أولا: لأن مصر دولة محورية وشعبها كبير ونشط إعلاميا وجيشها أقوى جيش عربي..فما تدفعه السعودية مهما كان كثيراً لا يساوي مكسبها في نشر الثقافة السلفية والمواقف العدوانية تجاه خصوم المملكة..

ثانياً: تريد ظهير عربي أفريقي للتمدد داخل إفريقيا وشمالها بالذات، لذلك نشطت المملكة في نشر الدعوة السلفية بمصر لعلمها أن نشرها بمصر ستنتشر آلياً إلى تونس وليبيا والجزائر والمغرب..وهو ما حدث

ثالثاً: إنتشار السلفية مرتبط دائماً بالاستعمار..فكلما كانت النزعة الإمبريالية قوية ونشطة تكون السلفية أحد مظاهرها..لذلك كان تفوق الروس والاشتراكيين دائماً يرافقه ضعف سعودي ..قد يلحظه البعض الآن في صعود روسيا هذا الزمان.

رابعاً:من النقطة الثالثة نرى أن حرص السعودية على شراء مصر ومواقفها هو لعزلها عن الروس، ولكن تحركات السيسي الأخيرة وقربه من روسيا أزعجتهم..لكنهم مضطرين لعدم إظهار مواقفهم الحقيقية تجاه مصر لتورطهم في اليمن وحاجتهم للحشد المصري.

خامساً: هذا يعني أن هناك خلاف جذري بين مصر والسعودية ظاهر جداً في العراق وسوريا..والموقف من روسيا..ففي حين يجلس سلمان وولده مع أوباما بالساعات..يقاطعه السيسي ويذهب لخصمه الروسي اللدود..

سادساً: قوة مصر أمام السعودية لن تكون إلا بقوة الأزهر..الآن الأزهر ضعيف جدا وذليل لحد الاستكانة والتبعية للأسرة المالكة...لذلك تحرص السعودية دائماً على شراء موقف الأزهر ..هذا سيضمن لها كثيراً التمدد في البيئة الصوفية العدو الأشهر للسلفية.

زمان كان الأزهر قوي في مواجهة هؤلاء

على سبيل المثال في القرن التاسع عشر ظهر الشيخ .."رضوان العدل بيبرس"..الشافعي المتوفي عام 1885م وقاد حملة ضد السلفية بكتاب.."روضة المحتاجين لمعرفة قواعد الدين"..وشن عليهم هجوماً ضارياً محذراً من دينهم ونحتلهم وخطرها على المسلمين وعلى أمنهم وسلامتهم..

أين موقف رضوان العدل من شيوخ الأزهر هذه الأيام؟

بالمناسبة: أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي له فتوى قديمة يكفر فيها السلفية..لكن ولأنه يعتقد بفضل آل سعود على مصر فصل بين موقفه الديني منهم وموقفه السياسي..

وهذا يعني أن موقف الأزهر الداعم لآل سعود الآن هو موقف سياسي..رغم أن الأزهر مؤسسة تعليمية واجتماعية لا شأن لها بالسياسة..لكن تدخل الأزهر الآن مدفوع الثمن وبالتحديد أوامر وتعليمات من المخابرات.

على العموم

الشعب المصري مختلف عن السعودي..يوجد تباين شديد في الذوق والروح والثقافة ..وهذه هي التي حملت المصريين للثورة على الإخوان..ومثلما ثار المصريون على الإخوان سيثوروا أيضاً على آل سعود تبعاً لحركة الزمن التي تعطي الثورة (للأحرار) وآل سعود يكرهون الحرية.