إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رمزية (الأقصى) بين الفكر (الشيعي) و(الأموي العمري) ؟! آية الله الشيخ مصطفى الهرندي..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمزية (الأقصى) بين الفكر (الشيعي) و(الأموي العمري) ؟! آية الله الشيخ مصطفى الهرندي..

    بسم الله الرحمن الرحيم..
    والحمد لله رب العالمين
    وبعد..

    فقد احتلت مسألة (الإسراء والمعراج) موقعاً مهماً ضمن المباحث العقائدية والتاريخية عند المسلمين، وعبّرت عن ظاهرة إعجازية خصّ الله تعالى بها نبيه الأكرم (ص) إظهاراً لمكانته عنده حتى بلغ به ﴿فكان قاب قوسين أو أدنى﴾ مما لم يبلغه أحد من الخلق أبداً..

    وللكلام في مسألة الإسراء والمعراج جهات عديدة، تعرّض لجملة منها أستاذنا سماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي حفظه الله في جملة من جلساته العلمية قبل ما يقرب من عامين.. بأسلوب خاص عميق ومبسط.. مركزاً على الآيات الشريفة التي تعرّضت لهذه المسألة، مشيراً إلى جملة من الأبحاث التي ينبغي التعمق فيها ولا يكتفى بمقدار ما عرض منها.. لكن البحث يعطي صورة عامة حول جملة من المسائل الهامة والحساسة في مجال العقيدة..

    وقد بيّن فيه وجه الالتزام بكون المعراج بجسد النبي وروحه من أوله إلى آخره، ووجه الإعجاز فيه، والمقارنة بينه وبين سائر المعجزات في القرآن الكريم، والحكمة في كون الإسراء قد حصل ليلاً لا نهاراً، وعلم النبي بآيات الله مما قبل الإسراء..
    وتعرّض كذلك للمراد من المسجد الأقصى، فخلص إلى أن المسجد الأقصى ليس هذا المسجد المعروف على الأرض، بل في أعلى منازل القرب منه تعالى.. وأن المسجد الأقصى المعروف هو رمز أموي عمري وليس رمزاً إسلامياً.. ولجملة من المباحث الأخرى التي نعرضها في المشاركات القادمة..

    ثم بعد الانتهاء من عرض هذه المشاركات سنعرض في موضوع آخر إلى ما تعرّضت له الروايات الشريفة في تحديد المسجد الأقصى (ولم يتعرض لها سماحته) مع بيان موارد القوة والضعف فيها والاختلاف بينها وطرق الجمع أو المرجحات إن شاء الله تعالى..

    والحمد لله رب العالمين
    شعيب العاملي

  • #2
    الاختلاف في مسألة المعراج

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اختلف الباحثون في معنى المعراج: فبين قائل أنه رؤيا رآها النبي ص، وبين قائل أنه عرج بجسده إلى المسجد الأقصى ثم منه بروحه ص، وبين قائل أنه عرج بروحه أو أنه عرج بجسم شفاف وهو الذي يطلق عليه أنه الجسم البرزخي.. والقول الرابع الذي نختاره واختاره مشهور علمائنا هو أن عروج النبي كان بجسمه الطبيعي من البداية إلى النهاية ولو لم نعرف حقيقتها، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى﴾ [النجم : 8]

    وليس لنا أن نفهم حدود المعراج بوضوح، فإن النبي وإن دنا كله، وتدلى كله.. لكنه متى انفصل عن الله تعالى حتى دنا !! فليست حقيقة الدنو واضحة لدينا، وهو ص الذي وصل إلى ما لا يصل إليه أي إنسان، فالدنو بحسب المعرفة، وكلما ازدادات كلما زاد الدنو.. وليس تبسيط المسألة بشكل كامل متيسراً إلا بمقدار ما تعرضت لها النصوص الشريفة.
    قد نتمكن من قراءة هذه الكلمات الشريفة لكن الوصول إلى عمقها ليس سهلاً إلا لمن فتح الله قلبه وعينه بحسب المراتب الكمالية..

    وفي هذا البحث كما في جملة من المباحث جوانب ومزايا متعددة: ففيها نصوص خاصة، وفيها تحليل كلامي وتحليل فلسفي، ولم يكن هناك اتفاق بين النتائج التي توصل اليها الباحثون في هذه الأمور الثلاثة، فقد يثبت النص شيئاً يختلف مع الموقف الكلامي، وقد تكون النتيجة الكلامية مختلفة عن الناتج الفلسفي، فالمسائل غامضة، وفيها نوع من الحساسية أيضاً حيث انتقلت هذه البحوث الى دائرة التعصب العلمي، فالمعتمِدُ على الأحاديث الشريفة يتهجم على الموقف الكلامي، والمتكلم لا يتفق مع الفلسفيّ في النتائج التي توصل اليها، فأصبحت بحوثاً معقدة، تحكمها أحياناً مواقف عاطفية قبل أن تخضع للقواعد والمقاييس العقلية أو العلمية.

    لا بد من الاهتمام بهذه البحوث وإن كانت من البحوث الترفية فعلاً لأن الباحث يجب أن يحشد إمكاناته للأولويات الموجودة في الساحة..
    كل انسان يعتقد بالمعراج، أما تفاصيله فغامضة.. وهو من البحوث التي ترتبط بالشريعة الإسلامية، فلا بد من الاهتمام بها في محاولة للوصول الى حقيقة هذه القضايا الميتافيزيقية.. نحن لا نعرف عنها شيئاً.. وقد لا يتمكن كلّ إنسان من الوصول إلى قناعة المعاد الجسماني..

    المعراج في القرآن
    لكن السؤال الأول الذي يفرض نفسه على الباحث أن المعراج لم يرد في الآية الشريفة: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الإسراء : 1]
    الذي ورد هو الاسراء ولم يرد المعراج بحسب الظاهر، فلم تصرح النصوص الكتابية الشريفة بكلمة المعراج وإنما طرحت كلمة الإسراء، وهناك فارق مدلولي بين الكلمتين.. فمن أين جاءت هذه المصطلحات ودخلت هذه البحوث الشريفة ؟

    سوف نتبرك إن شاء الله بذكر الروايات الشريفة التي وردت فيها كلمة المعراج..
    ثم إن الوارد في الكتاب الكريم الإسراء ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وليس هناك خلاف في تحديد المراد من المسجد الحرام، إذ ليس عندنا مساجد متعددة تسمى بالمسجد الحرام، إنه مسجد واحد.
    وبحسب المعروف بين المسلمين أن الاسراء حصل في مكة المكرمة لا في المدينة المنورة، وان كانت هناك بعض الروايات الشريفة تنص على أن النبي عرج عروجات متعددة: مئة او مئة وعشرين مرة.
    وإذا كان معنى الاسراء هو العروج، فلا توجد مشكلة من جهة المسجد الحرام، ولا شك في أن المراد من المسجد الحرام المسجد الموجود في مكة المكرمة.

    ما هو المراد من المسجد الأقصى ؟

    ثم النهاية إلى المسجد الأقصى: فما هو المراد من المسجد الأقصى ؟ هل المراد ما يسمى اليوم فعلاً بالمسجد الأقصى ؟ وهو المتبادر إلى الذهن.
    لكن هذا التفسير يواجه مشكلة، مفادها أنه لم يكن هناك شيء يسمى بالمسجد الأقصى في زمن إسراء النبي ص من المسجد الحرام، وإنما بني المسجد الأقصى بحسب ما يقال بعد أن فتحت فلسطين وبيت المقدس، فذهب الخليفة الثاني وبنى شيئاً صغيراً سمي بالمسجد الأقصى ! ثم تكامل على يد عبد الملك بن مروان.
    فما يسمى بالمجسد الأقصى بدأ به عبد الملك بن مروان، واستمر البناء الى زمان الوليد بن عبد الملك.
    والآية الشريفة تتحدث عن بداية ونهاية: البداية من المسجد الحرام، والنهاية المسجد الأقصى.

    لماذا سمي بالمسجد الأقصى ؟
    قيل بأنه آخر المعابد التي كان يعبد الله تبارك وتعالى فيها، وأنه لا يوجد مسجدٌ أبعد من هذا المسجد، لأن المراد من المسجد ليس البناء الإسلامي الذي يسمى بالمسجد، فلو افترضنا أنه كان موجوداً فهو كنيسة يهودية أو كنيسة مسيحية وليس مسجداً..
    و قد أطلق عليه (المسجد) لأنه محل عبادة الله تبارك وتعالى، لا مسجداً بالمعنى المصطلح الإسلامي، وآنذاك كانت توجد آلاف الكنائس في العالم: كنيسة القسطنطنية، والكنائس الأخرى في روما وفرنسا وبريطانيا، كانت الكنائس منتشرة في كل العالم المسيحي.
    فإذاً كان المراد من المسجد محل العبادة لا المسجد الاصطلاحي لأن بناءه على مستوى المسجد الاصطلاحي حصل في زمن عبد الملك بن مروان، حيث بدأ به وأنهاه الوليد بن عبد الملك.

    فلماذا سمي بالمسجد الأقصى ؟ إذاً لو أريد منه دار العبادة فمسجد القسطنطنية أو كنيسة القسطنطنية أولى بتسميته بمسجد الأقصى فهو محل عبادة ! وكذا الموجود في روما أولى بتسميته كذلك ! لأن الكنيسة أيضاً مسجد ودار للعبادة يعبد فيها الله تبارك وتعالى.

    إنّ السجود بمعنى الخضوع والتذلل لا بمعنى وضع الجبهة على الأرض فقط، لذا فإنه لا يراد من قوله تعالى: ﴿وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ الركوع الانحنائي انما العبادة، ومن مصاديق العبادة الركوع والسجود، فاذا حصل التقابل مع السجود يكون المقصود الركوع الخاص، والا فالركوع يشمل السجود.
    كلها بحوث يُتَوَقَّفُ في تحديد المراد منها، فلا يمكن الدخول في هذا العالم بهذه السهولة، والخروج بنتيجة.. فهي بحوث معقدة جداً.

    تحديد المسجد الأقصى
    بما تقدّم ثبت لنا أن مبدأ الاسراء المسجد الحرام، ومنتهاه المسجد الأقصى، لكنّا وقعنا في حيرةٍ من جهة تحديد المراد من المسجد الأقصى..
    لم يكن مسجداً آنذاك، وإنما كان هناك معبدٌ يسمى بهيكل سليمان، ومحاولة إعادة اليهود لهيكل سليمان الذي اختفى تحت جدران المسجد تحتاج الى بحوث أيضاً، وللمسألة أبعاد سياسية اليوم.. فقد صار رمزاً الآن، لكن البحوث العلمية لا تخضع للقرارات السياسية فتلك لها مجالاتها الخاصة.

    وعليه: من أين نثبت أن النبي عرج إلى السماء ؟ قال تعالى ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً﴾ والآية الشريفة تثبت الإسراء من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، فإذا كان المراد من المسجد الأقصى هذا المكان المعين، فإن حدود ما تثبته الآية الشريفة هو الاسراء من المسجد الحرام اليه.
    ولذا تذكر المدونات التاريخية أن النبي ص سئل عندما رجع فقال: شاهدت القافلة الفلانية والمجموعة الفلانية، وكل أخباره كانت عن ما بين الطريق والفواصل المكانية بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
    فكيف يثبت خروجه الى السماء ؟

    هذه سورة والنجم، يقول فيها تعالى: ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم : 8-18]
    في سورة والنجم يستدلون على أن المعراج لم ينحصر بالمعراج المكاني من مكة المكرمة الى بيت المقدس، بل هناك عروج الى قاب قوسين أو أدنى.

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #3
      المعراج ورفع النبي عيسى
      وبحسب قراءتي للقرآن وحتى للكتب السماوية وتاريخ الأديان، لم أصل الى من تمكن من بلوغ هذه الخصيصة سوى النبي صلى الله عليه وآله، من تاريخ سيدنا موسى في الكتاب الكريم التوراة، إلى سيدنا إبراهيم، إلى سيدنا نوح: ليس هناك معراج، فالمعراج من خصائص النبي صلى الله عليه وآله، وبذلك يتميز على كل أنبياء الله تبارك وتعالى.

      أشرفيّة النبي اذا اردنا أن نفسرها تفسيراً مادياً لا تفسيراً معنوياً تثبت بمعراج النبي ص ، فلم يعرج سيدنا عيسى ع الى السماء ولا سيدنا موسى، أما بقية المعاجز فمشتركة.
      نعم ربما لا يكون لمعاجز سيدنا عيسى مثيل على الاطلاق: فقد خلق باذن الله تبارك وتعالى، وامات باذنه تعالى، واشفى المرضى باذنه تعالى، واخبر عن الغيب باذن الله تبارك وتعالى، وتصرف في التشريع: ﴿وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ﴾ وهذه الأمور لم تحصل لأي نبي.

      نعم لو جمعت الأنبياء كلهم قد تخرج بمثل معاجز سيدنا عيسى عليه السلام. هذا كله بحسب النص الكريم، وليس اعتماداً على النقولات التاريخية.
      وقد ولد عيسى ع أيضا بصورة غير طبيعية فامتاز بخصائص لم يمتز بها أحد من الأنبياء، وولد نبياً: ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً﴾ [مريم : 29-30]
      لم توجد هذه الخصيصة عند غيره، أمه تعيش في بيت الله تبارك وتعالى، يقال لها: من أين لك هذا ؟ قالت: من عند الله.
      وتنزّلت عليها الموائد السماوية، وفي هذا تمهيد للزهراء عليها السلام.
      والميزة التي يمتاز بها النبي ص بحسب التحليل الظاهري على بقية أنبياء الله هي مسألة المعراج.

      لا يقال: بأن الآيات الشريفة التي وردت في سيدنا عيسى سلام الله عليه أيضاً تقول أنه عرج به: ﴿بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً﴾ [النساء : 158] وهو المعراج، فلا يكون من مختصات النبي ص، وعليه لا توجد مزية قرآنية للنبي ليست موجودة عند بقية الأنبياء، وكل المعاجز التي ثبتت للنبي ثبتت لسيدنا عيسى ع.
      فإنّا نقول: ينبغي التركيز على هاتين الكلمتين: (الرفع) و(الاسراء) فإن في الرفع تصرُّفٌ بغير إرادةٍ كالوضع، يقال (وضعه) و(رفعه): فهو لم يرتفع الى السماء بارادته واختياره وانما رفعه الله اليه، وفرقٌ بين من يسري بارادته واختياره من نقطة الى نقطة لا متناهية، وبين من يرفعه الله.
      (رفعه) ضد (وضعه)، فأنا أرفع وأنا أضع، أرفع الكتاب وأضعه، أرفع انسانا إلى مكان معين، وأضع انسانا وأنزله عن مقامه، فالملك يرفع ويضع والرئيس يرفع ويضع وليس امرا اختيارياً، وانما هو تصرف الهي في الشيء.
      أما الاسراء: سريت ومسرى وأسريت اذا سرت ليلاً، هو سار ولكن الله حدد له منطقة السير بداية ونهاية، وقد سار بنفسه.

      اما الكيفية: بالبراق وغيره، فهذا ما قد لا نفهمه.
      وعندما وقع السؤال: كيف تمكن النبي من التحرك بهذا الفضاء اللامتناهي ؟ ذكر بعض المعاصرين ان البراق ماخوذة من البرق ! وأن النبي سار بسرعة البرق وهي 300 الف كيلومتر في الثانية الواحدة !
      فقلت لهم: حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء: اذا كان بسرعة البرق، فالنبي جسم مادي، والجسم المادي يتحول من مادة إلى قوة عندما يسير بسرعة البرق أو يتجاوزها، فلا داعي للتصرف في هذه القضايا.

      اذا ثبت بحسب النصوص الشريفة ان النبي اسري به الى السماء ووصل الى ما لا نهاية، والله موجود في كل مكان، فهذا يعني أن الله يريد ان يثبت علوّ درجة النبي الخاتم عليه السلام، والا فالنبيّ دائماً مع الله تبارك وتعالى.. متى غاب عن الله تبارك وتعالى حتى يحتاج الى قرب؟! هذا أيضا يحتاج الى بحوث.
      لقد وصل النبي الى مرحلة لم يتمكن حتى جبرائيل من مرافقته، وقال لو دنوت قيد انملة لاحترقت.
      وقرب النبي لله كناية عن ان اقرب الممكنات لله تبارك وتعالى هو النبي ص، والا فالله ليس جسماً حتى يكون له مكان: عبدي اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون..
      قال تعالى: ﴿أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾، واذا انتقلنا الى البرزخ فإنّ كلَّ الناس احياء عند ربهم يرزقون، لكن العندية مختلفة.
      ولذا يفسرها الجماعة انه جلس مع الله على عرشه ! فخلقوا لله عرشاً وتصوروا له جسماً وأجلسوا النبي على العرش مع الله !

      إن الشبهة الوحيدة في المعراج من هذه الناحية هي شبهة رفع عيسى، ولكن عندما ندرس القضيتين: قضية الاسراء (وأنا لا اسميها الان المعراج فيأتي ذكره) وقضية سيدنا عيسى ص نجد ان سيدنا عيسى قد رفعه الله اليه فالرافع هو الله، بينما في قضية الاسراء النبي هو الذي سار من المسجد الحرام..

      وسبحان الله: مع أنها معجزة إلا أنها ليست خرقاً للتكوين، فالآن يمكن ان تركب طائرةً من المسجد الأقصى للمسجد الحرام، فهناك من الطائرات ما يسير بسرعة خمسة عشر الف كيلومتر في الساعة، فتنقلك اليه في أقل من ساعة، أما السفن الفضائية فتسير بسرعة ثلاثين او خمسين الف كيلومتر..
      إن الفارق الأساسي بين الرفع والاسراء هو هذا بحسب ظاهر القرآن، وقراءتنا للقرآن سطحية والقراءة الحقيقة عند الامام سلام الله عليه.
      هناك فارقان بين رفع سيدنا عيسى وبين الاسراء بنبينا محمد ص:
      القضية الأولى: ان الرفع كان غير اختياري، بينما الاسراء قضية اختيارية.
      القضية الثانية: أن الآية الشريفة وان تعرضت للرفع وأنه إلى الله تبارك وتعالى، لكنها لم تحدد النقطة التي توصل اليها في الارتفاع، ونحن نعتقد بالسماوات السبع بحسب ظواهر الايات الشريفة، لكن رفع النبي ص كان الى أعلى درجة يمكن ان يصل اليها الممكن، حتى جبرائيل الملك المقدس لا يتمكن من الوصول إليها بحسب ما ورد، عند سدرة المنتهى.

      فيمتاز النبي ص على سيدنا عيسى في قضية المعراج بمزيتين: الأولى العروج الاختياري، والثانية: الوصول الى أقصى درجة يمكن ان يصل اليها الانسان الممكن.
      وما عثرت في أحد سوى عيسى على نص يدل على حصول المعراج.
      هذا بالنسبة الى القضية الأولى.
      وسنتعرض في الأبحاث القادمة إلى حقيقة المسجد الاقصى، فإنه ليس مقدساً في الفكر الشيعي وان كان مقدساً في الفكر الاموي.

      تفاعل مفسري العامة مع الاسراء
      يمكن ملاحظة جملة من الأمور بعد مراجعة كلمات المفسرين لآية الاسراء، فمثلاً يمكن ملاحظة ما يلي على ما ذكره الفخر الرازي في تفسيره ج20 ص145، وقريب منه ما ذكره الآلوسي في تفسيره ج15 ص2 وما بعدها.
      * تحدث عن الاختلاف في أن السورة مكية ام مدنية، لكنه لم يورد دليلاً أو قرينة على شيء مما ذكره.
      * لقد تدخلت يد السلطة في ترتيب الآيات المباركة وذلك لاثبات الشرعية لمدرسة الخلافة، وسحب ما يمكن أن يتمسك به أهل البيت من الكتاب الكريم، فإذا فصلت بين القرينة وذي القرينة لا يمكن حينها تحديد الموقف من النص.
      * لا اتفاق في سنة الاسراء ولا ليلته ولا نقطة بدايته وهو معجزة من أكبر معاجز النبي ص !
      * تعرّض للآيات بين المسجد الحرام وبيت المقدس، فما هي الآيات بينهما؟ ما بينهما فعلاً هو بادية وأشجار وثمار، وهذه ليست من الآيات الخاصة فكل الناس تراها. قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾ وهذه الأمور موجودة في كل مكان، فيما يقصد بالآية العلامة التي تحمل مدلولاً على المعنى الذي تدل عليه.
      * ما سمعت أن أحداً نسب المعراج لإبراهيم ع إلا الفخر الرازي وهو شيخ المحققين عند الاشاعرة، فلا أدري من أين أتى بالمعراج ؟ نعم لا شك أن إبراهيم رأى ملكوت السماوات، لكن ليس في نصوص الآيات التي تحدثت عن إبراهيم وقصته ما يدل على المعراج.
      * لا شك أن آيات الله هي ملكوت السماوات والأرض، فماذا يقول الفخر الرازي الرجل الكبير المفكر العظيم المؤسس لمذهب ؟ هل يمكن بهذه الشخصية التي يرسمونها للنبي أن يُصنَع منه شخصية خاتم النبيين وأفضل أنبياء الله ورسله ؟ فماذا نحصل من هذه الآية الشريفة بحسب تفسير الفخر الرازي ؟ اقرؤوا حتى تعرفوا بركة آل محمد في تفسير القرآن، وأن النضج الذي نقرأه في التفسير الشيعي هو من بركات أنفاس أهل البيت ع.
      * أما ما ينقل عن عائشة فيما خص المعراج، فمن أين علمت إن لم تكن قد ولدت بعد ؟ وكيف يُحَكَّم معاوية الكافر حينها في تفسير الآية المباركة ؟ وهو الذي آمن سنة الفتح، هذا من عجائب الدهر، أن تتحكم عائشة بتفسير القرآن، فمن أين تدري أنه رأى بالمنام وأسري بروحه ؟ حتى أبو بكر لم يكن مسلماً حينها. ههنا يظهر الضعف الموجود في الفكر العامي بكل معالمه.

      هذا تعرّض مختصر لبحث التفاسير السنية في محاولة للتعرف على كيفية تعامل الفكر السني مع قضية المعراج كالفخر الرازي والآلوسي، وما يمكن الاعتماد عليه من كتبهم من تفاسير العامة، أما المتجددون كسعيد حوا وغيره فهؤلاء ليسوا متضلعين في هذه الأمور، ولا يمكن الاعتماد عليهم في تفسير القرآن، وليس عندهم القابليات اللازمة في تفسير القرآن، لكن يتميزون بجمال التعبير، قصة ورواية جميلة، لكن القرآن ليس رواية وقصة، إنه خطاب من الله تبارك وتعالى لعامة البشرية الى يوم القيامة، هذا هو المهم في القرآن.
      كيفية صياغة القرآن وفهمه لا يتحقق لكل أحد إلا أن يكون متسلطاً على علوم متعددة، ويتمتع بأفق واسع يمكنه من تناول القضية بالطرق العقلية والنقلية، ومن الزاوية التاريخية وعلى ضوء الأبحاث الدينية القديمة.

      القرآن وسائر الأديان
      ذكرت في بحث الأديان بأن القرآن لا يمكن أن يكون كتاباً لعامة المجتمع البشري إلا بعد إحساس كل إنسان بوجود رموزه في القرآن الكريم، حتى يستأنس بوجوده في القرآن الكريم، ولذا قلت أن سورة البقرة كانت تسبب لي مشكلة عند قراءتها وأنا طفل، أطول سورة هي سورة البقرة، أما سورة الفيل فعدة آيات !
      ثم دخلت بحث الأديان، فتبين أن البقرة موجودة في كل مكان، في الحضارة المصرية قبل تحولها الى رمز مقدس في احياء الميت، ثم عجل جسد له خوار، ثم البقرة الهندية، ثم بقرة انكيدو وقصة جلشاميد، ثم في المكسيك، لقد ملأت البقرة العالم في تاريخ الأديان، ففهمتُ أنها رمزٌ لشد الناس إلى القرآن الكريم، حتى يجد الإنسان نفسه في القرآن.

      ميزة سيدنا عيسى أنه جاء إلى الإنسانية كلها، ولاحظ الآيات الشريفة التي ترسم صورة عن نبينا (ص): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
      هذا الدين الذي كان مغطىً بعناصر الرحمة وعناصر الإنسانية، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾: لا برب المسلم او المسيحي او اليهودي او المجوسي، ﴿مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ﴾ لاحظ التركيز على الناس، المحور هو الانسان، ونحن نحاول أن نجعل هذا الانسان على الطريق الصحيح، وهو في زماننا منحصر بالشريعة الإسلامية لأنها تجمع كل الشرائع السماوية.
      قال تعالى: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى﴾ وعنوان الأتقى جذاب جداً لا يخص المسلمين، فالمسيحي اذا تقيد بشريعة المسيح يكون تقياً، والقاصر الجاهل اليهودي اذا تقيد بشريعة موسى يدخل في دائرة التقوى !
      الدين ليس مبيناً على تقليد بل على قواعد علمية وأصول وفكر، عندما يقرأ الانسان ينبهر فعلاً..

      شعيب العاملي

      تعليق


      • #4
        لماذا أسري بالنبي ليلاً لا نهارا ؟ وهل كان عارفاً بآيات الله ؟

        أثيرت شبهة حول الإسراء ليلاً، فلماذا لم يتحق الإسراء في النهار إذا كان الغرض منه هو الإعجاز ؟ مع أنه في النهار قد لا يتمكن المشركون من إنكار الإسراء برؤيته، أما ليلاً فلم يكن هناك أحد ليشاهد إسراءه ص، ولذا كذَّبه المشركون، فالإسراء في النهار كان أكثر تطابقاً مع الإعجاز من الإسراء في الليل!

        لكن التدقيق في الآية الشريفة يثبت أن الهدف من الإسراء لم يكن إراءة الآخرين، أي إظهار القضية للناس بما فيهم مشركي قريش، وإنما كان الهدف منه التعريف بشخصية النبي ص، والتركيز على جزء من خصائصه التي اختُصَّ بها وتميَّز بها عن غيره، ولذا قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ... لِنُرِيَهُ﴾: فكان الهدف تبيين بعض خصائص النبي ص، وصفاته الخافية على الناس، لأنه كان بإمكان النبي ص بحسب اعتقادنا أن يرى كل شيء في عالم التكوين وهو جالس في بيته، ولذا قلنا بأن من جملة معاجز سيدنا عيسى ع: ﴿وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ﴾
        فهذا يعني أن عيسى عليه السلام كان متمكنا من رؤية كل شيء، وقد وقع الكلام على أن علم الإمام إرادي أو فعلي وذاك بحث خاص..

        لا شك في أنه متمكن من العلم، ولكن هل أن تمكنه فعلي بمعنى أن الأشياء حاضرة عنده، فهو علم حضوري لا حصولي ؟ أو أنها رؤية إرادية ليكون من قبيل العلم الحصولي ؟
        العلم الحضوري هو العلم الذي لا يحتاج الى تحصيل، فالمعلوم حاضر لدى النفس الانسانية كعلم الانسان بنفسه وإرادته وشجاعته وسخائه وبخله وصفاته النفسية، فهذا ليس انطباع شيء في الذهن، إنما حاضِرٌ عنده، وعلمه بالامور الخارجية حصوليٌّ، فيجب ان ينظر للخارج حتى تنطبع الصورة ويحصل العلم.
        ذكرت مراراً أنه ليس هناك اتفاق في تعريف العلم، هناك أكثر من ثلاثين تعريفاً للعلم، لأن العلم قد يكون من أبده البديهيات لكن الوصول إلى حقيقته شيء مشكل جداً !

        لماذا قال: ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾ ؟ فهل كانت الآيات خافية على النبي فأراد الله تعالى أن يعرفه عليها في الإسراء ويريه إياها ؟!
        هذا خلاف اعتقادنا، فنحن نعتقد أن النبي ص كان يعلم كل شيء، وبما أنه خليفة الله في أرضه وأمينه عليها، يجب أن يعرف المؤتمن عليه كي يكون أميناً، ليتحرك طبق مقتضيات المصالح الموجودة.
        ففي الأمر تبيين لشخصية النبي ص، وهذه من القضايا المخفية غير الظاهرة، ولذا قال ص: ما عرف الله إلا أنا وأنت ! إنها تبيينٌ لقرب النبي ص من الله تعالى.

        إن دخول شخصية محبوبة إلى مجلس تفرض وجودها على الحاضرين سواء قاموا له احتراماً أم لم يقوموا، لكن قيامهم له يظهر شخصيته عند الآخرين، خاصة مع حضور غريب مثلاً، وقيمة بعض الأشخاص وإن كانت معروفة إلا أن الغرض من جلوسه جنب القائد هو بيان قربه منه وإبراز شخصيته.
        أما النبي ص فإن استيعاب شخصيته مشكل جداً وقد لا يتمكن الناس من التعرف على شخصيته بسهولة..
        قال تعالى: ﴿لنريه﴾: وقوله لا يدل على أنه لم يكن عالماً، إنما الغرض منها إثبات أنه يتمكن من رؤية كل شيء.

        أما ﴿ليلاً﴾: فلأن عالم التكوين مُرَكَّبٌ من أرض وسماء، والأرض معروفة لعامة الناس، فهناك عناصر مشتركة تشترك فيها جميع القارات في العالم، هناك أرض وغابة وماء وجبل، ولا فرق في هذه الأمور بين مكة والمدينة وفلسطين وامريكا وافريقيا واستراليا، فمن رأى قطعة من الارض كأنه رأى الأرض كلها.
        فليس في سير النبي ص في الارض دلالة على الإعجاز، مع كون الأرض مما يمكن تلمسه ورؤيته في مكة المكرمة نفسها، لأنه لا ميزة لبيت المقدس على مكة المكرمة: مسجد ومسجد، أشجار وأشجار، نخيل وماء وجبال، كلها واحدة!

        فقد صار الإسراء ليلاً لأن ما ينكشف في النهار هو الكرة الأرضية فقط، إذ لو صعدتَ بطائرة الى خارج الكرة الأرضية ونظرت إليها ستكون نظرتك إليها إجمالية لا تفصيلية، وإن كانت هناك أجهزة قد تكشف كل أجزاء الكرة الأرضية، فالأقمار الصناعية التي تدور حول الكرة الأرضية قد تصور ملايين الصور وتنقلها الى المحطات المرتبطة بها.
        فلا يكون التعرف على الكرة الأرضية معجزة، مضافاً إلى أن كل إنسان قد يتمكن من رؤية الكرة الأرضية في النهار، وكل أراضي الله متشابهة، كل المياه والجبال والغابات متشابهة، فمن رأى قطعة من الأرض أو مدينة أو قُطراً فكأنه رأى كل الكرة الأرضية، لأنّ العناصر التركيبية من صحارٍ ومياه وغابات وأشجار وجبال كلها متشابهة.
        وفي النهار لا يمكنك أن ترى السماء لأن أشعة الشمس تمنع من رؤيتها، أما في الليل فالسماء جميلة وجذابة ومدهشة لا سيما في المناطق الصحراوية والبوادي، جمال الخلق يتجلى في السماء، عظمة الله تتجلى في السماء !

        مليارات الكواكب، عشرات الالف من المجرات، الكرة الارضية مقابلها كقطرة ماء في بحار !من يقرأ هندسة الفضاء يتوقف في كثير من الامور !
        كيف تمكن الله تعالى أن يخلق هذه السماء الجميلة ؟ وفيها مليارات الكواكب المجرات التي لا تشكل المنظومة الشمسية إلا قطرة امام بعضها!
        لم يتمكن الإنسان بكل إمكانياته من الوصول الى رؤيتها وتحديدها وتحديد النجوم الموجودة فيها، بل لم نتمكن نحن من الوصول إلى كواكب منظومتنا كالمريخ بعد !

        تقول الآية: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾: وقد ورد فيها (السماوات) بينما كانت (الأرض) مفردة، وكل ذلك: ﴿ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
        وكلما كانت الآية أكبر كانت دلالتها على الخالق أعظم، فأقوى الامارات في التعرّف على الله تعالى هي السماء، حيث يتجلى فيها كل شيء.

        فمساحة الكرة الارضية مثلاً معلومة، وحركتها وإمكاناتها معلومة واضحة لكل إنسان، أما السماء فلا يعرف عنها شيء ! مدهشة بكل ما للكلمة من معنى!
        فإذا أردت أن تعرف الله تعالى ركز على الأمارات التي تدل عليه تعالى وعلى إرادته وجمال صنعه أكثر من بقية الأمور، ولذا قال: ﴿ليلاً﴾، لأن عظمة الله تبارك وتعالى تتبين في الليل أكثر من غيره !

        هو عظيم في كل شيء خلقه، لكن بعض الأشياء تدل أكثر من غيرها على العظمة.
        لماذا نتحدث عن المنظومة الشمسية ؟ ولماذا نقول أن الشمس اكبر الكواكب الموجودة في المنظومة الشمسية ؟
        كلما كانت أعظم وأكبر ستكون أكثر دلالة على عظمة الخالق، لأن عظمته تعالى تعرف من عظمة مخلوقاته ودقتها، لذا قال: ليلا وليس نهاراً.
        فحصيلة الرؤية في النهار ما هو موجود في الكرة الأرضية، وما بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام كله وديان وأراضٍ غير مزروعة، الجزيرة العربية صحراء الى أن تصل للاردن وكان حينها جزء من فلسطين فكلها أراض خالية وصحراء، ليست هذه الآيات التي أراد أن يريها إياه !

        صار ليلاً لأن الإنسان يتعرف في الليل على السماء، ودلالة السماء على عظمته تبارك وتعالى أكثر من دلالة الأرض، فالارض كوكب صغير من الكواكب التي تسبح في فضاء الله تبارك وتعالى، ولإثبات عظمة النبي ربطه بالسماء.

        ثم من جملة التهم الموجهة الى النبي ص أنه ساحر، فحتى لو أحضر له جبرئيل البراق وشاهدوه سيقولون أنه ساحر، فلا تدل على عظمة النبي.
        والنبي اقرب الناس الى الله تعالى، وتعرف الاقربية من المكانة، كما يكون الوزير اقرب الناس للملك، فأعلى مرتبة اجتماعية هو رئيس السلطة، وعلى أساس التراتبية يجلس أقرب الناس إلى رئيس السلطة بجانبه..
        وليس في الإسراء من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى تدليل على عظمة النبي ص، مع الشبهة التي اثيرت حول كون النبي ساحراً، فحتى لو شاهد الناس البراق وجبرائيل لن يكون لذلك الأثر المطلوب..
        لكن عندما يصعد الى السماء، ويقول فيه تعالى: ﴿دنا فتدلى﴾ فإن ذلك يدلّ على عظمة النبي ص، وهو أقرب الناس الى الله تبارك وتعالى، هذا السبب في الإسراء ليلاً..

        مسألة شق القمر لا شبهة فيها بحسب الظاهر، ويظهر ان هناك اتفاقا حولها، فهل أثرت في نفوس الناس ؟
        كبار المتعرضين للمسألة يقولون أن شق القمر ثابت، ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾: كيف حصل ذلك ولم يره الناس ؟ قد لا نعرف حقيقة بعض الأشياء، وإن لم يحتج الى دليل، وقد قسمت الضرورات الى ضرورات عقلية ودينية، وكلاهما لا يحتاج لدليل.
        فاذا قلت ان الصين تتضمن اكبر احتياطي او تحدثت عن وجود اميركا وحصول الثورة الفرنسية والبريطانية والامريكية وسور الصين وحرب خيبر وأحد وبدر لم تحتج الى دليل، وكل ما لا يحتاج الى مستند ودليل يعد من الضروريات سواء كان عقلياً او لم يكن عقلياً.
        وشهرة هذه الضرورات الدينية قد غطت على كل احتمالات الكذب.

        لقد وصل النبي ص الى مرحلة لم يصل اليها نبي ولا ملك مقرب، وهذه تدل على أفضلية النبي ص على بقية الأنبياء، لأن منشأ الدنوّ والقرب الأفضلية لا الحب الشخصي.
        الله يحب كل مخلوقاته، وإذا قدم مخلوقاً على آخر فلصفة وخصيصة فيه.

        أما ما هو المسجد الأقصى: فقد لا يفيدني.
        وانتقل لسورة (والنجم). فهي المكملة لآية الاسراء.
        ﴿من آياتنا﴾: تدل على أن ما تحقق كان قضية كبيرة تبين شخصية النبي، أما كونها الى المسجد الاقصى المعروف فهذا شيء بسيط، فالآن ينتقل الانسان بساعة الى المسجد الاقصى.

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          حقيقة الإعجاز

          انا لا افسرها بخرق العادة، ولا بأنها تعني خرق العلية، فقد يكون لبعض الاشياء عدة علل بعضها غير واضح، وهذا ليس خرقاً لقاعدة العلية، وقاعدة العلية لا تُخَصَّص لأن خرق العادة تخصيص للقاعدة. واذا سقطناها لا يبقى شيء، نقول حينها: حَدَثَ معلولٌ من دون علة فينفتح الباب على كل شبهة موجودة !

          ليس هذا خرقاً لقاعدة العلية، وانما استخدامٌ للعلة في مصاديقها الخافية، هناك مصاديق للعلة لم تكن معروفة، كما كانت تولد النار من اصطدام الحجرين ثم الكبريت ثم القداحة ثم بعض الالواح التي تستفيد من اشعة الشمس، وهناك مئات الطرق الآن لايجاد النار، وكلما تتسع المعرفة البشرية تتسع الطرق، وكلها تابعة لعلة واحدة وان اكتشفت مصاديق جديدة لها..

          هذا ينبغي ان يتضح، فهو ليس خرقاً للعادة، وقد أخذوا هذا المعنى من السنة ومن التفسير الاشعري للمعجزة وبقية القضايا الاخرى، فالامام مسيطر على الكون ويعرف القضايا الخافية، فلا تكون من باب خلق قاعدة العلية، وانما من باب الاستعانة ببعض المصاديق الخافية للوصول الى المعلول.

          كيف دخل القمر ثياب النبي ؟ يثبتون الآن ان الاشياء اذا ضغطتها وافرغتها من الخلأ الموجود بين أجزائها تصغر، فقد يتحول القمر الى كرة صغيرة، فدراسة هذه الامور تحتاج الى ان لا نترك الامور كلها مرتبطة بالقضايا التعبدية، أو نفسر شيئاً يفتح لنا عشرات المشاكل في أمور أخرى.
          كل هذا طبق قواعد عالم التكوين ولكن كل الناس لا تعرفها.

          وأما في قضية إبراهيم: فلا شك بأن النار محرقة، وإذا سلب الإحراق من النار فمعنى ذلك سلب المعلول من العلة، ووجود المعلول بعد العلة أمر لا يمكن المناقشة فيه، وإلا فقدت العلية عليتها، فمعنى ذلك أن الله أعطى خصوصية في جسم إبراهيم، هذه الخصوصية ما هي ؟
          قد لا نعرفها، وهي التي كانت السبب في عدم تأثير النار في جسم إبراهيم، تقول الروايات ان الطيور في السماء كانت تحترق، واللهب كان يصل الى الجالسين، فكيف تكون النار في آن واحد حارقة وغير حارقة ؟ اجتماع المتناقضين وتخلف العلة عن المعلول !

          الآن هناك ملابس تتحمل الفي درجة من الحرارة، دون ان يحترق صاحبها، الانسان يحترق في 100 او مئة وعشرين درجة.. اما بهذا اللباس فيتحمل الفي درجة.
          الملابس التي يلبسها رجال الفضاء فيها خصوصيات أيضاً، فينبغي الدقة في أن المعجزة هي التي يعجز الانسان الطبيعي عن الاتيان بها لانه لا يعرف العلل الخفية الحاكمة في المعلول، لأن الله تبارك وتعالى إن قلنا بأنه تصرف في قاعدة العلية فتكون النار حارقة وغير حارقة وفيه اجتماع المتناقضين !
          وهكذا نجمع بين العقل والنقل، ما المانع من الجمع بينهما ؟ لماذا نتقيد بتفاسير معينة هي رؤية إنسانية ؟

          نعم إذا ثبت صدور الرواية من المعصوم بسند صحيح وثبت لنا حجية الخبر الواحد في تفسير الآيات المباركة يمكن حينها تفسير الآية بالرواية، أما لو كانت قضايا ترجيحة واستحسانات عقلية فلا يلزم الالتزام بها.

          ﴿من آياتنا﴾: لم يكن الهدف إراءة الناس في الآية، وأي آية أعظم من ذلك؟
          بعض الروايات تثبت دخول الناس للجنة حينها، ولكن الادلة دلت على ان الجنة والنار ودخول الناس اليها مرتبط بالحساب، وهو لاحق بعد الحشر والحساب والكتاب واستحقاقهم للجنة والنار بحسب الاعمال..

          ﴿من آياتنا﴾: السماوات: تتجلى آيات الله تبارك وتعالى في السماوات، النبي يرى دائما كما قلنا ولكن الناس لا يعرفون ذلك، حتى المسلمين لا يعرفون ذلك، لذا قالوا ﴿عبس وتولى﴾.. واعظم الناس الآن قد لا يفهمون مرتبة النبي..
          وكأن الآية كشفت جانباً خفياً خاصاً من معالم شخصية النبي لتتحدد معالم قربه من الله تعالى.

          ﴿من آياتنا﴾.. ﴿إن في خلق السماوات... لآيات لأولي الابصار﴾.
          الأبصار: لا تعني البصيرة العقلية فقط بل الحاسة التي يمتلكها الانسان ايضا، ثم بعد ذلك ﴿الذين يذكرون الله قياما وقعودا﴾، فبعد رؤية الآية يعبد الله ويتفكر في خلق السماوات والأرض.
          والذي يفيدنا هو فهم الآية الشريفة ففيها خطاب وفكر ورسالة تنقلها إلى الإنسان.. وهذه اتضحت بحسب الظاهر وان كان توضيحها مشكلاً جداً.

          وياتي الكلام في نظريات الاسراء: أنه في المنام ام بروحه ام انه بجسده الى المسجد الاقصى وبروحه ما بعد المسجد الاقصى اذا فسرناه بهذا المسجد ويميل اليه صاحب الميزان، والرابع الذي نختاره وهو المعروف بين علماء الشيعة أن الاسراء كان بجسده من المسجد الحرام الى السماء. ونتعرض لها ان شاء الله.

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #6
            حركة التحريف المشيطنة
            بسم الله الرحمن الرحيم
            لا شك في أن الآية الشريفة قد دلت على تحقق الإسراء ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ وقد ذكرنا بأن المسجد الأقصى من العناوين المجملة في الآية المباركة، فإذا أريد منه ما يسمى بالمسجد الأقصى فهو لم يكن آنذاك مسجداً أقصى وانما بهيكل سليمان ثم سمي بالمسجد الأقصى لاحقاً، وبانيه هو الخليفة الثاني وقد انتهى بناؤه في عهد الخليفة بن عبد الملك بحسب ما يقال.

            وقد ذكرت بأني أرى أن وراء هذه الحركة أهدافاً سياسية لأن العاصمة الإسلامية انتقلت من المدينة المنورة إلى دمشق آنذاك، وانتقل بنو أمية إلى الشام، ومعهم العناصر الشركية كلها وما زالت جذور الشرك داخلة في النفوس، ترى بعض المستبصرين بعد ثلاثين او اربعين سنة وتتكلم معه فترى جذور الدين السابقة لا زالت فيه بل طافحة على كلماته، كما أن بعض السنة الذين تشيعوا لم يتمكنوا من التخلص من الفكر السني بصورة مطلقة.
            نشؤوا على هذا الفكر، فدخل في دمائهم وخلاياهم ولم يتمكنوا من التخلص منه.

            أعتقد أن هذه الحركة كانت ذكية جداً ومشيطنة، فحاولوا نقل القدسية من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى الشام وهي تشمل آنذاك فلسطين ولبنان والاردن فكلها تدخل في حدود دولة الشام آنذاك.

            هكذا أقرأ التاريخ، فلأجل تحريك أذهان الناس وعيون الناس تحتاج لرمز جديد يغطي على الرمز القديم، تحتاج لتكييف الرمز الجديد مع معتقداتك وأصولك، ومن هنا تحولت كنيسة دمشق إلى المسجد الأموي في قبال المسجد النبوي.
            وجاءت تلك المجموعة الكبيرة من الروايات التي رووها في فضل الشام وفضل مسجد بني أمية..

            هذه ليست حركة اعتيادية، إنها حركة مُسَيَّسَة وذكية بما للكلمة من معنى، لقد تم شراء ضمائر بعض الصحابة وجمعهم في دمشق وصنعوا له ما يريد كما يعمل الاعلام اليوم فيمسخ الحقائق الخارجية ويلبس الباطل لباس الحق والعكس، وقد شاهدنا كثيراً من القضايا قد حرفت، وكذا فيما نقرأ فكثير مما نقرأه ليس الحقيقة إنما هو ممسوخ بما للكلمة من معنى.

            تحريف التاريخ ومحاربتنا بالقرآن
            وكأنما التاريخ خضع لإرادة السلطة، وعندي براهين كثيرة على ذلك، كتابة التاريخ كانت سلطوية بما للكلمة من معنى، جاء المؤرخ ليمجد السلطة، ولذا صنعوا معاجز للخلفاء الثلاثة وبني أمية، نفس رموز الشرك انتقلت الى الاسلام بحركة ذكية لتمسخ الاسلام، وبقيت الصورة مجردة من حقيقتها واستفادت من الاسلام لصالح اهدافها الشركية.

            لماذا صار عندنا مدرسة الاشاعرة ؟ ولماذا ركزت على الحديث امام الحديث النبوي عند الشيعة ؟ ولماذا ركز المعتزلة على العقل امام العقل الشيعي ؟ هذا كله كان ضمن مخطط سياسي ذكي لتفريغ الاسلام من محتواه الحقيقي، كما يفعلون اليوم، تفريغ الاسلام من محتواه الحقيقي وتلبيسه بالاصول التي يعتقدون بها، وأحسن طريقة عندهم هي هذه، فالقرآن مقدس لا يصح التلاعب به ولذا ورد أن من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. لماذا ؟

            سئلت فقلت انا قد أصباتنا (عقدة) من القرآن الكريم وإن لم تكن هذه الكلمة لطيفة..
            قلت: إن الضربة الاولى التي ضربتم بها أهل البيت هي (يكفينا كتاب الله) (حسبنا كتاب الله)، فتمكنتم من الاستيلاء على الخلافة بعنوان التمسك بكتاب الله !! يكفينا كتاب الله!!
            وهؤلاء الذين قالوا يكفينا كتاب الله لم يكونوا حافظين للكتاب الكريم ولا لأبسط آياته، فضربوا الإمامة بكتاب الله.. بينما قلنا أن لله كتابان: كتاب صامت وهو كتاب الله وكتاب ناطق وهو الإمام عليه السلام.
            والكتاب الصامت يكتسب شرعيته من الكتاب الناطق، فمن الذي يحتمل الكتاب ؟ فابو سفيان مثلاً كان يستغل الكتاب لصالحه !
            إذا كان القرآن هو الكتاب المجموع بين الدفتين فقط فكل انسان بامكانه ان يستفيد منه على مر التاريخ.

            العقدة الثانية: بماذا احتمى عثمان بعد ارتكاب تلك المخالفات التي استوجبت ان يُتَّخَذَ منه موقف ؟ حتى من المهاجرين.. وبماذا دافع عثمان عن نفسه ؟ لقد فتح المصحف الشريف.
            لو كان يعتقد بالمصحف هل كان ارتكب هذه المخالفات الصريحة لكتاب الله ؟!
            ثم (جمع كتاب الله) صار بيد الخلفاء الثلاثة ونحوا أمير المؤمنين حتى عن جمع القرآن.
            فكانت الضربة الأولى والثانية بالقرآن، والثالثة جمع القرآن، وإحدى أكبر مكاسب الدول الإسلامية الآن طبع المصحف الشريف، يطبعون في السنة ملايين المصاحف بمختلف اللغات ويرسلونها، هناك مصحف مطبوع باللغة الروسية أرسلوه إلى روسيا فرفضت روسيا قبوله لأن بعض ما فيه لا يتفق مع الفكر الروسي فمنعت دخوله.

            طبع القرآن مكسب، ولكن هل قلبهم محروق على القرآن لكي يعطوه كل سنة للحجاج ؟
            انا لم آخذه هناك، حتى اصدقائي اعترضوا علي، فقلت لهم لا اخذه حتى يقبلوا قرآني، حتى في الاستخارة لا استخير بالمصحف الذي يطبعونه انما استخير بالمصحف المطبوع في ايران، القلم ايراني والحبر ايراني والقلم شيعي، وما بين دفتين شيعيتين فيه نكهة شيعية.
            لست متعصباً، لكني أعرف أن الجماعة لم يتحرق قلبهم على القرآن، حيث صار وسيلة عندهم.

            الضربة الرابعة: رفع المصحف في صفين !
            الضربة الخامسة: تجزئة القرآن.. فيقولون أنه حصل بعد استشهاد الحسين عليه السلام، الثورة الفكرية التي حصلت بعد شهادته حتى جزؤوا القرآن في الشام بعدها.
            بعض الدول الآن تتمسك بقراءة القرآن وحفظه ودرسه لإثبات إسلامها، هذا هو وجه الشرعية.

            نحن نحترم القرآن، لكن أي قرآن ؟ القرآن الذي يأتي من يد علي بن ابي طالب والأئمة الأطهار، لا المصحف الذي يرفعه معاوية على المصاحف ويقتل به كتاب الله.
            من أين لمعاوية كتاب الله ومن أين ليزيد ذلك ؟
            المشكلة أنه لا قراءة..

            شعيب العاملي

            تعليق


            • #7
              المسجد الأقصى مقابل المسجد الحرام

              بقراءتي أن المسجد الأموي في قبال المسجد النبوي.
              لماذا لم يسموه المسجد المحمدي ؟
              المقدس هو المسجد النبوي في المدينة.
              من هم بنو أمية حتى يكون لهم مسجد ؟! بنو أمية دمروا المساجد وما جاؤوا ليبنوها ! عيناً كما الرموز الشركية التي رفعوها في البيت الحرام.

              الكنيسة الموجودة هي نفسها الكنيسة الموجودة في اسطنبول، رسموا عليها الآيات القرآنية بدل الصور للسيد المسيح والسيدة مريم..

              لا أعرف ما الذي أصابنا، والمسجد الأقصى بني في قبال المسجد الحرام، ويقولون في فتنة عبد الله بن الزبير صرفوا الحجيج اربع سنوات الى المسجد الاقصى، فصار بدلاً من الكعبة المكرمة، تلك صخرة وهذه صخرة، ذلك حجر اسود وهذا حجر اسود.
              اخرجوا الصخرة فقال الخليفة ليست هذه هي، فمن أين عرف عن الصخرة وعن هيكل سليمان ؟

              والمسجد الأقصى ما هو في الآية المباركة ؟ لا ندري .. جاؤوا طبقوه على المسجد الأقصى.
              أنا قلت هذا لا يحتاج إلى تسبيح في الآية ﴿سبحان الذي أسرى﴾ فهذا ليس معجزة !

              ما زالت عصا موسى معجزة، فلا يمكن ان تتحول أي عصا الآن الى حية، وما زالت يد موسى معجزة، وما زالت المعاجز التي قدمها السيد المسيح معجزة، حيث لا يتمكن احد من احياء الموتى وابراء المرضى والاكمه والابرص كما احياهم وابرأهم السيد المسيح بلمس اليد. وما وصل اليه الطب اليوم من معالجات روحية ومادية ليست كما كان عند عيسى.. بلمس اليد كان يزول المرض.
              ما زالت معجزة سيدنا ابراهيم معجزة، أما المسجد الأقصى ليس معجزة!

              فلان وزير الخارجية سافرت ثلاثة ملايين كيلومتر، تركب طائرة اليوم وتصل الى اقصى نقاط العالم !
              واذا ركبت الطائرات الخاصة، او السفن الفضائية. فنقول: (سبحان الذي أسرى بيوري غاغارين) الى خارج الأرض! وبفلان داخل الارض.
              كلها بارادة الله وايحاء من الله وتعليم من الله تبارك وتعالى.

              اين هو المسجد الاقصى ؟ هل يستحق هذا المسجد ان يقال عنه ﴿سبحان الذي اسرى.. ﴾
              بقية المعاجز في القرآن لا زالت معجزة حتى الآن، لحد الآن هناك عجز عن الخلق وعن إحياء الموتى، لا تقولون بأنه يصاب بالجلطة فيحيونه، فهذا قبل خمس دقائق من الوفاة اما بعدها فلا، هذه قابلية للحياة تحرك عن طريق الاجهزة، أما اذا جمد الدم بعد ذلك بدقائق فلا يمكن لاحد ان يحييه اليوم.
              انظر الى معجزة موسى وعيسى وسليمان فكلها لا زالت معجزة حتى الآن وكذا ابراهيم .

              انا اطير بطائرة من المسجد الحرام الى الاقصى بساعة.
              واحمل في الطائرة جهازاً للتصوير يصور الطريق من بداية المسجد الحرام للاقصى واعيد النظر للشريط واعرف القوافل وما كان في الطريق.

              أنا لا أفهم ما يقولون ! لا يمكن أن أقبلها بعقلي! لم يقل سبحان الذي فعل حتى حول معاجز الأنبياء !سبحان الذي شق النيل! (سبحان) تدل على عظمة الله تبارك وتعالى وأن الله حقق هذا الامر العظيم بارادته وتصرفه في عالم التكوين.

              حتى طي الأرض.. قلت وقرأت عن البوذيين أكثر من كتاب وأنهم متكمنون من طي الأرض، فيقول احدهم ان الفاصل بين التبت والهند اكثر من ثلاثة الاف كيلومتر وعندما تصورته في ذهني بلحظات صار عندي، وسافر بعضهم معهم فكانوا يمشون على الماء !
              أما أسرى بعبده ليلا فلم تتكرر في التاريخ !
              إحياء الموتى لم يتكرر في التاريخ !
              عملية الخلق لم تتكرر !

              ﴿أخبركم عما في بيوتكم﴾: يمكن ان تخبر الآن عما في البيوت عن طريق الاقمار الصناعية، ذلك الوقت عيسى لم يكن عنده اقمار صناعية، مع ان بامكانك ان تنصب اجهزة ايضا تمنع التصوير، امواج تصور وامواج تمنع.
              هذه معجزة.. ﴿كيف نكلم من كان في المهد صبيا﴾، عندك طفل يتكلم في المهد مع كل الغرائب الموجودة في العالم !
              يقولون ان الرسوم الاولى في الحياة ترتسم في ذهنه من رحم امه، أما يتكلم في المهد ؟! ﴿آتاني الكتاب وجعلني نبياً﴾ هذه معجزة لم تتكرر، فأين الإعجاز في الاسراء الى هذا المسجد ؟

              شعيب العاملي

              تعليق


              • #8
                المسجد الأقصى رمز أموي وعمري !

                وبناء على ما تقدم.. لا أتخذ موقفاً من المسجد الاقصى، ولم اتمكن من الوصول لنتيجة حوله، ولكني عندما اقرأ الآية بقراءة غير التي في عيون المفسرين، وكأن الله يتفاخر: ﴿سبحان الذي أسرى﴾، بهذا يتفاخر ؟! بما يمكن لأي كان ان يفعله الآن؟!

                المسجد الأقصى مجهول، قد يكون اقصى منطقة في عالم التكوين، كما تقولون في الكعبة أنها من تخوم الارض الى عنان السماء، كما لو صلينا باتجاه الكعبة في الطائرة فالكعبة ليست موجودة أمامنا بل رمزيتها.
                فليكن المسجد الأقصى منطقة مقدسة في عالم التكوين لا نعلم عنه شيئاً.

                ثم ان المسجد الاقصى لا يعد من المساجد المقدسة في الفكر الشيعي.
                المناطق الاربعة التي يتم التخيير فيها المسجد الحرام ومسجد النبي ومسجد الكوفة وحرم الحسين، وبعضهم يقول كل كربلاء.

                المسجد الأقصى ليس رمزاً مقدسا في فكرنا، لا اريد ان اتخذ موقفاً، جماعتنا يتحدثون عنه الآن لكن أنا كشيعي عندي طرق محددة لتحديد المناطق المقدسة، لماذا لم يكن مسجد الكوفة ؟ ففيه نفس الرمزية بل أكثر، فغالب الأنبياء لهم مقامات هناك، لماذا لم يقل: أسرى بعبده الى مسجد الكوفة ؟

                فلا بد أن يكون المسجد الأقصى رمزاً غير هذا الرمز الموجود، لكن الناس لا يعرفون إلا أن هذا المسجد هو المسجد الأقصى، التسمية جاءت بعد وفاة النبي في زمن الخليفة الثاني او في زمن عبد الملك بن مروان.

                في المسألة تدبير سياسي وتخطيط جهنمي مشيطن بما للكلمة من معنى.
                أنا قد أكون الوحيد بينكم الذي زار المسجد الاقصى وصلى فيه، وتشاءمت هناك لما رأيت نساء يصلين هناك كاشفات! لما كانت تسجد الواحدة منهن كانت تظهر المناطق المحرمة منها! فمن أين لهؤلاء ان يستحقوا البركة ؟
                شاهدت ذلك ايضا عند مسجد إبراهيم !
                عندي صورة في المسجد الاقصى، وزرته في ال 66 قبل الاحتلال الاسرائيلي في ال 67، لم ار فيه استحقاقا اسلامياً للاحتفاظ بالمكان المقدس!
                انظر الى كيفية دخول اليهود اليه الآن! ما شاهدته بعيني.

                ليس في الثقافة الشيعية شيء عن المسجد الأقصى، هو رمز أموي وعمري بما للكلمة من معنى. لا شك في ذلك.. اقرأ التاريخ، وقد قرأنا انهم امروا بالحج اليه اربع سنوات.

                لا اريد اتخاذ موقف، لكن أجواء الآية الشريفة لا تتناسب مع كون المسجد الأقصى هو هذا.. ﴿سبحان﴾ غالبا تستعمل في المعاجز الكبيرة للأنبياء التي فيها اختراقات كبيرة.
                الروايات موجودة وتقول أنها منطقة في السماء، وقد لا يمكن الاعتماد عليها لان رواياتها ضعيفة غالباً.
                لكن ما اعرفه انه قال: ﴿سبحان..﴾ فهناك ما يستحق الاعجاز.

                ﴿باركنا حوله﴾: ماذا حول المسجد الاقصى ؟ اربع احجار وبعض الزيتون؟ هذا الذي باركنا حوله ؟
                ﴿لنريه﴾: ماذا نريه ؟ أشجار الزيتون ؟ كان أخذه الى اسبانيا ففيها الاف اضعاف الاشجار الموجودة في فلسطين، يجشمه اتعاب السفر حتى يرى اشجار الزيتون ؟!
                حتى الآن هناك اشجاز زيتون في مناطق باردة في الحجاز.
                الطائف منطقة جميلة في اشجار وفيها تفاح ورمان وفواكه بكثرة.
                اجواء الاية تقول ان القضية مثيرة للعجب، فيها اثارات ليريه من الآيات.

                ﴿ان في خلق السماوات .. لآيات..﴾ آياتنا هي هذه، هو كان يرى ولكن لاجل اثبات شخصيته العظيمة جاءت الآية لتصرح وتكشف بعض الصفات الكامنة في شخصية النبي ص، ﴿لآيات لأولي الأبصار﴾.
                أنظروا الى آيات الله: ﴿كيف يحيي العظام﴾..

                فلو كان يريد أن يريه الثمار فليأخذه الى الطائف ليراها.. او الى امريكا الشمالية ففيها شجرة عمرها ثلاثة الاف سنة وطولها ثلاثماءة متر، لا يوجد مثلها الا في غابة واحدة في كل العالم، فليأخذه الى نهر الامازون او الى جبال الهملايا، الى كنيسة ايا صوفيا فهي كنيسة للسيد المسيح وهي كنيسة مقدسة، لم نأت لتحطيم الكنائس انما لترتيبها لتصبح مسجدا، فالكنيسة كالمسجد محل عبادة الله، فليأخذه الى جدار الصين اكبر عمل بشري وهو الوحيد الذي يرى من خارج الارض بحسب ما يقولون، الى سد ذي القرنين الذي تذكره الآيات الشريفة بعنوان عمل بشري كبير: ﴿آتوني زبر الحديد﴾.

                هناك اتفاق ان المعراج لم ينته بالمسجد الأقصى بل سار الى ما لا يتمكن العقل الانساني من الوصول اليه، واختلفوا في كيفية المعراج، القول الاول انه كان حلما رآه ص، والثاني انه كان بروحه الى منتهاه، والثالث مركب من الجسماني والروحاني فالى الاقصى بجسمه ومنه الى سدرة المنتهى بروحه، كما يذهب اليه الطباطبائي، والرابع انه كان كله بجسده الشريف وروحه وياتي البحث فيه إن شاء الله.

                شعيب العاملي

                تعليق


                • #9
                  المعراج وسائر المعاجز القرآنية

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  كان البحث في قضية المعراج التي وردت في سورة الإسراء، وذكرنا أنه على ضوء الدراسات القرآنية التي تتعرض لمعاجز الأنبياء ع وإذا أردنا أن نقايس بين الأنبياء فالمفارقة بين الأنبياء كبيرة جداً في الكتاب الكريم، فالمعاجز التي ثبتت لسيدنا عيسى ع نادرة في تاريخ النبوات السماوية، يخلق ويحي الأموات ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخبرهم عما يدخرون في بيوتهم ويحل لهم ما حرم عليهم، يكون بنفخة من الروح تشابه نفخة سيدنا آدم عليه السلام.
                  ثم نأتي إلى سيدنا موسى فنجد أن حياته مليئة بالمعاجز، لكن عندما تتعرض الآيات الشريفة الى سيدنا الرسول لم تذكر معاجزه بالتفصيل، والمعجزة التي يتفوق بها الرسول ص على بقية الأنبياء هي معجزة المعراج، ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لنريه من آياتنا..﴾

                  وذكرنا بأن المسجد الأقصى في الآية الشريفة نقطة مبهمة لأن المسجد لم يسم بالأقصى إلا بعد ما قام المسلمون بفتح بيت المقدس فسمي بالأقصى، ثم التعبير بالأقصى أيضاً لا يتلاءم مع الأجواء الجغرافية المحيطة.. لأن بيوت العبادة كانت كثيرة بعد انتشار المسيحية في العالم، فلم يكن المسجد الأقصى هو أقصى بيوت عبادة الله تبارك وتعالى، هناك كنائس، لم يكن مسجداً أصلاً الا بالمعنى العام لا بالمفهوم الإسلامي للمسجد.

                  فعليه قضية المسجد الأقصى مبهمة، لكن ذكرت أن أجواء الآية الشريفة وصياغة الآية المباركة تثبت أن الحركة كانت حركة إعجازية، يتفرد بها النبي ص، ولم يتحقق المعراج لأحد من أنبياء الله بحسب ما دلت عليه النصوص الشريفة، في قضية عيسى ﴿بل رفعه الله إليه﴾، الله رفعه، فلم يكن معراجاً بذلك المعنى، لم يكن أمراً اختيارياً، بل رفعه الله، كيف تم رفعه اليه ؟ هذه أيضا من القضايا المبهمة في الكتاب الكريم، لم نعرف نحن كيف تحقق الرفع.

                  إن تفسير الأقصى بالمسجد الأقصى قد لا متناسباً، وقد تكون ﴿سبحان﴾ هنا من أعظم التسبيحات التي تستعمل في القرآن الكريم، فإذا كان الاسراء ينتهي في المسجد الأقصى لا يتناسب ذلك مع أجواء الآية الشريفة، لأن هناك قضايا في نفس القرآن الكريم بحسب الظاهر تتفوق على مسألة الإسراء إذا كانت البداية من المسجد الحرام وكانت النهاية من المسجد الأقصى.

                  إذا قرأ الإنسان قضية بلقيس ونقل العرش من عاصمتها الى سيدنا سليمان عليه السلام وقاسها بالمعراج قد تكون أكثر تأثيراً منه، فدلالتها الإعجازية أكثر: ﴿ قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾..
                  هذه أعظم أم قضية المعراج فيما لو كانت البداية في المسجد الحرام والنهاية في المسجد الأقصى ؟ هذه أعظم بالطبع، إذ كيف يتمكن العفريت من نقله قبل ارتداد الطرف ؟
                  في ثانية يتمكن من نقل عرش بلقيس من سبأ الى بيت المقدس ! لا شك أن هذا أكثر إعجازاً من قضية ﴿سبحان الذي أسرى بعبده... الأقصى﴾ إذا تصورنا أن البداية هي بيت الله الحرام والنهاية هي المسجد الأقصى.

                  هذه أبلغ، يأتي بعرش الملكة يعني كرسي الملكة فكيف يأتي به العفريت أو يدعي أنه يتمكن من نقل عرشها من سبأ الى بيت المقدس والفاصلة بين سبأ اليمانية إلى بيت المقدس قد تكون أكثر من الفاصلة من بيت الله الحرام الى المسجد الأقصى.

                  والثاني أكثر ادعاءً ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي﴾.
                  هذه تحتاج الى السبحانية أكثر وهؤلاء عملوا بإرادة الله تعالى وافاضة منه، والا فالعفريت من الجن ليس له قدرة على نقل العرش من سبأ الى بيت المقدس من دون أن تكون هناك افاضة الهية ودعم معنوي من الله تبارك وتعالى، وقوله في مجلس سليمان دليل على تقربه الى سيدنا سليمان، ليست العفاريت كلها خارجة عن إرادة الله تبارك وتعالى وعاصية له، العفريت كالانسان فيه عاص وفيه مطيع لله تبارك وتعالى.
                  وهذه أكثر دلالة على الإعجاز من تلك الحركة..
                  فكيف يمكن تفسيرها ؟ وتحليلها ؟

                  ثم قضية الهدهد أيضاً: لا أدري كيف يتمكن الإنسان من تفسيرها، الهدهد طير والطير ليس له إرادة واختيار، كيف يقول سيدنا سليمان وهو من أنبياء الله: ﴿ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾
                  طير من طيور الله تبارك وتعالى يحيط بشيء لم يتمكن سليمان من الإحاطة به ثم ينقل الرسالة من سليمان الى بلقيس ويلقي الرسالة على بلقيس، قضية تحتاج الى دراسة وتفسير، هل ما في الآية الشريفة رمز أو المراد من الهدهد نفس الطائر ؟
                  هذا الطائر لا يتمتع بهذه الخصوصيات فكيف يتمكن من الانتقال من بيت المقدس الى سبأ، تنقله من بيت المقدس الى سبأ إن تمكن من هذا الطيران الطويل يحتاج الى مدة طويلة.
                  هذه كلها تحتاج الى دراسة وتفسير ورؤية، لا يمكن أن نسير بهذه الأمور على ضوء التعبديات فقط.

                  نحن نعتقد خلاف ما ذهب اليه بعض الكتاب المعاصرين من أنها رموز، نحن لا نعتقد برمزيتها بل نعتقد بحقيقيتها فكان هناك سبأ وبلقيس وهدهد ورجل عنده علم من الكتاب، نعتقد بذلك، ليست القصة كالقصة الحديثة تتضمن رموزاً لنقل صورة معينة من الكاتب والقصصي الى الطرف المقابل.

                  القصة الحديثة الآن لا تركز على أبطالها وإنما هي دراسة ورمز وإشارة ودلالة تحاول أن تنقل الدلالة من طريق القصة، كالمسرحية فهي ليست عبارة عن رقص فقط لا سيما رقص البالية، قصص تمثلها بعض النجوم من النساء، هي قصص وان لم نتكن من فهمها فلم ندخل هذا العالم.
                  قصة تكتب ثم تمثل على المسرح ثم تمثل من طريق رقصة البالية، قصة فيها محتوى، في الستينات والسبعينات احست الكنيسة السويسرية بعدم توجه الناس للكنيسة فأرادت جذبهم فروجت لقصص التوراة والانجيل على شكل مسرحيات داخل الكنائس فتمكنت من إعادة دورها للمجتمع السويسري وجذب الناس.
                  القصة المعاصرة رمز يحمل درساً..

                  ومن دافع عن الآيات الشيطانية دافع عنه لذلك كصادق جلال العظم أي من هذه الزاوية، وليس المقصود العناصر المشاركة في بناء القصة وإنما محاولة نقل شيء من طريق القصة الى المخاطب.
                  ليس المهم أبطال القصة عندهم إنما المهم الرمز الذي تنقله القصة الى المخاطب..

                  أما كيف نتعامل مع الآيات الشريفة ؟ كيف نوفق بين الهدهد وبين هذه الحركة العجيبة ؟ وكيف يعلم أكثر من سليمان ويتجرأ ان يخاطب نبي الله بأنه أحاط بما لم يحط به خبراً ؟ هذا ليس هدهداً تعرفنا عليه، هذا ليس الطائر المعروف، مع الاعتقاد بأن القصص القرآنية حقائق.

                  قصة بلقيس موجودة في العهد القديم لكن تختلف الرواية التوراتية عن الرواية القرآنية، وموجودة أيضاً في سفر لاوان لكن من دون وجود هدهد وعرش وما ارتبط به من حكايا إعجازية.
                  هذه تحتاج الى دراسة فعلاً، فإذا أردنا أن نعيد الدور الإسلامي الى داخل الساحة لا بد من الاهتمام بهذه الأمور.
                  شبهات كثيرة تثار الآن حول القصص القرآنية، وكثيرون كفروا بالتصرف في دائرة القصص القرآنية.

                  فلما نجمعها كلها، بالنسبة الى العفريت لم يقل سبحان، ولا بالنسبة لمن عنده علم من الكتاب، ولا بالنسبة للهدهد، فأربعة أحداث تتضمنها الآيات الشريفة اذا قمنا بمقايسة بعضها ببعض وفسرنا المسجد الأقصى بهذا المسجد الموجود فعلاً لا نرى شيئاً يتميز به الإسراء على القصص الثلاثة الأخرى التي قرأناها في الكتاب الكريم، نفس نقل العرش إعجاز وأكثر إشكالاً، هنا ذكروا البراق وما الى ذلك..

                  وكم لها صحة هذه التصاوير التي في الروايات ؟
                  لا أتمكن من الجزم بها، فغالباً سندها غير معلوم، وبعض الروايات اخترعتها الذهنية الإنسانية لأجل إعطاء صورة واضحة عن الاسراء.
                  أين ذكر البراق في الآية وجبرائيل ؟ وأنه احضر البراق الى بيت النبي ؟ لم يذكر ذلك في الآية، لا شك في أن الاسراء تحقق أما كيفية الاسراء فلم نتمكن من الوصول الى حقيقته.

                  وقلنا أن التناسق موجود بين الآيات الشريفة، وهناك نقولات إعجازية متعددة تنقلها الآيات ولم تتميز أي واحدة منها بهذه الافتتاحية المباركة في سورة الاسراء: ﴿سبحان الذي أسرى..﴾ ففيها تنزيه لله مثل (سبحان ربي الأعلى وبحمده) (سبحان ربي العظيم) ﴿سبحان الذي خلق السماوات والأرض﴾، عملية كبيرة جدا اخترقت كل الموازين الحاكمة على عالم التكوين، ولكن باعتقادي ان اختراق الموازين كان بالموازين، وليس اختراقاً لقاعدة العلية، فهي غير قابلة للاختراق، لأن كل شيء ما لم يجب لم يوجد، يعني ما لم تتحقق علته لا يمكن وجوده في عالم الخارج.

                  الصدفة التي نسميها صدفة عبارة عن الأحداث التي لا نتمكن من الوصول الى عللها، وإلا لا صدفة، لأنها تعني وجود المعلول من دون العلة وهو مستحيل.
                  الأشياء التي لا يتمكن الانسان من الوصول لحقيقتها يسميها صدفة ولا صدفة في عالم التكوين، وكل شيء يتحقق عبر علل معينة ولكن بعضها تشمله المعرفة الإنسانية وجزء منها يبقى خافياً ويختص بالأنبياء والأئمة عليهم السلام، هكذا نعتقد، إذا أخذنا بقاعدة العلية وعممناها على عالم الإمكان لا بد وأن يكون لكل حدث علة ولكن الإنسان يتمكن أحيانا من التعرف عليها ولا يتمكن أحيانا أخرى.

                  لذا ناقشت في قضية أحراق إبراهيم أن النار إما محرقة أو غير محرقة، فإن كانت محرقة فلم لم تحرقه؟ وإن لم تكن محرقة فلم تكن معجزة !
                  وان قلتم محرقة بالنسبة لابراهيم وغير محرقة لغيره يستلزم الجمع بين المتناقضين: النار حارة ومحرقة والنار غير حارة وغير محرقة، والجمع بين المتناقضين مستحيل.

                  وعليه يجب أن يفكر الانسان كيف يوفق بين الآيات الشريفة وبين القواعد التي أخذناها من العقل المدعوم بالشرع الشريف.

                  وعليه.. نحن نستكشف من الآية الشريفة بعد مقايسة الاختراقات الحاصلة في الآية وسائر الآيات من القصص القرآنية الأخرى، نكتشف أن المسجد الأقصى ليس هو ما يسمى بالمسجد الأقصى فعلاً، بل هو أقرب منطقة إلى الذات المقدسة جل وعلا، القرب الروحي والنفسي، كما أن العندية في قوله تعالى عن الشهداء ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ ليست عندية مكانية.
                  وكونه مسجداً لأنه محل السجود والعبادة ﴿وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ﴾ ..
                  ثم على ضوء هذا التفسير يحتاج الامر الى دراسة فعلاً، فلا يمكن أن نحدد الموقف في أبحاث محدودة جداً..

                  شعيب العاملي

                  تعليق


                  • #10
                    المعراج بالجسد

                    قلنا أن هناك أربعة آراء في المعراج:
                    1. الروحي
                    2. والحلمي(الرؤيا).
                    3. والمركب من العروج الجسمي والروحي.
                    4. والمعراج الجسمي من البداية الى النهاية.

                    بالنسبة للتفسير الأول.. قلنا أن المعراج الروحي ليس خصيصة للنبي، فاذا تجردت الروح الإنسانية من الجسد تتمكن ان تنتقل، ومنه حشر الله تبارك وتعالى للناس فإنه عندما يطلب حضورهم يخرجون من قبورهم ويحضرون عنده تبارك وتعالى في المحشر والمنطقة الفاصلة بين الجنة والنار..
                    إذاً ليس العروج الروحي شيئاً يتميز به النبي، والذي يمنع من انتقال الانسان بسرعة هو المادة، وكلما تخلص من المادة اكثر وقرب الى القوة تكون سرعته أكثر، كسرعة النور مثلاً.. لا أقول مثلها لاني لا ادري كم كانت سرعة المعراج، لكن المعراج الروحي ليس مزية لأن كل انسان اذا تجرد يتمكن من الانتقال الى أي مكان بسرعة لان المادة كلما قلت كثافتها تكثر سرعة الجسم وكلما ازدادات المادة تقل سرعة الجسم.
                    فلا يمكن الموافقة على هذا الاحتمال لأنه لا يتوافق مع أجواء الاية الشريفة..

                    التفسير الثاني: وهو كون المعراج في الرؤيا، فهو أسوأ من التفسير الأول لأن الروح تنتقل من مكان لآخر في عالم الرؤية، والأحلام الحيقية يحلم بها الانسان وهو في قم مثلاً فيرى حدثاً في كندا او استراليا ويرى قصة حدثت فعلا، وهناك الاف القصص حصلت كذلك، كأن يرى في عالم الحلم ثم يثبت ان الواقعة تحققت في نفس الوقت والمكان، وهذا ليس معجزة أيضاً.

                    التفسير الثالث: أن الآية صرحت بأن المعراج من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى كان بالجسم الإنساني، ومنه الى مرحلة ﴿دنا فتدلى ..﴾ كان بروحه، هذا ليس معجزة أيضاً، فالعفريت من الجن يستحق التعبير بالاعجاز عن حركته اكثر من هذا، أو قضية الهدهد، منطقة الاعجاز فيها أوسع ، فلا يمكن الموافقة عليه.

                    وقد قلنا أن أجواء الآية تشير إلى خواص الجسم الإنساني (عبده، ليريه، هو السميع البصير..)
                    ورؤية الانسان تحصل بالعلم، السمع والبصر هو السمع والبصر الظاهر، والآيات في (لنريه من آياتنا) هي الآيات السماوية: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾
                    ولما تطلق الرؤية تكون بالعين لا بالقلب والبصيرة، وذاك يحتاج الى دليل وقرينة على الرؤية القلبية .
                    فأجواء الآية الشريفة: ﴿أسرى بعبده ليلاً.. لنريه من آياتنا..﴾ كلها تدل (بعدما تصرفنا في المراد من المسجد الأقصى وأنه ليس المقصود به هذا المسجد) تدل على أن آيات الله تتجلى في السماوات أكثر من تجليها في الأرض، فأينما تسافر في الأرض تجد المياه والاشجار والصحاري والبراري، وهكذا تتجلى عظمة الله في السماء وملايين النجوم وجاذبيتها أكثر من تجليها في الارض.

                    من الآية الشريفة والقرائن الموجودة فيها نستكشف أن المعراج كان معراجاً جسدياً من البداية إلى النهاية، ولم يكن جسدياً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ثم تحول الى معراج روحي منه الى ﴿دنا فتدلى﴾.
                    أما الاسراء: ﴿أسرى بعبدهوالعبد مركب من الجسد والروح، وأما الروح المطلق فلا يكلف بشيء حتى يكون عبداً، فالتكليف الى حافة القبر.

                    يقولون: كيف يصعد الجسد الى السماء ؟ فإن الجسد يتمكن من السير بسرعة معينة..
                    نقول: لا دليل على الاستحالة.. الجسد مثلاً يحترق، ولكن الملابس التي يلبسها الاطفائي الآن تتحمل الفي درجة من الحرارة، معنى ذلك أنه يمكن إيجاد المانع.. وكذلك الذين يخرجون في السفن الفضائية من الأرض يلبسون ملابس خاصة فلا يؤثر فيهم حينها انعدام الجاذبية..
                    نحن نقول ان الامكانات التي توصلت اليها البشرية في زماننا اثبتت شيئا معينا لكنهم بأنفسهم يقولون أنها نسبية وليست حقيقة مطلقة.

                    سابقاً في علم الكلام كانوا يقولون انه يستحيل الصعود الى القمر لانه يستوجب الخرق وغير ذلك..
                    ماذا حصل الان ؟ نزلت السفن في القمر ، فمن قال ان الجسد الإنساني لا يمكن أن يسير أكثر من سرعة النور ؟!
                    القواعد العلمية التي توصلنا اليها فعلا قد تثبت ذلك لكن من يقول أنها حقيقة مطلقة ؟
                    لماذا أثّرت قاعدة النسبية بكثير من القواعد ؟
                    فمن قال أنه يستحيل ذلك على الانسان ؟
                    ليس شكاً في قدرة الله لكن من باب القابلية والفاعلية، فالفاعل قادر يقينا لكن من باب قابلية القابل..
                    هل يتمكن الله من الجمع بين المتناقضين ؟ لا.. لكن ليس نقصاً قي قدرته تعالى انما النقص في القابل أي في المتناقضين، الله تعالى قادر على كل شيء، قدرته مطلقة لا يمكن تحديدها، لكن ينبغي أن يكون القابل قادراً.

                    هذه كلها تحتاج الى دراسة، ونحن نشير فقط الى بعض القواعد.
                    من أين ثبت أن الجسم لا يتمكن من تجاز سرعة الضوء وانه ان تجاوزها يتحول من مادة الى قوة ؟!
                    هذا بحسب الإمكانات الفعلية، لكن لو تمكنا من تهيئة ملابس له تتحمل ثلاثماءة الف كيلومتر في الساعة فيمكن أن ينطلق دون هذه اللوازم..
                    وكما تمكن من تحمل الفي درجة حرارة، قد يتحمل مئتي ألف..
                    فمن قال ان هذه قواعد ثابتة ؟ هي قواعد متغيرة، وهم يعتقدون ان كل ما تطرحه البشرية قواعد نسبية.

                    قانون الجاذبية ثم نظرية النسبية لاينشتاين، هذه أيضاً ليست قواعد ثابتة، هي قواعد نعتقد بثبوتها ثبوتا نسبياً بحسب الاليات التي نمتلكها فعلاً.
                    اما المكتشفات المستقبلية فقد تغير كل القواعد الحاكمة على العقل الإنساني. وهذه تحتاج الى دراسة.
                    لا استحالة في ذلك إذاً.. والعقلية الإنسانية لا تتمكن من السيطرة على السببية المطلقة، فالسببية نسبية.

                    ونحن عندما جمعنا مجموع القرائن، مع التنبه إلى أنه لا يمكن تفسير القرآن من دون ملاحظة النسقية، وينبغي ملاحظة سائر الاختراقات في القرآن كمسألة العفريت ومن عنده علم من الكتاب والهدهد وبقية القضايا الأخرى التي نتمكن من استخراجها، فيثبت بهذا أن الحدث الذي تحقق في الاسراء عظيم جداً يستحق التعبير عنه ب﴿سبحان الذي أسرى﴾ فيما لم يرد ذلك في العفريت ومن عنده علم من الكتاب والهدهد.

                    وهذه الثلاثة لما حللناها وجدنا أنها أكثر اختراقا للقواعد الحاكمة على الطبيعة آنذاك، لكن مع ذلك سلمنا بها، وبهذا نتمكن من أخذ قرائن من الآية الشريفة حول الإسراء بهذه الطريقة التحليلية ثم نكملها بالآيات التي وردت في سورة النجم ﴿ثم دنا فتدلى..﴾ وهذه من صفات الانسان المركب من الجسم والروح، ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴾ والرؤية بالعين الباصرة، ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ والحديث عن البصر.
                    ﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ وكلها فيها دلالة على أن حركته كانت حركة جسدية، أما القراءة التقطعية في الآيات الشريفة فليست ناجحة.

                    ثم نحن لا نعتقد بالتركيب الحالي بين الآيات والسور، فإنه تركيب من الصحابة، حيث تمكنوا من تغيير مواضع الآيات، وما ننكره نحن هو التحريف في الزيادة وفي النقصان، وأما ما سوى ذلك فهناك اختلاف في عشرات الموارد.. بل في التفاسير كتفسير الطبري وغيره ما عن عائشة وغيرها مما يدل على سقوط الكثير من الآيات.. فهي تفاسير مليئة بالتحريف.. لكن: رمتني بدائها وانسلت.

                    لا يقال: أن الرؤية البصرية محدودة ! فهذه زرقاء اليمامة نموذجا!
                    وقد قرأت أن رجلاً في روسيا يتمكن أن ينظر ما وراء الحائط، يخترق بنظره الحائط فعنده قدرة بصرية مثل الأشعة الحمراء !
                    نعم البصر العادي قد لا يتمكن، لكن هناك اختراقات، كيف يشم الكلب الفي مرة اكثر من شامة الانسان ؟ كيف يرى الهدهد من الجو الكنوز والمعادن الموجودة تحت الأرض ؟ كيف تقرأ وتسجل الأدوات في الاقمار الصناعية ما في الأرض وما تحتها ؟ هذه قوة البصر صارت بالالة فالله سبحانه يتمكن من تحويل العين الإنسانية الى اكثر من ذلك.
                    هناك اختراقات في القوة الإنسانية، هناك اشخاص عندهم قدرات خاصة.
                    بعض الحيوانات ترى في الليل ما لا يراه الانسان حتى في النهار.

                    وعليه توصنا بعد تجميع القرائن الموجودة في القرآن الكريم نفسه وحتى دون الاستعانة بشيء خارجه.. فالأرض ليست الآية الكبرى بل ذرة امام عالم التكوين، توصلنا أنه لا بد أن يكون السفر الى اعلى درجات عالم الإمكان، الى سدرة المنتهى..
                    أما ما هي ؟ فلا ندري..
                    ما معنى ﴿دنا فتدلى﴾ ؟ لا ندري..

                    لم نكلف بمعرفة تفاصيل هذه الأمور، فلم نشغل أنفسنا بها ؟
                    هذه كلها أيضا كانت ثابتة للنبي (ص)، لكن الله أراد ان يبين تفوق النبي على سائر الأنبياء، فلم تذكر معجزة سواها يظهر فيها تفوقه على بقية الأنبياء الآخرين.
                    النشيد الإلهي تراه في السماء ليلاً.. وإذا اردت ان تعرف الله فانظر في الايات الآفاقية والانفسية، فالاولى عالم التكوين والثانية النفس الإنسانية..

                    بهذا المختصر رسمنا صورة مختصرة لقضية الاسراء بخلاف بعض التفاسير القديمة، مع اختراقات لبعض الجهات..
                    ولا بد من تفسير الآيات الشريفة من دون الخروج عن الأطر الحاكمة عليها، ونحن لم نتصرف في ذلك، إنما قلنا انه لا يمكن فهم بعض الأمور.
                    وصل النبي الى مقام ﴿دنا فتدلى﴾ فاظهر الله بذلك بعض خصائصه التي لم تظهر للناس. والا فالنبي كله ﴿دنا فتدلى﴾ وكله (معراج) وكله ارتباط بالله تعالى.
                    والحمد لله رب العالمين

                    شعيب العاملي

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      انتهى الى هنا ما أردنا إيراده من أبحاث سماحة الشيخ مصطفى الهرندي..

                      وفي الرابط التالي بحث آخر ينظر للمسألة من الجهة الروائية ونتعرض فيه لما ورد في الروايات الشريفة حول تحديد (المسجد الأقصى) في آيات الإسراء المباركة.. وهو الذي بارك الله حوله..

                      المسجد الأقصى أرضي أم سماوي ؟! نظرة روائية..
                      http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=213537

                      والحمد لله رب العالمين
                      شعيب العاملي

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم
                        اخي الفاضل ماذا عن النبي إبراهيم سلام الله عليه
                        وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين

                        ما هو المقصود بقوله جل اسمه وعلا
                        ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اساتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا

                        فعن اي المساجد يتكلم القرآن الكريم؟؟؟
                        التعديل الأخير تم بواسطة المعتمد في التاريخ; الساعة 16-07-2015, 07:04 AM.

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                        يعمل...
                        X