إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال جميل و جواب أجمل ( السيد علي نعمان الصدر )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال جميل و جواب أجمل ( السيد علي نعمان الصدر )

    [B]نعم هو سؤال واضح و مباشر، و أتى الجواب واضحاً و مباشراً،،،
    أ
    ====================================

    السؤال كان من الأخ الأستاذ طالب الحق على الشكل التالي:
    السلام عليكم!!
    أشعر أن إخواننا الشيعة مقتنعون بأنهم أهل الحق المطلق... وأراهم يناقشون غيرهم من المسلمين كما يناقش المسلم الملحد أو النصراني وهو يرى أن حججه لا رد عليها.
    إذا كان الأمر كذلك فهناك ظاهرة تحتاج إلى تفسير أعتقد أن كل عالم شيعي عاقل من الدعاة لا ريب حاول تفسيرها:

    لماذا وجدنا الكثيرين من علماء المسلمين العقلاء المنزهين المطلعين على أدلة الشيعة الإثناعشرية شيعة في الهوى (يعتقدون بأفضلية أهل الكساء على غير الأنبياء من البشر) ولكنهم لا يعتقدون اعتقاد الإثناعشرية؟
    ما هو التلبيس الذي وقعوا فيه؟
    أين تكمن هذه النقطة الصعبة في بناء الحجج الإثناعشري التي يصعب تقبلها من هؤلاء العقلاء المنصفين؟
    لماذا لم يتشيع :
    - لماذا لم يتشيع ابن أبي الحديد المعتزلي وأمثاله من المعتزلة؟
    - لماذا لم يتشيع سبط ابن الجوزي وأمثاله من الأشاعرة والماتريدية؟
    - لماذا لم يتشيع السادة الصوفية من آل البيت الذين شهد لهم مريدهم الإمام الشعراني بأنهم لا يقدمون على جدهم الإمام علي عليه السلام من الصحابة أحدا؟
    - لماذا لم يتشيع الزيديون؟
    - لماذا لم يتشيع السادة الغمارية في المغرب؟
    - لماذا لم يتشيع سليم البشري ولا راضي تلميذ الكوثري؟
    ما السبب؟؟

    أرجو أن يكون الجواب صادقا منصفا قريبا مما يدور في رأس هذا الداعية من أفكار

    ===============================
    و الحمد لله لم يقصر الأخوة فأجابوه بإجابات كلها تستحق الوقفة و لكن لضيق المقام نكتفي بذكر إجابة السيد علي نعمان الصدر حفظه الله حيث أنني حقيقة معجب بهذا القلم الفذ :

    الأخ طالب الحق ، وفقك الله ورعاك ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

    يسعدني جداً أن أرى أشعرياً يطلب الحوار مع إخوانه الشيعة فنحن بحاجة حقيقية للحوار البناء ، وحبذا لو كان حوارنا حول آمالنا وآلمنا المشتركة ، فكم نحن بحاجة إليها ؟ كما أننا بحاجة ماسة إلى معرفة الآخر بدقة وبنزعة الأخ الذي يريد أن يعرف ما عند أخيه .

    ويسعدني أكثر ما أراه منك من توجه جميل في الحوار ونفسية أخوية في التعامل وهذا ما يجب أن نسعى إليه .

    بدا لي أن أجيبك باختصار حول ما سألت :

    يا أخي الكريم أن ما سألت عنه ، لو فكرت فيه ملياً ، لوجدته يمثل فكرة تحمل ضدها ، وهذا يقع حين الغفلة وتعجّل التفكير .

    وسأبين لك كيف ذلك ..

    لو عكست السؤال كما يلي :

    لقد عرفنا بأن كثيراً من كبار المفكرين الإسلاميين هم من الشيعة ، فيهم أعاظم العقلاء والمنصفين وقد قرءوا الفكر السني واستوعبوا أدلته ، فلماذا لم يقتنعوا به أبداً ؟!.

    لماذا لم يقتنع أئمة أهل البيت عليهم السلام الذي لا يشك مسلم بأنهم من أعاظم علماء المسلمين ومن عقلائهم ؟؟.

    لماذا لم يقتنع صحابة وتابعين بالأطروحة السنية ، عمار بن ياسر ، أبو ذر ، المقداد ، مالك الأشر ، الحارث الأعور الهمداني ، وكميل بن زياد ، حجر بن عدي ، الخ .. ؟.

    لماذا لم يقتنع أبان بن تغلب مع سعة اطلاعه ، ومئات العلماء المشهود لهم بالعلم والتقوى ؟!.

    لماذا لم يتسنن الشعراء ورواد العربية الأصيلة مع اتصالهم بالثقافة السنية بل اتصالهم وصداقتهم للبيوت الحاكمة السنية أمثال : السيد الحميري ، مجنون ليلى ، كثير عزة ، جميل بثينة ، دعبل الخزاعي ، الفرزدق ، البحتري ، أبو تمام ، المتنبي ، الشريف الرضي ، السيد المرتضى ، أبو فراس الحمداني ، المعري ، ابن الرومي ، الصفي ، ابن المغربي ، ومئات بل ألوف الشعراء العلماء الحكماء .

    لماذا لم يتسنن لماذا لم يتسنن بل لماذا لم يتجه إلى الفكر الأشعري أهم دارسي الفلسفة والعقليات و فلاسفة الإسلام وعلماء الكلام أمثال : الكندي ، ابن سينا ، الفارابي ، البيروني، ابن العربي والقيصري ( ليسا شيعيان ولكنهما ليسا أشعريين ولا سنيين بالمعنى الحرفي ) ، الطوسي ، الحلي ، صدر الدين الشيرازي ، الداماد ، وآلاف الفلاسفة والحكماء والمتكلمين !.

    لماذا لم يتسنن آلاف الفقهاء الذين لا يشق لهم غبار ؟!.

    ولماذا ؟.. و لماذا ؟..

    فهذا هو ما يحتويه سؤالك ، إذا كنت تسير به على نفس المنوال ؟!.

    أما لو كان سؤالك عن فكرة بعينها كالإمامة أو العصمة فسيكون السؤال بالجهة الأخرى أوسع من رفض فكرة بعينها حتى في أضيق الاتجاهات ، فلماذا لم يسلم المسلمون مطلقاً بما قاله الأشاعرة من نفي العلاقة السببية والتي بها موت العقل والإسلام ؟؟!

    وهكذا ترى - يا حبيبنا الكريم - أن مثل هذا السؤال يحتوي على ضده ، وإن كنت أعلم علم اليقين بأن الفكر الأشعري يتحاشى مسألة استحالة جمع النقيضين وبالتالي جمع الضدين لأنهما أسهل ، فهو يمكن المتلبس به من تصور الضدين .

    ولو أردت أن أجيبك حقيقة عن السؤال التالي :

    لماذا لا يقتنع بعض من رأى الحجة الشيعية ؟ وهو لا يتهم بعقله وعلمه ؟

    فأقول : هذا السؤال شخصي جداً فإن مدعي مثل هذا يجب أن يثبت أمرين ضروريين .. وهما :

    أولاً : كونه اطلع على كامل الحجة .

    ثانياً : كونه قابلاً لفهم الحجة .

    وهذان أمران لا يتيسر ادعاؤهما وتصديقهما لمجرد الادعاء ، بل ينبغي التحقيق ؛ فلهذا فان من المجازفة بمكان إطلاق مثل هذا الإدعاء من أساسه ، لأنه من المصادرات المنطقية حيث أن النتيجة عين الدعوى والبرهان عين المدعى .

    قد يصح في أكثر الأحيان بأن عدم القناعة بالفكر الأخر هي نتيجة حتمية لعدم جدية البحث عن الأفكار الأخرى، لظروف شخصية واجتماعية وسياسية ومصلحية ، وهذا ينطبق على كل الأفكار بدون تحديد بدين أو مذهب .

    وكلنا يعلم أن أوربا قتلت وعذبت أصحاب أفكار ونبذت أفكارهم ثم بعد ذلك تبنوها و قالوا تطورنا ووجدنا أن هذه الأفكار هي الصحيحة حين تغيرت النظم والمفاهيم في العقلية الأوربية ، وهذا لا يعني بان المعاصرين لجاليلو والحاكمين عليه هم جهلة أو ليس لديهم إنصاف .

    لأن مخالفي الشيعة لم يبحثوا بجد وفهم عميقين لما قال الشيعة ، نتيجة الضغط العام وعدم المصلحة في الوقوف عكس التيار ، وقد وجدنا العزوف الكلي عن بحث الدليل الشيعي من قبل الكثير ممن تصدى للزعامة العلمية أو للتفرغ العلمي والديني ، لنفس الأسباب يضاف إليها الحواجز النفسية .

    فأنا شخصياً حاورت بعض الأجلاء فوجدته حين يكون الدليل ملزماً يتغاضى عنه ، ولاحظت تكرر ذلك ، فقلت له لا يمكن أن يكون هذا السلوك من عالم !! فقال بصراحة أنا في داخل نفسي حين اسمع دليلاً مقنعاً لكم ، أتذكر ما تعلمته من أنكم أصحاب فنون في الكلام وألاعيب ، فلا يتعدى عندي أن هذه محاولة فنية للتلاعب بعقلي ، ولذلك من دون شعور أغير الموضوع وأهرب من الإلزام !.

    إذن هناك الحاجز النفسي يسيطر حتى على الأجلاء من أهل الفضيلة والعلم والدين .

    هذا الحاجز لم يكن وليد صدفة أو حالة نزاع بسيط ، و إنما هو نتيجة منهج طويل متشابك بكل تعقيداته عبر التأريخ الإسلامي من أول يوم أسس فيه التأريخ الإسلامي ، ولم يكن التحذير من الشيعة عملاً فردياً بل هو عمل مؤسسات السلطة بكل جحافلها عبر مئات السنين .

    ولا يخفى مقدار الترابط بين السلطة وبين غير المقتنعين بالفكر الشيعي خصوصاً وأنت أتيت بأسماء هم من قلب السلطة إما وزير أو شيخ إسلام !! وأنت لست ممن لا يعي هذا ؟!

    وإلا لوجهنا لك السؤال الخطير المبتني على نفس البنية الفكرية التي بنيت عليها من الاستدلال بالمخالف العلم والقائد .

    لماذا لا نسأل : لماذا لم يؤمن معاوية بأفكار علي ابن أبي طالب ؟؟!

    أنا اعرف بأن لديك الجواب وهو لدينا أيضا ولكن السؤال مبني على منهج الأطروحة التي طرحتها .

    ومع ذلك لو رجعت إلى أمثلتك من العلماء الذين ذكرتم لوجدت خللاً في البيانات وسأبحث في رجلين منهم .. هما ابن أبي الحديد والشيخ سليم البشري رحمهما الله .

    ابن أبي الحديد المعتزلي ( الوزير السياسي ) ليس شيعياً عندنا قطعاً وقد سرني أن أسمع منك بأنه ليس شيعياً وانه سني معتزلي ، وهذا ما لم نسمعه من فترة طويلة من أخوتنا أهل السنة ، حيث أن التهم جاهزة له بأنه شيعي وانه لا يؤخذ بنقله الخ .. مع إننا نعرف بأنه بريء من التشيع .

    غاية ما هنالك هو معتزلي وهو مفكر حر وله لقطات فكرية جميلة قد لا تتناسب مع الفكر السني خصوصاً غير المعتزلي بل في كثير من الأحيان جهز مادة النقد للفكر السني وهذا واضح في كتابه شرح نهج البلاغة ولا ننسى تجاهره بحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسادة آل البيت نثراً وشعراً ، كما تفعل أنت الآن من إظهار الحب والتقدير لآل الرسول ص.

    ولكن هل ابن أبي الحديد درس الحجة الشيعية ؟ وهل استوعبها ؟

    للأسف الجواب سلبي للغاية ..

    فإن دراسات أجريت لشرح النهج ولفكر ابن أبي الحديد بالذات في هذا الكتاب ، وجد بأنه انتقائي ، يعرض من الحجج ما يراه من زاوية معينة ، ويترك ما يراه ملزماً ، بل وجدناه ينفي أمراً في باب المقارعة الفكرية ويثبته في باب السرد التاريخي مثلاً .

    وهذه انتقائية لا تخلو من شائبة ، ومجمل ما وجدنا عنده من نقاش ودفعٍ مبني على عدم فهم المطالب ، وكان في بعضها يناقش ما لا يقوله الشيعي بما يقوله الشيعي وهذا منتهى الخلط بين المعلومات فعقل ابن أبي الحديد بتقديرنا دائرة معارف تكديسية خالية من المنهج القيادي المنطقي .

    وهذه في الحقيقة مشكلة في المنهج الاعتزالي ونحن أعرف به لأننا نتفق مع الاعتزال في مناهج التفكير ونعرف الفروق بيننا بدقة وأهم هذه الفروق هو آليات التحليل اللغوي والمفاهيمي ، ومسألة الحدود المعرفية عند الإنسان والحجة فيها ( دليل العقل ) ، ونظرية المعرفة ، ومناهج مصادر البيانات .

    فهذا الرجل لم يكن قادراً على استيعاب الدليل الشيعي ولم يكن له القدرة النفسية على تتبع الدليل الشيعي بأصوله الدقيقة ، وليس المقام هنا مقام التفصيل ، ولكن كما تعلم ويعلم كل فاضل بأنه بدأ كتابه بخطبة ضمنها حمد الله على مخالفته منطق العدل والعقل بتفضيله المفضول على الفاضل !!

    وهذه قضية يراها الأعمى والمبصر على السواء وهي مخالفة صريحة لمضمون القرآن الكريم ولدليل العقل ومنهج العدل ، وهي تحتوي على نظرة تبريرية تحاول أن تسقط الواقع الخارجي على الحجة العقلية بدل إسقاط الحجة على ذلك الواقع .

    ولو لوجدت المكان أهلاً لبحث طريقة تفكير ابن أبى الحديد بطريقة تحليلية علمية جافة لتبين مدى البون الشاسع بين ما هو موجود في مخيلة صغار المثقفين من متانة هذا الرجل وبين واقع الهشاشة الفكرية ، وحين تتوفر شروط البحث فلن أبخل بمثله .

    وهذا منهج لا يختلف عن منهج مكيافللي وابن قتيبة الدينوري غيرهم من مفكرين سياسيين يرون أن واقع الحاكم هو الحقيقة المطلقة وأنها اختيارات إلهية تكوينية !! وسلوكه يمثل المصلحة الحقيقية في بقاء الحضارة ، بغض النظر عن حجم الأخطاء كما يسمونها ، ونحن بصفتنا الشيعية نعتني فقط بجانب المخالفة منها للشريعة ؛ لأننا من دعاة الشرعية الدستورية للحاكم ، وهذا هو مفهوم الإمامة كما نفهمه وليس كما يفهمه الآخرون .

    فحديثك عن ابن أبي الحديد خارج سؤالك تخصصاً ، وهو لا يصلح كمثال مطلقاً .




    يتبع >>>>

  • #2
    تكملة >>>

    و أما الشيخ سليم البشري رحمه الله ، وهو شيخ الأزهر لمرتين كما هو معلوم . وهذا الرجل بالذات لا يمكن الجزم حول عدم قناعته بالفكر الشيعي فلا هو صرح بذلك وليس له ما يدل عليه .

    بل هناك ما يدل على خلاف هذا الكلام من خلال الحوار الذي دار بينه وبين المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين الذي ورد في كتاب المراجعات وهو الكتاب الذي حاول رجال مخابرات إحدى الدول بالاتفاق مع الحركة السلفية نفي أن يكون الشيخ سليم البشري قد حاور هذا الحوار ، وذلك اعتماداً على ثلاث حجج :

    الأولى : هي عدم معقولية تسليم الشيخ البشري بسلامة الحجج الشيعية وميله إلى الاعتقاد بان المذهب الشيعي يصح التعبد به .

    الثانية : هو تصريح السيد في المقدمة بأنه لا يجزم بأن هذا هو عين ما جرى بينهما .

    الثالثة : دعوى نفي ابن البشري بهذه المراجعات .

    وبحكم كوني مطلعاً على حقيقة الأمر فان الحوار جرى حقيقة في بداية قرن العشرين الميلادي وكان الشيخ البشري طاعناً في السن بينما السيد شرف الدين كان شاباً في ريعان شبابه , وقد تعرضت الأوراق الأصلية إلى الحرق من قبل الفرنسيين في العشرينات من ذلك القرن كما أشار السيد شرف الدين وكاتب المقدمة عن حياته السيد محمد صادق الصدر وهو صهره وابن عمه ولكن السيد كان يحتفظ بدفتر دوّن فيه المراجعات عند أحد أقربائه .

    وليس هناك أدنى شك في حصول هذا اللقاء الفكري في القاهرة حين زيارة السيد شرف الدين للقاهرة وهذا غير نفيه إليها - من قبل الفرنسيين- لاحقاً ، وقد قيل بأن هجرته إلى القاهرة كانت بسبب جمال باشا السفاح ، حيث كان شخصية مهمة هو وابن عمه السيد محمد الصدر في قضية الثورة العربية الكبرى وملابساتها من مطالبة بالشرعية والدستورية من العثمانيين ثم الانقضاض على الفرنسيين والإنجليز حين حكموا البلاد .

    وقد ساهم شرف الدين والصدر في المطالبة بخليفة مسلم عربي وكان السيد محمد الصدر رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء في العراق ، هو من توج الملك فيصل باعتباره حلا لزوال الاستعمار المباشر والدخول بمرحلة الاستقلال بعد هزيمة الجيوش الإسلامية التي حاربوا فيها بشرف وكان السيد شرف الدين هو من طالب مع ثلة من علماء جبل عاملة الملك فيصل بإعلان الخلافة الإسلامية برسالتهم الشهيرة له في طريقه إلى الشام .

    والحديث يطول وهو يعني بأن السيد شرف الدين في بداية ذلك القرن كان من الشخصيات البارزة ويستغرب منه أن لا يكون بذلك المستوى العلمي والاجتماعي والعلاقات الراقية .

    وقد اطلع الكثير من أهل الفضل على نفس الرسائل من قبل الشيخ البشري وأجوبة السيد شرف الدين كما حدثني من اطلع على ذلك الدفتر الذي طبع باسم المراجعات والذي يحوي على أصول كل الحوار والمناظرة بينهما .. وهنا نأتي إلى الدعاوى الثلاث ، التي نقضوا بها المراجعات .

    الأولى : هو عدم معقولية بخوع البشري للدليل الشيعي وهذا الكلام أشبه بكلام الدجالين لأنه يفترض أن البشري معاند سلفي لا يؤمن بالتسنن نفسه حيث أن الحوار كله كان على أساس الدليل السني وليس الشيعي ، كما هو ظاهر لمن يقرأ المراجعات ، فكأن شيخ الأزهر عندهم (حاشاه) غبي لا يفهم الدليل ولا يعقل الأمور ويكذّب موروثه الثقافي بسهولة ، كما يفعل هؤلاء الأدعياء للدين وهم منه براء ، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مزيد حديث فان عالماَ كالشيخ البشري أقدر على البخع للحق وللدليل خصوصاً والدليل من جنس ما يعتمد هو في فنه وعلمه .

    والثانية : تصريح شرف الدين بأنه لا يدّعي بأن هذا هو عين ما جرى ، وقد طنطنوا على هذا كثيراً ، والحقيقة بأن شرف الدين رجل مؤمن صادق متقي يخاف من تغيير حرف أو كلمة جرت أن تكون خادشة بالصدق في الادعاء بأن هذا عين ما جرى ، و قد أجرى بعض التصحيحات على رسائله هو ، للشيخ البشري ، من قبيل التصحيح الإملائي ، وإضافة رقم مصدر مساند للمصدر السابق ، وهو قليل جداً حسب ما نقل لي المطلعون على الدفتر الأصلي ؛ ومنهم ولده العلامة الجليل السيد عبد الله شرف الدين ، وكان تغييره لصورة الكلمة من صورة الإملاء القرآني إلى ما يسمى بالصورة الإملائية الحديثة بحسب حاجة المطبعة .

    وقد أضاف بعض أرقام المصادر إما لتغيرها بمطبوعات تأخرت عن زمن الحوار أو لعثوره على ما يناسب في مكان أخر وهذا لا يتجاوز بضع مواقع ، وللأمانة وللتقوى صرح بعدم العينية ، لأنه يرى العينية في الصورة نفسها التي تمت بها المحاورة ، وهذا غاية النزاهة فمن يأتي الآن بتأليف أو حوار ويلتزم بحرفية النصوص بشكل عيني ، وهذا ما قصده شرف الدين تماماً .

    وإلا فإن من اطلع بعين البصيرة يجد أن إشكالات الشيخ البشري على الفكر الشيعي هي من أمتن الإشكالات السنية بأسلوب مؤدب يليق بعالم جليل كهذا العالم المتقي الأديب الرائع ، ومن تتبع نصوص ما كتب الشيخ البشري يرى وحدة النفس والأسلوب ظاهرة .

    وليس بمقدور فرد أن يكتب بنفسيين راقيين أبداً ، وهو واقع المرجعات حيث اختلاف النَفَس والصياغة الأدبية ظاهرة وكانت روعة أسلوب البشري الطاغية على تكلفات شرف الدين الأدبية في بعض الموارد وهذا ظاهر لمن له أدنى اطلاع على أساليب البلاغة والنقد الأدبي ، وقد أجاب عنها سيدنا شرف الدين لخواصه أن السبب هو اختلاف العمر بينهما .

    وهذا ما يفسر توجه السيد إلى أسلوب مريح فيه حداثة أسلوبية وانبساط في كهولته وشيخوخته .

    الادعاء الثالث : هو نفي ابن الشيخ البشري لعلمه بمثل هذه المناظرة .

    وهذا الادعاء بالإضافة إلى انه كذب محض وافتراء رخيص على ابن البشري فهو لا يمكن أن يكون دليلاً أبداً , لأن عدم علمه ليس علماً بالعدم ولأنه ليس صاحب الموضوع نفسه فشهادته تبرعية في غير محلها فكم يخفى على الابن ما يفعل الأب !! وليس ذلك بعجيب .

    ولكن هل فعلاً قال ولده ذلك ؟!

    في سنة 78 ميلادية التقى أحد أقاربي بابن الشيخ سليم البشري وهو أستاذ جامعي محترم جداً من دون أن يعرفه ؛ فسأله عن السيد محمد باقر الصدر فمدحه قريبي بقوله هو فاضل – وهو اصطلاح على المتانة العلمية عند علماء الشيعة – فاعترض عليه ابن الشيخ سليم وقال : لا يجوز أن تصفه بالفاضل بل قل العبقري الحجة في العلوم الإسلامية ، وعرف نفسه بأنه ابن الشيخ سليم وجرت بينهم انبساطات وتعرف على قرابة من يحدثه ، بالسيد الصدر والسيد شرف الدين .

    فسال عنهم حثيثاً وتذكر المراجعات بين والده وبين السيد شرف وأهميتها في إزالة حاجز الخوف من الآخر وإرجاع الاعتبار لشخصية المسلم المتصفة بالاخوة واعترف بأنه يتعبد بنصوص المذهب الجعفري .

    وقد حاولت أنا شخصيا في بداية الثمانينات أن اتصل به فلم احصل على جواب وقيل لي - بعد ذلك - بان هناك احتمال لوفاته لأنه طاعن في السن وكان مريضاً وانقطعت أخباره .

    وهكذا فاجئنا رجال المخابرات بتصريحه العجيب الغريب بعد أن انقطعت أخباره .

    وهكذا عادة أهل الباطل شهادة الميت وأخذ التصريحات منه بعد موته بشكل شفوي ، يشهدون عليه آلاف الجنود والأعوان بأنه حدثه من قبره بكل ما يريد السامع .

    يا أخي العزيز ... فهذا ما استشهدت به فهو إذن قد أذعن للدليل الشيعي ولا يوجد دليل على عدم إذعانه وهذا يدل على أن السؤال تولد عندك نتيجة فكرة سريعة لم تقم على موازنة صحيحة .

    ولكن أشهد بأنك حاولت التفكير مخلصاً وقد عبرت عن شك وسؤال دار في ذهنك بدون لف أو دوران بعيداً عن نية الخبث كما يفعل أعدائكم السلفية معكم ومعنا من أساليب .

    نحن نؤمن بأن أهل السنة الآن هم الاشاعرة وليس للسلفية أدنى علاقة بأهل السنة ولذلك فإن الحوار مع الأشاعرة هو حوار أخوي إسلامي ، بينما الحوار مع السلفية هو حوار مع أعداء الإسلام ومع علمانيين بلباس إسلامي .

    وهذا ما تلاحظه أنت من الأجوبة لهم على هذا الأساس وكأنهم علمانيين فهم بالفعل ليس لهم علاقة بالإسلام والفكر الإسلامي وهذا يعرفه من عرف التسنن والأشعرية بالخصوص .

    وقد اقتنعت أخيراً بأننا والأشاعرة في خندق واحد في مقابلة أهل البدع و الضلال وأتباع الظلمة .

    ومما يؤسف له أن ليس بيننا حوار في الفترات الأخيرة .

    ومما يؤسف له فإن بعض الأشاعرة يتبنى الفكر السلفي في حواره مع الشيعة ويردد نفس أساليبهم وأكاذيبهم ، وكأنه وجد سهولة في نقل هذه الأكاذيب بدل التفكير بحوار جاد مقنع .

    وكذلك مما يؤسف له جداً حوار بعض اخوتنا الشيعة مع الأشاعرة باعتبارهم يتفقون مع السلفية في مخالفة الشيعة ، وهذا خطأ جسيم وثمنه باهظ جداً حيث أنه يخلق حاجزاً من الطرف الشيعي في الحوار الاسلامي - الاسلامي الحقيقي ويعني عدم فهم حقيقة كوننا في خندق واحد من الهجوم علينا جميعاً بصفتنا مسلمين ولكن بعناوين مذهبية فالأشاعرة هم هدف من أهداف السلفية الاستعمارية والشيعة كذلك والزيدية لا يقلون عن غيرهم والأباضية والإسماعيلية والمهدوية والسنوسية والصوفية وأشاعرة المغرب .

    فكل واحد منهم هدف للسلفية فماذا بقي منَ المسلمين منْ لم يكن هدفاً لهم فالقضية واضحة بأننا جميعاً نواجه خطراً واحداً .

    أخيراً أشير إلى أن أهم خلاف يراه الكثير من المثقفين خصوصاً الأشاعرة هو مسألة العصمة وقد وجدت أن المشكلة تكمن في معرفة العصمة وتعريفها ، أكثر مما تكمن في طبيعة الدليل فيها .

    فالعصمة يراها السني بشكل عام هي الألوهية وهي الارتفاع عن البشرية ، بينما يراها الشيعي بخلاف ذلك لأن العصمة عند الشيعي هي الطاعة وهذا مروي عندهم عن رسول الله وهي ما يقابل الخذلان وهي العلم ، وهذا هو فهمهم للعصمة ويعبرون عنا بنفي المعاصي والأخطاء وهو الطاعة بعلم وعدم المعصية بعلم ( أرجو مراجعة الروايات ومنها ما في البحار جزء6 صفحة109 رواية2 و جزء 68 صفحة377 رواية 25 ، وغيرها كثير) .

    فالعصمة بالمفهوم السني لا يقبلها الشيعي والعصمة بالمفهوم الشيعي يقول بها السني وزيادة ، وإلا فليأتني السني بمعاصي من يعتقد من علمائه الإجلاء .

    وإذا كنت لا تصدق ذلك فأتني بقائمة من المعاصي الموبقات لأحد الخليفتين عمر أو أبي بكر رضي الله عنهما لنرى عند ذلك من يقول بالعصمة ومن يغالي بها فإذا كنت لا تستطيع فهذه هي العصمة عندنا .

    والعصمة شرطها التكليف وليس ما تخيلت من سوء المثال على الخروج من الدنيا بلا ذنب على الطفل الميت ، و أما نفيكم للعصمة فهو بما تفهمونه بمعنى الألوهية والتعالي عن البشرية وهذا ما ننفيه نحن أيضا عن أئمتنا .

    ولو كنا نقول به لكنا إما مشركين أو نقول بسقوط الثواب عن المعصوم وكلاهما لا نقول به ونحن ملتفتون إلى ذلك جيداً .

    وكل ما تنفونه من عصمة في غير ذلك ، فهو مثبت لمن تعتقدون به من أهل العدالة ، ولا تنسى أن من العصمة مسح الأثر وهو يعني الغفران ، وانتم تقولون بنفي الموبقات وإذا ثبت شيء بالدليل القطعي فتقولون بنفي الأثر ومسحه .

    وبقي أن أشير إلى ما نؤمن به بحكم كوننا مسلمين نؤمن بالغيب وبالعناية الإلهية فإنكم لا تستسيغون العلاقة الخاصة للأولياء بالله بشكل عام ، وترون تساوي العطار والبقال والحلاق بالعابد المفكر المنقطع إلى الله عند الله وكلهم في العناية الإلهية سواء وهذا ما نذهب إلى خلافه تماماً ، ولنا أدلتنا وتصوراتنا وهي نابعة من نفي الجسمية وعظمة الله و إحاطته المباشرة وسيطرته وعدله ومباشرته قدرته مع أننا لا نقول بالكسب ولا بالجبر .

    وينبغي على من يقول بالكسب أن يكون الحمار عنده معصوماً بعناية الله وفعله المباشر لأنه محل فعل الله وما هو إلا كاسب لفعل الله فيه وفعل الله معصوم أليس كذلك يا أخي الحبيب ؟

    ولا تنسى النظريات التي يقول بها أغلب علماء السنة من تكوينية الاختيارات للحاكم ! ولا أريد التعمق في هذا الجانب .

    فكل أبحاثكم عن العصمة هي من قبيل اللعب خارج الملعب .

    والحديث يطول ..

    ولك مني خالص التحية والحب والتقدير ..

    انتهى جواب السيد حفظه الله ...


    و لمتابعة الحوار كاملاً اضغط على هذا الرابط إلى علماء الشيعة المنصفين ... سؤال
    ====================================

    أخوكم الحزب،

    تعليق


    • #3
      تسلم اخوي ما قصرت رحم الله والديك

      تعليق


      • #4
        حياك الله عزيزي همام ،،،


        الحزب ،،،

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X