إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

العراق.. تقرير من الداخل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العراق.. تقرير من الداخل

    حفل خيرى من أجل شعب العراق .. يقيمه إتحاد الطلاب العرب VAS .. يوم الأحد الموافق: 4 من مايو 2003 م الساعة 19:00.. بالمعهد الأفروأسيوى الكائن بالحى (9) شارع Tuerkenstr .
    مزيد من المعلومات بالملف الآمن المرفق .

    --------------------------------------------------------------------------------

    العراق.. تقرير من الداخل
    الطبعة الأولى - 2003 م

    ديليب هيرو متخصص مرموق في شؤون العراق وإيران تحديداً, والشرق الأوسط عموماً. كتب عن العراق كتباً عدة, وأصبح واحداً من قليلين يتصفون بالصدقية والموثوقية ممن يدلون برأيهم في الشأن العراقي خاصة في الأوساط الغربية. وتمتاز كتب هيرو بأنها ثروة معلوماتية من ناحية التوثيق والرصد وتضمين الوثائق والحوادث. إضافة إلى ذلك فإنه يربط بين الحوادث والمعلومات بطريقة تحليلية تنفذ دوماً إلى عمق الأهداف المبتغاة من السياسات المعلنة, خاصة من قبل الولايات المتحدة إزاء العراق والمنطقة.

    في هذا الكتاب الصادر قبل أسابيع من إعلان الحرب ضد العراق, يتابع هيرو أسلوبه التحليلي والتوثيقي عن "عراق صدام" ويتحدى به الكثير من الطروحات الغربية, ويكتب من داخل العراق وعنه ما تقشعر له الأبدان, خاصة لناحية أثر العقوبات والحصار على المدنيين العراقيين.

    أبعد من ذلك, يقدم هيرو أطروحة هامة تقول: لقد نجح جورج بوش الابن عن طريق شن "هجوم وقائي" ضد العراق في استفزاز صدام حضارات بين الإسلام والغرب, وهو الأمر الذي فشل فيه أسامة بن لادن. وبهذا فإن هيرو يحمل بوش والإدارة الأميركية اليمينية المتطرفة التي يرأسها بالتسبب في تشجيع وتكريس مقولات صدام الحضارات بسبب تبني سياسات هجومية هوجاء.

    أميركا لا تستطيع الجواب
    يطرح هيرو عبر فصول الكتاب مجموعة من الأسئلة الحادة, ويقول إن الولايات المتحدة لا تستطيع تفادي الإجابة عنها أمام الرأي العام العالمي, وهي:

    لماذا قامت الولايات المتحدة بالحرب على العراق مع أن تقارير لجان التفتيش التابعة للأمم المتحدة أكدت أنه تم نزع ما بين 90 إلى 95% من أسلحة الدمار الشامل العراقية؟
    أين الدليل على صلة العراق بتنظيم القاعدة؟
    ما دور جهازي الاستخبارات الأميركية سي آي إي والبريطانية أم آي سكس في محاولات الانقلاب الست الفاشلة التي نظمت للإطاحة بنظام حكم صدام حسين منذ عام 1991؟
    لكن هذه الأسئلة -وغيرها عديد- يصل إليها المؤلف بعد أن يطوف بنا في تسعة فصول مليئة بالمعلومات التاريخية والسياسية والخرائط والوثائق, وتنتهي بملاحق تتضمن قوائم من الأسئلة التي كثيراً ما تطرح من مثل: هل تصب الحملات العالمية المناهضة للعقوبات ضد العراق -وضد الحرب حالياً- في صالح النظام الحاكم؟ وهكذا.

    الفصول الأولى تتناول تاريخ العراق ووضعه السكاني والسياسي الراهن, والتطورات التي لحقت به في المراحل السياسية في القرن العشرين. ثم تبدأ الفصول التي تلي, من الفصل الرابع وحتى نهاية الكتاب في معالجة الأزمات والحروب الحديثة من الحرب مع إيران, ثم غزو الكويت وحرب الخليج الثانية, وبعدها الحصار والعقوبات, ثم تأثير أحداث الحادي 11 سبتمبر/ أيلول على العراق, ووصولاً إلى الحرب الحالية.

    العراق.. بوش وكلينتون
    وقبل استعراض الأفكار الأساسية الواردة في كل من هذه الفصول, سيكون من المفيد التوقف مع المؤلف بعض الشيء عند المقدمة وحول ما التقطه من تأثير العراق على السياسة الداخلية في الولايات المتحدة وتحديداً على الانتخابات الرئاسية, بما يشير إلى مركزية العراق في الإستراتيجية الأميركية.

    ففي الأسطر الأولى يقول هيرو -متهكماً- إن رسالة الوداع والشكر التي ألقاها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون يوم 20 يناير/ كانون ثاني 2001 بعد انتهاء فترتي رئاسته، خلت من تقديم شكر لصدام حسين لأنه كان السبب في بقاء كلينتون في الحكم، إذ بعد حرب الخليج الثانية وانتصار الحلفاء في إخراج العراق من الكويت تصاعدت شعبية جورج بوش الأب إلى معدلات عالية بلغت 91% بحسب الاستطلاعات، وكان فوزه في الانتخابات الرئاسية التالية مؤكداً، مما أدى بكثير من قيادات الحزب الديمقراطي المؤهلة لمنافسة بوش الأب إلى عدم ترشيح نفسها لأن الخسارة أمام بوش كانت شبه محققة.

    وكان هذا التنحي الاختياري عن الترشح هو السبب الذي مهد الطريق لسياسي مغمور مثل بيل كلينتون من القفز بقوة وحرق المراحل ليصبح مرشح الحزب الديمقراطي أمام بوش. لكن ما أن حل موعد الانتخابات حتى كان المزاج الأميركي الداخلي قد تغير لأسباب محلية, وانقلبت الموازين ومال الناخبون للحزب الديمقراطي ومرشحه كلنتون المحظوظ. ويقول هيرو إن إيران كانت قد سبقت العراق في التأثير المباشر في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، فالرئيس الأسبق جيمي كارتر خسر انتخابات عام 1980 بسبب فشله في معالجة أزمة الرهائن في السفارة الأميركية بالعاصمة الإيرانية طهران.

    الحياة في العراق
    في الفصل الأول المعنون "الحياة في العراق" ينقل هيرو صورة دقيقة وحية عن معاناة العراقيين وتفاصيل حياتهم اليومية, بهدف إطلاع القارئ الغربي على كيفية حياة الناس العاديين بعد أكثر من 12 سنة من الحصار.

    وهيرو هنا لا يكتب معتمداً على تقارير المنظمات غير الحكومية أو التغطيات الصحفية -المنصف منها وغير المنصف- بل يذهب بنفسه إلى هناك ويقضي الأسابيع متنقلاً مع دليله ومترجمه أثير الأنباري, بين مدن العراق وأحيائه راصداً بعين الكاتب والباحث شظف العيش الذي اعتاد عليه العراقيون, لكنه ليس من عاديات العيش في أي مكان آخر.

    فليس من الطبيعي أو العادي أن يستأجر شخص ما شقة بمقابل شهري هو طبقين من البيض كما كان يفعل سعيد -وغيره كثيرون طبعاً- سنة 1994. وليس من العادي أو الطبيعي أن تعرض امرأة بيتها للاستئجار بمقابل سنوي هو مجرد دجاجة, ثم لا تجد من يقبل العرض! فالحصار دمر اقتصاد وحياة العراقيين, بل وأضعف أجسادهم التي صارت تعاني من سوء التغذية.

    ويلاحظ هيرو كيف أن ثمة لازمة لغوية صارت جزءاً لا يتجزأ من حديث العراقيين وهي "قبل الحصار" و "بعد الحصار", حيث تتم المقارنة الدائمة بين نوعين من الحياة. هذه الحياة التي تغيرت في المدن والأرياف على حد سواء, بل وقلبت أنماط التحديث المديني المعروفة في العالم الثالث، إذ ينقل هيرو عن تقارير للأمم المتحدة عام 1995 تقول إن ما نسبته 10% فقط من العاملين في القطاع الخاص كان وضعهم مقبولاً من ناحية أداء الأعمال الاقتصادية التي يديرونها, في حين تعرضت البقية لنكسات هائلة اضطرت الكثيرين منهم للهجرة إلى الريف. وبينما بلغت نسبة سكان المدن 70% انخفضت هذه النسبة خلال عدة سنوات فقط وزادت نسبة سكان الريف، وصارت نسبة من يعملون في الزراعة 40% على عكس النمط السائد في كل البلدان النامية.

    على الصعيد الصحي فإن الكارثة الإنسانية التي أنزلتها العقوبات على الشعب العراقي لا يمكن وصفها خاصة على مستوى حظر استيراد الأدوية والغذاء بزعم أن الكثير منها يحتوي على مواد وعناصر يمكن للعراق استخدامها في إنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وينقل هيرو عن أحد العراقيين قوله إنه كان يتناول حبات 100 ملغ من دواء الترنين لضبط ارتفاع ضغط الدم عنده والتي كانت موجودة في الأسواق وبسعر أقرب إلى المجاني، ثم كيف أصبحت الحبة الواحدة تساوي عشرة دنانير عراقية, أي 150 ضعف ما كانت تساويه قبل الحصار. وهذا يعني أن الوجبة الشهرية من هذا الدواء تقضي على دخل ابنه الذي يعمل في الحلاقة والذي يبلغ 25 ألف دينار.

    ويقارن هيرو نصيب الفرد العراقي من الإنفاق الصحي السنوي الذي يبلغ 12 دولارا بإنفاق الفرد على حبوب الدواء في بريطانيا الذي يبلغ 1500 دولار. وكان استيراد أي مواد من الخارج يتطلب موافقة لجان عديدة من الأمم المتحدة -المشرفة على الحصار- والمرور بـ14 خطوة تسيطر عليها الولايات المتحدة التي كانت ترفض الكثير من صفقات الدواء والطعام حتى من دون تقديم أي تبريرات.

    تاريخ العراق
    في الفصل الثاني يستعرض المؤلف تاريخ العراق من حضارة بابل وحتى قيادة حزب البعث، وهو بهذا يقدم إطاراً جغرافياً وتاريخياً سياسياً مهماً خاصة لقارئه الغربي. وهو إذ لا يتوقف طويلاً عند التاريخ السحيق للكلدانيين وحضارة ما بين النهرين, فإنه يستعجل الوصول إلى التاريخ الحديث الذي له علاقة مباشرة بأحداث العراق المعاصر. فبعد انهيار الدولة العثمانية في المنطقة منحت "عصبة الأمم" بريطانيا "حق الانتداب" في العراق الذي أصبح بالتالي مستعمرة تابعة للتاج البريطاني. وخلال سنوات الاستعمار تلك, خطت الحدود السياسية الحالية للعراق بكل تعقيداتها في الشمال حيث الأكراد, وخلافاتها في الجنوب حيث ولدت دولة أخرى آنذاك اسمها الكويت. وبعد اكتشاف النفط في كركوك عام 1927 ازداد سعار البريطانيين واهتمامهم بالعراق, وأجبر الملك فيصل الأول بعد ذلك على توقيع اتفاقية مع بريطانيا تفرض على العراق انتهاج سياسة خارجية خاضعة لبريطانيا, وتسمح ببقاء قوات بريطانية على الأراضي العراقية لمدة 25 سنة.

    وعندما انتهى "الانتداب البريطاني" عن العراق سنة 1932 كان الكثير من العراقيين ينظرون إلى استقلالهم على أنه منقوص السيادة طالما ظلت القوات البريطانية في بلدهم. بعد وفاة فيصل الأول عام 1933 خلفه ابنه غازي الأول الذي مات هو بدوره في حادث سيارة عام 1939, واتهم البريطانيون بتدبيره بعد أن شجع رئيس وزرائه على تبني سياسة معادية لبريطانيا. بعدها, حكم العراق بالوصاية عبد الإله بن علي, وصي الوريث الشرعي للحكم الملك فيصل الثاني الذي كان عمره عند وفاة والده أربعة أعوام. وفي سنة 1941 قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني التي أطاحت بالملكية مؤقتاً وطردت العائلة المالكة إلى الخارج، لكن سرعان ما أجهضها البريطانيون وقضوا عليها ونصبوا نوري السعيد رئيساً للوزراء يحكم بحسب التعليمات البريطانية.

  • #2
    استمر الأمر كذلك حتى عام 1958 عندما جاء انقلاب عبد الكريم قاسم الذي أطاح بالسعيد وبالهاشميين في العراق وأعدم الملك فيصل الثاني ورئيس وزرائه, وأسس الجمهورية العراقية خلفاً للمملكة العراقية.
    تبنى قاسم سياسات وطنية وتخلى عن حلف بغداد الذي أسسته لندن, لكن أطيح به في انقلاب عسكري سنة 1963 قاده حزب البعث الذي نصب عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية. قتل عارف في حادث طائرة سنة 1966 ليخلفه أخوه عبد الرحمن عارف, وليتم إسقاطه هو الآخر بانقلاب بعثي أكثر إحكاماً هذه المرة سنة 1968 بقيادة أحمد حسن البكر. في عهده, تشكل مجلس قيادة الثورة الذي عمل على إجراء إصلاحات اقتصادية ضمنت شعبية للحكم الجديد, ووقع مع الثوار الأكراد اتفاقية الخمسة عشر نقطة سنة 1970 التي هدأت التمرد الكردي والتي كان بموجبها منح الأكراد حكماً ذاتياً موسعاً, مع إعطائهم منصب نائب رئيس الجمهورية. سقطت الاتفاقية واندلع التمرد مجدداً بدعم إيراني وإسرائيلي -كما يقول الكاتب- إلى أن أخمد مرة أخرى بسبب تخلي إيران عن الأكراد إثر توقيع اتفاقية الجزائر مع العراق سنة 1974. صعد نجم صدام حسين في قيادة حزب البعث ومجلس قيادة الثورة, إلى أن تمكن من الإطاحة بالرئيس البكر عام 1979, ومن يومها وهو يقود العراق.

    أحداث معروفة
    يسجل هيرو في الفصل الثالث والرابع الأحداث التي صارت معروفة سواء من الحرب العراقية الإيرانية وما رافقها من دعم غربي لنظام صدام حسين, ثم تطور قوة العراق العسكرية, ونهاية الحرب. وبعدها غزو العراق للكويت وحرب الخليج الثانية, وما تلاها من حصار وصولاً إلى أحداث 11 سبتمبر/ أيلول في الفصول التالية. لكنه يفرد فصلاً يخصصه لمعالجة وتحليل وضع المعارضة العراقية لنظام صدام حسين, وعلاقاتها مع القوى الأجنبية.

    فيبدأ الحديث عن تنظيمات الأكراد وتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مصطفى البرزاني ويعود إلى جذور التمرد الكردي ضد الدولة العثمانية, ثم مواصلة التمرد ضد السلطات المركزية في بغداد، إلى أن جاء انقلاب عبد الكريم قاسم الذي أيده البرزاني وعاد من أجله من الخارج. لكن سرعان ما تدهورت الأمور, ونشب القتال في جولات متعددة بين عراق البعث والأكراد انتهت بإخضاع المنطقة الكردية للسلطة المركزية خلال الحرب العراقية الإيرانية. وخلال سنوات القتال مع بغداد انشق الحزب الديمقراطي على نفسه, وتأسس الحزب الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني الذي ظل المنافس الأكبر للحزب الأم برئاسة مسعود البرزاني بن مصطفى البرزاني المؤسس. علاقات الأكراد العراقيين كانت وما زالت قوية بإيران خاصة خلال الحرب, ووقفوا إلى جانبها ضد النظام الحاكم في بغداد.

    أما المؤتمر الوطني العراقي برئاسة أحمد جلبي فقد تأسس برعاية أميركية كما يقول المؤلف عام 1990, ثم ترسخ في اجتماع فيينا عام 1992 وموله جهاز السي آي إي, وكان الهدف منه قلب نظام الحكم في بغداد. ويسرد المؤلف تفاصيل مخططات الانقلابات العسكرية عامي 1995 و1996 التي أشرفت عليها السي آي إي بالتعاون مع المؤتمر الوطني والأحزاب الكردية في شمال العراق من أجل التخلص من النظام في بغداد، لكن الفشل كان حليفها. ومن المثير الذي يذكره المؤلف هنا أنه عندما اقترب انقلاب سنة 1995 من النضوج، أرسل مدير جهاز السي آي إي آنذاك جون ديتش إلى رئيس محطة عمان التابعة للجهاز فريقاً خاصاً للتنسيق مع المخابرات الأردنية بشأن الانقلاب.

    في الفصل الخامس الخاص بالمعارضة العراقية وكذلك في الفصل السادس الذي يناقش العلاقة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة فيما يخص الشأن العراقي, يفصل ديليب هيرو كيفية توظيف المنظمة الدولية كأداة بيد واشنطن لتحقيق أهداف سياسية وأمنية واستخباراتية لا علاقة لها بعمل الأمم المتحدة. وسواء عن طريق اختراق لجان التفتيش من قبل السي آي إي, أو عن طريق التلاعب بقرارات الأمم المتحدة, أو السيطرة على لجانها الخاصة بفرض الحصار على العراق، نقرأ تفصيلات مذهلة تكاد تقترب من الأفلام السينمائية في بعض أجزائها.

    وفي الفصلين السابع والثامن يموضع المؤلف العراق وأهميته في سياق إقليمي, معالجاً علاقات العراق الإقليمية وملاحظاً أن التحسن المطّرد للعلاقات العراقية العربية كان عاملاً محفزاً على تسريع مسار المواجهة والحرب معه، إذ إن آخر ما كانت تريده واشنطن هو أن يتصالح العرب مع النظام في العراق مهما كانت أرضية ذلك التصالح, حتى لو كان اعتذار بغداد للكويت عن غزو سنة 1990، ويشير هنا إلى مؤتمر قمة القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 الذي قطع خطوة مهمة في ذلك الطريق.

    إلى ذلك, يرى المؤلف أن أهمية العراق الدائمة هي في نفطه، فالعراق يحتوي على ثاني أكبر مخزون للنفط في العالم بعد السعودية, ويعتبر النفط العراقي من أنظف وأجود أنواع النفط. ولا يمكن للغرب أن يتسامح مع وجود نظام غير مؤيد له يسيطر على ذلك المخزون.

    لكن, وكما يذكر في الفصل التاسع, أياً كان التحسن في علاقات بغداد مع جوارها الإقليمي, أو الاعتراف بأهمية نفطها, فإن أحداث 11 سبتمبر/ أيلول وفرت للولايات المتحدة الفرصة التاريخية لتحاول الحسم مع العراق بالقوة العسكرية هذه المرة. لكن الخطط الأميركية للقيام بعمل عسكري ضد العراق سبقت قدوم إدارة جورج بوش الابن وتفجيرات سبتمبر/ أيلول 2001, وتعود إلى "رؤى" قدمها صقور أميركيون عام 1998 إلى الرئيس السابق بيل كلينتون تدعو إلى الإطاحة بصدام عسكرياً. وكان من سخريات القدر أن أولئك الصقور الذين كانوا خارج إدارة كلينتون, صاروا من أعلى القيادات في إدارة جورج بوش الابن, مثل دونالد رمسفيلد وريتشارد بيرل وبول وولفويتز. وهكذا فقد سارعت تلك المجموعة إلى تفعيل "المسار العراقي" البعيد وغير الموصول بكل قصة "الحرب ضد الإرهاب" أو بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن. وتم الإعلان عن محور الشر الذي ضم بالإضافة إلى العراق إيران وكوريا الشمالية.

    في ختام الكتاب يفرد المؤلف صفحات مطولة للإجابة على العديد من الأسئلة المكرورة التي تطرح في الإعلام الغربي, أو يتداولها الرأي العام العالمي بالنسبة للشأن العراقي، ثم يضيف مجموعة من الأسئلة التي لا تطرح في هذا السياق.

    ومن ضمن مجموعة الأسئلة الأولى يتناول تساؤلات مثل: هل كان صدام حسين معتدا حين غزا الدول المجاورة؟ (ويجيب نعم, لكنه يدين موقف الولايات المتحدة التي شجعته على غزو إيران والكويت), وهل يهدد العراق جيرانه حالياً؟ ويجيب بالنفي. أما من ضمن مجموعة الأسئلة الثانية فنقرأ تساؤلات مثل: هل احتوت لجان التفتيش التابعة للأمم المتحدة على جواسيس أميركان؟ ويجيب بالإيجاب, ويفصل في ذلك كما في غيره من التساؤلات.

    كتاب ديليب هيرو عبارة عن تسجيل دقيق لا غنى عنه لكل من يتابع القضية العراقية في العقدين الأخيرين, ثري بالمعلومات وجدير بالإشادة.


    --------------------------------------------------------------------------------


    الجزيرة - كامبردج بوك ريفيوز



    غلاف الكتاب
    -اسم الكتاب: العراق.. تقرير من الداخل
    -المؤلف: ديليب هيرو
    -عدد الصفحات:204
    -الطبعة: الأولى 2003
    -الناشر: London, Granta Books

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X