إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قالوا أن فيها قوما جبارين . حوار بين عفرون وخيبر . بمناسبة عيد الغدير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قالوا أن فيها قوما جبارين . حوار بين عفرون وخيبر . بمناسبة عيد الغدير

    بمناسبة عيد الغدير ، هل يُكرر التاريخ نفسه؟
    قالوا أن فيها قوما جبارين. حوار بين حبرون وخيبر.
    مصطفى الهادي.
    كُلهمُ أروَغَ من ثعلبٍ ــ ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة. (1)

    المبالغة تعكس حالة تصاغر نفسية يقوم الشخص فيها بخلق اجواء يبرر من خلالها جبنه وضعفه أو عجزه عن معالجة بعض الأمور. وفي التوراة فإن المبالغات التي زرعها اليهود هي تعبير سائد وشائع لدى اليهود ، ومن ذلك مثلا تبرير هروبهم وجبنهم امام شعب فلسطين عندما أمرهم موسى ان يدخلو الأرض المقدسة فقالوا بأن فيها قوما جبارين لا طاقة لهم بقتالهم. مثال على ذلك أن موسى بعثهم ليفتحو المدينة ويدخلوها ، فرجعوا وهم يُجبنون بعضهم البعض حيث برروا عدم قدرتهم على القتال بقولهم لموسى : (رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة، فكنا في أعيننا كالجراد، وهكذا كنا في أعينهم). (2)
    هذه المزاعم التي صاغها اليهود من اجل تبرير جبنهن دفعتهم إلى رسم صورة خيالية غير قابلة للتصديق مثل قولهم : (بأنهم عندما دخلو هذه الأرض امسك بهم أحد العماليق ووضعهم في جيبه ، او في كُمّه) ولما كانت الأرض ارض جبابرة كما زعموا فقد اشتبه على كاتب التوراة فيما بعد فتصور أن ثمارها أيضا ضخمة كبيرة الحجم ولذلك نراه يكتب بأن عنقود عنب واحد لا يقوى على حملهُ رجلان أو أن حبة عنب واحدة كانت تملأ حجر الرجل؟!.(3)

    هذه المبالغات التي اختلقها اليهود من اجل التخلص من عار هزيمتهم اوقعتهم في حرج شديد فيما بعد حيث ان المنطقة التي زاروها لا تزال إلى هذا اليوم تزرع العنب وعناقيد العنب فيه تملأ كف اليد الواحدة وليس كما زعموا لا يقوى رجلان على حمل عنقود واحد.

    الدكتور اشكول في تفسسيره يقول : (لا يعرف إن كان هذا الاسم قديمًا قبل موسى النبي، أم حمل الاسم في عصره حينما أحضر منه الرجال عنقود العنب. وهو وادي قريب من حبرون غالبًا يقع في شمالها، ولا تزال هذه المنطقة مشهورة بكرومها). الدكتور اشكول وقع في مشكلة تبرير كبر عنقود العنب وحجمة الاسطوري الذي لا يقوى على حمله إلا رجلين ولكنه كعاته في ليّ النصوص زعم أن (الدقرانة) الخشبة هي الصليب وأن (العنقود) هو المسيح المصلوب عليها وأن هذه نبوءة بصلب المسيح فيقول : (لقد تحدَّث كثير من الآباء عن هذا العنقود كرمز للسيد المسيح المرتفع على الصليب مثل القدِّيسين: يوستين الشهيد ، وإيرينيئوس، وهيبوليتس، وإكليمندس الإسكندري،والعلامة أوريجينوس.ثم يختار القمص يعقوب قول القديس أغسطينوس فيقول: دُعي الرب عنقود عنب، هذا الذي صلبه الذين أرسلهم، شعب إسرائيل، وجاءوا به من أرض الموعد معلقًا على عصا كما لو كان مصلوبًا.السيد المسيح نفسه كعنقود عنب يهب حياة).(4)

    على الرغم من كل الخزعبلات التي زرعها اليهود في التوراة فإن النص يوحي إلى قصة أخرى مغايرة تماما لما يرويه اليهود والنص هو الذي يتكلم ليخبرنا بذلك حيث أن النص يخبرنا بقصة موسى ووصيه وأخيه مع بني إسرائيل عند خروجهم من مصر ونجاتهم من فرعون عِبر البحر حيث امرهم موسى ان يدخلوا المدينة المقدسة ويمتلكوها، ولكنهم جبنوا وخافوا ولم يدخلوها فعاقبهم الله في التيه أربعين سنة وهذا ما نراه واضحا في سورة المائدة 22: (( وإذ قال موسى لقومه ... يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم و لا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهمُ الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون. قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين).
    ففي هذا النص القرآني نرى أن اليهود رفضوا الدخول للمدينة المقدسة وانهم خافوا جدا من سكّانها ورجعوا يُجبّن بعضهم بعضا، ولكن نرى ايضا ان هناك رجلين من المؤمنين لم يخافا ونصحا اليهود بان يدخلوها ، وعند الرجوع إلى التوراة وجدنا أن القرآن كان دقيقا جدا في سرده لهذه الواقعة التي كانت عبارة عن امتحان لبني إسرائيل ففشلوا به.

    ففي التوراة تتضح حقيقة جبن وتخاذل اليهود ومخالفتهم لنبيهم وتهويلهم لأمر تلك المدينة المقدسة وسكّانها كما نرى ذلك في سفر العدد 13: 33 حيث يصف اليهود المدينة مبررين امتناعهم عن فتحها : (أن الشعب الساكن في الأرض معتز، والمدن حصينة عظيمة جدا. وأيضا قد رأينا بني عناق هناك. العمالقة ساكنون في أرض الجنوب، لا نقدر أن نصعد لأنهم أشد منا فأشاعوا ، في بني إسرائيل قائلين: الأرض التي مررنا فيها هي أرض تأكل سكانها، وجميع الشعب الذي رأينا فيها أناس طوال القامة وقد رأينا هناك الجبابرة، بني عناق من الجبابرة. فكنا في أعيننا كالجراد، وهكذا كنا في أعينهم).
    لكن يوشع وكالب قالوا: (إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها).وقول ( يوشع وكالب) هو الذي حكاه القرآن فذكرهما بقوله : (قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهمُ الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ).
    من خلال كل ذلك تبرز لدينا عدة اسئلة وهي :
    من هم الرجلان اللذان أشار لهما القرآن بأنهما كانا يخافان الله؟. وماذا فعل موسى امام تخاذل وجبن اصحابه؟
    في نص التوراة فإن موسى ارسل إثنا عشر رجلا يقودهم رأوبين شموع بن زكور ، وفي المرة الثانية ارسل موسى مجموعة أخرى بقيادة شخص آخر ولكنهم رجعوا وهم في خوف شديد يبثون الاشاعات عن قدرة عدوهم : (وأما الرجال الذين صعدوا معه فقالوا:لا نقدر أن نصعد إلى الشعب، لأنهم أشد منا فأشاعوا مذمة في بني إسرائيل قائلين: الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها هي أرض تأكل سكانها). فرجعوا يُجبّنون قومهم ويُجبنونهم.

    ولكن ماذا فعل موسى امام هذه الحالة التي بثت الهلع والخوف في نفوس جيشه؟

    حسب نص التوراة فإن موسى نادى فتاه وفارسه وأمينه وخليفته من بعده (يوشع بن نون) وهذا ما نراه واضحا في نص لا غبار عليه حيث يقول في سفر العدد 13:16 (ودعا موسى هوشع بن نون «يشوع»).
    هذا المشهد نفسه يتكرر في مسألة فتح خيبر وكأن الصحابة كانوا ومنذ بدء الوحي يتبعون سنن اليهود شبرا بشبر ، حيث احاط النبي (ص) بجيشه بحصن خيبر وارسل بعض اصحابه وكلفهم بفتح الحصن وارسل معهم جيشا ، ولكنهم رجعوا يُجبنون اصحابهم ويُجبنونهم ويبثون الاشاعات عن قدرة هذا الحصن وفرسانه.وارسل النبي (ص) صحابيا آخر وجهزه بجيش واسلحة ، ولكنه رجع أيضا يُجبّن قومه ويُجبنونه. (5)

    فماذا فعل النبي (ص) لقد نادى اخيه ووصيه ووزيره وفارسه علي بن أبي طالب (ع) كرار غير فرار فانقضّ على الحصن فقتل فارسهم مرحب واقتلع الباب وفتح الحصن وهزم الله اليهود على يد هذا الفارس الذي أدخل الرعب في قلوب سكان جزيرة العرب ضاربا المثل بشجاعته وصبره وتضحيته من أجل نصرة هذا الدين. (6)
    المصادر:
    1- البيت للشاعر طرفة بن العبد.
    2- راجع سفر العدد 13: 13.
    3- مما يؤسف له أن أغلب تفاسير أهل السنة تبنت التفسير اليهودي لا بل بالغت فيه بما لم يقله حتى اليهود في تفاسيرهم ، فبينما نرى التوراة تقول ان عنقود العنب لا يقوى على حمله إلا رجلان ، نرى الطبري واشباهه يقولون بأن عنقود العنب يحمله خمس رجال ، لا بل ان الرمانة إذا تم شطرها نصفين واُفرغت محتوياتها فإن خمسة رجال يجلسون فيها يقول الطبري في تفسيره لسورة المائدة : ( ولا يحمل عنقود عِنبهم إلا خمسة أنفُسٍ بينهم في خشبة، ويدخُل في شطر الرمانة إذا نـزع حبها خمسة أنفس، أو أربعة).
    4- تفسير الكتاب المقدس العهد القديم (يعقوب) العدد 13 تفسير سفر العدد (التجسس على كنعان.
    5- وفي رواية كنز العمال جزء 13 - صفحة 139 حديث 36495 قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه وبعث عمر فانهزم بالناس وفي رواية مستدرك الحاكم / ج: 3 ص : 37 قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ـ أحسبه قال : أبا بكر ـ فرجع منهزما ومن معه ، فلما كان من الغد بعث عمر ، فرجع منهزما يجبن أصحابه ويُجبنونه.
    6- محمد بن حبان دار الفكر الطبعة الجزء 2 - صفحة 11 قال: ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يقاتل فمر ورجع ولم يكن فتحا ثم بعث عمر بن الخطاب يقاتل فمر ورجع ولم يكن فتحا وحمى الحرب بينهم وتقاعسوا فقال صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار فلما أصبح دعا عليا قال خذ هذه الراية واقبض بها حتى يفتح الله عليك فخرج على يهرول والمسلمين خلفه حتى ركز رايته في رضم من حجارة فاطلع عليه يهودي من رأس الحصن وقال من أنت فقال أنا على بن أبي طالب فقال اليهودي علوتم وما أنزل على موسى فلم يزل على يقاتل حتى سقط ترسه من يده ثم تناول بابا صغيرا كان عند الحصن فاترس به فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X