إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آل الشيرازي المرجعية المظلومة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آل الشيرازي المرجعية المظلومة

    سلسلة قيمة جدا بقلم أحد الكتاب نقلا عن حسابه فيسبوك
    https://m.facebook.com/profile.php?id=701627789

    آل الشيرازي المرجعية***
    المظلومة (١)

    لم أرى مرجعية ظلمت مثل مرجعية الشيرازي، ومع كل هذا فهي مميزة وشامخة لم يستطيع الذي في قلبه مرض أن ينال منها شيء، ابتداءً من الاستعمار الإبريطاني قبل قرن ونصف إلى يومنا هذا مازال صراعهم قائماً على ضرب هذه المرجعية الشامخة دون توقف بأشكال وأنواع مختلفة، لم يراعي فيها الناس مقامها العلمي وإخلاصها الولائي لخدمة الإسلام وأهل البيت عليهم السلام دون اكتراث، مع هذا قد استطاع الإمام الراحل المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي أن يوصل رسالة ويبرهن من خلالها للعالم إن كنتم تملكون السلاح والإعلام فإننا نملك القلوب. وهو في وضع حرج قد فرض عليه الإقامة الجبرية قرابة ٢٠ عاماً من قبل النظام الإيراني وهو سجين المنزل.

    فلم يرحمها الحكام المستبدين، ولم يرحمها بعض العلماء الحاسدين الحاقدين، ولم يرحمها المجتمع المسكين، ولكن القاعدة تقول إن النصر حليف المؤمنين.***

    • لماذا نقف مع المظلوم

    واقع يجهله الكثير ويهتم به الكثير أيضاً، كفتان ترجح إحداهما على الأخرى، ويكون رجحانها بسبب الفطرة التي فطر الإنسان عليها وبدوافع تختلف فيه الأمزجة العرقية والدينية، وأما السبب في فقدان ترجيح الكفة الأخرى يعود ربما لعدم الاكتراث والامبالاه بما يجري، والبعد عن المسؤولية والاختلاط والخوف في الدخول في صراعات ونزاعات يفضل فيها الإبتعاد للحفاظ على مركز الإحترام وغير ذلك من مشاهد الحياة، وهذه الكفة تحتاج لإيضاح وشرح وتبيان الموقف لرفع شبه أو نقطة مخفية أو غمامه كانت ساتراً في هذا الجانب من التفكير.***

    الكفة الراجحة هي مع المظلوم لأن الإنسان يدرك أن الظلم قبيح وهو ميزة وعادة من الأفعال الغير حسنة، فالعقل السليم وحتى بعض المتخلف فكرياً والمختل عقلياً يستطيع التمييز بين الظلم والعدل ويميل إلى العدل.***
    ولأن الإنسان يميل إلى العدل ويرفض الظلم نراه سرعان ما يتأثر بقصة قد يسمعها أو منظر يشاهده أو موقف قد يراه فجأة.***

    عبدالهادي المخوضر ٢٠١٤/١٢/١٦
    ٢٢ / صفر المظفر / ١٤٣٦ هجرية

    آل الشيرازي
    المرجعية المظلومة (٢)

    لم أكن من مقلدي سماحة المرجع الشيرازي، كنت من مقلدين سماحة المرجع السيد السيستاني، إلا أن الظروف أفتحت عيني على مرجعية الشيرازي في عام ٢٠٠٢م وكان حينها الانترنيت ينتشر، فأخذت بالتجوال في المواقع الالكترونية والمنتديات أقرأ لأصل لنتيجة حقيقة ما يقال وينقل ضد مرجعية الشيرازي ومقلديهم، فوجدت أن الأمر يختلف تماماً وخلاف ما يقال وينقل للناس، فكنت بعد ذلك أوضح الأمر للبعض فوجدت بعضهم ينهاني والبعض في حيرة في ما أنا عليه وغيرهم يحذرني وما إلى ذلك وهم يعتقدون أني عدلت لمرجعية الشيرازي ولكني ما زلت على تقليد السيد السيستاني، إلا أن مسألة الظلم الذي يقع ويجري على مرجعية الشيرازي لم أستصيغه نهائياً، وانخرطت في مؤسسة دينية تابعة لمرجعية السيد الشيرازي وأنا مازلت على تقليد السيد السيستاني، وطبرت لمدة ٣ سنوات كذلك وأنا من مقلدين السيد السيستاني وكان يعتقد البعض خلاف ذلك، وبعد ٥ سنوات عدلت لمرجعية السيد الشيرازي.

    • حواجز وهمية لعدم نصرة المظلوم

    الأمر الذي أردت أن أوضحه من هذه المقدمة أني لم أجعل مسألة التقليد حاجزاً في عدم الدفاع عن مظلومية مرجعية الشيرازي ولم أعير أي اهتمام لما يحدث ويصبح مردوده عليّ، بل أعتقد أنه واجب ديني وإنساني وأخلاقي، هذه مسؤولية أمام الله نحاسب عليها يوم القيامة، وليس الهدف من كلامي اجبار الجميع على التحرك بل هي رسالة أحببت أن أوضحها والكل حرٌ في شؤونه.

    عن الإمام علي عليه السلام: الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه، وعلى كل داخل في باطل إثمان، إثم العلم به، وإثم الرضا به.
    لم أكن أرضى بأفعال البعض ضد المرجعية الشيرازية، والعجب العجاب من الذي يعلم ويعرف ويستطيع التوضيح وبيان الأمر بسهولة وبالأخص رجل الدين الذي يتمتع برفع معاناة الفتنة التي يعيشها البيت الشيعي.

    الإسلام يركز على نصرة المظلوم بغض النظر عن لونه وجنسه، ليجعل من المجتمع الإسلامي مجتمع متماسك ومترابط يشد بعضه بعض، ويبني بينهم أواصر المحبة والإخاء ويقوي لحمتهم أمام الأعداء ويفوت ويسد عليهم فرص الهجوم والإعتداء، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله أمر بسبع: أمرهم بعيادة المرضى، واتباع الجنائز، وإبرار القسم، تسميت العاطس، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي.(١)
    إذا كانت نصرة المظلوم لا يحددها الإسلام بلون أو جنس ويعيرها اهتماماً كبيراً، فما عسانا أن نقول في نصرة مرجعية لها تاريخها العظيم والعريق ولها الوزن الثقيل في خدمة الدين وأهل البيت عليهم السلام!؟
    ..............
    ١/ بحار الأنوار ج٧٨ ص٢١٤

    عبدالهادي المخوضر ٢٠١٤/١٢/١٧م
    ٢٣ / صفر /١٤٣٦هـ


    آل الشيرازي المرجعية***
    المظلومة (٣)

    • الإعلام المضلل
    يلجأ الظالم والمستبد للإعلام الضلل الذي يستطيع من خلاله أن يقلب الحقائق ويتلاعب بها لحفظ مصالحه ومشاريعه التي يسعى لها، وهذا ما سار عليه الطغاة والمستبدين وأهل الباطل في القرون الماضية التي تذكرها كتب التاريخ، واستمر الآخرون على نفس المنوال النهج في هذا الزمان، وما تعاني منه مرجعية الشيرازي هو هذا الأمر الثقيل إلا أن المواقف وحسن التعاطي والتدبر والحكمة التي كانت تتمتع بها مرجعية الشيرازي تحت هذه الظروف العصبة والضغوطات المستمرة لم تجعل من هذا المشروع أن يأخذ مكانته ويملىء حيزه بالكامل.

    لا يستطيع الطغاة وأهل الباطل أن يقفوا مكتوفي الأيدي وبلا عمل لضرب كلمة الحق ومسيرة الإصلاح، فلا بد من تخطيط***
    للتصديد لإثارة الإشاعات المغرضة لــ( أن الحق يخيف أهل الباطل لأن الناس إذا عرفوه تركوا الباطل واتجهوا إليه ).(١)

    • هل الشيرازية يصلّون ويصومون
    استطاع معاوية بن أبي سفيان لعنه الله عبر الإعلام المضلل أن يضل المسلمين ويبعدهم عن الإمام علي عليه السلام، ويملئهم حقداً وبغضاً حتى أوصلهم لمرحلة يعتقد فيها البعض أن الإمام علي عليه السلام لا يصلي!! وهذا ما تذكره كتب التاريخ أن أحدهم بعدما سمع بمقتل الإمام علي سلام الله عليه في مسجد الكوفة وهو يصلي في محرابه بدت عليه علامات الاستغراب والدهشة وبدأ يسأل وهل كان علياً يصلي؟!***

    وما نسمعه ونقرأه عن ذاك الزمان نراه في وقتنا الحاضر من بث اشاعات مضللة مستمرة يعمل بها أهل الباطل والظلم وينخر بها داخل البيت الشيعي أدى مفعوله فجعلت من البعض يعتقد بأن الشيرازية لا يصلّون ولا يصومون، هذا التساؤل الذي جر صاحبه عندما كان يتحدث مع زميله في موضوع يتعلق بالمرجعية الشيرازية، والمواقف كثيرة بهذا الشأن.***

    وما شاهدنا هذا العام في مسيرة الأربعين وما جرى في كربلاء المقدسة لهو أمراً يحز في النفس ويبعث على الأسى، كربلاء في كل عام تنعم بالأمن والأمان ولم تشهد أعمال فوضى وتخريب في هذه المناسبة العظيمة التي هي محط أنظار العالم ولكن شاء الله أن يفضح الظالم وأهل الباطل على مرآى ومسمع من الناس، مما جعل أهل الباطل أن يكشف عن وجهه الحقيقي والحقد الذي كان يضمره في نفسه ضد مرجعية الشيرازي.

    الإعلام المضلل في إيران أنتج هذه المجموعة من المخدوعين والمضللين الذين دخلوا أرض العراق للتخريب والفوضى ابتداءً من شوارعها وصولاً بكربلاء، والكل يعلم أن سبب ذلك هو الإعلام الكاذب الذي يسلط الضوء على دائرة المرجعية الشيرازية، حيث شهدت شوارع إيران وطرقها يافطات وصور تحمل عبارات مسيئة لمرجعية الشيرازي، كذلك وزعت أقراص ليزرية في حرم السيدة معصومة عليها السلام في قم المقدسة، وكل هذا على مرأى ومسمع الجميع ولكن (لا أرى - لا أسمع - لا أتكلم) ما دام الأمر يتعلق بمرجعية السيد الشيرازي.

    • مسؤولية وموقف
    ألا يتطلب ما يجري موقف صريح اتجاه الإعلام المضلل، وهل في ذلك من صعوبة، الوسائل في هذا الأمر كثيرة ويستطيع الناس أن يخفف من هذا الإعلام المشوه والمضلل ويقف ضده ليوصل رسالته للظالم وأهل الباطل انا خصمك، والرسالة الثانية للمظلوم انا معك.***

    جاء في وصية الإمام علي عليه السلام لولديه الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام: وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً.(٢)
    هذه مسؤولية عظيمة ليسجل كل منهما موقف يتحمل فيه المسؤولية الشرعية، وكلاهما واجها الإعلام المضلل، ولم يكن هذا فقط يتمثل في قضية مواجهة الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية، ومواجهة الإمام الحسين عليه السلام مع يزيد، بل كان يتعدى ذلك في مسيرة حياتهما مع الناس.

    ومن باب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف على الأقل أن البعض يحرك ساكناً إن لم يكن مهتماً لمسألة المرجعية الشيرازية فيكن اهتمامه للمحافظة على صورة الذي يقتدي به لكي لا يفقد بريق لمعان صورته لدى الجميع.

    قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
    فقال الرجل: يا رسول الله: أنصره إن كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟***
    قال صلى الله عليه وعلى آله: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.(٣)

    الظلم عادةً يصدر إما عن جهل الفاعل به، أو يعلم بقبحه ولكن يعمل به لحفظ مصالحه ومشاريعه وإن كان ذلك على حساب العقيدة وحق الشعوب وكرامتها. وهذا الأمر يتمثل في المجال السياسي والعاملين فيه بشكل كبير.

    ................
    ١/ كلمة لآية الله السيد رضا الشيرازي قدس سره
    ٢/ بحار الأنوار ج٤٢ ص٢٤٥
    ٣/ كنز العمال ج٣ ص٤١٤

    عبدالهادي المخوضر ٢٠١٤/١٢/١٩م
    ٢٥ / صفر/ ١٤٣٦ هـ

    ⚫آل الشيرازي المرجعية
    المظلومة (٤)⚫

    من الممتع أن نقرأ التاريخ ونعرف كل ما يتعلق بمسيرة الإنسان، فالقراءة في التاريخ لها طعم خاص فهو يجمع الماضي بالحاضر مع المستقبل، ومن المهم أن يلم كل واحد منا تاريخ البشرية منذ النشأة وما جرى في القرون والعصور السابقة وبالأخص أن نسلط الضوء على ما يتعلق بتاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله والأئمة من بعده عليهم السلام. فهو تاريخ مميز نستطيع من خلاله أن نحدد الكثير من المواقف والأمور المتعلقة بمسيرة حياتنا وحياة الأجيال القادمة.

    فتاريخنا نحن الشيعة تاريخ مهم ومليء بالمواقف والأحداث المهمة المتسلسلة والمترابطة عبر قرون مضت من الزمن، وأبرز ما يمكن أن يحدثنا التاريخ به هو مظلومية شيعة أهل البيت عليهم السلام عبر التاريخ، وهذه أحداث كثيرة يجدر بنا أن نهتم بقرائتها والاهتمام بها، وسنسلط الضوء على بعضها وأهمها بشكل سريع ومختصر لنربطها بمظلومية مرجعية الشيرازي، مما نلاحظ أنها متطابقة بعض الشيء مع ما كان يعاني به الشيعة في تلك القرون.

    عبدالهادي المخوضر

    ٢١ محرم ١٤٣٧هـ / ٢٠١٥/١٠/٤م

    ⚫آل الشيرازي المرجعية المظلومة (٥) ⚫

    أحداث أليمة مره بها شيعة أهل البيت عليهم السلام، بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وفي حياة الأئمة وبعد استشهادهم عليهم السلام، عاشوا التشريد والتهجير في شتى مناطق الدول الإسلامية، أبا ذر الغفاري الصحابي الجليل الذي نفي إلى الربذة في عهد عثمان بن عفان بسبب صلابة وقوة فكره واظهاره كلمة الحق، مع هذا مارس دوره بجهد وإخلاص في التبليغ ونشر علوم ومحبة آل البيت عليهم السلام، حتى أصبح جنوب لبنان يشهد له بالفضل بما هم عليه اليوم.

    هذا ما عانته مرجعية الشيرازي، فقد خيرت بين البقاء في كربلاء مقابل التصفية أو الرحيل بسبب مواقفها وعطائها الفكري والثقافي ونمو حركتها بقوة، فهاجرت وأكملت المسيرة، مسيرة العلم والجهاد والتضحية، فمن كربلاء إلى الكويت، ومن الكويت إلى إيران، فكانوا أينما حلوا وسكنوا أينعت ثمارهم.

    لم يكن شيعة أهل البيت عليهم السلام يعيشون بهناء وأمان مستقر في بقاع الأرض، فكان معاوية يلاحق شيعة الإمام علي (ع) أينما كانوا لتصفيتهم، بشاعة في التعذيب والملاحقة والقتل، تنوع طرق الاغتيالات لإضاعة اصبع الاتهام فهذا مالك الأشتر اغتاله معاوية بدس السم في العسل، حتى قال إن لله جنوداً من عسل.

    فما حدث لآية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي كان الفعل ذاته، فقد أرسل النظام البائد في العراق أزلامه لغتياله في جنوب لبنان للتخلص من نشاطه ودوره التبليغي قبل تزايد التفاف الناس حوله واتساع شعبيته، انتقاماً منه لمواقفه الصلبه وقوة إرادته.

    لم يكن المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي يعيش الاستقرار في قم، فبسبب نشاطه وعمل الدؤوب وحركته المستمره فقد مارس معه النظام الايراني أنواع من الارهاب والترهيب والمضايقات المستمرة حتى في تشييعه ودفنه، الحال بين الماضي والحاضر واحد.

    لم يكن معاوية من مارس هذا العذاب والمنهج بل سار عليه من حكموا بعده، فعندما تولى هشام بن عبدالعزيز الحُكم، لم يكتف بالإرهاب والترهيب والضغط بل سعى جاهداً للقضاء على كل من كان له علاقة بالإمام الباقر (ع) حتى أصدر قراراً بهذا الشأن، ولكن الإمام (ع) أفشل خططهم فقد أمر أحد تلاميذه بالتظاهر بالجنون لضمان نجاته من الاغتيال.

    تماماً كما يفعله بعض الشيعة سابقاً لتفادي الضغوطات النفسية وتجنب الترهيب ومعرقلات الحياة بإظهار أنفسهم أنهم من المسلمين العامة أو التظاهر بنقصان العقل، هكذا كان بعض أتباع مرجعية الشيرازي، فكان من الصعب جداً في بداية نشوء وإشعال الفتنة أن يصرح المؤمن عن نفسه لأقرانه وأصدقاءه وأقاربه بأنه يقلد السيد الشيرازي فهذه جريمة لا تغتفر، تجر خلفها ويلات تشهير وتشويه ومعادات وغيرها ما ينافي الآداب والأخلاق الإسلامية، صعبٌ جداً أن يعرف عنك أنك تقرأ مؤلفات الشيرازي، فالحل الوحيد الذي سار عليه البعض هو التظاهر بعدم تقليد السيد الشيرازي والتبري منه ومن أتباعه والهروب من داخل دائرة الاتهام أو الشك.

    ما ينقل من أحداث جرت داخل سجون البحرين في الفترة الماضية من عام ٩٥ وما بعدها لأحداث مؤلمة يخجل الشيعي من سماعها، عذاب داخل عذاب، الكل في قضية واحدة تجمعهم قضية واحدة وهدف واحد إلا أن هذه المسألة كانت مسلك للترهيب والاعتداء على البعض داخل السجون من قبل الأخوة هداهم الله، حتى أن أحد مقلدي السيد الشيرازي قد تظاهر بالجنون طيلة الفترة التي قضاها داخل السجن عندما سألوه عن تقليده، والأحداث كثيرة بهذا الشأن.

    عبدالهادي المخوضر
    ٢٣ محرم ١٤٣٧هـ ٢٠١٥/١٠/٦م

    ⚫ آل الشيرازي المرجعية المظلومة (٦)

    سألني البعض عن المضايقات التي حدثت داخل السجون. كان تقليد السيد الشيرازي داخل السجن من الأمور الحساسة، فقد قام المعتقلين هناك على استجواب بعض من مقلدي السيد الشيرازي والتحقيق معهم، فيضعون ثلاجة تخزين الماء ليجلس عليها المتهم أو شيء آخر ويبدئون معه التحقيق أمام المعتقلين ويوجهون له الأسئلة والاستفسارات، كمتى بدأت تقليد السيد الشيرازي كيف كانت بدايتك، من أرشدك، من أين تحصل على مؤلفاته، ما هو نشاطك ودورك .. إلى آخ.

    من ضمن أنشطة المعتقلين الدينية والثقافية أيضاً أنهم كانوا يتبادلون الرسائل التحذيرية داخل السجن من عنبر إلى عنبر آخر، إشارةً إلى بعض من مقلدي السيد الشيرازي (قدس سره)، ويبعثون رسائل أخرى للخارج عن طريق المفرج عنهم أو زيارة أهاليهم، يحذرون ويرشدون فيها إدارات المآتم إن كانوا لا يعلمون بوجود أتباع السيد الشيرازي في في هذه القرية وأن لديهم نشاط ديني وتحرك ثقافي ليأخذوا الحيطة والحذر.

    رجع أحد المعتقلين من زيارة أهله، فسأله الآخرون ما هي الأخبار والمستجدات في الخارج فقال: أنتم تعلمون أن السيد الخمنائي رجل فقير فقد باع عباءته، فأخذ المعتقلين بالبكاء لتأثرهم بهذه الموقف وهذه الفاجعة، فأقاموا مجلس عزاء ولطم داخل السجن ومن لم يشارك في هذا المجلس يقع تحت أنظارهم.

    من المواد الغذائية المستهلكه داخل السجن علب التونه، فمن يملك تونه مصنوع في بلاد غير إيران لا يدعونه يدخل العنبر.

    كان البعض لا يسلم على مقلدي السيد الشيرازي ويبتعد عنهم ضناً منه أنه نجس وطهارته وغسله وعبادته غير صحيحة لأن تقليده باطل.

    ينقل أحد الأخوة أنه يقف معهم لصلاة الجماعة فيجدهم ينفرون من حوله وما يرى نفسه إلا وحيداً واقف وأنهم ابتعدوا عنه.

    أعلم أن البعض لا يستسيغ هذه المواقف، هذا شأنه، لكن هذه من المواقف الواقعية.

    أعلم أن البعض يقول أن هذه المواضيع فتنه وتسبب الفتنة!
    عليه أولاً أن يعرف ما هي الفتنه، وعليه أن يشخص المسألة والموضوع، وعليه أن يعرف الأسباب.

    يقول الإمام علي (ع) في رسالة لمعاوية: لعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوماً ما لم يكن شاكاً في دينه ولا مرتاباً بيقينه، وهذه حجتي إلى غيرك قصدها.(١)

    كل هذه الأمور وغيرها هنا وهناك في أماكن مختلفة ومتعددة، قد يتستر عليها البعض أو يغض البصر عنها إلا أن الجهل والتعصب والمكابرة والإصرار عليها تجعل هذه الأعمال تعكس الصورة المتجسدة في الفكر المختل ليذم ويتفتضح في كل مرة.

    من وصية الإمام الصادق لولده الإمام موسى الكاظم (ع)من احتفر لأخيه بئراً سقط فيها).(٢)

    التسقيط الذي مورس في حق مرجعية الشيرازي وحفروا له منذ زمن طويل قد وقعوا فيه، والغريب في الأمر أنهم أسقطوا أنفسهم بأنفسهم لتفاقم أعمالهم، ومن حاولوا تسقيطه من أعين الناس وفكرهم قد زاده الله علوا، فاقبال المؤمنين على مرجعية السيد الشيرازي مستمر وفي تزايد ملحوظ.
    ---------------
    ١) المفيد ٢٨٧
    ٢) سير أعلام النبلاء ٢٦٣

    عبدالهادي المخوضر
    ٢٥ محرم ١٤٣٧ هـ
    ٢٠١٥/١٠/٨


    ⚫ آل الشيرازي المرجعية المظلومة (٧)

    في ظل تلك الظروف التي كانت تفرض على شيعة أهل البيت (ع) سابقاً، لم يكن لهم متنفس وحرية للتعبير عن وجودهم وفكرهم، فجميع الوسائل التي كان الشيعة أن يستغلونها في ابداء آرائهم على المستوى الطلق غير متاحة، كانت الوسائل محدودة، التأليف والمنابر والتبليغ كانت أيضاً تحت الرقابة نوعاً ما وتحت المسائلة، لذلك كان الكثير من الشعوب قد أخذت طابع سلبي وسيئ عن الطائفة الشيعية حسب ما ينقل لهم من شائعات وأكاذيب مروجة.

    المعاناة التي كانت تعيشها الطائفة الشيعية هي نفس المعانات التي كانت تعاني منها مرجعية الشيرازي ومقلديها، الظروف والأسباب التي أوقعت المجتمع في تناحر كانت ذات هيمنة ومبنية على أسس، كل هذا لكي لا تفقد الزعامات بريق لمعان أوهامها.

    بالأمس لم يتمكن الشيعي أن يتكلم بكل حرية وشجاعة وأمام الملأ ويقول: أنا شيعي. واليوم في وقتنا الحاضر بكل شجاعة وطلاقة وإرادة يفتخر ويقول: أنا شيعي ولي الفخر أن أكون على هذا المذهب. ويتكلم عن عقيدته بكل حرية وفخر، فالحال مساير مع أتباع مرجعية الشيرازي فاليوم ليس كالأمس، والأمور ليست كالمتوقع التي كان يعتقد فيه المغفلون، فالتطور الإلكتروني الباهر والوسائل الإعلامية المتاحة كبيرة كانت أم صغيرة قد غيرت مجرى طريقة التفكير وتركت ثغرات من خلالها استطاع الكثير أن يتعرف على المنهج الشيعي، كما هو الأمر ذاته أن يتعرف الكثير على منهج المرجعية الشيرازية المباركة.

    الضغط الممارس على القنوات الشيعية بكل أشكاله وألوانه من جهات سياسية وشخصيات مختلفة، هو تماماً الضغط عينه يمارس على القنوات التابعة لمرجعية الشيرازي والأدهى والغريب في الأمر أن تتحمل ضغوطات من خارج الطائفة الشيعية ومن داخل الطائفة الشيعية، وكل ذلك على مرأى ومسمع الجميع.

    أصحاب المراكز والسلطات عادةً عندما يرون الوعي الديني منتشر في أوساط المجتمع يشعرون بالخوف على مكانتهم من تزايد شعبية المرجعية فيتجهون للحؤول بينها وبين استمراريتها بالعمل الرسالي.

    في التاريخ نجد أن السفاح والمنصور ضيقا على الإمام الصادق (ع)، فتأكيد الإمام (ع) على التقية دليل على وجود أنواع من الضغوطات، وهذه الضغوطات جاءت لعلوّ وتفوق شخصية الإمام في النفوس، وفي هذه الظروف انصرف الإمام الصادق (ع) عن الصراع السياسي المكشوف وكرس جهده إلى عملية بناء المقاومة بناءً علمياً وفكرياً، وراح يربي العلماء والدعاة لنشر الوعي العقائدي والفقهي والسياسي.

    اليوم شبيه الأمس، الصادق من الصادق (ع)، المنهج والنهج في بناء القيادات الواعية لتعلّم وترشد وتنصح وتمارس دورها الديني وتتحمّل كافة المسؤوليات في الدفاع عن دين الله وسنة نبيه (ص) في الزمن الذي انتشر فيه خلط الباطل بالحق وانتشار الأحاديث المكذوبة والترويج عن مفاهيم وثقافات مغايرة لتعاليم أهل البيت (ع) التي تشوه الإسلام كثيراً.

    المحاولات التي مارسها الأموييون والعباسيون ومن جاء بعدهم في سحق صوت الحق وطمس آثار أهل البيت (ع) بشتى أنواع الأساليب لم تجدي نفعاً ولن تجدي نفعاً على مر العصور.

    من الجميل أن نعتبر من قصص أحداث التاريخ، ونأخذ منه ما ينير طريقنا ونجعل من أنفسنا ضياءاً ونوراً يهتدي بنا الآخرين، فكم من الناس دخلوا التشيع بسبب رجوعهم لأحداث التاريخ، والفضل يعود لمن كرسوا جهودهم وطاقاتهم في سبيل استنهاض الأمة واستقامتها، وما كان لله ينمو.

    عبدالهادي المخوضر
    ٢٧ محرم ١٤٣٧هـ
    ٢٠١٥/١١/١٠م

  • #2
    حساب انستقرام للكاتب
    Www.instagram.com/hadi_almukhoder

    تعليق


    • #3
      موضوع جميل
      ولكن يفتقد الى الحيادية
      كان المفروض يكتب ماله وما عليه
      ولكن لم يفعل .. ليستشعر القارئ ان الكاتب ( موضوعي ) وليس بوق

      تعليق


      • #4
        كلام فاضي (ليس بوق) بالعكس الهجمة سخيفة و واضحة ضد المرجعية ولعمري هذا يكفي للفرد ان يتأمل ليعرف الحق وأهله

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X