بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
انا اكثر من البحوث العقائدية لكن هذه محاضرات مكتوبة من باب (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) ارجو ان تنفعكم ان شاء الله
المحاضرة الاولى
قال الله عز وجل عن المجاهدين
(فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً)
وقال عن العلماء
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
المجاهد يموت في ساحة المعركة والعالم يموت في ساحة العلم فالمجاهد يفنى والعالم يبقى قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب {العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة} يبقى لينتفع الناس بعلمه بعد رحيله عن هذه الدنيا فكل ما انتفع الناس بورقة العالم اتته الحسنات في عالم الاخرة قال النبي صلى الله عليه واله {إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له} فتأمل ايها المسلم كم هي رفيعة مرتبة العالم وفي القران الكريم من القصص ما يدلنا على مرتبة العلماء كما في قصة ذي القرنين قال الله عز وجل عنه (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا) وبالعلم الذي تعلمه استطاع ان ينقذ الناس من ياجوج و ماجوج قال رب العالمين سبحانه وتعالى (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) فتأمل كيف يحي العلم الناس وينقذهم وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله قال : {يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي ، فيقول :يا رب !.. أنّى لي هذا ولم أعملها ؟.. فيقول : هذا علمك الذي علّمته الناس ، يُعمل به من بعدك} . قلت رب العالمين سبحانه وتعالى يضاعف الاجر وهو اكرم الاكرمين قال في كتابه الكريم (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) ومن المهن الجيدة مهنتي الطب والتعليم فالطبيب ينقذ حياة انسان وكسبه حلال وقد يترك كتاباً علمياً ينتفع به الناس بعد موته او يكون كمصدر طبي والمعلم ايضاً فهو يربي الاجيال ويعلمهم الصحيح من الخطأ ويرشدهم الى الصواب ولعله يترك ايضاً كتاب ينتفع به بعد موته وبالجملة هذه من المهن الجيدة والنظيفة واعلى من هذه المهن وارفع مرتبة هي تعلم القران و علوم ال محمد عليهم السلام وتعليمهما للناس عن الامام الرضا عليه السلام : {يقال للعابد يوم القيامة : نِعْمَ الرجل كنت!.. همتك ذات نفسك ، وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنة .. ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره ، وأنقذهم من أعدائهم ، ووفّر عليهم نعم جنان الله ، وحصل لهم رضوان الله تعالى .ويقال للفقيه : يا أيها الكافل لأيتام آل محمد !.. الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم ، قف حتى تشفع لمن أخذ عنك ، أو تعلّم منك ، فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال عشرا ، وهم الذين أخذوا عنه علومه ، وأخذوا عمّن أخذ عنه ، وعمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا كم فرق بين المنزلتين} ففي انقاذ النفس وجرها الى طريق الهدى فضل عظيم كما هو واضح من حديث الامام ابو جعفر الباقر عليه السلام عن فضيل بن يسار قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: {قول الله عزوجل في كتابه: " ومن أحيا ها فكأنما أحيا الناس جميعا "؟ قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ قال: ذاك تأويلها الاعظم} فتعلموا علوم القران وعلوم اهل البيت عليهم السلام وعلموها للناس ختامه مسك قال امير المؤمنين عليه السلام ينادي منادٍ يوم القيامة: ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن. فكونوا من حرثته وأتباعه
يتبع
تعليق