ربيع بغداد أقصر مما تصور الأميركيون
مع كل يوم يمضى على التواجد الاميركي في العراق يزداد معدل الخلاف بين أجنحة الإدارة الأميركية حول طبيعة الخطة التى ينبغي على اساسها تسيير شؤون العراق تحت الادارة الاميركية التي يقال عنها إنها مؤقتة.
وامام تصاعد المد الرافض للتواجد الأجنبي على الارض العراقية يبدو ان الإدارة الأميركية بدأت تعيد النظر في ثوابت سابقة بشأن طبيعة التعامل مع الملف العراقي.
ومع البروز القوى للشيعة في الآونة الاخيرة واتخاذهم موقفا معاديا للتواجد الأميركي وبخاصة في الجنوب بدأ القلق يعتري الادارة الاميركية التي راحت تلتمس في استقبال أكراد الشمال العراقي للحاكم (العسكري) الأميركي غارنر شيئا من العزاء. فقد كان الاستقبال في السليمانية وفي غيرها من المدن الشمالية مرتبا على نحو مدروس لإعطاء الانطباع بالرضا العراقي عن التواجد الاميركي، لكن اجنحة الادارة الاميركية ليست مطمئنة لطبيعة التحولات المتسارعة في اتجاه عكسي، مما استدعى ان تعقد الادارة اجتماعا على عجل في البيت الابيض حضره كبار مستشارى الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون السياسة الخارجية، والذين تتضح معالم الخلاف بينهم الى حد يصعب إخفاؤه حتى ان نائب الرئيس ديك تشيني لم يحضر الاجتماع بنفسه وأرسل نائبا عنه، وكان نائب تشيني يحمل استفسارات عديدة حول الموقف المعقد وما تنويه الادارة بوضوح تجاه تسيير شؤون العراق، وتأتى مسألة إعادة الاعمار في مقدمة الموضوعات التي يجرى بحثها في واشنطن، فهدف المستشارين الأميركيين من الحرب كان استفادة أميركية في نهاية المطاف تتمثل في ايجاد ادارة عراقية موالية لواشنطن وهو ما يبدو صعبا بسبب رفض التعاون في هذا الشأن من جانب غالبية شرائح الشعب العراقي، او في الاستفادة بالنفط للسيطرة على الأسعار الدولية لصالح الاقتصاد الاميركي وهو ما يبدو صعبا لعدم وجود صلاحيات بالتعامل مع الشأن النفطي أمام عدم الاتفاق الدولي حول هذا الأمر، كذلك تأتى المخاوف من الخسائر في صفوف المارينز والمرشحة للتصاعد لتضفى قلقا آخر على جملة البواعث المقلقة التى تتكبكب على مائدة اجتماع مستشاري البيت الأبيض.
وفي خلفية هذه الصورة القاتمة امام الاميركيين يبرز شبح إيران بقوة مما استدعى توجيه انذار لها قامت بدورها بالرد عليه بإنذار مماثل بينما يتعزز تواجد الفصائل الشيعية الموالية لإيران على المسرح السياسي العراقي حاملين لواء الرفض القوى للتواجد الاجنبي وبخاصة منتسبو المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق الذين لا يريدون تلويث صورتهم بالظهور كموافقين على الوضع القائم والترتيب الأميركي لما سيقوم مستقبلا.
لقد أيقن الأميركيون أن فرحة العراقيين بالتغيير السياسي في بلادهم لا يتضمن فرحة بالتواجد الأجنبي، ويفرخ الواقع العراقي كل يوم تجمعا جديدا ذا مطامح لا تتلاقي مع المطامح الأميركية مما يعني ان ربيع التواجد الأميركي في المنطقة صار اقصر مما كان يتوقع المستشارون الحائرون في البيت الأبيض حول افضل سبل التعامل مع المارد العراقي الذى أخرجوه من القمقم
------------------------------------
منقول
لكن المقال يعكس الواقع العراقي
لقد أثارت كربلاء الحسين عليه السلام ذهرا في الإدارة الأمريكية ونحن بانتظار ذكرى الرسول صلى الله عليه وأله وسلم لنرى هؤلاء العلوج
مع كل يوم يمضى على التواجد الاميركي في العراق يزداد معدل الخلاف بين أجنحة الإدارة الأميركية حول طبيعة الخطة التى ينبغي على اساسها تسيير شؤون العراق تحت الادارة الاميركية التي يقال عنها إنها مؤقتة.
وامام تصاعد المد الرافض للتواجد الأجنبي على الارض العراقية يبدو ان الإدارة الأميركية بدأت تعيد النظر في ثوابت سابقة بشأن طبيعة التعامل مع الملف العراقي.
ومع البروز القوى للشيعة في الآونة الاخيرة واتخاذهم موقفا معاديا للتواجد الأميركي وبخاصة في الجنوب بدأ القلق يعتري الادارة الاميركية التي راحت تلتمس في استقبال أكراد الشمال العراقي للحاكم (العسكري) الأميركي غارنر شيئا من العزاء. فقد كان الاستقبال في السليمانية وفي غيرها من المدن الشمالية مرتبا على نحو مدروس لإعطاء الانطباع بالرضا العراقي عن التواجد الاميركي، لكن اجنحة الادارة الاميركية ليست مطمئنة لطبيعة التحولات المتسارعة في اتجاه عكسي، مما استدعى ان تعقد الادارة اجتماعا على عجل في البيت الابيض حضره كبار مستشارى الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون السياسة الخارجية، والذين تتضح معالم الخلاف بينهم الى حد يصعب إخفاؤه حتى ان نائب الرئيس ديك تشيني لم يحضر الاجتماع بنفسه وأرسل نائبا عنه، وكان نائب تشيني يحمل استفسارات عديدة حول الموقف المعقد وما تنويه الادارة بوضوح تجاه تسيير شؤون العراق، وتأتى مسألة إعادة الاعمار في مقدمة الموضوعات التي يجرى بحثها في واشنطن، فهدف المستشارين الأميركيين من الحرب كان استفادة أميركية في نهاية المطاف تتمثل في ايجاد ادارة عراقية موالية لواشنطن وهو ما يبدو صعبا بسبب رفض التعاون في هذا الشأن من جانب غالبية شرائح الشعب العراقي، او في الاستفادة بالنفط للسيطرة على الأسعار الدولية لصالح الاقتصاد الاميركي وهو ما يبدو صعبا لعدم وجود صلاحيات بالتعامل مع الشأن النفطي أمام عدم الاتفاق الدولي حول هذا الأمر، كذلك تأتى المخاوف من الخسائر في صفوف المارينز والمرشحة للتصاعد لتضفى قلقا آخر على جملة البواعث المقلقة التى تتكبكب على مائدة اجتماع مستشاري البيت الأبيض.
وفي خلفية هذه الصورة القاتمة امام الاميركيين يبرز شبح إيران بقوة مما استدعى توجيه انذار لها قامت بدورها بالرد عليه بإنذار مماثل بينما يتعزز تواجد الفصائل الشيعية الموالية لإيران على المسرح السياسي العراقي حاملين لواء الرفض القوى للتواجد الاجنبي وبخاصة منتسبو المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق الذين لا يريدون تلويث صورتهم بالظهور كموافقين على الوضع القائم والترتيب الأميركي لما سيقوم مستقبلا.
لقد أيقن الأميركيون أن فرحة العراقيين بالتغيير السياسي في بلادهم لا يتضمن فرحة بالتواجد الأجنبي، ويفرخ الواقع العراقي كل يوم تجمعا جديدا ذا مطامح لا تتلاقي مع المطامح الأميركية مما يعني ان ربيع التواجد الأميركي في المنطقة صار اقصر مما كان يتوقع المستشارون الحائرون في البيت الأبيض حول افضل سبل التعامل مع المارد العراقي الذى أخرجوه من القمقم
------------------------------------
منقول
لكن المقال يعكس الواقع العراقي
لقد أثارت كربلاء الحسين عليه السلام ذهرا في الإدارة الأمريكية ونحن بانتظار ذكرى الرسول صلى الله عليه وأله وسلم لنرى هؤلاء العلوج
تعليق