مستدرك نهج البلاغة : ومن خطبه عليه السلام الجزء الثامن من البحار المشتهر بالفتن والمحن للعلامة المجلسي ره طبع امين الضرب ص 169 نقلها عن كتاب العدد عن كتاب الارشاد لكيفية الطلب في أئمة العباد لمحمد بن الحسن الصفار مؤلف كتاب بصائر الدرجات أنه قال قال وقد كفانا أمير المؤمنين صلوات عليه المؤنة في خطبة خطبها أودعها من البيان والبرهان ما يجلى الغشاوة عن ابصار متأمليه والعمى عن عيون متدبريه وحلينا هذا الكتاب بها ليزداد المسترشدون في هذا الامر بصيرة وهي منة الله جل ثنائه علينا وعليهم يجب شكرها خطب صلوات الله عليه فقال:
ما لنا ولقريش وما تنكر منا قريش غير انا أهل بيت شيد الله فوق بنيانهم بنياننا وأعلا فوق رؤوسهم رؤوسنا واختارنا الله عليهم فنقموا على الله ان اختارنا عليهم و سخطوا ما رضي الله وأحبوا ما كره الله فلما اختارنا الله عليهم شركناهم في حريمنا وعرفناهم الكتاب والنبوة وعلمناهم الفرض والدين وحفظناهم الصحف والزبر وديناهم الدين والاسلام فوثبوا علينا وألتونا أسباب أعمالنا واعلامنا وجحدوا حقنا اللهم فانى استعديك على قريش فخذ لي بحقي منها ولا تدع مظلمتي لديها وطالبهم يا رب بحقي فإنك الحكم العدل فان قريشا صغرت عظيم امرى (قدري) واستحلت المحارم منى واستخفت بعرضى وعشيرتي وقهرتني على ميراثي من ابن عمى وأغروا بي أعدائي ووتروا بيني وبين العرب والعجم وسلبوني ما مهدت لنفسي من لدن صباي بكدي وجهدي ومنعوني ما خلفه اخى وجسمي (وحميمي) وشقيقي وقالوا انك لحريص متهم أليس بنا اهتدوا من متاه الكفر ومن عمى الضلالة وعى الظلماء (الجهالة) أليس أنقذتهم من الفتنة الصماء والمحنة العمياء ويلهم ألم أخلصتهم من نيران الطغاة وكرة العتاة وسيوف البغاة و وطئة الأسد ومقارعة الطماطمة ومماحكة (مجادلة) القماقمة الذين كانوا عجم العرب وغنم الحروب وقطب الاقدام وجبال القتال وسهام الخطوب وسل (سيل) السيوف أليس بي كان يقطع الدروع الدلاص وتصطلم الرجال الحراص وبي كان تفرى جماجم البهم وهام الأبطال إذا فزعت تيم إلى الفرار وعدى إلى الانتكاص إما وانى لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف وتركتها فحصدها سيوف الغوانم (العرازم) ووطئتها خيول الأعاجم وكرات والأعادي وحملات الأعالي وطحنتهم سنابك الصافنات وحوافر الصاهلات في مواقف الأزل والهزل في ظلال (طلاب) الأعنة وبريق الأسنة ما بقوا لهضمي ولا عاشوا لظلي وما قالوا انك لحريص منهم اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق فانى مهدت مهاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورفعت اعلام دينك وأعلنت منار رسولك فوثبوا على وغالبوني ونالوني (وقالوني) وواتروني .
فقام إليه أبو حازم الأنصاري فقال يا أمير المؤمنين أبو بكر وعمر ظلماك أحقك أخذوا على الباطل مضيا أم على حق كانا أعلى صواب أقاما أم ميراثك غصبا أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك أو نعلم حقهما من حقك أبراك امرك أم غصباك إمامتك أم غالباك فيها عزا أم سبقاك إليها عجلا فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالا فان المهاجرين والأنصار يظنان انهما كانا على حق وعلى الحجة الواضحة مضيا .
فقال صلوات الله عليه يا أخا اليمن لا بحق اخذا ولا على إصابة أقاما ولا على دين مضيا ولا على فتنة خشيا يرحمك الله اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل أتعلمون يا اخوانى ان بنى يعقوب على حق ومحجة كانوا حين باعوا أخاهم وعقوا أباهم وخانوا خالقهم وظلموا أنفسهم فقالوا لا فقال أوليس كل فعل بصاحبه ما فعل لحسده إياه وعدوانه وبغضائه له فقالوا نعم قال وكذلك فعلا بي ما فعلا حسدا ثم إنه لم يتب على ولد يعقوب الا بعد استغفار وتوبة واقلاع وإنابة واقرار ولو أن قريشا تابت إلى واعتذرت من فعلها لاستغفرت الله لها ثم قال عليه السلام أنطق لكم العجماء ذات البيان وافصح الخرساء ذات البرهان لانى فتحت الاسلام ونصرت الدين وعززت الرسول وثبتت أركان الاسلام وبينت اعلامه وأعليت مناره و أعلنت اسراره وأظهرت آثاره وحاله وصفيت الدولة ووطئت للماشي والراكب ثم قدتها صافية على انى بها مستأثر ثم قال:
بعد كلام ثم سبقتني إليه التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا وخدعة وغلبة ثم قال بعد كلام اليوم أنطق الخرساء ذات البرهان وافصح العجماء ذات البيان فإنه شارطني رسول الله صلى الله عليه وآله في كل موطن من مواطن الحروب وصافقني على أن أحارب لله وأحامي لله وانصر رسول الله صلى الله عليه وآله جهدي وطاقتي وكدحي وكدى وأحامي عن حريم الاسلام وارفع عن اطناب الدين وأعز الاسلام وأهله على أن ما فتحت وبينت عليه دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وقرأت فيه المصاحف وعبد فيه الرحمن وفهم به القرآن فلى إمامته و حله وعقده واصداره وايراده ولفاطمة فدك ومما خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله النصف فسبقاني إلى جميع نهاية الميدان يوم الرهان وما شككت في الحق منذ رايته هلك قوم أوجفوا عنى انه لم يوجس موسى في نفسه خيفة وارتيابا ولا شكا فيما آتاه من عند الله ولم أشكك فيما آتاني من حق الله و لا ارتبت في إمامتي وخلافة ابن عمى ووصية الرسول وانما أشفق اخى موسى من غلبة الجهال ودول الضلال وغلبة الباطل على الحق ولما انزل الله عز وجل وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فنحلها فدك وأقامني للناس علما واماما وعقد لي وعهد إلى فأنزل الله عز وجل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم فقالت حق القتال وصبرت حق الصبر أعلى انه أعز تيما وعديا على دين أتت به تيم وعدى أم على دين اتى به ابن عمى وصنوي وجسمي على أن أنصر تيما وعديا أم انصر ابن عمى وحقي وديني وإمامتي وانما قمت تلك المقامات واحتملت تلك الشدائد وتعرضت للحتوف على أن تصيبني من الآخرة موفرا وانى صاحب محمد وخليفته و امام أمته بعده وصاحب رايته في الدنيا والآخرة اليوم اكشف السريرة عن حقي واجلى القذى عن ظلامتي حتى يظهر لأهل اللب والمعرفة انى مذلل مضطهد مظلوم مغصوب مقهور محقور و انهم ابتزوا حقي واستأثروا بميراثي اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل من استودع خائنا فقد غش نفسه من استرعى ذئبا فقد ظلم من ولى غشوما فقد اضطهد هذا موقف صدق ومقام أنطق فيه بحقي واكشف الستر والغمة عن ظلامتي يا معشر المجاهدين المهاجرين والأنصار أين كانت سبقة يتم وعدى إلى سقيفة بنى ساعدة خوف الفتنة الا كانت يوم الأبواء إذ تكاثفت الصفوف وتكاثرت الحتوف وتقارعت السيوف أم هلا خشيا فتنة الاسلام يوم ابن عبد ود وقد نفخ بسيفه وشمخ بأنفه وطمح بطرفه ولم لم يشفقا على الدين وأهله يوم بواط إذا اسود لون الأفق واعوج عظم العنق وانحل سيل الغرق ولم لم يشفقا يوم رضوي إذ السهام تطير والمنايا تسير والأسد تزؤر وهلا بادرا يوم العشيرة إذ الانسان تصطك والاذان تستك والدروع تهتك وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر إذ الأرواح في السعداء ترتقى والجياد بالصناديد ترتدي والأرض من دماء الأبطال ترتوى ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر الثانية والرعابيب ترعب والأوداج تشخب والصدور تخصب أم هلا بادرا يوم ذات الليوث وقد أبيح النولب واصطلم الشوقب وادلهم الكوكب ولم لا كانت شفقتهما على الاسلام يوم الكدو والعيون تدمع والمنية تلمع والصفايح تنزع ثم عد وقايع النبي صلى الله عليه وآله كلها على هذا النسق وقرعهما بأنهما في هذه المواقف كلها كانا مع النظارة والخوالف والقاعدين فكيف بادر الفتنة بزعمهما يوم السقيفة وقد توطأ الاسلام بسيفه واستقر قراره وزال خداره ثم قال عليه السلام بعد ذلك كله.
ما هذه الدهماء والدهياء التي وردت علينا من قريش انا صاحب هذه المشاهد وأبو هذه المواقف وابن هذه الأفعال يا معشر المهاجرين و الأنصار انى على بصيرة من امرى وعلى ثقة من ديني اليوم أنطقت الخرساء البيان وفهمت العجماء الفصاحة واتيت العمياء البرهان هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قد توافقنا على حدود الحق والباطل وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق ومن الشك إلى اليقين فتبرأوا رحمكم الله ممن انكث البيعتين وغلب الهوى به (عليه) فضل وابعدوا رحمكم الله ممن اخفى الغدر وطلب الحق من غير أهله فتاه والعنوا رحمكم الله من انهزم الهزيمتين إذ يقول الله إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فباءوا بغضب من الله وقال ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين واغضبوا رحمكم الله على من غضب الله عليهم وتبرأوا رحمكم الله ممن يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يرتفع يوم القيمة ريح سوداء تخطف من دوني قوما من أصحابي من عظماء المهاجرين فأقول أصيحابي فيقال يا محمد انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك وتبرأوا رحمكم الله من النفس الضال من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال فيقولوا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الأسفلين ومن قبل ان يقولوا يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين أو يقولوا وما أضلنا الا المجرمون أو يقولوا ربنا انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا ان قريشا طلبت السعادة فشقيت وطلبت الهداية فضلت ان قريشا قد أضلت أهل دهرها ومن يأتي من بعدها من القرون ان الله تبارك اسمه وضع إمامتي في قرآنه فقال والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عين واجعلنا للمتقين إماما وقال الذين ان مكنا هم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور وهذه خطبة طويلة وقد قال صلوات الله عليه في بعض مقاماته كلاما لو لم يقل غيره لكفى قوله صلوات الله عليه انا ولى هذا الامر دون قريش لان رسول الله صلى الله عليه وآله بعتق الرقاب من النار و بعتقها من السيف وهذان لما اجتمعا كانا أفضل من عتق الرقاب من الرق فما كان لقريش على العرب برسول الله صلى الله عليه وآله كان لبنى هاشم وما كان لبنى هاشم على قريش وما كان لبنى هاشم على قريش برسول الله كان لي على بني هاشم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه .
ما لنا ولقريش وما تنكر منا قريش غير انا أهل بيت شيد الله فوق بنيانهم بنياننا وأعلا فوق رؤوسهم رؤوسنا واختارنا الله عليهم فنقموا على الله ان اختارنا عليهم و سخطوا ما رضي الله وأحبوا ما كره الله فلما اختارنا الله عليهم شركناهم في حريمنا وعرفناهم الكتاب والنبوة وعلمناهم الفرض والدين وحفظناهم الصحف والزبر وديناهم الدين والاسلام فوثبوا علينا وألتونا أسباب أعمالنا واعلامنا وجحدوا حقنا اللهم فانى استعديك على قريش فخذ لي بحقي منها ولا تدع مظلمتي لديها وطالبهم يا رب بحقي فإنك الحكم العدل فان قريشا صغرت عظيم امرى (قدري) واستحلت المحارم منى واستخفت بعرضى وعشيرتي وقهرتني على ميراثي من ابن عمى وأغروا بي أعدائي ووتروا بيني وبين العرب والعجم وسلبوني ما مهدت لنفسي من لدن صباي بكدي وجهدي ومنعوني ما خلفه اخى وجسمي (وحميمي) وشقيقي وقالوا انك لحريص متهم أليس بنا اهتدوا من متاه الكفر ومن عمى الضلالة وعى الظلماء (الجهالة) أليس أنقذتهم من الفتنة الصماء والمحنة العمياء ويلهم ألم أخلصتهم من نيران الطغاة وكرة العتاة وسيوف البغاة و وطئة الأسد ومقارعة الطماطمة ومماحكة (مجادلة) القماقمة الذين كانوا عجم العرب وغنم الحروب وقطب الاقدام وجبال القتال وسهام الخطوب وسل (سيل) السيوف أليس بي كان يقطع الدروع الدلاص وتصطلم الرجال الحراص وبي كان تفرى جماجم البهم وهام الأبطال إذا فزعت تيم إلى الفرار وعدى إلى الانتكاص إما وانى لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف وتركتها فحصدها سيوف الغوانم (العرازم) ووطئتها خيول الأعاجم وكرات والأعادي وحملات الأعالي وطحنتهم سنابك الصافنات وحوافر الصاهلات في مواقف الأزل والهزل في ظلال (طلاب) الأعنة وبريق الأسنة ما بقوا لهضمي ولا عاشوا لظلي وما قالوا انك لحريص منهم اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق فانى مهدت مهاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورفعت اعلام دينك وأعلنت منار رسولك فوثبوا على وغالبوني ونالوني (وقالوني) وواتروني .
فقام إليه أبو حازم الأنصاري فقال يا أمير المؤمنين أبو بكر وعمر ظلماك أحقك أخذوا على الباطل مضيا أم على حق كانا أعلى صواب أقاما أم ميراثك غصبا أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك أو نعلم حقهما من حقك أبراك امرك أم غصباك إمامتك أم غالباك فيها عزا أم سبقاك إليها عجلا فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالا فان المهاجرين والأنصار يظنان انهما كانا على حق وعلى الحجة الواضحة مضيا .
فقال صلوات الله عليه يا أخا اليمن لا بحق اخذا ولا على إصابة أقاما ولا على دين مضيا ولا على فتنة خشيا يرحمك الله اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل أتعلمون يا اخوانى ان بنى يعقوب على حق ومحجة كانوا حين باعوا أخاهم وعقوا أباهم وخانوا خالقهم وظلموا أنفسهم فقالوا لا فقال أوليس كل فعل بصاحبه ما فعل لحسده إياه وعدوانه وبغضائه له فقالوا نعم قال وكذلك فعلا بي ما فعلا حسدا ثم إنه لم يتب على ولد يعقوب الا بعد استغفار وتوبة واقلاع وإنابة واقرار ولو أن قريشا تابت إلى واعتذرت من فعلها لاستغفرت الله لها ثم قال عليه السلام أنطق لكم العجماء ذات البيان وافصح الخرساء ذات البرهان لانى فتحت الاسلام ونصرت الدين وعززت الرسول وثبتت أركان الاسلام وبينت اعلامه وأعليت مناره و أعلنت اسراره وأظهرت آثاره وحاله وصفيت الدولة ووطئت للماشي والراكب ثم قدتها صافية على انى بها مستأثر ثم قال:
بعد كلام ثم سبقتني إليه التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا وخدعة وغلبة ثم قال بعد كلام اليوم أنطق الخرساء ذات البرهان وافصح العجماء ذات البيان فإنه شارطني رسول الله صلى الله عليه وآله في كل موطن من مواطن الحروب وصافقني على أن أحارب لله وأحامي لله وانصر رسول الله صلى الله عليه وآله جهدي وطاقتي وكدحي وكدى وأحامي عن حريم الاسلام وارفع عن اطناب الدين وأعز الاسلام وأهله على أن ما فتحت وبينت عليه دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وقرأت فيه المصاحف وعبد فيه الرحمن وفهم به القرآن فلى إمامته و حله وعقده واصداره وايراده ولفاطمة فدك ومما خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله النصف فسبقاني إلى جميع نهاية الميدان يوم الرهان وما شككت في الحق منذ رايته هلك قوم أوجفوا عنى انه لم يوجس موسى في نفسه خيفة وارتيابا ولا شكا فيما آتاه من عند الله ولم أشكك فيما آتاني من حق الله و لا ارتبت في إمامتي وخلافة ابن عمى ووصية الرسول وانما أشفق اخى موسى من غلبة الجهال ودول الضلال وغلبة الباطل على الحق ولما انزل الله عز وجل وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فنحلها فدك وأقامني للناس علما واماما وعقد لي وعهد إلى فأنزل الله عز وجل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم فقالت حق القتال وصبرت حق الصبر أعلى انه أعز تيما وعديا على دين أتت به تيم وعدى أم على دين اتى به ابن عمى وصنوي وجسمي على أن أنصر تيما وعديا أم انصر ابن عمى وحقي وديني وإمامتي وانما قمت تلك المقامات واحتملت تلك الشدائد وتعرضت للحتوف على أن تصيبني من الآخرة موفرا وانى صاحب محمد وخليفته و امام أمته بعده وصاحب رايته في الدنيا والآخرة اليوم اكشف السريرة عن حقي واجلى القذى عن ظلامتي حتى يظهر لأهل اللب والمعرفة انى مذلل مضطهد مظلوم مغصوب مقهور محقور و انهم ابتزوا حقي واستأثروا بميراثي اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل من استودع خائنا فقد غش نفسه من استرعى ذئبا فقد ظلم من ولى غشوما فقد اضطهد هذا موقف صدق ومقام أنطق فيه بحقي واكشف الستر والغمة عن ظلامتي يا معشر المجاهدين المهاجرين والأنصار أين كانت سبقة يتم وعدى إلى سقيفة بنى ساعدة خوف الفتنة الا كانت يوم الأبواء إذ تكاثفت الصفوف وتكاثرت الحتوف وتقارعت السيوف أم هلا خشيا فتنة الاسلام يوم ابن عبد ود وقد نفخ بسيفه وشمخ بأنفه وطمح بطرفه ولم لم يشفقا على الدين وأهله يوم بواط إذا اسود لون الأفق واعوج عظم العنق وانحل سيل الغرق ولم لم يشفقا يوم رضوي إذ السهام تطير والمنايا تسير والأسد تزؤر وهلا بادرا يوم العشيرة إذ الانسان تصطك والاذان تستك والدروع تهتك وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر إذ الأرواح في السعداء ترتقى والجياد بالصناديد ترتدي والأرض من دماء الأبطال ترتوى ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر الثانية والرعابيب ترعب والأوداج تشخب والصدور تخصب أم هلا بادرا يوم ذات الليوث وقد أبيح النولب واصطلم الشوقب وادلهم الكوكب ولم لا كانت شفقتهما على الاسلام يوم الكدو والعيون تدمع والمنية تلمع والصفايح تنزع ثم عد وقايع النبي صلى الله عليه وآله كلها على هذا النسق وقرعهما بأنهما في هذه المواقف كلها كانا مع النظارة والخوالف والقاعدين فكيف بادر الفتنة بزعمهما يوم السقيفة وقد توطأ الاسلام بسيفه واستقر قراره وزال خداره ثم قال عليه السلام بعد ذلك كله.
ما هذه الدهماء والدهياء التي وردت علينا من قريش انا صاحب هذه المشاهد وأبو هذه المواقف وابن هذه الأفعال يا معشر المهاجرين و الأنصار انى على بصيرة من امرى وعلى ثقة من ديني اليوم أنطقت الخرساء البيان وفهمت العجماء الفصاحة واتيت العمياء البرهان هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قد توافقنا على حدود الحق والباطل وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق ومن الشك إلى اليقين فتبرأوا رحمكم الله ممن انكث البيعتين وغلب الهوى به (عليه) فضل وابعدوا رحمكم الله ممن اخفى الغدر وطلب الحق من غير أهله فتاه والعنوا رحمكم الله من انهزم الهزيمتين إذ يقول الله إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فباءوا بغضب من الله وقال ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين واغضبوا رحمكم الله على من غضب الله عليهم وتبرأوا رحمكم الله ممن يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يرتفع يوم القيمة ريح سوداء تخطف من دوني قوما من أصحابي من عظماء المهاجرين فأقول أصيحابي فيقال يا محمد انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك وتبرأوا رحمكم الله من النفس الضال من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال فيقولوا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الأسفلين ومن قبل ان يقولوا يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين أو يقولوا وما أضلنا الا المجرمون أو يقولوا ربنا انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا ان قريشا طلبت السعادة فشقيت وطلبت الهداية فضلت ان قريشا قد أضلت أهل دهرها ومن يأتي من بعدها من القرون ان الله تبارك اسمه وضع إمامتي في قرآنه فقال والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عين واجعلنا للمتقين إماما وقال الذين ان مكنا هم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور وهذه خطبة طويلة وقد قال صلوات الله عليه في بعض مقاماته كلاما لو لم يقل غيره لكفى قوله صلوات الله عليه انا ولى هذا الامر دون قريش لان رسول الله صلى الله عليه وآله بعتق الرقاب من النار و بعتقها من السيف وهذان لما اجتمعا كانا أفضل من عتق الرقاب من الرق فما كان لقريش على العرب برسول الله صلى الله عليه وآله كان لبنى هاشم وما كان لبنى هاشم على قريش وما كان لبنى هاشم على قريش برسول الله كان لي على بني هاشم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه .
تعليق