النص التالي منقول
............................................
قال رواة السلطة إنه سمي بالصديق لأن النبي(صلى الله عليه وآله) أخبر المشركين بمعراجه فكذبوه، وصدقه أبو بكر، فسمي الصديق .(تفسير الطبري:15/12).
لكن :
قال صاحب الصحيح من السيرة (3/288، و6/14، و4/45) إن تسميته بالصديق كانت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) ، وإن الروايات الصحيحة تنص على أن الصديق لقب لعلي(عليه السلام) دون أبي بكر . فعن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) : «الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل ياسين، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» . فقد حصر النبي(صلى الله عليه وآله) الصديقين بالثلاثة وهو ينافي تسمية أبي بكر بالصديق. وعن معاذة قالت: سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الاكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر! ينفي بذلك تسميتهم لأبي بكر .وتدل رواية ابن سعد (3/120) على أن الناس سموه به وليس النبي (صلى الله عليه وآله) ، قال عبد الله عمرو بن العاص:« سميتموه الصديق وأصبتم اسمه ».
وقد صححوا هم أحاديث تسمية النبي(صلى الله عليه وآله) علياً بالصديق الأكبر والفاروق بين الحق والباطل !
ففي كبير الطبراني:6/269، ومجمع الزوائد:9/101:«عن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ النبي(صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين» والإستيعاب:4/1744، وكنز العمال:11/616، و:13/122، عن مصادر عديدة، وقال في الكشف الحثيث/144، عن راوي الحديث عباد بن عبد الله الأسدي: « واعلم أن ابن حبان ذكر عباداً في ثقاته، روى له في الخصائص هذا الحديث » .
وقال الذهبي في سيره:23/79: «إسناده واه » وقال في ميزان الإعتدال:2/416:« قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك . قلت: قد أغنى الله علياً عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل ».
ثم رواه الذهبي في ميزان الإعتدال:3/101، عن النسائي في الخصائص ولم يضعفه .
ورواه ابن حجر في الإصابة:7/293، ولم يضعفه .
و لاحجة لهم في تضعيف راويه، وهم بذلك يحاولون نفي اللقب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه يكشف أن تسميتهم لأبي بكر به إنما هي منافسة لعلي(عليه السلام) !
وأقوى منه حديث لا يستطيعون تضعيفه، رواه ابن ماجه(1/44)، عن علي(عليه السلام) ، قال: «أنا عبد الله، وأخو رسوله(صلى الله عليه وآله) وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ! صليت قبل الناس لسبع سنين . في الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال، وقال: صحيح على شرط الشيخين » والحاكم:3/112، ومجمع الزوائد:9/101، ومصنف ابن أبي شيبة:7/498، والآحاد والمثاني للضحاك :1/148، و151، وكتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم/584، وسنن النسائي:5/106، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي/46، وتاريخ دمشق:42/32، والتاريخ الكبير للبخاري:4/23، وتفسير الثعلبي:5/85، وتهذيب التهذيب:4/179، عن النسائي، وقال عن راويه سليمان بن عبد الله: قال ابن عدي لا أعرف له غيره ولا يتابع عليه كما قال البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال في شرح النهج:4/122: «واعلم أن أمير المؤمنين ما زال يَدَّعِي ذلك لنفسه ويفتخر به ويجعله في أفضليته على غيره ويصرح بذلك، وقد قال غير مرة: أنا الصديق الأكبر والفاروق الأول، أسلمت قبل إسلام أبي بكر وصليت قبل صلاته . وروى عنه هذا الكلام بعينه أبو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف (1/167) وهو غير متهم في أمره . ومن الشعر المروي عنه في هذا المعنى الأبيات التي أولها:
محمدٌ النبيُّ أخي وصهري**** وحمزةُ سيدُ الشهداء عمي
سبقتكم إلى الإسلام طراً**** غلاماً ما بلغت أوان حلمي».
~ ~
أما تسمية عمر بالفاروق فقالوا سماه به الله تعالى لأنه قتل منافقاً ففرق بين الحق والباطل على لسانه، فسمي الفاروق (السير الكبير:1/270، والدر المنثور:2/181).
ولا يصح ذلك، لأن قصة قتل المنافق لم تثبت فلم يسمح النبي(صلى الله عليه وآله) بقتل أحد من المنافقين . وإن ثبتت لا تستحق هذا الإسم !
والصحيح ما قاله الزهري:«بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر: الفاروق وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئاً »!(تاريخ المدينة:2/662).وهذا يرد ما رواه ابن ذكوان قال: «قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق ؟ قالت: النبي »! (تاريخ المدينة:2/662).
والصحيح أن الفاروق لقب من النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام) ، وصادروه منه لعمر!
ففي لسان الميزان:1/357، عن ابن أبي ليلي الغفاري أنه سمع النبي(صلى الله عليه وآله) يقول: ستكون فتنة بعدي فالزموا علياً، فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء العليا، وهو الفارق بين الحق والباطل ».
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
............................................
قال رواة السلطة إنه سمي بالصديق لأن النبي(صلى الله عليه وآله) أخبر المشركين بمعراجه فكذبوه، وصدقه أبو بكر، فسمي الصديق .(تفسير الطبري:15/12).
لكن :
قال صاحب الصحيح من السيرة (3/288، و6/14، و4/45) إن تسميته بالصديق كانت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) ، وإن الروايات الصحيحة تنص على أن الصديق لقب لعلي(عليه السلام) دون أبي بكر . فعن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) : «الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل ياسين، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» . فقد حصر النبي(صلى الله عليه وآله) الصديقين بالثلاثة وهو ينافي تسمية أبي بكر بالصديق. وعن معاذة قالت: سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الاكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر! ينفي بذلك تسميتهم لأبي بكر .وتدل رواية ابن سعد (3/120) على أن الناس سموه به وليس النبي (صلى الله عليه وآله) ، قال عبد الله عمرو بن العاص:« سميتموه الصديق وأصبتم اسمه ».
وقد صححوا هم أحاديث تسمية النبي(صلى الله عليه وآله) علياً بالصديق الأكبر والفاروق بين الحق والباطل !
ففي كبير الطبراني:6/269، ومجمع الزوائد:9/101:«عن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ النبي(صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين» والإستيعاب:4/1744، وكنز العمال:11/616، و:13/122، عن مصادر عديدة، وقال في الكشف الحثيث/144، عن راوي الحديث عباد بن عبد الله الأسدي: « واعلم أن ابن حبان ذكر عباداً في ثقاته، روى له في الخصائص هذا الحديث » .
وقال الذهبي في سيره:23/79: «إسناده واه » وقال في ميزان الإعتدال:2/416:« قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك . قلت: قد أغنى الله علياً عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل ».
ثم رواه الذهبي في ميزان الإعتدال:3/101، عن النسائي في الخصائص ولم يضعفه .
ورواه ابن حجر في الإصابة:7/293، ولم يضعفه .
و لاحجة لهم في تضعيف راويه، وهم بذلك يحاولون نفي اللقب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه يكشف أن تسميتهم لأبي بكر به إنما هي منافسة لعلي(عليه السلام) !
وأقوى منه حديث لا يستطيعون تضعيفه، رواه ابن ماجه(1/44)، عن علي(عليه السلام) ، قال: «أنا عبد الله، وأخو رسوله(صلى الله عليه وآله) وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ! صليت قبل الناس لسبع سنين . في الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال، وقال: صحيح على شرط الشيخين » والحاكم:3/112، ومجمع الزوائد:9/101، ومصنف ابن أبي شيبة:7/498، والآحاد والمثاني للضحاك :1/148، و151، وكتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم/584، وسنن النسائي:5/106، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي/46، وتاريخ دمشق:42/32، والتاريخ الكبير للبخاري:4/23، وتفسير الثعلبي:5/85، وتهذيب التهذيب:4/179، عن النسائي، وقال عن راويه سليمان بن عبد الله: قال ابن عدي لا أعرف له غيره ولا يتابع عليه كما قال البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال في شرح النهج:4/122: «واعلم أن أمير المؤمنين ما زال يَدَّعِي ذلك لنفسه ويفتخر به ويجعله في أفضليته على غيره ويصرح بذلك، وقد قال غير مرة: أنا الصديق الأكبر والفاروق الأول، أسلمت قبل إسلام أبي بكر وصليت قبل صلاته . وروى عنه هذا الكلام بعينه أبو محمد بن قتيبة في كتاب المعارف (1/167) وهو غير متهم في أمره . ومن الشعر المروي عنه في هذا المعنى الأبيات التي أولها:
محمدٌ النبيُّ أخي وصهري**** وحمزةُ سيدُ الشهداء عمي
سبقتكم إلى الإسلام طراً**** غلاماً ما بلغت أوان حلمي».
~ ~
أما تسمية عمر بالفاروق فقالوا سماه به الله تعالى لأنه قتل منافقاً ففرق بين الحق والباطل على لسانه، فسمي الفاروق (السير الكبير:1/270، والدر المنثور:2/181).
ولا يصح ذلك، لأن قصة قتل المنافق لم تثبت فلم يسمح النبي(صلى الله عليه وآله) بقتل أحد من المنافقين . وإن ثبتت لا تستحق هذا الإسم !
والصحيح ما قاله الزهري:«بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر: الفاروق وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئاً »!(تاريخ المدينة:2/662).وهذا يرد ما رواه ابن ذكوان قال: «قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق ؟ قالت: النبي »! (تاريخ المدينة:2/662).
والصحيح أن الفاروق لقب من النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام) ، وصادروه منه لعمر!
ففي لسان الميزان:1/357، عن ابن أبي ليلي الغفاري أنه سمع النبي(صلى الله عليه وآله) يقول: ستكون فتنة بعدي فالزموا علياً، فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء العليا، وهو الفارق بين الحق والباطل ».
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
تعليق