[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']عالم الاصدقاء[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif']تقديم[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']منذ الطّفولة المُبكِّرة، وحتّى قبل أن يتعلّم الطِّفل النّطق، يبدأ بالميل للأطفال الّذين معه في البيت، فيلعب معهم، ويداعبهم، أو يتنازع معهم على اللّعب، أو قطعة الحلوى، أو الأشياء التي بأيديهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ هذه الميول المبكِّرة في الطبيعة الانسانية نحو الآخرين.. مصاحبتهم ومشاركتهم في اللّعب.. إنّ هذه الميول تكشف عن وجود غريزة الاجتماع في النفس البشرية..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالإنسان خُلِقَ وبحكمة إلهية ليعيش في مجتمع بشري.. لذا فإنّ الدوافع الغريزية، الإحساس النفسي بالحاجة إلى العيش مع الآخرين تدعوه إلى الألفة وتكوين العلاقة معهم.. ولذا أيضاً يشعر الانسان بالوحشة والكآبة، عندما يكون وحيداً منعزلاً.. وليس هذا فحسب، فالإنسان بحاجة إلى الآخرين كما أنّ الآخرين بحاجة إليه.. وبالألفة والتعارف والصّداقة والتعاون، وتبادل الأفكار والمنافع تتكامل إنسانية الانسان وجهوده وحاجاته النفسية والمادية والفكرية..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والقرآن يشرح لنا هذه الحقيقة بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](يا أيُّها النّاس إنّا خَلَقْناكُم مِن ذَكَر واُنثى وجَعلْناكُم شُعوباً وقبائِلَ لِتَعارَفوا إنّ أكرَمَكُم عندَ اللهِ أتقاكُم)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الحجرات/ 13)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهكذا فإنّ الحياة البشرية ألفة ومحبّة وتعاون.. ولا خير في مَن لا يألف الناس، ولا يألفونه، فمثل هذا السلوك الانطوائي والعزلة والابتعاد عن الناس يكشف في بعض جوانبه عن إحساس هذا الشخص بالنقص، وعدم الثقة بالنفس.. والمعاناة من عقد نفسية، تحول دون تكوين علاقات انسانية ناجحة مع الآخرين المؤهّلين لهذه العلاقات الطيِّبة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالإنسان الإجتماعي المنفتح الذي يكوِّن علاقات انسانية مع الآخرين.. علاقات صداقة وروابط، ومشاركات اجتماعية، هو إنسان يملك الثقة بنفسه.. وذو سلوك صحِّي.. إنّه يشعر بالسعادة والارتياح في علاقات الصّداقة السّليمة، عندما يمنح الآخرين حبّه وثقته وإخلاصه، ويُبادله الآخرون مثل هذه المشاعر والأحاسيس الانسانية.. فيما تُولِّد العزلة والحالة الانطوائية في كثير من الأحيان، الكآبة، والتوتّر النفسي والقلق..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الصّديق يدخل في علاقات وُدٍّ مع أصدقائه.. من الأحاديث المسرّة والمرح والمشاركة الرياضية، أو تبادل المعلومات، أو العون المادِّي، أو العمل الانتاجي المشترك، أو المساهمة في خدمات إنسانية أو اصلاحية مشتركة.. فيشعر بالرِّضا أمام نفسه، وأمام ربّه سبحانه، وأمام الآخرين.. ويستطيع عن طريق العلاقة بالأصدقاء الطيِّبي الخُلق والسلوك أن يُعبِّر عن طاقاته ومشاعره الأخوية، ويكوِّن جوّاً نفسياً مريحاً وسعيداً..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والصّديق كما يكسب من أصدقائه بعض صفاتهم الطيِّبة، وكفاءاتهم الإبداعية، ولباقاتهم الحسنة، ومعلوماتهم الثقافية، فإنّهم يستفيدون منه أيضاً، فيستطيع عن طريق الصّداقة أن ينفع الآخرين، وينقل اليهم خبراته ومعارفه وحُسن خُلقه وأفكاره النافعة.. فيشعر بقيمة شخصيّته، وبالثقة بنفسه، فإنّه يكتشف ذاته وشخصيته من خلال العلاقة بالآخرين، وقدرته على التعامل معهم، والتأثير الحسن بهم.. فتتجسّد أمامه قدرته التي يحتاجها الآخرون.. وكلّ ذلك يبعث في نفسه الرِّضا والإرتياح والثقة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الشخصية المسلمة تنطلق في تقييم العمل والسلوك من مقياس الخير والنّفع الّذي أوضحه الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«خيرُ النّاس مَنْ نَفعَ النّاس»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«مَنْ ساءَتهُ سَيِّئتهُ وسَرّتهُ حَسَنَتهُ فهوَ مُؤْمِن»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وجميل هو تشخيص الإمام عليّ (عليه السلام) لقيمة الشخصية الذي جاء بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«قيمةُ المَرءِ ما يُحْسِن»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][3][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كيف نختار الأصدقاء؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ صديقك يُعبِّر عن شخصيّتك، فعندما يعرف الناس شخصية صديقك يعرفوك، وعندما يعرفونك يعرفون شخصية صديقك.. والحكمة تقول: صديق المرأ شريكه في عقله.. فالإنسان يألف الناس الذين يماثلونه ويتقاربون معه في الأخلاق والسلوك والأفكار..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لذلك جاء في الحديث النبوي الشريف:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«المرأ على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يُخالِل»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالصّداقة هي التقاء نفسي وفكري يربط بين الأشخاص، ويوحِّد المشاعر والعواطف بينهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والقرآن يوضِّح أنّ الاُخوة والعلاقات الأخوية التي تكون بين الأشخاص على أساس الهدى والصّلاح هي ألفة ومحبّة بين القلوب، وترابط بين المشاعر والنفوس، واعتبر هذه الاُخوّة والمحبّة، نعمة كبيرة على الانسان..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قال تعالى موضِّحاً هذه العلاقة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](واذكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُم إذْ كُنْتُم أعْداءً فأ لّف بَينَ قُلُوبِكُم فأصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخواناً)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](آل عمران/ 103)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقال تعالى:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً ما ألّفتَ بينَ قُلوبِهِم ولكنّ الله ألّفَ بَيْنهم)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأنفال/ 63)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذا التحلـيل النفسي لعلاقة الاُخوّة والمحبّة التي تنشأ بين الأشخاص، على أساس الإيمان والإرتباط السّليم، هي اُخوّة صادقة ونزيهة، لايشوبها الغشّ أو المطامع.. والتجربة الاجتماعية والإحصاءات التي تسجِّلها دوائر إحصاء الجريمة توضِّح لنا أنّ أصدقاء السّوء ليسوا أصدقاء، بل أعداء.. فكم جرّت الصّداقات السيِّئة من كوارث ومآسي، وسمعة سيِّئة على الأشـخاص الذين كانوا أبرياء، ولكنّهم تلوّثوا بمخالطتهم لأصدقاء السّوء.. وأصبحوا مجرمين، أو شملتهم الجريمة، وسوء السمعة لعلاقتهم بأصدقاء السّوء.. ويحذِّرنا القرآن من أصدقاء السّوء، لينقذنا من النّدم بعد فوات الأوان.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قال تعالى :[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](الأخلّاءُ يَومَئِذ بَعْضُهُم لِبَعْض عَدُوّ إلّا المتّقين)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الزّخرف/ 67)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعرض أمامنا قول الصّاحب النادم على صحبته، درساً وموعظة لنا.. عرض هذا المشهد من تحوّل الصّحبة إلى عداوة وكراهية، وتمنِّي البُعْد عن قرين السّوء، بعد أن كان يبتغي القرابة والعيش معه..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](قالَ يا لَيْتَ بيني وبينكَ بُعد المشرقين فبِئْسَ القَرين)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الزّخرف/ 38)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذاً فاختيار الصّديق هو في حقيقته اختيار لنوع شخصيّتنا وسمعتنا في المجتمع، وربّما لمصيرنا في المستقبل.. فكم من اناس أصبحوا صالحين وناجحين في حياتهم بسب أصدقائهم، وكم من أناس خسروا حياتهم، وتحمّلوا الأذى والمشاكل المعقّدة بسبب أصدقائهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ من الخطأ أن نكوِّن علاقات مع أشخاص لا نعرف طبيعتهم، وسلوكهم.. فقد نُخدَع بمظاهرهم الشكلية، وبأقوالهم المزخرفة، أو بهداياهم ومساعداتهم الخدّاعة، ثمّ نقع في الشراك، فيتعـذّر علينا الافلات منها..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الشخص الذي نتّخذه صـديقاً وأخاً لنا في الحياة، يجب أن نختاره بعناية كبيرة، وبعد المعرفة لشخصيّته، من خلال علاقات الدراسة في المدرسة، أو في المسجد، أو عيشه معنا في المنطقة السكنية، أو في العمل، وربّما نصادف أشخاصاً في السّفر، واُناساً يعرِّفون أنفسهم بالمراسلة فتتكوّن بيننا وبينهم علاقات صداقة وروابط.. وهذا اللّون من العلاقات يجب أن نتأكّد منه، ونتعرّف عليه بشكل جيِّد.. فإنّ مثل هؤلاء الأشخاص غير واضحين لدينا في بداية العلاقة والتعارف..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كيف تكون صديقاً ناجحاً؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']العلاقة مع الآخرين فن من أهم الفنون الاجتماعيـة، وكثير من الناس لايحسن فن التعامل مع الآخرين.. لذا يفشل في كسب الأصدقاء، وتتحوّل عـلاقاته مع الآخرين إلى مشاكل وخلافات.. ذلك لأ نّه لا يعرف كيف يكسب الأصدقاء، وكيف يتعامل معهم.. وتزوِّدنا دراسات علم النفس، والتجارب اليومية، وما جاء من إرشادات عن الرسول الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام).. كلّ تلك المصادر تزوِّدنا بإرشادات وتعليمات لكسب الأصدقاء والتعامل معهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ هذه التعليمات توضِّح أنّ الانسان الأناني لا يكسب الأصدقاء، وعندما تتكوّن له علاقة صداقة مع الآخرين فإنّه سرعان ما يخسرهم بأنانيّته، فهو لا يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه، ولا يكره لهم ما يكره لها. بل يتصرّف بأنانية ومحاولة استغلال الأصدقاء لمصالحه الشخصية؛ لذا يبتعد عنه أصدقاؤه.. أمّا عندما يشعر الصّديق بأنّ صديقه يتعامل معه بإيثار ويحرص على مصلحته، كصديق له، يحترم هذا الشعور، وتزداد ثقته به وعلاقته معه..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذاً لكي تكسب الأصدقاء، فلا تكن أنانيّاً مع أصدقائك.. بل تعامَل معهم بإيثار.. والإيثار هو أن تقدِّم مصلحة غيرك على مصلحة نفسك عندما تشعر أنّه بحاجة إليها..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد عظّم القرآن صفة الإيثار التي مارسها المهاجرون والأنصار فيما بينهم كاُخوة.. عاشوا تجربة الاُخوّة الصّادقة.. فكان الأنصار يقدِّمون للمهاجرين ما يحتاجونه من سكن وطعام وتزويج ولباس ومعونة، حتّى ولو كان بعضهم بحاجة إلى ما يقدِّمه لأخيه الأنصاري؛ لذلك أثنى القرآن على هذا الإيثار، وامتدح الأنصار، لإيوائهم المهاجرين وتقديم العون لهم، مؤثرينهم على أنفسهم بحبٍّ وإخلاص صادق، يرجون بذلك وجه الله سبحانه..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعظمة هذه الصِّفة خلّد القرآن تلك المواقف الأخلاقية الفريدة في سلوك الانسان بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](والّذينَ تَبَوَّءوا الدّارَ والأيمانَ من قَبْلِهِم يحبّونَ مَن هاجرَ إليهم ولا يَجدونَ في صدورِهم حاجة ممّا اُوتوا ويُؤثِرونَ على أنفُسِهِم ولو كانَ بِهِم خَصاصة ومَن يوقَ شحّ نَفْسِهِ فاُولئكَ هُم المُفلِحون)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الحشر / 9)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']حُسن المعاشرة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولكي يستطيع أحدنا أن يكسب الأصدقاء ويتفاعل معه الآخرون وتكون علاقته معهم علاقة قويّة راسخة، كأصدقاء.. يجب أن يكون حُسن المعاشرة والتعامل مع الآخرين.. ومن حسن المعاشرة أن يلقى الناس الذين يتعامل معهم بوجه طلق، يفيض بالبُشر، ترتسم عليه الابتسامة في الحديث وعند اللِّقاء.. فإنّ ذلك يجلب حبّ الآخرين وألفتهم، في حين يكون الوجه العبوس المتجهِّم سبباً لانقباض الناس وابتعادهم عنه، فلنتحاشى عبوس الوجه والتجهّم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ البِشْر واطلاقه الوجه، وإشاعة الابتسامة هي تعبير عن المظاهر الصّادقة، ووسيلة لكسب وُدِّ الآخرين، وإشاعة الحبّ بين الناس.. وشعورهم بصفاء نفسك، وحبّك تجاههم.. والإبتسامة التي تطلقها بوجه البعض من الناس واستقباله بوجه طلق، وعبارة جميلة، تملك نفسه، وتفتح مغاليقها.. إنّ البعض من الناس يعيش حالة الحرمان العاطفي والجفوة من المحيط الاجتماعي، وعندما تتعامل معه بهذه الأخلاقية يشعر بأنّك توفِّر له الجوّ العاطفي الذي يبحث عنه بصورة شعورية أو لا شعورية..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويعطينا تحليلاً نفسيّاً لتلك الحالات، فعن أبي عبدالله الصّادق (عليه السلام)، قال:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«تَبَسُّم المُؤمِن في وَجْهِ المُؤمِن حَسَنة»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأرشدنا الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«البِشْر الحَسَن، وطلاقةُ الوجهِ مَكْسَبةٌ للمحبّة، وقُرْبَةٌ مِنَ الله عزّ وجلّ. وعَبَس الوجه، وسوء البِشْر مَكْسَبةٌ للمَقْت، وبُعْد مِنَ الله»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويهدينا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى كيفيّة التعامل مع الناس لكسبهم والنجاح في التعامل معهم بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحُسن البِشْر»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][7][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولكي يشيع حُسن التعامل مع الناس، وتنتشر المحبّة والسرور، يدعو الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس الذين يظهر عليهم طلاقة الوجه، وسهولة التعامل فيقول: «رحمَ الله كلّ سهل طليق»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومن أسباب النجاح في كسب الاُخوان والأصدقاء، وحُسن العلاقة مع الناس هو الكلمة الطيِّبة.. ويوضِّح لنا الرّسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أهميّة الكلمة الطيِّبة في تكوين العلاقات الانسانية، يوضِّح ذلك بقوله: «الكلمة الطيِّبة صَدَقة».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فللكلمة الطيِّبة أثرها النفسي الناجح في الآخرين. فصديقك حينما يسمع منك الكلمة الطيِّبة تعبِّر بها عن حبِّك له، أو حُسن أخلاقه، أو تثني على أعماله الحسنة، وتمتدح إنتاجه وجهوده الفنية والأدبية، أو ذكاءه وحُسن تصرّفه في موقف من المواقف، أو فعله للخير ومساعدة الآخرين، فإنّ تلك الكلمة تفتح أفقاً نفسيّاً بينك وبينه، وتشعره بقيمة شخصيّته في نفسك، واحترامك له.. وينبغي أن لا نُبالغ في مدح الآخرين فيصيبهم الغرور.. أو يتحوّل الشخص المدّاح إلى هزيل الشخصية يحاول كسب رضا الآخرين بامتداح أعمالهم وشخصيّاتهم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']التزاور بين الأصدقاء[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']من العادات الاجتماعية المألوفة لدى الإنسان هو الزيارة للأهل والأصدقاء والجيران في بيوتهم أو مقرّات عملهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والزيارة تُشعِر مَن تزوره باهتمامك به، وحبّك واحترامك له.. إنّ الزيارة للصّديق، لا سيّما في مناسبات الأفراح، أو الأحزان، أو حالات المرض، أو التفقّد بعد الغياب والانقطاع، كالسّفر.. وحضورك في بيته تُعبِّر عن مشاركة وجدانية واتحاد في المشاعر والعواطف، وإشعار بأ نّك تقف معه في شدّته، عندما تزوره في الشدّة، وليس هو وحده.. وهو تعبير آخر عن الوفاء.. والصّديق عندما يُبادئ بالزيارة، أو يردّها على صديقه، إنّما يُعمِّق أواصر الاُخوّة والمحبّة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تحدّث بعض الحالات التي تُكدِّر صفو العلاقة بين الأصدقاء.. فالزيارة إشعار بالإعتذار، وتعبير عن إلغاء ما في النفوس من عتاب أو عدم رضا..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكثيراً ما يشترك الأصدقاء في حالات الزيارة بتناول وجبة الطّعام، وللتناول المشترك للطّعام بين الأصدقاء دلالته الأخويّة الخاصّة من الحبّ والتكريم، وتكوين العلاقة الودِّيّة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الله سبحانه خالق الانسان حبّب لإنسانيّته العلاقة الطيِّبة مع الآخرين، ولذا جاء الحثّ في المبادئ الاسلامية والتأكيد على الاُخوّة والصّداقة والتزاور بين الاُخوة والأصدقاء..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويدعونا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى زيارة الاُخوان ويعدنا الله سبحانه بالأجر والثواب الجزيل على ذلك.. جاء في الحديث النبويّ الشريف:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«ما زارَ رَجلٌ أخاً في اللهِ، شَوقاً إلى لقائِهِ، إلّا ناداهُ مَلَكٌ من خَلْف: طِبْتَ، وطابَت لكَ الجنّة»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويحثّنا الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) حفيد الرسول الأكرم على مواصلة الأخوان والأصدقاء فيقول:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«التواصلُ بينَ الأخوانِ في الحضرِ التّزاور، وفي السّفرِ التكاتب»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعن الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، أنّه قال: «لِقاءُ الإخوان مَغْنَمٌ جسيمٌ وإن قلّوا»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهكذا تظهر لنا أهمية التزاور بين الأصدقاء من خلال الحثّ الكبير الذي تكشف عنه نصوص جمّة وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عرضنا لبعض منها فيما سبق ونختمه بما ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الزيارةُ تُنْبِتُ المودّة»؛ ولكي لا تفقد الزيارةُ أثرها المطلوب، نجد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يشير الى أنّ الفترة الفاصلة بين زيارة وأخرى لا ينبغي أن تكون طويلة تشبه القطيعة، ولا قصيرة تؤدِّي إلى الملل، فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «زُرْ غِبّاً تَزْدَد حُبّاً».[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يتبع[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']عالم الاصدقاء[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'] [/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT][FONT='Times New Roman','serif']تقديم[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']منذ الطّفولة المُبكِّرة، وحتّى قبل أن يتعلّم الطِّفل النّطق، يبدأ بالميل للأطفال الّذين معه في البيت، فيلعب معهم، ويداعبهم، أو يتنازع معهم على اللّعب، أو قطعة الحلوى، أو الأشياء التي بأيديهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ هذه الميول المبكِّرة في الطبيعة الانسانية نحو الآخرين.. مصاحبتهم ومشاركتهم في اللّعب.. إنّ هذه الميول تكشف عن وجود غريزة الاجتماع في النفس البشرية..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالإنسان خُلِقَ وبحكمة إلهية ليعيش في مجتمع بشري.. لذا فإنّ الدوافع الغريزية، الإحساس النفسي بالحاجة إلى العيش مع الآخرين تدعوه إلى الألفة وتكوين العلاقة معهم.. ولذا أيضاً يشعر الانسان بالوحشة والكآبة، عندما يكون وحيداً منعزلاً.. وليس هذا فحسب، فالإنسان بحاجة إلى الآخرين كما أنّ الآخرين بحاجة إليه.. وبالألفة والتعارف والصّداقة والتعاون، وتبادل الأفكار والمنافع تتكامل إنسانية الانسان وجهوده وحاجاته النفسية والمادية والفكرية..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والقرآن يشرح لنا هذه الحقيقة بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](يا أيُّها النّاس إنّا خَلَقْناكُم مِن ذَكَر واُنثى وجَعلْناكُم شُعوباً وقبائِلَ لِتَعارَفوا إنّ أكرَمَكُم عندَ اللهِ أتقاكُم)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الحجرات/ 13)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهكذا فإنّ الحياة البشرية ألفة ومحبّة وتعاون.. ولا خير في مَن لا يألف الناس، ولا يألفونه، فمثل هذا السلوك الانطوائي والعزلة والابتعاد عن الناس يكشف في بعض جوانبه عن إحساس هذا الشخص بالنقص، وعدم الثقة بالنفس.. والمعاناة من عقد نفسية، تحول دون تكوين علاقات انسانية ناجحة مع الآخرين المؤهّلين لهذه العلاقات الطيِّبة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالإنسان الإجتماعي المنفتح الذي يكوِّن علاقات انسانية مع الآخرين.. علاقات صداقة وروابط، ومشاركات اجتماعية، هو إنسان يملك الثقة بنفسه.. وذو سلوك صحِّي.. إنّه يشعر بالسعادة والارتياح في علاقات الصّداقة السّليمة، عندما يمنح الآخرين حبّه وثقته وإخلاصه، ويُبادله الآخرون مثل هذه المشاعر والأحاسيس الانسانية.. فيما تُولِّد العزلة والحالة الانطوائية في كثير من الأحيان، الكآبة، والتوتّر النفسي والقلق..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الصّديق يدخل في علاقات وُدٍّ مع أصدقائه.. من الأحاديث المسرّة والمرح والمشاركة الرياضية، أو تبادل المعلومات، أو العون المادِّي، أو العمل الانتاجي المشترك، أو المساهمة في خدمات إنسانية أو اصلاحية مشتركة.. فيشعر بالرِّضا أمام نفسه، وأمام ربّه سبحانه، وأمام الآخرين.. ويستطيع عن طريق العلاقة بالأصدقاء الطيِّبي الخُلق والسلوك أن يُعبِّر عن طاقاته ومشاعره الأخوية، ويكوِّن جوّاً نفسياً مريحاً وسعيداً..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والصّديق كما يكسب من أصدقائه بعض صفاتهم الطيِّبة، وكفاءاتهم الإبداعية، ولباقاتهم الحسنة، ومعلوماتهم الثقافية، فإنّهم يستفيدون منه أيضاً، فيستطيع عن طريق الصّداقة أن ينفع الآخرين، وينقل اليهم خبراته ومعارفه وحُسن خُلقه وأفكاره النافعة.. فيشعر بقيمة شخصيّته، وبالثقة بنفسه، فإنّه يكتشف ذاته وشخصيته من خلال العلاقة بالآخرين، وقدرته على التعامل معهم، والتأثير الحسن بهم.. فتتجسّد أمامه قدرته التي يحتاجها الآخرون.. وكلّ ذلك يبعث في نفسه الرِّضا والإرتياح والثقة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الشخصية المسلمة تنطلق في تقييم العمل والسلوك من مقياس الخير والنّفع الّذي أوضحه الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«خيرُ النّاس مَنْ نَفعَ النّاس»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«مَنْ ساءَتهُ سَيِّئتهُ وسَرّتهُ حَسَنَتهُ فهوَ مُؤْمِن»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وجميل هو تشخيص الإمام عليّ (عليه السلام) لقيمة الشخصية الذي جاء بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«قيمةُ المَرءِ ما يُحْسِن»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][3][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كيف نختار الأصدقاء؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ صديقك يُعبِّر عن شخصيّتك، فعندما يعرف الناس شخصية صديقك يعرفوك، وعندما يعرفونك يعرفون شخصية صديقك.. والحكمة تقول: صديق المرأ شريكه في عقله.. فالإنسان يألف الناس الذين يماثلونه ويتقاربون معه في الأخلاق والسلوك والأفكار..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لذلك جاء في الحديث النبوي الشريف:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«المرأ على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يُخالِل»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فالصّداقة هي التقاء نفسي وفكري يربط بين الأشخاص، ويوحِّد المشاعر والعواطف بينهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والقرآن يوضِّح أنّ الاُخوة والعلاقات الأخوية التي تكون بين الأشخاص على أساس الهدى والصّلاح هي ألفة ومحبّة بين القلوب، وترابط بين المشاعر والنفوس، واعتبر هذه الاُخوّة والمحبّة، نعمة كبيرة على الانسان..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قال تعالى موضِّحاً هذه العلاقة:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](واذكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُم إذْ كُنْتُم أعْداءً فأ لّف بَينَ قُلُوبِكُم فأصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخواناً)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](آل عمران/ 103)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقال تعالى:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَميعاً ما ألّفتَ بينَ قُلوبِهِم ولكنّ الله ألّفَ بَيْنهم)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الأنفال/ 63)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهذا التحلـيل النفسي لعلاقة الاُخوّة والمحبّة التي تنشأ بين الأشخاص، على أساس الإيمان والإرتباط السّليم، هي اُخوّة صادقة ونزيهة، لايشوبها الغشّ أو المطامع.. والتجربة الاجتماعية والإحصاءات التي تسجِّلها دوائر إحصاء الجريمة توضِّح لنا أنّ أصدقاء السّوء ليسوا أصدقاء، بل أعداء.. فكم جرّت الصّداقات السيِّئة من كوارث ومآسي، وسمعة سيِّئة على الأشـخاص الذين كانوا أبرياء، ولكنّهم تلوّثوا بمخالطتهم لأصدقاء السّوء.. وأصبحوا مجرمين، أو شملتهم الجريمة، وسوء السمعة لعلاقتهم بأصدقاء السّوء.. ويحذِّرنا القرآن من أصدقاء السّوء، لينقذنا من النّدم بعد فوات الأوان.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']قال تعالى :[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](الأخلّاءُ يَومَئِذ بَعْضُهُم لِبَعْض عَدُوّ إلّا المتّقين)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الزّخرف/ 67)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعرض أمامنا قول الصّاحب النادم على صحبته، درساً وموعظة لنا.. عرض هذا المشهد من تحوّل الصّحبة إلى عداوة وكراهية، وتمنِّي البُعْد عن قرين السّوء، بعد أن كان يبتغي القرابة والعيش معه..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](قالَ يا لَيْتَ بيني وبينكَ بُعد المشرقين فبِئْسَ القَرين)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الزّخرف/ 38)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذاً فاختيار الصّديق هو في حقيقته اختيار لنوع شخصيّتنا وسمعتنا في المجتمع، وربّما لمصيرنا في المستقبل.. فكم من اناس أصبحوا صالحين وناجحين في حياتهم بسب أصدقائهم، وكم من أناس خسروا حياتهم، وتحمّلوا الأذى والمشاكل المعقّدة بسبب أصدقائهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ من الخطأ أن نكوِّن علاقات مع أشخاص لا نعرف طبيعتهم، وسلوكهم.. فقد نُخدَع بمظاهرهم الشكلية، وبأقوالهم المزخرفة، أو بهداياهم ومساعداتهم الخدّاعة، ثمّ نقع في الشراك، فيتعـذّر علينا الافلات منها..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الشخص الذي نتّخذه صـديقاً وأخاً لنا في الحياة، يجب أن نختاره بعناية كبيرة، وبعد المعرفة لشخصيّته، من خلال علاقات الدراسة في المدرسة، أو في المسجد، أو عيشه معنا في المنطقة السكنية، أو في العمل، وربّما نصادف أشخاصاً في السّفر، واُناساً يعرِّفون أنفسهم بالمراسلة فتتكوّن بيننا وبينهم علاقات صداقة وروابط.. وهذا اللّون من العلاقات يجب أن نتأكّد منه، ونتعرّف عليه بشكل جيِّد.. فإنّ مثل هؤلاء الأشخاص غير واضحين لدينا في بداية العلاقة والتعارف..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']كيف تكون صديقاً ناجحاً؟[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']العلاقة مع الآخرين فن من أهم الفنون الاجتماعيـة، وكثير من الناس لايحسن فن التعامل مع الآخرين.. لذا يفشل في كسب الأصدقاء، وتتحوّل عـلاقاته مع الآخرين إلى مشاكل وخلافات.. ذلك لأ نّه لا يعرف كيف يكسب الأصدقاء، وكيف يتعامل معهم.. وتزوِّدنا دراسات علم النفس، والتجارب اليومية، وما جاء من إرشادات عن الرسول الهادي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام).. كلّ تلك المصادر تزوِّدنا بإرشادات وتعليمات لكسب الأصدقاء والتعامل معهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ هذه التعليمات توضِّح أنّ الانسان الأناني لا يكسب الأصدقاء، وعندما تتكوّن له علاقة صداقة مع الآخرين فإنّه سرعان ما يخسرهم بأنانيّته، فهو لا يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه، ولا يكره لهم ما يكره لها. بل يتصرّف بأنانية ومحاولة استغلال الأصدقاء لمصالحه الشخصية؛ لذا يبتعد عنه أصدقاؤه.. أمّا عندما يشعر الصّديق بأنّ صديقه يتعامل معه بإيثار ويحرص على مصلحته، كصديق له، يحترم هذا الشعور، وتزداد ثقته به وعلاقته معه..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وإذاً لكي تكسب الأصدقاء، فلا تكن أنانيّاً مع أصدقائك.. بل تعامَل معهم بإيثار.. والإيثار هو أن تقدِّم مصلحة غيرك على مصلحة نفسك عندما تشعر أنّه بحاجة إليها..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']لقد عظّم القرآن صفة الإيثار التي مارسها المهاجرون والأنصار فيما بينهم كاُخوة.. عاشوا تجربة الاُخوّة الصّادقة.. فكان الأنصار يقدِّمون للمهاجرين ما يحتاجونه من سكن وطعام وتزويج ولباس ومعونة، حتّى ولو كان بعضهم بحاجة إلى ما يقدِّمه لأخيه الأنصاري؛ لذلك أثنى القرآن على هذا الإيثار، وامتدح الأنصار، لإيوائهم المهاجرين وتقديم العون لهم، مؤثرينهم على أنفسهم بحبٍّ وإخلاص صادق، يرجون بذلك وجه الله سبحانه..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولعظمة هذه الصِّفة خلّد القرآن تلك المواقف الأخلاقية الفريدة في سلوك الانسان بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'](والّذينَ تَبَوَّءوا الدّارَ والأيمانَ من قَبْلِهِم يحبّونَ مَن هاجرَ إليهم ولا يَجدونَ في صدورِهم حاجة ممّا اُوتوا ويُؤثِرونَ على أنفُسِهِم ولو كانَ بِهِم خَصاصة ومَن يوقَ شحّ نَفْسِهِ فاُولئكَ هُم المُفلِحون)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'](الحشر / 9)[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']حُسن المعاشرة[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولكي يستطيع أحدنا أن يكسب الأصدقاء ويتفاعل معه الآخرون وتكون علاقته معهم علاقة قويّة راسخة، كأصدقاء.. يجب أن يكون حُسن المعاشرة والتعامل مع الآخرين.. ومن حسن المعاشرة أن يلقى الناس الذين يتعامل معهم بوجه طلق، يفيض بالبُشر، ترتسم عليه الابتسامة في الحديث وعند اللِّقاء.. فإنّ ذلك يجلب حبّ الآخرين وألفتهم، في حين يكون الوجه العبوس المتجهِّم سبباً لانقباض الناس وابتعادهم عنه، فلنتحاشى عبوس الوجه والتجهّم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ البِشْر واطلاقه الوجه، وإشاعة الابتسامة هي تعبير عن المظاهر الصّادقة، ووسيلة لكسب وُدِّ الآخرين، وإشاعة الحبّ بين الناس.. وشعورهم بصفاء نفسك، وحبّك تجاههم.. والإبتسامة التي تطلقها بوجه البعض من الناس واستقباله بوجه طلق، وعبارة جميلة، تملك نفسه، وتفتح مغاليقها.. إنّ البعض من الناس يعيش حالة الحرمان العاطفي والجفوة من المحيط الاجتماعي، وعندما تتعامل معه بهذه الأخلاقية يشعر بأنّك توفِّر له الجوّ العاطفي الذي يبحث عنه بصورة شعورية أو لا شعورية..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويعطينا تحليلاً نفسيّاً لتلك الحالات، فعن أبي عبدالله الصّادق (عليه السلام)، قال:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«تَبَسُّم المُؤمِن في وَجْهِ المُؤمِن حَسَنة»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وأرشدنا الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«البِشْر الحَسَن، وطلاقةُ الوجهِ مَكْسَبةٌ للمحبّة، وقُرْبَةٌ مِنَ الله عزّ وجلّ. وعَبَس الوجه، وسوء البِشْر مَكْسَبةٌ للمَقْت، وبُعْد مِنَ الله»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويهدينا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى كيفيّة التعامل مع الناس لكسبهم والنجاح في التعامل معهم بقوله:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه، وحُسن البِشْر»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][7][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ولكي يشيع حُسن التعامل مع الناس، وتنتشر المحبّة والسرور، يدعو الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس الذين يظهر عليهم طلاقة الوجه، وسهولة التعامل فيقول: «رحمَ الله كلّ سهل طليق»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ومن أسباب النجاح في كسب الاُخوان والأصدقاء، وحُسن العلاقة مع الناس هو الكلمة الطيِّبة.. ويوضِّح لنا الرّسول الكريم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) أهميّة الكلمة الطيِّبة في تكوين العلاقات الانسانية، يوضِّح ذلك بقوله: «الكلمة الطيِّبة صَدَقة».[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']فللكلمة الطيِّبة أثرها النفسي الناجح في الآخرين. فصديقك حينما يسمع منك الكلمة الطيِّبة تعبِّر بها عن حبِّك له، أو حُسن أخلاقه، أو تثني على أعماله الحسنة، وتمتدح إنتاجه وجهوده الفنية والأدبية، أو ذكاءه وحُسن تصرّفه في موقف من المواقف، أو فعله للخير ومساعدة الآخرين، فإنّ تلك الكلمة تفتح أفقاً نفسيّاً بينك وبينه، وتشعره بقيمة شخصيّته في نفسك، واحترامك له.. وينبغي أن لا نُبالغ في مدح الآخرين فيصيبهم الغرور.. أو يتحوّل الشخص المدّاح إلى هزيل الشخصية يحاول كسب رضا الآخرين بامتداح أعمالهم وشخصيّاتهم.[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']التزاور بين الأصدقاء[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']من العادات الاجتماعية المألوفة لدى الإنسان هو الزيارة للأهل والأصدقاء والجيران في بيوتهم أو مقرّات عملهم..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']والزيارة تُشعِر مَن تزوره باهتمامك به، وحبّك واحترامك له.. إنّ الزيارة للصّديق، لا سيّما في مناسبات الأفراح، أو الأحزان، أو حالات المرض، أو التفقّد بعد الغياب والانقطاع، كالسّفر.. وحضورك في بيته تُعبِّر عن مشاركة وجدانية واتحاد في المشاعر والعواطف، وإشعار بأ نّك تقف معه في شدّته، عندما تزوره في الشدّة، وليس هو وحده.. وهو تعبير آخر عن الوفاء.. والصّديق عندما يُبادئ بالزيارة، أو يردّها على صديقه، إنّما يُعمِّق أواصر الاُخوّة والمحبّة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وقد تحدّث بعض الحالات التي تُكدِّر صفو العلاقة بين الأصدقاء.. فالزيارة إشعار بالإعتذار، وتعبير عن إلغاء ما في النفوس من عتاب أو عدم رضا..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وكثيراً ما يشترك الأصدقاء في حالات الزيارة بتناول وجبة الطّعام، وللتناول المشترك للطّعام بين الأصدقاء دلالته الأخويّة الخاصّة من الحبّ والتكريم، وتكوين العلاقة الودِّيّة..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']إنّ الله سبحانه خالق الانسان حبّب لإنسانيّته العلاقة الطيِّبة مع الآخرين، ولذا جاء الحثّ في المبادئ الاسلامية والتأكيد على الاُخوّة والصّداقة والتزاور بين الاُخوة والأصدقاء..[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويدعونا الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى زيارة الاُخوان ويعدنا الله سبحانه بالأجر والثواب الجزيل على ذلك.. جاء في الحديث النبويّ الشريف:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«ما زارَ رَجلٌ أخاً في اللهِ، شَوقاً إلى لقائِهِ، إلّا ناداهُ مَلَكٌ من خَلْف: طِبْتَ، وطابَت لكَ الجنّة»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']ويحثّنا الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) حفيد الرسول الأكرم على مواصلة الأخوان والأصدقاء فيقول:[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']«التواصلُ بينَ الأخوانِ في الحضرِ التّزاور، وفي السّفرِ التكاتب»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وعن الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، أنّه قال: «لِقاءُ الإخوان مَغْنَمٌ جسيمٌ وإن قلّوا»[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']وهكذا تظهر لنا أهمية التزاور بين الأصدقاء من خلال الحثّ الكبير الذي تكشف عنه نصوص جمّة وردت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عرضنا لبعض منها فيما سبق ونختمه بما ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الزيارةُ تُنْبِتُ المودّة»؛ ولكي لا تفقد الزيارةُ أثرها المطلوب، نجد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يشير الى أنّ الفترة الفاصلة بين زيارة وأخرى لا ينبغي أن تكون طويلة تشبه القطيعة، ولا قصيرة تؤدِّي إلى الملل، فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «زُرْ غِبّاً تَزْدَد حُبّاً».[/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
[FONT='Times New Roman','serif']يتبع[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'][/FONT]
تعليق