...
نسبه :
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين (الوذيم) بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي.
صفاته :
كان طويلا اشهل بعيد ما بين المنكبين.
سيرته :
قدم ابوه ياسر (رض) من اليمن وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عمار فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، وعندما بعث الله رسوله محمد (ص) بالرسالة الخالدة وأسلم ياسر وابنه عمار وسمية وعبد الله أخو عمار بن ياسر وكان إسلامهم قديماً في أول الإسلام وكانوا ممن يعذب في الله وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمر بهم وهم يعذبون فيقول: (صبراً يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر) وقد ومن حديث ابن شهاب عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال مر رسول الله (ص) بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله فقال لهم: " صبراً يا آل ياسر إن موعدكم الجنة".
و روي ان عمار و ابوه ياسر و امه سمية رضي الله عنهم جميعا قد عذبوا عذابا شديدا من المشركين و فاعطى المشركين ما أرادوا بلسانه تقية لما اصابه من البلاء و لكن قلبه كان مطمأن بالإيمان فنزلت فيه هذه الاية : " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " النحل 106. و قد ذكره عبد البر في الاستيعاب ج2 ص41 قوله ((ذكر قال أبو عمر رحمه الله: كان عمار وأمه سمية ممن عذب في الله ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن بالإيمان قلبه فنزلت فيه: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " النحل 106. )) وقال : ((وهذا مما اجتمع أهل التفسير عليه. ))
و مات ياسر (رض) تحت التعذيب من المشركين و اصبح ياسر يتيما مع امه سمية وقد بدأت بعد ذلك بالتجرء و الجهر بالاسلام اكثر على ان المشركين وخاصة اباجهل اخد يعذبها و ابنها عمار رضي الله عنهما عذابا اشد و بلا رحمة، وذات يوم اغلظت القول لابي جهل فضربها برمح أو حربة في قلبها فماتت رضي الله عنها وهي اول شهيدة في الاسلامة، و لم يتوقف الامر الى ذلك با توحدوا على عمار بن ياسر و اخذوا يعذبونه اشر العذاب فوضعوه على الرمضاء ووضع على صدره الصخر ساعة وساعة يغرق بالماء، و كرروا عله هذا النوع من العذاب وفرضوا عليه الا ان يذكر الهتنا بخير وان يسب محمدا ففعل كرها، وتركوه فأتي النبي (ص) وكانت عليه سمات فقال له رسول الله : ماورائك .. فذكر له ما فعله المشركون به من تعذيب و تنكيل، .. فقال له رسول الله (ص) فكيف تجد قلبك .. قال عمار اجده مطمئنا بالايمان ... فقال رسول الله (ص) : ياعمار ان عادو فعد و انزلت الاية..
وحارب في معظم بل كل الغزوات مع رسول الله (ص) وحارب مع علي(ع) في صفين وقد كان عمره يتجاوز التسعين وقيل ثلاثة و تسعين. وبعثه عمر بن الخطاب امير على اهل الكوفة روى شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: قرأت كتاب عمر إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم عمار أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطيعوا لهما واقتدوا بهما فإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي أثرة. و يبدوا ان في طريقهم مروا على الربذة وهم الذين صلوا على جنازة ابي ذر الغفاري (رض) و سيأتي ذكره في هذا السلسة ان شاء الله.
عمار الصحابي الجليل صلى القبلتين، وشهد بدر و حنين، وحارب في اليمامة وقطعت اذنه فيعها، عن عبد الله بن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال. ، كان (رض) شجاعا وعلى تقدم عمره في صفين حيث انه كان شيخا طاعنا في السن وكان يتجاوز التسعين الى انه كان من المحاربين روي انه خرج على الناس يوم صفين فقال:
اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته.
اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته.
وإني لا أعلم اليوم عملًا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ولو أعلم عملًا هو أرضى لك منه لفعلته.
والله إني لأرى قومًا ليضربنكم ضربًا يرتاب منه المبطلون وايم الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق وأنهم على الباطل.
هكذا هم اصحاب الامام علي (ع) هم من بايعوا عليا، ويعلمون انه على الحق، و قد روي عنه (رضي الله عنه) انه قال : كنت ترباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنه لم يكن أحد أقرب به سناً مني.
مقتله رحمه الله ..
روي ان عمار شرب لبن في صفين وقال اليوم ألقى الأحبة عن عبد الله بن سلمة قال: لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى فأتى بشربة من لبن فشرب فقال: اليوم ألقى الأحبة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلي أن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ثم استسقى فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه ضياح من لبن فقال عمار حين شربه: الحمد لله الجنة تحت الأسنة ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل ثم قاتل حتى قتل في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ودفنه علي عليه السلام في ثيابه ولم يغسله وصلى عليه. واختلف المؤرخون في عمره عند قتله (رض) فمنهم من قال 93 ومنهم من قال 92 ومنهم 91 سنة.
طعنه أبو عادية المزني برمح فوقع على الارض منها، بعدها اكب عليه رجل آخر فاجتز رأسه و كلا اراد الجائزة من معاوية بن ابي سفيان فأقبلا يختصمان فيه بين يدي معاوية وكان عمرو بن العاص حاضرا فقال قولته المشهورة : والله إن يختصمان إلا في النار و قد سمع معاوية كلام عمر فقال له : ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار فقال عمرو: هو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
وقد كان لمقتل عمار اثر في نفوس المسلمين فنادى علي لربيعة و همدان وقال : أنتم درعي ورمحي فانتدب له نحو من اثني عشر ألفًا وتقدمهم علي (ع) فحملوا معه حملة رجل واحد فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتقض وقتلوا كل من انتهوا إليه حتى بلغوا معاوية فقال علي (ع) لمعاوية : أقتلهم ولا أرى معاويه الجاحظ العين العظيم الحاويه ثم نادى معاوية فقال علي: علام يقتل الناس بيننا هلم أحاكمك إلى الله فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور.
فقال له عمرو: أنصفك.
فقال له معاوية: ما أنصفت إنك لتعلم أنه لم يبرز إليه أحد إلا قتله.
فقال له عمرو: ما يحسن بك ترك مبارزته.
فقال له معاوية: طمعت فيها بعدي!
عمار تقتله الفئة الباغية
جاء في كتب السير عن عبد الرحمن السلمي قال : لما قتل عمار دخلت عسكر معاوية لأنظر هل بلغ منهم قتل عمار ما بلغ منا وكنا إذا تركنا القتال تحدثوا وتحدثنا إليهم فإذا معاوية وعمرو وأبو الأعور وعبد الله بن عمرو يتسايرون فأدخلت فرسي بينهم لئلا يفوتني ما يقولون فقال عبد الله لأبيه: يا أبه قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ ما قال
قال: وما قال
قال: ألم يكن المسلمون ينقلون في بناء مسجد النبي ـ صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ لبنة لبنة و عمار لبنتين لبنتين فغشي عليه فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: (ويحك يا ابن سمية الناس ينقلون لبنة لبنة وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية).
فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد الله
قال: وما يقول فأخبره فقال معاوية: أنحن قتلناه إنما قتله من جاء به.
وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " تقتل عمار الفئة الباغية ".
روى السيوطي في الجامع الصغير ((ويح عمار: تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)) و قال انه صحيح.
مراجع :
انظر : أسد الغابة 4 : 43
الاستيعاب في معرفة الاصحاب 2 : 476
الاصابة في تمييز الصحابة 2 : 512 / 5704
يتبع
قلب الامة ]
نسبه :
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين (الوذيم) بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي.
صفاته :
كان طويلا اشهل بعيد ما بين المنكبين.
سيرته :
قدم ابوه ياسر (رض) من اليمن وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عمار فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، وعندما بعث الله رسوله محمد (ص) بالرسالة الخالدة وأسلم ياسر وابنه عمار وسمية وعبد الله أخو عمار بن ياسر وكان إسلامهم قديماً في أول الإسلام وكانوا ممن يعذب في الله وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمر بهم وهم يعذبون فيقول: (صبراً يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر) وقد ومن حديث ابن شهاب عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال مر رسول الله (ص) بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله فقال لهم: " صبراً يا آل ياسر إن موعدكم الجنة".
و روي ان عمار و ابوه ياسر و امه سمية رضي الله عنهم جميعا قد عذبوا عذابا شديدا من المشركين و فاعطى المشركين ما أرادوا بلسانه تقية لما اصابه من البلاء و لكن قلبه كان مطمأن بالإيمان فنزلت فيه هذه الاية : " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " النحل 106. و قد ذكره عبد البر في الاستيعاب ج2 ص41 قوله ((ذكر قال أبو عمر رحمه الله: كان عمار وأمه سمية ممن عذب في الله ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن بالإيمان قلبه فنزلت فيه: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " النحل 106. )) وقال : ((وهذا مما اجتمع أهل التفسير عليه. ))
و مات ياسر (رض) تحت التعذيب من المشركين و اصبح ياسر يتيما مع امه سمية وقد بدأت بعد ذلك بالتجرء و الجهر بالاسلام اكثر على ان المشركين وخاصة اباجهل اخد يعذبها و ابنها عمار رضي الله عنهما عذابا اشد و بلا رحمة، وذات يوم اغلظت القول لابي جهل فضربها برمح أو حربة في قلبها فماتت رضي الله عنها وهي اول شهيدة في الاسلامة، و لم يتوقف الامر الى ذلك با توحدوا على عمار بن ياسر و اخذوا يعذبونه اشر العذاب فوضعوه على الرمضاء ووضع على صدره الصخر ساعة وساعة يغرق بالماء، و كرروا عله هذا النوع من العذاب وفرضوا عليه الا ان يذكر الهتنا بخير وان يسب محمدا ففعل كرها، وتركوه فأتي النبي (ص) وكانت عليه سمات فقال له رسول الله : ماورائك .. فذكر له ما فعله المشركون به من تعذيب و تنكيل، .. فقال له رسول الله (ص) فكيف تجد قلبك .. قال عمار اجده مطمئنا بالايمان ... فقال رسول الله (ص) : ياعمار ان عادو فعد و انزلت الاية..
وحارب في معظم بل كل الغزوات مع رسول الله (ص) وحارب مع علي(ع) في صفين وقد كان عمره يتجاوز التسعين وقيل ثلاثة و تسعين. وبعثه عمر بن الخطاب امير على اهل الكوفة روى شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: قرأت كتاب عمر إلى أهل الكوفة: أما بعد فإني بعثت إليكم عمار أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطيعوا لهما واقتدوا بهما فإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي أثرة. و يبدوا ان في طريقهم مروا على الربذة وهم الذين صلوا على جنازة ابي ذر الغفاري (رض) و سيأتي ذكره في هذا السلسة ان شاء الله.
عمار الصحابي الجليل صلى القبلتين، وشهد بدر و حنين، وحارب في اليمامة وقطعت اذنه فيعها، عن عبد الله بن عمر قال: رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تدبدب وهو يقاتل أشد القتال. ، كان (رض) شجاعا وعلى تقدم عمره في صفين حيث انه كان شيخا طاعنا في السن وكان يتجاوز التسعين الى انه كان من المحاربين روي انه خرج على الناس يوم صفين فقال:
اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته.
اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته.
وإني لا أعلم اليوم عملًا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ولو أعلم عملًا هو أرضى لك منه لفعلته.
والله إني لأرى قومًا ليضربنكم ضربًا يرتاب منه المبطلون وايم الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق وأنهم على الباطل.
هكذا هم اصحاب الامام علي (ع) هم من بايعوا عليا، ويعلمون انه على الحق، و قد روي عنه (رضي الله عنه) انه قال : كنت ترباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنه لم يكن أحد أقرب به سناً مني.
مقتله رحمه الله ..
روي ان عمار شرب لبن في صفين وقال اليوم ألقى الأحبة عن عبد الله بن سلمة قال: لكأني أنظر إلى عمار يوم صفين واستسقى فأتى بشربة من لبن فشرب فقال: اليوم ألقى الأحبة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلي أن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ثم استسقى فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فيه ضياح من لبن فقال عمار حين شربه: الحمد لله الجنة تحت الأسنة ثم قال: والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل ثم قاتل حتى قتل في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ودفنه علي عليه السلام في ثيابه ولم يغسله وصلى عليه. واختلف المؤرخون في عمره عند قتله (رض) فمنهم من قال 93 ومنهم من قال 92 ومنهم 91 سنة.
طعنه أبو عادية المزني برمح فوقع على الارض منها، بعدها اكب عليه رجل آخر فاجتز رأسه و كلا اراد الجائزة من معاوية بن ابي سفيان فأقبلا يختصمان فيه بين يدي معاوية وكان عمرو بن العاص حاضرا فقال قولته المشهورة : والله إن يختصمان إلا في النار و قد سمع معاوية كلام عمر فقال له : ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم دوننا تقول لهما: إنكما تختصمان في النار فقال عمرو: هو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
وقد كان لمقتل عمار اثر في نفوس المسلمين فنادى علي لربيعة و همدان وقال : أنتم درعي ورمحي فانتدب له نحو من اثني عشر ألفًا وتقدمهم علي (ع) فحملوا معه حملة رجل واحد فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتقض وقتلوا كل من انتهوا إليه حتى بلغوا معاوية فقال علي (ع) لمعاوية : أقتلهم ولا أرى معاويه الجاحظ العين العظيم الحاويه ثم نادى معاوية فقال علي: علام يقتل الناس بيننا هلم أحاكمك إلى الله فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور.
فقال له عمرو: أنصفك.
فقال له معاوية: ما أنصفت إنك لتعلم أنه لم يبرز إليه أحد إلا قتله.
فقال له عمرو: ما يحسن بك ترك مبارزته.
فقال له معاوية: طمعت فيها بعدي!
عمار تقتله الفئة الباغية
جاء في كتب السير عن عبد الرحمن السلمي قال : لما قتل عمار دخلت عسكر معاوية لأنظر هل بلغ منهم قتل عمار ما بلغ منا وكنا إذا تركنا القتال تحدثوا وتحدثنا إليهم فإذا معاوية وعمرو وأبو الأعور وعبد الله بن عمرو يتسايرون فأدخلت فرسي بينهم لئلا يفوتني ما يقولون فقال عبد الله لأبيه: يا أبه قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ ما قال
قال: وما قال
قال: ألم يكن المسلمون ينقلون في بناء مسجد النبي ـ صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ لبنة لبنة و عمار لبنتين لبنتين فغشي عليه فأتاه رسول الله ـ صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: (ويحك يا ابن سمية الناس ينقلون لبنة لبنة وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية).
فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد الله
قال: وما يقول فأخبره فقال معاوية: أنحن قتلناه إنما قتله من جاء به.
وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " تقتل عمار الفئة الباغية ".
روى السيوطي في الجامع الصغير ((ويح عمار: تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)) و قال انه صحيح.
مراجع :
انظر : أسد الغابة 4 : 43
الاستيعاب في معرفة الاصحاب 2 : 476
الاصابة في تمييز الصحابة 2 : 512 / 5704
يتبع
قلب الامة ]
تعليق