[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']الشباب تطلع نحو المسؤولية[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نقِّل بصرك في أرجاء هذا الكون الفسيح..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هل ترى من شيء إلاّ وله مسؤولية أو عدّة مسؤوليات يمارسها؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الشمس والقمر مسؤولان عن إنارة الأرض والسّماء في النهار وفي اللّيل.. ولولا هذا السراج وهذا المصباح لغرق الكون في ظلام دامس مخيف.. ولهما أعمال أخرى..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والليل والنهار مسؤولان في تعاقبهما عن هذا التقسيم الزمنيّ لليوم.. فنهارٌ للنشاط والمعاش وليلٌ للنوم والسبات، ولولا هذا التنظيم الوقتي الدقيق لاختلّ نظام الحياة في نهار طويل لا ليل بعده، أو ليل طويل لا نهار ينسلخ عنه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذه النسائم التي تحلّق بأجنحتها الرخيّة هنا وهناك.. لو لم تهبّ علينا لتنقل لنا أنفاس الحياة.. لكنّا أصبنا بحالة اختناق لا نجاة منه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذا الماء العذب الرقراق الذي يسيل أنهاراً وينابيع وعيوناً.. فيسقي الزرع ويروي عطش الإنسان والحيوان.. والبحر المالح الذي يحمل على صدره السفن الماخرة.. وفي بطنه تعيش ملايين الأسماك..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذه الطيـور السـابحة في الجوّ.. والتي تدرج على الأرض.. والماشية والنحل والنملُ، بل حتى الحيوانات المفترسة في الغابة.. كلّ له دوره ووظائفه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فما بالك بالإنسان وهو أشرف هذه المخلوقات وأكرمها وأعظمها عند الله سبحانه وتعالى؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']منذ بداية الخلق حدّد الله له مسؤوليته: (قالَ إنِّي جاعِل في الأرض خلِيفة)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](البقرة/ 30)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. ومنذ ذلك الحين عرف الإنسان طبيعة مسـؤوليته: (إنّا عرضنا الأمانة على السّـموات والأرض والجِبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأحزاب/ 72)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، أي حمل مسؤولية إعمار الأرض وفقاً لإرادة الله الذي استخلفه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الكون كلّه إذاً مسؤول.. من أصغر شيء حتى أكبر شيء فيه، فلا تكاد ترى شيئاً إلاّ وله مسؤولية قد تكون معلومة بالنسبة لنا وقد لا تكون.. وإذا كانت الكائنـات الأخرى مسـيّرة لما خلقت له، أي تمضي في القيام بواجباتها حسب نظام كوني قدّره الله لها، فإنّ الكائن الوحيد المختار ذا الإرادة هو الإنسان.. إنّه ـ بحسب طبيعة خلقته أيضاً ـ عليه أن يعمل بمسؤولياته، ويمكنه أيضاً أن يتخلّى عنها. وعلى حسب اختياره ـ عملاً وتخلياً ـ تترتب النتائج فوزاً وخسارة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فلقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكون الحياة الدنيا ورشة عمل كبيرة، وساحة سباق وتنافس في الخيرات (هو الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الملك/ 2)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. حتى إذا انتهت هذه الرحلة الأرضـية منذ أبينا آدم (عليه السلام) وحتى آخر مخلوق، أقبلنا على الساحة الثانية (المحشر والقيامة) التي يعلو فيها النداء: (وقِفوهُم إنّهُم مَسؤولون)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الصافات/ 24)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هناك تتوالى الأسئلة: ماذا فعلتم بمسؤولياتكم؟ هل أدّيتموها كما يجب؟ لماذا أنجزتم بعضها وأهملتم البعض الآخر؟ هل قمتم بها إبتغاء مرضاة الله أم لأغراض دنيوية وشخصية بحتة؟.. إلخ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وبإختصار شديد، فإنّ الله سبحانه وتعالى خلق كلّ مخلوق لغاية معيّنة، ولمسؤولية معيّنة، وقد هداه إلى كيفية ممارستها ضمن ما آتاه من إمكانات تتناسب وأداء هذه المسؤولية. ولا يوجد مخلوق على هذه الأرض لا يعرف ما هي المسؤولية أو المسؤوليات التي خُلِق من أجلها. فالكون الفسيح الذي يحيطنا في أرضه ومائه وسمائه مصمّم على أساس المسؤولية التي تهدف إلى خدمة الإنسان، والإنسان مزوّد بطاقات مسـؤولة عن أعمار وإصلاح وازدهار هذا الكـون، فلا عبث ولا سدى (أفحسـبتُم أنّما خلقناكم عبـثا)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](المؤمنون/ 115)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، (أحسب الإنسان أن يُترك سدى)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](القيامة/ 26)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنسان بلا مسؤوليات[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هل فكّرت مرّة بإنسان بلا مسؤوليات؟ هل يمكن أن تتصوّر نفسك في حلّ من أيّة مسؤولية في الحياة؟ كيف يكون شكل الحياة حينئذ؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ حياة خالية من المسؤوليات هي أشبه شيء بمدرسة بلا وظائف وتكاليف، لا يشعر فيها التلاميذ بأيّة إلتزامات، كيف تسير عملية الدراسة فيها؟ وكيف يمكن تحقيق النتائج المرجوّة؟ كيف يمكن تمييز العامل من الخامل والمنتج من المتـقاعس؟ فمـجرّد التفـكير بالحـياة الفارغة التي لا يجد فيها الإنسان إنسانيته من خلال كونه مسؤولاً يجعلنا نشعر بالدوار والعبث والفراغ الهائل، لأ نّها تصبح عند ذاك حياة الغرائز المنفلتة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']انّك حين تعيش المسؤولية في البيت فإنّك تعيش الإلتزام الأخلاقي إزاء الأسرة، فللأب مسؤولياته تجاه أولاده وزوجته، وللزوجة مسؤوليات إزاء زوجها وأولادها، وللأولاد مسؤولياتهم إزاء الأبوين وإزاء بعضهم البعض، وإذا تحلّلنا من ذلك وتنصّلنا عنه تزعزعت أركان الأسرة وتصدّعت، فلا يعود هناك أب يهتم بشؤون أسرته ولا أُم ترعى مصالح أبنائها، ولا أبناء يشعرون بوجوب الإحسان للوالدين.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']عالم بلا مسؤوليات هو عالم مهدّد بالفساد والخراب وبالحروب الضارية وبالتنازع والفشل والخصومات التي لا حدود لها.. إنّه انهيار كلِّي شامل، فمثل المسؤول كمثل ربّان السفينة إذا ترك سفينته في مهبّ الريح وبيد الأمواج المتصارعة فإنّه يكون قد أسلمها وأسلم ركّابها وحمولتها إلى الخطر الداهم والغرق المحقق.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذلك، فإنّ من بين ملامح الجمال والحكمة في هذا العالم هي هذه المسؤوليات التي تناط بنا، ونتنافس على أدائها بأفضل وجه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']بداية المسؤولية:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ها أنت تغادر مسرح طفولتك وملعب صباك لتطأ أعتاب شبابك.. تلك مرحلة انطوت لم تكن فيها مسؤولاً.. أبوك وأمّك كانا يتوليان رعايتك ويقومان بمسؤولية تربيتك والإنفاق عليك.. اليوم اختلف الأمر.. ما زلت قريباً منهما وتحظى بعنايتهما لكنّك لم تعد ذلك الطفل الصغير اللاّهي.. لقد تغيّرت فيك أشياء كثيرة سواء في جسدك أو في مداركك العقلية.. إنّك الآن تدخل عالم الكبار.. تتحوّل من طفل إلى رجل.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذا التغيّر الذي يحصل لكل فتى وفتاة يمثل إنتقالة طبيعية لكلّ منهما، لكنّه أيضاً يمثِّل مرحلة جديدة في عالم المسؤوليات.. فمن (طفل لاه) إلى (رجل مسؤول) أو (امرأة مسؤولة).[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']في هذه السنّ التي يطلق عليها بـ(المراهقة) يصبح الشاب والشابّة مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى ضمن تكاليف وفروض وواجبات عليهما أن يمارساها خلال فترة حياتهما.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ماذا يعني ذلك؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يعني أنّ الشابّ ـ فتى كان أو فتاة لا فرق ـ سيقف منذ اليوم هو والأكبر سناً منه على قدم المساواة في ساحة المسؤولية والمحاسبة، فأنا ـ حديث العهد بالإلتزام بالمسؤولية ـ وأبي وأمّي اللذان سبقاني إلى تحمّل مسؤولياتهما مطالبون بأداء نفس المسؤوليات.. هما يتحملان مسؤولية أعمالهما وأنا أتحمّل مسؤولية أعمالي أداءً وتقصيرا..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد ولّى عهد التواكل والإسترخاء واللهو والعبث الطفولي، ودقّت ساعة العمل الجادّ، ففي هذا المعمل الواسع الكبير الذي اسمه الكون لك موقعك بين مواقع العمل المسؤول، وهو أشبه شيء بورشات متعددة تعمل باتجاه هدف واحد هو كسب مرضـاة الله سبحانه وتعالى: (يا أيُّها الإنسانُ إنّك كادحٌ إلى ربِّكَ كدحاً فمُلاقيه)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الإنشقاق/ 6)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسؤولياتنا مشتركة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قد تختلفين أنت كفتاة بالغة مع أخيك البالغ في العمر الذي يتحمّل فيه كلّ منكما مسؤوليته ـ بحسب طبيعة تكوين كلّ منكما ـ لكنّ المسؤوليات بينكما مشتركة.. فهو مكلّف بأمور معيّنة، وأنت كذلك أصبحت مكلّفة بالأمور نفسها. وقد تكون هناك بعض الفوارق في مسؤولياتك ومسؤولياته إلاّ أنّكما بصفة عامّة لكما مسؤولياتكما التي لا تختلف بين فتى أو فتاة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فمنذ أن عاش أبونا آدم وأمّنا حوّاء في الجنّة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، توجّهت المسؤولية إليهما معاً: (ألم أنهكما) و(أقل لكما) و(إنّ الشّيطان لكما عدو)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأعراف/ 22)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، وهذا واضح من التثنية في الخطاب، فلآدم مسؤوليته ولحواء مسؤوليتها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']على ضوء هذا نعرف أنّنا كشبّان أو كفتيات نتحمّل مسؤولياتنا كلٌّ بصفته الشخصية، فإذا استقام الشاب وأحسن فله جزاء عمله الحسنى وزيادة، وإذا قصّر وأخطأ فهو يدفع ضريبة تقصيره وأخطائه (يوم تأتي كلّ نفس تجادل عن نفسها)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](النحل/ 111)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يتصور بعض الشباب خطأ أنّ مسؤولية الفتى الشاب هي أخفّ من مسؤولية الفتاة الشابّة، وكأنّ سمعة الفتاة غير سمعة الفتى. في حين أنّ المسؤولية في الأخطاء واحدة. وكما تتحمّل الفتاة الخاطئة نتائج ومسؤولية عملها، فكذلك الفتى المخطئ، حتى لو اختلف الناس في النظرة إلى كلّ منهما.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ كلّ خطاب في القرآن الكريم سواء جاء بلغة الجمع المخاطَب أو بكلمة (الناس) أو (الّذين آمنوا) أو (يا بني آدم) هو خطاب للجنسين معاً: الذكر والأنثى، وقد وردت بعض الآيات التي تقرن وتجمع بينهما في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتق كلّ منهما كما في الآية الكريمة: (إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصّـادقين والصّـادقات والصّـابرين والصّابرات والخاشـعين والخاشـعات والمتصـدِّقين والمتصـدِّقات والصّـائمين والصّـائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذّاكرين الله كثـيراً والذّاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأحزاب/ 35)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نماذج قرآنية:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']على شاشـة القرآن الكريم، يمكن مشـاهدة العديد من النماذج والعينات الشبابية التي عرفت مسؤوليتها بعمق وتحملتها بشرف، فقدّمت بذلك المثال الذي يحتذى لكل شاب أو شابّة يريدان أن ينهضا بمسؤولياتهما في هذه الحياة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ففي عالم الأنبيـاء (عليهم السلام) نلتقي بـ(الفتى إبراهيم) في مرحلة تفتّح شبابه لنطالع وجهاً ينضح بالفتوّة ويطفح بالثقة، هازئاً بما يعبد الآباء من الأصنام، حتى أنّه يغافل قومه المشركين فيحطّم أصنامهم بفؤوس أصنامهم، وذلك عندما يعلّق الفأس التي كسّر بها الأصنام في رقبة الصنم الكبير ليجعله في موضع اتهام ومساءلة، وقد عرف قومه ذلك من خلال مواقفه الهازئة المستخفّة بعبادة ما لا يضرّ ولا ينفع (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأنبياء/ 60)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ فتوة إبراهيم (عليه السلام) المسخّرة في إلفات نظر قومه إلى ضرورة عبادة الله الواحد الأحد، سواء من خلال محاورة النجوم، أو محاورة الحاكم الطاغية (نمرود) أو في دعوة أبيه إلى الهدى، وصبره ومقاومته في تحمّل نتائج مسـؤوليته، ترسـم لنا صـورة الفتـوّة الإبراهيمـية المسؤولة التي يراد لنا أن نقتدي بها (لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والّذين معه)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الممتحنة/ 4)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ثمّ يطل علينا وجه الغـلام (إسماعيل) الذي شرب من نهر أبيه إبراهيم (عليه السلام) ماء الفتـوّة المطيعة لله سـبحانه وتعالى، وكيف أبدى استعداداً عالياً للتضحية بنفسه من أجل تنفيذ إرادة الله سبحانه وتعالى، ثمّ وهو يساعد أباه في مهمّة بناء الكعبة المشرّفة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعلى مثل هذه الفتـوّة المطيعـة لله، المعـينة على البرِّ والإحسان (وصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب قال يا بني إنّ الله اصطفى لكم الدِّين فلا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](البقرة/ 132)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويشرق على شاشة القرآن وجه الفتى (داود) الذي يوظّف فتوّته اليافعة في مقاومة الظالمين وإدهاشهم بالروح الاستشهادية من أجل الحقّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأمّا فتوّة الشاب الجميل النبيل (يوسف) (عليه السلام) فكانت مسؤولة عن ضرب المثل الرائع للشاب العفيف الذي يربأ بنفسـه أن يقع في أحضان الرذيلة، والشاب الذي يمارس الدعوة إلى توحيد الله حتى وهو في السجن.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتتجلّى فتوّة (موسى) (عليه السلام) في استقامته على الإيمان رغم أنّه نشأ وترعرع في الأجواء الكافرة، وفي (مدين) حينما يسقي للفتاتين بكلّ شهامة وحياء إيماني، وفيما يجابه من غطرسة فرعون وجبروته.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ثمّ يطلّ علينا وجه الفتى (عيسى) (عليه السلام) برّاً بوالدته ولم يكن جباراً عصياً، فلقد حمل مسؤوليته منذ نعومة أظفاره في رسم منهج أخلاقي لقومه يربطهم من خلاله بعبادة الله تعالى وحده.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأمّا (محمّد) (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّنا لم نقرأ في القرآن شيئاً عن مسؤولياته في شبابه، ولكنّنا عرفنا من خلال سيرته المطهّرة كيف أنّه كان ينصرف عن الترّهات والخرافات والأوهام ليتعبّد في (غار حراء).. وكيف بنى شخصيته التي اتسمت بالصدق وطبعت بالأمانة حتى صارت مضرب الأمثال بين قريش.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعلى غير صعيد الأنبياء (عليهم السلام) يطالعنا على الشاشة القرآنية، التي تعرض لنا صوراً عن الفتوّة المسؤولة، (الفتية أصحاب الكهف) الذين شعروا أن مسؤوليتهم هي في اجتناب التعامل مع الحاكم الظالم، وعدم الانخراط في مشاريعه الإفسادية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتتألق صورة الشابة المسؤولة (مريم بنت عمران) (عليها السلام) في مثل أعلى من الحياء والعفاف والصون والعبادة يحـتذى، و(أخت موسى) التي تلعب دوراً مسؤولاً في إنقاذ أخيها من الموت جوعاً بعدما حرّم الله عليه المراضع، والعمل على إنفاذ وعد الله لأمِّه في عودته سالماً كي تقرّ به عيناً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذه المشاهد القرآنية للشباب المسؤول تريد أن تقول:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الأنبياء (عليهم السلام) والمؤمنون كانوا جميعاً مسـؤولين في شبابهم.. وهم قدوات وأسوات حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.. فخذوا من شبابهم لشبابكم.. ومن عطائهم لعطائكم.. إن كنتم تريدون معرفة: ما هي المسؤولية في الإسلام؟![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']
[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نماذج من السـيرة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']احتضن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الشباب المسلم ورعاه وأولاه من المسؤوليات ما يجعلنا ـ كشباب ـ نعيد النظر في أدوارنا في الحياة، وما ذاك إلاّ لأ نّه كان يرى أنّهم الأرقّ أفئدة والأنقى سريرة والأقدر على التعاطي مع الحياة المتفتحة، والتفاعل مع المسؤوليات الثقيلة بإيجابية كبيرة. جاء في الحديث الشريف: «عليكم بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعلّك قرأت في سيرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه أرسل ذلك الشاب الوديع (مصعب بن عمير) في أوّل مهمّة تبليغية للإسلام إلى المدينة المنوّرة، وقد اعتمد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الأسلوب في تسـخير طاقات الشباب واهتمامهم بمسؤولياتهم الرسالية في أكثر من نموذج.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- فـ(سعد بن مالك) لم يكن يتجاوز السابعة عشر من عمره، لكنّه كان إسلامياً متحرّكاً، وداعية للإسلام نشيطاً ينافس الكبار في عطائهم، ويحرّك في أمثاله من الشبان استعدادهم لفعل الخير، فكان موضع تقدير النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- و(عمار بن ياسر) كان إبّان شبابه ـ كما بقي حتى آخر عمره ـ شعلة وهّاجة من الإيمان، لا يدع فرصة في زيادة الخـير والأعمال الصالحة وخدمة الإسلام والدفاع عنه إلاّ واغتنمها، بل وكان السبّاق إليها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- و(عليّ بن أبي طالـب) هذا الذي وصـف النـبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فتـوّته بالقول «لا فتى إلاّ عليّ» كان يمثِّل فتـوّة الإسلام النمـوذجية الذي لم يدّخر طاقة من طاقات شبابه إلاّ وفجّرها في طريق الإسلام سواء في ساحات الجهاد، أو في ساحات البذل والعطاء.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- ولقد عيّن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) (عتاب بن أسيد) قائداً لمكّة بعد الفتح وهو لمّا يناهز الحادية والعشرين من عمره، تقديراً منه لكفاءة الشباب المؤمن العامل المكافح.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- كما عيّن (صلى الله عليه وآله وسلم) (أسامة بن زيد) قائداً للجيش في حربه ضدّ الروم، وكان عمره آنذاك (18) عاماً، وطلب إلى شيوخ قريش أن يسيروا تحت لوائه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- وهكذا تعامل مع (معاذ بن جبل) و(معاذ بن عمرو بن الجموح) وغيرهم من شبان المسلمين من خلال رؤية واعية لدور الشاب المسلم وتقدير دقيق لمؤهلاته في حمل المسؤولية، وإدارة الأمور، أو قيادة الجيوش، أو التبليغ لرسالة الإسلام، فهم أقدر على تحمّل المشاق والصعاب، والدفاع عن الإسلام، وحمل همومه وتطلّعاته.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لعب الشبان المسلمون والشابّات المسلمات ـ حتى بعد عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ أدواراً مشرّفة.. وما زالوا يشكّلون العماد في كلّ حركة وثورة وإصلاح وتغيير.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسـؤولياتنا اليوم:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسـؤولياتنا اليوم كشبّان مسلمين كما هي مسـؤولياتنا بالأمس وزيادة. فبالإضافة إلى المسؤولية الرِّسالية التي يفرضها الإنتماء إلى الإسلام وما يستتبع ذلك من العمل به ونشر تعاليمه وتوسيع رقعته والدفاع عنه، هناك مسؤوليات حضارية علمية وثقافية وعملية يتطلّب واقع المسلمين والتحدِّيات التي تواجههم النهوض بها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذه هي بعض مفردات هذه المسؤوليات وبشيء من الإختصار:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- المسؤوليّة أمام الله تعالى:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كلّ المسؤوليات تجتمع في النهاية لديه، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا: (إنّا هديناه النّجدين إمّا شاكراً وإمّا كفوراً) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الإنسان/ 3)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، فهناك خط مستقيم واحد وإلى يمينه وشماله خطوط متعرجة كثيرة، ولا سبيل للفوز برضوان الله وجنّته إلاّ بسلوك الصراط المستقيم (اهدنا الصِّراط المسـتقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالِّين) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الحمد/ 6-7)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذا فإنّ مسؤوليتنا كشباب إزاء خالقنا ومحمّلنا مسؤولياتنا ومحاسبنا عليها، يمكن أن نتعرّف عليها من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة: ممّ ؟ وفيمَ ؟ وإلامَ؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ممّ؟ وهو السؤال الخاصّ بمعرفتنا بالله.. فنحن نعرفه على نحو الإجمال، ولكن نحتاج أن نعرفه على وجه التفصيل: في آياته في الكون، وفي آياته في الكتاب الكريم، فكلّما ازددتَ معرفةً بالله ازددت إيماناً به وحبّاً له وطاعة لما يريد.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وفيم؟ وتختصّ بالسؤال عن الهدف من وراء الخلقة؛ هل خلقنا ليُعذِّبنا؟ هل خلقنا لنكون تُعساء في هذه الحـياة؟ هل أوجدنا لنمثِّل مسرحية معينة ثمّ ينتهي دور كلّ واحد منّا ليغادر المسرح وتنطفئ الأضواء؟ أم أنّ الغاية أسمى وأعظم؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذا بناء شامخٌ كبير.. لكلّ منّا يدٌ مساهمة فيه بلبنة أو بعدّة لبنات.. وهناك تصميم هندسي يشـبه ذاك الذي يضعه مهندس كبير لبناء ضخم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هناك من يحاول أن يهدم البناء وأن ينسفه وأن لا يتركه يكتمل، ولذلك فالمهمة شاقّة لا تسير بلا معوقات أو عقبات.. إصلاح هنا وترميم هناك، وإعادة بناء هنا واستكمال للبناء هناك.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإلامَ؟ وهذا سؤال يتعلّق بالاتجاه وبالمصير.. فإلى أين يراد بنا؟ هل نحن في سفينة تتلاطم بها الأمواج لا تعرف وجهتها؟ أم أنّ هناك مناراً تستنير به لتتجه نحوه؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']بالإجابة على هذه الأسئلة نكون قد عرفنا مسؤوليتنا أمام الله في الإنطلاق، وأثناء المسير، وفي نقطة الهدف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنت إذاً مسؤول أمام الله بقدر ما أعطاك من مواهب عقلية وجسدية ونفسية وروحية، وبما هداك إلى سبل الإيمان، وما مكّنك من أعمال، وأسبغ عليك من نعم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الطريق إلى معرفة هذه المسؤولية يمرّ عبر: العقل، وكتاب الله، وسنّة نبيّه وشعور عال بالمسؤولية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- مسؤولية الإنتماء إلى الإسلام:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنت مسلم؟ إذاً أنت مسؤول.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالإسلام مسؤولية الإنسان المسلم، وهو ـ كما نعرف ـ ليس مجرّد نطق بالشهادتين، ولا مجرد عبادات شكلية، بل هو عملٌ كلّه، فإذا دخلت شركة الإيمان فعليك أن تلتزم ببرامج عملها وأنشطتها وفعالياتها المختلفة، أي أنّك اخترت بإرادة حرّة أن تكون عضواً فيها، والعضوية في أيّة شركة لها حقوق ولها واجبات لابدّ لكلّ عضو منتسب أن يتعرّف عليها وإلاّ تحرّك كالمكفوف أو المعصوب العينين.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فأن تشهد بوحدانية الله يستوجب أن تمتنع في حركتك في الحياة عن كلّ ما هو شرك وكفر وضلال وعصيان، وأن تشهد بنبوّة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يتطلّب منك أن تجسّد ذلك بالطاعة والإمتثال والتصديق والعمل بما جاء به (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأحزاب/ 36)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. وأن تُصلِّ فإنّ صلاتك تنهاك عن الفحشـاء والمنكر، وأن تصـوم فإنّ صومك يستدعي الإعراض عن كلّ المحرّمات المادية والمعنوية مما يمكن أن نطلق عليه صفة الإنحراف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولهذا السبب نرى أنّ هناك عدداً من الأحاديث أخرجت بعض المسلمين من أسرة المسلمين أو من شركة الإيمان لأنّهم لم يلتزموا ولم يعملوا بمتطلبات هذا الإيمان، ومنها:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «مَن أصبحَ ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا من غشّ مسلماً أو ضرّه».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ لم يبجِّل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف عالمنا».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ دعا إلى عصبية».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه كلّ يوم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ باتَ شبعاناً وجاره جائع».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ لا يرى دنيا لآخرته».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه، ومن لم يحسن صحبة من صحبه، ومخالقة من خالقه، ومرافقة من رافقه، ومجاورة من جاوره».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ نظرة فاحصة في هذه الأحاديث تبيّن لنا أنّ (الإسلام مسؤولية) في كلّ شيء، وأن كلمة (ليس منّا) هي استبعاد، لكلّ من لا يشعر بمسؤوليته، عن دائرة الإسلام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يتبع[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']الشباب تطلع نحو المسؤولية[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نقِّل بصرك في أرجاء هذا الكون الفسيح..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هل ترى من شيء إلاّ وله مسؤولية أو عدّة مسؤوليات يمارسها؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الشمس والقمر مسؤولان عن إنارة الأرض والسّماء في النهار وفي اللّيل.. ولولا هذا السراج وهذا المصباح لغرق الكون في ظلام دامس مخيف.. ولهما أعمال أخرى..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والليل والنهار مسؤولان في تعاقبهما عن هذا التقسيم الزمنيّ لليوم.. فنهارٌ للنشاط والمعاش وليلٌ للنوم والسبات، ولولا هذا التنظيم الوقتي الدقيق لاختلّ نظام الحياة في نهار طويل لا ليل بعده، أو ليل طويل لا نهار ينسلخ عنه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذه النسائم التي تحلّق بأجنحتها الرخيّة هنا وهناك.. لو لم تهبّ علينا لتنقل لنا أنفاس الحياة.. لكنّا أصبنا بحالة اختناق لا نجاة منه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذا الماء العذب الرقراق الذي يسيل أنهاراً وينابيع وعيوناً.. فيسقي الزرع ويروي عطش الإنسان والحيوان.. والبحر المالح الذي يحمل على صدره السفن الماخرة.. وفي بطنه تعيش ملايين الأسماك..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذه الطيـور السـابحة في الجوّ.. والتي تدرج على الأرض.. والماشية والنحل والنملُ، بل حتى الحيوانات المفترسة في الغابة.. كلّ له دوره ووظائفه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فما بالك بالإنسان وهو أشرف هذه المخلوقات وأكرمها وأعظمها عند الله سبحانه وتعالى؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']منذ بداية الخلق حدّد الله له مسؤوليته: (قالَ إنِّي جاعِل في الأرض خلِيفة)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](البقرة/ 30)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. ومنذ ذلك الحين عرف الإنسان طبيعة مسـؤوليته: (إنّا عرضنا الأمانة على السّـموات والأرض والجِبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأحزاب/ 72)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، أي حمل مسؤولية إعمار الأرض وفقاً لإرادة الله الذي استخلفه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الكون كلّه إذاً مسؤول.. من أصغر شيء حتى أكبر شيء فيه، فلا تكاد ترى شيئاً إلاّ وله مسؤولية قد تكون معلومة بالنسبة لنا وقد لا تكون.. وإذا كانت الكائنـات الأخرى مسـيّرة لما خلقت له، أي تمضي في القيام بواجباتها حسب نظام كوني قدّره الله لها، فإنّ الكائن الوحيد المختار ذا الإرادة هو الإنسان.. إنّه ـ بحسب طبيعة خلقته أيضاً ـ عليه أن يعمل بمسؤولياته، ويمكنه أيضاً أن يتخلّى عنها. وعلى حسب اختياره ـ عملاً وتخلياً ـ تترتب النتائج فوزاً وخسارة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فلقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكون الحياة الدنيا ورشة عمل كبيرة، وساحة سباق وتنافس في الخيرات (هو الّذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الملك/ 2)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. حتى إذا انتهت هذه الرحلة الأرضـية منذ أبينا آدم (عليه السلام) وحتى آخر مخلوق، أقبلنا على الساحة الثانية (المحشر والقيامة) التي يعلو فيها النداء: (وقِفوهُم إنّهُم مَسؤولون)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الصافات/ 24)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هناك تتوالى الأسئلة: ماذا فعلتم بمسؤولياتكم؟ هل أدّيتموها كما يجب؟ لماذا أنجزتم بعضها وأهملتم البعض الآخر؟ هل قمتم بها إبتغاء مرضاة الله أم لأغراض دنيوية وشخصية بحتة؟.. إلخ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وبإختصار شديد، فإنّ الله سبحانه وتعالى خلق كلّ مخلوق لغاية معيّنة، ولمسؤولية معيّنة، وقد هداه إلى كيفية ممارستها ضمن ما آتاه من إمكانات تتناسب وأداء هذه المسؤولية. ولا يوجد مخلوق على هذه الأرض لا يعرف ما هي المسؤولية أو المسؤوليات التي خُلِق من أجلها. فالكون الفسيح الذي يحيطنا في أرضه ومائه وسمائه مصمّم على أساس المسؤولية التي تهدف إلى خدمة الإنسان، والإنسان مزوّد بطاقات مسـؤولة عن أعمار وإصلاح وازدهار هذا الكـون، فلا عبث ولا سدى (أفحسـبتُم أنّما خلقناكم عبـثا)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](المؤمنون/ 115)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، (أحسب الإنسان أن يُترك سدى)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](القيامة/ 26)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنسان بلا مسؤوليات[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هل فكّرت مرّة بإنسان بلا مسؤوليات؟ هل يمكن أن تتصوّر نفسك في حلّ من أيّة مسؤولية في الحياة؟ كيف يكون شكل الحياة حينئذ؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ حياة خالية من المسؤوليات هي أشبه شيء بمدرسة بلا وظائف وتكاليف، لا يشعر فيها التلاميذ بأيّة إلتزامات، كيف تسير عملية الدراسة فيها؟ وكيف يمكن تحقيق النتائج المرجوّة؟ كيف يمكن تمييز العامل من الخامل والمنتج من المتـقاعس؟ فمـجرّد التفـكير بالحـياة الفارغة التي لا يجد فيها الإنسان إنسانيته من خلال كونه مسؤولاً يجعلنا نشعر بالدوار والعبث والفراغ الهائل، لأ نّها تصبح عند ذاك حياة الغرائز المنفلتة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']انّك حين تعيش المسؤولية في البيت فإنّك تعيش الإلتزام الأخلاقي إزاء الأسرة، فللأب مسؤولياته تجاه أولاده وزوجته، وللزوجة مسؤوليات إزاء زوجها وأولادها، وللأولاد مسؤولياتهم إزاء الأبوين وإزاء بعضهم البعض، وإذا تحلّلنا من ذلك وتنصّلنا عنه تزعزعت أركان الأسرة وتصدّعت، فلا يعود هناك أب يهتم بشؤون أسرته ولا أُم ترعى مصالح أبنائها، ولا أبناء يشعرون بوجوب الإحسان للوالدين.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']عالم بلا مسؤوليات هو عالم مهدّد بالفساد والخراب وبالحروب الضارية وبالتنازع والفشل والخصومات التي لا حدود لها.. إنّه انهيار كلِّي شامل، فمثل المسؤول كمثل ربّان السفينة إذا ترك سفينته في مهبّ الريح وبيد الأمواج المتصارعة فإنّه يكون قد أسلمها وأسلم ركّابها وحمولتها إلى الخطر الداهم والغرق المحقق.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذلك، فإنّ من بين ملامح الجمال والحكمة في هذا العالم هي هذه المسؤوليات التي تناط بنا، ونتنافس على أدائها بأفضل وجه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']بداية المسؤولية:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ها أنت تغادر مسرح طفولتك وملعب صباك لتطأ أعتاب شبابك.. تلك مرحلة انطوت لم تكن فيها مسؤولاً.. أبوك وأمّك كانا يتوليان رعايتك ويقومان بمسؤولية تربيتك والإنفاق عليك.. اليوم اختلف الأمر.. ما زلت قريباً منهما وتحظى بعنايتهما لكنّك لم تعد ذلك الطفل الصغير اللاّهي.. لقد تغيّرت فيك أشياء كثيرة سواء في جسدك أو في مداركك العقلية.. إنّك الآن تدخل عالم الكبار.. تتحوّل من طفل إلى رجل.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذا التغيّر الذي يحصل لكل فتى وفتاة يمثل إنتقالة طبيعية لكلّ منهما، لكنّه أيضاً يمثِّل مرحلة جديدة في عالم المسؤوليات.. فمن (طفل لاه) إلى (رجل مسؤول) أو (امرأة مسؤولة).[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']في هذه السنّ التي يطلق عليها بـ(المراهقة) يصبح الشاب والشابّة مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى ضمن تكاليف وفروض وواجبات عليهما أن يمارساها خلال فترة حياتهما.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ماذا يعني ذلك؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يعني أنّ الشابّ ـ فتى كان أو فتاة لا فرق ـ سيقف منذ اليوم هو والأكبر سناً منه على قدم المساواة في ساحة المسؤولية والمحاسبة، فأنا ـ حديث العهد بالإلتزام بالمسؤولية ـ وأبي وأمّي اللذان سبقاني إلى تحمّل مسؤولياتهما مطالبون بأداء نفس المسؤوليات.. هما يتحملان مسؤولية أعمالهما وأنا أتحمّل مسؤولية أعمالي أداءً وتقصيرا..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد ولّى عهد التواكل والإسترخاء واللهو والعبث الطفولي، ودقّت ساعة العمل الجادّ، ففي هذا المعمل الواسع الكبير الذي اسمه الكون لك موقعك بين مواقع العمل المسؤول، وهو أشبه شيء بورشات متعددة تعمل باتجاه هدف واحد هو كسب مرضـاة الله سبحانه وتعالى: (يا أيُّها الإنسانُ إنّك كادحٌ إلى ربِّكَ كدحاً فمُلاقيه)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الإنشقاق/ 6)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسؤولياتنا مشتركة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قد تختلفين أنت كفتاة بالغة مع أخيك البالغ في العمر الذي يتحمّل فيه كلّ منكما مسؤوليته ـ بحسب طبيعة تكوين كلّ منكما ـ لكنّ المسؤوليات بينكما مشتركة.. فهو مكلّف بأمور معيّنة، وأنت كذلك أصبحت مكلّفة بالأمور نفسها. وقد تكون هناك بعض الفوارق في مسؤولياتك ومسؤولياته إلاّ أنّكما بصفة عامّة لكما مسؤولياتكما التي لا تختلف بين فتى أو فتاة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فمنذ أن عاش أبونا آدم وأمّنا حوّاء في الجنّة التي ذكرها الله تعالى في كتابه، توجّهت المسؤولية إليهما معاً: (ألم أنهكما) و(أقل لكما) و(إنّ الشّيطان لكما عدو)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأعراف/ 22)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، وهذا واضح من التثنية في الخطاب، فلآدم مسؤوليته ولحواء مسؤوليتها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']على ضوء هذا نعرف أنّنا كشبّان أو كفتيات نتحمّل مسؤولياتنا كلٌّ بصفته الشخصية، فإذا استقام الشاب وأحسن فله جزاء عمله الحسنى وزيادة، وإذا قصّر وأخطأ فهو يدفع ضريبة تقصيره وأخطائه (يوم تأتي كلّ نفس تجادل عن نفسها)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](النحل/ 111)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد يتصور بعض الشباب خطأ أنّ مسؤولية الفتى الشاب هي أخفّ من مسؤولية الفتاة الشابّة، وكأنّ سمعة الفتاة غير سمعة الفتى. في حين أنّ المسؤولية في الأخطاء واحدة. وكما تتحمّل الفتاة الخاطئة نتائج ومسؤولية عملها، فكذلك الفتى المخطئ، حتى لو اختلف الناس في النظرة إلى كلّ منهما.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ كلّ خطاب في القرآن الكريم سواء جاء بلغة الجمع المخاطَب أو بكلمة (الناس) أو (الّذين آمنوا) أو (يا بني آدم) هو خطاب للجنسين معاً: الذكر والأنثى، وقد وردت بعض الآيات التي تقرن وتجمع بينهما في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتق كلّ منهما كما في الآية الكريمة: (إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصّـادقين والصّـادقات والصّـابرين والصّابرات والخاشـعين والخاشـعات والمتصـدِّقين والمتصـدِّقات والصّـائمين والصّـائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذّاكرين الله كثـيراً والذّاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأحزاب/ 35)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نماذج قرآنية:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']على شاشـة القرآن الكريم، يمكن مشـاهدة العديد من النماذج والعينات الشبابية التي عرفت مسؤوليتها بعمق وتحملتها بشرف، فقدّمت بذلك المثال الذي يحتذى لكل شاب أو شابّة يريدان أن ينهضا بمسؤولياتهما في هذه الحياة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ففي عالم الأنبيـاء (عليهم السلام) نلتقي بـ(الفتى إبراهيم) في مرحلة تفتّح شبابه لنطالع وجهاً ينضح بالفتوّة ويطفح بالثقة، هازئاً بما يعبد الآباء من الأصنام، حتى أنّه يغافل قومه المشركين فيحطّم أصنامهم بفؤوس أصنامهم، وذلك عندما يعلّق الفأس التي كسّر بها الأصنام في رقبة الصنم الكبير ليجعله في موضع اتهام ومساءلة، وقد عرف قومه ذلك من خلال مواقفه الهازئة المستخفّة بعبادة ما لا يضرّ ولا ينفع (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأنبياء/ 60)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ فتوة إبراهيم (عليه السلام) المسخّرة في إلفات نظر قومه إلى ضرورة عبادة الله الواحد الأحد، سواء من خلال محاورة النجوم، أو محاورة الحاكم الطاغية (نمرود) أو في دعوة أبيه إلى الهدى، وصبره ومقاومته في تحمّل نتائج مسـؤوليته، ترسـم لنا صـورة الفتـوّة الإبراهيمـية المسؤولة التي يراد لنا أن نقتدي بها (لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والّذين معه)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الممتحنة/ 4)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ثمّ يطل علينا وجه الغـلام (إسماعيل) الذي شرب من نهر أبيه إبراهيم (عليه السلام) ماء الفتـوّة المطيعة لله سـبحانه وتعالى، وكيف أبدى استعداداً عالياً للتضحية بنفسه من أجل تنفيذ إرادة الله سبحانه وتعالى، ثمّ وهو يساعد أباه في مهمّة بناء الكعبة المشرّفة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعلى مثل هذه الفتـوّة المطيعـة لله، المعـينة على البرِّ والإحسان (وصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب قال يا بني إنّ الله اصطفى لكم الدِّين فلا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](البقرة/ 132)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويشرق على شاشة القرآن وجه الفتى (داود) الذي يوظّف فتوّته اليافعة في مقاومة الظالمين وإدهاشهم بالروح الاستشهادية من أجل الحقّ.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأمّا فتوّة الشاب الجميل النبيل (يوسف) (عليه السلام) فكانت مسؤولة عن ضرب المثل الرائع للشاب العفيف الذي يربأ بنفسـه أن يقع في أحضان الرذيلة، والشاب الذي يمارس الدعوة إلى توحيد الله حتى وهو في السجن.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتتجلّى فتوّة (موسى) (عليه السلام) في استقامته على الإيمان رغم أنّه نشأ وترعرع في الأجواء الكافرة، وفي (مدين) حينما يسقي للفتاتين بكلّ شهامة وحياء إيماني، وفيما يجابه من غطرسة فرعون وجبروته.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ثمّ يطلّ علينا وجه الفتى (عيسى) (عليه السلام) برّاً بوالدته ولم يكن جباراً عصياً، فلقد حمل مسؤوليته منذ نعومة أظفاره في رسم منهج أخلاقي لقومه يربطهم من خلاله بعبادة الله تعالى وحده.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأمّا (محمّد) (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّنا لم نقرأ في القرآن شيئاً عن مسؤولياته في شبابه، ولكنّنا عرفنا من خلال سيرته المطهّرة كيف أنّه كان ينصرف عن الترّهات والخرافات والأوهام ليتعبّد في (غار حراء).. وكيف بنى شخصيته التي اتسمت بالصدق وطبعت بالأمانة حتى صارت مضرب الأمثال بين قريش.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعلى غير صعيد الأنبياء (عليهم السلام) يطالعنا على الشاشة القرآنية، التي تعرض لنا صوراً عن الفتوّة المسؤولة، (الفتية أصحاب الكهف) الذين شعروا أن مسؤوليتهم هي في اجتناب التعامل مع الحاكم الظالم، وعدم الانخراط في مشاريعه الإفسادية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وتتألق صورة الشابة المسؤولة (مريم بنت عمران) (عليها السلام) في مثل أعلى من الحياء والعفاف والصون والعبادة يحـتذى، و(أخت موسى) التي تلعب دوراً مسؤولاً في إنقاذ أخيها من الموت جوعاً بعدما حرّم الله عليه المراضع، والعمل على إنفاذ وعد الله لأمِّه في عودته سالماً كي تقرّ به عيناً.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذه المشاهد القرآنية للشباب المسؤول تريد أن تقول:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الأنبياء (عليهم السلام) والمؤمنون كانوا جميعاً مسـؤولين في شبابهم.. وهم قدوات وأسوات حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.. فخذوا من شبابهم لشبابكم.. ومن عطائهم لعطائكم.. إن كنتم تريدون معرفة: ما هي المسؤولية في الإسلام؟![/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']
[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']نماذج من السـيرة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']احتضن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الشباب المسلم ورعاه وأولاه من المسؤوليات ما يجعلنا ـ كشباب ـ نعيد النظر في أدوارنا في الحياة، وما ذاك إلاّ لأ نّه كان يرى أنّهم الأرقّ أفئدة والأنقى سريرة والأقدر على التعاطي مع الحياة المتفتحة، والتفاعل مع المسؤوليات الثقيلة بإيجابية كبيرة. جاء في الحديث الشريف: «عليكم بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعلّك قرأت في سيرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه أرسل ذلك الشاب الوديع (مصعب بن عمير) في أوّل مهمّة تبليغية للإسلام إلى المدينة المنوّرة، وقد اعتمد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الأسلوب في تسـخير طاقات الشباب واهتمامهم بمسؤولياتهم الرسالية في أكثر من نموذج.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- فـ(سعد بن مالك) لم يكن يتجاوز السابعة عشر من عمره، لكنّه كان إسلامياً متحرّكاً، وداعية للإسلام نشيطاً ينافس الكبار في عطائهم، ويحرّك في أمثاله من الشبان استعدادهم لفعل الخير، فكان موضع تقدير النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- و(عمار بن ياسر) كان إبّان شبابه ـ كما بقي حتى آخر عمره ـ شعلة وهّاجة من الإيمان، لا يدع فرصة في زيادة الخـير والأعمال الصالحة وخدمة الإسلام والدفاع عنه إلاّ واغتنمها، بل وكان السبّاق إليها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- و(عليّ بن أبي طالـب) هذا الذي وصـف النـبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فتـوّته بالقول «لا فتى إلاّ عليّ» كان يمثِّل فتـوّة الإسلام النمـوذجية الذي لم يدّخر طاقة من طاقات شبابه إلاّ وفجّرها في طريق الإسلام سواء في ساحات الجهاد، أو في ساحات البذل والعطاء.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- ولقد عيّن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) (عتاب بن أسيد) قائداً لمكّة بعد الفتح وهو لمّا يناهز الحادية والعشرين من عمره، تقديراً منه لكفاءة الشباب المؤمن العامل المكافح.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- كما عيّن (صلى الله عليه وآله وسلم) (أسامة بن زيد) قائداً للجيش في حربه ضدّ الروم، وكان عمره آنذاك (18) عاماً، وطلب إلى شيوخ قريش أن يسيروا تحت لوائه.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- وهكذا تعامل مع (معاذ بن جبل) و(معاذ بن عمرو بن الجموح) وغيرهم من شبان المسلمين من خلال رؤية واعية لدور الشاب المسلم وتقدير دقيق لمؤهلاته في حمل المسؤولية، وإدارة الأمور، أو قيادة الجيوش، أو التبليغ لرسالة الإسلام، فهم أقدر على تحمّل المشاق والصعاب، والدفاع عن الإسلام، وحمل همومه وتطلّعاته.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد لعب الشبان المسلمون والشابّات المسلمات ـ حتى بعد عهد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ أدواراً مشرّفة.. وما زالوا يشكّلون العماد في كلّ حركة وثورة وإصلاح وتغيير.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسـؤولياتنا اليوم:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']مسـؤولياتنا اليوم كشبّان مسلمين كما هي مسـؤولياتنا بالأمس وزيادة. فبالإضافة إلى المسؤولية الرِّسالية التي يفرضها الإنتماء إلى الإسلام وما يستتبع ذلك من العمل به ونشر تعاليمه وتوسيع رقعته والدفاع عنه، هناك مسؤوليات حضارية علمية وثقافية وعملية يتطلّب واقع المسلمين والتحدِّيات التي تواجههم النهوض بها.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذه هي بعض مفردات هذه المسؤوليات وبشيء من الإختصار:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']1- المسؤوليّة أمام الله تعالى:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كلّ المسؤوليات تجتمع في النهاية لديه، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثا: (إنّا هديناه النّجدين إمّا شاكراً وإمّا كفوراً) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الإنسان/ 3)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']، فهناك خط مستقيم واحد وإلى يمينه وشماله خطوط متعرجة كثيرة، ولا سبيل للفوز برضوان الله وجنّته إلاّ بسلوك الصراط المستقيم (اهدنا الصِّراط المسـتقيم * صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالِّين) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الحمد/ 6-7)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولذا فإنّ مسؤوليتنا كشباب إزاء خالقنا ومحمّلنا مسؤولياتنا ومحاسبنا عليها، يمكن أن نتعرّف عليها من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة: ممّ ؟ وفيمَ ؟ وإلامَ؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ممّ؟ وهو السؤال الخاصّ بمعرفتنا بالله.. فنحن نعرفه على نحو الإجمال، ولكن نحتاج أن نعرفه على وجه التفصيل: في آياته في الكون، وفي آياته في الكتاب الكريم، فكلّما ازددتَ معرفةً بالله ازددت إيماناً به وحبّاً له وطاعة لما يريد.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وفيم؟ وتختصّ بالسؤال عن الهدف من وراء الخلقة؛ هل خلقنا ليُعذِّبنا؟ هل خلقنا لنكون تُعساء في هذه الحـياة؟ هل أوجدنا لنمثِّل مسرحية معينة ثمّ ينتهي دور كلّ واحد منّا ليغادر المسرح وتنطفئ الأضواء؟ أم أنّ الغاية أسمى وأعظم؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هذا بناء شامخٌ كبير.. لكلّ منّا يدٌ مساهمة فيه بلبنة أو بعدّة لبنات.. وهناك تصميم هندسي يشـبه ذاك الذي يضعه مهندس كبير لبناء ضخم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']هناك من يحاول أن يهدم البناء وأن ينسفه وأن لا يتركه يكتمل، ولذلك فالمهمة شاقّة لا تسير بلا معوقات أو عقبات.. إصلاح هنا وترميم هناك، وإعادة بناء هنا واستكمال للبناء هناك.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإلامَ؟ وهذا سؤال يتعلّق بالاتجاه وبالمصير.. فإلى أين يراد بنا؟ هل نحن في سفينة تتلاطم بها الأمواج لا تعرف وجهتها؟ أم أنّ هناك مناراً تستنير به لتتجه نحوه؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']بالإجابة على هذه الأسئلة نكون قد عرفنا مسؤوليتنا أمام الله في الإنطلاق، وأثناء المسير، وفي نقطة الهدف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنت إذاً مسؤول أمام الله بقدر ما أعطاك من مواهب عقلية وجسدية ونفسية وروحية، وبما هداك إلى سبل الإيمان، وما مكّنك من أعمال، وأسبغ عليك من نعم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']الطريق إلى معرفة هذه المسؤولية يمرّ عبر: العقل، وكتاب الله، وسنّة نبيّه وشعور عال بالمسؤولية.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']2- مسؤولية الإنتماء إلى الإسلام:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']أنت مسلم؟ إذاً أنت مسؤول.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالإسلام مسؤولية الإنسان المسلم، وهو ـ كما نعرف ـ ليس مجرّد نطق بالشهادتين، ولا مجرد عبادات شكلية، بل هو عملٌ كلّه، فإذا دخلت شركة الإيمان فعليك أن تلتزم ببرامج عملها وأنشطتها وفعالياتها المختلفة، أي أنّك اخترت بإرادة حرّة أن تكون عضواً فيها، والعضوية في أيّة شركة لها حقوق ولها واجبات لابدّ لكلّ عضو منتسب أن يتعرّف عليها وإلاّ تحرّك كالمكفوف أو المعصوب العينين.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فأن تشهد بوحدانية الله يستوجب أن تمتنع في حركتك في الحياة عن كلّ ما هو شرك وكفر وضلال وعصيان، وأن تشهد بنبوّة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يتطلّب منك أن تجسّد ذلك بالطاعة والإمتثال والتصديق والعمل بما جاء به (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأحزاب/ 36)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. وأن تُصلِّ فإنّ صلاتك تنهاك عن الفحشـاء والمنكر، وأن تصـوم فإنّ صومك يستدعي الإعراض عن كلّ المحرّمات المادية والمعنوية مما يمكن أن نطلق عليه صفة الإنحراف.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولهذا السبب نرى أنّ هناك عدداً من الأحاديث أخرجت بعض المسلمين من أسرة المسلمين أو من شركة الإيمان لأنّهم لم يلتزموا ولم يعملوا بمتطلبات هذا الإيمان، ومنها:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «مَن أصبحَ ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا من غشّ مسلماً أو ضرّه».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ لم يبجِّل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف عالمنا».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ دعا إلى عصبية».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه كلّ يوم».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ باتَ شبعاناً وجاره جائع».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا مَنْ لا يرى دنيا لآخرته».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']- «ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه، ومن لم يحسن صحبة من صحبه، ومخالقة من خالقه، ومرافقة من رافقه، ومجاورة من جاوره».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ نظرة فاحصة في هذه الأحاديث تبيّن لنا أنّ (الإسلام مسؤولية) في كلّ شيء، وأن كلمة (ليس منّا) هي استبعاد، لكلّ من لا يشعر بمسؤوليته، عن دائرة الإسلام.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يتبع[/FONT]
تعليق