● روى الشّيخ أبو جعفر الكُليني بسنده عن بشير الدهّان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السّلام): "لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا، يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ احْتَاجَ إِلَيْهِمْ فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. ".[الكُليني، الكافي، 1/ 33، ح6 كتاب فضل العِلم].
بيان
يقول الشّيخ محمّد صالح المازندراني، شارحًا هذه الرّواية: "قال أبو عبد الله عليه السّلام: (لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا) لأنّ خير الدُّنيا عبارة عن السلوك في طريق الحقّ وعدم الإنحراف عنه وهداية النّاس إليه، وخيرُ الآخرة عبارة عن الفوز بالسّعادات الأبديّة والنّزول في ساحة العزّة الإلهيّة، ولا يُتَصَوَّر حصول شيء منهما بدون التّفقّه في الدِّين ومعرفة الصّانع وما يليق به ومعرفة الشّريعة على اليقين.
(يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ) أي منِْ أصحابنا.
(إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ) في أُصول الدّين وفروعه من الإستعانة أو مِنَ الإستغناء، والثّاني أظهر.
(احْتَاجَ إِلَيْهِمْ) أي إلى العامّة المفتونين بالغواية المنتسبين إلى العِلْم والفقاهة، توجيه الشّرطية أنّ غير الفقيه مُتحيّر في الدِّين مُحتاج إلى السّؤال عنه، وأكثر الخلائق مِنْ أهل الأهواء المُضلّة، ولا تميّز له بين المحقّ والمُبطل، وبين الهادي والمُضلّ، فإذا سأل فالغالب أنْ يسأل المُضلّين، وأمّا توجيهها بأنّه قد يحتاج إليهم في شدّة التَّقِيّة أو عدم حضور الفقيه وتيسّر الوصول إليه ففيه أنّه لا مدخل لهذا التّوجيه في إثباتها قطعًا.
(فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ) في معرفة الدِّين وتفاصيل أُصوله وفروعه (أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ) أنّه باب ضلالة لعدم علمه تميّزه بين الحقّ والباطل، فيخرج عن الدِّين من حيث لا يعلم.
وقد أشار عليه السّلام إلى مضمون هذا الخبر بقوله: "من أخذ دينه من كتاب الله وسُنّة نبيّه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرّجال ردّته الرّجال"، وبقوله: "مَنْ لم يعرف أمرنا مِنَ القُرآن لم يتنكّب الفِتَن"، وبقوله: "مَنْ دخل في الإيمان بعِلمٍ ثبت فيه ونفعه إيمانه، ومن دخل فيه بغير عِلم خرج منه كما دخل فيه"، فيجب على المتمسّك بدين الحقّ أنْ يكون عارِفًا عالِمًا بوجوه المصالح والمفساد ذا بصيرة كاملة في التمييز بين الحقّ والباطل ليكون ثابتًا راسِخًا فيه بحيث لا تُغيّره رياح فِتَن المُخالفين ولا يحرِّكه صرصر شُبهات المُعاندين".[محمّد صالح المازندراني، شرح أُصول الكافي، 2/ 33-34].
والتفقّه في الدّين لا يكون إلّا بحفظ ومُدارسة القُرآن الكريم المُفَسَّر بروايات أهل الذّكر (عليهم السّلام)، ولزوم ومُدارسة الأحاديث الشّريفة الواردة في كُتبنا الحديثيّة الشّريفة.
وللفائدة راجع؛ المُحاضرات التّالية:
- "مَا خَالَفَ الْعَامَّةَ فَفِيهِ الرَّشَادُ": مِنْ سيرة الشّهيدين الأوّل والثّاني
https://www.youtube.com/watch?v=2WhfBOk8eMQ
- التباحث في علوم وفضائل آل محمّد عليهم السّلام
https://www.youtube.com/watch?v=jF7JHWYnYWc
- طلب العلم ماهيّته ومصادره
https://www.youtube.com/watch?v=zw-eQYOOJu4
- طائفة قالوا بآرائهم، وطائفة قالوا بالرّواية
https://www.youtube.com/watch?v=wzOCwliTQvs
& السيّد جهاد الموسوي &
•youtube / channel
•visiblewater.blogspot.com
•facebook
بيان
يقول الشّيخ محمّد صالح المازندراني، شارحًا هذه الرّواية: "قال أبو عبد الله عليه السّلام: (لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَا يَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا) لأنّ خير الدُّنيا عبارة عن السلوك في طريق الحقّ وعدم الإنحراف عنه وهداية النّاس إليه، وخيرُ الآخرة عبارة عن الفوز بالسّعادات الأبديّة والنّزول في ساحة العزّة الإلهيّة، ولا يُتَصَوَّر حصول شيء منهما بدون التّفقّه في الدِّين ومعرفة الصّانع وما يليق به ومعرفة الشّريعة على اليقين.
(يَا بَشِيرُ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ) أي منِْ أصحابنا.
(إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ) في أُصول الدّين وفروعه من الإستعانة أو مِنَ الإستغناء، والثّاني أظهر.
(احْتَاجَ إِلَيْهِمْ) أي إلى العامّة المفتونين بالغواية المنتسبين إلى العِلْم والفقاهة، توجيه الشّرطية أنّ غير الفقيه مُتحيّر في الدِّين مُحتاج إلى السّؤال عنه، وأكثر الخلائق مِنْ أهل الأهواء المُضلّة، ولا تميّز له بين المحقّ والمُبطل، وبين الهادي والمُضلّ، فإذا سأل فالغالب أنْ يسأل المُضلّين، وأمّا توجيهها بأنّه قد يحتاج إليهم في شدّة التَّقِيّة أو عدم حضور الفقيه وتيسّر الوصول إليه ففيه أنّه لا مدخل لهذا التّوجيه في إثباتها قطعًا.
(فَإِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِمْ) في معرفة الدِّين وتفاصيل أُصوله وفروعه (أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ) أنّه باب ضلالة لعدم علمه تميّزه بين الحقّ والباطل، فيخرج عن الدِّين من حيث لا يعلم.
وقد أشار عليه السّلام إلى مضمون هذا الخبر بقوله: "من أخذ دينه من كتاب الله وسُنّة نبيّه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرّجال ردّته الرّجال"، وبقوله: "مَنْ لم يعرف أمرنا مِنَ القُرآن لم يتنكّب الفِتَن"، وبقوله: "مَنْ دخل في الإيمان بعِلمٍ ثبت فيه ونفعه إيمانه، ومن دخل فيه بغير عِلم خرج منه كما دخل فيه"، فيجب على المتمسّك بدين الحقّ أنْ يكون عارِفًا عالِمًا بوجوه المصالح والمفساد ذا بصيرة كاملة في التمييز بين الحقّ والباطل ليكون ثابتًا راسِخًا فيه بحيث لا تُغيّره رياح فِتَن المُخالفين ولا يحرِّكه صرصر شُبهات المُعاندين".[محمّد صالح المازندراني، شرح أُصول الكافي، 2/ 33-34].
والتفقّه في الدّين لا يكون إلّا بحفظ ومُدارسة القُرآن الكريم المُفَسَّر بروايات أهل الذّكر (عليهم السّلام)، ولزوم ومُدارسة الأحاديث الشّريفة الواردة في كُتبنا الحديثيّة الشّريفة.
وللفائدة راجع؛ المُحاضرات التّالية:
- "مَا خَالَفَ الْعَامَّةَ فَفِيهِ الرَّشَادُ": مِنْ سيرة الشّهيدين الأوّل والثّاني
https://www.youtube.com/watch?v=2WhfBOk8eMQ
- التباحث في علوم وفضائل آل محمّد عليهم السّلام
https://www.youtube.com/watch?v=jF7JHWYnYWc
- طلب العلم ماهيّته ومصادره
https://www.youtube.com/watch?v=zw-eQYOOJu4
- طائفة قالوا بآرائهم، وطائفة قالوا بالرّواية
https://www.youtube.com/watch?v=wzOCwliTQvs
& السيّد جهاد الموسوي &
•youtube / channel
•visiblewater.blogspot.com