(( ومن المناسب في هذا السياق أن نذكر المناظرة الثانية التي جرت بين الإمام الجواد (عليه السلام) والقاضي يحيى بن أكثم بحضور أعيان بني العباس وعلماء المخالفين ، وفي هذه المناظرة يفند الإمام الجواد بأسلوب علمي رصين جملة من الأحاديث الموضوعة في فضل أبي بكر وعمر ، فقد أورد الشيخ الطبرسي أن المأمون بعدما زوّج ابنته أم الفضل أبا جعفر (عليه السلام)، كان في مجلس وعنده أبو جعفر (عليه السلام) ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال له يحيى بن أكثم : ما تقول يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : يا محمد، إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : سل أبا بكر هل هو عني راضٍ فإني عنه راضٍ .
- فقال أبو جعفر : «لست بمنكر فضل أبي بكر ، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع " قد كثرت عليّ الكذابة ، وستكثر ، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي ، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به " وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) فالله عز وجل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره ؟ هذا مستحيل في العقول» .
- ثم قال يحيى بن أكثم : وقد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .
- فقال [(عليه السلام)] : « وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه؛ لان جبرئيل وميكائيل ملكان مقربان لم يعصيا الله قط ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا بالله عز وجل وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله، فمحال أن يشبههما بهما » .
- قال يحيى : وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة ، فما تقول فيه ؟
- فقال (عليه السلام) : « وهذا الخبر محال أيضاً؛ لأن أهل الجنة كلهم يكونون شباباً ، ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة » .
- فقال يحيى بن أكثم : وروي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .
- فقال (عليه السلام) : «وهذا أيضاً محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ومحمد وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيئ بأنوارهم حتى تضيئ بنور عمر» .
- فقال يحيى : وقد روي أن السَّكينة تنطق على لسان عمر .
- فقال (عليه السلام) : « لست بمنكر فضائل عمر ، ولكن أبا بكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني فإذا ملت فسددوني » .
- فقال يحيى : قد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : لو لم أبعث لبعث عمر .
- فقال (عليه السلام) : « كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء (عليهم السلام) لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : نبئت وآدم بين الروح والجسد » .
- فقال يحيى بن أكثم : وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ما احتبس الوحي عني قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب .
- فقال (عليه السلام) : « وهذا محال أيضاً؛ لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلى الله عليه وآله في نبوته ، قال الله تعالى : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به » .
- قال يحيى بن أكثم : روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : لو نزل العذاب لما نجا منه إلا عمر .
- فقال (عليه السلام) : «وهذا محال أيضاً إن الله تعالى يقول : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فأخبر سبحانه أن لا يعذب أحداُ ما دام فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وما داموا يستغفرون الله تعالى» .
- فقال أبو جعفر : «لست بمنكر فضل أبي بكر ، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع " قد كثرت عليّ الكذابة ، وستكثر ، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي ، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به " وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) فالله عز وجل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره ؟ هذا مستحيل في العقول» .
- ثم قال يحيى بن أكثم : وقد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .
- فقال [(عليه السلام)] : « وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه؛ لان جبرئيل وميكائيل ملكان مقربان لم يعصيا الله قط ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا بالله عز وجل وإن أسلما بعد الشرك ، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله، فمحال أن يشبههما بهما » .
- قال يحيى : وقد روي أيضاً أنهما سيدا كهول أهل الجنة ، فما تقول فيه ؟
- فقال (عليه السلام) : « وهذا الخبر محال أيضاً؛ لأن أهل الجنة كلهم يكونون شباباً ، ولا يكون فيهم كهل ، وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة » .
- فقال يحيى بن أكثم : وروي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .
- فقال (عليه السلام) : «وهذا أيضاً محال لأن في الجنة ملائكة الله المقربين ، وآدم ومحمد وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيئ بأنوارهم حتى تضيئ بنور عمر» .
- فقال يحيى : وقد روي أن السَّكينة تنطق على لسان عمر .
- فقال (عليه السلام) : « لست بمنكر فضائل عمر ، ولكن أبا بكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر : إن لي شيطاناً يعتريني فإذا ملت فسددوني » .
- فقال يحيى : قد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : لو لم أبعث لبعث عمر .
- فقال (عليه السلام) : « كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ فقد أخذ الله ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء (عليهم السلام) لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : نبئت وآدم بين الروح والجسد » .
- فقال يحيى بن أكثم : وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ما احتبس الوحي عني قط إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب .
- فقال (عليه السلام) : « وهذا محال أيضاً؛ لأنه لا يجوز أن يشك النبي صلى الله عليه وآله في نبوته ، قال الله تعالى : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به » .
- قال يحيى بن أكثم : روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : لو نزل العذاب لما نجا منه إلا عمر .
- فقال (عليه السلام) : «وهذا محال أيضاً إن الله تعالى يقول : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فأخبر سبحانه أن لا يعذب أحداُ ما دام فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وما داموا يستغفرون الله تعالى» .
تعليق