‼️من استثناءات واقعة كربلاء‼️
📚المصدر: لا أرض مثل كربلاء ولا يوم كعاشوراء - آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله
▪️هناك مسألة مهمة أودّ أن أذكّر بها جميع مقيمي الشعائر والقائمين عليها والمشاركين بها وهي من الاستثناءات التي خُصّ بها الإمام الحسين سلام الله عليه أيضاً؛ والتي قلّما أشير إليها في كتب الخصائص الحسينية: لقد وقعت حروب كثيرة في العالم بل وقع ظلم كثير وفجائع وقتل وسبي، قبل كربلاء وبعدها. فما أكثر الظلم على مرّ التاريخ، وما زال وفي كلّ مكان.. ولكن واقعة كربلاء امتازت بخصائص كثيرة، ومنها:
أنّ الإمام الحسين سلام الله عليه ـ وهو القائد الأعلى ـ كان يأتي ويحضر عند رأس الشهيد الذي يسقط من أهل بيته وأصحابه، ويحول ـ ما أمكنه ـ دون أن يهانوا بعد استشهادهم بأيّ نحو من أنحاء الإهانة المتصوّرة في الحروب آنذاك.
ولم يحرم شهداء الطف من هذه المزية لأنّ الإمام الحسين سلام الله عليه كان آخر من استشهد يوم عاشوراء.. حتى عبد الله بن الحسن الذي صرع بعد مصرع الإمام استشهد قبل الإمام أيضاً.
▪️جاء على لسان الروايات أو المؤرخين ممّن حضر الواقعة أن الإمام الحسين سلام الله عليه كان يمتطي فرسه ويراقب الأوضاع، وكان ما أن يسقط الشهيد حتى يحضر عنده فوراً قبل أن يفارق الحياة، وحسب تعبير بعضهم، كالصقر المنقضّ، لئلا يوجّه إليه أولئك القتلة أية إهانة ثم يسارع لنقله إلى الفسطاط. فحضر الإمام سلام الله عليه عند علي الأكبر والقاسم بن الحسن وأخيه العباس وعند حبيب بن مظاهر الأسدي ومسلم بن عوسجة وكذلك حضر عند شيخ العشيرة الحر بن يزيد الرياحي، وجون المولى ونقلهم ـ وكذا غيرهم ـ إما بنفسه أو بمساعدة بني هاشم عندما لم يقو بسبب ثقل المصاب، إلا أبي الفضل العباس سلام الله عليه الذي كان يرى نفسه مولى (عبداً) للإمام رغم أنه أخوه، فإن له قصة خاصة، وشاء الله أن يكون له مزار متميز في كربلاء.
▪️لقد كان الشهيد في الطف يسقط وهو في الرمق الأخير من حياته، أي أنه كان سيفارق الحياة حتى من دون الضربة الأخيرة القاتلة أو حزّ الرأس، لأن عدد الضربات في بدنه لم تكن قليلة، فالأعداء كثر وهم كجبال الحديد أي مدججين بالسلاح كما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار (1)، ولكن الإمام سلام الله عليه ـ في الغالب ـ كان يوصل نفسه إلى الشهيد قبل أن تفارق روحه الطاهرة بدنه، فيجلس عنده ويضع رأسه في حجره ويمسح عنه الدم والتراب، ويكلّمه... فأي شعور كان يشعر به ذلك الشهيد وهو يرى رأسه في حجر الإمام؟! أي مقام كبير كان يشعر به إذ ذاك؟ فلم لا يكونوا توّاقين للشهادة، وهم يسلمون الروح في حجر سيد الشهداء؟! فما أسعدهم وأحسن عاقبتهم وأعظم مقامهم ومنزلتهم في الآخرة؟! فياليتنا كنا معهم فنفوز فوزاً عظيماً.
▪️ومن هنا نفهم معنى وجد برير ليلة العاشر من المحرم وما دار بينه وبين شخص آخر من أنصار الإمام الحسين سلام الله عليه وهو عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري.
يقول الراوي: فلما كان الغداة ... فجعل برير يضاحك عبد الرحمن فقال له عبد الرحمن: يا برير أ تضحك! ما هذه ساعة ضحك ولا باطل. فقال برير: لقد علم قومي أنني ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً وإنما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه فو الله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة(2).
▪️لقد كان برير فقيهاً عالماً لم يمازح في شبابه فكيف في كهولته؟ ويبدو أن ذلك المزاح كان بطبيعته مما يناسب الشباب، ولذلك عاتبه عبد الرحمن، فأجابه برير: إنك لم تعرفني جيداً ولكن قومي يعرفونني ويعلمون أني لم أمازح مثل هذا المزاح حتى في شبابي، ولكن الآن هو الوقت المناسب للمزاح؛ لأنه لم يبق بيننا وبين النعيم الأبدي سوى سويعات. هذه الروحية العالية اكتسبها الأصحاب من الإمام الحسين سلام الله عليه.
لقد دفع الإمام الإهانات عن أصحابه بنفسه الكريمة؛ خلافاً لما هو المتعارف عليه في كلّ الحروب حتى حروب الأخيار، حيث يتحمل الأنصار الإهانات عادة ويحولون دون توجيهها للقائد، إلا في كربلاء؛ فكان الأمر استثنائياً.
📚المصدر: لا أرض مثل كربلاء ولا يوم كعاشوراء - آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله
▪️هناك مسألة مهمة أودّ أن أذكّر بها جميع مقيمي الشعائر والقائمين عليها والمشاركين بها وهي من الاستثناءات التي خُصّ بها الإمام الحسين سلام الله عليه أيضاً؛ والتي قلّما أشير إليها في كتب الخصائص الحسينية: لقد وقعت حروب كثيرة في العالم بل وقع ظلم كثير وفجائع وقتل وسبي، قبل كربلاء وبعدها. فما أكثر الظلم على مرّ التاريخ، وما زال وفي كلّ مكان.. ولكن واقعة كربلاء امتازت بخصائص كثيرة، ومنها:
أنّ الإمام الحسين سلام الله عليه ـ وهو القائد الأعلى ـ كان يأتي ويحضر عند رأس الشهيد الذي يسقط من أهل بيته وأصحابه، ويحول ـ ما أمكنه ـ دون أن يهانوا بعد استشهادهم بأيّ نحو من أنحاء الإهانة المتصوّرة في الحروب آنذاك.
ولم يحرم شهداء الطف من هذه المزية لأنّ الإمام الحسين سلام الله عليه كان آخر من استشهد يوم عاشوراء.. حتى عبد الله بن الحسن الذي صرع بعد مصرع الإمام استشهد قبل الإمام أيضاً.
▪️جاء على لسان الروايات أو المؤرخين ممّن حضر الواقعة أن الإمام الحسين سلام الله عليه كان يمتطي فرسه ويراقب الأوضاع، وكان ما أن يسقط الشهيد حتى يحضر عنده فوراً قبل أن يفارق الحياة، وحسب تعبير بعضهم، كالصقر المنقضّ، لئلا يوجّه إليه أولئك القتلة أية إهانة ثم يسارع لنقله إلى الفسطاط. فحضر الإمام سلام الله عليه عند علي الأكبر والقاسم بن الحسن وأخيه العباس وعند حبيب بن مظاهر الأسدي ومسلم بن عوسجة وكذلك حضر عند شيخ العشيرة الحر بن يزيد الرياحي، وجون المولى ونقلهم ـ وكذا غيرهم ـ إما بنفسه أو بمساعدة بني هاشم عندما لم يقو بسبب ثقل المصاب، إلا أبي الفضل العباس سلام الله عليه الذي كان يرى نفسه مولى (عبداً) للإمام رغم أنه أخوه، فإن له قصة خاصة، وشاء الله أن يكون له مزار متميز في كربلاء.
▪️لقد كان الشهيد في الطف يسقط وهو في الرمق الأخير من حياته، أي أنه كان سيفارق الحياة حتى من دون الضربة الأخيرة القاتلة أو حزّ الرأس، لأن عدد الضربات في بدنه لم تكن قليلة، فالأعداء كثر وهم كجبال الحديد أي مدججين بالسلاح كما ذكره العلامة المجلسي في بحار الأنوار (1)، ولكن الإمام سلام الله عليه ـ في الغالب ـ كان يوصل نفسه إلى الشهيد قبل أن تفارق روحه الطاهرة بدنه، فيجلس عنده ويضع رأسه في حجره ويمسح عنه الدم والتراب، ويكلّمه... فأي شعور كان يشعر به ذلك الشهيد وهو يرى رأسه في حجر الإمام؟! أي مقام كبير كان يشعر به إذ ذاك؟ فلم لا يكونوا توّاقين للشهادة، وهم يسلمون الروح في حجر سيد الشهداء؟! فما أسعدهم وأحسن عاقبتهم وأعظم مقامهم ومنزلتهم في الآخرة؟! فياليتنا كنا معهم فنفوز فوزاً عظيماً.
▪️ومن هنا نفهم معنى وجد برير ليلة العاشر من المحرم وما دار بينه وبين شخص آخر من أنصار الإمام الحسين سلام الله عليه وهو عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري.
يقول الراوي: فلما كان الغداة ... فجعل برير يضاحك عبد الرحمن فقال له عبد الرحمن: يا برير أ تضحك! ما هذه ساعة ضحك ولا باطل. فقال برير: لقد علم قومي أنني ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً وإنما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه فو الله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة(2).
▪️لقد كان برير فقيهاً عالماً لم يمازح في شبابه فكيف في كهولته؟ ويبدو أن ذلك المزاح كان بطبيعته مما يناسب الشباب، ولذلك عاتبه عبد الرحمن، فأجابه برير: إنك لم تعرفني جيداً ولكن قومي يعرفونني ويعلمون أني لم أمازح مثل هذا المزاح حتى في شبابي، ولكن الآن هو الوقت المناسب للمزاح؛ لأنه لم يبق بيننا وبين النعيم الأبدي سوى سويعات. هذه الروحية العالية اكتسبها الأصحاب من الإمام الحسين سلام الله عليه.
لقد دفع الإمام الإهانات عن أصحابه بنفسه الكريمة؛ خلافاً لما هو المتعارف عليه في كلّ الحروب حتى حروب الأخيار، حيث يتحمل الأنصار الإهانات عادة ويحولون دون توجيهها للقائد، إلا في كربلاء؛ فكان الأمر استثنائياً.
تعليق