بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال يعقوب عليه السلام قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ
اي لا تخبرهم بما رأيت في منامك فيكيدوا لك لان الشيطان ينزغ بين الانسان كما قال تعالى في كتابه الكريم
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا
لان له وسوسة في الصدر كما ذكر الله عز وجل (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) وله القدرة على الدخول الى القلب والفكر قال الامام السجاد عليه السلام (إلهي، جعلت لي عدوا يدخل قلبي، ويحل محل الرأي والفكرة مني) فنزغ الشيطان بين يوسف واخوته (بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) وكان نزغه عن طريق الحسد لان يوسف كان اقرب الى يعقوب من اخوته الباقين فحسدوه لذلك (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) عن الامام ابو جعفر الباقر عليه السلام قال يوما: واللّه اني لاصانع بعض ولـدي ,واجـلسه على فخذي , وانكز له المخ , واكسر له الكسر, وان الحق لغيره من ولدي , ولكن مـخافة عليه منه ومن غيره ,لا يصنعوا به ما فعل بيوسف اخوته , وما انزل اللّه سورة الا امثالا لكي لا يـجد بعضنا بعضا كما حسد يوسف اخوته ,وبغوا عليه , فجعلها رحمة على من تولانا, ودان بحبنا وحجة على اعدائنا ومن نصب لنا الحرب والعداوة
الدروس والعبر من هذه الايات
قال النبي صلى الله عليه واله عليكم بإنجاح الحوائج بكتمانها ، فإنّ كل ذي نعمةٍ محسود لان العين لها اثر كما قال صلى الله عليه واله العين تدخل الرجل القبر، والجمل القدر
قصة من حياة العلماء
قال السيد المرعشي النجفي -رحمة الله عليه- عندما كان يتحدث عن الحسد: كان والدي يحضر درس المحقق الآخوند -صاحب الكفاية- وكنت أرافقه في الطريق، وكان يرى شخصاً مِمَن تلبس بزي أهل العلم، وما كان يراه والدي إلا ويدعو عليه قائلاً: اللهم اخذله في الدنيا والآخرة!.. وسمعت ذلك منه مراراً، فسألته يوماً عن السبب ذلك؟.. فقال والدي: هذا الذي تراه كان يحضر مع شيخ آخر من بلدته درس الآخوند، وكان الأستاذ يمدح صاحبه بالذكاء والفطنة، وإذا بفتيلة الحسد قد اشتعلت في وجود هذا الشيخ.. وفي يوم ابتلى صاحبه -أي الطالب الذكي- بالزكام، فكنت عنده لعيادته، فدخل هذا الشيخ وقال له: عندي دواؤك، فجاءه بمسحوق ووضعه في إناء وناوله.. وبعد سويعة أخذ المسكين يتقيأ، وتغير لونه، وبعد ساعات ارتحل إلى جوار ربه.. وعلمنا أنه سقاه السّم، وذلك من شدة حسده قد أيتم أربعة أطفال من حنان الأب.. فهكذا يفعل الحسد بأهله، ويأكل الإيمان، كما تأكل النار الحطب
قال الامام علي عليه السلام الحسد مقنصة ابليس الكبرى
يتبع
تعليق