخ 2015-05-27