[FONT='Simplified Arabic','serif']التغذية السليمة : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']كما أن جسم الطفل يحتاج إلى غذاء ، فإن روحه أيضاً تحتاج إلى غذاء . إن النمو الطبيعي والاعتيادي لجسم الطفل يكون نتيجة التغذية السليمة ، والنمو الكامل لروح الطفل يخضع أيضاً لأسلوب التغذية التربوية الصحيحة والتنمية النفسية السليمة . يقول القرآن الكريم : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']بديهي أن الإنسان يجب أن يهتم بطعامه وينظر إليه بعين الدقة والبصيرة . والظاهر أن المراد من الطعام هنا هو المواد النباتية التي يتغذى منها الإنسان بقرينة الآيات اللاحقة التي تتحدث حول نزول المطر ، واخضرار الأعشاب ونمو الأشجار المثمرة . إن التفكّر في المواد الغذائية والدقائق الموجودة في عالم النبات والحيوان يدفع الإنسان إلى الإيمان بالله والمعاد ، كما أنها تعتبر من زاوية العلوم الطبيعية مجالاً واسعاً للبحوث العلمية والاستنتاجات المفيدة منها . لكن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) يفسّران الطعام في هذه الآية بالعلم : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']1 ـ عن أبي جعفر في قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) قال : (علمه الذي يأخذه ، عمن يأخذه فلينظر الإنسان إلى طعامه)(1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']2 ـ عن أبي عبد الله في قوله تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) قلت : ما طعامه ؟ قال : (علمه الذي يأخذه ، عمن يأخذه)(2). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']غذاء الروح : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']بالإضافة إلى الحديثين السابقين نجد الأئمة (عليهم السلام) يعبِّرون في [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) تفسير البرهان ص 1173.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](2) نفس المصدر ص 1173.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']موارد أخرى عن التعاليم الروحية بـ (الغذاء) أو (الطعام) ، ويعتبرون التعلّم بـ : غذاء الروح . وسيكون بحثنا معتمداً على هذين الحديثين لننطلق منهما إلى التعليم والتربية على أساس هذه التعبير ، أي باعتباره غذاء روحياً. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']وعلى الرغم من أنه يمكن عقد المقارنة بين غذاء الروح والجسد من عدة جوانب والاستفادة من هذا التشبيه لأغراض مختلفة ، لكن بحثنا هذا سيدور حول نقطتين : (الأولى) نظافة الغذاء وسلامته (الثانية) كون الغذاء جامعاً ، وكاملاً . وقبل الخوض في الحديث لا بأس بتقديم مقدمة في أهمية الغذاء للجسد والروح ، ومجاري تغذية كل منهما. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']يحتاج الإنسان كسائر الأحياء إلى الغذاء ، فبالغذاء يستطيع أن يستمر في حياته ، وإذا لم يتناول طعاماً فإنه يموت . إن جميع الشهوات والميول الإنسانية التي هي مصدر النشاطات المختلفة تستيقظ بعد تناول الطعام وتدفع الإنسان إلى الحركة والعمل والسعي . وفي العصور المظلمة كان بعض الناس يتوهمون أن الأنبياء لا يحتاجون إلى الطعام لمنزلتهم السامية ، ولذلك فقد جاء القرآن الكريم مفنداً هذه النظرة بصراحة : (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ)(1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']خطر الجوع : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']الجوع من أخطر حالات الإنسان وأدقها تأثيراً ، حتى كأن الجائع ينسى دينه وإيمانه ، ويغفل عن الحنان والعاطفة . ومن أجل أن يملأ بطنه ينقلب إلى حيوان مفترس. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']لقد حدث في البصرة في القرن الثالث من الهجرة انقلاب عظيم . فقد قام (صاحب الزنج) في السنوات القليلة التي حكم فيها بأعمال إجرامية شديدة من إهراق الدماء البريئة وما شاكل ذلك حتى ذهب ضحية سيفه آلاف الرجال والنساء والأطفال . أما الذين قدر لهم أن ينجوا بأرواحهم من طغيانه فقد كانوا يقضون النهار مختفين ، ويخرجون ليلاً بقلوب مليئة بالرعب والخوف [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) سورة الأنبياء |8.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']للحصول على بعض الطعام . وقد عطلت الأعمال وتركت المزارع واستولى على الناس قحط شديد ، فاضطر الناس إلى أكل لحوم الكلاب والقطط وحتى أجساد الأموات فيما بعد . وكان يؤدي بهم الجوع أحياناً إلى أن يقتلوا الأشخاص المشرفين على الموت وأكل لحومهم . والتاريخ يروي لنا قصه غريبة عن ذلك العصر ، فقد وجدت امرأة ماسكة رأساً مذبوحاً وهي تبكي ، فسألوها عن سبب بكائها . فأجابت أن الجياع كانوا مجتمعين حول أختها لتموت فيأكلوا لحمها ، وقبل أن تموت تماماً قطعوها وتقاسموا لحمها ، ولكنهم ظلموني فلم يشركوني في لحمها ، بل أعطوني رأسها فقط لأطعم منه . إن هذه المرأة كانت لفرط الجوع قد نسيت عواطفها فلم تفكر في قتل أختها ولم تتأثر لذلك ، بل كان بكاؤها لعدم إشراكها في لحمها (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']وكذلك روح الإنسان ، فهي حية بالغذاء الروحي ، فالإنسان المحروم من التربية المعنوية والبعيد عن العلم لا يملك حياة إنسانية أبداً . فهو في صورة إنسان لكنَّه في الواقع أخطر وأوطأ من أي حيوان مفترس. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']طريق تغذِّي الجسم :[/FONT][FONT='Simplified Arabic','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن جسم الإنسان يشبه قلعة محكمة الأسوار ، يحيط به الجلد كجدار يقوم حولها ، والعروق التي تعتبر بمثابة الطرق الرئيسية والفرعية في هذه القلعة لا ترتبط بالمحيط الخارجي . أما المواد التي يحتاجها ، فإنها تدخل فيه بواسطة طريقين رئيسيين ، هما : الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي . إن البدن يتصل بالبيئة الخارجية عن هذين الطريقين ، فهو يتلقّى بهما المواد الغذائية والعناصر الضرورية للحياة ويستمر في القيام بأعماله. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ومع أن الجسم يملك قوى دفاعية منظمة ، ويخضع الطريقان الآنفا الذكر لرقابة شديدة من جميع الجوانب ، فقد يصادف دخول المواد المضرة والخطرة من هذين الطريقين إلى الجسم ، فتؤدّي إلى اضطراب الصحة وإحداث الأضرار العظيمة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) تتمة المنتهى ص 380.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'] (تستمد المادة الغذائية التي يحملها الدم إلى الأنسجة من ثلاثة مصادر : من الهواء الخارجي عن طريق الرئتين ، ومن سطح الأمعاء ، وأخيراً من غدد الأندوكرين . وجميع المواد التي يستعملها الجسم ، فيما ـ عدا الأوكسجين ـ تأتي عن طريق الأمعاء ، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ويكاد الجدار المعوي يحمي الجسم حماية تامة من غزو ذراّت تخص أنسجة كائنات أخرى ، وذلك بمقاومة تسرّب البروتينات الحيوانية أو النباتية إلى الدم . ومع ذلك فإنه قد يسمح أحياناً لمثل هذه البروتينات بالدخول) (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']طرق تغذِّي الروح : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن الجهاز الروحي للإنسان ـ بما فيه من الروح ، والنفس ، والمخ ، والعقل ـ ليس متصلاً مع المحيط الخارجي بصورة مباشرة . فهناك طريقان رئيسيان تربطان من الجهة المعنوية بين البيئة الخارجية والجهاز الروحي للإنسان ، هما : العين والأذن . فإن القسم الأكبر من الواردات الفكرية والتغذية المعنوية عند الإنسان يحصل من هذين الطرقين . وكما وجدنا إمكان مرور المواد المضرة من حدود الأمعاء وحويصلات الرئتين أحياناُ بالرغم من وجود القوى الدفاعية التي تراقب الواردات الغذائية والتنفسية ، يشتد هذا الخطر بالنسبة إلى الواردات الفكرية والتربوية عن طريق العين والأذن بلا رقابة ، أو تمييز بين الصحيح والفاسد منها ، حيث تنفذ هذه الواردات بواسطة هذين الطريقين إلى النفس وتصل إلى أعماق الفكر وتؤثر آثارها الصالحة أو الفاسدة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']سلامة الطعام ونظافته : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']بعد هذه المقدمة الوجيزة ننتقل إلى صلب الموضوع فنقول : إن النقطة [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) الإنسان ذلك المجهول ص 75 ـ 76.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']الأولى التي يجب أن نبحث عنها هنا هي مسألة سلامة الطعام ونظافته . إن مما لا شك فيه أن بعض النباتات وكذلك لحوم بعض الحيوانات لا تلائم البناء الإنساني ، وإذا تغذّى شخص منها فإنها تسبّب مسموميته أو حدوث أمراض أخرى له . في العصور المتمادية كان الإنسان ـ لقلة الموارد الغذائية من جهة ، وجهله بالغذاء المفيد والمضر من جهة أخرى ـ يأكل كل حيوان يصطاده ، ويتغذّى على لحم الكلب ، والقطة ، والحوت ، والفيل ، وغيرها من الحيوانات والحشرات ، وحتى من لحوم الإنسان واللحوم العفنة والفاسدة . ومن جراء ذلك فقد لاقى ملايين الناس حتفهم لتسمم الطعام أو أنهم فقدوا الاعتدال والسلامة في مزاجهم على الأقل . واليوم أيضاً توجد طوائف وشعوب تقتفي أثر ذلك السلوك الخاطئ ويأكلون من لحوم الحيوانات المفترسة والسباع وحتى من لحوم البشر ـ إذا قدر لهم ذلك ـ ولا يزالون يصابون بنفس العوارض والآلام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](أثبتت البحوث الجغرافية للتغذية أن الإنسان الذي يعيش في أحضان الطبيعة شأنه شأن الشعوب المتمدنة في العالم في عدم الالتزام بعقيدة معينة ، وهو يأكل أي موجود حي ، كالحية ، والحشرات ، والديدان ، واللحوم المتعفنة ، ولحم الكلب والفار وما شاكل ذلك ... هذا عندما لا يجدون لحم أبناء جنسهم) (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن إحدى الخدمات المهمة التي أسداها الأنبياء لهداية البشر هي الاهتمام بالمواد الغذائية . إن أولئك القادة الروحانيين قد قسّموا الأطعمة منذ أمد بعيد إلى الخبيث والطيب ، واعتبروا بعض الحيوانات محلّلة الأكل وبعضها محرّمة الأكل ، وأجازوا لأتباعهم أن يتغذّوا مما يحل أكل لحمه ، ومنعوهم عن أكل ما لا يحل أكل لحمه منعاً باتاً. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']الأطعمة المفيدة والمضرة : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']لقد استطاع الإنسان في عصرنا هذا أن يعرف ـ بفضل التقدم [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) جه ميدانيم ؟ تغذية انسان ص 11.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']العلمي ـ الأطعمة المفيدة والمضرة ، إلى درجة ما . فالأمم المتمدنة تمتنع عن أكل اللحوم الفاسدة والحيوانات المريضة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ولقد عرف العلماء المواد الغذائية والعناصر المعدنية وغير المعدنية الضرورية للإنسان وتوصّلوا إلى كمية المواد العضوية الموجودة في أنواع الخضراوات واللحوم والزيوت الحيوانية والنباتية ، ولقد استطاعوا تعيين الكميات اللازمة من كل نوع لفرد واحد في الأعمار والحالات المختلفة في قوائم الإعاشة والتموين ، فتوصّلوا مثلاً إلى بيان نوعية الغذاء اللازم لطفل في السنة الثانية ، أو صبي في العشرة ، أو عامل يبذل جهداً عضلياً ، أو أستاذاً يصرف جهداً فكرياً ، أو شيخ عجوز يقضي وقته كله في الراحة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن معرفة الأطعمة المفيدة والمضرة من جهة ، وازدياد إنتاج المواد الغذائية من جهة أخرى ، عاملان رئيسيان في إنهاء الاضطراب الناجم من سوء التغذية في دول العالم المتمدن . فشعوب هذه الدول ليسوا مضطرين إلى أن يأكلوا من لحوم السباع والحيوانات المفترسة والميتة واللحوم المتعفنة أو أن يملأوا بطونهم من الأطعمة المسمومة والحيوانات المريضة والملوثة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']وعلى الرغم من الخطوات الواسعة التي قطعها علماء الغرب في هذا المضمار ، فإنهم لم يتوصلوا بعد إلى معرفة جميع الجوانب المفيدة والمضرة في الأطعمة ، فهناك جوانب كثيرة لم تصل إليها يد العلم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](وبفضل التقدم العلمي في مجال صناعة الأدوية ومعرفة الأطعمة ، ظهرت فوائد وخصائص عديدة في المواد الغذائية ، وازدادت أهمية الغذاء يوماً بعد يوم . وفي القرن الأخير قامت بحوث عميقة في المواد الغذائية وحصل الباحثون على نتائج ومعلومات دقيقة وقيمة ، ولكنه يمكن القول بأنهم لم يتوصّلوا بعد إلى معرفة فوائد جزء من الألف جزء ، بل جزء من المئة ألف جزء منها) (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) إعجاز خوراكيها ص 15.[/FONT][FONT='Simplified Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد حظر الإسلام بعض الأطعمة ومنع من استعمالها قبل أربعة عشر قرناً . واليوم نجد العالم المتحضّر في أوروبا وأمريكا لا يرى مانعاً من أكلها . إن الشعوب الغربية تتغذّى على دم البقر والغنم . أما في الإسلام فإن شرب الدم حرام . وكذلك يأكلون لحم الخنزير والأسماك المحرمة في الشريعة الإسلامية . والدول الأوروبية والأمريكية تتناول الخمر بكل حرية . أما في الشريعة الإسلامية ، فإن الخمرة محرمة .[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إن ما لا شك فيه أن تداول هذه الأطعمة عندهم نتيجة قصور العلم في دنيا الغرب . ولو كان العلم الحديث متوصلاً إلى معرفة جميع جوانب الفائدة والضرر في الأطعمة لما كان يبيح تناول الدم أو شرب الخمرة أصلاً . وسوف لا تمضي مدة طويلة حتى يكشف العلم في تقدّمه ، الحقائق العلمية المتينة التي جاءت بها التعاليم الإسلامية فيعترف حينذاك بعظمة الإسلام. [/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يتبع[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']كما أن جسم الطفل يحتاج إلى غذاء ، فإن روحه أيضاً تحتاج إلى غذاء . إن النمو الطبيعي والاعتيادي لجسم الطفل يكون نتيجة التغذية السليمة ، والنمو الكامل لروح الطفل يخضع أيضاً لأسلوب التغذية التربوية الصحيحة والتنمية النفسية السليمة . يقول القرآن الكريم : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']بديهي أن الإنسان يجب أن يهتم بطعامه وينظر إليه بعين الدقة والبصيرة . والظاهر أن المراد من الطعام هنا هو المواد النباتية التي يتغذى منها الإنسان بقرينة الآيات اللاحقة التي تتحدث حول نزول المطر ، واخضرار الأعشاب ونمو الأشجار المثمرة . إن التفكّر في المواد الغذائية والدقائق الموجودة في عالم النبات والحيوان يدفع الإنسان إلى الإيمان بالله والمعاد ، كما أنها تعتبر من زاوية العلوم الطبيعية مجالاً واسعاً للبحوث العلمية والاستنتاجات المفيدة منها . لكن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) يفسّران الطعام في هذه الآية بالعلم : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']1 ـ عن أبي جعفر في قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) قال : (علمه الذي يأخذه ، عمن يأخذه فلينظر الإنسان إلى طعامه)(1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']2 ـ عن أبي عبد الله في قوله تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) قلت : ما طعامه ؟ قال : (علمه الذي يأخذه ، عمن يأخذه)(2). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']غذاء الروح : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']بالإضافة إلى الحديثين السابقين نجد الأئمة (عليهم السلام) يعبِّرون في [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) تفسير البرهان ص 1173.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](2) نفس المصدر ص 1173.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']موارد أخرى عن التعاليم الروحية بـ (الغذاء) أو (الطعام) ، ويعتبرون التعلّم بـ : غذاء الروح . وسيكون بحثنا معتمداً على هذين الحديثين لننطلق منهما إلى التعليم والتربية على أساس هذه التعبير ، أي باعتباره غذاء روحياً. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']وعلى الرغم من أنه يمكن عقد المقارنة بين غذاء الروح والجسد من عدة جوانب والاستفادة من هذا التشبيه لأغراض مختلفة ، لكن بحثنا هذا سيدور حول نقطتين : (الأولى) نظافة الغذاء وسلامته (الثانية) كون الغذاء جامعاً ، وكاملاً . وقبل الخوض في الحديث لا بأس بتقديم مقدمة في أهمية الغذاء للجسد والروح ، ومجاري تغذية كل منهما. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']يحتاج الإنسان كسائر الأحياء إلى الغذاء ، فبالغذاء يستطيع أن يستمر في حياته ، وإذا لم يتناول طعاماً فإنه يموت . إن جميع الشهوات والميول الإنسانية التي هي مصدر النشاطات المختلفة تستيقظ بعد تناول الطعام وتدفع الإنسان إلى الحركة والعمل والسعي . وفي العصور المظلمة كان بعض الناس يتوهمون أن الأنبياء لا يحتاجون إلى الطعام لمنزلتهم السامية ، ولذلك فقد جاء القرآن الكريم مفنداً هذه النظرة بصراحة : (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ)(1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']خطر الجوع : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']الجوع من أخطر حالات الإنسان وأدقها تأثيراً ، حتى كأن الجائع ينسى دينه وإيمانه ، ويغفل عن الحنان والعاطفة . ومن أجل أن يملأ بطنه ينقلب إلى حيوان مفترس. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']لقد حدث في البصرة في القرن الثالث من الهجرة انقلاب عظيم . فقد قام (صاحب الزنج) في السنوات القليلة التي حكم فيها بأعمال إجرامية شديدة من إهراق الدماء البريئة وما شاكل ذلك حتى ذهب ضحية سيفه آلاف الرجال والنساء والأطفال . أما الذين قدر لهم أن ينجوا بأرواحهم من طغيانه فقد كانوا يقضون النهار مختفين ، ويخرجون ليلاً بقلوب مليئة بالرعب والخوف [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) سورة الأنبياء |8.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']للحصول على بعض الطعام . وقد عطلت الأعمال وتركت المزارع واستولى على الناس قحط شديد ، فاضطر الناس إلى أكل لحوم الكلاب والقطط وحتى أجساد الأموات فيما بعد . وكان يؤدي بهم الجوع أحياناً إلى أن يقتلوا الأشخاص المشرفين على الموت وأكل لحومهم . والتاريخ يروي لنا قصه غريبة عن ذلك العصر ، فقد وجدت امرأة ماسكة رأساً مذبوحاً وهي تبكي ، فسألوها عن سبب بكائها . فأجابت أن الجياع كانوا مجتمعين حول أختها لتموت فيأكلوا لحمها ، وقبل أن تموت تماماً قطعوها وتقاسموا لحمها ، ولكنهم ظلموني فلم يشركوني في لحمها ، بل أعطوني رأسها فقط لأطعم منه . إن هذه المرأة كانت لفرط الجوع قد نسيت عواطفها فلم تفكر في قتل أختها ولم تتأثر لذلك ، بل كان بكاؤها لعدم إشراكها في لحمها (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']وكذلك روح الإنسان ، فهي حية بالغذاء الروحي ، فالإنسان المحروم من التربية المعنوية والبعيد عن العلم لا يملك حياة إنسانية أبداً . فهو في صورة إنسان لكنَّه في الواقع أخطر وأوطأ من أي حيوان مفترس. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']طريق تغذِّي الجسم :[/FONT][FONT='Simplified Arabic','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن جسم الإنسان يشبه قلعة محكمة الأسوار ، يحيط به الجلد كجدار يقوم حولها ، والعروق التي تعتبر بمثابة الطرق الرئيسية والفرعية في هذه القلعة لا ترتبط بالمحيط الخارجي . أما المواد التي يحتاجها ، فإنها تدخل فيه بواسطة طريقين رئيسيين ، هما : الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي . إن البدن يتصل بالبيئة الخارجية عن هذين الطريقين ، فهو يتلقّى بهما المواد الغذائية والعناصر الضرورية للحياة ويستمر في القيام بأعماله. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ومع أن الجسم يملك قوى دفاعية منظمة ، ويخضع الطريقان الآنفا الذكر لرقابة شديدة من جميع الجوانب ، فقد يصادف دخول المواد المضرة والخطرة من هذين الطريقين إلى الجسم ، فتؤدّي إلى اضطراب الصحة وإحداث الأضرار العظيمة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) تتمة المنتهى ص 380.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'] (تستمد المادة الغذائية التي يحملها الدم إلى الأنسجة من ثلاثة مصادر : من الهواء الخارجي عن طريق الرئتين ، ومن سطح الأمعاء ، وأخيراً من غدد الأندوكرين . وجميع المواد التي يستعملها الجسم ، فيما ـ عدا الأوكسجين ـ تأتي عن طريق الأمعاء ، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ويكاد الجدار المعوي يحمي الجسم حماية تامة من غزو ذراّت تخص أنسجة كائنات أخرى ، وذلك بمقاومة تسرّب البروتينات الحيوانية أو النباتية إلى الدم . ومع ذلك فإنه قد يسمح أحياناً لمثل هذه البروتينات بالدخول) (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']طرق تغذِّي الروح : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن الجهاز الروحي للإنسان ـ بما فيه من الروح ، والنفس ، والمخ ، والعقل ـ ليس متصلاً مع المحيط الخارجي بصورة مباشرة . فهناك طريقان رئيسيان تربطان من الجهة المعنوية بين البيئة الخارجية والجهاز الروحي للإنسان ، هما : العين والأذن . فإن القسم الأكبر من الواردات الفكرية والتغذية المعنوية عند الإنسان يحصل من هذين الطرقين . وكما وجدنا إمكان مرور المواد المضرة من حدود الأمعاء وحويصلات الرئتين أحياناُ بالرغم من وجود القوى الدفاعية التي تراقب الواردات الغذائية والتنفسية ، يشتد هذا الخطر بالنسبة إلى الواردات الفكرية والتربوية عن طريق العين والأذن بلا رقابة ، أو تمييز بين الصحيح والفاسد منها ، حيث تنفذ هذه الواردات بواسطة هذين الطريقين إلى النفس وتصل إلى أعماق الفكر وتؤثر آثارها الصالحة أو الفاسدة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']* **[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']بعد هذه المقدمة الوجيزة ننتقل إلى صلب الموضوع فنقول : إن النقطة [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) الإنسان ذلك المجهول ص 75 ـ 76.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']الأولى التي يجب أن نبحث عنها هنا هي مسألة سلامة الطعام ونظافته . إن مما لا شك فيه أن بعض النباتات وكذلك لحوم بعض الحيوانات لا تلائم البناء الإنساني ، وإذا تغذّى شخص منها فإنها تسبّب مسموميته أو حدوث أمراض أخرى له . في العصور المتمادية كان الإنسان ـ لقلة الموارد الغذائية من جهة ، وجهله بالغذاء المفيد والمضر من جهة أخرى ـ يأكل كل حيوان يصطاده ، ويتغذّى على لحم الكلب ، والقطة ، والحوت ، والفيل ، وغيرها من الحيوانات والحشرات ، وحتى من لحوم الإنسان واللحوم العفنة والفاسدة . ومن جراء ذلك فقد لاقى ملايين الناس حتفهم لتسمم الطعام أو أنهم فقدوا الاعتدال والسلامة في مزاجهم على الأقل . واليوم أيضاً توجد طوائف وشعوب تقتفي أثر ذلك السلوك الخاطئ ويأكلون من لحوم الحيوانات المفترسة والسباع وحتى من لحوم البشر ـ إذا قدر لهم ذلك ـ ولا يزالون يصابون بنفس العوارض والآلام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](أثبتت البحوث الجغرافية للتغذية أن الإنسان الذي يعيش في أحضان الطبيعة شأنه شأن الشعوب المتمدنة في العالم في عدم الالتزام بعقيدة معينة ، وهو يأكل أي موجود حي ، كالحية ، والحشرات ، والديدان ، واللحوم المتعفنة ، ولحم الكلب والفار وما شاكل ذلك ... هذا عندما لا يجدون لحم أبناء جنسهم) (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن إحدى الخدمات المهمة التي أسداها الأنبياء لهداية البشر هي الاهتمام بالمواد الغذائية . إن أولئك القادة الروحانيين قد قسّموا الأطعمة منذ أمد بعيد إلى الخبيث والطيب ، واعتبروا بعض الحيوانات محلّلة الأكل وبعضها محرّمة الأكل ، وأجازوا لأتباعهم أن يتغذّوا مما يحل أكل لحمه ، ومنعوهم عن أكل ما لا يحل أكل لحمه منعاً باتاً. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']الأطعمة المفيدة والمضرة : [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']لقد استطاع الإنسان في عصرنا هذا أن يعرف ـ بفضل التقدم [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) جه ميدانيم ؟ تغذية انسان ص 11.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']العلمي ـ الأطعمة المفيدة والمضرة ، إلى درجة ما . فالأمم المتمدنة تمتنع عن أكل اللحوم الفاسدة والحيوانات المريضة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ولقد عرف العلماء المواد الغذائية والعناصر المعدنية وغير المعدنية الضرورية للإنسان وتوصّلوا إلى كمية المواد العضوية الموجودة في أنواع الخضراوات واللحوم والزيوت الحيوانية والنباتية ، ولقد استطاعوا تعيين الكميات اللازمة من كل نوع لفرد واحد في الأعمار والحالات المختلفة في قوائم الإعاشة والتموين ، فتوصّلوا مثلاً إلى بيان نوعية الغذاء اللازم لطفل في السنة الثانية ، أو صبي في العشرة ، أو عامل يبذل جهداً عضلياً ، أو أستاذاً يصرف جهداً فكرياً ، أو شيخ عجوز يقضي وقته كله في الراحة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']إن معرفة الأطعمة المفيدة والمضرة من جهة ، وازدياد إنتاج المواد الغذائية من جهة أخرى ، عاملان رئيسيان في إنهاء الاضطراب الناجم من سوء التغذية في دول العالم المتمدن . فشعوب هذه الدول ليسوا مضطرين إلى أن يأكلوا من لحوم السباع والحيوانات المفترسة والميتة واللحوم المتعفنة أو أن يملأوا بطونهم من الأطعمة المسمومة والحيوانات المريضة والملوثة. [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']وعلى الرغم من الخطوات الواسعة التي قطعها علماء الغرب في هذا المضمار ، فإنهم لم يتوصلوا بعد إلى معرفة جميع الجوانب المفيدة والمضرة في الأطعمة ، فهناك جوانب كثيرة لم تصل إليها يد العلم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](وبفضل التقدم العلمي في مجال صناعة الأدوية ومعرفة الأطعمة ، ظهرت فوائد وخصائص عديدة في المواد الغذائية ، وازدادت أهمية الغذاء يوماً بعد يوم . وفي القرن الأخير قامت بحوث عميقة في المواد الغذائية وحصل الباحثون على نتائج ومعلومات دقيقة وقيمة ، ولكنه يمكن القول بأنهم لم يتوصّلوا بعد إلى معرفة فوائد جزء من الألف جزء ، بل جزء من المئة ألف جزء منها) (1). [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif']ـــــــــــــــــــــ [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Simplified Arabic','serif'](1) إعجاز خوراكيها ص 15.[/FONT][FONT='Simplified Arabic','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد حظر الإسلام بعض الأطعمة ومنع من استعمالها قبل أربعة عشر قرناً . واليوم نجد العالم المتحضّر في أوروبا وأمريكا لا يرى مانعاً من أكلها . إن الشعوب الغربية تتغذّى على دم البقر والغنم . أما في الإسلام فإن شرب الدم حرام . وكذلك يأكلون لحم الخنزير والأسماك المحرمة في الشريعة الإسلامية . والدول الأوروبية والأمريكية تتناول الخمر بكل حرية . أما في الشريعة الإسلامية ، فإن الخمرة محرمة .[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إن ما لا شك فيه أن تداول هذه الأطعمة عندهم نتيجة قصور العلم في دنيا الغرب . ولو كان العلم الحديث متوصلاً إلى معرفة جميع جوانب الفائدة والضرر في الأطعمة لما كان يبيح تناول الدم أو شرب الخمرة أصلاً . وسوف لا تمضي مدة طويلة حتى يكشف العلم في تقدّمه ، الحقائق العلمية المتينة التي جاءت بها التعاليم الإسلامية فيعترف حينذاك بعظمة الإسلام. [/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يتبع[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
تعليق