بعد تولي عثمان حكم المسلمين بحيلة الشورى العمرية قام وحاله حال أي حاكم جديد بتغيير ولاة الامور على الامصار , بطبيعة الحال تغييره الولاة يدل على احد اثنين اما عدم رضاه عن الولاة السابقين ( ولاة عمر)- وهذا القول مزعج لاصحاب نظرية عدالة الصحابة- , أو تثبيتا لحكمه وحكم عشيرته متأملا دوام حكمه ليمتد فيما بعد الى عشيرته ( بنو أمية ) وهو ما تحقق !
لقد كان عثمان مستميتا في ولائه لعشيرته ( بنو أمية ) وفيهم قال :
(لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار بن ياسر : على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك.
قال عمار : وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه) ( تاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص 1098, باب خلافة عثمان)
ومثله :
(فقال عثمان لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم) ( مسند احمد ج1 ص417), تأمل بتر ابن حنبل بتر للرواية فلم يذكر ضرب عمار بن ياسر , حتى لايزعج جماعة نظرية عدالة الصحابة.
(فقال عثمان لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم) ( مسند احمد ج1 ص417), تأمل بتر ابن حنبل بتر للرواية فلم يذكر ضرب عمار بن ياسر , حتى لايزعج جماعة نظرية عدالة الصحابة.
عثمان أعلاه يأتي مصداقا لقول أمير المؤمنين فيه عندما قال يصف عهد عثمان ( ثم قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه , وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبته الربيع .....) ( الشقشقية في النهج)
فمن هم حكام عثمان وولاة امور الامة في دولته ؟
مروان بن الحكم بن أبي العاص
استوزر الخليفة عثمان ابن عمه مروان بن الحكم ووهب من الاموال ما يلي:
اعطاه خُمس غنائم افريقية، وقد بلغت خمس مائة الف دينار( تاريخ ابي الفداء ج 1 ص 168 .طبقات ابن سعد ج 3 ص 24 ), ووهب له ألف وخمسين أوقية، لا نعلم أنها من الذهب أو الفضة (سيرة الحلبي ج2 ص 87.). فقال في ذلك الصحابي عبد الرحمن بن حنبل:
وأحلف بالله جهد اليمين ما ترك الله أمرا سدى
ولكن جُعلت لنا فتنة لكي نبتلى بك أو تبتلى
دعوت الطريد فأدنيته خلافا لما سنه المصطفى
ووليت قرباك أمر العباد خلافا لسنة من قد مضى
وأعطيت مروان خمس الغنيمة آثرته وحميت الحمى
ومالا أتاك به الأشعري من الفيء أعطيته من دنا
( الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر ج1 ص 250, ترجمةعبد الرحمن بن حنبل) ولما علم عثمان بما قاله عبد الرحمن بن حنبل طرده من المدينة ونفاه, وهي سياسة كان يستعملها عثمان مع من يخالفه ,وقد فعلها مع أبي ذر وحذيفة بن اليمان.
وهب الخليفة عثمان لمروان بن الحكم مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له : (أتبكي إن وصلت رحمي ؟ فقال زيد بن أرقم: (لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا! فصاح به عثمان: الق المفاتيح ياابن أرقم فانا سنجد غيرك ) ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص 67.). ثم يهب عثمان بن عفان لمروان (فدك) (تاريخ أبي الفداء ج1 ص 168) , وفدك هي الارض التي وهبها النبي الكريم لابنته الزهراء ع, ثم غصبها الخلفاء منها بعد رحيل النبي وأدعى الخليفة الكذاب أبوبكر أن النبي لايورث, ليهبها عثمان بن عفان في عهده لمروان طريد الرسول ص !
وهب الخليفة عثمان لمروان بن الحكم مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له : (أتبكي إن وصلت رحمي ؟ فقال زيد بن أرقم: (لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا! فصاح به عثمان: الق المفاتيح ياابن أرقم فانا سنجد غيرك ) ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص 67.). ثم يهب عثمان بن عفان لمروان (فدك) (تاريخ أبي الفداء ج1 ص 168) , وفدك هي الارض التي وهبها النبي الكريم لابنته الزهراء ع, ثم غصبها الخلفاء منها بعد رحيل النبي وأدعى الخليفة الكذاب أبوبكر أن النبي لايورث, ليهبها عثمان بن عفان في عهده لمروان طريد الرسول ص !
روى الفسوي : ( حدثني سليمان: أن عمر نظر في مزارعه فخرق سجلاتها غير مزرعتي خيبر والسويداء. فسأل عمر: خيبر من أين كانت لأبيه ؟ قيل: كانت فيئاً على رسول الله فتركها رسولالله (ص)فيئاً على المسلمين حتى كان عثمان بن عفان فأعطاها مروان بن الحكم،وأعطاها مروان بن عبد العزيز أبا عمر، وأعطاها عبد العزيز عمر، فخرق سجلتها وقال: أنا أتركها حيث تركها رسول الله . وبلغني أنها فدك.) ( المعرفة والتاريخ ج1 ص137 ليعقوب الفسوي المتوفى277 هجرية).
1- عزل عثمان والي البصرة ابو موسى الاشعري ونصب مكانه عبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن خال عثمان , وكان عمر عبدالله بن عامر 25 عاما انذاك ولبس الخز (الحرير) وجبة حمراء (اسد الغابة لابن الاثير ج3 ص 192 ) وفي رواية ابن عبد البر كان عمره حين ولاه عثمان 16 عاماً (الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ص932 ترجمة عبدالله بن عامر).
عند مقتل عثمان بن عفان ينهب عبد الله بن عامر بيت المال في البصرة ويأتي المدينة ( الكامل لابن الاثير ج 3 ص 106). أغتيل عبد الله بن عامر هذا في عهد معاوية قبيل تنصيب معاوية ابنه يزيدا وليا للعهد.
2- بعد أن أعطى سعد بن أبي وقاص صوته لعثمان في مجلس الشورى الصوري يجازيه عثمان بن عفان فيعيده والياً على الكوفة , ثم يعزله بعد أقل من سنة ويعين محله الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط, راجع تفسير الاية التي انزلت في الوليد الفاسق في التفاسير( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ( الحجرات 6) . استقرض الوليد الفاسق من خازن بيت مال المسلمين الصحابي عبد الله بن مسعود أموالا طائلة فأقرضه، وطلبها منه عبد الله من مسعود بعد ذلك فأبى الوليد أن يعيد الاموال, ولما ورفع عبد الله بن مسعود رسالة إلى عثمان يشكوه اليه، كتب عثمان إلى عبد الله رسالة جاء فيها : انما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال ! فغضب ابن مسعود، وطرح مفاتيح بيت المال وقال : كنت أظن اني خزان للمسلمين، فاما اذا كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك .وأقام بالكوفة بعد أن استقال من منصبه (باختصار عن انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 30.). لم ينس عثمان فعل عبد الله بن مسعود فأسر ذلك في نفسه ولم يطل العهد حتى مات الصحابي عبد الله بن مسعود في عهد عثمان بعد ضربه من جلاوزة الخليفة فمات رحمه الله مظلوما
اشتهر الوليد بالخمر والمجون وكان في الكوفة يصلي الفجر بالناس وهو سكران, فذهب جماعة من الكوفيين إلى يثرب يشكونه إلى عثمان، و صحبوا معهم خاتمه الذي انتزعوه منه في سكره كدليل على سكره الشديد ، ولما قابلوا عثمان، وشهدوا عنده بما رأوه من شرب الوليد للخمر، زجرهم عثمان، وقال لهم: مايدريكم أنه شرب الخمر فخرجوا من عنده !
عزل عثمان الوليد الفاسق بعد لأي وعين قريبه ( قريب عثمان) وهو سعيد بن العاص من بني أمية أيضا . كان سعيد منحرفا طائشا كالوليد ومن اقواله ( انما الكوفة بستان لقريش) ووهب عثمان لقريبه هذا سعيد بن العاص مائة الف درهم !(انساب الاشراف للبلاذري ج5 ص 28.).
3- في عهد عمر كان عمرو بن العاص والي مصر فعزله عثمان ونصب محله عبد الله بن أبي سرح وهو أخو عثمان لأمه. وعبد الله بن أبي سرح أرتد في زمن النبي ص حتى أهدر النبي ص دمه (بتصرف عن الاستيعاب لابن عبد البر, ج 2 ص 378 ,ترجمة ابن سرح ). بعد فتح مكة أذعن كفار قريش للمسلمين خوفا وطمعا ومنهم عبد الله بن أبي سرح هذا , فيأتي عثمان متوسلا بالنبي (ص) ليعفي عنه ( ابن سرح أخو عثمان لإمه) , والنبي يعرض عنهما, ثم يعاتب النبي (ص) اصحابه بعد الحادثة فيقول لهم : ما منعكم أن يقوم احدكم الى هذا الكلب فيقتله! ( مغازي الواقدي, غزوة الفتح صفحة 267 ) . إن الذي سماه النبي الكريم بالكلب يصبح واليا على مصر في عهد عثمان , وكانت نهاية عثمان بسبب عبد الله بن أبي سرح الذي لم يطيقه أهل مصر فجاءوا الى المدينة يشكونه وتطاردت الاحداث وبسببها قُتل عثمان لتعنته بعدم عزله لابن أبي سرح اخيه لأمه.
4- ابقى عثمان على ولاية الشام معاوية بن هند الاموى, بل ضم فلسطين والاردن الى الشام فصارت تحت أمرة معاوية .
هؤلاء ولاة عثمان على رقاب المسلمين ,وزيره طريد النبي ص الذي سماه بالوزغ بن الوزغ مروان بن الحكم ,
والأخر سارق ( بن كريز) وهو ابن خالة عثمان,
والثالث فاسق بنص القرآن وحل محله سعيد بن العاص الاموي قريب عثمان الاخر,والأخر سارق ( بن كريز) وهو ابن خالة عثمان,
وثالثهم حاكم مصر وهو اخو عثمان لامه المرتد عبد الله بن أبي سرح ,
واخرهم معاوية بن آكلة الاكباد .
فيا لها من حكومة عشائرية قبلية صرفة لامحل فيها للتقوى ولا السبق في الاسلام ولا أي باع يؤهل اولئك الرجال سوى انتمائهم للبيت الأموي فيهم السارق والسكير والفاسق والمطرود والمرتد , فتسلطوا على رقاب المسلمين ونهبوا أموالهم ..
فهل يصدق المسلم الجاهل تاريخ دينه, هكذا حكومة في صدر الاسلام ,وفي دولة الخلافة الراشدة كما يقولون ؟؟؟
ترى لو علم المسلم المعاصر الجاهل بتاريخ امته هكذا حال دولة الخلافة أتراه يبقى متعصبا متحيزا لعثمان , ام يكون حرا ويختار قول الحق على تعصب ابليس ؟؟؟..
فهل يصدق المسلم الجاهل تاريخ دينه, هكذا حكومة في صدر الاسلام ,وفي دولة الخلافة الراشدة كما يقولون ؟؟؟
ترى لو علم المسلم المعاصر الجاهل بتاريخ امته هكذا حال دولة الخلافة أتراه يبقى متعصبا متحيزا لعثمان , ام يكون حرا ويختار قول الحق على تعصب ابليس ؟؟؟..
تعليق