
مجاهد من ارض الحرمين عائد من العراق يدلي بشهادته
بسم الله الرحمن الرحيم
مجاهد من ارض الحرمين عائد من العراق يدلي بشهادته
السلام وعليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
سلاما لكل من تحدرت دموعه في جوف الليل يدعوا الله أن يعز بنصره المجاهدين في العراق..................
سلاما لكل من شاركنا بقلبه وكتاباته ولسانه نصرة للمجاهدين في العراق..............
سلاما لكم من أخ محب رزقه الله ويسر له أن يغبر قدميه في سبيله عز وجل..........
سلاما لكم أبعث به من قلبي المعطر بدماء إخوان لكم كتب الله لهم شهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين .....................
سلاما وألف تحية من يدين رزقها الله أن تمسك برؤوس الأمريكان وتجتزها من الوريد للوريد .....................
ولعنة الله علي كل من سعد قلبه ولسانه وقلمه لما آلت إليه الأمور في العراق
أما بعد ..........
فلعل الكل يتساءل كما لمست بنفسي عند عودتي (بحفظ الله وسلامته) والحمد لله
((((((ما الذي حدث وين المقاومة العراقية ايش اللي صار للحرس الجمهوري ليش الأمريكان دخلوا بغداد بها لسرعة الغريبة المريبة وين الدبابات العرقية ليش ما في راجمات صواريخ )))))!!!!!!!!!!!
والعشرات من هذه الأسئلة التي انهالت علي رأسي بمجرد وصولي للبيت حتى أن فرحة الأهل بعودتي لم تستغرق الخمس دقائق ثم انهالت الصواريخ الموجهة ذات الرؤوس الممزوجة بالمرارة والقهر والغيظ والحنق لتنفجر علي مسامعي وإمعانا في زيادة هذه المعادلة المحبطة كانت الأخبار تنقل صور الحاكم العسكري الأمريكي في اجتماع الناصرية الذي جمع الفصائل العراقية التي لا ترى أبعد من طرف ثوبها كحال الحكام العرب عليهم من الله ما يستحقون ................
فاسمحوا لي أحبتي في الله أن أعيد صياغة ما قد كررته أمام الأهل والأقارب وبعض الأصدقاء.........................
عشرات المرات وهم يطلبون الاستزادة لعلهم يتوصلوا إلى اقتناع خارجي علي الأقل ناهيك عن الاقتناع الداخلي والذي من الصعب التوصل إليه ..........
فأقول وبالله المستعان...................
عند بدء القصف الأمريكي علي بغداد تم توزيعنا علي عدة محاور خارج العاصمة بغداد إلى الجنوب الغربي منها والجنوب الأوسط والجنوب الشرقي حيث أن هذه المحاور تؤدي إلى بغداد مباشرة بدون المرور في الضواحي ((يعني مثل الدائري في الرياض كأن نقول طريق خريص وطريق الأمير عبدالله وطريق الفحص))وقمنا بعمل تشكيلات متعددة كل تشكيل مكون من 8-12 فرد
بحيث ثلاثة أفراد يحملون الآربيجي وأربعة الكلاشنكوف والقنابل اليدوية واثنان علي الرشاشات المتوسطة من نوع pkm وتم التحصن داخل خنادق تم إعدادها من قبلنا بناء علي نصيحة( الشيخ أسامة حفظه الله) هذا كان في الأسبوع الأول من الحرب و كان هناك بعض الهجمات الصاروخية القريبة منا بحوالي الخمسة كيلو مترات..............
لكن بعد الأسبوع الأول قطعت الاتصالات بين المشرفين..............
علي المجاهدين العرب والقيادة العسكرية العراقية تماما ..................
فلم نكن نستمع إلا إلى الإذاعات حيث كان أحد الأخوة يحمل جهاز راديو صغير لا يلتقط إلا إيران والكويت والإذاعة التي أطلقها الجيش الأمريكي والتي تدعوا للاستسلام من دون مقاومة أما إذاعة الكويت فلا نقول إلا((( حسبي الله عليهم ونعم الوكيل))) وبعد انقطاع الاتصالات مع القيادة العسكرية العراقية والذي كان من قِبلنا شيء بديهي ومتوقع مع عدم خبرتنا بالحروب.............
إلا انه بدأ التململ يظهر علي المشرفين علينا من العسكريين ونتيجة استماعهم لما يبث عبر الإذاعة الكويتية أحيانا من أن النصر قد حالف القوات الأمريكية وذلك بعد اثنا عشر يوم من بدء الحرب بدأت معنويات المشرفين بالانهيار وهذا ما لمسناه جميعا
وفي اليوم الرابع عشر تم قصف المنطقة الجنوبية الشرقية منا والتي تؤدي إلى منطقة الكوت قصفا هائلا وشديدا من قبل قاذفات بي52 حيث أن فيلق للحرس الجمهوري كان مرابطا في تلك المنطقة وتم إلقاء قنبلة هائلة وهي والله اعلم قنبلة ((الديزي كتر)) ثم علمنا أن الأمريكان توغلوا بقوات مؤللة أي (مركبات آلية ومدرعات وناقلات جند وبضع دبابات ) إلى الجنوب الغربي من بغداد وحيث أننا كنا نرابط في المحور الجنوبي الأوسط
قررنا ان نقوم بالزحف العامودي باتجاه الشمال الغربي لنكون في ظهورهم عند وصولهم لأول خط دفاعي في تلك المنطقة وبالفعل انطلقنا إلى هناك من دون المشرفين الذين رحبوا بالفكرة لكنهم قالوا انهم لا يستطيعون ترك مواقعهم بدون أمر من القيادة فتركناهم وتوجهنا ومعنا دليل عراقي من أبناء المنطقة وكان الطريق بين النخيل والبساتين حتى لا تقوم طائرات الأباتشي باصطيادنا وكان عددنا حوالي المائة والثلاثين قمنا بتقسيم أنفسنا إلى سبعة تشكيلات كل تشكيل مكون من خمسة عشر مجاهد وأمام كل تشكيل( مجاهد )يتقدمه بحوالي المائة متر وذلك للاستطلاع وربط التشكيل مع الذي يليه حتى إذا تم اكتشاف تشكيل من قبل الطائرات علم الآخرون وكمنوا حيث أن الأباتشي كانت تطير بتشكيل من ثلاث طائرات علي شكل مثلث الأولي للاستطلاع والأخريان للقصف المباشر( بدون احم ولا دستور) وكنت أنا والدليل ومجاهدان آخران في المقدمة وكلما اقتربنا كانت أصوات القصف تقترب شيئا فشيئا وبالفعل في حوالي الثانية صباحا كنا نري القنابل المضيئة التي يطلقها الجنود الأمريكان علي بعد حوالي عشرة كيلو مترات وكانت طائرات الأف 18 تطير من فوق رؤوسنا حيث أن بنظرهم كانت هذه المنطقة مؤمنة.............
وعند وصول آخر التشكيلات إلى المنطقة التي توقفنا فيها قمنا بعمل خطة سريعة وذلك قبل طلوع الشمس حتى لا نكون مكشوفين ومن فضل الله علينا كانت هناك بوادر عاصفة رملية غير العاصفة القوية الأولي التي هبت علي العراق........
كانت الخطة كالآتي :
يتوجه(( تشكيل ونصف)) ويقوم بحركة التفاف ليصبح غرب القوات الأمريكية ......
يتوجه(( تشكيل)) آخر ليقوم بعمل كمائن علي الطريق ليمنع أية تعزيزات قد تأتي وذلك بأن ينقسم علي جانبي الطريق وليس علي جانب واحد ويكون الهجوم من جهة ثم تهجم الجهة الأخرى مع الزحف البطيء شمالا طوال الوقت حتى يصلوا إلى مؤخرة القوات الأمريكية ................
ثم قمنا بتقسيم المجاهدين الباقين إلى تشكيل رئيسي من خمسين مجاهد وميمنة وميسرة كل منهما 20مجاهد تتوجه مباشرة إلى قلب القوات الأمريكية ..........
ثم تعاهدنا أن نؤذن لصلاة الفجر من علي دباباتهم المدمرة .................
ثم بدأنا بالمسير بعد حوالي النصف ساعة وذلك لإعطاء التشكيل الملتف الفرصة للوصول إلى هدفه مع وصولنا بالتشكيل الرئيسي إلى هناك ..............
وبحمد الله بفضل((( دعوة أشعث أغبر في جوف الليل ))) هبت زوابع رملية قوية جدا وكانت الرياح باتجاه الجنوب الغربي في وجه القوات الأمريكية مباشرة وبزاوية مائلة في وجوهنا وفي حوالي الرابعة والنصف فجرا بدأنا نشاهد الرتل وهو واقف في مكانه حيث أن الطيران النفاث كان يواصل القصف أمامه لتمهيد الطريق له للتقدم حيث انهم كانوا قد اشتبكوا مع المجاهدين العرب في هذا المحور ...........
ومع اقترابنا لحوالي الثلاثمائة متر
اخذ كل منا موقعه وتقدم المجاهدين ممن يحملون الأر بي جي بتشكيلات مكونة من عشرين مجاهد وكل منهم يحمل من ثلاث إلى أربعة قذائف
وخلفهم تشكيل مكون من 18مجاهد يحملون الرشاشات المتوسطة
ثم بقية المجاهدين بدئوا يتسللون علي طول الرتل والذي كان يتكون من أربعة ناقلات جند مجنزرة كبيرة وستة مدرعات مدولبة وتسعة دبابات وحوالي خمسة سيارات جيب همر وكان بهذا الترتيب:
د:دبابة********* م:مدرعة ذات عجلات أو مجنزرة******* ه:جيب همر
ه-د-م-د-ناقلة مجنزرة-د-م-د-ه- ناقلة مجنزرة- د-م-ه-د- ناقلة مجنزرة -د-م-د-ه- ناقلة مجنزرة -ه-م-د-د-د:::مقدمة الرتل
وكانت الخطة أن يقوم التشكيل الملتف بالهجوم علي رأس الرتل من دبابات(لأننا لم نكن نعلم عدد القوات والآليات) بالأربي جي ثم الانسحاب وعند سماعهم لبدء اشتباك التشكيل الرئيسي
يعودون بالقنابل اليدوية والرشاشات المتوسطة حيث كان معهم أربعة رشاشات.........
من دون أن يقوموا بالالتحام المباشر
حتى يتم تفجير ناقلات الجند المجنزرة ........والتي توقعنا وجودها من البدء .......
ثم يتدخلون بقذائف الهاون عندما يخفت الهجوم الرئيسي وذلك لتأمين التغطية للتشكيل الرئيسي للتمركز الجيد و إعادة تجهيز الأربي جي من جديد وحيث أن الهاون يحتاج علي الأقل لأطلاقه مرتين لتحديد الإحداثيات الصحيحة و كان لابد أن يبقي التشكيل الرئيسي علي مسافة تتراوح بين المائتين والمائتين والخمسين مترا حتى لا نتعرض لقذائف الهاون((نيران صديقة يعني)))كما قال أحد الأقارب................
وبتوفيق الله .......عند الساعة الخامسة تماما .........
فُتحت نيران جهنم علي هذا الرتل المدجج بأحدث الأسلحة البرية من مناظير رؤية وأشعة حرارية وقذائف يورانيوم ورشاشات ثقيلة........الخ
فوالله لم يخرج أي منهم من دبابته أو مركبته و إنما اخذوا يطلقون النار عشوائيا وفي جميع الاتجاهات حتى أن الدبابات المتقدمة من عمي أبصارهم وقلوبهم ظنوا أن الشباب الذين كانوا يقصفونهم قد زحفوا عليهم فتقدمت الدبابات عن الرتل لصد الهجوم فبقي الرتل بدون رأس يحميه وهذا من فضل الله ..............
وعند بداية هجومنا بالآربي جي بدأنا في وسط الرتل تماما علي المجنزرتين والدبابات
و إمطار مركبات الهمر بالرشاشات المتوسطة......................
كل هذا وسط التكبير والتهليل وكان أحد الأخوة من الفلسطينيين ((وأنا اشهد انهم أشاوس)) يحمل مكبر صوت كنا نستعمله في الأذان فأخذ يكلمهم بالإنكليزية ((سنأكل أكبادكم... سنشويكم أحياء.. سنفرمكم تحت جنازير الدبابات... نحن لا نأخذ أسري.... سنأخذ رؤوسكم لنعلقها في غرفة الجلوس))فوالله أنها لعملت فيهم أكثر من فعل الآربي جي...............
وبعد أن قام الأخوة في التشكيل الملتف بقصفهم بالهاون بدأنا التقدم إليهم مع تغطية من الرشاشات المتوسطة فبدئوا يحددون أمكنتنا حيث قامت الدبابات بالتمشيط بواسطة الرشاشات للمنطقة المحيطة بهم وقامت الدبابات المتواجدة في آخر الرتل بمحاولة
الالتفاف علينا من الخلف حيث نزلت اثنتان منهما إلى داخل النخيل وأخذت تحطم الأشجار مع التمشيط بالرشاشات لكن بفضل الله بمجرد توغلها لمسافة قصير كان الأخوة المجاهدون ((الذين طلبنا منهم قطع الطريق علي أية تعزيزات مع التقدم البطيء)) قد وصلوا إلى آخر الرتل فقاموا بتفجير المدرعة الباقية هناك والإجهاز علي إحدى الدبابتين اللتين حاولتا الالتفاف من الخلف والهجوم بالقنابل اليدوية علي جيب الهمر والناقلة المجنزرة التي في آخر الرتل وعندما بدأ الجنود في المدرعات ببدء الخروج منها لأنها كانت بمثابة المقبرة لهم قمنا بتفجير إحدى الدبابات التي بدأت تطلق قنابل مضيئة
والتي لم تكن لها فائدة نظرا للغبار الموجود في الجو ..........
ثم قمنا بالهجوم الرئيسي علي وسط الرتل الذي يوجد فيه ناقلتين جند وستة دبابات وثلاثة مدرعات وذلك بالأربي جي والقنابل اليدوية مع تغطية بالرشاشات المتوسطة فتم تفجير الناقلتين و اندلعت فيهما النار وتم إعطاب أربعة دبابات وتدمير مجنزرة تدمير شامل والأخريتان تم إعطابهما .................
فو الله بكسر الهاء انه لم يخرج أحد من الناقلتين وفيهما ما لا يقل عن الأربعين جنديا
وقام الأخوة الذين خلف الرتل بتفجير الناقلة الأخري بواسطة القنابل اليدوية تفجيرا شاملا
أما الجنود الذين لم يخرجوا إلا من مدرعتين فقط فقد كانت الرشاشات المتوسطة بانتظارهم ..........فكنا نسمع صياحهم وبكائهم وتوسلاتهم .................
تعليق