إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لاهوت الإمامة في مواجهة القرآن والنبوة والعروبة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لاهوت الإمامة في مواجهة القرآن والنبوة والعروبة

    لاهوت الإمامة في مواجهة القرآن والنبوة والعروبة


    الباحث العراقي نبيل الحيدري يبحث من خلال عمله الجديد دور الفرس التاريخي في انحراف التشيع



    يسعى الباحث العراقي نبيل الحيدري في كتابه “التشيع العربي والتشيع الفارسي، دور الفرس التاريخي في انحراف التشيع”، الصادر عن “دار الحكمة” بلندن، إلى تفكيك عناصر المسار التدليسي التزويري الذي مارسه الخطاب الفارسي، ليس ضد عناصر التشيع العربي فحسب، ولكن ضد الإسلام ككل.
    كان الفتح العربي الإسلامي لبلاد فارس الذي زرع جرحا غائرا في الكبرياء الفارسي الحدث المفجر لهذا المسار. الغرور الفارسي لم يهضم أبدا صدمة انهيار الإمبراطورية الفارسية على يد العرب المسلمين، بل ظل يعيش لحظة ما قبل الفتح الإسلامي وجدانيا وعقائديا وسياسيا، وحاول إنتاج نوع خاص من الإسلام يتماهى مع هذه اللحظة، ويعيد إنتاجها داخل السياق الإسلامي. خطاب التشيع الفارسي كان هو الخلاصة التي بلورها وعي الفرس المأزوم لينتقم لإمبراطوريته التي أسقطها الإسلام.

    ثقافة ثأرية

    عمد التشيع الفارسي إلى إحياء منطق الملكية الفارسية الذي كان ينسب إلى الملوك قدرات فائقة، ويحيطهم بهالة من المبالغة والغلو. وجد ضالته في ما يسميه الحيدري “لاهوت الإمامة”، الذي يقوم على الغلو في الأئمة، ونسبة قدرات خارقة إليهم، ووضع الإمامة في مقام أعلى من النبوة، وخلق نسب فارسي لها، وقطع كل صلاتها بالنسب العربي. يبدو هذا النزوع واضحا في سيرة سلمان الفارسي الذي نسب إليه انكشاف الغطاء وعلمه بالأسرار وصفات تقديسية وقدرات فائقة، وصولا إلى اختراع قصة شهربانو الفارسية بنت كسرى، التي تزوجها الإمام الحسين والتي صارت أمّا لتسع من الأئمة الاثني عشر في محاولة لربط النسب الكسروي بالتشيع الفارسي، ونفي أيّة صلة ممكنة له مع العروبة.
    شكل الغلوّ في الأئمة عصب التشيع الفارسي وروحه وتمّ اختلاق شبكة كبيرة من الأحاديث، التي لا سند يثبت صحتها والتي تتهاوى بسهولة إذا ما عرضت على مصادر الإسلام التي لا خلاف عليها كالقرآن والحديث النبوي وسيرة الصحابة والأئمة، كما تم اختلاق مظلومية شيعية من خلال مرويات ضعيفة من قبيل اعتداء عمر بن الخطاب على منزل الزهراء وكسر ضلعها إضافة إلى اتهام السنة بقتل الحسين.
    يتحدث الحيدري في مقابلة تلفزيونية حول هذه المرويات التي أسست لخطاب الثأر الذي يتجلى في رفع شعار “يا لثارات الحسين” وغيرها. يعتبر أن هذه الثقافة الثأرية التي تتجه بالعداء نحو السنة لا تستند على أسس فعلية تاريخية ومنطقية، إنما هي جزء من عملية عداء الفرس للعرب. أبرز آثار التشيع الفارسي كان إشاعة سب الخلفاء ولعنهم، وصب الاهتمام على البحث في الإمامة وإهمال دراسة التوحيد، إضافة إلى تبني منطق التقية، التي اعتبرت أصلا من أصول الدين، إذ قال الخميني بصددها “وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم، وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم”.
    شكلت ممارسة التقية تبريرا لكل الالتباس والتناقض في المرويات الشيعية الفارسية، فقد أسست لخطاب متناثر مبعثر، يتكون من طبقات كثيرة يمكن استعمال أيّة طبقة منها في لحظة معينة. كذلك تم إدخال الطقوس والبدع من قبيل التبرّك بالقبور وتقديسها، ونسبة قدرات شفائية وإعجازية إلى طينها وترابها، والقول بتحريف القرآن وكل هذه الممارسات لا وجود لها في الإسلام.

    لا معقولية الطقوس

    طقسية ولامعقولية التشيع الفارسي تتجلى في عناوين أبواب “كامل الزيارات” لابن قولويه القمي. كعنونته للباب 59: “من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه”، وعنونة الباب 92: “إن طين قبر الحسين شفاء وأمان”. وغيرهما من العناوين الغريبة حقا.
    النظر إلى نشأة طقوس إحياء ذكرى قتل الحسين، تبيّن ربط الديني بالسلطوي في التشيع الفارسي. يذكر ابن كثير في البداية والنهاية بداية طقوس اللطم والسواد والعزاء، فيردها إلى البويهيين الشيعة، الذين سيطروا على دولة الخلافة العباسية بين عامي 334-447 هجرية. فيقول “في عاشر المحرم من هذه السنة، أمر معز الدولة بن بويه، أن تغلق الأسواق، وأن يلبس الناس المسوح من الشعر، وأن تخرج النساء حاسرات عن وجوههن، ناشرات شعورهن في الأسواق، يلطمن وجوههن، ينحن على الحسين بن علي، ففُعل ذلك، ولم يمكن أهل السنة منع ذلك، لكثرة الشيعة، وكون السلطان معهم”.
    هذه الطقوس تبلورت في عهد الصفويين، 907-1148هجرية، وقد بلغ الاهتمام بها إلى حد إرسال بعثات إلى دول أوروبا المسيحية من أجل اقتباس بعض طقوسهم والاستفادة منها. المفكر الإيراني علي شريعتي يعرض في كتابه “التشيع العلوي والتشيع الصفوي” أنه للاهتمام الكبير بصناعة الطقوس واستجلابها، “استحدث منصب وزاري جديد باسم وزير الشعائر الحسينية.
    ذهب وزير الشعائر الحسينية إلى أوروبا الشرقية وأجرى هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسيم الدينية والطقوس المذهبية، والمحافل الاجتماعية المسيحية، وأساليب إحياء ذكرى السيد المسيح”. كل ذلك أدّى إلى “ظهور موجة جديدة من الطقوس والمراسم المذهبية، لم يعهد لها سابقة في الفلكلور الشعبي الإيراني، ولا في الشعائر الدينية الإسلامية ، ومن بين تلك المراسيم النعش الرمزي، والضرب بالزنجيل والأقفال، والتطبير، واستخدام الآلات الموسيقية”.التشيع الفارسي يشن حربا ضد دعوات التقريب بين المذاهب
    شن التشيع الفارسي حربا شعواء على كل دعوات التقريب بين المذاهب، وقد كانت أبرزها محاولة نادرشاه، الذي ظهر في خراسان واستلم قيادة الجيش وحقق انتصارات جبارة وفتح الهند عام 1738.
    حاول نادر شاه إزالة مظاهر الخلاف والشقاق التي تباعد بين المسلمين، والدفع في اتجاه اعتبار المذهب الجعفري مذهبا خامسا. أقام مؤتمرا إسلاميا كبيرا في النجف، دعا إليه كبار فقهاء السنة والشيعة، وكان من نتائجه الاتفاق على “وجوب رفع السب، وعدم تفضيل الصحابة بعضهم على البعض الآخر، وكل من يخالف هذه الوثيقة ويعيد السب، فإنه يستحق غضب الشاه”. لكنه اغتيل في النهاية. يعرض الكاتب كذلك للجهد الفارسي الذي بذل من أجل ضرب محاولات الإصلاح التي تبناها علماء الشيعة العرب من أمثال محمد حسين فضل الله، وهاشم معروف الحسني ومحسن الأمين ومهدي الحيدري ومحمد شمس الدين ومحمد جواد مغنية، ومحمد حسين كاشف الغطاء.

    الغيبي والسياسي

    التوأمة بين الغيبي والسياسي برزت بشكل واضح في فكرة الإمام الغائب المهدي، الذي سيظهر عاريا أمام قرص الشمس، كما تقول المرويات الشيعية الفارسية، والسلطة المطلقة التي أنيطت للولي الفقيه، الذي يمثل آخر تمظهرات التشيع الفارسي، مستمدة من الإمام المهدي، الذي يتصل به الولي الفقيه، ويحكم من خلاله.
    هذا المنطق ألغى السياسة تماما، وجعلها رهينة اللامعقول الذي نعيش اليوم تداعياته، وحوّل الممارسة الدينية إلى حالة طقسية غيبية غامضة منفصلة عن العالم، ولكنها تدّعي القدرة على إدارة شؤونه في الوقت نفسه. هل يمكن بعد ذلك أن نفهم بأن المهدي المنتظر الذي يحمل الولي الفقيه لواءه ويتصرف وفق ما يمليه عليه، ما هو إلا مشروع حرب طائفية مفتوحة بين الشيعية الفارسية وكل المسلمين الآخرين وخاصة العرب. التشيع الفارسي سيطر على مجمل التشيع لأن هناك دولة وراءه كما يقول الحيدري في حين أن التشيع العربي ليس له من يحميه

  • #2
    الخلاصه عندما يضعف العراق تركبه ايران !!! من ايام كسري الي يومنا هذا

    تعليق


    • #3


      استغفر الله ،

      تعليق


      • #4
        التشيع العربى لنبيل الحيدرى كتاب جرئ فى رؤية أكاديمية

        بقلم: عبد الحسين صالح الطائى


        تبحرتُ في قراءة كتاب جديد يحمل عنوان (التشيع العربي والتشيع الفارسي)، صدر حديثاً في 2014عن دار الحكمة بلندن للباحث العراقي نبيل الحيدري.تضمن الكتاب مجموعة أبحاث واسعة ومتخصصة تناولت مسائل حساسة يصعب الخوض بها لأنها تتعلق بانحراف التشيع عن مبادئ الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وعن قيم أهل البيت وحركتهم الثقافية والفكرية والعقائديةوالاجتماعية والسياسية، وتحول الكثير من أبعادها إلى ثقافات مغايرة وطقوس غريبة وممارسات منسوبة بشكل خاطئ إلى التشيع العربي الصحيح وإلى الإمام علي وأئمة أهل البيت وهم بُراء من هذه الأمور. فالكتاب يبحث فى الأثر الفارسى الذى أدخل فى التشيع مختلف الإنحرافات الفكرية والإشكالات العقائدية والبدع على مرّ التاريخ منذ زمن الإمام علي، وأوائل تلك الظواهر الفارسية ومواقف الإمام المعارضة لها بشدة، وكذلك المراحل اللاحقة لأبنائه الأئمة الأبرار. غطى البحث الفرق الشيعية التي نشأت في العصور الأولى وزمن الأئمة وما بعدها، وأختلاف الرؤى العقائدية والأفكار المختلفة في تلك العصور ورؤيتها المتباينة للإمامة والإمام ومجالات تفرعها. وقد وضع الباحث يده على بداية الإنحراف وأساسه وتطوره، ومدى تعامل الأئمة معه ورفضهم لكل أنواع الغلو، مؤكداً ذلك من خلال رجوعه إلى المصادر الأولية الأصلية والمراجع التاريخية التي تشير إلى أن الكثير من هذه العقائد والأفكار والطقوس لم تكن موجودة في زمن الأئمة، وأنما أُسّستْ لاحقاً لأغراض سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة وتم تغليفها بإطار ديني لتضيف لها قدسية وروحانية تحرك مشاعر الناس نحوها من هذه المنطلقات. وتضمن الكتاب مجموعة كبيرة من المواضيع المهمة التي تشير إلى بدايات التشيع الفارسي منها، ظاهرة سلمان الفارسي والروايات الغريبة المليئة بالخرافات التي تنافى القرآن الكريم وروحه ومبادئه كلياً. وظاهرة عبدالله بن سبأ والغلو في الإمام علي إلى درجة الربوبية والطعن بالخلفاء الراشدين. وأشار الباحث إلى البعض ممن غالوا بدرجة كبيرة في أئمة أهل البيت وإلى حركة الغلو الفارسية أيام الدولة العباسية والدولة البويهية والدولة العبيدية الفاطمية والدولة الصفوية ومدى تحالف الوعاظ مع السلاطين، وكذلك تناول اشكالية التوحيد والقرآن والنبوة في التشيع الفارسي ودرجة الغلو. وتمكن من تسليط الضوء على بعض المحطات الحساسة التي تتعلق بموضوع التقية في التشيع الفارسي ولقاء المهدي المنتظر في ادعاءات التشيع الفارسي، وإلى ثقافة التكفير والبغضاء واللعن في التشيع الفارسي. وتطرق إلى الكثير من المواضيع المهمة التي تدور في هذا الإطار، ولكنه توسع في موضوع الخميني وولاية الفقيه، وتُوج بحثه بمقارنة بين المرجعية العربية والمرجعية الفارسية. فالبحث عبارة عن قراءة موضوعية لباحث تمرس العمل الأكاديمي وعاش فترة طويلة في كنف المؤسسة الدينية الشيعية، لذا يؤكد بأن إثارته لهذا الموضوع الحساس هو لإزالة اللبس وتوضيح مفاهيم مهمة تعمل على تجسير الكثير من الهفوات والمآخذ على مسألة التشيع العربي، لاسيما أن الأديان السماوية والمذاهب المتفرعة منها، قد مرّت بهذا المخاض الكبير بمختلف المراحل الزمنية، وتعرض الكثير من المفكرين والباحثين لمختلف أشكال النقد والقذف لمجرد ابداءهم رأياً يُعد مخالفا لهذه الطائفة أو تلك. إن ما يطرحه الحيدري في كتابه، أصبح اليوم من الأشياء المتداولة في أحاديث الكثير من الناس، ويحوي الكثير من الأمور التي بالتأكيد ستثير حفيظة الكثير ممن لديهم قناعة راسخة غير قابلة لتقبل مفاهيم جديدة في حقيقتها تصب في مجرى التقارب إذا نُظِر إليها بعين ايجابية. وتناول الحيدري بعمق دور التأثير الفارسي على التشيع وانحرافه من خلال ما ذكرته المصادر عبر المراحل الزمنية المختلفة، لاسيما الفرس الذين تشيعوا في الكوفة يحملون تراثاً في تقديس الملوك ووضع ألقاب الإله عليهم، حيث أصبح ملك الفرس في نظرهم بمصاف الآلهة، وبعد أن تبنوا التشيع نقلوا ثقافتهم معهم، وأدخلوا تلك الهالة، أي أخذوا صفات التقديس لملوكهم وأدخلوها في التشيع، فتحول الأمر إلى تقديس الأئمة إلى درجة الغلو، ثم الطعن بأي مخالف لهم. واستمر هذا التأثير الفارسي في كل المراحل التاريخية من الدولة البويهية ثم الدولة الصفوية وحتى عصرنا الراهن الذي لا يخلو من التأثير المباشر للمرجعيات الفارسية. يرى الحيدري بأن هذه المتغيرات لم تأتِ بين ليلة وضحاها، وإنما مرت بمراحل تأريخية كثيرة، مؤكداً بأن مسألة التحريف قد بدأت منذ وقت طويل بدرجات متباينة، وتعززت في عهد الدولة البويهية، وليس كما يذكر البعض من الباحثين بأنها قد بدأت مع الدولة الصفوية، لذا يتطلب من الباحثين والمهتمين بهذه الأمور التوقف عندها ومعرفة حقيقة وطبيعة التحريف والتزييف في تلك الحقائق والقيم، لأن الوصول إلى الحقيقة يزيل الكثير من الغموض والسلبيات التي تعاني منها الأمة بشكل سلبي، وتفتح الطريق أمام الكثير من الباحثين في التعمق في هذه المجالات دون حرج لغرض وضع الأمور في إطارها الحقيقي. وذكر الباحث في أكثر من موضع بأنه لم يقصد الإساءة إلى الشعب الإيراني أو الفارسي، بل هو يحترم الشعب الايراني وتاريخه الزاخرين بالثقافة والفكر والأدب والفن والإبداع، فهو يمدح أشخاصاً ورموزاً منهم: (على شريعتي ومرتضى مطهري وعبدالكريم سروش وجلال آل أحمد ومحسن كديور وغيرهم)، ولكنه تناول تأثير رموز معينة ومحدودة لهم دورهم وتأثيرهم على السلطتين السياسية والدينية في الانحراف الشيعي، لاسيما خلال مرحلة الدولة البويهية الفارسية(946– 1055م)، التي جرى فيها تحالف السلطة الدينية التي مثلها من الفرس كل من (الكليني والقمي والطوسي)مع سلطة الحكومة (كوعاظ للسلاطين)، نتج عن ذلك التحالف اصدار أربعة كتب: (الكافى ومن لايحضره الفقيه والإستبصار وتهذيب الأحكام)، تحمل الكثير من الانحرافات والبدع والكثير من الطقوس الفارسية التي اقحمت في الفكر والتراث والدين والعقيدة الشيعية، فيها الكثير من الغلو للأئمة، فأصبحت مراجع أعلى للحديث لكل من جاء بعدهم، تحمل أبعاداً غريبة ترتب عليها تكفير الآخر المختلف. وأشار الباحث إلى دور البعض من الفقهاء العرب من أمثال (محسن الأمين العاملي ومحمد رضا المظفر ومحمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين ومحمد جواد مغنية وهاشم معروف الحسني ومهدى الحيدرى) وكذلك محاولات البعض من الباحثين في مجال علم الاجتماع من أمثال (د.علي الوردي في كتابيه – وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري، ومحاولة د.إبراهيم الحيدري في كتابه – تراجيديا كربلاء، ود. جواد علي في كتابه – المهدي المنتظر عند الشيعة الإثني عشرية)، في عملية اصلاح تلك الانحرافات، ولكنهم واجهوا مراكز القرار والسلطة والنفوذ، وقد اتهم بعضهم بشتى التهم لغرض افشال مشاريعهم الاصلاحية. وبعد أن حلت الدولة الصفوية (1501– 1736م)، توسع دورها بشكل كبير في انحراف التشيع العربي وتأسيس التشيع الفارسي، لاسيما في زمن سطوتها آبان عهد الشاه إسماعيل حيدر الصفوي (1478– 1524م)، الذي جمع بين السلطتين الدينية والدنيوية، وقد أحاط به العديد من وعاظ السلاطين، من أمثال المجلسي صاحب البحار، الذين أسهموا في إلغاء الآخر المختلف، وفي تحويل إيران إلى التشيع الفارسي، بأساليب قهرية لتكون في مواجهة الدولة العثمانية السنية.كان التشيع الفارسي مبني على مفاهيم خاطئة، لا تخلو من البغضاء والأحقاد والتكفير والسباب للخلفاء الراشدين وزوجات الرسول(ص)، لاسيما عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر.واعتبار من لا يؤمن بالولاية هم أولاد زنا غير شرعيين وغيرها من الأمور التي لم تعد مقبولة الآن بعد أن توسعت دائرة المعارف. ولم يغفل الباحث دور بعض الفقهاء من العرب في انحيازهم إلى التشيع الفارسي، بعضهم ندم وعاد متحمساً للعروبة والوطنية، وبعضهم من استقر في الدولة الصفوية في ايران واستفاد منها كثيراً، وحصل على مالم يحلم به من مناصب ومكاسب وسلطات دنيوية كالكركي والبهائي من لبنان. وهناك من الفرس والأتراك من وقف بالضد من الدولة الصفوية وحكومتها وفسادها وعقائدها وانحرافها، وانحاز إلى مسيرة الإمام علي(ع) ومبادئه مثل: (علي شريعتي ومحمد تقي القمي ومحمد صالح المازندراني وإبراهيم جناتي والمقفع وجلال آل أحمد وعبدالكريم سروش وغيرهم). وهنا ينبغي التمييز بين رموز التحريف وبين عموم أبناء الشعب الايراني المحترم. ما يعزز من قيمة البحث استناده على الكثير من المصادر الشيعية الأساسية وحتى المخطوطة منها التي اسهمت في أمور التحقيق والتدقيق، وكذلك اعتمد الباحث على المصادر الأخرى كالمعتزلة والزيدية والإسماعيلية والأشعرية والسنية المختلفة، ولم يغفل مساهمات الكثير من المستشرقين الذين تناولوا جوانب من تلك الأبحاث، مثل: (برنارد لويس، يوليوس فلهوزن، وفريدليندر، وكاتياني، ودوزي وسنر وسبنسر ووانسبرو ووارنر وواط وغيرهم). وقد انتقد الحيدري طريقة الاعتماد على النقل الخارجي والأخبار غير الموثوقة المرسلة بدون مراجعة المصادر الشيعية المعتمدة نفسها، والحقيقة تقال بأنه ما أكثر النقل عن السماع وما أقل التحقيق والتدقيق والموضوعية والحيادية. وقد أكد الحيدري على وجود حالة اختراق في المذهب الشيعي تناولها بأكثر من موضع، ودعا إلى ضرورة التدقيق والتحقيق في الروايات والأحاديث المدسوسة المنتشرة التي تحمل بين طياتها ثقافة مرفوضة ديناً وعقلاً، ثقافة مليئة بالأحقاد والكراهية ضد الخلفاء الراشدين واتباعهم وغيرهم من الرموز الإسلامية. ولكن يبقى الهدف السامي من أي بحث هو الوقوف على حقيقة الأمور، ومعالجة الأخطاء وتصحيح المسار، ومن لدية موقف مغاير أن يتخذ طريق العلم والحجة بالحجة وليس بالسباب والكراهية والمواقف المسبقة. وإن التقارب الحقيقي ينبع من تنقيح التراث ومعرفة كيفية تجاوز وتخطي أسباب الغلو والتكفير لغرض الوصول إلى ثقافة تحمل معاني السلام والمحبة والتسامح، لأن العلة منا وفينا وعلينا تشخيصها وعلاجها. حقيقة استفدتُ كثيراً من معطيات البحث لكونه يعتمد على منهج أكاديمي واضح، وجهد كبير في البحث عن الحقيقة من خلال التحليل العلمي للأحداث، واستشهاده بكثير من أقوال الأئمة من أهل البيت الذين رفضوا الغلو الذي يعارض القرآن الكريم وسيرة الرسول وروح الدين والعقل السليم. ومن الأمور المهمة وقوف الكاتب بالضد من كل أنواع الفتاوى التكفيرية ضد الآخر المختلف. وبالإضافة إلى ذلك الحيادية التي التزم بها الباحث باعتماده على مجموعة كبيرة من المصادر التي بلغت أكثر من ألف ومائتي مصدر ومرجع، أهمها أمهات الكتب الشيعية الأصلية التي استشهد بها الكاتب سواء كانت تقف بالضد أو مع أي موضوع يتطرق إليه، مهما كانت درجة الحساسية فيه. وهنا لابد من القول بأن هذا الكتاب بالتأكيد سوف ينال الكثير من النقد والتعليق، سلباً وايجاباً، لأهميته، وكونه قد تفرد في طرح الكثير من الأمور الجدلية الحساسة التي يتجنبها أي باحث. لذا أدعو كل من يقرأ هذا الكتاب أن يلتزم الحيادية وأن يُبرز الجانب الأكاديمي للبحث لكي تعم الفائدة، لأن الغلو سواء كان في المدح أو الذم يصب في مجرى التطرف، والموقف الشخصي المسبق من الباحث لا يخدم عملية التواصل بالحوار، وبالتالي تنعدم فائدة التقييم الأكاديمي. فمن الضروري أن ينصب الاهتمام بمحتوى الكتاب، لأنه أصبح الآن في الأسواق، شئنا أم أبينا، فهو متاح وفي متناول أيدي الكثير من الباحثين والقراء، وفي تقديري، الرد على الباحث في الأمور التي يراها الغير مخالفة يجب أن يأخذ المجرى الأكاديمي والحضاري المدعوم بالوثائق والمصادر والمعزز بالآراء المنطقية. وبهذا نؤسس ونبني لثقافة مهمة جداً في كيفية تقبل الآخر المختلف. أتذكر جيداً الحدث الذي تعرض له الحيدري أثناء مقابلة له مع قناة البغدادية الفضائية، عندما حصل موقف متشنج من الاعلامي الذي كان يحاوره لمجرد أنه أبدى رأياً مخالفاً، اعتبره المحاور خطاً أحمر، في اعتقادي، لو أن المحاور استرسل معه بالحوار والرد الحضاري المبني على الوقائع والأدلة، لتفادى الإحراج، وبالتأكيد لكانت النتائج أفضل لكل الأطراف وخاصة جموع المشاهدين الذين بحاجة إلى هكذا نوع من الحوار الثقافي الذي تتضح فيه الكثير من الأمور الملتبسه. لقد ذكر الحيدري محاولات جادة للتقريب بين السنة والشيعة مثل مؤتمر نادر شاه الذى عقد فى 11 كانون الأول عام 1734 بين عشرات العلماء من السنة والشيعة الذين وقّعوا على وثيقة هامة فى تحريم التكفير للخلفاء الراشدين وإزالة بدع الشاه إسماعيل الصفوى. وبهذا استشف من خلال مجرى البحث بأن الكاتب يعمل على تأسيس مشروع اصلاحي برؤية موضوعية يعالج فيها الإشكالات الفكرية والعقائدية والتاريخية والدينية التي تفرق بين الشيعة والسنة، وهذا بحد ذاته يعد مشروعاً كبيراً لتخطي النهج الطائفي المرير السائد في مجتمعنا، لاسيما بعد أن يتم الوقوف على حقيقة الأسباب المثيرة للعداء والكراهية ومن يقف وراءها. وهذا ما أكده الباحث بين ثنايا بحثه بأن التشيع العربي يلتقي مع التسنن المحمدي في الأصول الإسلامية وأركان الدين الحنيف والمبادئ القرآنية، كما يحترم مكانة الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين أزواج الرسول الكريم (ص)، ويؤمن بثقافة المحبة والتسامح والتعايش والتعاون. وهذا ما يدل على أن هناك الكثير من المشتركات التي يمكن العمل عليها لتفادي الكثير من الإشكالات.



        تعليق


        • #5
          هل تريد مناقشة كلام نبيل الحيدري أم نقاشك أنت حول كل هذا الهراء و هل تتبني كلامه؟

          تعليق


          • #6
            الخلاصة التي توصل اليها صاحب الكتاب ومن يروج له
            هو أن الولاء الاول والأخير يجب أن يكون للاصنام التي صنعتها خلافة ال امية وبنو العباس
            وان شذ احدا عن هذه القاعدة وراح يتبع أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام
            فالتهمة التي سيستحقها هو صفوي مجوسي رافضي قبوري كافر ومشرك
            هل هذا ما توصلت أليه يا سيف الخشب وأنت تقراء هذه التراهات
            السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا أنتم عبيد أذلاء الى هذا الحد ؟

            تعليق


            • #7
              محاولات مستميتة في تحريف التشيع الرافضي بعد عدم قدرة البكرية على منعه وإزالته وتحويله لتشيع بتري .
              وطبعاً سنجد أتباع كل ناعق يتبعون هؤلاء العمي الصم البكم لفترة ثم يتبعون غيره ...

              ولا أدري ما علاقة هذه الروايات الشريفة " بالفرس " وهي ينقلها عرب أصلاً ؟؟؟ ثم الكتب الأربعة هذه مكتوبة قبل أن يصبح الفرس شيعة أصلاً بمئات السنين .

              عافانا الله من العنصرية التي ورثها البكرية من الأمويين وبقايا أفعال الجاهلية , لا فرق بين عجمي وعربي إلا بالتقوى في دين المسلمين الشيعة
              التعديل الأخير تم بواسطة محب الغدير 2; الساعة 24-06-2015, 05:53 PM.

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سيف الاسلام 22

                الغيبي والسياسي

                التوأمة بين الغيبي والسياسي برزت بشكل واضح في فكرة الإمام الغائب المهدي، الذي سيظهر عاريا أمام قرص الشمس، كما تقول المرويات الشيعية الفارسية، والسلطة المطلقة التي أنيطت للولي الفقيه، الذي يمثل آخر تمظهرات التشيع الفارسي، مستمدة من الإمام المهدي، الذي يتصل به الولي الفقيه، ويحكم من خلاله.
                يحميه

                في المقال اكاذيب عديده اظاهر صاحب المقال ماجور يعمل بالايجار مدفوع الثمن بدليل انهو ماجور ليس باحث بل جاهل جهل لايوجد عند الجهله بانفسهم جاهل وماجور بدليل جهله فهو يزعم ايران من وضعة بعض الاحاديث وايران معروف تشيعها ليس الا من 500 سنه jقريبا فكيف تركب اكاذيب هلكاذب واحاديث الشيعة وجدت من القرن الاول كتب الشيعة واحاديثهم موجوده فصاحب المقال ان دل على يدل ماجور بالمال وجاهل جدا يكذب اكاذيب غريبه وعجيبه


                ومن اكاذيب هلماجور عن رواية سيظهر المهدي عاريا اقول كما قال الله في كتابه على الكاذبون فقال الله لعنة الله على الكاذبين واضح هلمسمى صاحب المقال جاهل وفي نفس الوقت ماجور بالمال مايوجد حديث بهلشكل الذي يوصفه هلماجور الكذاب ينسب روايات ليست موجوده في كتب الشيعة بهلشكل من الكذب التي يصوروه هلكاذبون المزورون يكون يحكم على صاحب المقال جاهل وماجور بالمال لانهو ينسب اكاذيب ليست موجوده في المذهب الشيعي عن الاحاديث التي زعم منها ايران وضعتها وعن هلرواية للامام المهدي المكذوبه

                لفضح هلجاهل الماجور اكاذيب صاحب المقال


                الرد على كذبة شبهة أن الامام المهدي سيظهر عاريا و العياذ بالله ..!!
                http://www.saifoali.org/vb/showthread.php?t=16981
                واخر
                http://www.saifoali.org/vb/showthread.php?t=18199


                وهذا غير الاكاذيب الاخرى نسبها في مذهبنا ونحن لانعتقد بها يكذبون الاكاذيب ويضعونها ادلة وهيا من اكاذيبهم كماجورون للمال يفعلون كل شي للمال
                خوش باحث فهذا بكذبه ليس الا ماجور وجاهل وكذاب
                فالاكاذيب عديده في هلمقال نكتفي توضيح هلكذبتين لايضاح حقيقة هلكاذب المزور المخادع في مقاله
                التعديل الأخير تم بواسطة احمد55; الساعة 24-06-2015, 07:25 PM.

                تعليق


                • #9
                  س : هل لك موقف داخل البناء الشيعي جعلك مختلفا عنهم، او عمن اتبع ولاية الفقيه؟**

                  ج :انا ابن بغداد، وجدي كان من اعيان العراق واعيان الشيعة، ومن قادة ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني، وانا ممن يفتخرون بعروبتهم، وتشيعهم العربي النبيل والاصيل، وانا لست الاول والاخير في هذا الطريق، فهناك مراجع كبار، ظلوا محتفظين باستقلالية ارادتهم، وهويتهم، ومحبتهم لآل البيت، وفي اطار الوحدة الاسلامية، والعرب هم عماد الاسلام، بشقيه السني والشيعي، ونحن نرفض كل المدخلات الفارسية على الدين، التي شوهت الدين الاسلامي، فمن ينظر للسلوك الشيعي، وبخاصة الفارسي منه، تجده سلوكا غير متوازن، ومخالفا للمنطق والعقل والدين، وهو ما دفع بالعلماء الكبار لرفضه، فالتشيع العربي ليس دينا مستقلا بذاته، بل هو منهج الامام علي في فهم الاسلام وفي ممارسة التسامح، وفي الحياة، وهو لا يختلف مع غيره في القواعد والاسس والثوابت، بل في الاجتهادات المحكومة بالوعي والمعرفة والعقل والمنطق، ولهذا في المجتمع البغدادي كان التآلف والتسامح والتزاوج حالة عادية بيننا.

                  تعليق


                  • #10
                    أحمد 55

                    ومن اكاذيب هلماجور عن رواية سيظهر المهدي عاريا اقول كما قال الله في كتابه على الكاذبون فقال الله لعنة الله على الكاذبين واضح هلمسمى صاحب المقال جاهل وفي نفس الوقت ماجور بالمال مايوجد حديث بهلشكل الذي يوصفه هلماجور الكذاب ينسب روايات ليست موجوده في كتب الشيعة

                    روى الطوسي والنعماني عن الإمام الرضى عليه السلام (أن من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عاريا أمام قرص الشمس) حق اليقين لمحمد الباقر المجلسي ص347

                    تعليق


                    • #11
                      اعتراض!!!

                      انتظروا بعض الوقت فلعكم ستجدون اسم "المارق" نبيل - ضيف المستقلة - ضمن كشوفات ال"ويكيليكس"!

                      ولو دققتم النظر أكثر في كشوفات ال ويكيليكس ستجدون حتما اسم
                      "سيف الصهاينة على الاسلام"!

                      و لا باس ان نقرأ انموذجا من الذين باعوا دينهم وآخرتهم من اجل الريال السعودي!!

                      مصطفى بكري المصري مثالا:

                      ***

                      * مصطفى بكري: فلوس لمواجهة «المدّ الشيعي»

                      كشفت وثائق «ويكيليكس» أنّ سفير السعودية في القاهرة بعث برسالة إلى دولته تفيد بأنّ الإعلامي المصري زاره في مكتبه وطلب منه تمويلاً لتحويل جريدته إلى يومية، وإنشاء فضائية «تهدف إلى التصدي للمد الشيعي»



                      مايكل عادل/ جريدة الأخبار

                      في حياة البلاد الحافلة بالأحداث السياسيّة، يسير التاريخ في تدوينه لما يدور على الساحة بسرعة الصاروخ. يسير حاصداً رؤوساً، ورافعاً أخرى. يركض خلف الأحداث المتعاقبة ليدوّنها في متوالية ملحميّة يتقلّص فيها حجم الحدث والشخصية بقدر تزايد الأحداث والشخصيات.في تاريخنا العربي الحافل بالمأساويات والانتصارات المتعاقبة، كان التاريخ نادراً ما يتوقف، بخاصة حين يتعلق الأمر بالمتطفّلين عليه والمنتفعين بالأحداث.

                      رُفعت الرؤوس وخُفضت الجباه بين طاغية وبطل، بين شهيد وعميل، بين من عاش للناس ومن خانهم. وإلى هذه النقطة، يسير التاريخ بشكله الروتيني المعتاد. وكما قيل، فإنّ التاريخ لم يتوقف كثيراً عند من اختاروا لأنفسهم بأن يكونوا على هامشه، وانحصرت أطماعهم أو طموحاتهم في الانتفاع من مأساة، أو حرب، أو ظرف تاريخي، أو ثورة شعبية. حتى أكثر هؤلاء عبقريّة لم يستطع مواصلة تطفّله ليحتل أكثر من سطر أو فقرة صغيرة في كتب التاريخ، ولم يحدث أن ورد سطر أو فقرة عنه في امتحان مادة التاريخ لأي عام دراسي.

                      ولكن كما لم يتوقف التاريخ عند تلك الشخصيات، كان للأدب رأي مخالف. فقد توقّفت رواية الراحل نجيب محفوظ «القاهرة 30» عند شخصيّة «محجوب عبد الدايم» بل دارت حوله كبطل للرواية... تلك الشخصية النفعيّة المفرّطة في الشرف الإنساني والوطني، ذلك المواطن الذي اختار أن يكون درجة وظيفيّة ومنفعة مفتوحة المدى والسقف لمن يمتلك مفتاح الترقّي الوظيفي.

                      كل ما سبق لم يكن مقدمة لشيء ما، بل هو متن الموضوع محل التناول والحديث. فقد كشفت وثائق «ويكيليكس» الأخيرة التي تم تسريبها من ملفات الخارجية التابعة لآل سعود، عدداً لا بأس به من الطفيليات التي أخذت تنمو على حواف الأحداث الجارية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة.

                      وفي ما يخص الشأن المصري، فلدينا من الوثائق ما يجب أن تتوقف عنده كتب الأدب في فنون الرواية والقصة القصيرة والسرديّات الشعبية، بل يجب أن تتوقف عنده قصائد الشعر لتصف تلك البرقيّات والطلبات والتوسلات التي انهالت على العائلة التي تحكم بلاد ما وراء البحر.

                      وحينما نتناول مثلاً تلك الوثيقة التي تتحدث عن طلب الإعلامي مصطفى بكري منحةً ماليةً من المملكة، سنجد أن هذا الرجل كأنّه عرف كلمة السر التي ــ حين يقولها أحدهم لهؤلاء ـــ تُفتح صنابير النقود لتفرغ ما تجود به الحقائب المغلقة على صاحب الكلمة السحرية. فقد بدأ الرجل كلامه بأنه بعد قيام «ثورة 25 يناير» عام 2011 في مصر، بدأت إيران بمدّ كفوف الوصال وحبال الود معه ــ باعتباره المهدي المنتظر ـــ مهددةً السلام الاجتماعي في المنطقة من خلال ما أسماه «المد الشيعي». وهو الأمر الذي يرفضه الرجل المُخلص. ومن فرط إخلاصه، وضع بكري في أذن مرساله طلبه بإمداده بمبلغ من المال ليجعل من صحيفته المجهولة صحيفة يوميّة تسقط على رؤوس المصريين كل صباح لتزيل منها آثار «المد الشيعي» الذي ــ يا للهول ــ يطاردهم يومياً بفعل إيران.

                      لدينا من الوثائق ما يجب أن تتوقف عنده فنون الرواية والسرديّات الشعبية

                      إذاً، إيران تطارد بكري كي يساعدها في غزو عقول المصريين باعتباره «راسبوتين» المصري، وتهدد من خلاله عرش آل سعود. لكن بسبب وفائه الجَمّ وحرصه التام على مصلحة العالم العربي والعوالم المجاورة من تلك الشرور، فقد قرر بكري أن يرفض الأيادي الممدودة له ويتوسّل لآل سعود بمدّه بملايين الدولارات ــ لا لنفسه والعياذ بالله ــ لكن كي يُنشئ محطة فضائية ويطوّر جريدته «الأسبوع» لتصبح يوميّة «لا نعلم كيف سيتعامل مع اسم الجريدة وقتها».


                      مصطفى بكري الذي أوسع الجميع مزايدة وسباباً علنياً وسرّياً، متهماً إيّاهم بتقاضي تمويلات خارجيّة لتنفيذ أجندات خبيثة في مصر، هو ذاته مصطفى بكري الذي يطلب تمويلاً من آل سعود كي يحمي الفطرة المصرية من السراب الذي يسمّيه «المد الشيعي».



                      مصطفى بكري الذي وقف في برلمان مصر يوزّع الاتهامات على المارّة بأنهم يسعون في الأرض فساداً في مقابل حصولهم على الأموال، هو ذاته الرجل الذي قصد تحقيق المعجزة المتمثّلة في تحويل جريدة «الأسبوع» إلى جريدة يوميّة بمجرد مرور دولارات الرمال والبترول من فوقه.

                      والجدير بالذكر هنا أن الشخص صاحب الوثيقة المرسلة إلى الخارجية السعودية، قد تفضّل مشكوراً بإضافة معلومات عن السيرة الذاتية لبكري. إذ قال بأنه فاز في انتخابات دائرته باكتساح، كما أنه على علاقة جيّدة بالمجلس الأعلى للقوّات المسلحة الذي كان يدير شؤون البلاد آنذاك، باعتبار أنّ ذلك القرب قد يكون شفيعاً له، رغم أن جماعة الإخوان المسلمين كانت أكثر قرباً للمجلس العسكري من بكري. وبالمناسبة، كان بكري يتبنّى نفس مواقف الجماعة في تلك الفترة، ويشاركها مواقفها ويؤيّد قراراتها خلال زمالته معها في برلمان 2011 المُنحل. وقد دعم المرسل في برقيّته طلبات بكري التي اختتمها بضرورة تأسيسه حزباً سياسياً يقاوم به «المد الشيعي» في مصر، مذيّلاً طلباته بكلمة السر التي تفتح الخزانات وتحرّك جبال الذهب.

                      بعد قراءة الوثيقة، لو أغمض القارئ عينه للحظة واحدة، لن يجد أمامه سوى رؤية واحدة: سيرى بكري واقفاً أمام خزانة ضخمة ببابٍ مغلق وحصون جمّة ليعتدل في وقفته بثقة مطلقة ويقول بنبرة حاسمة كلمتين «المد الشيعي» لتنفتح الأبواب ويغرق الرجل بين أوراق البنكنوت وسبائك الذهب وبراميل النفط.

                      والآن السؤال الذي يطرح نفسه على كل قارئ للأحداث يحترم عقله ووطنه هو: هل كان استياء السيّد بكري سببه عمالة بعضهم وتقاضيهم أموالاً لتحقيق أجندات خارجية في مصر، أم أنه لم يكن جزءاً من تلك الأجندات ولم يحصل على أموال مثل أولئك الذين يتحدث عنهم؟.

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سيف الاسلام 22
                        روى الطوسي والنعماني عن الإمام الرضى عليه السلام (أن من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عاريا أمام قرص الشمس) حق اليقين لمحمد الباقر المجلسي ص347


                        لا توجد رواية هكذا يا كذب

                        لا تتورعون عن التدليس و الكذب حتى في شهر رمضان

                        الرواية الموجوده فيها ( يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس )

                        وقام الوهابيه كعادتهم بالتدليس و التحريف في الرواية








                        التعديل الأخير تم بواسطة المتيم بالعترة; الساعة 25-06-2015, 06:38 AM.

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                        يعمل...
                        X